ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ

اذهب الى الأسفل

وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ Empty وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ

مُساهمة  حبيب القرآن الأربعاء ديسمبر 24, 2014 1:43 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ،إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
...........

بدايةً نقول لمن يتحدث عن آخر الزمان وعن علامات آخر الزمان أو ألقيامة بشيء من الخيال وبما يُشبه من غره طول الأمل ، وكأنه في عالم آخر ، نقول له : -
.........
إن سيدنا مُحمد صَلِّ اللهُ عليه وسلم ومبعثه من علامات الساعة ، وبأنه نبي ورسول آخر الزمان، وبأنه أتى مع قرب الساعة والقيامة ، حيثُ قال : -
...........
"بُعثتُ أنا والساعة هاتان ، وأشار بإصبعيه ألسبابه والإبهام"
...........
ثُم إن من الآيات والعلامات التي أُعطيت له ، هي" آية انشقاق القمر" وهذه الآية جاءت مع اقتراب الساعة ومع إقتراب يوم القيامة ، حيث قال تعالى : -
.........
{ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ }القمر1
..........
فكيف سيكون الاقتراب للساعة وبأن ألقيامة قد اقتربت إذا مضى ما يُقارب 1440 عام على بعثة رسول الله وانشقاق القمر لهُ، والمُقارنة تتم مع العمر الإفتراضي للبشرية منذُ والدينا آدم وحواء حتى تقوم الساعة ، ولا نظن أن الفرق في الطول بين السبابة والإبهام للإنسان كبير ، فكيف إذا أنقضت كُل هذه السنين .

*****************************************
الدابة
.........
هو كُل ما يدب على الأرض ويخرج منه صوتٌ أو حركةٌ " صوتٌ وصورة وكلامٌ في هذا الزمان ، بعد أن حل ما صنعه الإنسان مكان الدابة ، فاصبح هو الدابةُ ".
.....
فأختصر الله سُبحانه وتعالى الثورة العارمة والهائلة في عالم المواصلات وعالم الاتصالات بكلمةٍ واحده بقوله "دابةً"
"................
{ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}النمل82
.........
أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ
.........
أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً
.........
مِّنَ الْأَرْضِ
.........
لم يقل المولى عز وجل ، أخرجنا لهم من داخل الارض او من جوف الأرض ، بل قال من الارض أي من مواد الارض .
...........
هل سيقول المولى عز وجل سنُخرج لهم سيارةً أو مذياعاً ، أو سنُخرج لهم إنترنتاً وفيس بوكاً وتويتراً وفضائياتٍ أو خلوياتٍ......إلخ ، وهذه الوسائل التي صنعها وتوصل لها الإنسان هي من آيات الله من تمكينه لخلقه من صناعتها من الأرض ومن موادها التي سخرها لخدمتهم ، وبواسطتها سيوقع قوله عليهم .
.........
وما قناةُ " صفا " وقناة " وصال " وقناة " الرحمة – الروضة - " وقناة " الحكمة وقناة " الجزيرة "" وغيرها ، والإنترنت والفيس بوك وما ماثلهما ، إلا مثال على إخراج الله لهذه الدابة، فأوقع قوله على الحكام وفضحهم ، أو على بعض الشيعة مثلاً وبعض معمميهم وعوامهم من خلالها ، وما سيأتي سيكون أقوى وأبلغ وأكثر تجلياً عليهم وعلى غيرهم ، وهذا الذي صنعه الإنسان من مواد الأرض هو من آيات الله وأعاجيبه التي هيأها لخلقه لتلك المشيئه التي تحدث عنها .
..................
وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ
......
إذا أراد الله سُبحانه وتعالى ، إقامة الحجة على البشرية ، وجمع أهل الأرض وكأنهم في مكان واحد ليوقع قوله عليهم ، وأن يجعل العالم قرية صغيرة، ليوقع عليهم قوله ، وينجلي ما أراده من حق ، ويكشف ويفضح الكثيرين ، وقول الله دائماً لأهل الأرض هو ما حمله أنبياءه ورسله لهم وعبر وحيه لهم عن طريق ملاكه الموكل بذلك ، وقوله مُثبت في كُتبه التي أنزلها لأهل الأرض ، وهو ما أراده من حقٍ لخلقه ولما فيه الخير والسعادة لهم .
...........
أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ
..............
مكن الله البشر من أن يوجدوا ويصنعوا من مواد الأرض ليُخرجوا منها دابةً تُكلمهم ، وتنقل كلامهم، أي ما يدب ويخرج منه الصوت والكلام والصورة والضوء.....الخ ، وليوقع قوله عليهم ، وتكون حجته عليهم يوم ألقيامه .
.......
حيث يُصبح العلم واضح عند كُل البشر ، فكأنه أرسل نبياً ورسولاً لكُل بلدٍ ولكُل مدينةٍ ولكُل قريةٍ وللبر وللبحر وللصحراء ولكُل شعب ، بأنه هو الله إله هذا الكون ، وبأنهُ هُناك نبي بعثه الله بالإسلام أسمه مُحمد بن عبدا لله ، وأن هذا الإسلام لن يُقبل يوم ألقيامه ديناً غيره ، فكانت تلك الرسوم ، وتلك الفضائيات التي تسب الإسلام ، ومُحاولة حرق القرءان ، وسيقومون بحرقه ، وما وصل من علم حول ذلك لملايين البشر عبر جُزء من تلك الدابة ، وما أحدثه ذلك .
.......
وإن هذا من الإعجاز الذي في هذا القُرءآن ، ما يمكن وصفه والحديث عنهُ في كُتب يذكر الله ذلك بكلمة في وحيه وكلامه الخاتم للبشر ، الصالحُ لكُل زمانٍ ومكان ، والذي أنزله الله ليكون دستور حياة ديناً ودولةً ، والذي لا تنقضي عجائبه ، والذي يُخبر عن أُمور ستحدث بعد على الأقل 1300عام ، والذي يدحض قول من قالوا إن هذا القُرآن من تأليف أو من كتابة نبينا مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم .
..........
منذُ خلق الله آدم عليه السلام ولحد الآن لم يُفاجأ الله خلقه بخوارق غيرطبيعية ، إلا ما اعطى أنبياءه ورسله من مُعجزات لإثبات نبواتهم ورسالاتهم ، وكانت ضمن إستيعابهم العقلي ومما هو موجود عندهم ومن بيئتهم ، وحتى الطبيعيه فالخسوف والكسوف والبرق والرعد والزلازل والهزات الأرضية والبراكين...الخ هي هي طبيعيه لم تتغير .
..........
ودينُننا الحنيف وهذا القُرآن العظيم لم يتحدث أو يحتوي خُرافات أو خيالات وخزعبلات أو مُفاجآت ، وما لا يقبله العقل والفطرة البشرية ، وما إلاهُنا العظيم إله مُفاجآت أو أخفى عنا مُفاجآت أو خِدع ليُضلنا والعياذُ بالله ، كما هو الحديث الخيالي عن الدجال وعن خروج يأجوج ومأجوج ، وما يتم الإصرار عليه فهم القرءان والسُنة عند فهم مُحدد ومُقيد .
..........
وقُرآنُنا واضح ومحجتنا البيضاء واضحة وساطعة سطوع الشمس ، ليلُها كنهارها ، وهذا القُرءآن مُعجزة الله الخالدة ، والذي لا تنقضي عجائبه إلى إنقضاء الدهر ، لم يترك لنا أمر من أُمور الدُنيا إلا وفيه الخبر.
.........
{....... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89
........
{...... مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }الأنعام38
.........
حتى يوم القيامة وأهوالها ، حتى الجنة ونعيمها ، والنار وجحيمها ، وكذلك ما تركه لنا نبينا ، أكمل الله به الدين وأتمه ورفع به الغُمة ، فرب كلمةٍ في هذا القُرآن تختصر حديث طويل ، ربما يحتاج إلى كتاب أو كُتب ومُجلدات عن تقدم علمي وصناعات مُذهله كهذه..... ، وقد وضحت الأُمور وفي هذا الزمان بالذات ، أختصرها بكلمةٍ واحده " دابةً " .
..................................
فكلمة " دابة " وردت في كتاب الله 8 مرات، وكلمة "الدواب " وردت 4 مرات، حتى أن الله ميز بين الأنعام وبين الدواب ، ربما من باب التكريم والذي هو تكريم للإنسان أو تكريم لبني آدم ، وما هو طعام لهُ ومنهُ شرابه وركوبته ، وكُلها عنى الله بها كُل ما يدب ويتحرك ويخرج منهُ صوت سواء على الأرض ، أو ما تحت سطحها في تجويفها القريب ، أو على ما خلق من كواكب أو أجرام سماويه وهذا في علم غيبه ، حتى أن الله شبه بعض أنواع البشر والذين هُم من الكُفار والذين وصفهم بأنهم الصُم البكم الذين لا يفقهون بالدواب .
.................
واعتاد العرب ولحد الآن والقُرآن نزل بلغتهم ولسان نبيهم ،على تسمية الدابة بما يستعملونه للركوب وحمل أثقالهم وبالذات الخيل والحمير والبغال والجمال ، وهُناك لُغة تخاطب بين الإنسان وهذه الدواب ، يفهمها كُل طرف ، فلا يُسمون الأسد أو الغزال أوالدجاج أو الحمام دابه ، والآيه واضحه في كُل كلمه وردت فيها : -
........
{ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ }النمل82
..............
إذا وقع القولُ عليهم ، يكون هُناك قول قوي ومؤثر ومسموع ويعلمه الكُل ودامغ ، أي مع إقتراب الساعة ويوم القيامة ، سيكون هُناك قول حُجه على البشر والبشريه ، ولهُ وقعٌ عليهم ولا بُد لكُل بشرٍ أو إنسان ان يسمعه ويعلم به ، إذا قرر الله سُبحانه وتعالى أن يكون هذا القول واقعاً على البشر ، وحُجةً دامغةً لهم ، يكون هذا بتسخير الله للإنسان بصناعة تلك الدابه من مواد الأرض ، لتُجمع الأرض قاطبةً وتتقارب ، ويتقارب أهلها وكأنهم في مكانٍ واحد ، ما يحدث يسمعه ويراه الكُل .
............
كيف سيتم هذا بأن الله سيُعطي القُدرة لهذا الإنسان أن يصنع من هذه الأرض ومن موادها ، ما سيُصبح كالدابة وكأن فيه حياة ، يدب ويخرج منهُ الصوت ، ما سيكون به وقع القول عليهم ، وهي وسائل المواصلات ووسائل الإتصالات بمُختلف أنواعها ، منذُ بدأت بالسياة وبالمذياع ، يتخاطبون بها وهُناك لُغة مُشتركه للفهم وللحوار والتخاطب .
.............
بماذا سيكون هذا بأن يجعل الله هذا العالم الأرضي وهذه الكُرة الأرضية وكأنها قرية صغيره ، وما من أحدٍ فيها إلا ويعلم عن الإسلام وعن أن هُناك خالق لهذا الكون هو الله وحده لا شريك لهُ ، وأن نبياً ورسولاً بُعث بدين إسمه الإسلام ، ولن يُقبل من البشر ديناً غيره ، ولا حُجة لكافرٍ أو مُشرك لكفره أوإشراكه بالله .
.......
فمن المذياع الراديو إلى التلفون ثُم إلى التلفزيون والمُسجل والفيديو والساتلايت....إلخ ، وهذه المحطات الفضائيه والمحطات الإذاعيه ولنحصرها بالدينيه والكمبيوتر والإنترنت ، والتلفونات والخلويات....إلخ ، ولا ندري ماذا سيصنع البشر مما سيوقع القول والحُجة عليهم أمام الله ، تُكلمهم ويُكلمونها ويتكلمون بها ، تُبلغهم كلمة الله وبها يُبلغونها .
............
وما يقوم به مشايخنا وعلماءنا الإجلاء على الفضائيات وعلى الإنترنت ، وعبر رحلات الكثيرين من الدُعاة إلى الله وتوحيده ، وتنقلهم السريع في أقطارالأرض ، وتلك الاتصالات السريعة والنقل السريع للمعلومات وما شابه ذلك وماثله إلا ما تحدثت عنهُ هذه الآية الكريمة .
.... ..............
عن أبي هُريرة رضي اللهُ عنه أنهقال قال رسول الله مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم : -
..........
( والذي نفس مُحمدٍ بيده ، لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأُمه ، يهوديٌ ولا نصراني ، ثُم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلتُ به ، إلا كان من أهل ألنار)
.......
( رواهُ الإمام مُسلم رحمة اللهِ عليه ).
...........
وهُناك ذكر لرسولنا الكريم عن خروج " الدابة السريعة " وهو نفس ما ذُكر في كتابه العزيز بخروج الدابه التي تُكلم الناس ، ولنحصر هذا الأمر بإحدى وسائل المُواصلات السريعة وهي" السيارة " كأول ما صنع من دابةٍ ، وبدايةً ثُم ما وضعه الإنسان فيها من مذياع ( الراديو) ، إن الله سُبحانه لن يأتي كلامه بالقول سياره وما سيتبعها ويُحدده بذلك ، ولا رسولنا الأكرم لأن من نزل القُرآن بلغتهم لن يستوعبوا هذا الأمر ، ولوعرفوا ما هو ليس من الأهمية لهم معرفته ، ولكن هذا الخالق يتحدث بلغة من نزل القُرآن لهم ، وما عرفوه هوالدابة التي يركبونها ويستعملونها لنقل أحمالهم ، ولكن سيفهمه ويعرفه من يكون في زمنهم ، وكذلك نبيه الكريم ، والتي سبقها المذياع ، وبداخلها وضعوا هذا المذياع الذي يدب بالصوت .
........
فالسيارة وما تبعها هي بديلة الدواب ، أو بديلة الدابه وخاصةً في هذا الزمن الذي ما عاد هُناك حاجه للدابه أو للدواب واستعمالها ،" وإذا العشار عُطلت " ،وتُركت الإبل فلا يُسعى عليها ، حيث أخبر رسوله الأكرم بقوله " لتتركن القلاص فلا يُسعى عليها "، فهي دابه سريعه سواء للقطار السريع أو مُختلف أنواع السيارات والحافلات وحتى الطائرات....إلخ ، وهُناك أحاديث لرسولنا الأكرم تحدث فيها عن صناعة السيارات وعن صناعة القطار والطائرات ، وعن صناعة الكهرباء ، وقد ضُعفت هذه الأحاديث في ذلك الزمن ، لعدم قُدرة أولئك الأوائل على إستيعاب ما ورد فيها ، ولم يتركه البعض لمن ستتحقق في زمنه ويفهمها ، ولكن الله قيض من يُدونها ، وجاء أوانها لأن تكون من اقوى الأحاديث بعد تحققها ، وتحقق ما فيها من إعجاز ، ولتؤكد أن هذا مُحمد نبيٌ ورسولٌ من عند الله .
.........
وهذه الدابة وكان مع بدايتها السيارة كلامُها للناس هو ما صنعه الإنسان فيها ولها ، ففيها الراديو والمُسجل وأخيراً التلفزيون وفي فترات كان في السياره " هاتف السياره "...إلخ ، وصنع فيها الإنسان " البوق" والأضواء والغمازات...إلخ .
.............
فعند سير السيارات لا يتكلم السائقون مع بعضهم البعض ، ويُنادون على بعضهم البعض لتلافي التصادم ولفتح الطريق مثلاً...إلخ ، بل هذه الدابه هي التي تتكلم أو تُكلمهم ، وهي التي تُنادي وهي المُرشدة ، تُعطي صوت للبوق لحاجه مُعينه للإبتعاد أو للانتباه ، حتى تُعطي صوت عند رجوعها للخلف ، وغماز لليمين أو لليسار لتُكلم السيارات الأُخرى بأتجاهها ، وضوء عالي وضوء واطي ، وضوء للرجوع حتى البعض مُزود بكلام للإشعار بالرجوع ، فمن يقود السيارات لا ينادون على بعضهم البعض ، بل ما يقودونه هو من يتكلم نيابةً عنهم ، وتبع الأمر بعد ذلك الإشارات الضوئية ، والموضوع طويل لتوصيل الفكرة ، وهي آية من آيات الله ، بحاجة لمن يوقنها ويتدبرها .
.............
حتى يتحقق معنى الايه والعلامه والاعجاز فى تكليمها للناس ومعاتبتهم على كفرهم وعصيانهم لله تعالى " "هذه الدابه كما هو ظاهر من سياق الايه ستعرف المؤمن من الكافر وتعاتب الكافر والعاصي " .
..............
وهذا ما يقوم به المُسلمون وعُلماء الأمه الإسلاميه عبر الإذاعات والتلفاز والفضائيات والمؤتمرات والحوارات والأنترنت ، وما هذه المُنتديات والشبكات والتي منها هذه المنتديات وغيرها ، والمواقع الإلكترونيه.....إلخ ، وما يتم عبر هذه الدابه التي تدب ويخرج منها الصوت والكلام وتٌكلم الناس في عقر بيوتهم ، ويردون ويتكلمون من خلالها ، وستكون حُجةً عليهم .
......................
وما نهله أبناء هذه الأمه من بشارات ونبوءات من كُتب الأولين خُبئت لألاف السنين ، ومن حقائق كانت مُغيبه ، ومن كشف مُعجزات هذا القرءان العظيم ، ومن معجزات نبيه الكريم سواء ما تحقق على يديه أو ما هو في أحاديثه ، وما في هذا الإسلام من عظمةٍ فيه وفي تعاليمه ، اصبحت قول حق على جميع أهل الأرض ، وبالذات على من يُنكرونه أو يتنكرون لهُ ولنبوته ولرسالته ، فأصبح بواسة هذه الدابة سُلطان الكلمة والنقل للحدث هو المُهيمن .
.......................
وهذا ما هو حاصل من تمييز ووضوح بين المؤمنين بالله وحده ، وبين الكُفر وملله ، والمخاطبه تتم بمختلف اللغات ، والإنتقال يتم عبر الهواء ومن مكان لآخر وبشكلٍ سريع ، ونُشهد الله على قولنا أنه لم يتبقى من علامات الساعة إلا خروج الشمس من مغربها فقط ، لأنه والله أعلم قد ظهرت كُلها علمنا بذلك أم نعلم ، وما حالنا في إنتظار ما ننتظر إلا كحال إنتظار المسيحيين لإلاههم وربهم يسوع عائداً آخر الزمان على سحاب السماء ، ومن قبلهم اليهود بانتظارهم بعودة إيليا من السماء ، وانتظار الشيعة لعودة مسردبهم من سردابه .
.....................
وخروج الدابة يوجب الوعيد عليهم لتماديهم في العصيان والفسوق والطغيان وإعراضهم عن آيات الله والنزول على حكمها ، وانتهائهم في المعاصي إلى ما لا ينجح معه موعظة ولايصرفهم عن غيهم تذكرة ، يقول عز من قائل : فإذا صاروا كذلك أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم .
............
وهذا ما حدث وهذا ما هو كائنٌ في هذا الزمان وما سبقه ، فهاهُم العُلماء يشرحون عن الإسلام ليل نهار ويوضحون ما هو حلال وماهو حرام ، وبُطلان ما هو عند غير المُسلمين ، حتى أنه بواسطة هذه الدابة لا حُجة لبشرٍ بأنه لم يعلم أو لم يعرف عن ذلك وعن الإسلام .
........................
والدابة ستكون وكأنها إنسان متكلم يناظر أهل البدع والكفر ويجادلهم ، لينقطعوا ، فيهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة. وهذا القول ذكره القرطبي ، ورده بأن الدابة لو كانت إنسانا يناظر المبتدعة لم تكن الدابة آية خارقة وعلامة من علامات الساعة الكبرى " .
..........
والصحيح أن الإنسان لن يعمل بمفرده ، بل هو الذي سيستخدم هذه الدابه بمختلف أنواعها سواء وسائل الإتصالات السريعه أو وسائل المواصلات السريعه أيضاً ، وبالذات الإنسان المُسلم ليُناظر أهل البدع والكُفر ويُجادلهم ، وهذا ما هو كائن الآن وهو واقع يعيشه إخوتنا هُنا على الأقل على جُزء من هذه المُنتديات المباركة ، وما يعيشه من يُتابع تلك الفضائيات المعنية .
........................
والذي يجب الإيمان به هو أن الله تعالى سيخرج للناس في آخر الزمان دابة من الأرض تكلمهم ، فيكون تكليمها آية لهم ، وأنهم مستحقون للوعيد بتكذيبهم آيات الله ، فإذا خرجت فهم الناس وعلموا أمها الخارقة المنبئة باقتراب الساعة " .
...................
وهذا ما هو حاصل لأن الساعة قاب قوسين أو أدنى ، وبعد إنقضاء 1400 عام ، على قول نبينا " جئتُ أنا والساعة هاتان ، وأشار بإصبعيه ألسبابه والإبهام " فمبعث نبينا من علامات الساعه ، وهو نبي آخر الزمان، فكم بقي من آخر الزمان بعد إنقضاء كُل هذه السنين ولأكثر من 14 قرن ، وهل لا زلنا بإنتظار مرور الاف السنين أيضاً ، ونجزم وعلمُ ذلك عند الله أنها بضع مئات من السنين إن لم تكن أقل بكثير .
................
والدابة سيهيئ الله للبشر صناعتها من مواد ومعادن الأرض ، ويركبونها ويستقلونها ، وتسير بهم بسرعه كبيره وهائله ، بدل الدابه الحيوانيه ، فما كانوا بحاجةٍ لقطعه لأيام تقطعه في ساعات ، وما كان يحمله مئات الجمال والإبل تحمله دابه واحده ، يخرج منها الصوت والأضواء ، هذا عن السيارة ووسائط المواصلات والنقل ، فكيف برديفتها وسائل الاتصالات ، فستحمل صورهم وصوتهم عبر الأف بل ملايين الكيلومترات وخلال ثواني معدودة ، دون أن يُكلفوا أنفسهم عناء السفر ومشقته لتكليم ربما عدد محدود ، بينما هُم كلموا الملايين وخلال ثواني معدودة دون جُهدٍ ودون مشقه
........................
" فأما المؤمن ، فإنها تجلو وجهه حتى يشرق ، ويكون ذلك علامة على إيمانه " "أما الكافر فإنها تخطمه على أنفه ، علامة على كفره والعياذ بالله" "تكلمهم بما يسوؤهم أو ببطلان الأديان سوى الإسلام "
.........
وسيتم كشف أديان وتعريتها وفضح مُعتقداتها بواسطة هذه الدابة ، وسينجلي نور الإسلام وسيظهر للبشرية مُشرقاً ، وينكشف زيف وبطلان قول من أنتقصوا منهُ ، وسيظهر كُل كافر وكُل مُشرك ينجلي أمام البشر واضحاً بشركه وكُفره بالله ، وسيكون هذا حُجةً لله على البشر والبشرية ، وبأن الكُل وصله العلمُ والخبر .
.......
وقد ضربنا مثلاً على ذلك قناتي " صفا " وقناة " وصال " الفضائيتين ، وما شابههما، والقنوات الفضائية الإخبارية كالجزيرة وغيرها .
...........
فيها أصبح وجه الإيمان وأهله مُشرقاً بائناً واضحاً جليا ، ودحضت أهل الشرك والكُفر وفضحتهم على الملأ ، وما من كافر أو مُشرك على الأرض إلا ويعرفه المُسلمون ، وكأن كفره مكتوب بين عينيه يعلمه كُل مؤمن مُتعلم أو غير مُتعلم ، وهذه هي أدوات الدجال التي صنعها لخدمته ، وكانت مشيئة الله أن تكون الحُجة الدامغة عليه .
................
أما من يعتقد أنها دابه حيوانيه ، فما نوع هذه الدابه هل هي قرد أو جمل أوحصان أو حمار أم غوريلا ، وما هو الذي تتكلم به ، وعن ماذا ستتكلم وبأي لُغة ستتكلم ، أم أنها تُجيد كُل لغات أهل الأرض ، وعن ماذا ستتكلم ، ولمن ستتكلم والبشر مليارات مُترامون على أنحاء الكُرة الأرضيه
.............
ومن أي أرضٍ ستخرج ، وكيف ستتنقل عبرالبحار والمُحيطات ، وهل ستتوجه لأهل القطب الشمالي ولأُستراليا مثلاً ، وهل هي دابه واحده أم عدة دواب ، وما الفائده منها ومن كلامها ، وما الفائدة منها ومن خروجها ، وما هو القول الذي ستوقعه ، لا يوجد قول ابلغ من القرءان ، وسماهُ مُنزله بالقول الثقيل ، هل ستقوم هذه الغوريلا بقراءة القرءان مثلاً.
..........
{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً }المزمل5
...........
وهل ستتكلم بأزود مما هو في هذا القُرآن العظيم وهذه الشريعه المُحمديه ، أو تتكلم بأزود مما يتكلم به عُلماء هذه الأُمه.....إلخ.
...........
هل هُناك كلام أنزله الله لأهل الأرض أبلغ وأثقل من كلامه في قرء انه الكريم.
.......
والذي يُدوي في كُل أنحاء المعمورة عبر هذه الأصوات الموهوبة وعبر المذياع والفضائيات والإنترنت والخلويان وأجهزة الصوت والصورة المرئية وغيرالمرئية وغيرها .
................
إلى متى سنبقى متقوقعين على أنفسنا وتقوقعنا على ديننا ، حتى صنعنا منهُ رجعيةً إتهمتنا بها أُمم الأرض ، فهم الدين بفهم...
........
وأقرب مثال مُشابه لما ورد في كتاب الله عن الدابة هو : -
..........
حديث لرسولنا الأكرم ، يتحدث فيه ويُخبر عن صناعة السيارات ، وصناعة الكهرباء وما يتبعها ، وفيه الإشارات للدابه التي يصنعها البشر من مواد الأرض ، فوصف واسطة النقل والتنقل "بالبعير " ووصف أو شبه الكهرباء "بالنار" .
...........
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : -

"يُحشَرُ الناس على ثلاث طرق راغبين وراهبين ، اثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، ويحشُر بقيتهم النار، تُقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا ، وتصبح معهم حيث أصبحوا ، وتُمسي معهم حيث أمسوا "
...........
ولنركز على دقة الوصف لرسولنا الأكرم في كلمة "يُحشر" وكيفية حشر الشخص لنفسه عند ركوب السياره ، بعكس ركوبه للبعير أو الفرس ، وحشره للكهرباء وأسلاكها وكوابلها الحامله والناقله لها ، في الجدران والبيوت وفي غيرها ، وحشرهم لها في بيوتهم تقيل وتبيت وتُصبح وتُمسي معهم .
.............
فكلمة " دابة " في كتاب الله وحديث رسوله ، وكلمة " بعير" ، وكلمة " النار"هي من نفس البيئه التي يفهمها من نزل القُرآن بلغتهم ، وهُن كنايات ومجاز ولا نأخذها بظاهرتها وحرفيتها وكما هي بكلماتها .

............
فإذا كان هُنا ما يرمي إليه رسولنا الأكرم هو " البعير " وليس هو السياره والحافلات ووسائل المواصلات ، وليس البعير بعينه ، فكيف سيُحشر عشرة أشخاص على بعير ، فإن ما ورد في كتابه العزيز ليس دابة حيوانيه بعينها ، بل هذا يُفسر ذاك ، وكلماتٌ تُناسب زمانها ليفهمها من تقع في زمانهم .
.....................
{ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}الجاثية4

حبيب القرآن
موقوووووووف

عدد المساهمات : 709
تاريخ التسجيل : 15/11/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» بسم الله الرّحمن الرّحيم إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ
» لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُ
» قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ
»  وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ
» قال عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ صلوات الله عليه ..إِنَّ اللَّعْنَةَ تَكُونُ فِي الْأَرْضِ إِذَا كَانَتْ إِمَارَةُ الصِّبْيَانِ

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى