بل هي دولة العلماء يا أنــذال !
5 مشترك
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
بل هي دولة العلماء يا أنــذال !
بل هي دولة العلماء يا أنــذال !
عندما تحل المحنة بالمسلمين ، وتتخطفهم المنايا ، ويتآمر أهل الغدر عليهم ، فإن المطلوب في مثل هذه الحالة رد الاعتبار ، ولا يلام المكلوم على ذلك، والأخذ بكل سبب ينفع في رد الصائل العابث بالأعراض والأرواح ، وليس المقام في هذه الحالة يصلح للتنظير أو التأطير أو الأخذ بالأنسب !! وخاصة ممن لم يحس بنار العذاب ، أو عتاب الآخذ بالثأر إذا كانت يد الأعداء قد ولغت في أعراض الطاهرات العفيفات ، و سكاكينهم قد قطعت أشلاء الضعفاء الأبرياء ، وما حصل ويحصل في العراق ثم الشام من مآسي ملت الأعين من كثرة المشاهد ، وجفت المحاجر من دموعها ، والجميع ما بين متفرج أو متاجر بقضايا المسلمين ، حتى وفق الله ثلة صابرة من رجال الأمة أشكالهم وصورهم مألوفة ، وأفعالهم غير مألوفة لأهل هذا الزمان ، فطريقتهم في أخذ دينهم ، والصبر عليه ، وإقامته ، ذكرتنا بأبي بكر وعمر وخالد وعمير والمثنى والقعقاع رضي الله عنهم أجمعين .
قاموا لدين الله ، وثأروا لأهل ملتهم ، عندما جلس المفتونون بمشالحهم ، ومناصبهم ، غارقون بشهواتهم، ممن تقربوا للسلاطين أو قرّبهم ! وليتهم اكتفوا بالقعود ، بل زادت فتنتهم حتى أصبحوا حرابا مسمومة للمجاهدين الصادقين العاملين بوسعهم ، وكل طاقتهم .
فالحق ، له ميزان في شريعة الله ، وإلا فإن كل يدعيه ، ويخوّن غيره ، فشرع الله واضح المعالم ، مرسوم الحدود ، والنزاع بين أهل الحق والباطل واقع لا محالة حيث اقتضت حكمة الله أن يحصل النزاع ! لذا قال تعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) ، فمن يرجع إلى الكتاب والسنة وما سار عليه سلف الأمة فهو المؤمن الذي أحسن تأويل دينه وفق ما يرضي الله . ومن ترونه يسير وفق تأويلات سلاطين الأرض وطواغيت العصر فهذا أبعد ما يكون عن الإيمان فضلا عن العلم ، يقول الشيخ عبدالله عبدالله أبا بطين -يرحمه الله- : "قال العلماء الرد إلى الله : الرد إلى كتابه ، والرد إلى رسوله : الرد إليه في حياته ، والرد إلى سنته بعد وفاته" أهـ .
والحق مع الصحابة من الخلفاء الراشدين -رضوان الله عليهم- وغيرهم من المتبعين ، وليس في تشقيقات المتأخرين وتنظيراتهم الكثيرة التي أضاعت الناس ، فمن منظر للحاضنة الشعبية ، ومن منظر لتعطيل بعض الشرع ، ومن خائف مرجف خائر وغير ذلك كثير ، يقول أبو الوفاء بن عقيل -رحمه الله- : "أنا أقطع أن الصحابة ماتوا وما عرفوا الجوهر والعَرَضَ ، فإن رضيت أن تكون مثلهم فكن ، وإن رأيت أن طريقة المتكلمين أولى من طريقة أبي بكر وعمر فبئس ما رأيت" أهـ .
فطالب النجاة ، والمنصف من نفسه ، ينظر للحق ويتبعه ، ولا ينظر للشخص القائل ، يقول ابن الجوزي -يرحمه الله- : "واعلم أن عموم أصحاب المذاهب يعظم في قلوبهم الشخص فيتبعون قوله من غير تدبر لِما قال وهذا عين الضلال ؛ لأن النظر ينبغي أن يكون إلى القول لا إلى القائل ، كما قال علي للحارث بن حوط وقد قال له : أتظن أنا نظن أن طلحة والزبير كانا على باطل ، فقال : يا حارث إنه ملبوس عليك ، إن الحق لا يعرف بالرجال ، اعرف الحق تعرف أهله" أهـ .
وأعلم أيها الموحد ، أن العالِم هو من يتعلم العلم ، ويبحث عن الحق ، ويجهر به وليس هو الشخص المشهور في قنوات الطواغيت ، وقنوات الفساد ، أو في مواخير الإعلام المأجور .
وفي العصور المتأخرة أكثر علماء الحق إما غير مشهور أي خامل الذكر ، أو يُتهم من خصومه بالضلال ، يقول المعلمي -يرحمه الله- : "ولا تكاد تجد عالماً راسخاً في هذه الأزمنة فإن وجد فخامل غير معروف ، فإن عُرِف فمرمي بالضلال عند الجمهور" أهـ .
بل كثير من المحسوبين على العلم يجهلون الحق ، أو يجاملون الطواغيت على حساب الحق ، فالعالم الذي يسكت عن شركيات بلده ، وعن التحالف الدولي ، وعن أنواع الكفر ، وموالاة الكفار ، وأنواع المظالم وغيرها من الطوام كثير ثم تراه يصرخ في قناة طاغوته ضد الدولة الإسلامية لا قيمة له ، بل أن مثل هذا لو أيّدها لكانت مثلبة في حقها ومثار استغراب أن يقف معها مثل هذا الشخص المفتون والمحسوب على أهل العلم ، وهو من أشرار الناس الذين يبيعون ويشترون بآيات الله ثمنا قليلا . وتأمل أيها الطالب للحق ، في كلام الشيخ عبدالرحمن بن حسن -يرحمه الله- يقول : "والذي يبين لكم أن العلماء ما عرفوا التوحيد ولا عرفوا هذا الشرك : كون أرباب القبور من الأموات تعبد وتصرف الرغبات والرهبات إليها ، ولا عالم من علماء الاحساء أنكر هذا ، بل قد صار إنكارهم : لإخلاص العبادة لله وحده ؛ ومن دعى إلى الإخلاص : كفّروه وبدّعوه ؛ ولا نعلم أحداً من علماء الاحساء صدع بهذا الدين ، وعرَفه وعرّفه ، وهو دعوة الرسل" أهـ .
ومن بداهة القول أن من ينطق بالحق في هذه الأزمنة يُغيّب في السجون ولا يخرج ، وتشن عليه حملات ظالمة من علماء السوء في قنوات وإعلام الطواغيت ، يقول الإمام الذهبي -يرحمه الله- : "فقد والله عم الفساد وظهرت البدع وخفيت السنن وقل القوال بالحق بل لو نطق العالم بصدق وإخلاص لعارضة عدة من علماء الوقت ولمقتوه وجهّلوه فلا حول ولا قوة إلا بالله" أهـ . فإذا كان هذا في عصر الذهبي فكيف بعصرنا هذا الذي طم فيه الشر وعم ، وأصبح شرع الله أرخص بضاعة لدى شيوخ هذا الزمان إلا من رحم الله وقليل ما هم ، بل لا يكتفى بسجن العالم الناصح عشرات السنين ، وإنما يظهرونه وهو لا يزال مسجونا في إعلامهم بعد هذه السنين الطوال ليجعلوه مثارا للتندر والسخرية ، وكل هذا التنكيل لأجل أنه لم يوافقهم أو يتنازل كغيره ، بل صبر وعمل بعلمه وتحمل ذلك في سبيل الله نحسبه كذلك .
يقول الشيخ المعلمي -يرحمه الله- : "وقد مضت عدة قرون لا تكاد تسمع فيها بعالم قائم بالمعروف لا يخاف في الله لومة لائم ، بل لا تجد رجلاً من أهل العلم إلا وهو حافظ لحديث (إذا رأيت هوى متبعاً وشحاً مطاعاً وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك ودع عنك أمر العامة) يعتذر به عن نفسه ويعذل به من رآه يتعرض لإنكار شيء من المنكر .... إلى أن قال الشيخ المعلمي -يرحمه الله- : وأما في القرون المتأخرة فشاعت المنكرات بين الملوك والأمراء والعلماء والعامة ولم يبق إلا أفراد قليلون لا يجسرون على شيء ، فإذا تحمس أحدهم وقال كلمة ، قالت العامة هذا مخالف للعلماء ولما عرفنا عليه الآباء .
وقال العلماء : هذا خارق للإجماع
وقال الملوك والأمراء : هذا رجل يريد إحداث الفتن والاضطرابات ومن المحال أن يكون الحق معه ، وهؤلاء العلماء ومن تقدمهم على باطل وعلى كل فالمصلحة تقتضي زجره وتأديبه ، وقال بقية الأفراد من المتمسكين بالحق : لقد خاطر بنفسه وعرضها للهلاك وكان يسعه ما وسع غيره ، وهكذا تمت غربة الدين فإنا لله وإنا إليه راجعون" أهـ .
واعلم أيها الموحد الراجي عفو ربه أن أصحاب الشهرة ، وخاصة من اتباع الطواغيت من أهل اللحى المصطنعة ، المحسوبين على الدين وهم من أبعد الناس عن شرائعه ، لا يغضبون لذبح المسلمين ، ولا لاغتصاب النساء ، فأين هم عن ساحات الجهاد؟ وأين هم عن مأسي المسلمين من سنين؟ وأين تعليم الناس العقيدة ؟ فقط ينتفضون إذا أحرق مرتد أو طبق شرع كالجزية ، أو أقيمت الحدود .
يقول ابن القيم -يرحمه الله- : "ومن له خبرة بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم وبما كان هو عليه وأصحابه رأى أن أكثر من يُشار إليهم بالدين هم أقل الناس دينا ، والله المستعان ، وأي دينٍ وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان؟ شيطان أخرس ! كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق ، وهل بليّة الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين؟
وخيارهم المتحزن المتلمظ ، ولو نُوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذَّل وجَدَّ واجتهد ، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه .
وهؤلاء ـ مع سقوطهم من عين الله ومَقْتِ الله لهم ـ قد بُلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون ، وهو موت القلوب ؛ فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل" أهـ .
وصدق والله ، ذلك العالم الرباني فقد رأينا موت قلوبهم ، بل رأيناها تحيا لساعات حينما يتطلب الأمر من الطواغيت تشريع الجريمة وتكييف استحلالها ليمكروا بالمجاهدين الموحدين ، ثم ترجع إليهم حالة سبات موت القلب !
وخلاصة القول ، الدولة غنية بالعلماء وطلبة العلم ، فهذه المحاكم الشرعية ، وديوان البحوث ، والدعاة ، والدروس تعقد في المساجد والمعاهد ، وعقيدة الموحدين تصدح في كل ناحية من نواحي هذه الدولة ، حتى أيقظت العالم ، واستيقظ على كابوس أفزعه ، ومارد روّعه ، وطالما كان يخشى أن يفيق من رقاده ، فقد حفظ أبناء الكفر من علوجهم الكبار ، أن المارد إذا استيقظ فلن يضع رحله إلا في مراتعهم ، ولذلك تنادوا مصبحين ، للقضاء عليه ، بهجمة لم يعرف التاريخ لها مثيلا ، وكان لعلماء السوء لدينا قصب السبق في إثارة غبار المعركة ضد الدولة الإسلامية ! وتضليل الناس عن نصرتها والذب عنها .
أما العلماء الأحرار فهم سجون الطواغيت ، وكل من ناصر الدولة الإسلامية منهم ، سجن فورا ، ومن أراد الخروج عليه أن يهاجم الدولة أو يلعنها !
ولذا وضع الطواغيت قوانين وقرارات بسجن كل من يناصر الدولة ، وبعضهم قد حُكم عليه بالإعدام ، فكيف يطالبنا جاهل بهذه الحجة التي يزعم أنه قصم بها ظهور الموحدين ؟! والعارفون يعلمون إنما العلم الخشية لله ، قال تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) يقول ابن تيمية -قدس الله روحه- : "وهذا يدل على أن كل من خشي الله فهو عالم ، وهو حق ، ولا يدل على أن كل عالم يخشاه" أهـ .
والعلم الذي لا يثمر خشية الله ولزوم غرز شريعته ، والولاء للمؤمنين والبراءة من الكفار والمشركين ، ليس علما ينفع صاحبه في الآخرة ، فضلا على أن يكون علما صالح يحتج به في الدنيا !
يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب -يرحمه الله- : "العلم لا يسمى علما إلا إذا أثمر وإن لم يثمر فهو جهل كما قال تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) " أهـ .
فيا عبد الله ، لا يفتنك الذين لا يعلمون ، وهل هناك ثمرة للعلم أعظم عند الله من إقامة الخلافة وتطبيق الشرع وأحكامه الخالدة ، وحرب الشرك ونصرة الدين والتوحيد ، وفكاك أسرى المسلمين ، والانتقام لهم على من ظلمهم وسامهم سوء العذاب ، وأعظم من تعبيد الخلق لخالقهم ، وربطهم بمنهج النبوة ، منهج محمد بن عبدالله رسولنا وحبيبنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم ؟
فإذا علمت ما تقدم ، وفهمت أقوال العلماء الربانيين في منهم هم أهل العلم الذين يرجع إليهم ويُحتج بقولهم ، عرفت أن أوباش الناس وأعداء الخلافة ولو منحوا الألقاب الفخمة ، ما هم إلا مرتزقة تسير وفق مطامعها فأدرك الطغاة ذلك ، فوظفوهم للتحذير من التوحيد الخالص لله ، وتشويه المجاهدين عليه، حفاظا على عروشهم واستبدادهم ، وتضييع حق ، وأكل أموالهم بالباطل .
أما أهل العلم الصادقين ، فكان لعلمهم أثر في الأرض ، أحبه من في السماء . وحاربه شياطين العرب والعجم ، وعقل الحر ميزان لمعرفة الحق من الباطل بعد ذلك !
اللهم أعز الإسلام وانصر دولة الإسلام .
بقلم / غريب السرورية
عندما تحل المحنة بالمسلمين ، وتتخطفهم المنايا ، ويتآمر أهل الغدر عليهم ، فإن المطلوب في مثل هذه الحالة رد الاعتبار ، ولا يلام المكلوم على ذلك، والأخذ بكل سبب ينفع في رد الصائل العابث بالأعراض والأرواح ، وليس المقام في هذه الحالة يصلح للتنظير أو التأطير أو الأخذ بالأنسب !! وخاصة ممن لم يحس بنار العذاب ، أو عتاب الآخذ بالثأر إذا كانت يد الأعداء قد ولغت في أعراض الطاهرات العفيفات ، و سكاكينهم قد قطعت أشلاء الضعفاء الأبرياء ، وما حصل ويحصل في العراق ثم الشام من مآسي ملت الأعين من كثرة المشاهد ، وجفت المحاجر من دموعها ، والجميع ما بين متفرج أو متاجر بقضايا المسلمين ، حتى وفق الله ثلة صابرة من رجال الأمة أشكالهم وصورهم مألوفة ، وأفعالهم غير مألوفة لأهل هذا الزمان ، فطريقتهم في أخذ دينهم ، والصبر عليه ، وإقامته ، ذكرتنا بأبي بكر وعمر وخالد وعمير والمثنى والقعقاع رضي الله عنهم أجمعين .
قاموا لدين الله ، وثأروا لأهل ملتهم ، عندما جلس المفتونون بمشالحهم ، ومناصبهم ، غارقون بشهواتهم، ممن تقربوا للسلاطين أو قرّبهم ! وليتهم اكتفوا بالقعود ، بل زادت فتنتهم حتى أصبحوا حرابا مسمومة للمجاهدين الصادقين العاملين بوسعهم ، وكل طاقتهم .
فالحق ، له ميزان في شريعة الله ، وإلا فإن كل يدعيه ، ويخوّن غيره ، فشرع الله واضح المعالم ، مرسوم الحدود ، والنزاع بين أهل الحق والباطل واقع لا محالة حيث اقتضت حكمة الله أن يحصل النزاع ! لذا قال تعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) ، فمن يرجع إلى الكتاب والسنة وما سار عليه سلف الأمة فهو المؤمن الذي أحسن تأويل دينه وفق ما يرضي الله . ومن ترونه يسير وفق تأويلات سلاطين الأرض وطواغيت العصر فهذا أبعد ما يكون عن الإيمان فضلا عن العلم ، يقول الشيخ عبدالله عبدالله أبا بطين -يرحمه الله- : "قال العلماء الرد إلى الله : الرد إلى كتابه ، والرد إلى رسوله : الرد إليه في حياته ، والرد إلى سنته بعد وفاته" أهـ .
والحق مع الصحابة من الخلفاء الراشدين -رضوان الله عليهم- وغيرهم من المتبعين ، وليس في تشقيقات المتأخرين وتنظيراتهم الكثيرة التي أضاعت الناس ، فمن منظر للحاضنة الشعبية ، ومن منظر لتعطيل بعض الشرع ، ومن خائف مرجف خائر وغير ذلك كثير ، يقول أبو الوفاء بن عقيل -رحمه الله- : "أنا أقطع أن الصحابة ماتوا وما عرفوا الجوهر والعَرَضَ ، فإن رضيت أن تكون مثلهم فكن ، وإن رأيت أن طريقة المتكلمين أولى من طريقة أبي بكر وعمر فبئس ما رأيت" أهـ .
فطالب النجاة ، والمنصف من نفسه ، ينظر للحق ويتبعه ، ولا ينظر للشخص القائل ، يقول ابن الجوزي -يرحمه الله- : "واعلم أن عموم أصحاب المذاهب يعظم في قلوبهم الشخص فيتبعون قوله من غير تدبر لِما قال وهذا عين الضلال ؛ لأن النظر ينبغي أن يكون إلى القول لا إلى القائل ، كما قال علي للحارث بن حوط وقد قال له : أتظن أنا نظن أن طلحة والزبير كانا على باطل ، فقال : يا حارث إنه ملبوس عليك ، إن الحق لا يعرف بالرجال ، اعرف الحق تعرف أهله" أهـ .
وأعلم أيها الموحد ، أن العالِم هو من يتعلم العلم ، ويبحث عن الحق ، ويجهر به وليس هو الشخص المشهور في قنوات الطواغيت ، وقنوات الفساد ، أو في مواخير الإعلام المأجور .
وفي العصور المتأخرة أكثر علماء الحق إما غير مشهور أي خامل الذكر ، أو يُتهم من خصومه بالضلال ، يقول المعلمي -يرحمه الله- : "ولا تكاد تجد عالماً راسخاً في هذه الأزمنة فإن وجد فخامل غير معروف ، فإن عُرِف فمرمي بالضلال عند الجمهور" أهـ .
بل كثير من المحسوبين على العلم يجهلون الحق ، أو يجاملون الطواغيت على حساب الحق ، فالعالم الذي يسكت عن شركيات بلده ، وعن التحالف الدولي ، وعن أنواع الكفر ، وموالاة الكفار ، وأنواع المظالم وغيرها من الطوام كثير ثم تراه يصرخ في قناة طاغوته ضد الدولة الإسلامية لا قيمة له ، بل أن مثل هذا لو أيّدها لكانت مثلبة في حقها ومثار استغراب أن يقف معها مثل هذا الشخص المفتون والمحسوب على أهل العلم ، وهو من أشرار الناس الذين يبيعون ويشترون بآيات الله ثمنا قليلا . وتأمل أيها الطالب للحق ، في كلام الشيخ عبدالرحمن بن حسن -يرحمه الله- يقول : "والذي يبين لكم أن العلماء ما عرفوا التوحيد ولا عرفوا هذا الشرك : كون أرباب القبور من الأموات تعبد وتصرف الرغبات والرهبات إليها ، ولا عالم من علماء الاحساء أنكر هذا ، بل قد صار إنكارهم : لإخلاص العبادة لله وحده ؛ ومن دعى إلى الإخلاص : كفّروه وبدّعوه ؛ ولا نعلم أحداً من علماء الاحساء صدع بهذا الدين ، وعرَفه وعرّفه ، وهو دعوة الرسل" أهـ .
ومن بداهة القول أن من ينطق بالحق في هذه الأزمنة يُغيّب في السجون ولا يخرج ، وتشن عليه حملات ظالمة من علماء السوء في قنوات وإعلام الطواغيت ، يقول الإمام الذهبي -يرحمه الله- : "فقد والله عم الفساد وظهرت البدع وخفيت السنن وقل القوال بالحق بل لو نطق العالم بصدق وإخلاص لعارضة عدة من علماء الوقت ولمقتوه وجهّلوه فلا حول ولا قوة إلا بالله" أهـ . فإذا كان هذا في عصر الذهبي فكيف بعصرنا هذا الذي طم فيه الشر وعم ، وأصبح شرع الله أرخص بضاعة لدى شيوخ هذا الزمان إلا من رحم الله وقليل ما هم ، بل لا يكتفى بسجن العالم الناصح عشرات السنين ، وإنما يظهرونه وهو لا يزال مسجونا في إعلامهم بعد هذه السنين الطوال ليجعلوه مثارا للتندر والسخرية ، وكل هذا التنكيل لأجل أنه لم يوافقهم أو يتنازل كغيره ، بل صبر وعمل بعلمه وتحمل ذلك في سبيل الله نحسبه كذلك .
يقول الشيخ المعلمي -يرحمه الله- : "وقد مضت عدة قرون لا تكاد تسمع فيها بعالم قائم بالمعروف لا يخاف في الله لومة لائم ، بل لا تجد رجلاً من أهل العلم إلا وهو حافظ لحديث (إذا رأيت هوى متبعاً وشحاً مطاعاً وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك ودع عنك أمر العامة) يعتذر به عن نفسه ويعذل به من رآه يتعرض لإنكار شيء من المنكر .... إلى أن قال الشيخ المعلمي -يرحمه الله- : وأما في القرون المتأخرة فشاعت المنكرات بين الملوك والأمراء والعلماء والعامة ولم يبق إلا أفراد قليلون لا يجسرون على شيء ، فإذا تحمس أحدهم وقال كلمة ، قالت العامة هذا مخالف للعلماء ولما عرفنا عليه الآباء .
وقال العلماء : هذا خارق للإجماع
وقال الملوك والأمراء : هذا رجل يريد إحداث الفتن والاضطرابات ومن المحال أن يكون الحق معه ، وهؤلاء العلماء ومن تقدمهم على باطل وعلى كل فالمصلحة تقتضي زجره وتأديبه ، وقال بقية الأفراد من المتمسكين بالحق : لقد خاطر بنفسه وعرضها للهلاك وكان يسعه ما وسع غيره ، وهكذا تمت غربة الدين فإنا لله وإنا إليه راجعون" أهـ .
واعلم أيها الموحد الراجي عفو ربه أن أصحاب الشهرة ، وخاصة من اتباع الطواغيت من أهل اللحى المصطنعة ، المحسوبين على الدين وهم من أبعد الناس عن شرائعه ، لا يغضبون لذبح المسلمين ، ولا لاغتصاب النساء ، فأين هم عن ساحات الجهاد؟ وأين هم عن مأسي المسلمين من سنين؟ وأين تعليم الناس العقيدة ؟ فقط ينتفضون إذا أحرق مرتد أو طبق شرع كالجزية ، أو أقيمت الحدود .
يقول ابن القيم -يرحمه الله- : "ومن له خبرة بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم وبما كان هو عليه وأصحابه رأى أن أكثر من يُشار إليهم بالدين هم أقل الناس دينا ، والله المستعان ، وأي دينٍ وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان؟ شيطان أخرس ! كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق ، وهل بليّة الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين؟
وخيارهم المتحزن المتلمظ ، ولو نُوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذَّل وجَدَّ واجتهد ، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه .
وهؤلاء ـ مع سقوطهم من عين الله ومَقْتِ الله لهم ـ قد بُلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون ، وهو موت القلوب ؛ فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل" أهـ .
وصدق والله ، ذلك العالم الرباني فقد رأينا موت قلوبهم ، بل رأيناها تحيا لساعات حينما يتطلب الأمر من الطواغيت تشريع الجريمة وتكييف استحلالها ليمكروا بالمجاهدين الموحدين ، ثم ترجع إليهم حالة سبات موت القلب !
وخلاصة القول ، الدولة غنية بالعلماء وطلبة العلم ، فهذه المحاكم الشرعية ، وديوان البحوث ، والدعاة ، والدروس تعقد في المساجد والمعاهد ، وعقيدة الموحدين تصدح في كل ناحية من نواحي هذه الدولة ، حتى أيقظت العالم ، واستيقظ على كابوس أفزعه ، ومارد روّعه ، وطالما كان يخشى أن يفيق من رقاده ، فقد حفظ أبناء الكفر من علوجهم الكبار ، أن المارد إذا استيقظ فلن يضع رحله إلا في مراتعهم ، ولذلك تنادوا مصبحين ، للقضاء عليه ، بهجمة لم يعرف التاريخ لها مثيلا ، وكان لعلماء السوء لدينا قصب السبق في إثارة غبار المعركة ضد الدولة الإسلامية ! وتضليل الناس عن نصرتها والذب عنها .
أما العلماء الأحرار فهم سجون الطواغيت ، وكل من ناصر الدولة الإسلامية منهم ، سجن فورا ، ومن أراد الخروج عليه أن يهاجم الدولة أو يلعنها !
ولذا وضع الطواغيت قوانين وقرارات بسجن كل من يناصر الدولة ، وبعضهم قد حُكم عليه بالإعدام ، فكيف يطالبنا جاهل بهذه الحجة التي يزعم أنه قصم بها ظهور الموحدين ؟! والعارفون يعلمون إنما العلم الخشية لله ، قال تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) يقول ابن تيمية -قدس الله روحه- : "وهذا يدل على أن كل من خشي الله فهو عالم ، وهو حق ، ولا يدل على أن كل عالم يخشاه" أهـ .
والعلم الذي لا يثمر خشية الله ولزوم غرز شريعته ، والولاء للمؤمنين والبراءة من الكفار والمشركين ، ليس علما ينفع صاحبه في الآخرة ، فضلا على أن يكون علما صالح يحتج به في الدنيا !
يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب -يرحمه الله- : "العلم لا يسمى علما إلا إذا أثمر وإن لم يثمر فهو جهل كما قال تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) " أهـ .
فيا عبد الله ، لا يفتنك الذين لا يعلمون ، وهل هناك ثمرة للعلم أعظم عند الله من إقامة الخلافة وتطبيق الشرع وأحكامه الخالدة ، وحرب الشرك ونصرة الدين والتوحيد ، وفكاك أسرى المسلمين ، والانتقام لهم على من ظلمهم وسامهم سوء العذاب ، وأعظم من تعبيد الخلق لخالقهم ، وربطهم بمنهج النبوة ، منهج محمد بن عبدالله رسولنا وحبيبنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم ؟
فإذا علمت ما تقدم ، وفهمت أقوال العلماء الربانيين في منهم هم أهل العلم الذين يرجع إليهم ويُحتج بقولهم ، عرفت أن أوباش الناس وأعداء الخلافة ولو منحوا الألقاب الفخمة ، ما هم إلا مرتزقة تسير وفق مطامعها فأدرك الطغاة ذلك ، فوظفوهم للتحذير من التوحيد الخالص لله ، وتشويه المجاهدين عليه، حفاظا على عروشهم واستبدادهم ، وتضييع حق ، وأكل أموالهم بالباطل .
أما أهل العلم الصادقين ، فكان لعلمهم أثر في الأرض ، أحبه من في السماء . وحاربه شياطين العرب والعجم ، وعقل الحر ميزان لمعرفة الحق من الباطل بعد ذلك !
اللهم أعز الإسلام وانصر دولة الإسلام .
بقلم / غريب السرورية
قادمون ياأقصى- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 4006
تاريخ التسجيل : 03/03/2013
رد: بل هي دولة العلماء يا أنــذال !
باقيه لان على يقين بان الله لن يكسر قلوب الموحدين ويشمت بنا الاعداء الحاقدين
ماذا قال الشيخ محمود شعبان عن جيش الدوله الاسلاميه داعش وكلام جرئء جدااااااا
ماذا قال الشيخ محمود شعبان عن جيش الدوله الاسلاميه داعش وكلام جرئء جدااااااا
قادمون ياأقصى- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 4006
تاريخ التسجيل : 03/03/2013
رد: بل هي دولة العلماء يا أنــذال !
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منه
تقبلك الله في الشهداء يا شيخ
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منه
تقبلك الله في الشهداء يا شيخ
قادمون ياأقصى- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 4006
تاريخ التسجيل : 03/03/2013
رد: بل هي دولة العلماء يا أنــذال !
التعريف بالشيخ انس النشوان -أبو مالك التميمي- تقبله الله
قادمون ياأقصى- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 4006
تاريخ التسجيل : 03/03/2013
رد: بل هي دولة العلماء يا أنــذال !
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻲ -ﻳﺮﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ- : "ﻭﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺠﺪ ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺭﺍﺳﺨﺎً ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ﻓﺈﻥ ﻭﺟﺪ ﻓﺨﺎﻣﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ، ﻓﺈﻥ ﻋُﺮِﻑ ﻓﻤﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﻀﻼﻝ
الساري- سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا
- عدد المساهمات : 340
تاريخ التسجيل : 13/07/2014
رد: بل هي دولة العلماء يا أنــذال !
ربنا ينصر الاسلام في كل مكان
دعاء- ضيف كريم
- عدد المساهمات : 807
تاريخ التسجيل : 01/04/2015
رد: بل هي دولة العلماء يا أنــذال !
قادمون ياأقصى كتب:باقيه لان على يقين بان الله لن يكسر قلوب الموحدين ويشمت بنا الاعداء الحاقدين
ماذا قال الشيخ محمود شعبان عن جيش الدوله الاسلاميه داعش وكلام جرئء جدااااااا
لفت نظري الرايه !!!
اتعدلت ياقدعااان !!!!
ملحمه- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 2384
تاريخ التسجيل : 25/07/2013
رد: بل هي دولة العلماء يا أنــذال !
رحمك الله يا شيخ ابو مالك التميمي وتقبلك الرحمن في الشهداء
دمائك الطاهره ستكون نار على اعداء الله
دمائك الطاهره ستكون نار على اعداء الله
المستنصر بالله- وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا
- عدد المساهمات : 543
تاريخ التسجيل : 14/09/2014
مواضيع مماثلة
» على قناهmbc . الشيخ "الغامدي" يظهر مع زوجته كاشفة وجهها!!!!!!!!!!!!!!!
» لماذا أقول بان كل دولة تنظم للأمم المتحدة هي دولة مشركة
» تحول ايران من دولة سنية الى دولة شيعية (التشيع الصفوي)
» أقوال العلماء في السرورية (الصحويون)
» داعش تكفر العلماء
» لماذا أقول بان كل دولة تنظم للأمم المتحدة هي دولة مشركة
» تحول ايران من دولة سنية الى دولة شيعية (التشيع الصفوي)
» أقوال العلماء في السرورية (الصحويون)
» داعش تكفر العلماء
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى