بقايا رمز اسلامي لانتصار غابر
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
بقايا رمز اسلامي لانتصار غابر
الخيرالدا .... مئذنة جامع اشبيليا
بعثة سبق – إشبيليا: في طريقنا لزيارة مئذنة الجامع في إشبيليا كانت الزحمة في كل مكان، ضجيج الاحتفالات لا يتوقف.
هدفنا المئذنة والجامع معاً، وإن كان لم يتبق فعلياً إلا المئذنة التي يسمونها (الخيرالدا) أي دوارة الرياح حيث مازال قسم كبير منها قائماً إلى الآن.
لقد بلغت إشبيليا ذروة مجدها وعظمتها في عهد الموحدين، وخاصة في عهد أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن (ت 580هـ)، وأصبحت بحق حاضرة الأندلس وازدهرت فيها الحضارة والعمارة.
المئذنة التي أسسها الخليفة أبو يعقوب يوسف بناها أصلاً من ضمن رموز احتفائه بانتصاره على جيوش قشتالة في معركة (الأرك) الشهيرة.
ويذكر المؤرخون أن العمل بدأ به في شهر رمضان عام 567هـ، ورأس فريق البنائين "شيخ العرفاء أحمد بن باسة الإشبيلي" الذي يعد من أمهر زمانه بين خبراء البناء والتصميم.
ما كتب عن الاهتمام ببنائه كثير ومدهش، ومنه ما يقال إن الحفر في الأساس وصل إلى الماء، ثم وضع أساسه من الآجر والجير والجص والأحجار، وأسست دعائمه تحت مستوى سطح الأرض. استمرت عملية البناء من غير توقف ولمدة أربعة أعوام. وكان مشابهاً كثيراً لجامع قرطبة عند اكتماله.
أما المئذنة فعندما تتأمل ما تبقى منها تبدو على هيئة برج عال رباعي الشكل. وتذكر المنشورات المتوفرة أن طول قاعدتها من الأسفل يفوق 60 متراً بقليل وعرض حائطها 50 متراً وقسمت إلى أدوار تزينها شرفات صغيرة ونوافذ مصممة بطريقة ذكية وجميلة.
وتحتوي المئذنة على سلم وذكر أنها استخدمت أيضاً في زمنها الأول في رصد النجوم ومعرفة أوقات الصلاة.
وبقدر ما تغوص في خيالك في فخر وأنت تقرأ هذه المعلومات إلا أنك بمجرد أن ترفع بصرك لتشاهدها على الواقع يعتصرك الألم فقد تحولت هذه المئذنة التي كانت رمزاً للانتصار الإسلامي لتصبح كنيسة سانتا ماريا وتحولت المئذنة لبرج لأجراس الكنيسة.
كما امتلأت بالشركيات والتشويه بعد أن كانت آية في الفن والزخرفة الإسلامية. وتعرضت أروقة الجامع لتغييرات كبيرة وأقيمت فيه المصليات والأضرحة المختلفة، وإن احتفظ بزخارفه وواجهات عقود الصلاة إلى حد كبير.
أمر آخر تشعر به عندما تشاهد معظم الآثار الإسلامية هناك، تنافس في التفنن في بنائها، وهو ما يؤكد أن الخليفة أبي يعقوب يوسف كان يريد لهذا الجامع أيضاً أن يتفوق على جامع قرطبة الشهير، واستغرق بناؤه أربع سنوات.
وفي إشبيليا لو عدت من زيارتك للجامع والمئذنة وفي قلبك ما في قلبك، فيمكنك أن تدخل الحي العربي القديم، حيث الشوارع الضيقة التي تشرح الصدر، والهواء العليل، ونافورات المياه، وجداول الماء في بعض أفنية المنازل، بل ويمكنك التقاط صور لجدران ماثلة، وربما تذكارات تباع هنا وهناك، ولو دققت في بعضها ربما ستلمح نقشاً عربياً مثل الذي سبق وشاهدته في المساجد والقصور الأندلسية الأخرى حيث كتب (لا غالب إلا الله)" />" />
بنت الحرمين- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 343
تاريخ التسجيل : 11/02/2013
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى