القاعدة الخوارج عندما نظروا لانفسهم في المرآة ( الدولة الإسلامية )

**سلطان** الأربعاء يناير 28, 2015 8:21 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

كانت تسير الفتاة المغرورة ولا يخالجها الشك وهي تتغنج في مشيتها بأنها فائقة الجمال والحسن لتمر بجوار تلك اللوحة الطوية الترى شبحا فيها لكنها كانت غارقة في بنفسجيتها المفرطة فسارت خطوات ثم طرق طارق اليقظة ليقطع حبل افكارها وشدها للعودة بخطوات لتلك اللوحة التي اجتازها طيف نرجستها الحالم , ها هي خطوتها تستقر للخلف ووجهها ومقلتيها صوبة تصويبا للوحة لترى فتاة بدت في الوهلة الاولى تشبهها لكنها رأت أنها قبيحة جدا واخذت تفصل النظر لاستغراق معائبها وزوي شفتيها شماتتا على تفاوت المنزلة في الجمال بينها وبين اللوحة الممتدة من الرأس إلى القدم , ثم اصدرت صوت حمحمة العظمة وهمت بمتابعة السير لتصعق بما غفلة منذ الوهلة الأولى عنه إن الذي أمامها مرآة !

عزيز القارئ , إن ما نظرت إليه في السطور السالفة هو ما يجري على الساحة اليوم , فقد رأى الناس هذه المشهد مع القاعدة حين اكتشفت للوهلة الأولى ما كانت تقوم به في المجتمعات المسلمة والمعاهدة , وذلك بشيء مما تفعله الدولة الإسلامية , فهي اليوم تتكلم عن العهد والخروج وعدم التبين في الدماء والبغي وقد فعلت افضع من ذلك بنفسها , اضافة أنها لم تكن لها دار ولا عصبة ظاهرة ولا قائد وأمير عقد له أمر فهي اسوء من الدولة الاسلامية بمراحل وابعد عن السنة منها بمراحل واشد حزبية منها ايضا , وهي اليوم تسعى لجعل الدولة الاسلامية ورقة مساومة لتمرير شرعية لها في بعض البلدان , فكلا الجماعتين عليها فرض مراجعات لأمرها وأن لا تدع حبل الطوق الذي تقتاد به جماعتها بأيدي الجماهير تعصف بها حيث شاءت , وابرز وأهم ما عليها مراجعته , (ترك التحريض على الخروج ) ’ (تحريم الاعتصامات والمظاهرات ) , ( تحريم الاغتيالات ) , ( تحريم العمليات الانتحارية ) , فإن كان هناك أمر كفري أو ارادو جمع كلمة الناس في بلد فعليهم اتباع سبيل المرسلين في الدعوة وفي الجهاد , فالبيان أولا والدعوة واظهار الامور المكفرة والمضللة وتأصيل المعتقد الصحيحة بالوحي بتلاوته على الناس وتذكيرهم به مرارا وتكرارا , والتخلق بخلق الانبياء من ايتاء زكاة النفوس والطمع في اصلاح الناس , ثم لا قتال ولا اعتيال داخل المدن وهم فيها , حتى يصير لهم دار بينة وواضحة وتكون دعوتهم بينة وواضحة من انهم انما قاموا بأمر الله لا للعلو في الارض والتشفي والانتقام للنفس بل لتتويب الناس وهدايتهم , فمن رام اتباعهم فليدعونه للهجرة ويقومون هم بالغزو من دارهم إن كانوا يزعمون القدرة على ذلك ! , لا ما يدعون إليه الآن من دعوتهم من رآم اتباعهم الانغماس والاغتيال والتخريب والغدر والخيانة وتسميتهم بالذئاب المنفردة ,وكذلك دعوتهم الكل للكلام في امرهم والخوض في امر الدين والتوجيه فكل يجدف ويهرف وكل واحد له دولة بمفرده (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ) فالحذر الحذر والتوبة التوبة , وليحذر دعاة هؤلاء وقادتهم ومفتوهم من ما يقومون به من التحريض على هذا التفلت والتشغيب , ولو كانوا من اصحاب المنهج السوي والرشاد لكان كل أمر لهم له طنبه وكل متفلته خطامها , فإن كان الأمر هكذا يثقل عليهم فما كلفهم الله بما يقومون به .

ارجو ان تصل لمن عني بها , والحمدلله رب العالمين .