ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سنن عظيمة.......غفل عنها الكثير

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

سنن عظيمة.......غفل عنها الكثير  Empty سنن عظيمة.......غفل عنها الكثير

مُساهمة  ابوعبدالرحمن الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 2:09 am

قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص من أجورهم شيء...) أخرجه مسلم

حديث جرير بن عبدالله أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من سنَّ في الإسلام سنةً حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها...)

سنن غفل عنها الكثير:

شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له صلى الله عليه وسلم :” إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين ، وامسح رأس اليتيم “.

قال صلى الله عليه وسلم : إذا كان أحدكم في الفيء فقلص عنه الظل وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل ، فليقم .
وفي حديث آخر أنه صلى الله عليه وسلم سماه : مجلس الشيطان


كانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما إذا صنعت الثريد غطته شيئاً حتى يذهب فوره ، ثم تقول : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنه

أعظم للبركة . وكذلك أبو هريرة رضي الله عنه يقول: لا يؤكل طعام حتى يذهب بخاره .


قال صلى الله عليه وسلم :” إن الرجل لترفع درجته في الجنة ، فيقول : أنى لي هذا ؟ فيقال : باستغفار ولدك لك “.

عن عبدالله بن عمرو قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، كم نعفو عن الخادم ؟ فصمت . ثم أعاد عليه الكلام . فصمت ،
فلما كان في الثالثة قال صلى الله عليه وسلم :” اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة “.


عن سالم أن ابن عمر رضي الله عنه كان يقول للرجل إذا أراد سفراً : ادن مني أودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا ، فيقول : ” استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عمل


اي حديث فيه ضعف الرجاء اخباري بذلك
وبارك الله فيمن علم وعمل


بإذن الله سيكون متجدد ..بكل سنة غفل عنها الناس

والله الموفق والله المستعان

ابوعبدالرحمن
ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين

عدد المساهمات : 217
تاريخ التسجيل : 30/09/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سنن عظيمة.......غفل عنها الكثير  Empty تاببببببببببع

مُساهمة  حمد. الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 8:26 pm


الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة
وبيان شيء من طرقها

قال الله - عز وجل -: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125].



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، صلى الله عليه وآله سلم، أما بعد:


فإن الوحيَ الإلهي أوضَحَ - بما لا يدَعُ مجالاً للشك - أنه ما قام دينٌ من الأديان، ولا انتشر مذهبٌ من المذاهب، ولا ثبت مبدأ من المبادئ، ولا راجت دعوى من الدعاوى، إلا بالدعوةِ إليها، وأنه ما تداعت أركانُ مِلَّة بعد قيامها، ولا انتكس فلُّ شريعةٍ بعد إحكامها، ولا درست رسوم طريقة بعد ارتفاع أعلامها، إلا وسببها تَرْكُ الدعوة إليها.


ولذلك حرَص على رَسْم معالم الدعوة بخصوصية فريدة، وتتبَّع كلَّ ما يتعلق بها بصورة مميزة ودقيقة، وغايته من ذلك أن يحيا الناسُ حياة طيبة في العاجل، ثم يفوزوا بسعادة خالدة، وعطاء غير مجذوذ في الآجل.


وإن للحق نورًا باهرًا، وللفضيلة جمالاً ساحرًا، ولكنَّ النفوسَ الناشئةَ في بيئة خاسرة، أو الغارقةَ في أهواءٍ سافلة، يقف أمامها الحقُّ فتخاله باطلاً، وتتعرَّض لها الفضيلةُ فتحسبها شيئًا منكرًا، فلا يكفي في دعوة الحق أن يطرقَ الداعي بها المجالسَ، ويصدع بها في المحافل، من غير أن يشدَّ أَزْرَها بالحجَّة، حتى تتضح المحجة، ويتخيَّر لها الأسلوبَ الذي يجعلها مألوفةً للعقول، خفيفةَ الوقع على الأسماع والفهوم.


وفي القرآنِ الكريم ما يدل على أن الدعوةَ الصادقة لا يثبت أصلُها، وتمتد فروعها، وتؤتي ثمارَها، إلا أن يقوم بناؤها على أساس قويم، ويذهبَ بها الداعي كلَّ مذهب حكيم، ويأخذ فيها بكل أدب جميل.


ولا أدلَّ على ذلك من هذه الآية التي احتوت على ضروب من المحاسن والقضايا، واشتملت على جملةٍ من المواعظ والوصايا، وأشتاتٍ من الأوامر والنواهي، فجمعت ما لو بُثَّ في أسفار عديدة لما أسفرت عن وجوه معانيها، ولا احتوت على أصولها ومبانيها.


ومَن تتبَّع نصوص القرآن الكريم، بل والسنَّة المطهرة، التي منها وصايا الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأمراء جيوشه، ومنها سيرته - صلى الله عليه وسلم - في الغزوات وغيرها، علِم أن الإسلامَ جاء بالحكمة والموعظة الحسنة - على وجهٍ لم يُسبَقْ بمثلِه - تقريرًا وتأكيدًا للرحمة والسلام، والخير والوئام، وإيضاح أنه جاء بالإصلاح لا بالإفساد.


وهذه الآية العظيمة وشِبهُها، وإن توجَّه فيها الخطابُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفظًا، فهو لجميع الأمة، لا بصيغتِه وإنما باعتبارِ معنى الرِّسالةِ؛ لأنها تابعة له، والقاعدة الشرعية أن الخِطابَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هوَ لأمَّته، إلا إذا دلَّ دليل على التخصيص؛ لأنه مأمورٌ بالتَّبليغِ ليتَّبع[1]، وقد قال الله - عز وجل -: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، وقد تواترَت النُّقولُ عن أصحابِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في مُتابَعتِهم لهُ في كلِّ شيءٍ إلا ما يبين لهم اختصاصه به.


قال العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى - في معنى الآية: "ذكر - سبحانه - مراتبَ الدعوة، وجعلها ثلاثة أقسام بحسب حال المدعو؛ فإنه:

إما أن يكون طالبًا للحق، راغبًا فيه، محبًّا له، مؤثرًا له على غيره إذا عرفه؛ فهذا يُدْعَى بالحكمة، ولا يحتاج إلى موعظة وجدال.


وإما أن يكون مشتغلاً بضد الحق، ولكن لو عرفه آثَرَه واتبعه؛ فهذا يحتاجُ مع الحكمة إلى الموعظةِ بالترغيب والترهيب.


وإما أن يكون معاندًا معارضًا؛ فهذا يجادَلُ بالتي هي أحسن، فإن رجع وإلا انتُقِل معه من الجدال إلى الجِلاد إن أمكن[2]؛ اهـ.


وبعبارة أخرى: فإن المخاطَبَ لا يخلو أن يكون على أحد مراتبَ ثلاثٍ حين تلقِّيه الخطاب الحق الواضح:

أولها: أن يكونَ خاليَ الذهن، لا يكاد يسمع الحق إلا وأذعن إليه، وأقبل بخيلِهِ ورَجِله عليه؛ فهو سَلِس القِياد للحق، ليس بحاجة لخطاب ينتهزُه، أو كلمة تنتهره، أو منبر يقرعه؛ بل هو بأمسِّ الحاجة إلى الحكمة؛ فهذا يُكتفى معه بإلقاءِ الحق إليه وحسب، بعبارة لطيفة، وكلمات رقيقة.


ثانيها: أن يكون معترفًا مقِرًّا بصدق ما تدعوه إليه، ولكنه لا يوافِق عَملُه عِلمَه؛ فهذا يُحَثُّ على العلم الذي يخالفه بعملِه، بالموعظة الحسنة ترغيبًا وترهيبًا؛ لأنه أحوج ما يكون إلى الجذب إليه، وهذا في الغالب يكون مع الصالحين الذين قال الله - عز وجل - عنهم: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55].


بحاجة إلى إزالة العوائقِ عنه[3]:

فأوضَحَ اللهُ - عز وجل - في هذه الآية قواعدَ الدعوة ومبادئها، وعيَّن وسائلها وطرائقها، حسب مقتضياتها، وبيَّن أن الأصلَ فيها الحكمة والموعظة الحسنة، التي تُدْخله إلى القلوب برِفْق، وتتعمق المشاعر معه بلُطف، حتى تهتدي القلوب الشاردة، وتؤلف النفوس النافرة، بعيدًا عن الزجر والتأنيب، والتوبيخ والتقريع.


إن مِن أعظم ما يوصَى به الداعي إلى الله - عز وجل - أن يدعوَ الناسَ بالحكمة والموعظة الحسنة؛ فيتلمسَ الكلماتِ المرققة للقلوب، المنورة للصدور، والتي تُذْهِب وَحَرَ القلوب القاسية، وتؤلِّف النفوس المتعاصية، ويحرصَ على الإرشاد الحكيم والقول القويم، ويستخدمَ الخطابات المقنعة والعِبَر النافعة، التي يستحسنها المدعو، وتقع منه موقعًا حسنًا، وتُقَوِّي فيه حبَّ الحقِّ والخير، وكُرْه الباطل والشَّر، وتدعوه إلى التعاون على البرِّ والتقوى، وإقامة مصالح المِلَّة والدولة، وتبعثه على الفعل أو الترك، إنذارًا وتبشيرًا، وعملاً وتعليمًا.


ولا يستطيع ذلك إلا الفقيه بالكتاب والسنة، العارف بالداء، والخبير بأسرار الدواء، الذي ينفُذُ في القلوب، ويحبب إلى النفوس، وإن هذا الضرب من العلم هو من أهمِّ ضروب العلوم، ولا سيما لمن يقود الناس إلى الإيمان، ويدعوهم إلى الرحمن - عز وجل.


كما يجبُ على الداعي إلى الله - عز وجل - أن يتحلَّى بالبصيرة والوسطية، والأساليب المرضية، في دعوته الناس للكتاب والسنة، كما كان ذلك شأنَ المرسلين وأتباعهم إلى يوم الدين؛ فقد أمر اللهُ - عز وجل - رسولَيْهِ موسى وهارون - عليهما السلام - فقال - عز وجل -: ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 43، 44]؛ لأن الهدفَ من الدعوة أن يُقبل الناسُ على الهدى، وأن يزول ما بأعين أصحابها من أوهام الجهل والخرافة والتخلُّف، وأن يذعنوا للحق ليس إلا، حتى يكونوا على الجادة المستقيمة، ولا سبيل إلى ذلك ألبتة إلا بالحكمة والموعظة الحسنة، التي يُكسر بهما سور عناد العتاة، وتلين معهما عريكة الطغاة، فعوِّل عليهما وارغبْ عن غيرهما.


وبيّنْ أولاً: الوسيلة الشرعية في الدعوة إليه؛ فمن واجب الداعية أخذُ الناس إلى الحق رويدًا رويدًا، مع توخِّي الطرح الموضوعي، بعقلانية وهدوء؛ مما يدلُّ على وجوب استعمال اللِّين والرِّفق، وترك الفظاظة والغلظة، والشدة والحدة في الدعوةِ إلى الله - عز وجل.


ثانيًا: أوضح لنا ثمرةَ الدعوة إليه - عز وجل - بالحكمة والموعظة الحسنة، وهي: التذكُّرُ والخشية.


قال الشنقيطيُّ - رحمه الله -: "أمر اللهُ - جل وعلا - نبيَّه موسى وهارون - عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام -: أنْ يقولا لفرعونَ في حال تبليغ رسالة الله إليه: ﴿ قَوْلاً لَيِّنًا ﴾؛ أي: كلامًا لطيفًا سهلاً رقيقًا، ليس فيه ما يُغضب وينفر، وقد بيَّن - جل وعلا - المرادَ بالقول اللين في هذه الآية بقوله: ﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ﴾ [النازعات: 17 - 19]، وهذا والله غايةُ لِين الكلام ولطافتِهِ، ورقَّتِه، كما ترى".


ويقول شيخ الإسلام: "وذلك أنه قد عُلِمَ أن الداعيَ الذي يدعو غيرَه إلى أمر، لا بد فيما يدعو إليه من أمرين:

أحدهما: المقصود المراد.


والثاني: الوسيلة والطريق الموصل إلى المقصود"[4].


من طرق وأساليب الدعوة:

لا شك أن طرق الدعوة وأساليبَها تتنوَّع بتنوُّع ظروف الدعوة، وتختلف باختلاف أحوال المدعوين؛ وذلك لأن الدعوةَ تتعاملُ مع النفوس البشرية، وهي - ولا بد - مختلفةٌ في طبائعها وأمزجتها، وأهوائها وتراكيبها، وما يؤثر في بعضها قد لا يؤثِّر في البعض الآخر يقينًا، وما يؤثر منها في حال معين، قد لا يؤثر في حال أخرى، فلا بد للداعية الحكيم مِن مراعاة ذلك كلِّه والعملِ بحسبه، وقد أرسى الإسلامُ في أصوله الثابتةِ الطاهرة - من القرآن الكريم والسُّنة النبوية الشريفة، وإجماع السلف الصالح وعملهم - مبادئَ الدعوة، كما حفلت بها مظاهر الحياة في الحضارة الإسلامية في جميع مراحل تطورها التاريخي منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنًا.


ومن هذه الطرائق أو الأساليب:

• اختيار أرق الجُمَل والتعبيرات، وألطف التراكيب والعبارات، في مخاطبة الطرف الآخر؛ يقول -سبحانه وتعالى-: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]؛ لأنه أوقعُ في النفوس، وأبلغُ وأنجع في حصول المقصود، وإظهار الحق وتأثيره.


• اختيار الأوقات المناسبة في بعض الأحيان، قد يكون سببًا في حل المشكلات، وفض الاشتباكات، وكثيرًا ما يَهدي القلوبَ الشاردة، ويؤلِّف النفوسَ النافرة، ويأتي بخير مما يأتي به لو كان في وقت آخر.


• العمل بالسياسة الشرعية في الدعوة، والحرصُ على رعاية مصالحِ الأمة، واتخاذ الحكمة لذلك سبيلاً وطريقًا، ومنهجًا وسلوكًا.


• البعد عن الغِلظة، والحذر من استخدام المفردات الجافة، والعبارات الفظة غير المرغوب فيها، ناهيك عن سِبابِ الناس وإيذائهم وتحقيرهم وازدرائهم وغير ذلك، من الممارساتِ الناجمة أساسًا عن عدم الحكمة، والاعتراف بالآخرين، والأنا الزائدة، وهؤلاء لا ينبغي لهم أن يتصدَّروا لمثلِ هذا المقامِ الرفيع؛ لأنه لا يمكِنُهم أن يحقِّقوا منه أي نتائج إيجابية، وقديمًا قيل: فاقدُ الشيء لا يعطيه.


• السعي الدؤوب إلى التطبيق العملي لأساليب الرسول - صلى الله عليه وسلم - الدعوية في شتى المجالات، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - مبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله - عز وجل - بالحكمةِ والموعظة الحسنة، فلكأنه السراجُ المنير، فإن لهذه التربيةِ النبوية الكريمة الأثرَ الكبير في توجيهِ النفوس نحو الخيرِ والفضيلة.


• سطَّر أصحابُ رسول الله - صلى اللهُ عليه وسلم، ورضِيَ اللهُ عنهم - أروعَ الأمثلة التطبيقية والعملية في الدعوة إلى الله - عز وجل - وَفْق ما كان عليه الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - وفطنوا إليها، وخاطبوا الناس بها، فنجحوا في دعوتهم - وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء - فيحسُنُ بك - أيها الداعيةُ - النظرُ في سيرتهم، والاقتداءُ بهم، والسير على منوالهم؛ فإنهم أنوار الدجى، ومَصابِيحُ الهُدى لِمَنْ غَوى، وإن عوى من عوى.


• السعي إلى تطوير أساليب الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة، والتفطُّن لأنجع الأساليب في الدعوةِ إلى الله - عز وجل - وتبليغها إلى كلِّ مَن لم تبلُغْه في كل مكان في العالم، باستخدام كلِّ الوسائل التي يسَّرها الله - عز وجل - للإنسان.


• لا ينبغي أن تُسنَدَ الدعوةُ إلى الله - عز وجل - عمومًا، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على وجه الخصوص إسنادًا مطلقًا، إلا لمن جمع بين العلم والحكمة والصبر على أذى الناس؛ لأنها وظيفةُ الرسل - عليهم الصلاة والسلام - وأتباعِهم.


• مخاطبة الناس على قدر عقولهم واستعداداتهم، بالمقالةِ المحكَمة الظاهرة، والكلمة الواضحة البينة، والعِبَر النافعة المُقنعة، والدليل الموضح للحق المزيل للشبهة، على وجهٍ لا يخفى على النَّاس وجهُ الحق فيه، أو يلتبسُ.


• التلطف في دعوة الناس إلى الله - عز وجل - ينبغي أن يكونَ في الأسلوب الذي يبلِّغ به الداعية، لا في الحقيقة التي يبلِّغهم إياها؛ لأن الحقيقة يجب أن تبلَّغ إليهم كاملة، أما الأسلوب فيتبع المقتضيات القائمة، ويرتكز على قاعدة الحكمة والموعظة الحسنة على وَفْق ما سبق.


وهذه الأمور إذا فقهها الدعاة إلى الله - عز وجل - فإنها ولا شك سببٌ مهم في انفتاح قلوب الناس للنور والهدى، والداعية الحكيم هو الذي يستطيع - بتوفيق الله عز وجل - امتلاكَ زمام القلوب، بحُسن البيان، وجميل التصرف، وكريم السجايا والطباع.


وكم اهتدى فئامٌ من الناس على يد دعاة موفَّقين! وكم صُدَّ عن الحق كثيرٌ ممن لم يُرزَقِ التوفيقَ والحكمة! فالأمرُ يحتاج إلى معالجة حكيمة، أشبه ما تكون بمعالجة الطبيب الناصح للمريض وقد أعضله الداء.

[1]- انظر: تيسير علم أصول الفقه، لعبدالله بن يوسف الجديع، وللفائدة في تقرير القاعدة، انظر - غير مأمور -: "مجموع الفتاوى" (15/ 446، 14/ 273 - 275)، و"زاد المعاد" (3/ 307)، و"شرح الكوكب المنير" (3/ 218، 221)، و"مذكرة الشنقيطي" (210)، نقلاً عن معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة، لمحمَّد بن حسين بن حسن الجيزاني، الطبعة الخامسة - 1427 هـ.

[2]- (4/ 1267)، الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، ابن القيم، تحقيق: د. علي بن محمد الدخيل الله، دار العاصمة - الرياض الطبعة الثالثة، 1418 - 1998.

[3]- انظر: (1/ 174)، مفردات القرآن - نظرات جديدة في تفسير ألفاظ قرآنية - لعبدالحميد الفراهي الهندي، بتحقيق: د/ محمد أجمل أيوب الإصلاحي، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى 2002م.

[4]- (15/ 162)، لابن تيمية الحراني - رحمه الله - تحقيق: أنور الباز - عامر الجزار، دار الوفاء، الطبعة الثالثة 1426 هـ / 2005م.


حمد.
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سنن عظيمة.......غفل عنها الكثير  Empty رد: سنن عظيمة.......غفل عنها الكثير

مُساهمة  ابوعبدالرحمن الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 8:46 pm

احسنت اخي حمد بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
موضوعك اكثر من رائع واتمنى ان تضعه بموضوع مستقل وتطالب بتثبيته
فيه نصائح قيمة وخصوصا لمن اراد الدعوة
فحب الدعوة الى الله شيء والقدرة والمعرفة والصبر على الدعوة شيء
وهدانا الله جميعا الى ما يحب ويرضى

ابوعبدالرحمن
ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين

عدد المساهمات : 217
تاريخ التسجيل : 30/09/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سنن عظيمة.......غفل عنها الكثير  Empty رد: سنن عظيمة.......غفل عنها الكثير

مُساهمة  ابوعبدالرحمن الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 8:48 pm

﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾

اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ﴾

أمر اللهُ - جل وعلا - نبيَّه موسى وهارون - عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام -: أنْ يقولا لفرعونَ في حال تبليغ رسالة الله إليه: ﴿ قَوْلاً لَيِّنًا ﴾؛ أي: كلامًا لطيفًا سهلاً رقيقًا، ليس فيه ما يُغضب وينفر،

ابوعبدالرحمن
ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين

عدد المساهمات : 217
تاريخ التسجيل : 30/09/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سنن عظيمة.......غفل عنها الكثير  Empty رد: سنن عظيمة.......غفل عنها الكثير

مُساهمة  ابوعبدالرحمن الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 9:05 pm

يا حبذا اخ حمد ان تقوم بالتسجيل ونتابع معك في هذا الموضوع بالتحديد
الطريقة السليمة للدعوة الى الله ...فكثير منا يصطدم بمسلمين لهم فكر خاص وغريب عن جماعة محمد عليه الصلاة والسلام
فباي طريقة توضح لهم او تبين لهم والاحاديث بينة وجلية
لو كان من تدعوه الى الله غير مسلم لكان الوضع مختلف
اما عندما يكون الخلاف مع مسلم وترى نفسك على حق وهو على ضلال ......مالعمل؟

ابوعبدالرحمن
ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين

عدد المساهمات : 217
تاريخ التسجيل : 30/09/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سنن عظيمة.......غفل عنها الكثير  Empty رد: سنن عظيمة.......غفل عنها الكثير

مُساهمة  ابوعبدالرحمن الأربعاء أبريل 15, 2015 2:55 am

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه ، أو كانت به قرحة أو جرح . قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا . ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها " باسم الله . تربة أرضنا . بريقه بعضنا . ليشفى به سقيمنا . بإذن ربنا " . قال ابن أبي شيبة " يشفى " وقال زهير " ليشفى سقيمنا " .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح

شرح مبسط؟

(ببزاقه بأصبعه ) أي : كان يأخذ من ريقه على أصبعه شيئا ، ثم يضعها على التراب فيتعلق بها منه شيء فيمسح بها على الموضع الجريح ويقول هذه الكلمات (تربة أرضنا ) أي : هذه تربة أرضنا بريق بعضنا ، أي : ممزوجة بريقه (يشفى ) على بناء المفعول علة للممزج (بإذن ربنا ) متعلق يشفى .
---------------------

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: (( ما عاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ طعامًا قط ، كان إذا اشتهاه أكله ، وإن كرهه تركه ))
[ متفق عليه
عن إبن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (من أطعمه الله طعاما فليقل : اللهم بارك لنا فيه وأ رزقنا خيرا منه ، ومن سقاه الله لبنا فليقل : اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ، فإني لاأعلم ما يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن)

-----------------

عن عثمان بن عفان رضى الله عنة قال :
مرضت فكان رسول الله صلى الله علية وسلم يعوذنى فقال:"بسم الله الرحمن الرحيم أعيذك بالله الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن لة كفوا احد من شر ما تجد"
ثم قال "تعوذ بها فما تعوذت بمثلها"

وقال النبى صلى الله علية وسلم
"ضع يدك على الذى تألم من جسدك وقل:بسم الله ثلاث مرات وقل سبع مرات :أعوذ بالله وقدرتة من شر ما أجد وأحاذر"

يتبع ان شاء الله.............
والسلام عليكم

ابوعبدالرحمن
ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين

عدد المساهمات : 217
تاريخ التسجيل : 30/09/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سنن عظيمة.......غفل عنها الكثير  Empty رد: سنن عظيمة.......غفل عنها الكثير

مُساهمة  ابوعبدالرحمن السبت يونيو 13, 2015 11:26 am

عن بلالٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ : أنَّهُ رأى رجلًا لا يتمُّ الرُّكوعَ ولا السُّجودَ فقالَ لو ماتَ هذا ماتَ على غيرِ ملَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ
الراوي : - | المحدث : الهيتمي المكي| المصدر : الزواجر

الصفحة أو الرقم: 1/140 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

ابوعبدالرحمن
ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين

عدد المساهمات : 217
تاريخ التسجيل : 30/09/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سنن عظيمة.......غفل عنها الكثير  Empty رد: سنن عظيمة.......غفل عنها الكثير

مُساهمة  ناجح وذكي الأحد يونيو 14, 2015 4:17 am


بارك الله فيكم لما أوفيتم

جزاك الله خيراً يا أبو عبد الرحمان
ناجح وذكي
ناجح وذكي
موقوف لمدة شهرين

عدد المساهمات : 166
تاريخ التسجيل : 06/06/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى