هل يعطينا الله فى الدنيا نعماً متساوية؟

من البعض أن عدل الله يعنى تساوى الناس كافةً فيما أنعم الله عليهم من نعم, وهكذا فقد أعطى المولى للجميع أقساطاً ليست متساوية فى المال والصحة وغيرهما من النعم لكنها متساوية فى مجموعها, فالنقص فى نعمة أو نعم يقابله ما يعوضه من نعمة أونعم أخر ..

وأقول هذا أقرب للهراء .. وذلك لأوجه عدة ..

منها .. لم يخبر الله عز وجل ولا رسوله عن ذلك, بل فى المقابل أخبر الله أنه فضل بعض عباده على بعض فى الرزق والرزق يشمل جميع نعم الله, كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وهذا يعنى ضمنياً عدم تساوى العباد فى النعيم, وإن كان الناس سواءً فى نعم الله عليهم فلماذا إذاً أخبر الصادق أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام؟!!

فقط أخبر الله أن الدنيا دار بلاء ولم يخبر أنها دار عدل, والعدل الذى نؤمن به وأخبر الله به عن نفسه هو عدل الآخرة أو عدل الحساب والجزاء, وكما أن الدنيا إن هى إلا اختبار يمحصنا الله من خلاله ليمنحنا الجنة أو يعذب من شاء فينا فيدخله النار وفى كلٍ يتفاوت العباد على قدر أعمالهم وإيمانهم فما أراه أن الله قد أعد لعباده جميعاً اختبارات متفاوتة وأعطاهم أدوات متباينة (فى النوع والقوة) ووضعهم فى بيئات مختلفة, وسيحاسب كلاً منهم حساباً منفرداً ولأنه العدل فهو قادرٌ سبحانه على أن يجازى جميع خلقه على الخير والشر بميزان العدل, ثم يتفضل أو يعفو عن من يشاء من عباده ويكون ها هنا فضل الله على عباده

وفى القصص .. لو أن الجزاء بدار الدنيا لما رضى الله القتل لأصحاب الأخدود, ولما مكَّن الله قابيل (وهو شخصٌ آخر غير جدى رحمه الله :)) من هابيل والقصص فى ذلك أكثر من أن تعد

ومن وجهٍ آخر .. لننظر بعقولنا إلى من حولنا .. ألا نجد من آتاه الله العقل والأسرة الكريمة التى أحسنت تربيته وخلقه وهو موسر فى المال وقد من الله عليه بالصحة وطول العمر وفى المقابل نرى من نشأوا فى الشوارع, لم ترعهم أسر ولم يتعلموا خلقاً ولا ذوقاً ولم ينبت فيهم عقلٌ, وهكذا عاشوا حتى قضت الأمراض على ما تبقى منهم حتى ماتوا .. من منكم بإمكانه إخبارى أنهما فى نعم الله سواء؟؟؟!!!

وهكذا قد تجد بنتاً جميلة قد آتاها الله بالمثل الخلق والدين والعقل والزوج والولد وعاشت عيشة رغدة وخادمتها لم تحظ لا بجمال خَلْق ولا خُلُق ولم تر من الدنيا إلا ضيقاً فى مال وفى نسب ولا تجدها ذات وجه بين الناس وبالمثل أيضاً تعيش فى زيادة ضنك بسبب ما حمله جسدها من مرض .. بالله عليكم خبرونى .. كيف تستويان؟؟!!!

فقط أردت القول بأن عدل الله قائم يوم الحساب .. ,والدنيا ليست بالضرورة دار عدل والجزاء فى الدنيا ليس حتم فربما يتحقق وربما لا .. إن انتظرتم مشاهدة العدل فى الدنيا ربما تفقدون أو على الأقل تتشككون عن جهل فى إيمانكم بعدل الخالق .. سبحانك ربنا وتعاليت علواً كبيراً

تتفاوت الناس في الرزق والعطايا فتنة ليرى الله من يشكر ويرضى ويقنع ..ومن يكفر ويحسد الناس على ماآتاهم الله من فضله.
ومن يتكبر على الخلق ويظن أنه الله يسارع له في الخيرات .. أو أعتقد ماهو فيه من سعة بسبب ذكائه ..
فالحمد الله على كل حال ..

عشتروت كتب:
فقط أردت القول بأن عدل الله قائم يوم الحساب .. ,والدنيا ليست بالضرورة دار عدل والجزاء فى الدنيا ليس حتم فربما يتحقق وربما لا .. إن انتظرتم مشاهدة العدل فى الدنيا ربما تفقدون أو على الأقل تتشككون عن جهل فى إيمانكم بعدل الخالق .. سبحانك ربنا وتعاليت علواً كبيراً

اخي/ عشتروت

ما هذا الذي في المقتبس .. أتشك في عدل الله في الدنيا ؟!!!

إذا كانت بعض النقم هي في اصلها نعم .. هنا نعلم بعدل الله القائم في الدنيا ..

أليس من تقطع يده بسبب السرقة يتعرض لعقوبة تعتبر نقمة .. لكنها كفارة له ونعمة إن احتسب .. وخير له من التمادي حتى يقدم على الله سبحانه فيعذبه العذاب الأليم !!!