ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هكذا كان الإيمان والتوحيد والولاء والبراء وبمثله كانوا ينتصرون

اذهب الى الأسفل

هكذا كان الإيمان والتوحيد والولاء والبراء وبمثله كانوا ينتصرون Empty هكذا كان الإيمان والتوحيد والولاء والبراء وبمثله كانوا ينتصرون

مُساهمة  عاشقة السماء الخميس أكتوبر 03, 2013 3:30 am

من مقال للكاتب: محمد عباس

كونوا كأسلافكم..


كانوا بشرا مثلنا…لهم الطموح والخطايا والنبل والحقد والغيرة والفروسية والضعف لكنهم بشر وليسوا شياطين خرس.. ففى سنة 55 هجرية كان عقبة بن نافع قد أسس مدينة القيروان وبدأ يعد العدة للخروج إلى الغزو الواسع الكبير ليدين المغرب كله للراية العربية الإسلامية. لكن معاوية عزله وولى مكانه المهاجر بن أبى دينار وهو أحد موالى والى مصر حينذاك، والذى كان قد أمره أن يهين عقبة حتى أنه حبسه وقيده بالحديد. وواصل المهاجر بن دينار فتوحاته فى أفريقيا بنجاح واستطاع استمالة أعداد هائلة من البربر حيث أسلم أميرهم كسيلة الذى أصبح من المقربين من المهاجر بن أبى دينار وأسلم معظم قومه وشاركوا المسلمين فى حرب الروم. وفى سنة 60 هجرية أعيد عقبة بن نافع إلى موقعه بعد أن عزلوا غريمه و أوعزوا له أن يقتص مما فعله أبو المهاجر به، وأسرف عقبة فى الانتقام حيث أمر بتكبيل أبى المهاجر بالحديد و أن يكون برفقته على الدوام. وهنا تتبدى العظمة السابغة، فإن المكبل بالحديد أخذ ينصح عقبة بن نافع فيما فيه صالح الإسلام والمسلمين، أخذ ينصحه بأن يتألف قلب كسيلة حرصا على تحالفه، لكن عقبة لم يسمع له وأخذ يسىء معاملة كسيلة، ونسى أبو المهاجر ما هو فيه، ونسى صداقته لكسيلة، تذكر فقط صالح الإسلام والمسلمين، فتوسل إلى عقبة أن يحبس صديقه كسيلة لأنه يرى نيته على الغدر بعد أن أسيئت معاملته، ومرة أخرى لم يسمع عقبة، وصدقت ظنون أبى المهاجر فهرب كسيلة وارتد عن الإسلام، وواصل عقبة بن نافع انتصاراته الباهرة حتى وصل إلى شاطئ المحيط ووقف بعد أن خاض فرسه فى الماء قائلا: يا رب، لولا هذا البحر لمضيت فى البلاد مجاهدا فى سبيلك، وفى أثناء عودته، أمر أصحابه أن يسبقوه بمعظم الجيش ثقة منه بما نال من العدو وأنه لم يبق أحد يخشاه. وفى الطريق، وكان معه خمسة آلاف من بقية جنده، وكان أبو المهاجر ما يزال فى صحبته موثقا بالحديد، وقع الجميع فى كمين من كسيلة وقومه حيث جمع لهم جيشا من خمسين ألف مقاتل . وطلب أبو المهاجر فك وثاقه كى يقاتل دفاعا عن الإسلام والمسلمين، وأمر عقبة بفك وثاقه، وهنا دارت أغرب مجادلة يمكن أن تحدث خلال التاريخ كله، فقد راح العدوان اللدودان يتنافسان لا على من ينجو بل على من يستشهد، أمره عقبة أن يلحق بالجيش وأن يتولى قيادته وأن يتركه هو ليواجه كسيلة وقومه حتى يغتنم الشهادة، لكن المهاجر أبى، قال له إنه هو القائد وأن الجيش بدونه يمكن أن يتفتت، طلب منه هو أن يلحق بالجيش على أن يبقى هو فى فريق من الجند يبايعون على الاستشهاد كى يعطلوا كسيلة عن تعقب عقبة بن نافع، أصر على أن يستشهد هو دونه، ورفض عقبة مكررا أنه منذ خرج فى سبيل الله كان يطلب الشهادة وقد حان أوانها، وأصر كل من الرجلين على موقفه، ارصدوا هنا النبل حتى أقصاه، لقد أصر كل من الرجلين على موقفه، وفى النهاية قررا خوض المعركة جنبا إلى جنب، وخاضاها مع من معهما من الجيش فاستشهدا واستشهد الجيش كله.. لم ينج إلا واحد …!!

هذا الواحد نقل للجيش ما حدث..

وكان الإيثار والتضحية وقودا نوويا للجيش كله.. فاندفع يعوض الهزائم ويكرس الانتصارات حتى استقر الأمر للإسلام.. منذ ذلك الوقت وحتى الآن..

بمثل هذا الإيمان واليقين والتوحيد كانوا ينتصرون ويسودون الدنيا..

كانت كل الخلافات تقف عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين.

هكذا كان الإيمان والتوحيد والولاء والبراء وبمثله كانوا ينتصرون..

فتوقفوا عن خلافاتكم..اجتمعوا.. تآلفوا.. تآخوا.. مؤاخاة المهاجرين والأنصار..
عاشقة السماء
عاشقة السماء
إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ

عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى