ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سيدنا موسى وراعي الغنم

اذهب الى الأسفل

سيدنا موسى وراعي الغنم Empty سيدنا موسى وراعي الغنم

مُساهمة  الأمر لله الخميس ديسمبر 25, 2014 11:46 pm

رأى موسى راعياً على الطريق، وكان هذا يردد: إلهي يا من تصفي من تشاء.

أين أنت حتى أصبح خادماً لك، فأصلح نعليك، وأمشط رأسك، وأغسل ثيابك، وأقتل ما بها من قمل، وأحمل الحليب إليك، أيها العظيم!

وأقبل يدك اللطيفة، وأمسح قدمك الرقيق، وأنظف مخدعك حين يجيء وقت المنام.

يا من فداؤه كل أغنامي ويا من لذكرك حنيني وهيامي!

وأخذ الراعي يردد هذا النمط من هراء القول ورآه موسى فناداه قائلاً: مع من تتحدث أيها الرجل؟

فقال الراعي: مع ذلك الشخص الذي خلقنا، مع من ظهرت بقدرته هذه الأرض وتلك السماوات.

فقال موسى: حذار إنك قد أوغلت في إدبارك، وما غدوت بقولك هذا مسلماً بل صرت من الكافرين.

إن النعل والجورب يليقان بك، ولكن متى كان مثل هذين يليقان بالشمس؟

فلو أنك لم تغلق حلقك عن مثل هذا الكلام فإن ناراً سوف تندلع تلتهم الخلق!

إن صداقة الأحمق هي عين العداوة وما أغنى الحق تعالى عن مثل هذه العبادة!

فمع من تتحدث؟ أمع العم أو الخال؟ وهل الجسم والحاجة من صفات ذي الجلال؟

فقال الراعي: يا موسى لقد ختمت على فمي، وها أنت ذا قد أحرقت بالندم روحي! ومزق ثيابه وتأوه ثم انطلق مسرعاً إلى الصحراء ومضى.

فجاء موسى الوحي من الله قائلاً: لقد أبعدت عني واحداً من عبادي!

فهل أتيت لعقد أواصر الوصل أم أنك جئت لإيقاع الفراق؟

فما استطعت لا تخط خطوة نحو إيقاع الفراق، فأبغض الحلال عندي هو الطلاق!

لقد وضعت لكل إنسان سيرة، ووهبت كل رجل مصطلحاً للتعبير، يكون في اعتباره مدحاً على حين أنه في اعتبارك ذم، ويكون في مذاقه شهداً، وهو في مذاقك سم!

يا موسى إن العارفين بالآداب نوع من الناس، والذين تحترق نفوسهم وأرواحهم بالمحبة نوع آخر.

إن للعشاق احتراقاً في كل لحظة، وليس يفرض العشر والخراج على قرية خربة!
الأمر لله
الأمر لله
موقوووووووف

عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 25/12/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى