ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة القصيدة اليتيمة.......

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

قصة القصيدة اليتيمة....... Empty قصة القصيدة اليتيمة.......

مُساهمة  حليم الأربعاء أبريل 16, 2014 5:40 pm

القصيدة اليتيمة


كثير هم الشعراء الذين كانت أشعارهم وقصائدهم سبباً في مقتلهم، فهل من الممكن أن يكون الشعر سبباً في مقتل صاحبه؟، هذا هو ما حدث فعلا مع الكثيرين من الشعراء وكان من هؤلاء الحسين بن محمد المنبجي المعروف بدوقلة هذا الشاعر الذي نظم قصيدته والتي تعد القصيدة الوحيدة أو "القصيدة اليتيمة" كما أطلق عليها بعد ذلك، ولكن لا يوجد تأكيد على كون هذه القصيدة تنسب له أم لا، هذا بالإضافة لتعدد القصص التي تروي المناسبة التي قيلت فيها.

وتقول إحدى الروايات إن هذه القصة ترجع إلى زمان بعيد حيث كانت هناك ملكة تدعى دعد كانت ملكة لليمن قد أخذت على نفسها عهدا بألا تتزوج إلا بمن يمتلك من الفصاحة والبلاغة ما يكفي لأن يغلبها به، وعرفت هذه الملكة بجمالها الأخاذ الساحر مما جعل الشعراء يتبارون في نظم وعرض مالديهم من قصائد عليها، ولكن لم تنال أي من قصائدهم إعجابها.

كان دوقلة هو أحد الشعراء الذين سمعوا بخبر الملكة وما تريده من مواصفات الشخص الذي سوف يصبح زوجاً لها، وكما سمع عن هذا سمع أيضاً عن جمال الملكة الباهر فانطلق ينظم الشعر فأبدع واحدة من أروع القصائد والتي مازالت تحتل مكاناً متميزاً بين قصائد الشعراء، وبينما هو في طريقه إلى الملكة ليعرض عليها قصيدته مر بأحد الأحياء فقام واحداً من أهل الحي باستضافته وبينما دوقلة عنده أخذ يسرد عليه قصيدته هذه القصيدة التي أعجبت الرجل كثيراً ولاقت في نفسه قبولاً واسعاً، وشعر دوقلة بمدى الإعجاب الذي جرى في نفس الرجل كما شعر بالغدر الذي قد يقع به فقام بإلحاق قصيدته ببيتين في أخرها أملاً في ذكاء دعد، أن تكتشف الغدر الذي سيلحق به.

وبالفعل كما توقع دوقلة قام الرجل بقتله وحفظ القصيدة لكي يلقيها هو على مسامع دعد، وعندما ذهب الرجل لدعد لكي يلقي عليها قصيدة دوقلة سألته عن الديار الذي أقبل منها قال إنه من العراق فلما سمعت القصيدة وجدت بها بيتاً يدل أن صاحبها من "تهامة" وهو البيت الذي يقول فيه دوقلة :

إِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني ........... أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُ

وما أن ختم القصيدة بالبيتين الذين كتبهما دوقلة هبت دعد من مقعدها صارخة بقومها : أقتلوا قاتل زوجي.

وهكذا فمن قتل يقتل فعلى الرغم من أن هذه القصيدة كانت سبباً في قتل صاحبها إلا أن الذي غدر به قتل هو الأخر، وبقيت هذه القصيدة بعد ذلك ترددها الألسن من جيل إلى جيل ، ويرجع البعض سبب تسميتها بالقصيدة اليتيمة لعدد من الأسباب منها أنها تسببت بقتل صاحبها ولم يعرف له من الشعر سواها، كما يقال أنها سميت بذلك لجمالها وبلاغتها وتضمنها للكثير من المعاني الرائعة في وصف المرأة، ويقال أنها سميت بهذا الاسم لكونها قصيدة لا شبيه لها لقوة معانيها وروعة تشبيهاتها.

وهذه هي القصيدة:


هــل بالطلــول لــسائــل ٍ ردّ .......... أم هـــل لهـــا بـتكـلّـم ٍ عـهــدُ

دَرَس الجديدُ ، جديــدُ معهدها.......... فــكأنمـــا هــي ريطــة جـردُ

من طول ما تبكي الغيوم على .......... عَـــرَصــاتِهــا ويقهقــه الرعدُ

وتــلُـــثُّ ســــاريـــةٌ وغاديــةٌ .......... ويــــكرُّ نحــــسٌ خلفه سعدُ

تـــلــقـــاءَ شــاميــةٍ يمـانـيــة .......... لــهــا بــمــورِ تُــرابـها سَـردُ

فكست بــواطنها ظواهرهـــا.......... نــــوراً كـــأن زهـــاءه بـــــرد

فوقفت أســألها ، وليس بهـــا.......... إلا الــمهـــا ونـــقــانــق رُبـــد

فتبادرت درر الشؤون عــلى .......... خــدّي كـــمـا يتـــنــاثر العـقد

لهفي على( دعد ) وما خلقت .......... إلا لفـــرط تــلــهفـــي دعــدُ

بيضـاء قـــد لبس الأديم بها .......... ءَ الحسُن ، فهو لجِلدها جِلـــد

ويـزيــنُ فـوديها إذا حسرت .......... ضــافـــي الغدائر فاحمٌ جَعــد

فــالوجـه مثل الصبح مُبيضٌّ .......... والشعــر مــثــل الليل مسودُّ

ضــدّانِ لـمـا استجمعا حسُنا .......... والضــدُّ يــظهــر حُسنه الضــدُ

فكـــأنهـــا وسنَانُ إذا نظرَتْ .......... أو مـدنـف لــمَّــا يُفِـق بـــعـــد

بـفتـور عيــن ٍ مـا بهـا رمَدٌ .......... وبــهـــا تُــداوى الأعين الرمدُ

وتــريـك عِـــرنـيـناً به شـمـمٌ .......... وتُريكَ خــــداً لــونــه الـــوردُ

وتــجيــل مسواك الأراك على .......... رتـل ٍ كــأن رضـــابــه الشهـد

والــصــدر مــنهــا قــد يزينه .......... نـهــدٌ كــحــقِّ العـــاج إذ يبــدو

والمعصمانِ ، فما يـرى لهمـا .......... مـــن نــعمــةٍ وبــضاضةٍ زنــد

ولـــهـــا بـنــان لـــو أردت له .......... عــقـــداً بــكفـــك أمكن العقد

وكـــأنمــا سُـــقيــت ترائبها .......... والنحـــرُ مـــاءَ الــورد إذ تبــدو

وبصـدرهـــا حُقَّــان خِلْتَهُما .......... كـــافـــورتـَـيــْن علاهمــا نَـدُّ

والــبطـن مطـويّ كما طويت .......... بــيـض الرياط يصونها المُلـدُ

وبـخصرها هــيـف يزيـنـه .......... فـــإذا تـــنـــوءُ يـــكــاد يــنـقـــدُّ

وَلهــا هَـنٌ رابٍ مَجَسَّـتُهُ .......... ضيقُ المَسـالك حَـرَّهُ وَقــدُ



فإِذا طَعَنتَ طعَنتَ في لـبــَدِ .......... وإِذا سَــلـَلـتَ يَكـادُ يـَنـسَــدُّ

والتــف فخـــذاها وفوقهمـــا .......... كفـــل يجـــاذب خصرها نهـــد

فـــقيامهــا مثنى إذا نهضت .......... مــن ثقلـــه ، وقعودهــا فـــرد

والســـاقُ خـــرعبــة منعمـة ............ عـبلـــت فطـوق الحجـل منسدُ

والكـعــب أدرم لا يـبـيـن لـه ............ حــجــمٌ ، وليــس لرأسه حـدُّ

ومشـت على قدمين خُصرتـا ............ والــتــفـتــّا ، فتــكامل الــقــدُّ

مــا عابها طــول ولا قِــصَـــر .......... فـــي خلقهــا ، فقوامها قصـد

إن لم يكن وصل لــديك لـنــا .......... يشفي الصبابة ، فليكن وعْــدُ

قــد كان أورق وصلكم زمناً .......... فــذوى الــوصال وأورق الصَّدُ

لله أشــواقــي إذا نــزحـَـــتْ .......... دارٌ لــكـم ، ونأى بكــم بُـعــــدُ

إن تــتْهمـي فـتهامةٌ وطــني .......... أو تُـنْجدي ، يكن الهوى نَـجْـدُ

وزعـت أنك تُضْمرين لـنـا .......... وُدّاً ، فــهــلاّ يــنفــع الــــــودُّ

وإذا المحب شكا الصدودَ ولم .......... يُـعْطَـف عليـــه فقتلُــه عَمْدُ

نختصُّها بالود ، وهي على .......... مــالا نحــب ، فــهكذا الوجـد

أو مـا تــرى طمــريَّ بينهما .......... رجــل ألـــحّ بـــهــزلـــه الجـد

فالسيـف يقطــع وهو ذو صدءٍ .......... والنصل يعلــو الهـام لا الغمد

هــل تنــفعــن الســيف حليتــه .......... يـــوم الجــلاد إذا نــبــا الحـــد

ولـــقــد علمــتُ بأننـي رجلٌ .......... في الصالحاتِ أروحُ أو أغـدو

سلمٌ على الأدنى ومرحمـــةٌ .......... وعــلى الحـــوادث هــادن جَلدُ

مـتجلبـب ثـوب العفاف وقــد .......... غــفــل الـرقيـب وأمكـن الوِردُ

ومجانبٌ فــعـل القبيح وقـــد .......... وصــل الحبيب وساعد السعد

مــنـع المطـــامـع أن تثلّمني .......... أنـيّ لمِعـولِهــا صــفــاً صلـــدُ

فـأروحُ حُـراً مـن مـذلّــتهــا .......... والـحـرُّ حيـن يطيعهــا عَــبـــدُ

آلــيـــت أمـــدح مُقــرِفـــاً أبـداً .......... يــبــقــى المديــح ويـنفد الرفدُ

هيــهات ، يأبى ذاك لي سلفٌ .......... خمــدوا ولـــم يخمــد لهم مجد

فالـجَـــدُّ كِنـــدة والبنـون همو .......... فــزكـــا البنـون وأنجـب الجدُّ

فــلئـن قفــوت جميــل فعلهمو .......... بذمـيم ِ فـعلـي ، إنني وغـدُ

أجـمل إذا حاولــت فـي طلبٍ .......... فـالجِــدُ يغنـي عنك لا الجَدُّ

وإذا صـــبرت لـجـهـد نـازلــةٍ .......... فـكـأنــه مـا مـسـك الـجهـدُ

ليــكـن لــديـكِ لسائـلٍ فــرجٌ .......... أو لـم يكـن.. فليحسن الـردُّ


يا لَيـتَ شِــعري بَـعـدَ ذَلِـكُمُ .......... ومحارُ كُـلِّ مُؤَمّـِلٍ لَـحـدُ

أَصَريعُ كَلمٍ أَم صَريعُ ردى .......... أَودى فَلَيسَ مِنَ الرَدى بُد
حليم
حليم
معبّر المنتدى

عدد المساهمات : 4182
تاريخ التسجيل : 03/03/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة القصيدة اليتيمة....... Empty رد: قصة القصيدة اليتيمة.......

مُساهمة  الهمداني الأربعاء أبريل 16, 2014 7:52 pm

ليس الشعر من يقتل .. ولكن الهجاء في القصيده او الذم الخ.. هو ممكن يقتل او يعلن من تحت بيت قصيده حرب كاملة
الهمداني
الهمداني
عضوية ملغية "ايقاف نهائي"

عدد المساهمات : 3554
تاريخ التسجيل : 30/04/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة القصيدة اليتيمة....... Empty رد: قصة القصيدة اليتيمة.......

مُساهمة  حليم الجمعة أبريل 18, 2014 10:28 am

قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى- :من أراد أن يَصحبَنا فلْيَصحبْنا بِخمسٍ :

- يُوصل إلينا حاجة مَن لا تصل إلينا حاجته
- ويدلّنا على العدل إلى مالا نَهتدي إليه
- ويكون عوناً لنا على الحق
- ويؤدي الأمانة إلينا وإلى الناس
- ولا يغتاب عندنا أحداً

ثم قال : ومَن لم يفعلْ فهو في حرجٍ من صُحبتنا والدخول علينا ، إني لست بخيركم ،

ولكني رجل منكم غير أنّ الله جعلني أثقَلكم حِملاً ....
حليم
حليم
معبّر المنتدى

عدد المساهمات : 4182
تاريخ التسجيل : 03/03/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة القصيدة اليتيمة....... Empty رد: قصة القصيدة اليتيمة.......

مُساهمة  الحالم السبت أبريل 19, 2014 9:51 pm

لا اله الا الله

الحالم
موقوووووووف

عدد المساهمات : 1116
تاريخ التسجيل : 27/01/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى