ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مفاجأة المجازر البشرية موثقة في القرآن الكريم

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

مفاجأة المجازر البشرية موثقة في القرآن الكريم Empty مفاجأة المجازر البشرية موثقة في القرآن الكريم

مُساهمة  سيف الثلاثاء أكتوبر 01, 2013 2:23 pm

أحمد مصطفى نصير


مفاجأة
المجازر البشرية موثقة في القرآن الكريم!


يكاد يجمع المفسِّرون - وإن اختلفتْ آراؤهم حول تحديد هذا المقصود - على أن البروج هي النجوم التي في السماء، وسُمِّيت بروجًا لظهورها، وقد اختلَفوا في تحديدها، وإن كانت أغلب آرائهم تنصرف حول أن المقصود منازلها؛ أي: منازلُها الاثنا عشر: (الحمل - والثور - والجوزاء - والسرطان - والأسد - والسنبلة - والميزان - والعقرب - والقوس - والجدي - والدلو - والحوت)، وهي التي تقطعها الأرض على مدار السنة، بما يعرف بالسنة الميلادية: (يناير، فبراير، مارس، أبريل، مايو، يونيو، يوليو، أغسطس، سبتمبر، أكتوبر، نوفمبر، ديسمبر)، وفي ذلك إشارة إلى أن الذي فصل السماء هذا التفصيل، وسخَّر فيها تلك الكواكب - لم يترك ذلك سدًى، قال سبحانه: ﴿ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [الأنبياء: 33].



يقول سبحانه: ﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ [البروج: 1 - 3].



تلك البروج التي في السماء هي خيرُ شاهد من الخلق على الجرائم البشعة التي يرتكبها أعداء الإسلام في حق المسلمين، حيث شهدتْ حقدَهم ونقمتهم على الإسلام وأهله، شهدتْ على أفعالهم وفتنتهم للمؤمنين والمؤمنات في دينهم، فالكفرُ قد يؤذي أهلَ الإيمان ساعة، إلا أنه لا ينتصر عليهم أبدًا؛ إذ لا بد من يوم وعَدَ الله فيه المؤمنين بالنصر، ولقد أخبر القرآنُ أن هذا اليوم هو في الدنيا وكذا مثله في الآخرة؛ يقول سبحانه: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ﴾ [هود: 102، 103]، فالله تعالى لن يترك هذه الجرائم دون محاسبة لمرتكبيها، ودون أن ينالَهم العقابُ، فالله وعَدَ بالحساب والانتقام لأصحاب الحقوق، فهو سبحانه صاحبُ البطش الشديد، فإذا كانت هذه الجرائم قد أبادتْ شعبًا مؤمنًا بأكمله وليس هناك شاهد عليهم، فتلك النجوم التي تزيِّن السماءَ كالأبراج الهائلة لهي شاهدٌ على ما اقترَفوه من إثم، وما جنَوْه من ذنب، تلك المجزرة التي لم يتورع فاعِلُوها ولم يستحوا من الله الذي خلق النجوم في السماء التي تغطيهم وتسترهم، وهي كأبراج آية من آيات الله تعالى ليستحي الإنسان منها حال ارتكابه تلك الجرائم، فيحمله ذلك على الاستحياء من الله، يقول سبحانه: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا ﴾ [الفرقان: 61]، فليست مثل الشمس ولا القمر؛ وإنما هي بروج مزينة؛ لكي يراها كلُّ من ينظر إليها فيستدل بها على الله الذي يراه، وكأنها كاميرات مراقبة، يقول سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ﴾ [الحجر: 16، 17].



يقول سبحانه: ﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [البروج: 4 - 9].



ومهما قيل أو يقال في وصف هذه الجرائم البشعة التي يرتكبها كلَّ يوم أعداءُ الإسلام في حق المسلمين، فلا توجد كلمات يمكنها أن تصف بدقة مدى هذا الحقد والغل الذي في صدورهم، فتكتفي الآيات بحكاية القصة من آخرها: ﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ﴾، وقد فصَّلت السُّنة تفاصيل هذه القصة، والتي تدور أحداثها حول غلام تعلم السحر والإيمان في آن واحد، ولم يستطع التمييز بين الخير والشر، حتى منَّ الله تعالى عليه فعرَفَ الخير وترَك الشر، وأيَّده الله بالمعجزات، فلما كان من أمره ذلك وذاع صيته بسبب هذه المعجزات، ابتُلي وابتلي معه كلُّ من آمن، حتى إن الملك الظالم أمر بقتله وحفر الأخاديد لقتل شعب بأكمله، لا لشيء إلا لأنه آمن بربِّ هذا الغلام، بعد أن أقر الملك الظالم بلسانه ودون قصدٍ منه أن له إلهًا وربًّا، فآمن الشعبُ بفضل ذلك، فحفر لهم الملك الظالم الأخاديدَ وأشعلها نارًا، وقتل كل من آمن، فمات شهيدًا، وقد حكت السورة المشهدَ الأخير لهذه القصة، وهو جريمة اغتيال شعب مؤمن بأكمله دون جريرة أو ذنب غير أنه آمن بالله تعالى، وقد فصلتْها السنة في حديث رواه مسلم ج 4 ص 2299 رقم 3005.



قال سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ﴾ [البروج: 10، 11].



وبعد أن حكت السورة المقطعَ الأخير لهذه الجرائم الإنسانية، والإبادة الجماعية، توعَّد المولى سبحانه فاعليها بالعقاب والحريق، كما بيَّن مصير هؤلاء الشهداء، وفي ذلك تثبيتٌ للفئة المؤمنة لتصبر على أذى الكفار، ففي الحديث عن خبَّاب بن الأرتِّ قال: شكَونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسِّدٌ بُردةً له في ظل الكعبة، قلنا له: ألاَ تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا! قال: ((كان الرجل فيمن قبلكم يُحفر له في الأرض، فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتينِ، وما يصدُّه ذلك عن دينه، ويمشَّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، واللهِ ليتمنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا اللهَ أو الذئبَ على غنمه؛ ولكنكم تستعجلون))، والعجيب في هذا الحديث أن نبي الله يُصَبِّر خبابًا على أذى الكفار، وهو يعلم ما يلقاه خبابٌ في سبيل الله تعالى، فعن قيس قال: أتيت خبابًا وقد اكتوى سبعًا، قال: لولا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا أن ندعوَ بالموت لدعوت به - نعم رجال صدقوا الله حقًّا - يقول قيس: سمعت خبابًا وقد اكتوى يومئذٍ سبعًا في بطنه وقال: ... إن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - مضوا ولم تنقصهم الدنيا بشيء، وإنَّا أصبْنا من الدنيا ما لا نجد له موضعًا إلا التراب.



لا شك أن تلك الضرباتِ التي يشنُّها أعداءُ الله على المسلمين لَتزيدُهم قوة على قوتهم، ولا تفت أبدًا من عزيمتهم، وذلك مهما بلغت من شدتها، بشرط صدق الإيمان بالله تعالى ﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [البروج: 8، 9].



وما أروعَ تربيةَ القرآن للمسلم على الاعتقاد بالله تعالى! حيث يأتي دور العقيدة الراسخة في المواقف الرهيبة، فجريمتهم وتهمتهم أنهم عرَفوا الله تعالى بصفاته العلا، وأنه هو العزيز الحميد، وأنه وحده يدين الملك له، فلا ملك لأحد في السموات والأرض إلا لله الواحد القهار، وإذا كانت تلك البروجُ تشهد على تلك الجرائم، فالله خيرُ شهيدٍ على ذلك، وهذا المعنى يوحي في الصدور أن ما من جريمة تُرتكَب على هذه الأرض إلا وهي موثَّقة توثيقًا لا يمكن للمجرم أن يتحايل عليه أبدًا أو يفلت من العقاب؛ فهي موثقة بشهادة المخلوقات، وهي موثقة بشهادة الخالق.

سيف
سيف
موقوووووووف

عدد المساهمات : 103
تاريخ التسجيل : 23/06/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مفاجأة المجازر البشرية موثقة في القرآن الكريم Empty رد: مفاجأة المجازر البشرية موثقة في القرآن الكريم

مُساهمة  جعبة الأسهم الأربعاء أكتوبر 02, 2013 2:04 pm

أخي/ سيف

بارك الله فيك .. وجزاك الله خيرا

من أروع ما قرأت ،،

جعبة الأسهم
الفقير إلى عفو ربه

عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مفاجأة المجازر البشرية موثقة في القرآن الكريم Empty رد: مفاجأة المجازر البشرية موثقة في القرآن الكريم

مُساهمة  الهمداني الأربعاء أكتوبر 02, 2013 8:37 pm

قال تعالى (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا)

هي نفسها الكواكب التي زينها الله سبحانة وتعالى بها السماوات وفي نفس الوقت زينة السماء الدنيا تزين ارضنا
الهمداني
الهمداني
عضوية ملغية "ايقاف نهائي"

عدد المساهمات : 3554
تاريخ التسجيل : 30/04/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى