ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

استنفار من في الداخل والخارج لصد خطر فكر الخوارج | الشيخ محمد حسونة رحمه الله تعالى

اذهب الى الأسفل

استنفار من في الداخل والخارج لصد خطر فكر الخوارج | الشيخ محمد حسونة رحمه الله تعالى Empty استنفار من في الداخل والخارج لصد خطر فكر الخوارج | الشيخ محمد حسونة رحمه الله تعالى

مُساهمة  ابو الحسنين الأحد ديسمبر 15, 2013 3:32 am



من أبي عبد الله محمد بن عبد الحميد

إلى أخيه ... زاده الله بصيرة في أمره..أمين.



سلام عليكم ،،، وبعد ،،،




فشكر الله لكم أخي كثرة دعائكم لنا ، وشكركم على ما أقوم به نصحاً ، حادينا في ذلك الخير، ورائدنا الدليل إذ هو الحق ، ولا تعجب أخي من خفاء الباطل -عن البعض- وهو ظاهر، والموفق هو الله- جلّ في علاه- فالحمد له – تبارك اسمه وتعالى جده ولا إله غيره .



وامتداداً لما انتهجناه أقول في هذا النصيحة قولاً عظيماً، فلتنتبه له العقول، وتتفتح له القلوب ، قبل أن تكون فتنة .




الخوارج إحدى الفرق الإسلامية المارقة عن الفرقة الناجية، ولهم أسماء متعددة ذكرها العلماء كـ



"الحرورية"- نسبة إلى ضاحية من ضواحي الكوفة اجتمعوا فيها .



و"المارقة" للحديث



و"الشراة"
لقولهم : شرينا أنفسنا في طاعة الله- أي: بعناها بالجنة .



و"المحكمة"
سموا بذلك لإنكارهم التحكيم، وقولهم: لا حكم إلا لله- "كلمة حق أريد به باطل([1])"



و" القراء" لشدة اجتهادهم في التلاوة والعبادة، إلا أنهم كانوا يتأولون القرآن على غير المراد منهم، ويستبدون برأيهم، ويتنطعون في الزهد وغير ذلك" "الفتح"(12/296)



قلت : و"أهل النهروان" لاجتماعهم لقتال علي- رضي الله تعالى عنه- بمكان يقال له "النهروان"



و عدة فرق الخوارج :



عشرون فرقة "نقله الحافظ في"الفتح"(12/298) عن أبي منصور البغدادي في "المقالات"



وباستعراض الأخبار الواردة في هذا الفرقة المنحرفة عن منهج السلف الصالح نقف على خطرها العام، ومن ثم ضرورة التصدي لها، ودفع شر أهلها، فمنها :



عن سويد بن غفلة : قال : قال علي - رضي الله تعالى عنه"…إني سمعت رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم – يقول : " يخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة" "البخاري"(12/283) فتح و"مسلم"(7/169) نووي .



وعن أبي سعيد الخدري-رضي الله تعالى عنه:"يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وصيامكم إلى صيامهم، وعملكم إلى عملهم ويقرءون القرآن ([2]) لا يجاوز حناجرهم ([3])…"الحديث"البخاري"(9/99)

وعنه-رضي الله تعالى عنه-أيضاً:"سيكون في أمتي اختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل، ويسيئون الفعل…هم شر الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم، وقتلوه، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم"رواه أبو داود في سننه (4/243)-ينظر حكم العلامة الألباني عليه-



وكان ابن عمر-رضي الله تعالى عنه-يراهم شرار خلق الله، وقالوا: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين""فتح الباري"(12/282)



وقال الحافظ في"الفتح"(12/298) :"وقد ثبت في الحديث الصحيح المرفوع عند مسلم من حديث أبي ذر في وصف الخوارج"هم شرار الخلق والخليقة"وعند أحمد بسند جيد عن أنس مرفوعاً مثله.



وعند البزار من طريق الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت "ذكر رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-الخوارج، فقال:"هم شرار أمتي يقتلهم خيار أمتي"وسنده حسن.



وعند الطبراني من هذا الوجه مرفوعاً "هم شرار الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة"



وفي حديث أبي سعيد عند أحمد"هم شر البرية"وفي رواية عبيد الله بن أبي رافع عن علي عند مسلم "من أبغض خلق الله إليه"



وفي حديث عبد الله بن خباب يعني عن أبيه عند الطبراني"شر قتلى أظلتهم السماء وأقلتهم الأرض" وفي حديث أبي أمامة نحوه .



وعند أحمد وابن أبي شيبة من حديث أبي برزة مرفوعاً في ذكر الخوارج "شر الخلق والخليقة يقولها ثلاثاً"



وعند ابن أبي شيبة من طريق عمير بن إسحاق عن أبي هريرة"هم شر الخلق"أهـ



وقال الحافظ -رحمه الله تعالى-أيضاً : " وأخرج الطبري في رواية عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد" يقتلون أهل الإسلام ([4]) ويدعون أهل الأوثان""الفتح"(12/307)



وفي "المسند" وغيره وصححه الألباني : عن ابن أبي أوفي قال : قال رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : "الخوارج كلاب أهل النار" انظر حاشية "الخوارج والفكر المتجدد" ص(35)



وعن عبد الله بن عباس-رضي الله تعالى عنهما-ذكر له الخوارج واجتهادهم وصلاتهم فقال:"ليسوا هم بأشد اجتهاداً من اليهود والنصارى، وهم على ضلالة"



ولذا قال الآجري - رحمه الله تعالى- ص(28) : " فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام، عدلاً كان الإمام أو جائراً([5]) فخرج وجمع وسل سيفه واستحل قتال المسلمين، فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن، ولا بطول قيامه في الصلاة، ولا بدوام صيامه، ولا بحسن ألفاظه في العلم ([6]) إذا كان مذهبه مذهب الخوارج"



لذا "اتفقت الأمة قديماً وحديثاً على ذم الخوارج وتضليلهم وأنهم قوم سوء، وعصاة لله -عزّ وجلّ- ولرسوله -صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- وإن صلوا وصاموا واجتهدوا في العبادة -انظر "مجموع فتاوى شيخ الإسلام"(28/218) و"الشريعة" للآجري ص(21)



ومن جهالتهم الشنيعة : أنهم وجدوا عبد الله بن خباب-رضي الله تعالى عنه-ومعه أم ولد له حبلى فناقشوه في أمور، ثم سألوه رأيه في عثمان وعلي-رضي الله تعالى عنهما-فأثنى عليهما خيراً، فنقموا عليه، وتوعدوه بأن يقتلوه شر قتلة، فقتلوه وبقروا بطن المرأة"انظر"تاريخ الطبري" (5/82)و"الفتح"(12/283،297)و"الفرق بين الفرق"للبغدادي ص(57)



( جهالة) ومر بهم خنزير لأهل الذمة ، فقتله أحدهم، فتحرجوا من ذلك، وبحثوا عن صاحب الخنزير، وأرضوه في خنزيره([7])



فيا لله العجب! أتكون الخنازير أشد حرمة من المسلمين…لكنها عبادة الجهال"…



قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله تعالى "وهذا كله من آثار عبادة الجهال ([8]) الذين لم تنشرح صدورهم بنور العلم، ولم يتمسكوا بحبل وثيق منه" "الفتح"(12/301) انظر"الخوارج"للسعوى (187)



والناظر في امتداد التأريخ يجد أن هذه النابتة - أعني : الخوارج- على حين غفلة من الخلق تطل برأسها فتقلع - إما بقوارع الحجج ومطارقها ، وإما بسياط السلطان أو سنانه- ومن نظر في سيرتهم – السيئة - علم، وعلى حقيقة موقفهم - المخزي – وقف .



هذا .. ولا يزال فكر الخوارج ينخر في جسد المجتمع المسلم الطاهر([9]) ويعدُّ سيد قطب أقنوم التكفير وحامل لوائه في هذا العصر، وتعدُّ كتبه ينبوع الشرِّ، ومعول هدم؛ مما جعل العلامة ابن باز- رحمه الله تعالى - يوصي بحرقها لضررها([10]) وقامت بعض المجتمعات الإسلامية بمنع نشرها وتداولها، إلا أن البعض لا يزال يلهث ورائها يحسبها ماءا وهي سراب كاذب-وقد تدركه منيته وهو يسير إلى حتفه، ولجهله لم يقف على حقيقة الأمر-كان الله لنا وله.



وعلى كل حال يرجع البعض الأسباب العامة في ظهور الخوارج في هذا العصر إلى:

1. قلة الفقه في الدين، أو أخذ العلم على غير نهج سليم

2. الغلو في الدين ([11]) والتنطيع-أي: التشديد في الدين

3. الغيرة غير المتزنة – العاطفة بلا علم ولا حكمة-

4. الابتعاد عن العلماء وجفوتهم وترك التلقي عنهم والاقتداء بهم

5. التعالم والغرور والتعالي على العلماء وعلى الناس

6. حداثة السن وقلة التجارب

7. شيوع المنكرات والفساد والظلم في المجتمع، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو التقصير فيه

8. النقمة على الواقع وأهله

9. تحدي الخصوم واستفزازهم للشباب والدعاة ( المكر الكبار) وكيدهم للدين وأهله ( قلت-أبو عبد الله-هذا كلام مجمل يحتاج إلى تفصيل وبيان)

10. قلة الصبر وضعف الحكمة في الدعوة ([12])"الخوارج مناهجهم وأصولهم وسماتهم–قديماً وحديثاً-وموقف السلف منهم"للدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل ص(85-86)

وقال ص(44)"ونزعات الخوارج بدأت تظهر في بعض الجماعات القائمة اليوم كالتكفير والهجرة ونحوهم"



قلت :



"التكفير والهجرة" في هذه الآونة صارت أثراً-سيئاً-بعد أن كانت عيناً آثمة، فبقي لنا من كلام الشيخ عبارة "نحوهم" وهم : بقايا فكر الجهاد، وأفول من"الجماعة الإسلامية"ولم يبقي من ربائب التكفير في حجره - ذو روح- إلا العقيمة القطبية - قطع الله دابر الخوارج في كل عصر ومصر- إن لم يهدهم، والأمر لله من قبل ومن بعد .



وعليه - أخي المبارك- أحذر من أن تتلوث بهذه القاذورات أو أن تتلطخ بهذا النتن من الأفكار، ولا تجالس أهلها([13]) وانطلق إلى دعوة المحيطين بك : من أهل وجيران وإخوان؛ بعلم ورفق وحلم وحرص- منضبط - ولين



وكن مشعل هدى ونبراس خير، ودليل رشد، واترك المسائل الكبار للكبار، وتعلم فبعد حين سيحتاج إليك، والحق حق وأحق وهو القاضي والمهيمن بلا ريب.



والله العظيم الجليل سبحانه المسؤول أن يمن علينا بوابل رحمته وعظيم فضله



نسأله وهو في عليائه ولا يغيب عنه ما نحن فيه أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح



وأن يوفق ولاة أمورنا لما يحب ويرضى ..أمين..



وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .



والحمد لله رب العالمين



كتبه

راجي عفو مولاه

أبو عبد الله

محمد بن عبد الحميد حسونة

في 12/5/1424هـ10/8/2003

([1]) وعن أبي موسى الأشعري – رضي الله تعالى عنه- قال : دخلت على النَّبِيِّ r أنا ورجلان من قومي، فقال أحد الرجلين : أمِّرنا يا رسول الله ، وقال الآخر مثله ، فقال : " إنَّا لا نُوَلِّي هذا مَن سأله ولا مَن حرص عليه""صحيح الإمام البخاري"برقم(7149)



ذكر المهلَّب أنَّ الحرص على الولاية هو السبب في اقتتال النَّاس عليها حتَّى سُفِكَت الدِّماء واسْتُبِيحَت الأموال والأعراض ، وعَظُمَ الفساد في الأرض بذلك" " فتح الباري..." (13/126) .



([2]) قال الحافظ–رحمه الله تعالى في"الفتح"(12/307) : "قال النووي-رحمه الله-: "المراد أنهم ليس لهم فيه حظ إلا مروره على لسانهم ، لا يصل إلى حلوقهم فضلاً أن يصل إلى قلوبهم ؛ لأن المطلوب تعقله وتدبره بوقوعه في القلب. قلت : وهو مثل قوله أيضاً " لا يجاوز إيمانهم حناجرهم" أي ينطقون بالشهادتين ولا يعرفونها بقلوبهم"ووقع في رواية لمسلم "يقرءون القرآن رطباً" أي : يأتون به على أحسن أحواله ، وقيل المراد أنهم يواظبون على تلاوته فلا تزال ألسنتهم رطبة به ، وقيل هو كناية عن حسن الصوت به . حكاها القرطبي .



([3]) ترجم السعوي ترجمة وسمها بـ"الغلو في الدين" وقال تحتها "مما لا شك فيه أن الخوارج أهل طاعة وعبادة فقد كانوا حريصين كل الحرص على التمسك بأهداب الدين وتطبيق أحكامه كاملة ، والابتعاد الشديد عن جميع ما نهى عنه الإسلام ، وكذلك التحرز التام عن الوقوع في أي معصية أو خطيئة تخالف الإسلام ، حتى أصبح ذلك سمة بارزة في هذه الطائفة لا يدانيهم في ذلك أحد ، ولا أدل على ذلك من قول الرسول-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-: "يقرءون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء"الحديث رواه الإمام مسلم كتاب الزكاة باب التحريض على قتل الخوارج.



وقال عبد الله بن عباس-رضي الله تعالى عنهما-يصفهم حينما دخل عليهم لمناظرتهم:"دخلت على قوم لم أر قط أشد منهم اجتهاداً جباههم قرحة من السجود، وأياديهم كأنها ثفن-جمع ثفنة:ركبة البعير وغيرها يحصل فيه غلظ من أثر البروك "النهاية"ص(124)- الإبل وعليهم قمص مرحضة-أي : مغسولة "النهاية" ص (351)- مشمرين، مسهمة-متغيرة "النهاية (457)- وجوههم من السهر" "تلبيس إبليس"(91)



وعن جندب الأزدي قال : لما عدلنا إلى الخوارج ونحن مع علي ابن أبي طالب-رضي الله تعالى عنه- فانتهينا إلى معسكرهم ، فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن" "تلبيس إبليس"ص (93) …



هذا حال الخوارج : فقد كانوا أهل صوم وصلاة وتلاوة للقرآن ، لكنهم تجاوزوا حد الاعتدال إلى درجة الغلو والتشدد ، حيث قادهم هذا التشدد إلى مخالفة ( "بعض"-هذا القيد مني وهو لازم-) قواعد الإسلام" "الخوارج دراسة ونقد لمذهبهم" لناصر بن عبد الله السعوي ص (182-183) بتصرف

([4]) ويقول شيخ الإسلام-رحمه الله "وظهرت الخوارج بمفارقة أهل الجماعة واستحلال دمائهم وأموالهم""كتاب النبوات"ص(129)

وقال الحافظ ابن كثير-رحمه الله تعالى-: "فجعلوا يقتلون النساء والولدان ، ويبقرون بطون الحبالى ، ويفعلون أفعالاً لم يفعلها غيرهم" "البداية والنهاية"(3/294) وانظر"الخوارج" للسعوي ص(191)



"ولقد عرفت الخوارج بـ"حماستهم لمبدئهم ، وتعصبهم لعقيدتهم ، فقد كانوا من أخلص الناس لعقيدتهم ، ومن أبسل الناس في الدفاع عنها …مما جعلهم يندفعون وراء فكرتهم غير مبالين بما ينالهم في سبيلها من قتال أو طرد أو اضطهاد ، ولذلك صار الخوارج رجالاً ونساء- انظر صمود نسائهم "البداية والنهاية" (9/12-15)- مثلاً في الشجاعة والجرأة، والمتتبع لتاريخهم يجد ألواناً من البطولة والتضحيات، فقد كانت الفئة القليلة منهم تتصدى للجيوش العظيمة فلا ينالون منها إلا بعد عناء وزحوف ومعارك كثيرة دامية ؛ غير أن هذا كان في وجه المسلمين!!!…وهذا كله نابع من اعتقادهم أن مذهبهم هو الحق الذي لا يجوز غيره، ولا يقبل الله ديناً سواه… فتبرءوا من كل مسلم لا يسلك مسلكهم، وسلوا سيوفهم وأشهروها في حرب المسلمين، قائدهم في هذا كله الهوى ورائدهم الشيطان ، لهذا كانوا "يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان" كما أخبر النبي-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-

وقال عمر بن عبد العزيز- رضي الله تعالى عنه في مناظرته لهم ، لم يفتحوا بلاداً من بلاد الكفار ، ولم يجاهدوهم ولم يقاتلوهم بل تركوا قتال المشركين واشتغلوا بقتال المسلمين- انظر"الفتح"(12/301)- ولم يخدموا العلم ولا الدين، فهم والله أتباع الشيطان، وهو حاديهم وسائقهم وقائدهم، لعبت بهم شياطين الجن والإنس في كل فترة يظهرون فيها من فترات التاريخ، استغلوا حماسهم المقرون بالجهل والتعصب فوجهوه ضد المسلمين…وفي هذا عبرة للمعتبرين، فاعتبروا يا أولي الأبصار ودققوا النظر وعليكم بالحذر""بتصرف من "الخوارج" للسعوي ص (193-195) .



([5]) قال الأشعري عنهم-أي : الخوارج-"ولا يرون إمامة الجائر" "المقالات"(1/204)

ويقول أيضاً الشهرستاني عنهم : "وإن غير السيرة وعدل عن الحق وجب عزله أو قتله" "الملل والنحل "(1/116)

بل نقل البغدادي عن الكعبي : أن من الأمور التي أجمعت عليها الخوارج إجماعهم على "وجوب الخروج على الإمام الجائر""الفرق بين الفرق" ص (73)



وفي هذا يقول الإمام أبو محمد بن حزم-رحمه الله تعالى : "ولكن حق لمن إحدى يمينه ذو الخويصرة الذي بلغ ضعف عقله وقلة دينه إلى تجويره رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-في حكمه والاستدراك ، ورأى نفسه أورع من رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-هذا وهو يقر أنه رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-إليه ، وبه اهتدى، وبه عرف الدين، ولولاه لكان حماراً أو أضل" "الفصل"(4/157)



"فإذا كان هذا حال سلفهم ، فكيف بمن بعدهم من الخلفاء ؟! ولهذا فهم قلما يثبتون على إمام ويخضعون له خضوعاً تاماً إلا قليلا، فنتج عن هذا كثرة خروجهم وحروبهم"بتصرف. قاله العواجي في كتابه"الخوارج"ص(423).



ومن غرائبهم ما يروى عن الفرقة العوفية فقد اعتبرت كفر الإمام سبباً في كفر رعيته ، وذلك في قولهم :"إذا كفر الإمام كفرت الرعية ، الغائب منهم والشاهد" "مقالات الإسلاميين"(1/94)



وانظر كذلك ما قالته إحدى فرقهم-البيهسية- في"الفصل" (4/190) ولكن قالت "الإباضية"-وهي إحدى فرق الخوارج-"يجب على الأمة المسلمة أن تقييم دولة عادلة، فإذا كانت الدولة القائمة جائرة ، جاز البقاء تحت حكمها وتجب طاعتها في جميع ما لا يخالف أحكام الإسلام ، على أنه ينبغي للمسلمين أن لا يستنيموا على الظلم وإنما ينبغي لهم أن يحاولوا تغيير الحكم إذا كان ذلك لا يسبب في إحداث أضرار جسيمة""الإباضية بين الفرق"ص(292)



وانظر جملة من أقوالهم بهذا القول في "الخوارج للعواجي ص (426) وقارن بينه وبين ما يدندن به دعاة القطبية اليوم ، تعجب ، ثم سل الله الثبات على دينه هذا وقد اتفقت كلمة أهل السنة بل وغيرهم على انعقاد إمامة المفضول مع وجود الفاضل



وفي ذلك يقول الإمام ابن حزم-رحمه الله تعالى:"ذهبت طوائف من الخوارج ، وطوائف من المعتزلة ، وطوائف من المرجئة ، منهم محمد بن الطيب الباقلاني ومن تبعه وجميع الرافضة من الشيعة إلى أنه لا يجوز إمامة من يوجد في الناس أفضل منه، وذهبت طائفة من الخوارج وطائفة من المعتزلة وطائفة من المرجئة وجميع الزيدية من الشيعة وجميع أهل السنة إلى أن الإمامة جائزة لمن غيره أفضل منه" "الفصل "(4/163)



([6]) نعم.. فقد يكون عند بعضهم قوة في الأسلوب والبيان ، أو فصاحة في اللسان في عرض مذهبه ، حتى أن "عبد الملك بن مروان قال-لما أتي له بخارجي فحدثه-: …لقد كاد يوقع في خاطري أن الجنة خلقت لهم"انظر"الكامل" للمبرد (2/146)



ووصفهم آخر بقوله " لكلام هؤلاء أسرع إلى القلوب من النار إلى اليراع-القصب-""النهاية" (1024)" "الكامل"(2/155)

وألقى أحدهم خطبة بليغة وصفت بأنها "حيرت المبصر ، وردت المرتاب"انظر"الخوارج"للعواجي ص (246)



إن، فالحيرة والشك عارضان سرعان ما يزولان عند ورود اليقين وبزوغ نور الوحي ، مما يطيش معه بيان جاهل ، فتضطرب عباراته ، وتختلط كليماته ، وتحتار جمله ، وتتداخل أحرفه ، فيغيب معه عقل كل مبتدع زائغ ، ويبطل بمقدمه سحر كل ساحر ساقط ، إذ الأصل سلامة المنهج ، وصفاء العقيدة وحسن الاتباع .



ثم يقال هل هناك أوضح أو أفصح أو أنصع أو أبلغ من الوحي ، الذي أعجز البلغاء ، وأخرس الفصحاء، وتحداهم عبر الدهور والأزمان في جميع الأمصار ؟ هذه الأولى.



أما المقدمة الثانية: فنقول أوليس أهل الحق هم أهله ، المتكلمون به .



النتيجة : فثبت أن أهل الحق هم أهل البيان الصادق والأسلوب الناصع الساطع الوضيء.مع كونهم أهل الدليل، فلله درهم.

([7]) ذكر القصة بطولها الحافظ ابن كثير-رحمه الله تعالى-في"البداية والنهاية"(10/583) وفيها:"فقادوه بيده فبينما هو يسير معهم إذ لقي بعضهم خنزيراً لبعض أهل الذمة، فضربه بعضهم بسيفه، فشقّ جلده، فقال له آخر: لم فعلت هذا وهو لذمي؟ فذهب إلى ذلك الذمي فاستحله وأرضاه! وبينما هو معهم إذ سقطت تمرة من نخلة فأخذها أحدهم فألقاها في فمه، فقال له آخر: بغير إذن ولا ثمن؟ فألقاها ذلك من فمه، ومع هذا قدموا عبد الله بن خباب فذبحوه، وجاءوا إلى امرأته، فقالت: إني امرأة حبلى، ألا تتقون الله-عز وجل؟ فذبحوها وبقروا بطنها عن ولدها"



"فانظر كيف يتورعون في شيء يشير ولا يتورعون في الدماء التي حرمتها عظيمة جداً…وهذا مثل كثير من الناس اليوم يتورع عن أكل اللحوم المستوردة-مثلاً- من بلاد النصارى ، ولكنه لا يتورع عن تكفير المسلمين، فيقول فلان كافر وفلان كافر!

ما حجتك؟ تجده يبحث عن الحجج، ويحاول أن يحور بعض النصوص حتى تستقيم مع هواه ورغبته في أن يكفر هذا الحاكم أو غيره؛ لأنه لن يستقيم له أمر، ولن يقبل منه قول في وجوب الخروج على هذا الحاكم إلا إذا كفره أولاً.



إن الناس يعرفون أنه لا يجوز الخروج إلا على من كفر، فلهذا يبدأ أولاً بتكفيره، وإقناع الناس أنه كافر خارج عن ملة الإسلام، فإذا اقتنعوا بذلك عرض عليهم أن يخرجوا عليه، وهذه مصيبة وقع فيها كثير من المسلمين اليوم" "الخوارج والفكر المتجدد"لفضيلة الشيخ عبد المحسن آل عبيكان ص(28)



ويذكرني هذا القول بما ذكره الرمضاني - وفقه الله تعالى- وهو يحدثنا عن مأساة شعب الجزائر الذي كان ضحية من صرعى فكر الخوارج قال : " ذكر لي أحد الثقات أن أحد هؤلاء الثوار أتى رجلاً من طلبة العلم يستفتيه في بعض مسائل الصلاة وكيفية أداء صلاة الخوف؟ وأخبره أنه مرسل من قبل "المجاهدين"! المختفين في الجبال! فأجابه بقوله:"يا أبناء (كذا وكذا ) أما الدماء التي استبحتموها فقد وجدتم لها الفتوى الجاهزة عندكم! وأما صلاة الخوف وترقيع الصلاة فجئتم تسألون عنها؟! فارجعوا إلى من أفتاكم في الدماء فليفتكم في الصلاة إن كان عنده نصيب من العلم!"ة"فتاوى العلماء الأكابر-الألباني وابن باز وابن عثيمين- فيما أهدر من دماء في الجزائر"ص(35)حاشية.



([8]) نعم جهال ليسوا كفار، قال شيخ الإسلام-رحمه الله تعالى:"ومما يدل على أن الصحابة لم يكفروا الخوارج، أنهم كانوا يصلون خلفهم، وكان عبد الله بن عمر-رضي الله تعالى عنهما-وغيره من الصحابة كانوا يصلون خلف نجدة الحروري، وكانوا أيضاً يحدثوهم ويفتونهم ويخاطبونهم كما يخاطب المسلم المسلم، كما كان عبد الله بن عباس-رضي الله تعالى عنهما-يجيب نجدة الحروري لما أرسل إليه يسأله عن مسائل، وحديثه في البخاري، وكما أجاب نافع الأزرق عن مسائل مشهورة، وكان نافع يناظره في أشياء بالقرآن كما يتناظر المسلمان، وما زالت سيرة المسلمين على هذا، ما جعلوهم مرتدين كالذين قاتلهم الصديق-رضي الله تعالى عنه""منهاج السنة" (3/62)



وقال أيضاً:"…لكنهم جهلوا وضلوا في بدعتهم، ولم تكن بدعتهم عن زندقة وإلحاد، بل عن جهل وضلال في معرفة معاني الكتاب" "منهاج السنة"(1/15)



وقال الموفق ابن قدامة-رحمه الله تعالى:"وأكثر الفقهاء على أنهم بغاة ولا يرون تكفيرهم"



قال ابن المنذر –رحمه الله تعالى- ولا أعلم أحداً وافق أهل الحديث على تكفيرهم وجعلهم كالمرتدين.

وقال ابن عبد البر عن علي-رضي الله تعالى عنه:"أنه سئل عن أهل النهروان: أكفار هم؟ قال من الكفر فروا. قيل: فمنافقون؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا . قيل فما هم؟ قال: هم قوم أصابتهم فتنة، فعموا فيها وصموا، وبغوا علينا، وقاتلونا، فقاتلناهم" "المغني" لابن قدامة (8/106)



([9]) ويذكر فضيلة الشيخ عبد المحسن العبيكان-وفقه الله-والذي كان القطبيون يلقبونه قديماً بـ"سلطان العلماء في العصر الحديث" ثم لما لم يوافقهم على باطلهم تركوه-وهو نفسه ما حدث مع غيره من الأفاضل، وهذا يرجع إلى ما ذكره محمد العبدة المنظر القطبي-عامله الله بما يستحق-من استخدام قدرات الغير بطرق ماهرة (والصواب أن يقال ماكرة فاجرة) انظر"القطبية هي الفتنة فاعرفوها "-وهو يتحدث عن أسباب ظهور فكر الخوارج حديثاً وخصوصاً في ديار الحرمين الشريفين



"وقد خرج شباب هذه البلاد إلى أفغانستان، فوجد هناك من يدربهم ويدرسهم ويربيهم على منهج التكفير، وهؤلاء المدربون خرجوا من بلادهم بسبب أذىً من حكامهم؛ لأنهم تصادوا معهم، وكان ينبغي من كل منهم أن يبقى في بلده ، وأن يدعوا إلى الله بالتي هي أحسن ، وأن يحرص على أن يبذل جهده في نصح الأمة ، وأن يبذل ما يستطيع من نصح ودعوة ، وأن لا يصادم الذين سيتعرضون له وهم يستطيعون أن يؤذوه ولكن منهج الخوارج هو منهج المصادمات ، والإثارة للفتن ، والمشاغبات ، ونصيحة الحكام العلنية ، والتشهير بهم ، ونحو ذلك" "الخوارج والفكر المتجدد" ص(37)



([10]) "أما الاجتهاد في العقيدة والمنهج فلا حظّ ولا أجر لمن اجتهد فيه، بل يجب الوقوف عند النصوص فقط ، وهذا مما يدل عليه أمر النبي-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-بقتل الخوارج ، بل هم شر قتلى عند الله كما جاء في الأحاديث، لم يقل أنهم مأجورون...ولا يعذرون بهذا الاجتهاد الخاطئ ؛ لأنه لا مجال للاجتهاد في مسائل العقيدة والمنهج، بل يجب أن ينتهج منهج السلف الصالح وأن يلتف حول العلماء المعتبرين، الذين يعرفون هذا المنهج ويميزون بين الصحيح والسقيم"قاله الشيخ العبيكان "الخوارج والفكر المتجدد"ص(35).



([11]) اعتبر الدكتور العواجي في كتابه"الخوارج"ص (121) أن من أسباب خروج الخوارج وظهورها بين الفينة والأخرى ما أطلق عليه "الحماس الديني" وعزا هذا القول للمدعو الطالبي حيث قال "فالتقوى والتمسك بالقرآن والسنة تمسكاً شديداً من أسباب الخروج"!! ونقل مثل ذاك عن "فلهوزن" وأحمد أمين، وأبو زهرة"أهـ فلما كان ذلك كذلك حمدت الله أن لم يذكره عن إمام من أئمة السلف-وما ينبغي لهم ذلك.



وأقول: غفر الله لنا وله ولهم، آلتمسك بالكتاب والسنة أو بعبارة هي الأدق "الاستمساك بالكتاب والعض بالنواجذ على السنة هما سببا هذا الانحراف؟!!! بل والله لهما سببا الاهتداء والرشد والسعادة في الدارين، وشيوع الطمأنينة، وفشو الرخاء، وعموم الخير، واستقرار الأمن، وحفظ الأموال، وصيانة الأعراض، وحقن الدماء بلا ريب ولا مين .



([13]) " كان عمران تزوج امرأة من الخوارج … زعم أنه يردها إلى السنة والجماعة ، فأضلته وذهبت به " "تاريخ الإسلام (81-100/155) و"الأغاني"(17/110) و"الخوارج"للعقل ص(41)



"وهذا من نتائج مخالطة أصحاب الأهواء ومعاشرتهم، فهذا عمران بن حطان وهو من هو في اعتداده بنفسه يتأثر بمعاشرة امرأة، ألا فليعتبر العاقل اللبيب!! " "الخوارج : تاريخهم وآراؤهم الاعتقادية ، وموقف الإسلام منها " للدكتور غالب بن علي عواجي ص (106)




http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=139530

ابو الحسنين
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استنفار من في الداخل والخارج لصد خطر فكر الخوارج | الشيخ محمد حسونة رحمه الله تعالى Empty رد: استنفار من في الداخل والخارج لصد خطر فكر الخوارج | الشيخ محمد حسونة رحمه الله تعالى

مُساهمة  عاشقة السماء الأحد ديسمبر 15, 2013 3:46 am

استنفروا يا أخي استنفروا بأقصى ما عندكم

ولكن تذكروا قول الملك الجليل:
{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ
سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}
عاشقة السماء
عاشقة السماء
إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ

عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى