ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إلى كل مسلم تجسدت في نفسيته قوله سبحانه وتعالى:{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

إلى كل مسلم تجسدت في نفسيته قوله سبحانه وتعالى:{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} Empty إلى كل مسلم تجسدت في نفسيته قوله سبحانه وتعالى:{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}

مُساهمة  عاشقة السماء الثلاثاء نوفمبر 19, 2013 5:47 pm

حان الوقت لتغيير منهجية الخطاب في تناول قضايا المسلمين

أتوجه بندائي هذا الى كل مسلم تجسدت في نفسيته قوله سبحانه و تعالى :{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (سورة المنافقون)، و يسعى لتغيير حال المسلمين ليقلعوا عنهم الذل، و يتخلصوا من عقلية و نفسية العَبِيدْ المهينة، الى عزة الانسان الحُر الذي لا يقبل ان يسوده الا رب العالمين ....

فاقول بعون الله:

اعلم أنه كما أن الأرض لا تثمر إلا ما زَرْعْتَ فيها ، فكذلك نفسية الإنسان و عقليته هما نتاج لما يَمتصه سمعه و بصره من محيطه ، ..... فان اعتاد على سماع خطابات العجز و الضعف، والمسكنة و الشحاذة، و التشاكي و التباكي ، و التبرير و اللوم ... فان ذلك ينعكس على نفسيته و عقليته، و بالتالي على مواقفه، فتجتمع فيه كل تلك النواقص، ... حيث يكون إنسانا عاجزا، ضعيفا، متمسكنا، لا يستطع حتى تَخَيُّل ما معنى التحدي ، و ما معنى الأخذ بزمام الأمور في الحياة، .... فهو يرى كل شيء مستحيل و غير ممكن ... و لا يقوى على المغامرة و ركوب المخاطر ..... يريدها حياة سهلة ، حياة العبد الذليل الخاذم للإنسان السيد مقابل فتاتٍ بسيط يبقيه على الحياة، اي حياة، ... يقتصر سر وجوده على تحصيل لقمة العيش و التناسل لا أكثر، لا يختلف بذلك عن الحيوانات .... و تراه لا يقوى على حل مشاكله و تدبيرها، إذ هو عديم الإبداع، .. يلجأ دائماً الى سيده الحر ليحل له مشاكله و يرعى شؤونه، ..... هذه هي سمات النفسية المنهزمة ..... فهي لا تصنع التاريخ، بل يُصْنَعَ بها و عليها التاريخ!! ....
فقد صدق المثل الصيني الذي يقول: "هناك صنفان من الناس، واحد دوره هو الإبقاء على فصيل الانسان بَيْنَ المخلوقات، و الاخر يصنع التاريخ"، فالأول دوره الأكل و التناسل للحفاظ على النوع البشري في الارض رغم الاعداد الكثيرة التي تموت جوعا او قتلا ....، و الثاني غرضه اعظم بكثير، إذ يسعى لتغيير مجرى الحياة، و صنع تاريخ جديد للبشرية، يسطر هو معالمه و اتجاهه .... !! و غالبية المسلمين اليوم اختاروا و للاسف ان يكونوا من الصنف الاول، .... و الخطابات السلبية و المثبطة تكرس لهذا الحال!!

فما يتردد يوميا من اسلوب ضعيف و مثبط في الخطابات على أسماع الناس، يكون مفعوله كالتنويم المغناطيسي ( التنويم الإيحائي)، حيث يصبح الذهن قابلا لكل ما يوحى اليه و يسلم به، فتتأقلم نفسية السامع و أقواله و مواقفه مع الأسلوب الخطابي الموجه إليه، فتكون النتيجة عقليات و نفسيات محبطة و عاجزة !!!

إذن وجب على المسلمين المتصدرين لشؤون المسلمين من الدعاة للاسلام، و المحللين السياسيين و المفكرين ..... وجب عليهم تغيير طريقة خطابهم للامة الاسلامية، و تغيير طريقة تناولهم لقضايا المسلمين، .... و ذلك بتحويلها من خطابات العجز و الضعف، والمسكنة و الشحاذة، و التشاكي و التباكي ، و التبرير و اللوم ... الى خطابات العزة و القوة، و خطابات السيد الحر، الماسك بزمام الامور في حياته و المقرر فيها، و الفارض لواقع يرضى عنه هو و أمته، غير مبال البتة بما يريده غيره أو يكرهه!! .....

فطريقة خطاب المتصدرين لشؤون المسلمين في تناول قضاياهم كان لها دورا كبيرا في توطيد العقلية الانهزامية في نفوس المسلمين، و في زرع روح العجز و الضعف، و في جعلهم يقبلون بسيادة الغرب عليهم و برعايته لشؤونهم و قضاياهم !! .... حتى ان عامة المسلمين في نقاشاتهم فيما بينهم تكاد لا تخلو من تعقيب: " .... و لكن الغرب لن يسمح ... الغرب لن يقبل ..... الغرب ... الغرب .....".

فإذا ما تأملنا مليا في البيانات و المقالات و التعليقات و الخطب و النقاشات التي يتطرق فيها المسلمون لأحداث و قضايا سياسية ، أو اقتصادية، أو أمنية في بلاد المسلمين، فإننا سنجد انه يغلب عليها أحد أو كل النقاط التالية:
1) كثير منها لا يتعدى كونه ردات فعل عاطفية على ما يقوله الغرب او يفعله!
2) يطغى منطق التبرير في الخطابات، و طمئنة الغرب و إرضائه، .....
3) بحث قضايا تخص المسلمين و في بلاد المسلمين من زاوية الغرب و رأيه، و مواقفه، و ما يرغب فيه، و ما يسمح أو لا يسمح به، ....
4) التوجه باللوم و العتاب للغرب، ....

و هذه النقاط الأربع التي ذكرناها، الى جانب انها توحي عن جهل المسلمين لطريقة الخطاب و التعامل التي بينها لهم الله و رسوله، فانها تجعل خطابات المسلمين في تناول قضاياهم تتسم غالبتها بالسلبية، إذ يكاد أكثرها لا يخلوا، و ربما في احيان كثيرة لا يتجاوز، (من) طرح ما يريده الغرب و ما يسعى اليه، و اِلْتِقَافِ تصريحات كل من هبَّ و دب من رجالات الغرب لتحليله و تضخيمه و كأنه وَحْيُُ تُنُزِّلَ من السماء و وجب السماع له، و التدبر فيما يحمل من معاني، ثم التسليم به، ... فالوحي لاَ يُرَدُّ ..... و طريقة التناول هذه لقضايا المسلمين تجعل السامع أو القارئ المُسْلِم يُسَلِّمْ بأن إرادة الغرب فوق كل شيئ و بان المسلمين لا إرادة لهم حتى في بلدانهم، و بان الغرب وَصِيُُّ عليهم ، و بالتالي تُرَسِّخ تلك الخطابات المثبطة في ذهن المسلمين بان الغرب مسؤول عنهم ، و يصبحون راضين، بطريقة عفوية و لاشعورية، على سيادة الغرب عليهم ......

و لنأخذ بعض الأمثلة من الاحداث الآنية لتوضيح ما نقصد بتلك الخطابات السلبية المثبطة:

فمثلا غالبية الخطابات المتعلقة بثورة سوريا تتناول الموضوع من زاوية إرادة الغرب، فيتم التركيز على تصريحات و مواقف امريكا و روسيا (و الغرب بصفة عامة ) من الثورة بسوريا، و يتم تحليلها باستفاضة، و طرح تساؤلات من مثل:
متى سَتَتَدخَّل امريكا عسكريا،....
و متى ستجد امريكا بديلا لعميلها بشار الاسد ، .....
و متى سيسلح الغرب الثوار، .....
و ماذا يريد الغرب ان يحقق من مؤثمر جنيف ....
و هل سينجح مؤثمر جنيف ام لا ، .....
وهل يقبل الغرب بانشاء دولة اسلامية في سوريا ...
ما هو رد فعل الغرب اتجاه استعمال نظام بشار الاسد للغاز لقتل المسلمين ....
اين هي الخطوط الحمر للغرب التي لا يجوز لنظام الاسد او حتى للثوار ان يتخطوها .....
و الغرب .... الغرب .... الغرب .... و كاءن سوريا ولاية بأوروبا او امريكا ، و كاءن اهلها أوروبيون او أمريكيون ....

و انسجاما مع هذه الطريقة في تناول شؤون المسلمين من زاوية إرادة الغرب، يتوجه المسلمون في خطاباتهم باللوم و العتاب الى الغرب ونظمه، فتقرأ و تسمع تصريحات من قبيل :
1) تخاذل الغرب عن "نصرة المسلمين" ، و منها تخاذله عن دعم ثورة سوريا...

http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=171774
http://www.alquds.co.uk/?p=74391
http://www.alquds.co.uk/?p=38775
http://www.aljazeera.net/programs/pa...1-d4f2fbd68a16 http://new.elfagr.org/Detail.aspx?se...0&nwsId=203831

2) الواجب الأخلاقي و الإنساني اتجاه ما يَحل بالمسلمين من مصائب و فتن: .... فحسب راي اصحاب الخطابات المثبطة، فانه يجب على الغرب و منظماته الدولية التدخل لمنع قتل المسلمين بالغازات السامة ، ... و يجب عليه التدخل لحماية المسلمين من بطش حكامهم بهم .... و يجب على الغرب التدخل لردع الانقلابيين على رئيس منتخب .... و يجب على الغرب دعم الديمقراطية و حقوق الانسان ببلاد المسلمين .... و يجب على منظمة الامم المتحدة التدخل لحل مشاكل المسلمين و حمايتهم ...... و يجب على الغرب و منظماته، من مثل محكمة العدل الدولية و غيرها، محاكمة حكام المسلمين لما اقترفوه ضد شعوبهم، و القضاء في جرائم تمت في بلاد المسلمين و كان الضحية و الجاني فيها من المسلمين ...... و يجب على الغرب التدخل لحل النزاعات التي تحصل بين طائفتين من المسلمين .....

3) زيف ديمقراطية الغرب و ازدواجية معاييره: لان الغرب لا يتحرك لنصرة المسلمين المظلومين و المضطهدين من قبل حكامهم المسلمين ، .... و لانه لا يقبل بوصول "إسلاميين" للحكم عن طريق انتخابات "ديمقراطية" و يعمل للإطاحة بهم ...... و لأن الغرب يدعم حكام المسلمين الديكتاتوريين ، و في هذا تناقض مع "قيم" الديمقراطية التي يدعوا اليها الغرب .....

و لكي لا يبقى نقاشنا هنا نظريا، و ليكون ما نقصد بالخطابات السلبية واضحا، سأضع بين يدي القارئ هنا تعليقا على الاحداث بسوريا نشره أحد حاملي الدعوة للاسلام، و أُبَيِّن السلبية في الأسلوب الخطابي لذلك التعليق. و سبب اختياري لهذا التعليق كمثال، هو انه صدر من شخص ينتمي لجماعة جعلت على عاتقها مسؤولية توعية الامة الاسلامية سياسيا، و إِنْهاء هيمنة الغرب على المسلمين. و السبب الثاني هو ان السلبية في خطاب هذا التعليق تكاد تكون خفية، ربما لم يدركها حتى كاتب التعليق نفسه، و لم يقصدها. و هذا ان دل على شيئ فانه يدل على ان حتى الناس الواعين و الحاملين للدعوة الى الاسلام، و الذين لا نشك في إخلاصهم للامة، حتى هم ممكن ان يتأثروا بمفعول التنويم المغناطيسي لخطابات التثبيط و السلبية التي تعودنا عليها منذ نعومة أظافرنا، و بدون ان يشعر أحدهم يجد نفسه ينساق لنفس الخطابات السلبية، و لو ربما أقل حدة (كما قلت سلبية شبه خفية)، إلا ان مفعولها السلبي على نفسية و عقلية القارئ لا يقل خطورة عن الخطابات الواضحة التثبيط! و السبب الثالث لاختياري هذا الخطاب كمثال للنقاش هو ان نبين كيفية التعامل الإيجابي مع ما نقرأ أو نسمع، و ذلك بقراءته قراءة نقدية، و ليس التسليم بكل شيئ، .... و لِنتذكر دائما انه ماعدا رسولَ الله صلى الله عليه و سلم، فلا عصمة لبشر في الدنيا كيفما كان عِلْمُه او صدقه او إخلاصه، فالكل معرض للزلل، و المثابرة الدائمة على إدراك الأخطاء و تصحيحها هو السبيل الوحيد للبقاء على الطريق المستقيم !

و إليكم التعليق الذي كتبه كما قلت أحد الدعاة تحث عنوان: "ولم تُبق ثورة الشام لعبة إلا وكشفتها"، و هو تعليق على أحد اجتماعات وزراء خارجية أوروبا المتعلق بالشأن في سوريا.

فقد كتب السيد هشام البابا:


خبر وتعليق: ولم تُبق ثورة الشام لعبة إلا وكشفتها
الخبر:
قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مساء الاثنين 27/5/2013 في بروكسل رفع حظر السلاح المفروض على المعارضة السورية، في وقت أعلن فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تنظيم مؤتمر دولي لتسوية النزاع السوري لن يكون "مسألة سهلة"، وذلك بعد مشاورات مع نظيره الأميركي جون كيري في باريس. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بعد انتهاء الاجتماع الأوروبي المطول إن الاتحاد الأوروبي وضع حدا لحظر الأسلحة عن المعارضة السورية وأبقى العقوبات الأخرى بحق النظام السوري، وأضاف أن هذه هي النتيجة التي كانت تأملها بريطانيا. لكن هيغ أوضح أن بريطانيا ليس لديها خطط فورية لإرسال أسلحة إلى سوريا. كما نقلت رويترز عن دبلوماسيين بالاتحاد الأوروبي قولهم إن حكومات الاتحاد ستتجنب تسليم أي شحنات سلاح إلى سوريا في الوقت الراهن، مشيرين إلى أن الاتحاد وافق على تمديد كل عقوباته المالية والاقتصادية المفروضة على سوريا منذ عامين. وينسجم هذا القرار مع رغبة بريطانيا وفرنسا اللتين تطالبان منذ أشهر بتسليح المعارضين المعتدلين في سوريا. وفي المقابل فإن عدة دول أوروبية مثل النمسا والسويد وبلجيكا وهولندا أعلنت أنها لا تنوي تسليح المعارضة.

التعليق:
في الوقت الذي تمارس أمريكا لعبة القط والفأر مع ثورة الشام، تقوم أوروبا بلعبة أخرى هي العصا والجزرة. كلٌ له حساباته وتوجهاته وكل يريد الولوغ أكثر في الواقع السوري كي يحقق مكاسب لنفوذه ولمصالحه، كل هذا وهم يتجاهلون الدماء التي تُسكب والأرواح التي تُزهق في مشهد رأسمالي مريع تُذبح الديمقراطية بأيديهم جميعاً على أبواب دمشق وحمص وحلب. وتتكشف لمن ما زال يُعوّل بعدُ على "ديمقراطيتهم" أكاذيبهم ونفاقهم.
لم يعد هناك قناعٌ إلا وسقط، لم تُبق ثورة الشام لعبة إلا وكشفتها، ولا أيادي تحت الطاولة إلا وفضحتها، ورغم كل هذا فإن "الغباء" الغربي ما زال مستشرياً وما زال حاله كالقطار السائر باتجاه وحيد على سكته الحديدية يظن بأنه سيصل لهدفه المنشود، ولكنه لا يُدرك أنه إن وصل فسيصل إلى محطة أخرى غير محطة النصر على ثورة الشام، وسيخيب مسعاه ويضيع رجاؤه، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. نحن نعلم في سوريا أن أوروبا لن تسلح الثورة المخلصة وأن أمريكا لا تريد إلا شرذمة الثورة وإجهاضها لذا ترسل مندوبين عنها للداخل كي يتقوى النظام بادعاءاته أن أمريكا وراء الثورة، في حين أن روسيا تقوم بما أوكل لها من محاولات لتثبيت النظام القاتل بكل وسيلة. نعم إنه العالم المجرم يتكالب علينا كما تتكالب الأكلة إلى قصعتها، وفي حين يسأل الثائرون: أين جيوش المسلمين؟ وأين أهل البلاد الإسلامية؟! في الوقتِ نفسِهِ يتوجهُ أهلُ الشامِ إلى ربِهم خاشعينَ مبتهِلِينَ منادينَ: يا الله خذلنا القريب والبعيد وتآمر علينا الصديق قبل العدو، يا الله لم يبق لنا إلا أنت، نصرك يا الله، يا الله ما لنا غيرك يا الله. أبشروا يا أهل الشام، فإن النصر اقترب وإن هذه الشدائد خير دليل على قرب الفرج، وإنما يُصقل المعدن بالضرب القوي ويُنقى التبر من شوائبه بالصهر الشديد حتى يعود لامعاً براقاً ذهباً خالصاً يعجب الناظرين.


((انتهى الاقتباس من:
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/...ts/entry_25871
https://www.facebook.com/khlasona/posts/633280093366139 )


و سأتطرق الان لتبيان السلبية في خطاب السيد هشام البابا:
1)
يقول السيد هشام البابا: "كل هذا وهم (الغرب) يتجاهلون الدماء التي تُسكب والأرواح التي تُزهق في مشهد رأسمالي مريع تُذبح الديمقراطية بأيديهم جميعاً على أبواب دمشق وحمص وحلب. وتتكشف لمن ما زال يُعوّل بعدُ على "ديمقراطيتهم" أكاذيبهم ونفاقهم".
هنا عتاب للغرب بانه يتجاهل دماء المسلمين التي تسكب في سوريا. فهل الغرب مسؤول عن دماء المسلمين حتى نلومه؟ و اذا قلنا نعم هو كذلك، إذن نكون قد سَلَّمْنا به وَلِيًّا علينا! و في هذا تناقض صريح مع الدعوة للتحرر من هيمنة الغرب على بلاد المسلمين؟
ثم هل ستقبل بالديمقراطية اذا تدخل الغرب لانهاء سفك دماء المسلمين بسوريا؟ و هل سيصبح للنظام الرأسمالي مصداقية اذا لم يتجاهل الدماء التي تُسكب والأرواح التي تُزهق في سوريا؟؟ و هل اصبحت للغرب و ديمقراطيته مصداقية حين تدخل في ليبيا و ازاح القدافي من الحكم؟
ثم ما دخل ديمقراطية الغرب و نظامه الرأسمالي في تذبيح المسلمين بعضهم البعض في سوريا؟ الذي يُذبح على أبواب دمشق وحمص وحلب هم المسلمون و ربما نظام الكفر الذي قبل بحكمه المسلمون في سوريا منذ عقود و سكتوا عليه! اما ديمقراطية الغرب و نظامه الرأسمالي فهما أضداد للاسلام، و لم يَدَّعوا يوما انهم انصار للاسلام و المسلمين ، ... و ليس في محاربتهم للاسلام اي تناقض مع مبدأهم !!! بل استمرار وجود الرأسمالية و الديمقراطية رهين بِمَنْعِ وصول الاسلام للحكم، ... و كما ان الاسلام يسعى على ان يسود هو العالم ، و حريص على إجهاض كل انواع تسلط الكفر على الناس (كل أنظمة الكفر)، فكذلك الرأسمالية و الديمقراطية حريصان على ان يسودا هما العالم ، و على إجهاض كل ما يخالفهما و يحاربهما، و أولهم الاسلام! إذن هو صراع بين الكفر و الاسلام منذ بعثة الرسول محمد صلى الله عليه و سلم، ... و كما انك انت ايها المسلم حريص على الإجهاض على النظام الراسمالي ، فالرأسمالية حريصة أيضاً على الإجهاض عليك، .... و كما انك ايها المسلم ترى الحق معك في القضاء على الرأسمالية ، فكذلك الغرب يرى ان له الحق في القضاء على الاسلام ! ... فتقبل التحدي و خض الصراع بدون تباكي و ولولة! فعتاب المسلم على الرأسمالية و الديمقراطية كعتاب مقاتل لعدوه في ميدان المعركة حين وقف أمامه لقتاله، فإذا به يقول له لماذا تحمل سلاحا و تريد قتلي، إرْمِ سلاحك و دعني أقتلك!!!؟؟؟؟

2) و يقول السيد هشام البابا: "لم يعد هناك قناعٌ إلا وسقط، لم تُبق ثورة الشام لعبة إلا وكشفتها، ولا أيادي تحت الطاولة إلا وفضحتها، ورغم كل هذا فإن "الغباء" الغربي ما زال مستشرياً وما زال حاله كالقطار السائر باتجاه وحيد على سكته الحديدية يظن بأنه سيصل لهدفه المنشود، ولكنه لا يُدرك أنه إن وصل فسيصل إلى محطة أخرى غير محطة النصر على ثورة الشام، وسيخيب مسعاه ويضيع رجاؤه، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون."
يتكلم المُعَلِّق هنا عن الغباء الغربي! لا أيها السيد الفاضل، الغرب ليس غبيا، و لعبة الغرب واضحة لا تحتاج لمن يكشفها، و أهدافه صريحة! فالغرب يقول صراحة انه لا يقبل بالاسلام دولة و لا بالشريعة الاسلامية قانونا ينظم شؤون الحياة! و القران بَيَّن لنا في اكثر من آية هدف الكفار! لكن نحن المسلمون، بخطابات كهذه مليئة بالتناقضات، نحن هم الغير واضحين ، و نحن المسلمون هم المتخبطون! ففي نفس الوقت الذي نلوم فيه الغرب على تركه دماء المسلمين تسفك و عدم تدخله لحماية المسلمين ، في نفس الوقت نطالب منه ان يرفع ايديه عنا ، و ندعوا المسلمين للتحرر من سيطرته!!!! ....
و الغباء هو حين يلوم المسلمون الغرب على تخاذله عن نصرة المسلمين، و عن عدم تحركه لإيقاف قتل المسلمين، و في ظنهم انهم يمكنهم الحصول على دعم من الغرب بدون ان يبيعوا عرضهم و سيادتهم و دينهم !!!

3) و يقول المعلق: "نحن نعلم في سوريا أن أوروبا لن تسلح الثورة المخلصة وأن أمريكا لا تريد إلا شرذمة الثورة وإجهاضها لذا ترسل مندوبين عنها للداخل كي يتقوى النظام بادعاءاته أن أمريكا وراء الثورة، في حين أن روسيا تقوم بما أوكل لها من محاولات لتثبيت النظام القاتل بكل وسيلة."
ما هذا التساؤل الاستنكاري؟ هل تريد الغرب ان يسلح الثوار بسوريا؟ الا تعلم ان اي مساعدات لها شروطها؟؟؟
الا تعلم ان طبيعة الحياة و سنتها انه من كان طعامك و سلاحك بيده فله القوامة عليك ، اي الولاية و الوصاية عليك!! فاذا كان الله سبحانه وتعالى قد جعل في إنفاق الرجال على النساء أحد اهم اسباب قوامتهم عليهن ، {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (سورة النساء)، فما بالك اذن اذا كان عدوك هو من ينفق عليك، و سلاحك و طعامك بيده، ... فان توليه لشؤونك لن يكون لرعايتها لصالحك، بل لاستعبادك و توظيفك لخدمة مصالحه !!! فكيف بالمسلمين لا يريدون استيعاب هذه النقطة الخطيرة حتى الآن، و يتهافتون كل مرة على الغرب ليساعدهم!!!؟؟؟ مالهم لا يريدون حتى الآن استيعاب أنهم بقبول ما يسمى بالمساعدات، انهم بذلك يجعلون للغرب سلطانا و قوامة عليهم، و يوطدوا استعباد الغرب لهم!
ثم أليس من حق امريكا و اوروبا العمل على إجهاض ثورة تريد ان تقضي على نفوذهم و مصالحهم في سوريا و محيطها؟
ثم أليس الاصل ان يكون المسلمون سباقين للتصريح بان الثوار لا يقبلون من الغرب اي مساعدات، و يغلقوا بذلك الطريق امام الغرب للتدخل و بالتالي القضاء على ثورة الشام !!؟؟

4) و يقول المعلق: "نعم إنه العالم المجرم يتكالب علينا كما تتكالب الأكلة إلى قصعتها....... يا الله خذلنا القريب والبعيد وتآمر علينا ....".
نعم يتكالب العالم علينا كما تتكالب الأكلة على قصعتها، إلا أن هذا سببه و مرجعه إلينا نحن المسلمين بالدرجة الأولى و ليس إلى الغرب! فلما أجرمنا نحن المسلمون في حق الله بالإعراض عن دينه و أمره، سلط الله علينا أمماً تتكالب علينا، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها"، قالوا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ؟ قال: " أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن"، قالوا وما الوهن؟ قال: " حب الحياة وكراهية الموت" !
اما فيما يخص التخاذل، فهذا التوصيف لا يطلق الا على المسلمين الذين لم يهبوا لنصرة إخوتهم في الدين في سوريا، لان التخاذل لا يكون إلا ممن يجب عليه النصرة و المساعدة، ولم يقم بذلك! .... اما الغرب فليس مسؤولا عن المسلمين، و ليس له أن يكون كذلك. و من قال من المسلمين بتخاذل الغرب لهم، فهو سَلَّمَ ضِمْنيًا بوصاية الغرب عليه، و رضي بسيادته عليه، و الله يقول: {وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}(سورة النساء) و الرسول صلى الله عليه و سلم حين تكلم عن الخذلان، حدده في خذلان المسلم لأخيه المسلم، لما عليه من واجب اتجاهه: "ما من امرئ مسلم يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه؛ إلاّ خذله الله في موضع يحب فيه نصرته, وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه, وتنتهك فيه حرمته؛ إلاّ نصره الله في موضع يحب فيه نصرته". وقال صلى الله عليه و سلم: “المسلم أخو المسلم لايظلمه ، ولا يخذله، و لا يسلمه".

اذن نلاحظ ان الخطاب ضعيف و سلبي، إذ لا يكاد يتجاوز عن كونه ردة فعل عاطفية لما تناوله الغرب في اجتماع لهم عن سوريا. و لا يتعدى الخطاب كونه سرد لخبر و الاحتجاج على الغرب و معاتبته ! فليس هكذا يكون التحليل السياسي، و ليس هذا بالأسلوب الذي تُسْتنهض به همة المسلمين ليقلعوا عنهم العبودية للغرب! فخطاب بهذا الاسلوب يحمل كل الصفات النمودجية للخطاب السلبي التي ذكرناها في بداية هذا المقال. و الخطاب السلبي يرسخ بطبيعته عقدة النقص اتجاه الغرب عند المسلمين، بدلا من العمل على التحرر منها!!!
و خطاب هذا التعليق يظهر كما ذكرنا تخبطا في المواقف !! ففي نفس الوقت الذي يلوم فيه الغرب على تركه دماء المسلمين تسفك و عدم تدخله لحماية المسلمين ، في نفس الوقت يدعوا المسلمين للتوكل على الله ....

وجزا الله الكاتب عنا خير الجزاء
عاشقة السماء
عاشقة السماء
إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ

عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

إلى كل مسلم تجسدت في نفسيته قوله سبحانه وتعالى:{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} Empty رد: إلى كل مسلم تجسدت في نفسيته قوله سبحانه وتعالى:{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}

مُساهمة  علاء الثلاثاء نوفمبر 19, 2013 6:07 pm

اختي لم نرى لكي موضوع يتحدث عن انواع العبادات مثل الصلاة او الصيام او الحج او الزكاة

او نصائح عن اخطار اليهود والنصارى

اصبح اسمك مقترن بالحاكمية و الرده والقتال والتحريض
على العموم نسأل الله لكي الشهاده في سبيل الله
ونسأل الله لكي السلامة من دماء المسلمين

غدا تقوم الساعه لاينفع شهره ولا شجاعه ولا نسب
واول مايسئل الانسان عنه ويقضى بالدماء
علاء
علاء
اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال

عدد المساهمات : 1603
تاريخ التسجيل : 31/07/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

إلى كل مسلم تجسدت في نفسيته قوله سبحانه وتعالى:{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} Empty رد: إلى كل مسلم تجسدت في نفسيته قوله سبحانه وتعالى:{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}

مُساهمة  عاشقة السماء الثلاثاء نوفمبر 19, 2013 6:53 pm

أخينا علاء ما تتحدث عنه أشبعته كتب المدارس، وهو شغل الفضائيات ومن تصدروها!!!!!

ونحاول هنا بما يعيننا الله عليه أن نرفع الجهل عن أمتنا في مسائل تمس بالتوحيد، وأنت تعتبرها قضايا هامشية وكأنها انقلاب على الشرع وليست من صميمه!!!!!.

فأسأل الله لي ولكم حسن الانقياد والسير على الطريق القويم.
عاشقة السماء
عاشقة السماء
إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ

عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى