ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

( احتجاج العصاة بأن الله غفور رحيم ))!!!:

اذهب الى الأسفل

( احتجاج العصاة بأن الله غفور رحيم ))!!!: Empty ( احتجاج العصاة بأن الله غفور رحيم ))!!!:

مُساهمة  يماني الخميس فبراير 19, 2015 6:09 am

( احتجاج العصاة بأن الله غفور رحيم ))!!!:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى عن أهل الكتاب : (فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا )
عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ : " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَخْرُبُ صُدُورُهُمْ مِنَ الْقُرْآنِ وَلا يَجِدُونَ لَهُ حَلاوَةً وَلا لَذَاذَةً إِنْ قَصَّرُوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ قَالُوا : إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، وَإِنْ عَمِلُوا بِمَا نُهُوا عَنْهُ قَالُوا : سَيَغْفِرُ لَنَا إِنَّا لَمْ نُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا ، أَمْرُهُمْ كُلُّهُ طَمَعٌ لَيْسَ مَعَهُ صِدْقٌ يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ ، أَفْضَلُهُمْ فِي دِينِهِ الْمُدَاهِنُ "رواه أحمد في الزهد
قال ابن القيم رحمه الله في " الجواب الكافي"(فصل
الذين اعتمدوا على عفو الله فضيعوا أمره ونهيه )
وكثير من الجهال اعتمدوا على رحمة الله وعفوه وكرمه ، وضيعوا أمره ونهيه ، ونسوا أنه شديد العقاب ، وأنه لا يرد بأسه عن القوم المجرمين ، ومن اعتمد على العفو مع الإصرار على الذنب فهو كالمعاند .
قال معروف : رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق .
وقال بعض العلماء : من قطع عضوا منك في الدنيا بسرقة ثلاثة دراهم ، لا تأمن أن تكون عقوبته في الآخرة على نحو هذا .
وقيل للحسن : نراك طويل البكاء ، فقال : أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي .
وكان يقول : إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة ، يقول أحدهم : لأني أحسن الظن بربي ، وكذب ، لو أحسن الظن لأحسن العمل .
ـ وقال أبو نعيم في "الحلية ": حدثنا أبو محمد بن حيان ، قال : ثنا علي بن إسحاق ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا عبد الله بن المبارك ، قال : ثنا طلحة بن صبيح ، عن الحسن ، قال : المؤمن من يعلم أن ما قال الله عز وجل كما قال ، والمؤمن أحسن الناس عملا وأشد الناس خوفا ، لو أنفق جبلا من مال ما أمن دون أن يعاين ، ولا يزداد صلاحا وبرا وعبادة إلا ازداد فرقا ، يقول : لا أنجو ، والمنافق يقول : سواد الناس كثير وسيغفر لي !! ولا بأس علي ، فينسأ العمل ويتمنى على الله تعالى . وذكره الذهبي في " السير".
قال الله تعالى( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا }
وعن وهب بن منبه قال أوحى الله تعالى إلى آدم ألم أصطفك لنفسي وأحللتك داري وأسجدت لك ملائكتي فعصيت أمري ونسيت عهدي وعزتي لو ملأت الأرض كلهم مثلك يعبدون ويسبحون في الليل والنهار ثم عصوني لأنزلتهم منازل العاصين فنزع جبريل التاج عن رأسه وحل ميكائيل الإكليل عن جبينه وجذب بناصيته فأهبط . " صيد الخاطر" 580.
وذكر ابن كثير في " البداية والنهاية" 2/31: أن الله تعالى قال يا أرميا من عصاني فلا يستنكر نقمتي فإني إنما أكرمت هؤلاء القوم على طاعتي ولو أنهم عصوني لأنزلتهم دار العاصين إلا إن أتداركهم برحمتي .
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن الله تعالى أوحى إلى يوشع عليه السلام إني مهلك من قومك أربعين ألفا من خيارهم وستين ألفا من شرارهم فقال يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ قال: إنهم لم يغضبو لغضبي وكانوا يؤاكلونهم ويشاركونهم .
وعن عكرمة قال : إن الله تعالى قال يا سماءانصتي ويا أرض استمعي إنما أكرمت إبراهيم وموسى وداود بطاعتي ولو عصوني لأنزلتهم منزل العاصين " حلية الأولياء" 3/338 .
قال ابن تيمية ــ في الأعمال ـ:.. لكن يقع فيها سرف وعدوان بإدخال ما ليس منها فيها مثل أن يدخل ترك الأسباب المأمور بها في التوكل أو يدخل استحلال المحرمات وترك المشروعات في المحبة!! " مجموع الفتاوى" 25/ 283 _284 .كما يقول المثل: إذا خف حمل الحمار عنطط قال الأكوع في " الأمثال اليمانية"1/100:يضرب لمن لا ينفع معه الرفق ولا تصلحه الإ الشدة والقسوة.
قال المناوي رحمه الله في "فيض القدير": 2/299: اعلم أنه قد يقوم كثرة رؤية المنكر مقام الإرتكاب فيسلب القلوب نور التمييز والإنكار لأن المنكرات إذا كثر ورودها على القلب وتكرر في العين شهودها ذهبت عظمتها من القلوب شيئا فشيئا إلى أن يراها الإنسان فلا يخطر بباله أنها منكر ولا يمر بفكره أنها معاصي لتألف القلوب بهااهـ عن عبيد الله بن شميط عن أبيه قال : كان يقال من رضي بالفسق فهو من أهله ومن رضي أن يعصى الله عز وجل لم يرفع له عمل " حلية الأولياء" 3/ 130 .
قال ابن القيم: ( وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يُترك وسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم يُرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان! شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بَليّة الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين! وخيارهم المتحزن المتلمظ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه ,أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه. وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله، ومقت الله لهم قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب، فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل. وقد ذكر الإمام أحمد رحمه الله وغيره أثرا: أن الله سبحانه أوحى إلى ملك من الملائكة أن اخسف بقرية كذا وكذا، فقال: يارب كيف وفيهم فلان العابد! فقال: به فابدأ فإنه لم يتمعر وجهه في يوما قط) (إعلام الموقعين 2\157.
وقال أبو نعيم في" الحلية "4/ 80 :حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : ثنا عبد الله بن محمد بن زكرياء ، قال : ثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا سهل بن عاصم ، قال : ثنا عبد الله بن محمد بن عقبة ، قال : حدثني عبد الرحمن بن طالوت ، قال : حدثني مهاجر الأسدي ، عن وهب بن منبه !! قال : مر عيسى ابن مريم بقرية قد مات أهلها ، إنسها وجنها وهوامها وأنعامها وطيورها ، فقام صلوات الله عليه ينظر إليها ساعة ، ثم أقبل على أصحابه ، فقال : مات هؤلاء بعذاب الله ، ولو ماتوا بغير ذلك ماتوا متفرقين ، قال : ثم ناداهم عيسى : يا أهل القرية ، قال : فأجابه مجيب : لبيك يا روح الله ، فقال : ما كانت جنايتكم ؟ قال : عبادة الطاغوت وحب الدنيا . قال : وما كانت عبادتكم الطاغوت ؟ قال : الطاعة لأهل معاصي الله . قال : فما كان حبكم للدنيا ؟ قال : كحبي الصبي لأمه ، كنا إذا أقبلت فرحنا ، وإذا أدبرت حزنا ، مع أمل بعيد وإدبار عن طاعة الله تعالى وإقبال في سخط الله عز وجل ، قال : فكيف كان شأنكم ؟ قال : بتنا ليلة في عافية وأصبحنا في هاوية ، قال عيسى : وما الهاوية ؟ قال : سجين . قال : وما سجين ؟ قال : جمرة من نار مثل أطباق الدنيا كلها دفنت أرواحنا فيها ، قال : فما بال أصحابك لا يتكلمون ؟ قال : لا يستطيعون أن يتكلموا ، قال عيسى : وكيف ذاك ؟ قال : هم ملجمون بلجام من نار ، قال : فكيف كلمتني أنت من بينهم ؟ قال : إني قد كنت فيهم ولم أكن على حالهم ، فلما جاء البلاء عمني معهم ، وأنا معلق بشعرة في الهاوية لا أدري أأكردس في النار أم أنجو ؟ فقال عيسى عليه السلام : بحق أقول لكم : لأكل خبز الشعير وشرب ماء القراح والنوم على المزابل مع الكلاب ، لكثير مع عافية الدنيا والآخرة .
وفي انجيل برنابا ص 90 يقول عيسى عليه السلام : فتأملوا ما يقول إلهنا على لسان حزقيال النبي يقول الله :لعمري إذا رجع البار عن بره وارتكب الفواحش فإنه يهلك ولا أذكر فيما بعد شيئا فإن بره سيخذله أمامي فلا ينجيه وهو متكل عليه .
قال ابن القيم رحمه الله في "الجواب الكافي": وربما اتكل بعض المغترين على ما يرى من نعم الله عليه في الدنيا وأنه لا يغير ما به ، ويظن أن ذلك من محبة الله له ، وأنه يعطيه في الآخرة أفضل من ذلك ، فهذا من الغرور .
عن عقبة بن عامر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا رأيت الله عز وجل يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ، ثم تلا قوله عز وجل : فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون رواه أحمد .
وقال بعض السلف : إذا رأيت الله يتابع عليك نعمه وأنت مقيم على معاصيه فاحذره ؛ فإنما هو استدراج منه يستدرجك به ، وقد قال تعالى : ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين [ سورة الزخرف : 33 - 35 ] .
وقد رد سبحانه على من يظن هذا الظن بقوله : فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمني وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانني كلا [ سورة الفجر : 15 - 17 ] أي ليس كل من نعمته ووسعت عليه رزقه أكون قد أكرمته ، وليس كل من ابتليته وضيقت عليه رزقه أكون قد أهنته ، بل أبتلي هذا بالنعم ، وأكرم هذا بالابتلاء .
وفي جامع الترمذي عنه - صلى الله عليه وسلم : إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب وقال بعض السلف : رب مستدرج بنعم الله عليه وهو لا يعلم ، ورب مغرور بستر الله عليه وهو لا يعلم ، ورب مفتون بثناء الناس عليه ! وهو لا يعلم .اهـ
ــ وسأل رجل الحسن فقال : يا أبا سعيد كيف نصنع بمجالسة أقوام يخوفونا حتى تكاد قلوبنا تطير ؟ فقال : والله لأن تصحب أقواما يخوفونك حتى تدرك أمنا خير لك من أن تصحب أقواما يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف اهــ
عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ : " اعْمَلْ بِالطَّاعَةِ وَأَحِبَّ عَلَيْهَا مَنْ عَمِلَ بِهَا وَاجْتَنِبْ الْمَعْصِيَةَ وَعَادِ عَلَيْهَا مَنْ عَمِلَ بِهَا فَإِنْ شَاءَ اللَّهُ عَذَّبَ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ "الزهد لأحمد.
والحمد لله رب العالمين .

يماني
موقوووووووف

عدد المساهمات : 56
تاريخ التسجيل : 23/12/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى