الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
+20
ابو بكر العطار
فالح المطيري
~
جعبة الأسهم
الحالم
شهاد
أحمد محمد
الهمداني
حامل اللواء
عبد الوهاب
مجنون ليلى
وعد الاخرة
قادمون ياأقصى
فرد من الامة
ابوعبدالرحمن
إبراهيم
خالد
الازدي333
عاشقة السماء
ماجد محمد
24 مشترك
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 4 من اصل 8
صفحة 4 من اصل 8 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
هل انت من علماء الحديث
الامام الالباني رحمه الله امام علماء الحديث في هذا العصر قال انه ثبت عن ابن عباس
لتعلم من الذي يفتري الكذب ومن الذي يضل الناس بغير علم
الامام الالباني رحمه الله امام علماء الحديث في هذا العصر قال انه ثبت عن ابن عباس
لتعلم من الذي يفتري الكذب ومن الذي يضل الناس بغير علم
ماجد محمد كتب:الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
واقرأ هذا الكلام للعلامة الامام الالباني
(فائدة هامة) : إذا علمت أن الآيات الثلاث : (و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) , (فأولئك هم الظالمون) , (فأولئك هم الفاسقون) نزلت في اليهود و قولهم في حكمه صلى الله عليه وسلم : " إن أعطاكم ما تريدون حكمتموه , و إن لم يعطكم حذرتم فلم تحكموه " , و قد أشار القرآن إلى قولهم هذا قبل هذه الآيات فقال : (يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه , و إن لم تؤتوه فاحذروا) , إذا عرفت هذا , فلا يجوز حمل هذه الآيات على بعض الحكام المسلمين و قضاتهم الذين يحكمون بغير ما أنزل الله من القوانين الأرضية , أقول : لا يجوز تكفيرهم بذلك , و إخراجهم من الملة إذا كانوا مؤمنين بالله و رسوله , و إن كانوا مجرمين بحكمهم بغير ما أنزل الله , لا يجوز ذلك , لأنهم و إن كانوا كاليهود من جهة حكمهم المذكور , فهم مخالفون لهم من جهة أخرى , ألا و هي إيمانهم و تصديقهم بما أنزل الله , بخلاف اليهود الكفار , فإنهم كانوا جاحدين له كما يدل عليه قولهم المتقدم : " ... و إن لم يعطكم حذرتموه فلم تحكموه " , بالإضافة إلى أنهم ليسوا مسلمين أصلا , و سر هذا أن الكفر قسمان : اعتقادي و عملي . فالاعتقادي مقره القلب . و العملي محله الجوارح . فمن كان عمله كفرا لمخالفته للشرع , و كان مطابقا لما وقر في قلبه من الكفر به , فهو الكفر الاعتقادي , و هو الكفر الذي لا يغفره الله , و يخلد صاحبه في النار أبدا . و أما إذا كان مخالفا لما وقر في قلبه , فهو مؤمن بحكم ربه , و لكنه يخالفه بعمله , فكفره كفر عملي فقط , و ليس كفرا اعتقاديا , فهوتحت مشيئة الله تعالى إن شاء عذبه , و إن شاء غفر له , و على هذا النوع من الكفر تحمل الأحاديث التي فيها إطلاق الكفر على من فعل شيئا من المعاصي من المسلمين , و لا بأس من ذكر بعضها :
1 - اثنتان في الناس هما بهم كفر , الطعن في الأنساب و النياحة على الميت . رواه مسلم .
2 - الجدال في القرآن كفر .
3 - سباب المسلم فسوق , و قتاله كفر . رواه مسلم .
4 - كفر بالله تبرؤ من نسب و إن دق .
5 - التحدث بنعمة الله شكر , و تركها كفر.
6 - لا ترجعوا بعدي كفارا , يضرب بعضكم رقاب بعض . متفق عليه . إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي لا مجال الآن لاستقصائها .
فمن قام من المسلمين بشيء من هذه المعاصي , فكفره كفر عملي , أي إنه يعمل عمل الكفار , إلا أن يستحلها , و لا يرى كونها معصية فهو حينئذ كافر حلال الدم , لأنه شارك الكفار في عقيدتهم أيضا , و الحكم بغير ما أنزل الله , لا يخرج عن هذه القاعدة أبدا , و قد جاء عن السلف ما يدعمها , و هو قولهم في تفسير الآية : "كفر دون كفر" , صح ذلك عن ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنه , ثم تلقاه عنه بعض التابعين و غيرهم , و لابد من ذكر ما تيسر لي عنهم لعل في ذلك إنارة للسبيل أمام من ضل اليوم في هذه المسألة الخطيرة , و نحا نحو الخوارج الذين يكفرون المسلمين بارتكابهم المعاصي , و إن كانوا يصلون و يصومون !
1 - روى ابن جرير الطبري (10/355/12053) بإسناد صحيح عن ابن عباس : (و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال : هي به كفر , و ليس كفرا بالله و ملائكته و كتبه و رسله.2
2- و في رواية عنه في هذه الآية : إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه , إنه ليس كفرا ينقل عن الملة , كفر دون كفر . أخرجه الحاكم (2/313) و قال: "صحيح الإسناد" . و وافقه الذهبي ,
3 - و في أخرى عنه من رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : من جحد ما أنزل الله فقد كفر , و من أقر به و لم يحكم فهو ظالم فاسق . أخرجه ابن جرير (12063) . قلت : و ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس , لكنه جيد في الشواهد .
4 - ثم روى (12047-12051) عن عطاء بن أبي رباح قوله : (و ذكر الآيات الثلاث) : كفر دون كفر , و فسق دون فسق , و ظلم دون ظلم . و إسناده صحيح .
5 - ثم روى (12052 ) عن سعيد المكي عن طاووس (و ذكر الآية) قال : ليس بكفر ينقل عن الملة . و إسناده صحيح , و سعيد هذا هو ابن زياد الشيباني المكي , وثقه ابن معين والعجلي و ابن حبان و غيرهم , و روى عنه جمع.
6 - و روى (12025و12026) من طريقين عن عمران بن حدير قال : أتى أبا مجلز ناس من بني عمرو بن سدوس (و في الطريق الأخرى : نفر من الإباضية) فقالوا : أرأيت قول الله : (و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) أحق هو ؟ قال : نعم . قالوا : (و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) أحق هو ؟ قال : نعم . قالوا : (و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) أحق هو ؟ قال : نعم .
قال : فقالوا : يا أبا مجلز فيحكم هؤلاء بما أنزل الله ? قال : هو دينهم الذي يدينون به , و به يقولون و إليه يدعون - [يعني الأمراء] - فإن هم تركوا شيئا منه عرفوا أنهم أصابوا ذنبا . فقالوا : لا والله , و لكنك تفرق. قال : أنتم أولى بهذا مني ! لا أرى , و إنكم أنتم ترون هذا و لا تحرجون , و لكنها أنزلت في اليهود و النصارى و أهل الشرك . أو نحوا من هذا , و إسناده صحيح .و قد اختلف العلماء في تفسير الكفر في الآية الأولى على خمسة أقوال ساقها ابن جرير (10/346-357) بأسانيده إلى قائليها , ثم ختم ذلك بقوله (10/358) : "و أولى هذه الأقوال عندي بالصواب قول من قال : نزلت هذه الآيات في كفار أهل الكتاب , لأن ما قبلها و ما بعدها من الآيات ففيهم نزلت , و هم المعنيون بها , و هذه الآيات سياق الخبر عنهم , فكونها خبرا عنهم أولى . فإن قال قائل :فإن الله تعالى ذكره قد عم بالخبر بذلك عن جميع من لم يحكم بما أنزل الله , فكيف جعلته خاصا ? قيل : إن الله تعالى عم بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين , فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكم -على سبيل ما تركوه- كافرون . و كذلك القول في كل من لم يحكم بما أنزل الله جاحدا به هو بالله كافر , كما قال ابن عباس , لأنه بجحوده حكم الله بعد علمه أنه أنزله في كتابه , نظير جحوده نبوة نبيه بعد علمه أنه نبي " . و جملة القول أن الآية نزلت في اليهود الجاحدين لما أنزل الله , فمن شاركهم في الجحد , فهو كافر كفرا اعتقاديا , و من لم يشاركهم في الجحد فكفره عملي لأنه عمل عملهم , فهو بذلك مجرم آثم , و لكن لا يخرج بذلك عن الملة كما تقدم عن ابن عباس رضي الله عنه . وقد شرح هذه و زاده بيانا الإمام الحافظ أبو عبيد القاسم ابن سلام في "كتاب الإيمان" "باب الخروج من الإيمان بالمعاصي" (ص84-87-بتحقيقي ) , فليراجعه من شاء المزيد من التحقيق . و بعد كتابة ما سبق , رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول في تفسير آية الحكم المتقدمة في "مجموع الفتاوي" (3/268) : "أي هو المستحل للحكم بغير ما أنزل الله" . ثم ذكر (7/254) أن الإمام أحمد سئل عن الكفر المذكور فيها ? فقال : كفر لا ينقل عن الإيمان , مثل الإيمان بعضه دون بعض , فكذلك الكفر , حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه . و قال (7/312) : "وإذا كان من قول السلف أن الإنسان يكون فيه إيمان و نفاق , فكذلك في قولهم أنه يكون فيه إيمان و كفر , و ليس هو الكفر الذي ينقل عن الملة , كما قال ابن عباس و أصحابه في قوله تعالى : (و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)* , قالوا : كفرا لا ينقل عن الملة . و قد اتبعهم على ذلك أحمد و غيره من أئمة السنة". انتهى كلام الالباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم2552.
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
ها هي قد ثبتت عن ابن عباس
ام انك مصر على اتباع رأيك في تفسير الآية
ام انك مصر على اتباع رأيك في تفسير الآية
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
اخي ماجد وأخي جعبة
دعونا من الحكم على من تحاكم الى هذه المحاكم
وننظر ما حكم التحاكم لها مع علمه بعدم الجواز
ولن نتكلم في نيته هل هو مستحل ام لا لانها
مسأله خاصه في الاستتابه ...
فالذي يهمنا اخوتي ما حكم التحاكم الى المحاكم الدولية
في القضايا الدولية .......
دعونا من الحكم على من تحاكم الى هذه المحاكم
وننظر ما حكم التحاكم لها مع علمه بعدم الجواز
ولن نتكلم في نيته هل هو مستحل ام لا لانها
مسأله خاصه في الاستتابه ...
فالذي يهمنا اخوتي ما حكم التحاكم الى المحاكم الدولية
في القضايا الدولية .......
الازدي333- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 2313
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
هؤلاء علمائنا ... علماء أهل السنة والجماعةوعد الاخرة كتب:1- قول العلامة ابن حزم الأندلسي:
(لا خلاف بين اثنين من المسلمين... أن من حكم بحكم الإنجيل مما لم يأتِ بالنص عليه وحي في شريعة الإسلام فإنه كافر مشرك خارج عن الإسلام) .
2- قول شيخ الإسلام ابن تيمية:
(نُسَخُ هذه التوراة مبدلة لا يجوز العمل بما فيها، ومن عمل اليوم بشرائعها المبدَّلة والمنسوخة فهو كافر) .
3- قول الحافظ ابن القيم:
(قالوا: وقد جاء القرآن وصحَّ الإجماع بأنَّ دين الإسلام نَسَخَ كل دين كان قبله، وأنَّ من التزم ما جاءت به التوراة والإنجيل ولم يتبع القرآن فإنَّه كافر، وقد أبطل الله كلَّ شريعة كانت في التوراة والإنجيل وسائر الملل، وافترض على الجن والإنس شرائع الإسلام؛ فلا حرام إلا ما حرمه الإسلام، ولا فرض إلا ما أوجبه الإسلام) .
4- قول الحافظ ابن كثير:
(من ترك الشرع المحكم المنزل على محمد خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام، وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة؛ كفر. فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين) .
وقال في تفسير سورة المائدة (الآية -50): (ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خيرٍ، الناهي عن كل شرٍّ، وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله... ومن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير.
وبإذن الله سائرون على ما علمونا إياه ... حتى نقتل في سبيل الله ...
اللهم تقبل قتلانا شهداء وألحقنا بهم لا خزايا ولا نداما
برائة للذمة ... أقول ...
هناك شريط مسجل للشيخ الألباني رحمه الله ... إسمه الكفر كفران ...
أنصح علماء العقيدة أن يسمعوه ...
وأن يبينوا للناس أن عقيدة الألباني في مسمى الإيمان ... عقيدة الإرجاء
وليس طعناً في الألباني رحمه الله ... لو أردت طعناً فيه وإنتقاصاً منه ...
لكنت من قبل قلت ما هو إسم الكتاب الذي كتبه
أبو بصير الطرطوسي ...
وكان الكتاب هذا وغيره سبب تهجير الحكومة الأردنية لأبو بصير الطرطوسي لبريطانيا
إسم الكتاب هو (لانتصار لأهل التوحيد والرد على من جادل عن الطواغيت · أبو بصير الطرطوسي)
ولم أُرِدْ أن أذكر إسم الكتاب للإخوة حتى لا يُبَان أني أطعن في الشيخ لأن إسم الكتاب شديد ...
َوَلا أريد إقحام الشيخ الألباني رحمه الله فيها ... لقد أفضى الرجل ِلما قَدَّمْ
أمَّا بعد تمسك أخونا بقول الألباني الذي إتضح للجميع أنه كلام إرجاء في مسمى الإيمان ...
وليس قول أهل السنة والجماعة ... إضطرني ذلك للتوضيح أكثر ... وعند الله تلتقي الخصوم
وسوف أتمسك بالحق وأهله لو لم يبقى مني عظمة على عظمة بإذن الله
ابو بكر العطار- ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
- عدد المساهمات : 1594
تاريخ التسجيل : 27/06/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
[size=18](اقتبس من كلام اخى نوفل العابد مايبين لك ما سألت عنه)[/size]
[size=18](1)[/size]
[size=18]وردت مقولة
"كفر دون كفر" المنسوبة لحبر الامة,ابن عباس رضي الله عنهما بلفظين ,اول هذين اللفظين هو "ليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله" وهذا اللفظ ليس من كلام ابن عباس رضي الله عنهما وانما هي مُدرجة, اي زائدة على اصل المتن ,هي في التحقيق من كلام ابن طاووس. ويظهر ذلك جليا بالنظر الى مجموع الروايات ,والتي تفردت بها هذه الزيادة في رواية واحدة ,مما يؤكد ان مقولة "ليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله " هي ليست من كلام ابن عباس رضي الله عنهما ,والراجح انها تفسير للاية من ابن طاووس اخذها عن ابيه.
قال ابن جرير الطبري رحمه الله في المجلد السادس ,صفحة 256 ,رواية من طريق سفيان بن عيينة "عن سفيان بن عيينة عن معمر بن راشد عن طاووس عن ابيه ,سُئل ابن عباس رضي الله عنهما عن تفسيره لقول الله تعالى ~ومن لم يحكم بما انزل الله فاولائك هم الكافرون ~ قال هي به كفر ,وليس كفرا بالله وملائكته وكتبه ورسله ". بعد ان ذكر ابن جرير الطبري رحمه الله هذه الرواية ,ذكر رواية اخرى من طريق عبد الرزاق ,وفي هذه الرواية تظهر الزيادة مدرجة ,هي من كلام ابن طاووس ,وليست من كلام ابن عباس رضي الله عنهما .
قال ابن جرير الطبري رحمه الله "عن عبد الرزاق عن معمر بن راشد عن طاووس عن ابيه ,سُئل ابن عباس عن تفسير قوله تعالى ~ومن لم يحكم بما انزل الله فاولائك هم الكافرون ~ قال هي به كفر ,قال طاووس ,وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله . بالنظر الى الروايتين يظهر ان عبد الزراق نصّ ان هذه الزيادة هي من كلام طاووس ,وليست من كلام ابن عباس رضي الله عنهما , ويظهر ذلك ايضا كون هذه الزيادة لم تظهر الا في رواية واحدة وهي التي عن طريق سفيان بن عيينة .
وقد اعرض عن رواية سفيان بن عيينة كثير من المفسرين ,كابن كثير ,والذي ذكر رواية عبد الرزاق باعتبارها تنصّ على المدرج في الرواية ,خلافا لسفيان بن عيينة الذي لم ينصّ على ذلك .
واللفظة الثانية التي نسبت لحبر الامة ابن عباس رضي الله عنهما قوله
"ليس بالكفر الذي تذهبون اليه " وفي رواية اخرى "ليس بالكفر الذي يذهبون اليه ,انه ليس كفرا ينقل عن الملّة" وهذه القولة موجودة في تفسير ابن كثير ,من ابن ابي حاتم والحاكم في المستدرك ,عن طريق سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير عن ابن طاووس عن ابن عبّاس,قال الحاكم ,صحيح على شرطي الشيخين ولم يخرجاه .وكل الاحاديث التي اخرجها الحاكم في مستدركه ,هي مجموع الاحاديث التي ظن انها توافق شروط الشيخين في التخريج ولم يخرجوهم ,فكان اجتهاده هذا استدراكا منه على ما اخرجاه الشيخين.الاّ انه لم يتقيد بضوابط وشروط وقيود الشيخين البخاري ومسلم في تخريج الاحاديث,فكان يتساهل في تصحيح احاديث بمجرد ان بعض رواته موجودين في الصحيحين ,وغفل ان ما يرويه البخاري ومسلم عن بعض الرواة يكون متابعة لهم ,وليس انفرادا لهم ,فلا تصح روايتهم للاحتجاج ,بل تكون صالحة للاعتبار ,ان وجد من يتابعهم من الذين توفرت فيهم شروط الرواية من عدل وضبط ,وغيرهما من شروط الشيخين. ومن الذين رموا الحاكم بالتساهل ,ابن الصلاح وهو علم من اعلام علم الحديث .
وعلّة هذا الحديث هو وجود هشام بن حجير من الرواة ,وهو على ورعه وتقواه وزهده وعبادته ,فهو ضعيف في الرواية لسهوه وضعف ذاكرته في الحفظ ,وقد ضعّفه جهابذة علم الحديث كامام اهل السنة احمد بن حنبل ويحيى بن معين ,وعلي ابن المديني ,وسعيد بن يحيى القطّان ,وابن حجر ,والذهبي ,وعبد الرحمان المهدي ,ومكّي.
قال الامام احمد بن حنبل في شان هشام بن حجير "هشام ليس بالقوّي " وقال مكّي "ضعيف الحديث" وقال سعيد بن يحيى القطان "ضعيف الحديث " وضرب على احاديثه ,وقال الذهبي "هشام بن حجير ليس بحجّة" وقال يحيى بن معين "ضعيف جدّا" . ولم يروي له البخاري الاّ حديث واحد متابعة وليس منفردا ,لكون حديثه لا يصلح للاحتجاج به الاّ متابعة وليس منفردا بذاته, ولم يروي له مسلم حديثين ,متابعة ايضا وليس منفردا ,لكثرة اوهامة ,وقلة حفظه ,
قال سفيان بن عيينة "لم ناخذ منه الاّ ما لم نجده عند غيره " وهذا يعني ان رواية سفيان عن هشام هي من تفردات هشام بن حجير ,ليس لها متابع او شاهد يعتمد عليه .
ولم يروي لهشام بن حجير الاّ المتساهلين ,كابن حبّان ,والعجلي ,والحاكم .
كما تبيّن ,فهذا الحديث ضعيف من ناحية السند,لوجود هشام بن حجير الذي ضعّفه كبار علماء الحديث وجهابذته ,ولا يحتج به الا متابعة ,وهو دليل قويّ على ضعف الحديث
فانظر اخي الموحد المنصف ,بضاعة القوم ,كلّها ضعيفة ومتكلم فيها ,يردّون بها كلام الله ورسوله ,ويجعلون هذه البضاعة الكاسدة المزجاة من القطعي المحكم وكلام الله من المتشابه .
2 حجّية قول الصّحابي
على افتراض ان مقولة ابن عبّاس صحيحة ,وليست منسوبة اليه , وانّها قيلت كتفسير لقوله
تعالى
"ومن لم يحكم بما انزل الله فاولائك هم الكافرون " وانّها قيلت في من بدّل شرع الله بشرائع الكفر والطغيان ,وفي من شرّع من دون الله ,واتخذ نفسه ندّا لله في التشريع والامر والنهي ,والتحليل والتحريم وهي خصائص لا يجوز الاعتراف بها لغير الله , لان الاعتراف بها لغير الله ,هو تاليه لذلك الغير ,وهو الشرك الذي جاء الاسلام لازالته واقامة دولة يكون السلطان فيها لله وحده قال الله تعالى في كتابه الكريم "ولا يشرك في حكمه احدا" .نفترض كل هذا , وحاشا ان يصدر هذا القول الساقط من حبر الامة ,هل تصلح هذه المقولة ان تنسخ كلام الله ,او تردّ كلام رسول الله ,او تردّ الاجماع , او حتى تردّ القياس؟ هل صارت هذه المقولة قرانا يفصل في مسائل النزاع؟, وبايّ دليل يكون كلام غير الله ورسوله حجة شرعية في دين الله ؟. قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم "تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي". الرسول الكريم يؤكد ان التمسك بالكتاب والسنة هي العاصم من الضلال والزيغ ,ولم يذكر او يحث على مصادر اخرى ,غير الكتاب والسنة.
قال الامام الشافعي رحمه في كتابه الرسالة الصفحة 596" ارأيت اقاويل اصحاب رسول الله اذا تفرّقوا فيها ,فقلت نصير منها الى ما وافق الكتاب او السنّة او الاجماع " وهو ما يؤكد ان قول الصحابي ليس حجة على قول صحابي اخر , ولا على من اتى بعدهم, وانّما منهم مخطئ ومصيب ,فيرجح كلام الله ورسوله على اقوالهم ان خالفوا ظاهر النص .
قال الامام مالك رحمه الله "كلنا يؤخذ من قوله ويرد الى صاحب هذا القبر "واشار باصبعه الى قبر رسول الله ,فجعل كلام رسول الله هو الذي لا يرد وان لم يذكر الصحابة ,فهو في استثنائه التلقي من رسول الله وحده ,دلالة على عدم حجية غيره ,ان خالف الكتاب والسنّة
قال الامام ابو حنيفة رحمه الله "اني اخذ بكتاب الله اذا وجدته ,فما لم اجده فيه اخذت بسنة رسول الله والاثار الصحاح عنه التي فشت في ايدي الثقات عن الثقات ,فاذا لم اجد في كتاب الله ولا سنة رسول الله ,اخذت باقوال اصحابه من شئت وادع قول من شئت ,ثم لا اخرج عن قولهم الى قول غيرهم "
وقال الامام احمد رحمه الله
"ليس احد الاّ اخذ برايه واترك ما خلى النبي صلى الله عليه وسلّم"
فقول هؤلاء الائمة يتفق مع قواعد واصول اهل السنّة والجماعة في مسالة الاحتجاج بقول الصحابي ,وهو انهم ياخذون من اقوالهم اذا لم يجدوا في كتاب الله وسنّة رسوله.لكون الصحابي ليس معصوما ,وقد يصدر منه الخطأ, وقد يغفل عن اشياء من السنّة ,وقد ينسى ,وقد يسهى ,الى غير ذلك ممّا قد يتعرض له غير الانبياء والرسل ,في مسائل التبليغ عن العقيدة .قال الله تعالى في كتابه العزيز
"ربّنا لا تؤاخذنا ان نسينا او أاخطئنا ". ويكون مخالفتهم للكتاب والسنة احيانا صادرا عن اجتهاد ,من غير قصد المخالفة ,كأن يخصص الصحابي عموما بظنه ,او يأخذ بعموم ويترك الخاص , او يتأول في الخبر غير ظاهره بغير برهان بعلّة ظنها .ومن الامثلة على ذلك بخصوص ابن عباس رضي الله عنهما ,كان يقول بجواز ربا الفضل ,ولم يكن يرى من الربا حرام سوى ربا النسيئة ,وهذا خطأ ظاهر ,فلا فرق في التحريم بين ربا الفضل وربا النسيئة ,وقد ردّ عليه الصحابة رضي الله عنهم ,واهل العلم .وهل يُعقل ان يعلّق الشّارع الكريم دينه ,بمن ينسى ويسهى ويغفل عن بعض امور الدّين ويُخطئ ! ثم اليس من الصحابة الكرام من تبث عنه انّه قال " إن أصبت فمن الله وان اخطأت فمنّي ومن الشيطان "
ومن الامثلة على جواز خطأ الصّحابي انّ ان عبّاس رضي الله عنهما كان يرى ان الحامل اذا مات عنها زوجها ان تعتدّ باطول الاجلين ,وهو خلاف الاية ,لقوله تعالى
"واولات الاحمال اجلهنّ ان يضعن حملهنّ" وقد خالفه في ذلك الصحابة رضي الله عنهما وجمهور اهل العلم
وكان رضي الله عنهما يرى بإباحة زواج المتعة وكذلك لحم اكل لحم الحمر الاهلية ,وقد انكر عليه عليّ بن ابي طالب ذلك ,وذكر له انّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حرّم ذلك
وكان يرى ابن عبّاس رضي الله عنهما ان قاتل النفس المتعمد لا توبة له ,وهو ما خالف به الكتاب والسنّة واجماع الصحابة رضي الله عنهم , قال الله تعالى "انّ الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"وصدر ذلك منه اجتهادا وتأويلا من غير قصد المخالفة
وكان يرى ابن عبّاس ايضا انّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تزوج ميمونة وهو محرم ,وهو غير صحيح ,فقد تبث ان ميمونة رضي الله عنها صرّحت انها تزوجت رسول الله وقد احلّ من عمرته
قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى المجلد الاول الصفحة 283" ومن قال من العلماء ان قول الصحابي حجة فإنما قاله اذا لم يخالفه غيره من الصحابة ولا عرف نصّ يخالفه ,وامّا اذا عرف انّه يخالفه فليس بحجة بالاتفاق " فكلام ابن تيمية صريح في انّ قول الصحابي لا يكون حجة على قول صحابي اخر ,وانّه لا يؤخذ كلام الصحابي ان خالف به ظاهر النصّ ,الاّ بقرينة شرعية من كتاب الله او سنّة رسوله
قال الامام الشوكاني رحمه الله "تفسير الصحابي للاية لا تقوم به حجة لا سيما مع اختلافه " اي ان تفسير الصحابي ان خالف به ظاهر النصّ لا تقوم به حجة شرعية في دين الله
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه اعلام الموقعين ,المجلد الرابع ,الصفحة 211" وبالجملة فلا يجوز العمل والافتاء في دين الله بالتشهي والتخير موافقة للغرض ,فيأخذ القول الذي يوافق غرضه ... وهذا من اكبر الكبائر "
كيف يكون قول ابن عبّاس حجّة شرعية في دين الله ,ان خالف به النصّ وهو الذي يقول محذرا من اتباع الصحابة الكبار في ما يخالف ظواهر النصوص ,من غير قرينة شرعية
" يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السّماء ,اقول قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم ,وتقولون قال ابو بكر وعمر " اليس هذا كلام ابن عبّاس رضي الله عنهما يردّ كلام من هو خير منه ,ان خالف كلام الله وكلام رسوله ! فما بال اقوام يردّون كلام الله ورسوله بمن هو دون ابو بكر وعمر ! اليس هذا تطاول واستدراك على كلام الله ورسوله ؟
اليس هذا اتهام صريح لكلام الله بعدم الوضوح والبيان؟ اليس هذا اتهام صريح لكلام الله بالتدليس والتلبيس ؟ لاستعماله الفاظ تصلح لاكثر من معنى ؟كيف يكون كلام الله على غير ظاهره وهو يأمر عباده بالرجوع الى كلامه للفصل في امور النزاع ؟ قال الله تعالى "وما اختلفتم فيه من شيئ فحكمه الى الله " وقال تعالى "فان تنازعتم في شيئ فردّوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر" وقال تعالى "لا تقدّموا بين يدي الله ورسله " لا تقدّموا اهوائهم وارائكم ومصالحكم ,على كلام الله ورسوله ,وهذا ما يدل ان ظواهر النصوص مرادة, وان خلافها او تاويلها يحتاج الى قرينة شرعية تصرفه عن ظاهره, وهو ما يقودنا الى التساؤل, هل نحتاج حقا الى مثل قولة ابن عبّاس رضي الله عنهما لنؤول ظاهر النص الصريح القطعي في كفر من بدّل وشرّع من دون الله ؟ من غير قرينة شرعية من كتاب الله او سنّة رسوله ؟
قال الله تعالى "فليحذر الذين يخالفون عن أمره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب أليم " قال العلماء الفتنة الشرك ,وقد يقع فيها المرء ان استحسن كلام غير الله وقدمه على كلام الله ,فردّ النصوص الشرعية القطعية ,بكلام غيره ممّن هو غير معصوم ,ولو كان ابو بكر وعمر ,فما بالك بالذين هم ادنى ادنى منهما.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ,المجلد 11 الصفحة 208" وقد اتفق سلف الامة وائمتها على ان كل احد يؤخذ من كلامه ويترك الاّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم" يفهم من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ,انّه لا يردّ كلام الله ورسوله ,بقول احد ولو كان صحابيا ان خالف ظاهر النصّ.
وقد اتّفق علماء الأمّة ان القياس وحده كاف لردّ كلام الصّحابة ان خالفوا به ظاهر النّص ,فكيف يكون حجّة شرعية في دين الله ,ان خالف كلام الله ورسوله والاجماع ؟! .وانّما يكون قول الصّحابي حجة شرعية في دين الله ,ان وافق باقي اقوال الصّحابة ,وهو إجماع منهم ,والإجماع حجّة شرعية في ديننا ,امّا اذا خالف قول صحابي قول صحابي اخر , لا يكون قول احدهما حجّة شرعية على قول الاخر ,لا سيما اذا عرف من يخالف قوله بقول او فعل .امّا اذا عرف قول صحابي ولم يعرف من يخالفه في ذلك ,ولم يخالف نصّ من كتاب الله او سنّة رسوله ,فهو حجّة شرعية ,وهو ما يسمى بالاجماع السكوتي .
امّا في قضيتنا هذه ,فالأمر ليس كذلك ,فقد خالف ابن عبّاس رضي الله عنهما ,النّص والاجماع والقياس ,ولا يؤخذ بقوله ,لانّ الاخذ بقوله فيه ردّ لكلام الله ورسوله وردّ للإجماع المتفق عليه ,وهذا لا يليق ,ان يُردّ كلام الله ورسوله بقول صحابي ,ولوكان ابو بكر وعمر .
وقد عُلم عن رجوع كثير من الصّحابة عن اقوالهم ,بعدما تبيّن لهم الصواب ,كما رجع ابن عبّاس رضي الله عنهما ,عن القول بجواز ربا الفضل ,وعن اباحة زواج المتعة ,بعدما بيّن له علي بن ابي طالب عدم صوابه في ذلك .
وقد لعب الشيطان بعقول بعض من ينتسب لاهل العلم ,بتغيير معاني القران ,وتقديم اقوالهم واهوائهم ,واقوال شيوخهم على ما يظهر من كلام الله ,بتأويل فاسد ,حرّف الكلام عن معناه
قال الله تعالى في كتابه العزيز "فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه "سورة المائدة الاية 14 ,هذه خصلة من خصال اليهود الكفرة الفجرة ,عمدوا الى تاويل الايات وتحريف معانيها ,بما فسرته عقولهم الهابطة ,واهوائهم الباردة وارائهم الفاسدة, وقال الله تعالى "وانّ منهم لفريقا يلوون السنتهم بالكذب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون "سورة ال عمران الاية 78 ,ومن انواع التحريف تغيير معاني القران وصرفها عن طاهرها , من غير دليل شرعي يبين مراد الشارع ,وهو محض الكذب والتقول والافتراء على الله .
فأهل السنّة والجماعة يفسّرون القرآن من القرآن نفسه ,فأفضل طريقة لمعرفة مراد كلام الله ,هو من نفس كلامه عزّ و جلّ,فما أطلق في موضع ,قُيّد في موضع آخر ,وما كان عاما في موضع ,تجده مفسّرا مفصّلا في موضع آخر ,فلا يوجد أحد أعلم من مراد الله عزّ و جلّ من نفسه الكريمة.
[/size]
[size=18](1)[/size]
[size=18]وردت مقولة
"كفر دون كفر" المنسوبة لحبر الامة,ابن عباس رضي الله عنهما بلفظين ,اول هذين اللفظين هو "ليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله" وهذا اللفظ ليس من كلام ابن عباس رضي الله عنهما وانما هي مُدرجة, اي زائدة على اصل المتن ,هي في التحقيق من كلام ابن طاووس. ويظهر ذلك جليا بالنظر الى مجموع الروايات ,والتي تفردت بها هذه الزيادة في رواية واحدة ,مما يؤكد ان مقولة "ليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله " هي ليست من كلام ابن عباس رضي الله عنهما ,والراجح انها تفسير للاية من ابن طاووس اخذها عن ابيه.
قال ابن جرير الطبري رحمه الله في المجلد السادس ,صفحة 256 ,رواية من طريق سفيان بن عيينة "عن سفيان بن عيينة عن معمر بن راشد عن طاووس عن ابيه ,سُئل ابن عباس رضي الله عنهما عن تفسيره لقول الله تعالى ~ومن لم يحكم بما انزل الله فاولائك هم الكافرون ~ قال هي به كفر ,وليس كفرا بالله وملائكته وكتبه ورسله ". بعد ان ذكر ابن جرير الطبري رحمه الله هذه الرواية ,ذكر رواية اخرى من طريق عبد الرزاق ,وفي هذه الرواية تظهر الزيادة مدرجة ,هي من كلام ابن طاووس ,وليست من كلام ابن عباس رضي الله عنهما .
قال ابن جرير الطبري رحمه الله "عن عبد الرزاق عن معمر بن راشد عن طاووس عن ابيه ,سُئل ابن عباس عن تفسير قوله تعالى ~ومن لم يحكم بما انزل الله فاولائك هم الكافرون ~ قال هي به كفر ,قال طاووس ,وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله . بالنظر الى الروايتين يظهر ان عبد الزراق نصّ ان هذه الزيادة هي من كلام طاووس ,وليست من كلام ابن عباس رضي الله عنهما , ويظهر ذلك ايضا كون هذه الزيادة لم تظهر الا في رواية واحدة وهي التي عن طريق سفيان بن عيينة .
وقد اعرض عن رواية سفيان بن عيينة كثير من المفسرين ,كابن كثير ,والذي ذكر رواية عبد الرزاق باعتبارها تنصّ على المدرج في الرواية ,خلافا لسفيان بن عيينة الذي لم ينصّ على ذلك .
واللفظة الثانية التي نسبت لحبر الامة ابن عباس رضي الله عنهما قوله
"ليس بالكفر الذي تذهبون اليه " وفي رواية اخرى "ليس بالكفر الذي يذهبون اليه ,انه ليس كفرا ينقل عن الملّة" وهذه القولة موجودة في تفسير ابن كثير ,من ابن ابي حاتم والحاكم في المستدرك ,عن طريق سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير عن ابن طاووس عن ابن عبّاس,قال الحاكم ,صحيح على شرطي الشيخين ولم يخرجاه .وكل الاحاديث التي اخرجها الحاكم في مستدركه ,هي مجموع الاحاديث التي ظن انها توافق شروط الشيخين في التخريج ولم يخرجوهم ,فكان اجتهاده هذا استدراكا منه على ما اخرجاه الشيخين.الاّ انه لم يتقيد بضوابط وشروط وقيود الشيخين البخاري ومسلم في تخريج الاحاديث,فكان يتساهل في تصحيح احاديث بمجرد ان بعض رواته موجودين في الصحيحين ,وغفل ان ما يرويه البخاري ومسلم عن بعض الرواة يكون متابعة لهم ,وليس انفرادا لهم ,فلا تصح روايتهم للاحتجاج ,بل تكون صالحة للاعتبار ,ان وجد من يتابعهم من الذين توفرت فيهم شروط الرواية من عدل وضبط ,وغيرهما من شروط الشيخين. ومن الذين رموا الحاكم بالتساهل ,ابن الصلاح وهو علم من اعلام علم الحديث .
وعلّة هذا الحديث هو وجود هشام بن حجير من الرواة ,وهو على ورعه وتقواه وزهده وعبادته ,فهو ضعيف في الرواية لسهوه وضعف ذاكرته في الحفظ ,وقد ضعّفه جهابذة علم الحديث كامام اهل السنة احمد بن حنبل ويحيى بن معين ,وعلي ابن المديني ,وسعيد بن يحيى القطّان ,وابن حجر ,والذهبي ,وعبد الرحمان المهدي ,ومكّي.
قال الامام احمد بن حنبل في شان هشام بن حجير "هشام ليس بالقوّي " وقال مكّي "ضعيف الحديث" وقال سعيد بن يحيى القطان "ضعيف الحديث " وضرب على احاديثه ,وقال الذهبي "هشام بن حجير ليس بحجّة" وقال يحيى بن معين "ضعيف جدّا" . ولم يروي له البخاري الاّ حديث واحد متابعة وليس منفردا ,لكون حديثه لا يصلح للاحتجاج به الاّ متابعة وليس منفردا بذاته, ولم يروي له مسلم حديثين ,متابعة ايضا وليس منفردا ,لكثرة اوهامة ,وقلة حفظه ,
قال سفيان بن عيينة "لم ناخذ منه الاّ ما لم نجده عند غيره " وهذا يعني ان رواية سفيان عن هشام هي من تفردات هشام بن حجير ,ليس لها متابع او شاهد يعتمد عليه .
ولم يروي لهشام بن حجير الاّ المتساهلين ,كابن حبّان ,والعجلي ,والحاكم .
كما تبيّن ,فهذا الحديث ضعيف من ناحية السند,لوجود هشام بن حجير الذي ضعّفه كبار علماء الحديث وجهابذته ,ولا يحتج به الا متابعة ,وهو دليل قويّ على ضعف الحديث
فانظر اخي الموحد المنصف ,بضاعة القوم ,كلّها ضعيفة ومتكلم فيها ,يردّون بها كلام الله ورسوله ,ويجعلون هذه البضاعة الكاسدة المزجاة من القطعي المحكم وكلام الله من المتشابه .
2 حجّية قول الصّحابي
على افتراض ان مقولة ابن عبّاس صحيحة ,وليست منسوبة اليه , وانّها قيلت كتفسير لقوله
تعالى
"ومن لم يحكم بما انزل الله فاولائك هم الكافرون " وانّها قيلت في من بدّل شرع الله بشرائع الكفر والطغيان ,وفي من شرّع من دون الله ,واتخذ نفسه ندّا لله في التشريع والامر والنهي ,والتحليل والتحريم وهي خصائص لا يجوز الاعتراف بها لغير الله , لان الاعتراف بها لغير الله ,هو تاليه لذلك الغير ,وهو الشرك الذي جاء الاسلام لازالته واقامة دولة يكون السلطان فيها لله وحده قال الله تعالى في كتابه الكريم "ولا يشرك في حكمه احدا" .نفترض كل هذا , وحاشا ان يصدر هذا القول الساقط من حبر الامة ,هل تصلح هذه المقولة ان تنسخ كلام الله ,او تردّ كلام رسول الله ,او تردّ الاجماع , او حتى تردّ القياس؟ هل صارت هذه المقولة قرانا يفصل في مسائل النزاع؟, وبايّ دليل يكون كلام غير الله ورسوله حجة شرعية في دين الله ؟. قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم "تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي". الرسول الكريم يؤكد ان التمسك بالكتاب والسنة هي العاصم من الضلال والزيغ ,ولم يذكر او يحث على مصادر اخرى ,غير الكتاب والسنة.
قال الامام الشافعي رحمه في كتابه الرسالة الصفحة 596" ارأيت اقاويل اصحاب رسول الله اذا تفرّقوا فيها ,فقلت نصير منها الى ما وافق الكتاب او السنّة او الاجماع " وهو ما يؤكد ان قول الصحابي ليس حجة على قول صحابي اخر , ولا على من اتى بعدهم, وانّما منهم مخطئ ومصيب ,فيرجح كلام الله ورسوله على اقوالهم ان خالفوا ظاهر النص .
قال الامام مالك رحمه الله "كلنا يؤخذ من قوله ويرد الى صاحب هذا القبر "واشار باصبعه الى قبر رسول الله ,فجعل كلام رسول الله هو الذي لا يرد وان لم يذكر الصحابة ,فهو في استثنائه التلقي من رسول الله وحده ,دلالة على عدم حجية غيره ,ان خالف الكتاب والسنّة
قال الامام ابو حنيفة رحمه الله "اني اخذ بكتاب الله اذا وجدته ,فما لم اجده فيه اخذت بسنة رسول الله والاثار الصحاح عنه التي فشت في ايدي الثقات عن الثقات ,فاذا لم اجد في كتاب الله ولا سنة رسول الله ,اخذت باقوال اصحابه من شئت وادع قول من شئت ,ثم لا اخرج عن قولهم الى قول غيرهم "
وقال الامام احمد رحمه الله
"ليس احد الاّ اخذ برايه واترك ما خلى النبي صلى الله عليه وسلّم"
فقول هؤلاء الائمة يتفق مع قواعد واصول اهل السنّة والجماعة في مسالة الاحتجاج بقول الصحابي ,وهو انهم ياخذون من اقوالهم اذا لم يجدوا في كتاب الله وسنّة رسوله.لكون الصحابي ليس معصوما ,وقد يصدر منه الخطأ, وقد يغفل عن اشياء من السنّة ,وقد ينسى ,وقد يسهى ,الى غير ذلك ممّا قد يتعرض له غير الانبياء والرسل ,في مسائل التبليغ عن العقيدة .قال الله تعالى في كتابه العزيز
"ربّنا لا تؤاخذنا ان نسينا او أاخطئنا ". ويكون مخالفتهم للكتاب والسنة احيانا صادرا عن اجتهاد ,من غير قصد المخالفة ,كأن يخصص الصحابي عموما بظنه ,او يأخذ بعموم ويترك الخاص , او يتأول في الخبر غير ظاهره بغير برهان بعلّة ظنها .ومن الامثلة على ذلك بخصوص ابن عباس رضي الله عنهما ,كان يقول بجواز ربا الفضل ,ولم يكن يرى من الربا حرام سوى ربا النسيئة ,وهذا خطأ ظاهر ,فلا فرق في التحريم بين ربا الفضل وربا النسيئة ,وقد ردّ عليه الصحابة رضي الله عنهم ,واهل العلم .وهل يُعقل ان يعلّق الشّارع الكريم دينه ,بمن ينسى ويسهى ويغفل عن بعض امور الدّين ويُخطئ ! ثم اليس من الصحابة الكرام من تبث عنه انّه قال " إن أصبت فمن الله وان اخطأت فمنّي ومن الشيطان "
ومن الامثلة على جواز خطأ الصّحابي انّ ان عبّاس رضي الله عنهما كان يرى ان الحامل اذا مات عنها زوجها ان تعتدّ باطول الاجلين ,وهو خلاف الاية ,لقوله تعالى
"واولات الاحمال اجلهنّ ان يضعن حملهنّ" وقد خالفه في ذلك الصحابة رضي الله عنهما وجمهور اهل العلم
وكان رضي الله عنهما يرى بإباحة زواج المتعة وكذلك لحم اكل لحم الحمر الاهلية ,وقد انكر عليه عليّ بن ابي طالب ذلك ,وذكر له انّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حرّم ذلك
وكان يرى ابن عبّاس رضي الله عنهما ان قاتل النفس المتعمد لا توبة له ,وهو ما خالف به الكتاب والسنّة واجماع الصحابة رضي الله عنهم , قال الله تعالى "انّ الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"وصدر ذلك منه اجتهادا وتأويلا من غير قصد المخالفة
وكان يرى ابن عبّاس ايضا انّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تزوج ميمونة وهو محرم ,وهو غير صحيح ,فقد تبث ان ميمونة رضي الله عنها صرّحت انها تزوجت رسول الله وقد احلّ من عمرته
قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى المجلد الاول الصفحة 283" ومن قال من العلماء ان قول الصحابي حجة فإنما قاله اذا لم يخالفه غيره من الصحابة ولا عرف نصّ يخالفه ,وامّا اذا عرف انّه يخالفه فليس بحجة بالاتفاق " فكلام ابن تيمية صريح في انّ قول الصحابي لا يكون حجة على قول صحابي اخر ,وانّه لا يؤخذ كلام الصحابي ان خالف به ظاهر النصّ ,الاّ بقرينة شرعية من كتاب الله او سنّة رسوله
قال الامام الشوكاني رحمه الله "تفسير الصحابي للاية لا تقوم به حجة لا سيما مع اختلافه " اي ان تفسير الصحابي ان خالف به ظاهر النصّ لا تقوم به حجة شرعية في دين الله
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه اعلام الموقعين ,المجلد الرابع ,الصفحة 211" وبالجملة فلا يجوز العمل والافتاء في دين الله بالتشهي والتخير موافقة للغرض ,فيأخذ القول الذي يوافق غرضه ... وهذا من اكبر الكبائر "
كيف يكون قول ابن عبّاس حجّة شرعية في دين الله ,ان خالف به النصّ وهو الذي يقول محذرا من اتباع الصحابة الكبار في ما يخالف ظواهر النصوص ,من غير قرينة شرعية
" يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السّماء ,اقول قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم ,وتقولون قال ابو بكر وعمر " اليس هذا كلام ابن عبّاس رضي الله عنهما يردّ كلام من هو خير منه ,ان خالف كلام الله وكلام رسوله ! فما بال اقوام يردّون كلام الله ورسوله بمن هو دون ابو بكر وعمر ! اليس هذا تطاول واستدراك على كلام الله ورسوله ؟
اليس هذا اتهام صريح لكلام الله بعدم الوضوح والبيان؟ اليس هذا اتهام صريح لكلام الله بالتدليس والتلبيس ؟ لاستعماله الفاظ تصلح لاكثر من معنى ؟كيف يكون كلام الله على غير ظاهره وهو يأمر عباده بالرجوع الى كلامه للفصل في امور النزاع ؟ قال الله تعالى "وما اختلفتم فيه من شيئ فحكمه الى الله " وقال تعالى "فان تنازعتم في شيئ فردّوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر" وقال تعالى "لا تقدّموا بين يدي الله ورسله " لا تقدّموا اهوائهم وارائكم ومصالحكم ,على كلام الله ورسوله ,وهذا ما يدل ان ظواهر النصوص مرادة, وان خلافها او تاويلها يحتاج الى قرينة شرعية تصرفه عن ظاهره, وهو ما يقودنا الى التساؤل, هل نحتاج حقا الى مثل قولة ابن عبّاس رضي الله عنهما لنؤول ظاهر النص الصريح القطعي في كفر من بدّل وشرّع من دون الله ؟ من غير قرينة شرعية من كتاب الله او سنّة رسوله ؟
قال الله تعالى "فليحذر الذين يخالفون عن أمره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب أليم " قال العلماء الفتنة الشرك ,وقد يقع فيها المرء ان استحسن كلام غير الله وقدمه على كلام الله ,فردّ النصوص الشرعية القطعية ,بكلام غيره ممّن هو غير معصوم ,ولو كان ابو بكر وعمر ,فما بالك بالذين هم ادنى ادنى منهما.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ,المجلد 11 الصفحة 208" وقد اتفق سلف الامة وائمتها على ان كل احد يؤخذ من كلامه ويترك الاّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم" يفهم من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ,انّه لا يردّ كلام الله ورسوله ,بقول احد ولو كان صحابيا ان خالف ظاهر النصّ.
وقد اتّفق علماء الأمّة ان القياس وحده كاف لردّ كلام الصّحابة ان خالفوا به ظاهر النّص ,فكيف يكون حجّة شرعية في دين الله ,ان خالف كلام الله ورسوله والاجماع ؟! .وانّما يكون قول الصّحابي حجة شرعية في دين الله ,ان وافق باقي اقوال الصّحابة ,وهو إجماع منهم ,والإجماع حجّة شرعية في ديننا ,امّا اذا خالف قول صحابي قول صحابي اخر , لا يكون قول احدهما حجّة شرعية على قول الاخر ,لا سيما اذا عرف من يخالف قوله بقول او فعل .امّا اذا عرف قول صحابي ولم يعرف من يخالفه في ذلك ,ولم يخالف نصّ من كتاب الله او سنّة رسوله ,فهو حجّة شرعية ,وهو ما يسمى بالاجماع السكوتي .
امّا في قضيتنا هذه ,فالأمر ليس كذلك ,فقد خالف ابن عبّاس رضي الله عنهما ,النّص والاجماع والقياس ,ولا يؤخذ بقوله ,لانّ الاخذ بقوله فيه ردّ لكلام الله ورسوله وردّ للإجماع المتفق عليه ,وهذا لا يليق ,ان يُردّ كلام الله ورسوله بقول صحابي ,ولوكان ابو بكر وعمر .
وقد عُلم عن رجوع كثير من الصّحابة عن اقوالهم ,بعدما تبيّن لهم الصواب ,كما رجع ابن عبّاس رضي الله عنهما ,عن القول بجواز ربا الفضل ,وعن اباحة زواج المتعة ,بعدما بيّن له علي بن ابي طالب عدم صوابه في ذلك .
وقد لعب الشيطان بعقول بعض من ينتسب لاهل العلم ,بتغيير معاني القران ,وتقديم اقوالهم واهوائهم ,واقوال شيوخهم على ما يظهر من كلام الله ,بتأويل فاسد ,حرّف الكلام عن معناه
قال الله تعالى في كتابه العزيز "فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه "سورة المائدة الاية 14 ,هذه خصلة من خصال اليهود الكفرة الفجرة ,عمدوا الى تاويل الايات وتحريف معانيها ,بما فسرته عقولهم الهابطة ,واهوائهم الباردة وارائهم الفاسدة, وقال الله تعالى "وانّ منهم لفريقا يلوون السنتهم بالكذب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون "سورة ال عمران الاية 78 ,ومن انواع التحريف تغيير معاني القران وصرفها عن طاهرها , من غير دليل شرعي يبين مراد الشارع ,وهو محض الكذب والتقول والافتراء على الله .
فأهل السنّة والجماعة يفسّرون القرآن من القرآن نفسه ,فأفضل طريقة لمعرفة مراد كلام الله ,هو من نفس كلامه عزّ و جلّ,فما أطلق في موضع ,قُيّد في موضع آخر ,وما كان عاما في موضع ,تجده مفسّرا مفصّلا في موضع آخر ,فلا يوجد أحد أعلم من مراد الله عزّ و جلّ من نفسه الكريمة.
[/size]
وعد الاخرة- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 217
تاريخ التسجيل : 08/08/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
[size=18](2) [/size]
[size=18]3المناط الذي قيلت فيه هذه القولة
على افتراض أنّ هذا الأثر المنسوب إلى ابن عبّاس صحيحا ,وأنّه فعلا قال هذا القول ,فهل قاله في المشرّعين الذين اتخذوا من تشريعاتهم السّاقطة دينا يجب اتّباعه ,وأجبروا النّاس للخضوع لأهوائهم و حثالة نظمهم القذرة ؟ هل قال ابن عبّاس هذا القول في من بدّل شرع الله ,المشتمل على كلّ خير ,الناهي عن كلّ شر؟ هل يصحّ أن يصدر من حبر الأمّة مثل هذا القول وهو الصّحابي الجليل الذي يحفظ لله قدره ,ويعلم أنّ التّحاكم إلى غير شرع الله كفر ,و أنّ مسألة الحكم هي من صميم العقيدة ؟ لا يعقل أن يقصد ابن عبّاس هذا
قال ابن عبّاس ما قاله وهو في سياق ردّه على الخوارج الذين كانوا يكفّرون النّاس بالمعاصي والذنوب والكبائر ,بناءا على فساد عقيدتهم في الإيمان والكفر ,فيرون كلّ الأعمال شرط في صحّة الإيمان ,بحيث لا يفرّقون بين النواقض العملية وبين الذنوب الغيرالمكفّرة ,وكانوا يدخلون المعاصي تحت إسم الحكم بما أنزل الله ,ومن هنا دخلت عليهم الشّبهة,فكل من أتى كبيرة فقد حكم بغير ما أنزل الله ,فيجب أن يكفر,مصداقا لقوله تعالى
"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون " فكانوا يستدلّون على كل من عصى الله بهذه الآية الكريمة ,وأثناء مناظرتهم لابن عبّاس رضي الله عنهما ,تبيّن حقيقة مذهبهم في الكفر والإيمان ,و أنّ القوم يرون كلّ المعاصي هي حكم بغير ما أنزل الله , فردّ عليهم ابن عبّاس رضي الله عنهم ,بقولته "كفر دون كفر" ,خلال مناظرتهم لهم , بعد أن رفعوا المصاحف وقالوا حكّمتم الرّجال ,إشارة إلى قضيّة التّحكيم المشهورة ,حقنا لدماء المسلمين خلال الحرب والخلاف الّذي وقع بين عليّ رضي الله عنه ,وبين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه , وكان الحاكمان هما ,أبو موسى الأشعري من طرف عليّ رضي الله عنه ,وعمروا بن العاص من طرف ,معاوية بن أبي سفيان ,فكانت تلك القولة منه رضي الله عنه ,في معرض نقاشه لهم حول مسألة الحكم بما أنزل الله ,وأنّ المعاصي والكبائر ,الذين أدخلها الخوارج في معنى الآية ,هو كفر لا ينقل عن الملّة ,إنّما هو "كفر دون كفر",والرّواية المذكورة في مستدرك الحاكم تشير بأنّ الكلام كان موجّها لفئة معيّنة ,وليس تفسيرا للآية الكريمة "ليس بالكفر الذي يذهبون إليه ,إنّه كفر لا ينقل عن الملّة"
هذا هو فهم الخوارج للآية الكريمة ,والذين يريدون تنزيل مقولة ابن عبّاس رضي الله عنهما ,الّتي كانت في معرض ردّه على الفهم السّقيم للخوارج لمسألة الحكم بما أنزل الله ,حقيقة أمره أنّه يلبّس على النّاس أمر دينهم خذمة لبدعته ,فلا ابن عبّاس رضي الله عنه ,قال ما قاله وهو يعني المبدّلين لشرع الله ,المحكّمين للقوانين الوضعية ,المتحاكمين للشرائع الطّاغوتية ,ولا الخوارج كذلك استدلّوا له بتلك الآية الكريمة وهم يقصدون الحكم بغير ما أنزل الله بمعنى التّبديل والتّشريع من دون الله ,و إلاّ لاستدلّوا له رضي الله عنه بآيات لا تحتمل صرفا و لا تأويلا كقوله تعالى
"أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله " , فالّذي يشرّع من دون الله ,فقد زعم لنفسه الحقّ في إحدى خصائص الملك ,وهي الحكم والتّشريع والتّحليل والتّحريم ,فلا أحد غير الله يملك هذا الحقّ ,ومن اعترف لغير الله بهذا الحقّ ,فقد اتّخده ربّا من دون الله ,وأشركه مع الله في الحكم ,قال الله تعالى "ولا يشرك في حكمه أحدا", فلا فرق بين من يشرك بالله في عبادة الأصنام والإستغاثة بالجنّ ,وبين من يطلب الرّزق من الأموات ,وبين من يتخذ نظام حياته بكلّ تفاصيله ,وقدّه وقديده من غير الله ,لا فرق بينهما في العبادة ,ولا فرق بينهما في الشّرك ,فكلاهما مشرك ,وقد يكون الذي يطيع غير الله في أمور الحياة ,ويتخذ من تلك النظم التي شرّعها الطاغوت منهجا في الحياة ونظاما يجب أن يُتّبع ,ولا يتبرّء من واضعيها ومنها ,ويعتزلها ,فهو أكثر شركا ممّن تقتصر عبادته على طلب الرّزق من غير الله , أو يسجد لصنم ,أو لحجر , لأنّ شرك الحاكمية يتعدّى ضرره إلى سواه من النّاس والمجتمع ,وما جائت الشّريعة إلاّ لحفظ دين الله وعقيدة النّاس الصّحيحة ,وحفظ العقل واجتناب العبث به ,وحفظ النّفس الّتي صارت تزهق كلّ يوم ,وتحت أعين الطّاغوت وبمباركته ,وحفظ المال ,الّتي جاءت الشرائع الطّاغوتية لتأكل اموال النّاس بالباطل تحت نظم ربوية ,ولحفظ العرض الذي صار أرخص من بعض المواد التّجميلية
بل إنّ مسألة استبدال شريعة الله بقوانين الإفرنج , ومسألة تشريع القوانين المضاهية لشرع الله ,والّتي يجادل عنها علماء السّلطان ,لم تعرف في زمن الصّحابة رضي الله عنهم ,ولا في عهد التّابعين ولا من جاء بعدهم ,و إنّما عرفت في زمن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ,بعد مرور حوالي سبع قرون من بعثة المصطفى ,عليه الصّلاة والسّلام ,أثناء حكم التّتار ,والذي قام ملكهم جنكيزخان بجمع شرائع شتّى ,من اليهودية والنّصرانية ,والدّين الإسلامي الحنيف , في كتاب سمّاه الياسق ,وأراد حكم النّاس بذلك ,بدل شرع الله وحده
والذين ينزلون تلك المقولة ,لحبر الأمة ابن عبّاس رضي الله عنهما , على واقع اليوم ,حقيقة أمرهم أنّهم يتّهمونه رضي الله عنه بتبديل شرع الله ,وبالتّحاكم الى قانون الطّاغوت ,وبالتّشريع من دون الله ,وتقمّص خصائص الربّ ,في التّحليل والتّحريم ,والأمر والنّهي
وقوله تعالى " وإن أطعتموهم إنّكم لمشركون " ,فطاعة الذين يشرّعون من دون الله ,ويحرّمون الحلال ,ويحلّون الحرام ,شرك وكفر والعياذ بالله ,فلا أحد يملك أن يعبّد النّاس ويخضعهم لقوانينه ,بل لا يجوز الإعتراف للطاغوت بهذا الحقّ ,ومن يفعل ذلك فهو مشرك كافر , لأنّ الأمر كلّه لله ,وإشراك غير الله في الأمر ,هو الشّرك الذي لا تنفع معه طاعة ,قال الله تعالى "قل إنّ الأمر كلّه لله " والقبول بشرع مستمدّ من طاغوت هو ,اتّخاذ ذلك الطّاغوت ندّا لله في الأمر والنّهي
وقوله تعالى "فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدون في أنفسهم حرجا ممّا قضيت ويسلّموا تسليما " ,هذه الآية تردّ بقوّة على من اعرض عن حكم الله ,وتركه ليحّم الطّاغوت في شؤون حياته ,ولو في مرّة واحدة ,فهو كافر كفر لا ينفع معه إيمان
وقوله تعالى "فإن تنازعتم في شيئ فردّوه إلى الله والرّسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر " فعدم ردّ الأمر إلى الله ورسوله في أيّ شيئ من شؤون الحياة ,هو كفر أكبر مخرج من الملّة ,وهو نفي لأصل الإيمان
وقوله تعالى "اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " فكانت الرّبوبية عند بني إسرائيل ,طاعة الرّهبان والعلماء في ما يعلمون أنّه خلاف لما أنزل الله .اتخذوهم أربابا بمجرّد طاعتهم طاعة مطلقة ,فكيف بمن بدّل شرع الله ,وشرّع من دون الله ! أليس أحقّ بالكفر ممّن أطاع تلك القوانين الكفريّة المبدّلة !!
فالخوارج اشتُهر عنهم تكفير الحكّام والخروج عليهم ,بمجرّد اقترافهم للمعاصي ,من غير استحلال لها ,ومن غير تبديل شرع الله مناط كفر اليهود , ومن غير استيراد قوانين وضعية من اليهود والنّصارى ,ومن غير تحاكمهم لقوانين الطّاغوت , بل لم يعرف ذلك في زمن ظهورهم ,ولا في عهد حكم الأمويّين والعبّاسيين ,بل كفّروا الحكّام فقط لجورهم وظلمهم للعباد ,كالحجّاج وغيرهم من أمراء بني أميّة وبني العبّاس , والحجّاج رغم ظلمه وجوره ,إلاّ أنه لم يُعرف عنه أنّه بدّل شرع الله ,أو اتّخذ من نفسه ندّا لله في الحكم , ولم يعطّل حكم الجهاد ,بل كان مجاهدا ,وصلت جيوشه إلى الهند والسّند , ولم يُعرف عنه أنّه كان يوالي الفرس والمجوس ,أو اليهود والنّصارى ,بل كان ولاؤه لله وحده ,ولم يُعرف عنه أنّه سمح وكرّم من يستهزئ بدين الله ,تحت إسم حرّية التّعبير , ومع ذلك فقد كفّره كبار علماء زمانه , وليس كما تدّعي مرجئة العصر ,وتحتجّ بظلم الحجّاج ,وعدم تكفير السّلف له ,ومن الأعلام الذين كفّروه ,سعيد بن جبير ,والنّخعي ,ومجاهد تلميذ ابن عبّاس رضي الله عنهما ,وطاووس الذي روى حديث ابن عبّاس ,الذي يحتجّ به المرجئة ,في عدم تكفير من بدّل شرع الله ,وكذلك ممّن كفّره الشّعبي ,فأينهم من هذه الفريّة ,وهذا البهتان ,وهذا التّدليس الذي ليس بعده تدليس
وعلى افتراض ,أنّه لا يوجد من السّلف من كفّر الحجّاج رغم ظلمه وجوره ,فاستدلالهم خارج عن موضع الخصومة ,فخصومتنا في من بدّل شرع الله ,أو شرّع من دون الله ,أو تحاكم إلى قوانين وضعية ,أو أعرض عن الحكم بما أنزل الله ,وليس في من ظلم وجار مع حكمه بما أنزل الله ,من غير أن يتّخذ نظاما له في الحياة ,مستمدّ من غير الله .
لذلك كانوا يحتجّون على من ظلم أو اقترف معصية ,بالآية الكريمة "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون ", وكانوا بالفعل مخطؤون في استدلالهم هذا ,وبالفعل كانت قولة ابن عبّاس "كفر دون كفر ", التي قالها خلال مناظرته لهم ,موافقة لعقيدة أهل السنّة والجماعة ,في عدم تكفير من ظلم ,أو ارتكب معصية وذنبا دون الكفر ,وقد رجع منهم خلق كثير ببركة حجج ابن عبّاس رضي الله عنهما
الأدلّة التي تردّ القول المنسوب الى ابن عبّاس من كلام الله
القول انّ الكفر المذكور في ايات المائدة هو الكفر الاصغر , بالقول المنسوب لحبر الامّة ابن عبّاس رضي الله عنهما ,فيردّون كلام الله بهذا الاثر الضعيف,وهو اتّهام لكلام الله بالتناقض ,وعدم الفصاحة وقوة البيان ,وهذه هي طريقة اهل الزيغ والضلال في تأويل النصوص القطعية الدلالة الى ما تهواه انفسهم ذياذا عن حياض الطواغيت واسيادهم المرتدّين .
قال الله تعالى
"ياأيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا امنّا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم ,ومن الذين هادوا سمّاعون للكذب سمّاعون لقوم اخرين لم يأتوك ,يحرّفون الكلم عن مواضعه ,يقولون ان أوتيتم هذا فخذوه وان لم تأتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته ,فلن تملك من الله شيئا ,اولائك الذين لم يرد الله ان يطهّر قلوبهم ,لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم ,سمّاعون للكذب أكّالون للسحت ,فإن جاؤوك فاحكم بينهم بما انزل الله
وكما يتبيّن من سياق هذه الايات الكريمات ,فهي تعني الذين يسارعون في الكفر ,فهو ليس كفر مجرد ,بل هي في الذين يسارعون في الكفر ,اي كفرهم لا جدال فيه
قال سيّد قطب رحمه في كتاب الظلال في المجلد الثاني الصفحة 888
"انّ المسالة في هذا كلّه مسألة ايمان او كفر ,وإسلام او جاهلية ,وشرع او هوى ,وأنه لا وسط في هذا الامر,ولا هدنة ولا صلح ,فالمؤمنون هم الذين يحكمون بما أنزل الله ولا يبدّلون منه شيئا ,والكافرون والظالمون والفاسقون ,هم الذين لا يحكمون بما انزل الله "
فإمّا ان نكون في معسكر الايمان ,نذوذ عن دين الله بأرواحنا ,ولانرضى قبول سلطان يحكمنا غير الله , فنحكم بما انزل الله ,ونرفض الإذعان لحكم الطاغوت ,فنكون مؤمنين .وإمّا ان نكون في معسكر الشّرك ,فنكون كافرين ,معرضين عن دين الله ,نحكم بقوانين الطاغوت ,ونخضع له ونذلّ له ,فنخسر الدنيا والاخرة ,فالمسألة لا تحتمل انصاف الحلول ,ولا تلتقي مبادئ الإسلام السامية ,بنجس الأنظمة الجاهلية ,فإمّا اسلام وإمّا جاهلية ,إمّا شرع الله ,وإمّا هوى الطاغوت ,إمّا ان نركن الى حكم الله ,وإمّا ان نغرق في مستنقع الظلم والطغيان .قال الله تعالى
"فماذا بعد الحق الاّ الضلال فأنّى تصرفون ".لا يوجد الاّ حق واحد وهو في شرع الله ,وما سواه فهو باطل وضلال وظلمات وغيّ وكفر وطغيان ,وان تعدّدت صور هذا الظلم والكفر ,فهو شيئ واحد ,وهو كل ما يخالف شرع الله ,سواء كان متمثلا في نظام ,او في منهج للحياة ,او تصور إعتقادي ,فهو الشرك والظلم الذي جاء الأسلام ليطهّر الناس من قيئه وقذارته ,وإن حال بين الفئة المؤمنة والكافرة ,ثلثة من الذين يسترزقون ويتنفعون بذلك الشرك والظلم ,فلن تنتهي بذلك المعركة الحاسمة بين الحق والباطل ,بين الشرك والكفر ,بين الغيّ والرّشد.
وهؤلاء الذين يسارعون في الكفر ,ما كان ذلك ليقع ,لولا فساد اعتقادهم الذي يدلّ على نفاقهم القلبي .قول الله تعالى "من الذين قالوا امنّا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم " فهل يقال للذين امنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ,انّ كفرهم كفر اصغر ؟ قال الله تعالى "ألم تر الى الذين يزعمون انّهم امنوا بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا " هؤلاء منافقون ,نفاقا اعتقاديا ,بدليل انّهم صرّحوا بالايمان بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ,فتحاكموا الى الطاغوت ,اي الى قوانين الكفر والالحاد والجاهلية ,ويزعمون انّهم مؤمنون ,وقد كذّب الله زعمهم هذا .قال الله تعالى في الذين يدّعون الايمان بأفواههم وتكذب اعمالهم إيمانهم المزعوم "ويقولون امنّا بالله وبالرّسول وأطعنا ثم يتولّى فريق من بعد ذلك وما أولائك بالمؤمنين" نفي لحقيقة الايمان بسبب تولّيهم عن الخضوع والإذعان لشرع الله
وقال الله تعالى "ومن الذين هادوا سمّاعون للكذب سمّاعون لقوم اخرين " فهل يقال عن اليهود كفرهم كفر اصغر ؟ وهل يصحّ ان يقول ابن عبّاس رضي الله عنه ,انّ كفرهم كفر دون كفر ! وهذه الاية نزلت في اليهود ,فيا عجبي من الذين يؤولون كفر التولي والخضوع لشرع الله بالكفر الاصغر ,والاية تنطق بخلاق ما يقولون.
قال الله تعالى "يحرّفون الكلم عن مواضعه يقولون ان أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تُأتوهُ فاحذروا " هذه هي خصال اليهود ,يأخذون ما تهواه قلوبهم ,ويعرضون عن ما يخالف أهوائهم ومصالحهم العقلية ,فيحكمون بشرائع الظلم والكفر ,ويعرضون عن حكم الله ,المشتمل على كل خير ,النّاهي عن كلّ شر
قال الله تعالى في سياق هذه الايات الكريمات "ومن يُرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ,اولائك الذين لم يُرد الله ان يطهّر قلوبهم, لهم في الدّنيا خزي وفي الاخرة عذاب عظيم " فهل يقال عن الذين يريد الله فتنته ,يكون كفره كفر أصغر ؟ هل الذي يقول الله فيهم "فلن تملك له من الله شيئا " يكون كفرهم كفر أصغر ,ويكون فعلهم هذا مجرّدُ كبيرة من الكبائر ,يغفرها الله ان شاء ! وهل الذين لم يُرد الله ان يطهّر قلوبهم ولهم في الدّنيا خزي وفي الاخرة عذاب عظيم ,يكون كل هذا الوعيد والتهديد الشّديد ,في من ارتكب كبيرة من الكبائر ؟ فصاحب الكبيرة مهما عظمت كبيرته ,فهو تحت المشيئة ,ولا يقال في حقّه اولائك الذين لم يرد الله ان يطهّر قلوبهم ,"لهم في الدّنيا خزي وفي الاخرة عذاب عظيم" فالذين خسروا الدّنيا والاخرة لا يكون كفرهم كفر أصغر ,بل هو كفر اكبر ."وكيف يحكّمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ,ثم يتولّون من بعد ذلك وما أولائك بالمؤمنين " هل هؤلاء الذين لا يرضون تحكيم شرع الله ,يكون كفرهم كفر اصغر ,هل هؤلاء الذين يعرضون عن حكم الله يكونون مؤمنين ,قال الله تعالى "فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ممّا قضيت ويسلّموا تسليما " نفي لحقيقة الايمان ,وصحّته بسبب الاعراض عن التّحاكم الى شرع الله ,والتّسابق الى قوانين الكفر والطغيان ,هلبعد هذا التأكيد الشّديد من الحق سبحانه وتعالى ,تبقى ادنى شبهة في كفر من اعرض عن الحكم بما أنزل الله ؟,بل تحاكم الى الطاغوت , بل طارد وشرّد من طالب بتحكيم شرع الله ,بل شرّع من دون الله ,وبدّل حكم الله بقوانين رخيصة ,يكون كفره كفر اصغر ,وقد ارتكب كبيرة من الكبائر !. قال الله تعالى في موضع اخر ,مبيّنا كفر من ردّ الامر عند الاختلاف والتنازع الى غير شرع الله "فإن تنازعتم في شيئ فردّوه الى الله والرّسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر " فالرّد الى الله والرّسول عند التنازع ,في ايّ شيئ من امور الحياة ,هو من موجبات الإيمان ,والجملة شرطية ,تفيد انتفاء المشروط وهو الايمان بالله واليوم الاخر ,عند انتفاء الشّرط ,وهو ردّ الامر الى الله والرّسول ,ضرورة انتفاء اللازم عند انتفاء الملزوم.
ويزيد الله سبحانه وتعالى تقرير مسـألة الحاكمية ,وكونها أصل من أصول الايمان ,وعقيدة مارسها الانبياء والرّسل والعلماء الربّانيون العاملون ,الصّادعون بالحق ,الرّافضون الخنوع والاستسلام الجبان لنفوذ الطاغوت ,وهيلمانه ,وسلطانه الزائف ,وألوهيتة الواهية ,وأنّ الحكم بشريعة الله ,هو التّرجمة العملية لذلك الإعتقاد الرّاسخ في القلب ,وأنّ عدم الحكم بما انزل الله ,والإعراض عنه ,هو الكفر الاكبر ,الذي لا يحتمل صرفا ولا تأويلا .قال الله تعالى "انّا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ,يحكم بها النبيّون الّذين أسلموا للّذين هادوا والربّانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله ,وكانوا عليه شهداء,فلا تخشوا النّاس واخشون ,ولا تشتروا بايات الله ثمنا قليلا ,ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون " هذه هي صفات أهل الحق ,وأهل النور,العاملين بما على أعناقهم من أمانة التبليغ والحكم بما أنزل الله .فما أنزل الله التوراة الاّ ليحكم بها الأنبياء والرّسل ,والعلماء الربّانيون ,هؤلاء العلماء هم حقّا ورثة الأنبياء ,وقفوا في وجه الباطل بكل شجاعة ,صدعوا بالحق ,وبلّغوا أمانة ما عندهم من علم منّ الله به عليهم ,وكانوا عليه شهداء ,لا يخشون النّاس في قول الحقّ, لا يلبّسون على النّاس دينهم ,طلبا للدّنيا ومتاعها الزائف, زاهدين فيها ,وفي متاعها الذي لا يساوي عند الله جناح بعوضة ,لم يشتروا بايات الله ثمنا قليلا ,زهيدا ,رخيصا ,لم يكونوا عونا للطاغوت في حربه على الإسلام ,ولم يكونوا له بوقا ,يكتمون الحقّ ويجهرون بالباطل إرضاءا للطاغوت ,رهبة أو رغبة .هذه هي صفات العلماء الربّانيون ,لم تغرهم الدنيا وزينتها ومتاعها الفاجر ,فهم يعلمون أن الحكم بما أنزل الله هو منهج الأنبياء وضريبة الإنتماء لمعسكر الإيمان ,فريق أهل الحق ,حزب الله الذي لا يهاب ما عند الطاغوت من قوّة مادّية ,وأنهم هم المنتصرون في النّهاية بما معهم من إيمان واستعلاء على أهل الباطل وأنصاره .أمّا الذين استخذموا علمهم في خذمة الطاغوت ,رهبة منهم ومن بطشه ونكايته بأهل التّوحيد ,او رغبة منهم ممّا عند الطاغوت من زينة ومتاع ولذة ولهو,فكتموا الحقّ الذي يؤمنون به في قلوبهم ,ورضوا أن يكونوا عونا له في تلبيس الحقّ وتلميع الباطل ,وصدّ النّاس عن اتّباع الحقّ ,ووصف تلك الثلة المؤمنة التي رفضت ان تعبد الطاغوت ,وتخضع له ,بالخوارج وغيرها من صفات مقيتة ,طلبا لما عند الطاغوت من متاع ,او رهبة ممّا عنده من جبروت .فكانوا عكس تلك العصبة المؤمنة ,تلك الثلة الطاهرة الملقاة في السّجون ,أو الّتي زهقت ارواحهم النقيّة في سبيل الله ,أو التي شرّدت في الأرض ولم يخفها بطش الطاغوت ,فلم يخافوا النّاس وحكموا بما أنزل الله , فكانوا له عابدين ,مستسلمين له ,مقرّين له بحقّ الملك في الأرض ,كما له حقّ الملك في السّماء ,قال الله تعالى "وهو الذي في السّماء إلاه وفي الأرض إلاه " فكان إقرارهم له بحقّ الطّاعة والتلقّي منه وحده ,عبادة يتقربون بها إلى الله ,وكان رفضهم لشرائع الطاغوت ,والكفر بها ,ومن عابديها وواضعيها ,ومحكّميها , والبراءة منهم ,واعتزالهم ,عبادة من اجلّ العبادات . أمّا هؤلاء الرّاضين بحكم الطاغوت ,والمدافعين عنه ,وعن قوانينه السّخيفة ,كافرون ,ظالمون ,فاسقون ,قال الله تعالى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون "
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
"سيّد الشهداء حمزة ,ورجل قام الى سلطان جائر فامره ونهاه ,فقتله فدخل الجنّة " هذا هو مقام العلماء الصّادعين بالحقّ ,مع حمزة بن عبد المطلّب ,سيّد الشهداء في الجنّة ,وهذا تكريم من الله لهذه الفئة الطاهرة النقيّة التي باعت أرواحها رخيصة لله ,تبتغي ما عنده ,من جنان وحور حسان ,وقصور من اللؤلؤ والمرجان ,ذلك جزاء الإحسان .هذه الثلّة المؤمنة التي رفضت أن تكون أداة في يد الطاغوت يحركّها متى يشاء ,ليسكت بها الأصوات التي تطالب بتحكيم شرع الله ,وتدلّس على النّاس ,وتلبّس عليهم امور دينهم خذمة لأغراض الطاغوت الخسيسة ,مقابل ما يلقى لهم من فتات يقتاتون به كالكلاب المسعورة الجائعة ,يخرصون به إلحاح شهواتهم الدنيوية الهابطة ,فتجد هؤلاء العملاء ,يفتون من مكاتب مكيّفة ,ويطعنون في المجاهدين المحاربين لدولة الطاغوت ,بأنهم خوارج ,مرقة يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرميّة ,وأنهم كلاب أهل النّار ,فيُهيّجون العوام عليهم ,بتلك الفتاوى المسمومة ,خذمة جليلة للطاغوت .فيُؤلون النّصوص الشّرعية التي تدين من حكم بغير ما أنزل الله ,فيصرفونها عن ظاهرها بحديث ضعيف ,منسوب لحبر الأمة ابن عبّاس رضي الله عنهما ,فيتركون عشرات النّصوص التي تبين مراد الله من تلك الأحكام التي أطلقها في موضع ,فيُعرضون عن باقي النّضوض التي تبين المراد ,ويحتجّون بحديث ضعيف منسوب لرجل من الرّجال ,مخالف لعشرات النّصوص !!!
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز,ذامّا ومُحقّرا كل من أخلد الى الأرض واتّبع هواه ,ورضي بمتاعها القليل ,واصفا إيّاه بالكلب,بأخسّ وأحطّ وأحقر خلق الله "واتلُ عليهم نبأ الذي اتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ,ولو شئنا لرفعناه بها ,ولكنّه أخلد إلى الأرض واتّبع هواه ,فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث" كان في القمّة السّامقة ,إذا دعى استُحيب له ,وكان عابدا عالما ,ذو مكانة رفيعة بين قومه ,فاتّبع هواه الذي كان مع قومه وعشيرته وأهله ,فناصرهم على المؤمنين بالدّعاء ,وظاهرهم عليهم بدعائه ,فخنس وجُرّد ممّا عنده من إسم أعظم ,فكفر بذلك ,ولم ينفعه علمه ولم تنفعه عبادته والسّنين التي قضاها في ذلك ,فمثله كالكلب إن تحمل عليه يلهث ,أو تتركه يلهث ,وهذا شأن العلماء المرقّعين لأهل الباطل ,المناصرين لهم بالفتاوى والردّ على أصحاب الحقّ ,طلبا لعرض من الدّنيا زائل ,قال الله تعالى محذرا من هذا الصّنف الخبيث الذي يقتات بالتقرّب للطاغوت "ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا "
قال الله تعالى
"وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدّقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله " الحكم بشريعة الله منهج كلّ الأنبياء والرّسل ,لأنّه الفاصل بين الأيمان والكفر ,بين الحقّ والضلال ,بين منهج الرّحمان ومنهج الشيطان ,بين أولياء الله وأولياء الشّيطان.جاء القرآن ليقرّر هذه الحقيقة بكل وضوح ,وليكون الحكم بما أنزل الله هو المفرق بين من يكون على دين الله ,وبين من يدّعي ذلك بلسانه وهو في الحقيقة كاذب مخادع ,لأنّ حقيقة فعله تؤكد على كفره وتنفي عنه ما ادّعاه من إيمان .قال الله تعالى "ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر " فأفعالهم وأقوالهم الكفرية تشهد عليهم وتدلّ على فساد اعتقادهم ,وعلى باطلهم الذي يجرّونه وراءهم .لأنّ الحكم بما أنزل الله هو الإيمان ,والحكم بشريعة الطاغوت هو إيمان بالطاغوت ,وبالتّالي هو الكفر الذي لا يجتمع مع الإيمان في قلب امرء أبدا.
قال الله تعالى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الظالمون " هؤلاء الذين لا يحكمون بما أنزل الله هم ظالمون الظلم الأكبر ,الذي يرادف الكفر الأكبر ,قال الله تعالى "والكافرون هم الظالمون " هم ظالمون بشركهم آلهة زائفة , وطواغيت مع الله في سلطانه وحكمه ,وخصائصه ,وربوبيته ,هم ظالمون اشدّ الظلم ,وقد نصبّوا أنفسهم أندادا لله ,فيشرّعون أو يبدّلون حكم الله ,او يعرضون عنه ويخضعون في المقابل لحكم الطاغوت ,يتحاكمون إليه ويقدّمونه على ما قال الله ورسوله .وليس هناك ظلما اكبر من هذا التعدّي على حقوق الله وسلطانه .لأنّ حقيقة الظلم وغايته هو الشرك بالله ,قال الله تعالى "إنّ الشّرك لظلم عظيم " أكبر ظلم هو أن تجعل لله ندّا وقد خلقك ,وقد أنعم عليك بالحياة ,وبكثير من النّعم . وقال تعالى "فأولائك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون"
أمّا الذين يفسرون الظلم هنا بالظلم الأصغر ,فهم واهمون ,أو جاهلون بأحكام الشريعة ,فيؤولون الألفاظ الشرعية بحسب مقاصدهم ومآربهم وبدعتهم ,والأولى حمل ألفاظ القرآن على عرفه الشرعي ,فيكون اللفظ الشرعي إن أُطلق يبقى على ظاهره ,ولا يصرف المعنى عن ظاهره إلاّ بقرينة شرعية تدلّ على ذلك ,وفي غيابها يبقى المعنى على ظاهره ,لأنّ خلاف هذا هو عين الكذب والإفتراء على الله ,وتقويله ما لم يقله
قال الله تعالى
"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الفاسقون " والفسق هنا أيضا يعني الفسق الأكبر,أي الفسق المرادف للكفر ,قال الله تعالى في بيان أن الكافر فاسق فسقا أكبر "ولقد أنزلنا إليك آيات بيّنات وما يكفر بها إلاّ الفاسقون " وقال تعالى في شأن الكافر"فمن تولّى بعد ذلك فأولائك هم الفاسقون" وقال تعالى "ومن كفر بعد ذلك فأولائك هم الفاسقون " وقال تعالى في شأن المنافق"المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم ,إنّ المنافقين هم الفاسقون" فالمنافق لا يختلف في كفره أحد ,وقد وصفه الله عزّ و جلّ بالفاسق ,وهو ما يؤكّد أنّ الألفاظ الشرعية إذا أطلقت فإنّها لا تحتمل إلاّ حقيقتها و أصلها .فالشّارع لم يعتد على استخذام لفظ الكفر للدّلالة على المعصية أو الكبيرة , ليحتج ّ بذلك من لا يرون كفر من يبدّل ويشرّع قوانين وضعية ,ويتّخد من نفسه ندّا لله في التشريع والتّحليل والتّحريم . و إنّما استخذم هذا اللفظ الشرعي في كلّ النّصوص للدّلالة على الكفر الأكبر المخرج من الملّة. و لا يعرف الكفر الأصغر إلاّ بقرينة شرعية تدلّ عليه من كلام الله او من كلام رسوله
والله سبحانه يعبّر عن الكفر بالفاظ مختلفة ,كلفظ الظلم ولفظ الفسق ولفظ الكفر ,ولا فرق بينهم في المعنى إن جاءت مطلقة ,لا سيما أنّ سبب النزّول واحد ,وهي في من بدّل شرع الله ,وتحاكم إلى قوانين الكفر,فالذين حكموا بغير ما أنزل الله هم كافرون,لاغتصابهم أحد حقوق الله ,وادّعائهم حقّ التّشريع ,الذي هو أحد خصائص الله ,الذي يرتبط بملكه ,قال الله تعالى "ألا له الخلق والأمر" وقال تعالى "وهو الذي في السّماء إلاه وفي الأرض إلاه ", فألوهيته ينبغي الإعتراف له بها في السّماء والأرض ,وممارستها على الواقع ,بالخضوع له وحده ,ونفي الألوهية عن غيره ,والكفر بها ,والبراءة من العابدين لغير الله. و هم ظالمون لظلمهم حقّ الله في الحكم وأن يكون النّاس على شريعته في نظام حياتهم ,وهم بحكمهم بغير شريعة الله يظلمون حقّ النّاس في كرامتهم ,ويجرّدونهم من إنسانيتهم ليكونوا كالقطيع تابعين لهم ,فينشرون الرّذيلة والفسق والفجور ,كما هو حاصل في جلّ بلدان العالم ,إن لم يكن كلّها ,ويزهقون أرواح الكثير من الأبرياء ,بقوانينهم الجائرة المستبدّة ,ويهتكون أعراضهم ويبيحون كل أنواع الفساد الخلقي , ويشجّعون على الإلحاد وقول الكفر والإستهزاء بدين الله ,تحت إسم حرّية التّعبير ,وفي المقابل يلقون شباب التّوحيد في السّجون والمعتقلات ,ويشنّعون عليهم ,ويصفونهم بأبشع الصّفات ,إنتقاما لمذابهم وعقائدهم الكفريّة ,والله المستعان ,فتصبح هذه المجتمعات التي تحكم بشريعة الغاب , ماخور يعجّ بكل أنواع الشذوذ الفكري والأخلاقي ,وطابور يقف وراءه كلّ من يستمدّ منهج حياته من وحي الشيطان ,إلاّ من رحم ربّي. وهم فاسقون ,فسقا أكبر لا ينتطح فيه عنزان , لكون كفرهم المتمثل في تبديل شرع الله ,لا يصدر إلاّ من نفوس كريهة خبيثة ,تمرّدت على سلطان الله وجبروته ,ورضيت العيش تحت سلطان الطواغيت ,وتحت آلهة زائفة
فإذا أطلق الكفر أو الظلم ,أو الفسق ,أو الشّرك ,أو الخسران ,أو الموالاة ,أو الرّكون ,أو الفلاح ,أو غير ذلك من الألفاظ الشّرعية ,فهي لا تحتمل إلاّ الكامل منها ,أي حقيقتها و أصلها ,ما لم يأتي نصّ يقيّد ذلك المطلق إلى معنى محدّد مقيّد.والنّصوص التي ذكرناها تبقى على ظاهرها ,وعلى عرف الشّارع في استخذام لفظ الكفر والظلم والفسق والخسران ,لغياب نصوص أخرى تقيّدها ,أو تصرفها عن ظاهرها , ويستحيل أن يكون الحديث المنسوب إلى ابن عبّاس ,إن صحّ هذا الحديث ,صالح لتأويل كلام الله ,أو صرفه عن ظاهره
[/size]
[size=18]3المناط الذي قيلت فيه هذه القولة
على افتراض أنّ هذا الأثر المنسوب إلى ابن عبّاس صحيحا ,وأنّه فعلا قال هذا القول ,فهل قاله في المشرّعين الذين اتخذوا من تشريعاتهم السّاقطة دينا يجب اتّباعه ,وأجبروا النّاس للخضوع لأهوائهم و حثالة نظمهم القذرة ؟ هل قال ابن عبّاس هذا القول في من بدّل شرع الله ,المشتمل على كلّ خير ,الناهي عن كلّ شر؟ هل يصحّ أن يصدر من حبر الأمّة مثل هذا القول وهو الصّحابي الجليل الذي يحفظ لله قدره ,ويعلم أنّ التّحاكم إلى غير شرع الله كفر ,و أنّ مسألة الحكم هي من صميم العقيدة ؟ لا يعقل أن يقصد ابن عبّاس هذا
قال ابن عبّاس ما قاله وهو في سياق ردّه على الخوارج الذين كانوا يكفّرون النّاس بالمعاصي والذنوب والكبائر ,بناءا على فساد عقيدتهم في الإيمان والكفر ,فيرون كلّ الأعمال شرط في صحّة الإيمان ,بحيث لا يفرّقون بين النواقض العملية وبين الذنوب الغيرالمكفّرة ,وكانوا يدخلون المعاصي تحت إسم الحكم بما أنزل الله ,ومن هنا دخلت عليهم الشّبهة,فكل من أتى كبيرة فقد حكم بغير ما أنزل الله ,فيجب أن يكفر,مصداقا لقوله تعالى
"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون " فكانوا يستدلّون على كل من عصى الله بهذه الآية الكريمة ,وأثناء مناظرتهم لابن عبّاس رضي الله عنهما ,تبيّن حقيقة مذهبهم في الكفر والإيمان ,و أنّ القوم يرون كلّ المعاصي هي حكم بغير ما أنزل الله , فردّ عليهم ابن عبّاس رضي الله عنهم ,بقولته "كفر دون كفر" ,خلال مناظرتهم لهم , بعد أن رفعوا المصاحف وقالوا حكّمتم الرّجال ,إشارة إلى قضيّة التّحكيم المشهورة ,حقنا لدماء المسلمين خلال الحرب والخلاف الّذي وقع بين عليّ رضي الله عنه ,وبين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه , وكان الحاكمان هما ,أبو موسى الأشعري من طرف عليّ رضي الله عنه ,وعمروا بن العاص من طرف ,معاوية بن أبي سفيان ,فكانت تلك القولة منه رضي الله عنه ,في معرض نقاشه لهم حول مسألة الحكم بما أنزل الله ,وأنّ المعاصي والكبائر ,الذين أدخلها الخوارج في معنى الآية ,هو كفر لا ينقل عن الملّة ,إنّما هو "كفر دون كفر",والرّواية المذكورة في مستدرك الحاكم تشير بأنّ الكلام كان موجّها لفئة معيّنة ,وليس تفسيرا للآية الكريمة "ليس بالكفر الذي يذهبون إليه ,إنّه كفر لا ينقل عن الملّة"
هذا هو فهم الخوارج للآية الكريمة ,والذين يريدون تنزيل مقولة ابن عبّاس رضي الله عنهما ,الّتي كانت في معرض ردّه على الفهم السّقيم للخوارج لمسألة الحكم بما أنزل الله ,حقيقة أمره أنّه يلبّس على النّاس أمر دينهم خذمة لبدعته ,فلا ابن عبّاس رضي الله عنه ,قال ما قاله وهو يعني المبدّلين لشرع الله ,المحكّمين للقوانين الوضعية ,المتحاكمين للشرائع الطّاغوتية ,ولا الخوارج كذلك استدلّوا له بتلك الآية الكريمة وهم يقصدون الحكم بغير ما أنزل الله بمعنى التّبديل والتّشريع من دون الله ,و إلاّ لاستدلّوا له رضي الله عنه بآيات لا تحتمل صرفا و لا تأويلا كقوله تعالى
"أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله " , فالّذي يشرّع من دون الله ,فقد زعم لنفسه الحقّ في إحدى خصائص الملك ,وهي الحكم والتّشريع والتّحليل والتّحريم ,فلا أحد غير الله يملك هذا الحقّ ,ومن اعترف لغير الله بهذا الحقّ ,فقد اتّخده ربّا من دون الله ,وأشركه مع الله في الحكم ,قال الله تعالى "ولا يشرك في حكمه أحدا", فلا فرق بين من يشرك بالله في عبادة الأصنام والإستغاثة بالجنّ ,وبين من يطلب الرّزق من الأموات ,وبين من يتخذ نظام حياته بكلّ تفاصيله ,وقدّه وقديده من غير الله ,لا فرق بينهما في العبادة ,ولا فرق بينهما في الشّرك ,فكلاهما مشرك ,وقد يكون الذي يطيع غير الله في أمور الحياة ,ويتخذ من تلك النظم التي شرّعها الطاغوت منهجا في الحياة ونظاما يجب أن يُتّبع ,ولا يتبرّء من واضعيها ومنها ,ويعتزلها ,فهو أكثر شركا ممّن تقتصر عبادته على طلب الرّزق من غير الله , أو يسجد لصنم ,أو لحجر , لأنّ شرك الحاكمية يتعدّى ضرره إلى سواه من النّاس والمجتمع ,وما جائت الشّريعة إلاّ لحفظ دين الله وعقيدة النّاس الصّحيحة ,وحفظ العقل واجتناب العبث به ,وحفظ النّفس الّتي صارت تزهق كلّ يوم ,وتحت أعين الطّاغوت وبمباركته ,وحفظ المال ,الّتي جاءت الشرائع الطّاغوتية لتأكل اموال النّاس بالباطل تحت نظم ربوية ,ولحفظ العرض الذي صار أرخص من بعض المواد التّجميلية
بل إنّ مسألة استبدال شريعة الله بقوانين الإفرنج , ومسألة تشريع القوانين المضاهية لشرع الله ,والّتي يجادل عنها علماء السّلطان ,لم تعرف في زمن الصّحابة رضي الله عنهم ,ولا في عهد التّابعين ولا من جاء بعدهم ,و إنّما عرفت في زمن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ,بعد مرور حوالي سبع قرون من بعثة المصطفى ,عليه الصّلاة والسّلام ,أثناء حكم التّتار ,والذي قام ملكهم جنكيزخان بجمع شرائع شتّى ,من اليهودية والنّصرانية ,والدّين الإسلامي الحنيف , في كتاب سمّاه الياسق ,وأراد حكم النّاس بذلك ,بدل شرع الله وحده
والذين ينزلون تلك المقولة ,لحبر الأمة ابن عبّاس رضي الله عنهما , على واقع اليوم ,حقيقة أمرهم أنّهم يتّهمونه رضي الله عنه بتبديل شرع الله ,وبالتّحاكم الى قانون الطّاغوت ,وبالتّشريع من دون الله ,وتقمّص خصائص الربّ ,في التّحليل والتّحريم ,والأمر والنّهي
وقوله تعالى " وإن أطعتموهم إنّكم لمشركون " ,فطاعة الذين يشرّعون من دون الله ,ويحرّمون الحلال ,ويحلّون الحرام ,شرك وكفر والعياذ بالله ,فلا أحد يملك أن يعبّد النّاس ويخضعهم لقوانينه ,بل لا يجوز الإعتراف للطاغوت بهذا الحقّ ,ومن يفعل ذلك فهو مشرك كافر , لأنّ الأمر كلّه لله ,وإشراك غير الله في الأمر ,هو الشّرك الذي لا تنفع معه طاعة ,قال الله تعالى "قل إنّ الأمر كلّه لله " والقبول بشرع مستمدّ من طاغوت هو ,اتّخاذ ذلك الطّاغوت ندّا لله في الأمر والنّهي
وقوله تعالى "فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدون في أنفسهم حرجا ممّا قضيت ويسلّموا تسليما " ,هذه الآية تردّ بقوّة على من اعرض عن حكم الله ,وتركه ليحّم الطّاغوت في شؤون حياته ,ولو في مرّة واحدة ,فهو كافر كفر لا ينفع معه إيمان
وقوله تعالى "فإن تنازعتم في شيئ فردّوه إلى الله والرّسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر " فعدم ردّ الأمر إلى الله ورسوله في أيّ شيئ من شؤون الحياة ,هو كفر أكبر مخرج من الملّة ,وهو نفي لأصل الإيمان
وقوله تعالى "اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " فكانت الرّبوبية عند بني إسرائيل ,طاعة الرّهبان والعلماء في ما يعلمون أنّه خلاف لما أنزل الله .اتخذوهم أربابا بمجرّد طاعتهم طاعة مطلقة ,فكيف بمن بدّل شرع الله ,وشرّع من دون الله ! أليس أحقّ بالكفر ممّن أطاع تلك القوانين الكفريّة المبدّلة !!
فالخوارج اشتُهر عنهم تكفير الحكّام والخروج عليهم ,بمجرّد اقترافهم للمعاصي ,من غير استحلال لها ,ومن غير تبديل شرع الله مناط كفر اليهود , ومن غير استيراد قوانين وضعية من اليهود والنّصارى ,ومن غير تحاكمهم لقوانين الطّاغوت , بل لم يعرف ذلك في زمن ظهورهم ,ولا في عهد حكم الأمويّين والعبّاسيين ,بل كفّروا الحكّام فقط لجورهم وظلمهم للعباد ,كالحجّاج وغيرهم من أمراء بني أميّة وبني العبّاس , والحجّاج رغم ظلمه وجوره ,إلاّ أنه لم يُعرف عنه أنّه بدّل شرع الله ,أو اتّخذ من نفسه ندّا لله في الحكم , ولم يعطّل حكم الجهاد ,بل كان مجاهدا ,وصلت جيوشه إلى الهند والسّند , ولم يُعرف عنه أنّه كان يوالي الفرس والمجوس ,أو اليهود والنّصارى ,بل كان ولاؤه لله وحده ,ولم يُعرف عنه أنّه سمح وكرّم من يستهزئ بدين الله ,تحت إسم حرّية التّعبير , ومع ذلك فقد كفّره كبار علماء زمانه , وليس كما تدّعي مرجئة العصر ,وتحتجّ بظلم الحجّاج ,وعدم تكفير السّلف له ,ومن الأعلام الذين كفّروه ,سعيد بن جبير ,والنّخعي ,ومجاهد تلميذ ابن عبّاس رضي الله عنهما ,وطاووس الذي روى حديث ابن عبّاس ,الذي يحتجّ به المرجئة ,في عدم تكفير من بدّل شرع الله ,وكذلك ممّن كفّره الشّعبي ,فأينهم من هذه الفريّة ,وهذا البهتان ,وهذا التّدليس الذي ليس بعده تدليس
وعلى افتراض ,أنّه لا يوجد من السّلف من كفّر الحجّاج رغم ظلمه وجوره ,فاستدلالهم خارج عن موضع الخصومة ,فخصومتنا في من بدّل شرع الله ,أو شرّع من دون الله ,أو تحاكم إلى قوانين وضعية ,أو أعرض عن الحكم بما أنزل الله ,وليس في من ظلم وجار مع حكمه بما أنزل الله ,من غير أن يتّخذ نظاما له في الحياة ,مستمدّ من غير الله .
لذلك كانوا يحتجّون على من ظلم أو اقترف معصية ,بالآية الكريمة "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون ", وكانوا بالفعل مخطؤون في استدلالهم هذا ,وبالفعل كانت قولة ابن عبّاس "كفر دون كفر ", التي قالها خلال مناظرته لهم ,موافقة لعقيدة أهل السنّة والجماعة ,في عدم تكفير من ظلم ,أو ارتكب معصية وذنبا دون الكفر ,وقد رجع منهم خلق كثير ببركة حجج ابن عبّاس رضي الله عنهما
الأدلّة التي تردّ القول المنسوب الى ابن عبّاس من كلام الله
القول انّ الكفر المذكور في ايات المائدة هو الكفر الاصغر , بالقول المنسوب لحبر الامّة ابن عبّاس رضي الله عنهما ,فيردّون كلام الله بهذا الاثر الضعيف,وهو اتّهام لكلام الله بالتناقض ,وعدم الفصاحة وقوة البيان ,وهذه هي طريقة اهل الزيغ والضلال في تأويل النصوص القطعية الدلالة الى ما تهواه انفسهم ذياذا عن حياض الطواغيت واسيادهم المرتدّين .
قال الله تعالى
"ياأيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا امنّا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم ,ومن الذين هادوا سمّاعون للكذب سمّاعون لقوم اخرين لم يأتوك ,يحرّفون الكلم عن مواضعه ,يقولون ان أوتيتم هذا فخذوه وان لم تأتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته ,فلن تملك من الله شيئا ,اولائك الذين لم يرد الله ان يطهّر قلوبهم ,لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم ,سمّاعون للكذب أكّالون للسحت ,فإن جاؤوك فاحكم بينهم بما انزل الله
وكما يتبيّن من سياق هذه الايات الكريمات ,فهي تعني الذين يسارعون في الكفر ,فهو ليس كفر مجرد ,بل هي في الذين يسارعون في الكفر ,اي كفرهم لا جدال فيه
قال سيّد قطب رحمه في كتاب الظلال في المجلد الثاني الصفحة 888
"انّ المسالة في هذا كلّه مسألة ايمان او كفر ,وإسلام او جاهلية ,وشرع او هوى ,وأنه لا وسط في هذا الامر,ولا هدنة ولا صلح ,فالمؤمنون هم الذين يحكمون بما أنزل الله ولا يبدّلون منه شيئا ,والكافرون والظالمون والفاسقون ,هم الذين لا يحكمون بما انزل الله "
فإمّا ان نكون في معسكر الايمان ,نذوذ عن دين الله بأرواحنا ,ولانرضى قبول سلطان يحكمنا غير الله , فنحكم بما انزل الله ,ونرفض الإذعان لحكم الطاغوت ,فنكون مؤمنين .وإمّا ان نكون في معسكر الشّرك ,فنكون كافرين ,معرضين عن دين الله ,نحكم بقوانين الطاغوت ,ونخضع له ونذلّ له ,فنخسر الدنيا والاخرة ,فالمسألة لا تحتمل انصاف الحلول ,ولا تلتقي مبادئ الإسلام السامية ,بنجس الأنظمة الجاهلية ,فإمّا اسلام وإمّا جاهلية ,إمّا شرع الله ,وإمّا هوى الطاغوت ,إمّا ان نركن الى حكم الله ,وإمّا ان نغرق في مستنقع الظلم والطغيان .قال الله تعالى
"فماذا بعد الحق الاّ الضلال فأنّى تصرفون ".لا يوجد الاّ حق واحد وهو في شرع الله ,وما سواه فهو باطل وضلال وظلمات وغيّ وكفر وطغيان ,وان تعدّدت صور هذا الظلم والكفر ,فهو شيئ واحد ,وهو كل ما يخالف شرع الله ,سواء كان متمثلا في نظام ,او في منهج للحياة ,او تصور إعتقادي ,فهو الشرك والظلم الذي جاء الأسلام ليطهّر الناس من قيئه وقذارته ,وإن حال بين الفئة المؤمنة والكافرة ,ثلثة من الذين يسترزقون ويتنفعون بذلك الشرك والظلم ,فلن تنتهي بذلك المعركة الحاسمة بين الحق والباطل ,بين الشرك والكفر ,بين الغيّ والرّشد.
وهؤلاء الذين يسارعون في الكفر ,ما كان ذلك ليقع ,لولا فساد اعتقادهم الذي يدلّ على نفاقهم القلبي .قول الله تعالى "من الذين قالوا امنّا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم " فهل يقال للذين امنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ,انّ كفرهم كفر اصغر ؟ قال الله تعالى "ألم تر الى الذين يزعمون انّهم امنوا بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا " هؤلاء منافقون ,نفاقا اعتقاديا ,بدليل انّهم صرّحوا بالايمان بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ,فتحاكموا الى الطاغوت ,اي الى قوانين الكفر والالحاد والجاهلية ,ويزعمون انّهم مؤمنون ,وقد كذّب الله زعمهم هذا .قال الله تعالى في الذين يدّعون الايمان بأفواههم وتكذب اعمالهم إيمانهم المزعوم "ويقولون امنّا بالله وبالرّسول وأطعنا ثم يتولّى فريق من بعد ذلك وما أولائك بالمؤمنين" نفي لحقيقة الايمان بسبب تولّيهم عن الخضوع والإذعان لشرع الله
وقال الله تعالى "ومن الذين هادوا سمّاعون للكذب سمّاعون لقوم اخرين " فهل يقال عن اليهود كفرهم كفر اصغر ؟ وهل يصحّ ان يقول ابن عبّاس رضي الله عنه ,انّ كفرهم كفر دون كفر ! وهذه الاية نزلت في اليهود ,فيا عجبي من الذين يؤولون كفر التولي والخضوع لشرع الله بالكفر الاصغر ,والاية تنطق بخلاق ما يقولون.
قال الله تعالى "يحرّفون الكلم عن مواضعه يقولون ان أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تُأتوهُ فاحذروا " هذه هي خصال اليهود ,يأخذون ما تهواه قلوبهم ,ويعرضون عن ما يخالف أهوائهم ومصالحهم العقلية ,فيحكمون بشرائع الظلم والكفر ,ويعرضون عن حكم الله ,المشتمل على كل خير ,النّاهي عن كلّ شر
قال الله تعالى في سياق هذه الايات الكريمات "ومن يُرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ,اولائك الذين لم يُرد الله ان يطهّر قلوبهم, لهم في الدّنيا خزي وفي الاخرة عذاب عظيم " فهل يقال عن الذين يريد الله فتنته ,يكون كفره كفر أصغر ؟ هل الذي يقول الله فيهم "فلن تملك له من الله شيئا " يكون كفرهم كفر أصغر ,ويكون فعلهم هذا مجرّدُ كبيرة من الكبائر ,يغفرها الله ان شاء ! وهل الذين لم يُرد الله ان يطهّر قلوبهم ولهم في الدّنيا خزي وفي الاخرة عذاب عظيم ,يكون كل هذا الوعيد والتهديد الشّديد ,في من ارتكب كبيرة من الكبائر ؟ فصاحب الكبيرة مهما عظمت كبيرته ,فهو تحت المشيئة ,ولا يقال في حقّه اولائك الذين لم يرد الله ان يطهّر قلوبهم ,"لهم في الدّنيا خزي وفي الاخرة عذاب عظيم" فالذين خسروا الدّنيا والاخرة لا يكون كفرهم كفر أصغر ,بل هو كفر اكبر ."وكيف يحكّمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ,ثم يتولّون من بعد ذلك وما أولائك بالمؤمنين " هل هؤلاء الذين لا يرضون تحكيم شرع الله ,يكون كفرهم كفر اصغر ,هل هؤلاء الذين يعرضون عن حكم الله يكونون مؤمنين ,قال الله تعالى "فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ممّا قضيت ويسلّموا تسليما " نفي لحقيقة الايمان ,وصحّته بسبب الاعراض عن التّحاكم الى شرع الله ,والتّسابق الى قوانين الكفر والطغيان ,هلبعد هذا التأكيد الشّديد من الحق سبحانه وتعالى ,تبقى ادنى شبهة في كفر من اعرض عن الحكم بما أنزل الله ؟,بل تحاكم الى الطاغوت , بل طارد وشرّد من طالب بتحكيم شرع الله ,بل شرّع من دون الله ,وبدّل حكم الله بقوانين رخيصة ,يكون كفره كفر اصغر ,وقد ارتكب كبيرة من الكبائر !. قال الله تعالى في موضع اخر ,مبيّنا كفر من ردّ الامر عند الاختلاف والتنازع الى غير شرع الله "فإن تنازعتم في شيئ فردّوه الى الله والرّسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر " فالرّد الى الله والرّسول عند التنازع ,في ايّ شيئ من امور الحياة ,هو من موجبات الإيمان ,والجملة شرطية ,تفيد انتفاء المشروط وهو الايمان بالله واليوم الاخر ,عند انتفاء الشّرط ,وهو ردّ الامر الى الله والرّسول ,ضرورة انتفاء اللازم عند انتفاء الملزوم.
ويزيد الله سبحانه وتعالى تقرير مسـألة الحاكمية ,وكونها أصل من أصول الايمان ,وعقيدة مارسها الانبياء والرّسل والعلماء الربّانيون العاملون ,الصّادعون بالحق ,الرّافضون الخنوع والاستسلام الجبان لنفوذ الطاغوت ,وهيلمانه ,وسلطانه الزائف ,وألوهيتة الواهية ,وأنّ الحكم بشريعة الله ,هو التّرجمة العملية لذلك الإعتقاد الرّاسخ في القلب ,وأنّ عدم الحكم بما انزل الله ,والإعراض عنه ,هو الكفر الاكبر ,الذي لا يحتمل صرفا ولا تأويلا .قال الله تعالى "انّا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ,يحكم بها النبيّون الّذين أسلموا للّذين هادوا والربّانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله ,وكانوا عليه شهداء,فلا تخشوا النّاس واخشون ,ولا تشتروا بايات الله ثمنا قليلا ,ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون " هذه هي صفات أهل الحق ,وأهل النور,العاملين بما على أعناقهم من أمانة التبليغ والحكم بما أنزل الله .فما أنزل الله التوراة الاّ ليحكم بها الأنبياء والرّسل ,والعلماء الربّانيون ,هؤلاء العلماء هم حقّا ورثة الأنبياء ,وقفوا في وجه الباطل بكل شجاعة ,صدعوا بالحق ,وبلّغوا أمانة ما عندهم من علم منّ الله به عليهم ,وكانوا عليه شهداء ,لا يخشون النّاس في قول الحقّ, لا يلبّسون على النّاس دينهم ,طلبا للدّنيا ومتاعها الزائف, زاهدين فيها ,وفي متاعها الذي لا يساوي عند الله جناح بعوضة ,لم يشتروا بايات الله ثمنا قليلا ,زهيدا ,رخيصا ,لم يكونوا عونا للطاغوت في حربه على الإسلام ,ولم يكونوا له بوقا ,يكتمون الحقّ ويجهرون بالباطل إرضاءا للطاغوت ,رهبة أو رغبة .هذه هي صفات العلماء الربّانيون ,لم تغرهم الدنيا وزينتها ومتاعها الفاجر ,فهم يعلمون أن الحكم بما أنزل الله هو منهج الأنبياء وضريبة الإنتماء لمعسكر الإيمان ,فريق أهل الحق ,حزب الله الذي لا يهاب ما عند الطاغوت من قوّة مادّية ,وأنهم هم المنتصرون في النّهاية بما معهم من إيمان واستعلاء على أهل الباطل وأنصاره .أمّا الذين استخذموا علمهم في خذمة الطاغوت ,رهبة منهم ومن بطشه ونكايته بأهل التّوحيد ,او رغبة منهم ممّا عند الطاغوت من زينة ومتاع ولذة ولهو,فكتموا الحقّ الذي يؤمنون به في قلوبهم ,ورضوا أن يكونوا عونا له في تلبيس الحقّ وتلميع الباطل ,وصدّ النّاس عن اتّباع الحقّ ,ووصف تلك الثلة المؤمنة التي رفضت ان تعبد الطاغوت ,وتخضع له ,بالخوارج وغيرها من صفات مقيتة ,طلبا لما عند الطاغوت من متاع ,او رهبة ممّا عنده من جبروت .فكانوا عكس تلك العصبة المؤمنة ,تلك الثلة الطاهرة الملقاة في السّجون ,أو الّتي زهقت ارواحهم النقيّة في سبيل الله ,أو التي شرّدت في الأرض ولم يخفها بطش الطاغوت ,فلم يخافوا النّاس وحكموا بما أنزل الله , فكانوا له عابدين ,مستسلمين له ,مقرّين له بحقّ الملك في الأرض ,كما له حقّ الملك في السّماء ,قال الله تعالى "وهو الذي في السّماء إلاه وفي الأرض إلاه " فكان إقرارهم له بحقّ الطّاعة والتلقّي منه وحده ,عبادة يتقربون بها إلى الله ,وكان رفضهم لشرائع الطاغوت ,والكفر بها ,ومن عابديها وواضعيها ,ومحكّميها , والبراءة منهم ,واعتزالهم ,عبادة من اجلّ العبادات . أمّا هؤلاء الرّاضين بحكم الطاغوت ,والمدافعين عنه ,وعن قوانينه السّخيفة ,كافرون ,ظالمون ,فاسقون ,قال الله تعالى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون "
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
"سيّد الشهداء حمزة ,ورجل قام الى سلطان جائر فامره ونهاه ,فقتله فدخل الجنّة " هذا هو مقام العلماء الصّادعين بالحقّ ,مع حمزة بن عبد المطلّب ,سيّد الشهداء في الجنّة ,وهذا تكريم من الله لهذه الفئة الطاهرة النقيّة التي باعت أرواحها رخيصة لله ,تبتغي ما عنده ,من جنان وحور حسان ,وقصور من اللؤلؤ والمرجان ,ذلك جزاء الإحسان .هذه الثلّة المؤمنة التي رفضت أن تكون أداة في يد الطاغوت يحركّها متى يشاء ,ليسكت بها الأصوات التي تطالب بتحكيم شرع الله ,وتدلّس على النّاس ,وتلبّس عليهم امور دينهم خذمة لأغراض الطاغوت الخسيسة ,مقابل ما يلقى لهم من فتات يقتاتون به كالكلاب المسعورة الجائعة ,يخرصون به إلحاح شهواتهم الدنيوية الهابطة ,فتجد هؤلاء العملاء ,يفتون من مكاتب مكيّفة ,ويطعنون في المجاهدين المحاربين لدولة الطاغوت ,بأنهم خوارج ,مرقة يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرميّة ,وأنهم كلاب أهل النّار ,فيُهيّجون العوام عليهم ,بتلك الفتاوى المسمومة ,خذمة جليلة للطاغوت .فيُؤلون النّصوص الشّرعية التي تدين من حكم بغير ما أنزل الله ,فيصرفونها عن ظاهرها بحديث ضعيف ,منسوب لحبر الأمة ابن عبّاس رضي الله عنهما ,فيتركون عشرات النّصوص التي تبين مراد الله من تلك الأحكام التي أطلقها في موضع ,فيُعرضون عن باقي النّضوض التي تبين المراد ,ويحتجّون بحديث ضعيف منسوب لرجل من الرّجال ,مخالف لعشرات النّصوص !!!
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز,ذامّا ومُحقّرا كل من أخلد الى الأرض واتّبع هواه ,ورضي بمتاعها القليل ,واصفا إيّاه بالكلب,بأخسّ وأحطّ وأحقر خلق الله "واتلُ عليهم نبأ الذي اتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ,ولو شئنا لرفعناه بها ,ولكنّه أخلد إلى الأرض واتّبع هواه ,فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث" كان في القمّة السّامقة ,إذا دعى استُحيب له ,وكان عابدا عالما ,ذو مكانة رفيعة بين قومه ,فاتّبع هواه الذي كان مع قومه وعشيرته وأهله ,فناصرهم على المؤمنين بالدّعاء ,وظاهرهم عليهم بدعائه ,فخنس وجُرّد ممّا عنده من إسم أعظم ,فكفر بذلك ,ولم ينفعه علمه ولم تنفعه عبادته والسّنين التي قضاها في ذلك ,فمثله كالكلب إن تحمل عليه يلهث ,أو تتركه يلهث ,وهذا شأن العلماء المرقّعين لأهل الباطل ,المناصرين لهم بالفتاوى والردّ على أصحاب الحقّ ,طلبا لعرض من الدّنيا زائل ,قال الله تعالى محذرا من هذا الصّنف الخبيث الذي يقتات بالتقرّب للطاغوت "ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا "
قال الله تعالى
"وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدّقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله " الحكم بشريعة الله منهج كلّ الأنبياء والرّسل ,لأنّه الفاصل بين الأيمان والكفر ,بين الحقّ والضلال ,بين منهج الرّحمان ومنهج الشيطان ,بين أولياء الله وأولياء الشّيطان.جاء القرآن ليقرّر هذه الحقيقة بكل وضوح ,وليكون الحكم بما أنزل الله هو المفرق بين من يكون على دين الله ,وبين من يدّعي ذلك بلسانه وهو في الحقيقة كاذب مخادع ,لأنّ حقيقة فعله تؤكد على كفره وتنفي عنه ما ادّعاه من إيمان .قال الله تعالى "ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر " فأفعالهم وأقوالهم الكفرية تشهد عليهم وتدلّ على فساد اعتقادهم ,وعلى باطلهم الذي يجرّونه وراءهم .لأنّ الحكم بما أنزل الله هو الإيمان ,والحكم بشريعة الطاغوت هو إيمان بالطاغوت ,وبالتّالي هو الكفر الذي لا يجتمع مع الإيمان في قلب امرء أبدا.
قال الله تعالى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الظالمون " هؤلاء الذين لا يحكمون بما أنزل الله هم ظالمون الظلم الأكبر ,الذي يرادف الكفر الأكبر ,قال الله تعالى "والكافرون هم الظالمون " هم ظالمون بشركهم آلهة زائفة , وطواغيت مع الله في سلطانه وحكمه ,وخصائصه ,وربوبيته ,هم ظالمون اشدّ الظلم ,وقد نصبّوا أنفسهم أندادا لله ,فيشرّعون أو يبدّلون حكم الله ,او يعرضون عنه ويخضعون في المقابل لحكم الطاغوت ,يتحاكمون إليه ويقدّمونه على ما قال الله ورسوله .وليس هناك ظلما اكبر من هذا التعدّي على حقوق الله وسلطانه .لأنّ حقيقة الظلم وغايته هو الشرك بالله ,قال الله تعالى "إنّ الشّرك لظلم عظيم " أكبر ظلم هو أن تجعل لله ندّا وقد خلقك ,وقد أنعم عليك بالحياة ,وبكثير من النّعم . وقال تعالى "فأولائك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون"
أمّا الذين يفسرون الظلم هنا بالظلم الأصغر ,فهم واهمون ,أو جاهلون بأحكام الشريعة ,فيؤولون الألفاظ الشرعية بحسب مقاصدهم ومآربهم وبدعتهم ,والأولى حمل ألفاظ القرآن على عرفه الشرعي ,فيكون اللفظ الشرعي إن أُطلق يبقى على ظاهره ,ولا يصرف المعنى عن ظاهره إلاّ بقرينة شرعية تدلّ على ذلك ,وفي غيابها يبقى المعنى على ظاهره ,لأنّ خلاف هذا هو عين الكذب والإفتراء على الله ,وتقويله ما لم يقله
قال الله تعالى
"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الفاسقون " والفسق هنا أيضا يعني الفسق الأكبر,أي الفسق المرادف للكفر ,قال الله تعالى في بيان أن الكافر فاسق فسقا أكبر "ولقد أنزلنا إليك آيات بيّنات وما يكفر بها إلاّ الفاسقون " وقال تعالى في شأن الكافر"فمن تولّى بعد ذلك فأولائك هم الفاسقون" وقال تعالى "ومن كفر بعد ذلك فأولائك هم الفاسقون " وقال تعالى في شأن المنافق"المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم ,إنّ المنافقين هم الفاسقون" فالمنافق لا يختلف في كفره أحد ,وقد وصفه الله عزّ و جلّ بالفاسق ,وهو ما يؤكّد أنّ الألفاظ الشرعية إذا أطلقت فإنّها لا تحتمل إلاّ حقيقتها و أصلها .فالشّارع لم يعتد على استخذام لفظ الكفر للدّلالة على المعصية أو الكبيرة , ليحتج ّ بذلك من لا يرون كفر من يبدّل ويشرّع قوانين وضعية ,ويتّخد من نفسه ندّا لله في التشريع والتّحليل والتّحريم . و إنّما استخذم هذا اللفظ الشرعي في كلّ النّصوص للدّلالة على الكفر الأكبر المخرج من الملّة. و لا يعرف الكفر الأصغر إلاّ بقرينة شرعية تدلّ عليه من كلام الله او من كلام رسوله
والله سبحانه يعبّر عن الكفر بالفاظ مختلفة ,كلفظ الظلم ولفظ الفسق ولفظ الكفر ,ولا فرق بينهم في المعنى إن جاءت مطلقة ,لا سيما أنّ سبب النزّول واحد ,وهي في من بدّل شرع الله ,وتحاكم إلى قوانين الكفر,فالذين حكموا بغير ما أنزل الله هم كافرون,لاغتصابهم أحد حقوق الله ,وادّعائهم حقّ التّشريع ,الذي هو أحد خصائص الله ,الذي يرتبط بملكه ,قال الله تعالى "ألا له الخلق والأمر" وقال تعالى "وهو الذي في السّماء إلاه وفي الأرض إلاه ", فألوهيته ينبغي الإعتراف له بها في السّماء والأرض ,وممارستها على الواقع ,بالخضوع له وحده ,ونفي الألوهية عن غيره ,والكفر بها ,والبراءة من العابدين لغير الله. و هم ظالمون لظلمهم حقّ الله في الحكم وأن يكون النّاس على شريعته في نظام حياتهم ,وهم بحكمهم بغير شريعة الله يظلمون حقّ النّاس في كرامتهم ,ويجرّدونهم من إنسانيتهم ليكونوا كالقطيع تابعين لهم ,فينشرون الرّذيلة والفسق والفجور ,كما هو حاصل في جلّ بلدان العالم ,إن لم يكن كلّها ,ويزهقون أرواح الكثير من الأبرياء ,بقوانينهم الجائرة المستبدّة ,ويهتكون أعراضهم ويبيحون كل أنواع الفساد الخلقي , ويشجّعون على الإلحاد وقول الكفر والإستهزاء بدين الله ,تحت إسم حرّية التّعبير ,وفي المقابل يلقون شباب التّوحيد في السّجون والمعتقلات ,ويشنّعون عليهم ,ويصفونهم بأبشع الصّفات ,إنتقاما لمذابهم وعقائدهم الكفريّة ,والله المستعان ,فتصبح هذه المجتمعات التي تحكم بشريعة الغاب , ماخور يعجّ بكل أنواع الشذوذ الفكري والأخلاقي ,وطابور يقف وراءه كلّ من يستمدّ منهج حياته من وحي الشيطان ,إلاّ من رحم ربّي. وهم فاسقون ,فسقا أكبر لا ينتطح فيه عنزان , لكون كفرهم المتمثل في تبديل شرع الله ,لا يصدر إلاّ من نفوس كريهة خبيثة ,تمرّدت على سلطان الله وجبروته ,ورضيت العيش تحت سلطان الطواغيت ,وتحت آلهة زائفة
فإذا أطلق الكفر أو الظلم ,أو الفسق ,أو الشّرك ,أو الخسران ,أو الموالاة ,أو الرّكون ,أو الفلاح ,أو غير ذلك من الألفاظ الشّرعية ,فهي لا تحتمل إلاّ الكامل منها ,أي حقيقتها و أصلها ,ما لم يأتي نصّ يقيّد ذلك المطلق إلى معنى محدّد مقيّد.والنّصوص التي ذكرناها تبقى على ظاهرها ,وعلى عرف الشّارع في استخذام لفظ الكفر والظلم والفسق والخسران ,لغياب نصوص أخرى تقيّدها ,أو تصرفها عن ظاهرها , ويستحيل أن يكون الحديث المنسوب إلى ابن عبّاس ,إن صحّ هذا الحديث ,صالح لتأويل كلام الله ,أو صرفه عن ظاهره
[/size]
وعد الاخرة- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 217
تاريخ التسجيل : 08/08/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
[size=18](3)[/size]
[size=18]2سبب نزول آيات المائدة
للأسف مرجئة العصر ,أهل الأهواء و الإرجاء ,تعلّقوا بحديث ضعيف منسوب لحبر الأمة ,ابن عبّاس رضي الله عنهما ,وتجاهلوا بقيّة النّصوص الشرعية في كفر من بدّل شرع الله ,وهذه هي طريقة أهل الأهواء والبدع في تعاملهم مع النّصوص ,يأخذون ما يوافق هواهم ,ويعرضون ,ويغضّون الطرف عن النّصوص التي تكشف ضلالهم وبدعتهم ,والعجيب أنّهم لا يرون من النّصوص التي تصرّح بكفر الحاكم المبدّل لشرع الله ,إلاّ الآية الكريمة
"ومن لم يحكم بما أنزل لله فأولائك هم الكافرون " مع أنّ النّصوص التي تصرّح بكفر من بدّل شرع الله ,كثيرة سواء في كتاب الله ,أو في سنّة رسوله الكريم ,وكلّها قطعية الدّلالة في كفر من أعرض عن الحكم بما أنزل الله ,وحكم بقانون الطّاغوت .قال الله تعالى "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهات ,فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ,والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلّ من عند ربّنا " يصف الله الذين يتركون المحكم ,ويتهافتون على المتشابه ,بأنّ في قلوبهم زيغ ,وأنّ عملهم هذا هو إرادة منهم للفتنة ,فما بالك إذا كانت الآية الكريمة ليست من المتشابهات ,بل هي من أحكم المحكمات ,ومن أقوى القطعيات في بيان ردّة من بدّل شرع الله ,واعرض عنه إلى قوانين الكفر والطغيان.
وعلى افتراض أنّ هذه الآية متشابهة ,أليس الأولى ردّ المتشابه إلى المحكم ! كما هي طريقة أهل السنّة والجماعة في تعاملهم مع النّصوص الشرعية ,
و مزيدا في استئصال شبه القوم ,سنعرض سبب نزول آيات المائدة الّتي صرّحت بكفر من بدّل شرع الله ,ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من يحيى عن بيّنة .
أفرد الشيخان ,عن مالك عن نافع عن ابن عمر ,أنّ اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلّى الله عليم وسلّم ,فذكروا له أنّ رجلا منهم وامرأة زنيا ,فقال لهم رسول الله "ما تجدون في التّوراة في شأن الرّجل " قالوا ,نفضحهم ويجلدون ,قال عبد الله بن سلام ,كذبتم ,إنّ فيها الرجم ,فأتوا بالتّوراة ,فنشروها ,فوضع أحدهم يده على آية الرّجم ,فقرأ ما قبلها وما بعدها ,فقال له عبد الله بن سلام ,إرفع يدك ,فرفع يده فإذا آية الرّجم ,فأمر بهما رسول الله فرُجما,فرأيت الرّجل ينحني على المرأة يقيها الحجارة.هذه الرّواية الموجودة في الصّحيحين ,فيها من الفوائد الشيئ الكثير ,فاليهود لم يعتقدوا صحّة القانون الذي بدّلوه من عند أنفسهم ,بل هم لا يزالون يعلمون ويعتقدون أنّ الحكم الموجود في التّوراة هو الذي من عند الله ,وهذا ردّ على الذين يشترطون الإعتقاد القلبي ,أو الإستحلال القلبي لتكفير من بدّل شرع الله ,بل إنّ حكم الله لم يحذف من التّوراة ,قال عبد الله بن سلام ,وهو من كبار علماء اليهود "إرفع يدك ", فرفع يده فإذا آية الرّجم . قال الله تعالى "كيف يحكّمونك وعندهم التّوراة فيها حكم الله "فحكم الله لم يحذف من التّوراة ,ولم يعتقدوا أنّ الحكم المبدّل هو من عند الله ,بل كانوا على يقين أنّ الحكم المبدّل هو من عند أنفسهم ,وهذا دليل على انتفاء الإعتقاد باستحلال الجلد ,بل قلوبهم على يقين أنّ حكم الله هو الحقّ ,و أنّ ما أقدموا عليه من تبديل لحكم الله ,هو باطل ولم يعتقدوا صحّته أو حرمة الحكم بالرّجم .وستأتي في باقي الرّوايات ما يؤكّد هذا المعنى
وقد أخطأ في هذا الأمر خلق كثير ,ومنهم علماء كبار في عصرنا هذا ,فاشترطوا لتكفير المبدّل أن يكون مستحلاّ له,وهذا خلاف النصّ الشّرعي ,وخلاف سبب نزول آيات المائدة ,كما رأينا ,فالمبدّل لشرع الله كافر , بل طاغوت من أشدّ الطغاة تجبرّا وعنادا لله ,لتقمصّه خصائص الربّ عزّ و جلّ ,قال الله تعالى "إن الحكم إلاّ لله أمر ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه " وقال تعالى أيضا في موضع آخر من كتابه العزيز "ولا يشرك في حكمه أحدا"وسمّى الله تعالى المبدّل لشرع الله طاغوتا "ألم تر إلى الذين يزعمون أنّهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ,يريدون أن يتحاكموا إلى الطّاغوت وقد أمروا أن يكفروا به " فلا ينفعه تقمّص خصائص وصفات الله ,ويعتقد بعد ذلك أنّه ظالم فيما أقدم عليه ,والذي يقول بهذا ,كمن يتصّور وجود من يدعوا النّاس لعبادته ,ويقول بعدها أنّه ظالم وغير مستحلّ لذلك ,وهذا من أغرب ما قالته مرجئة العصر ,لأنّهم لا يفرّقون بين الذنب المكفّر والذنب الغير المكفّر ,فيشترطون الإستحلال للتكفير في كلّ الذنوب,سواء كانت معاصي وكبائر ,أو النّواقض العمليّة ,التّي دلّت الشريعة على كفر مرتكبيها,فجعلوا من يشرّع ويتقمصّ خصائص الربّ عزّ و جلّ ,ويتّخذ من نفسه الدنيئة ندّا لله في التّحليل والتّحريم ,كمن يشرب الخمر أو يزني ,أو يسرق !! وهذه من طوام القوم العجيبة التي تصدّى له ,مجموعة من العلماء الموحّدين, الصّادعين بالحقّ .قال الشيخ أبو بصير في ردّه على من اشترط الإستحلال لتكفير من بدّل شرع الله "أنّ ألوهية فرعون وغيره من الطواغيت جاءت من جهة اتباثهم لأنفسهم خاصية التّشريع ...وأنّهم السّلطة الوحيدة التي يرجع إليها فيما يجوز وفيما لا يجوز كما قال تعالى "وقال فرعون يا أيّها الملأ ما علمت لكم من إلاه غيري" وقال تعالى حاكيا عن فرعون "لا أريكم إلاّ ما أرى ولا أهديكم إلاّ سبيل الرّشاد", ففرعون لم يزعم
والرّواية الثانية ذكرها احمد وغيره من العلماء الافاضل ,عن أبي هريرة عن البراء بن عازب عن جابر ,زنى رجل من اليهود بامرأة ,فقال بعضهم لبعض ,إذهبوا بنا إلى هذا النّبيّ ,فإنّه بُعث بالتّخفيف ,فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها ,واحتججنا بها عند الله ,وقلنا فُتيا نبيّ من انبيائك ,قال ,فأتوا النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ,فقالوا يا أبا القاسم ,ماذا تقول في امرأة و رجل زنيا ,فلم يكلّمهم حتى أتى بيت مدراسهم ,فقال عليه الصّلاة والسّلام أنشدكم بالله الذي أنزل التّوراة على موسى ,ماذا تجدون في حقّ الزاني المحصن ,قالوا ,يحُمّم ويُجبّه و يُجلد, وسكت شابّ منهم , فلمّأ رآه النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ,الظّ به رسول الله عليه الصّلاة والسلام النّشد,فقال الشّابُّ, اللهم اذ نشدتني ,فإنّا نجد في التّوراة الرّجم ,فقال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ,فما أوّل ما ارتخصتم أمر الله , قال زنى ذو قرابة من ملك من ملوكنا ,فأخّر عنه الرّجم ,ثمّ زنى رجل في إثره من النّاس ,فأراد رجمه ,فحال قومه دونه ,وقالوا لا نرجم صاحبنا حتّى تجيئ بصاحبك فترجمه ,قال أبو هريرة رضي الله عنه فاصطلحوا على عقوبة منهم . هذه الرّواية أيضا تشير إلى اعتقاد اليهود أنّ الرّجم هو شرع الله ,وأنّ ما بدّلوه هو من عند أنفسهم ,أي انتفاء شرط الإعتقاد الذي يشترطه مرجئة العصر ,لتكفير من بدّل شرع الله ,أي اعتقاد حرمة الرّجم واستحلال التّجبيه والجلد ,وهذا ما لم تكن تعتقده اليهود عند تبديلها شرع الله ,بحيث قال عبد الله بن سلام ,وهو من كبار علماء اليهود "فإنّا نجد في التّوراة الرّجم" فكان الدّافع وراء تبديلهم شرع الله هو محاباة ملك من ملوكهم ,لأحد أقربائه ,وكذلك خوف وقوع الفتنة والحرب بين الطّائفة الذليلة والطائفة العزيزة ,أي وجدوا في تبديلهم لشرع الله من الرّجم إلى التّحميم والجلد والتّجبية ,حلاّ يرضي الطّرفين المتنازعين ,ولم يكن أبدا اعتقادا للحكم المبدّل ,بل كانوا يقرّون في ما بينهم ,أنّهم ظالمون في ذلك ,آثمون في تركهم حكم الله .فاصطلاحهم على عقوبة من عند أنفسهم دليل على عدم اعتقادها ,وإنّما كان ذلك مصلحة رأوها تجنّبهم فتنة القتال فيما بينهم .
اخرج مسلم في صحيحه ,قال البراء بن عازب ,مُرّ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يهودي محموما مجلودا ,فال رسوله الله صلّى الله عليه وسلم ,أهكذا تجدون حدّ الزّاني في كتابكم , فقالوا نعم ,فدعا رجلا من علمائهم ,فقال أنشدك بالذي أنزل التّوراة على موسى ,قال الحبر لصاحبه ,ما نُشدت بمثله قطّ ,أهكذا تجدون حدّ الزّاني في كتابكم ,قال لا والله , لولا أنّك ناشدتني بهذا ما أجبتك , نجد حدّ الزّاني في كتابنا الرّجم ,ولكنّه كثُر في أشرافنا ,فكنّا إذا أخذنا الشّريف تركناه ,وإذا أخذنا الضّعيف أقمنا عليه الحدّ, فقلنا تعالوا حتّى نجعل شيئا نقيمه على الشّريف والوضيع ,فاجتمعنا على التّحميم والجلد ,فقال النّبيّ عليه الصّلاة و السّلام ,اللهم إنّي أوّل من أحيا أمرك إذ أماتوه ,قال ,فأمر به فرُجم , قال البراء بن عازب رضي الله عنه ,فأنزل الله تعالى "يا أيّها الرّسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنّا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم " إلى قوله تعالى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الفاسقون "
هذه الرّواية ردّ على بعض طوائف أهل البدع ,من المرجئة وغلاتها ,التّي اشترطت في تكفير من بدّل شرع الله ,أن ينسب ذلك التبديل لشرع الله ,كما فعلت اليهود ,
"قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ,أهكذا تجدون حدّ الزّاني في كتابكم ,فقالوا نعم " هذا صحيح ,وجدت ظائفة منهم نسبت ذلك التّبديل لله ,لكن وُجدت طائفة أخرى لم تنسب ذلك التّبديل لله عزّ و جلّ , وكان على رأسها عبد الله بن سلام ,قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أهكذا تجدون حدّ الزّاني في كتابكم ,قال لا والله ,لولا أن ناشدتني بها ,ما اجبتك ,نجد حدّ الزاني في كتابنا الرّجم " فتأمّل كيف أقرّ عبد الله بن سلام ,وهو من كبار علمائهم ,أنّ حدّ الزاني في التّوراة هو الرّجم ومع ذلك ,فقد كفر بتبديله شرع الله .وقد ردّ هذه الشّبهة ,الشّيخ ابو محمد المقدسي حفظه الله في كتابه ,تبصير العقلاء بتلبيسات أهل التّجهّم والإرجاء,قال "فقال عوام اليهود في حديث البراء لمّا سألهم النّبي ,عليه الصّلاة والسّلام ,عن حدّ الزّنا المبدّل ~أهكذا تجدون حدّ الزّاني في كتابكم ,قالوا نعم ~ من جنس ذلك فهو افتراء على الله وكفر فوق كفر ,كفر تشريع وتواطؤ على التّشريع الطاغوتي ,وكفر كذب وافتراء على الله ,وتحكيمهم لذلك التّشريع الطاغوتي ,كفر ثالث ."أمّا قول عالمهم بعد ذلك عن حدّ الزّنا في التّوراة ~نجده الرّجم ولكنه كثر في أشرافنا ...~فهذا الكفر من باب التّشريع ,أو التواطؤ على التّشريعات الطّاغوتية ,وهو كفر أكبر و إن لم ينسبوه إلى الله ,انتهى.
وهؤلاء الذين يشترطون الإستحلال لتكفير من بدّل شرع الله ,حقيقة قولهم هو عين قول جهم بن صفوان الضّال المُضل, فلا يرون الكفر ,إلاّ بالإستحلال ,أو بالإعتقاد , أو بالتّكذيب,وهذا مخالف لما عليه أهل السنّة والجماعة ,القائلين ,أنّ الإيمان ,اعتقاد وقول وعمل ,حقيقة مركبّة من هذه العناصر ,لا يتخلّف العمل عن الإعتقاد ,لأنّه لازمه وموجبه ,فلا يكون الرّجل مؤمنا بما معه من تصديق ,حتى يذعن للإسلام ,ويحبّ الله ورسوله والمؤمنين ,ويبغض الشرك والمشركين ,وينقاد لله ورسوله ,ويتبرأُ من كلّ دين سوى دين الإسلام ,ويخلص العبادة لله ,ويخاف الله ,ويرجوه ,ويتوكّل عليه ,و أن لا يأتي بالنّواقض التي نصّت الشريعة على كفر من أتاها .فكلّ فعل يكون فعله شرط في صحّة الإيمان يكون تركه ناقض من نواقض الإيمان ,وكلّ فعل يكون تركه كفر ,يكون فعله شرط في صحّة الإيمان . فالكفر لا يختصّ بالتّكذيب كما زعمت المرجئة ,بل قد يكون الرّجل مصدقا إلى درجة اليقين ,ومع ذلك يكون كافرا ,كما كفر أبليس مع ما معه من تصديق ,قال الله تعالى "إلاّ إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين " "قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقتني من طين " "قال فبما أغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم " " قال بعزتك لأغوينّهم أجمعين إلاّ عبادك المخلصين""قال ربّي فأنظرني إلى يوم يبعثون " فكما يتبيّن من هذه الآيات الكريمات ,فإبليس كان من أشدّ النّاس تصديقا ,وكان من المقرّبين ,ورأى الله سبحانه رأي العين,واعترف لله بربوبيته وبالخلق , ويصدّق بيوم البعث فهو حتما لم يكن مكذبّا , ولم يكن كفره من جهة التكذيب كما تصرّ بعض فرق الزّيغ والضلال ,و إنّما كان كفره من جهة الإيستكبار وعدم الإنقياد لشرع الله , وهذا مناط آخر غير التّكذيب ,كما صرّحت الآية الكريمة . وكذلك اليهود كانوا مصدّقين بنبوّة محمد عليه الصّلاة والسّلام ,وكانوا يعرفونه كما يعرفون أبنائهم ,ومنهم من أقرّ لرسول الله بالنبوّة والرّسالة ,ولم يدخله ذلك في الإيمان ,لعدم انقياده لحكم الله ,ولإعراضه عن العمل بشريعة الإسلام ,قال الله تعالى "الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون آبنائهم " فاليهود يعرفون محمّد عليه الصّلاة والسّلام ويعرفون صفاته حقّ المعرفة ,أكثر من معرفة أبنائهم ,وهذا عين التّصديق ,وعدم التّكذيب ,لكنّهم كانوا كافرين ,لبغضهم أن يكون نبيّ من غير بني إسرائيل ,ولعدم انقيادهم لما يعرفونه في قلوبهم أنّه الحقّ ,الذي يجب أن يتّبع .فبغض دين الإسلام مع التّصديق في القلب إلى درجة اليقين كفر أكبر مخرج من الملّة , وعدم الإنقياد لشرع الله مع العلم بصدق خبر الرّسول كفر ,قال الله تعالى "و إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله والرّسول رأيت المنافقين يصدّون عنك صدودا " فالصدّ عن دين الله , والإعراض عنه ,عمل من الأعمال وهو كفر من عمل المنافقين ,وقال تعالى "ويقولون آمنّا بالله وبالرّسول وأطعنا ثم يتولّى فريق من بعد ذلك وما أولائك بالمؤمنين " نفى الله عنهم الإيمان لتولّيهم عن الخضوع لشرع الله ,وليس لما في قلوبهم من تكذيب أو استحلال ,والذي يقول بهذا يخالف قول الرّسول عليه الصّلاة والسّلام "لم نؤمر أن نشقّ على قلوبهم " وهؤلاء يشترطون الغوص في قلوب النّاس ,لمعرفة هل هم مؤمنون أم كافرون . وقال تعالى عن فرعون "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوّا" فيقينهم في قلوبهم أنّ دين موسى عليه السّلام هو الحقّ الذي يجب اتّباعه ,لكن مناط كفره كان من جهة الإستكبار عن الخضوع لدين موسى ,والتّنازل عن بعض السّلطات التي يعبّد بها النّاس ,قال الله تعالى حاكيا عن فرعون "ما أريكم إلاّ ما أرى وما أهديكم إلاّ سبيل الرّشاد" فخوف فرعون عن ملكه وعن ضياع سلطانه ,كان من أقوى الدّوافع التي منعته من الإنقياد لدين موسى عليه السّلام فجحد بالقول والفعل الظاهر مع اليقين في القلب ,وليس لتكذيب في القلب .وهذا ردّ قويّ على الذين يحصرون الجحود في القلب ,مع أنّ الجحود أضلا لا يكون إلاّ بالظاهر , كقوله تعالى "فإنّهم لا يكذّبونك ولكنّ الظالمين بآيات الله يجحدون" ففرّق الله سبحانه بين الجحود الذي يكون ظاهرا بالقول والفعل , وبين التّكديب الذي يكون في القلب كجحود فرعون مع يقينه في قلبه .
قال الله تعالى "إنّ الذين ارتدّوا على أدبارهم من بعد ما تبيّن لهم الهدى الشّيطان سوّل لهم و أملى ذلك بأنّهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر .... ذلك بأنّهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم " فهؤلاء الذين ارتدّوا كفروا بقولهم للذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر ,مع وجود التّصديق القلبي ,الذي تشير إليه الآية الكريمة "من بعد ما تبيّن لهم الهدى ",والذي تبيّن له الهدى في قلبه ,يستحيل أن يجحده بقلبه ,وهو ردّ قويّ على مرجئة العصر الذين لا يفرّقون بين قصد الفعل وبين قصد الكفر ,فلا يرون من أتى الكفر كافرا حتّى يقصد الكفر بقلبه بما أتاه من فعل مكفّر, ثمّ إنّه لا سبيل لمعرفة قصد الفاعل للكفر ,فيجب أن لا يكفر حتّى يصرّح بذلك بلسانه ,أو يظهر منه ما يفيد قصده الكفر كعدم التّوبة من فعل الكفر ,كما قال بعض شيوخ الإرجاء ,وعلى أصولهم هذه ,لا يجوز تكفير إبليس اللّعين ,لكونه لم يصرّح أنّه قصد الكفر ,وليست هناك قرائن ظاهرة توحي بذلك ,وهذا مخالف لمناط كفره وهو الإستكباروالعناد ,وليس قصد الكفر ,وإرادة الخروج من دين الله . وهؤلاء الذين ارتدّوا بعد العلم والمعرفة وبعدما تبيّن لهم الهدى في قلوبهم ,كان كفرهم كما تشير الآية بقولهم للذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر ,فهؤلاء كفروا بمجرّد قولهم ووعدهم للمشركين بطاعتهم في بعض الأمر ,فكيف بمن يطيعهم في تبديل شرع الله ,ويطيعهم في إقصاء شريعة الله من حياة المسلمين , بل ويذوذ عنهم و يجادل عنهم وعن شركهم وكفرهم ! "ذلك بأنّهم اتّبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم " والعجيب أنّ من الدّعاة اليوم من يجوّز للمسلمين القتال تحت راية الكفر ,لمحاربة المسلمين الموحّدين المطالبين بإقامة شرع الله ,تحت مسمّيات جاهلية وروابط عرقية وقومية ,ووطنية ,أو خوفا من ضياع الجنسية التي يحملونها لتلك البلدان المعتدية على بلدان المسلمين ,وحمية لأواصر المواطنة الجاهلية ,بئس ما يقول هؤلاء السّفهاء ممّن يشار لهم بالبنان ,ويقدّمون على بعض المنابر الإعلامية المشبوهة التي تخذم مصالح بعض الأطراف التي يهمّها بقاء الشّرك والطغيان ,الذي يحقّق لهم بعض المنافع الماديّة .فالآية تردّ عليهم بقوّة وتلجمهم بلجام لا يستطيعون معه حيلة .فاتّباع أصحاب الضلال في غيّهم وشركهم يقود إلى حبوط العمل ,ولا يحبط العمل إلاّ الشّرك
قال الله تعالى "و إنّهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملّتهم ولن تفلحوا إذا أبدا " يحذر الله سبحانه وتعالى أهل الكهف ,إن هم وافقوا المشركين على كفرهم وغيّهم بعد القتال ,ورضوا بأنظمتهم الجاهلية العفنة ,فهم كافرون بذلك , ولم يرخّص الله لهم الدّخول في الكفر بعد القهر والقتال ,إلاّ في حالة الإكراه ,وهو أن يكون تحت سلطانهم وقهرهم ويخاف على نفسه من أذى قد يصيبه ,فله أن يوافقهم على دينهم ,شرط بغض ذلك بقلبه ,فما بالك بالذين يوافقون المشركين حبّا ممّا عندهم من مناصب ومال وملذّات دنيوية هابطة ,فهم أحقّ بالكفر من هؤلاء ,فتأمّل
قال الله سبحانه وتعالى "يا أيّها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيّ ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم و أنتم لا تشعرون " فتأمّل يا أخي كيف جعل الله سبحانه وتعالى رفع الصّوت,وهو عمل من الأعمال , فوق صوت النبيّ مدعاة لحبوط العمل ,وتأمّل أخي قوله تعالى "وأنتم لا تشعرون " أي وهم غير قاصدين الخروج من دين الله ,وغير مستحلّين له ,وغير قاصدين الكفر ,كما يشترط بعض غلاة المرجئة في عصرنا هذا ,فعدم شعورهم بالكفر ,دليل على عدم قصدهم له ,ولو كانوا يشعرون ذلك لكانوا جاحدين له
قال الله تعالى في بيان أنّ الكفر يكون بالقول والفعل مع وجود التّصديق القلبي "وقد نزّل غليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتّى يخوضوا في حديث غيره ,إنّكم إذا مثلهم " فالجلوس مع الطّاعنين في دين الله المستهزئين بآياته كفر مجرّد عن الإعتقاد والإستحلال القلبي,والمرجئة تخبّطت كثيرا في هذا الموضع,سواء مرجئتها أم غلاتها ,مع أنّ فقهائها كانوا أهون في استدلالهم على الكفر ,فحكموا على من ارتكب عملا كفريا بالكفر ,وعلّلوا ذلك الكفر الظاهر على انتفاء التّصديق ,مع أنّه لا تلازم بينهما ,فقد يكون الرّجل مصدّقا ومع ذلك يكون كافرا ,كما بيّنا في ما سبق ,وفساد قولهم هذا راجع إلى أنّ الكفر لا يكون إلاّ بالتّكذيب ,لأنّ الإيمان هو التّصديق .
قال الله تعالى "قل أبالله و آياته كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 7/272
" فقد أخبر أنّهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم إنّا تكلمنا بالكفر من غير إعتقاد له ,بل كنّا نخوض ونلعب ,وقول من يقول عن مثل هذه الآيات "إنّهم كفروا بعد إيمانهم بلسانهم مع كفرهم أوّلا بقلوبهم لا يصح ,لأنّ الإيمان باللسان مع كفر القلب قد قارنه الكفر ,فلا يقال "قد كفرتم بعد إيمانكم ,فإنّهم لا يزالون كافرين في نفس الأمر ,و إن أريد أنّكم أظهرتم الكفر بعد إظهاركم الإيمان ,فهم لم يظهروا للنّاس إلاّ لخواصهم وهم مع خواصهم ما زالوا هكذا ,بل لمّا نافقوا وحذروا أن تنزل سورة تبيّن ما في قلوبهم من النّفاق وتكلّموا بالإستهزاء صاروا كافرين بعد إيمانهم ,ولا يدلّ اللفظ على أنّهم ما زالوا منافقين.
وقال تعالى
"يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم " فقولهم الكفر كاف لتكفيرهم ,مع أنّهم كانوا مؤمنين ,بشهادة القرآن ,واستهزائهم بدين الله و آياته كفر مستقلّ عن ما في قلوبهم من تصديق أو تكذيب ,لكنّه دليل على فساد عمل القلب ,فأعمال الجوارح تخضع لإرادة القلب ,وبحسب عمله إمّا بالصّلاح أو الفساد ,تكون الجوارح تابعة لذلك الصّلاح أو الفساد القلبي ,إذ يستحيل أن يكون الباطن مؤمنا ,منقادا لله ورسوله ,محبّا لدين الله ,مبغضا لدين الكفّار ,وتكون أعمال الجوارح فاسدة ,متمرّدة على دين الله ,مقاتلة لجماعة المسلمين ,هذا لا يحصل أبدا إذا قلنا أنّ الإيمان اعتقاد وقول وعمل , والظاهر تابع للباطن منقاد له ,يعمل بحسب إرادته ,ولا يتخلف عنه أبدا ولا يضاده .أمّا مرجئة العصر فهم لا يكفّرون من أتى قولا أو فعلا كفريا ,ولا يرون ذلك الفعل الكفري دليل على التّكذيب ,و إنّما يشترطون قصد الكفر ,وهذا لا يُعرف إلا إذا صرّح الفاعل بما في قلبه من استحلال أو تكذيب ,فكانوا شرّ الفرق في الإيمان والكفر .قال ابن تيمية رحمه الله "إنّ سبّ الله أو سبّ رسوله صلّى الله عليه وسلّم كفر ظاهرا وباطنا ,سواء كان السّاب يعتقد أنّ ذلك محرّما أو كان مستحلاّ له أو كان ذاهلا عن اعتقاده " قال الله تعالى "قل هل أنبّئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا و هم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا " فهؤلاء الذين كفروا لم يقصدوا الكفر ,بل كانوا يظنون أنّهم يحسنون صنعا ,وأنّ أعمالهم هي عين الصّواب ,ومع ذلك كفروا ,وهذا ردّ على الذين يشترطون قصد الكفر لتكفير من أتى قولا أو فعلا كفريّا
فمن طعن في دين الله يكفر بذلك الطّعن ,وهو كافر لاستخفافه بقدر الله ,قال الله تعالى "وما قدروا لله حقّ قدره " فانتفاء التّعظيم من القلب كفر ,ولا يكون الرّجل مؤمنا ,وليس في قلبه تعظيم لله ولدينه ,بل استخفاف وازدراء وتنقّص لمقامه ولدين الله ,مع أنّه قد يكون في قلبه معتقد أنّ دين الإسلام هو الحق ,وانّ خلافه هو الباطل والضّلال ,غير مستحلّ لطعنه في دين الله ,وقد يكون الذي دفعه إلى ذلك هو إرضاءا لقوم يبغضون دين الله ,طلبا لما عندهم من لذّات ,أو منصب ,أو طلبا لرياسة وسلطة , أو خوفا من ضياع دنياه , وزينتها من بين يديه ,وهذا هو عين كفر أبي طالب عمّ رسول الله ,فقد آثر منزلبه بين قومه ,ومكانته بينهم ,على اتّباع دين محمّد الذي يعلم صدقه في قلبه ,فكفر بالإمتناع عن اتّباع دين الله ,وتولّيه عن الخضوع والإنقياد لشرعه مع وجود التّصديق في قلبه ,قال الله تعالى "من كفر بعد إيمانه إلاّ من أكره وقلبه مطمئنّ بالإيمان ,ولكن من شرح بالكفر صدرا ,فعليهم غضب من الله ,ذلك بأنّهم استحبوا الحياة الدّنيا على الاخرة" فكانوا كافرين ليس من أجل تكذيبهم ,ولكن من أجل إيثار الحياة الدّنيا وشهواتها على ما في قلوبهم من تصديق ويقين
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ,رادّا على من يشترط الإستحلال لتكفير من سبّ الله ,أو سبّ رسوله "الحكاية المذكورة عن الفقهاء أنّه إن كان مستحلاّ كفر و إلاّ فلا ,ليس لها أصل...
الوجه الثاني ,أنّ الكفر إذا كان هو الإستحلال فأنّما معناه اعتقاد أنّ السبّ حلال ,فإنّه لمّا اعتقد أنّ ما حرّم الله تعالى حلال كفر ,ولا ريب أنّ من اعتقد في المحرّمات المعلوم تحريمها أنّها حلال كفر ,ولكن لا فرق في ذلك بين سبّ النبيّ ,صلّى الله عليه وسلّم ,وبين قدف المؤمنين والكذب عليهم والغيبة لهم ,إلى غير ذلك من الأقوال التي علم أنّ الله حرّمها ,فإنّه من فعل شيئا من ذلك مستحلاّ كفر , مع أنّه لا يجوز أن يقال " من قذف مسلما أو اعتابه كفر ,ويعني بذلك أنه استحلّه.
الوجه الثالث"اعتقاد حلّ السب كفر,سواء اقترن به وجود السبّ أو لم يقترن ,فإذا لا أثر للسبّ في التّكفير وجودا وعدما ,وإنّما المؤثر هو ا لاعتقاد ,وهو خلاف ما أجمع عليه العلماء ,
الوجه الرّابع "أنّه إذا كان المكفّر هو اعتقاد الحلّ, فليس في السبّ ما يدلّ على أنّ السّاب مستحل, فيجب أن لا يكفر ,لا سيما إذا قال "أنا أعتقد أنّ هذا حرام ,وإنّما أقول غيظا وسفها ,أو عبثا أو لعبا ,كما قال المنافقون "إنّما كنّا نخوض ونلعب "
قال سبحانه وتعالى
"لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم " ولم يقل قد كذبتم في قولكم إنّما كنّا نخوض ونلعب, فلم يكذّبهم في هذا العذركما كذبهم في سائر ما أظهروه من العذر الذي يوجب براءتهم من الكفر لو كانوا صادقين ,بل بيّن أنّهم كفروا بعد إيمانهم بهذا الخوض واللعب.
قال الله تعالى
"واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين"فانظر أخي الموحّد كيف صار هذا الذي آتاه الله آياته كافرا بعد الإيمان بمجرّد مظاهرة قومه المشركين على الموحّدين ,وقيل أنّ مظاهرته لقومه المشركين على قوم سيّدنا موسى عليه السّلام ,كان بدعائه عليهم ,فكان ذلك منه ارتدادا وكفرا بعد الإيمان .فأين هؤلاء الذين يشترطون الإستحلال لتكفير من أتى ناقضا من نواقض الإيمان ,من هذه الحجّة الدّامغة القويّة .
فالكفر كما رأينا من هذه الآيات يكون بالقول أو بالعمل مجرّدا عن الإستحلال ,أو التّكذيب ,وبالتّالي فاشتراط الإستحلال لتكفير من بدّل شرع الله هو شرط بدعي ما أنزل الله به من سلطان ,فاستحلال الفعل المحرّم كفر ,سواء فعله أم لم يفعله ,ولا فرق وقتها بين من كذب ,أو زنى ,أو رشى ,أو شرب خمرا ,وبين من بدّل شرع الله ,أو سجد للصّنم ,أو طعن في دين الله ,أو ألقى المصحف في القاذورات ,أو وصف حدود الله بالمتوحّشة والهمجيّة ,وبين من قال أنّ التعدّد هو ظلم للمرأة ,وأنّ شريعة الله لم تعد تصلح لأقامة دولة عصرية على أساسه !!! مع أنّ الشّريعة فرّقت بين هذه الأقوال والأعمال ,فاشترطت الإستحلال لتكفير المعاصي والكبائر الّتي هي دون الكفر ,وبين الكفر الصّريح البواح الذي لا يحتمل تأولا أو صرفا ,كتبديل شرع الله ,فهو كفر مجرّد عن الإستحلال ,ولا يكون الإستحلال وقتها ألاّ زيادة في الكفر ,كما قال الله تعالى "إنّما النّسيئ زيادة في الكفر ,يضلّ به الذين كفروا يحلّونه عاما ويحرّمونه عاما ليواطئوا عدّة ما حرّم الله " فكانوا يحلّون الأشهر الحرام عاما ,ويحرّمونها عاما ,أي يرجعونها إلى أصل التّحريم ,الذي يعرفونه ويعتقدونه في قلوبهم ,فكان هذا الفعل منهم زيادة في الكفر,ثمّ إنّ مناط الكفر في الآية معلّق على مجرّد التّبديل وعدم الحكم بما أنزل الله ,ولا يصرف الحكم عن ظاهره إلاّ بقرينة شرعية من كلام الله ,أو من كلام رسوله ,لمعرفة مراد ومعنى الآية ,ثمّ إنّه ليس في الآية ما يدلّ على الإستحلال ,فيجب أن لا يكفر ,وهذا خلاف الآية و الإجماع المنعقد على كفر من بدّل شرع الله ,أو شرّع من دون الله أحكام ما أنزل الله بها من سلطان .
وهؤلاء الذين يرون كفر هؤلاء المبدّلين لشرع الله ,الحاكمين بشرائع الكفر والطغيان ,كفرهم كفر أصغر ,إنّما حقيقة عملهم استدراك على كلام الله من غير حجّة دامغة ,سوى كلام بئيس منسوب لحبر الامّة ابن عبّاس رضي الله عنهما .أينهم من هذه الحجج السّاطعة ؟
وهذا غير صحيح ,فاهل العلم لا يخرجون بقاعدة شرعية بالنظر الى دليل واحد في مسالة تعددت ادلتها ,بل يبنون قواعدهم على اساس الجمع بين النصوص الشرعية ذات العلاقة بالمسالة ,فيخرجون بالقاعدة الصحيحة.امّا اهل البدع فهم يتركون المحكم ويتهافتون على المتشابه ,يتركون القطعي ,ويجرون وراء الظنّي ,قال الله تعالى "هو الذي انزل عليكم الكتاب منه ايات محكمات هنّ امّ الكتاب واُخر متشابهات ,فامّا الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الاّ الله والراسخون في العلم يقولون امنّا به كلّ من عند ربّنا " سمّى الله الذين يتركون المحكم ويتبعون المتشابه ,في قلوبهم زيغ[/size]
[size=18]2سبب نزول آيات المائدة
للأسف مرجئة العصر ,أهل الأهواء و الإرجاء ,تعلّقوا بحديث ضعيف منسوب لحبر الأمة ,ابن عبّاس رضي الله عنهما ,وتجاهلوا بقيّة النّصوص الشرعية في كفر من بدّل شرع الله ,وهذه هي طريقة أهل الأهواء والبدع في تعاملهم مع النّصوص ,يأخذون ما يوافق هواهم ,ويعرضون ,ويغضّون الطرف عن النّصوص التي تكشف ضلالهم وبدعتهم ,والعجيب أنّهم لا يرون من النّصوص التي تصرّح بكفر الحاكم المبدّل لشرع الله ,إلاّ الآية الكريمة
"ومن لم يحكم بما أنزل لله فأولائك هم الكافرون " مع أنّ النّصوص التي تصرّح بكفر من بدّل شرع الله ,كثيرة سواء في كتاب الله ,أو في سنّة رسوله الكريم ,وكلّها قطعية الدّلالة في كفر من أعرض عن الحكم بما أنزل الله ,وحكم بقانون الطّاغوت .قال الله تعالى "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهات ,فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ,والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلّ من عند ربّنا " يصف الله الذين يتركون المحكم ,ويتهافتون على المتشابه ,بأنّ في قلوبهم زيغ ,وأنّ عملهم هذا هو إرادة منهم للفتنة ,فما بالك إذا كانت الآية الكريمة ليست من المتشابهات ,بل هي من أحكم المحكمات ,ومن أقوى القطعيات في بيان ردّة من بدّل شرع الله ,واعرض عنه إلى قوانين الكفر والطغيان.
وعلى افتراض أنّ هذه الآية متشابهة ,أليس الأولى ردّ المتشابه إلى المحكم ! كما هي طريقة أهل السنّة والجماعة في تعاملهم مع النّصوص الشرعية ,
و مزيدا في استئصال شبه القوم ,سنعرض سبب نزول آيات المائدة الّتي صرّحت بكفر من بدّل شرع الله ,ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من يحيى عن بيّنة .
أفرد الشيخان ,عن مالك عن نافع عن ابن عمر ,أنّ اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلّى الله عليم وسلّم ,فذكروا له أنّ رجلا منهم وامرأة زنيا ,فقال لهم رسول الله "ما تجدون في التّوراة في شأن الرّجل " قالوا ,نفضحهم ويجلدون ,قال عبد الله بن سلام ,كذبتم ,إنّ فيها الرجم ,فأتوا بالتّوراة ,فنشروها ,فوضع أحدهم يده على آية الرّجم ,فقرأ ما قبلها وما بعدها ,فقال له عبد الله بن سلام ,إرفع يدك ,فرفع يده فإذا آية الرّجم ,فأمر بهما رسول الله فرُجما,فرأيت الرّجل ينحني على المرأة يقيها الحجارة.هذه الرّواية الموجودة في الصّحيحين ,فيها من الفوائد الشيئ الكثير ,فاليهود لم يعتقدوا صحّة القانون الذي بدّلوه من عند أنفسهم ,بل هم لا يزالون يعلمون ويعتقدون أنّ الحكم الموجود في التّوراة هو الذي من عند الله ,وهذا ردّ على الذين يشترطون الإعتقاد القلبي ,أو الإستحلال القلبي لتكفير من بدّل شرع الله ,بل إنّ حكم الله لم يحذف من التّوراة ,قال عبد الله بن سلام ,وهو من كبار علماء اليهود "إرفع يدك ", فرفع يده فإذا آية الرّجم . قال الله تعالى "كيف يحكّمونك وعندهم التّوراة فيها حكم الله "فحكم الله لم يحذف من التّوراة ,ولم يعتقدوا أنّ الحكم المبدّل هو من عند الله ,بل كانوا على يقين أنّ الحكم المبدّل هو من عند أنفسهم ,وهذا دليل على انتفاء الإعتقاد باستحلال الجلد ,بل قلوبهم على يقين أنّ حكم الله هو الحقّ ,و أنّ ما أقدموا عليه من تبديل لحكم الله ,هو باطل ولم يعتقدوا صحّته أو حرمة الحكم بالرّجم .وستأتي في باقي الرّوايات ما يؤكّد هذا المعنى
وقد أخطأ في هذا الأمر خلق كثير ,ومنهم علماء كبار في عصرنا هذا ,فاشترطوا لتكفير المبدّل أن يكون مستحلاّ له,وهذا خلاف النصّ الشّرعي ,وخلاف سبب نزول آيات المائدة ,كما رأينا ,فالمبدّل لشرع الله كافر , بل طاغوت من أشدّ الطغاة تجبرّا وعنادا لله ,لتقمصّه خصائص الربّ عزّ و جلّ ,قال الله تعالى "إن الحكم إلاّ لله أمر ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه " وقال تعالى أيضا في موضع آخر من كتابه العزيز "ولا يشرك في حكمه أحدا"وسمّى الله تعالى المبدّل لشرع الله طاغوتا "ألم تر إلى الذين يزعمون أنّهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ,يريدون أن يتحاكموا إلى الطّاغوت وقد أمروا أن يكفروا به " فلا ينفعه تقمّص خصائص وصفات الله ,ويعتقد بعد ذلك أنّه ظالم فيما أقدم عليه ,والذي يقول بهذا ,كمن يتصّور وجود من يدعوا النّاس لعبادته ,ويقول بعدها أنّه ظالم وغير مستحلّ لذلك ,وهذا من أغرب ما قالته مرجئة العصر ,لأنّهم لا يفرّقون بين الذنب المكفّر والذنب الغير المكفّر ,فيشترطون الإستحلال للتكفير في كلّ الذنوب,سواء كانت معاصي وكبائر ,أو النّواقض العمليّة ,التّي دلّت الشريعة على كفر مرتكبيها,فجعلوا من يشرّع ويتقمصّ خصائص الربّ عزّ و جلّ ,ويتّخذ من نفسه الدنيئة ندّا لله في التّحليل والتّحريم ,كمن يشرب الخمر أو يزني ,أو يسرق !! وهذه من طوام القوم العجيبة التي تصدّى له ,مجموعة من العلماء الموحّدين, الصّادعين بالحقّ .قال الشيخ أبو بصير في ردّه على من اشترط الإستحلال لتكفير من بدّل شرع الله "أنّ ألوهية فرعون وغيره من الطواغيت جاءت من جهة اتباثهم لأنفسهم خاصية التّشريع ...وأنّهم السّلطة الوحيدة التي يرجع إليها فيما يجوز وفيما لا يجوز كما قال تعالى "وقال فرعون يا أيّها الملأ ما علمت لكم من إلاه غيري" وقال تعالى حاكيا عن فرعون "لا أريكم إلاّ ما أرى ولا أهديكم إلاّ سبيل الرّشاد", ففرعون لم يزعم
والرّواية الثانية ذكرها احمد وغيره من العلماء الافاضل ,عن أبي هريرة عن البراء بن عازب عن جابر ,زنى رجل من اليهود بامرأة ,فقال بعضهم لبعض ,إذهبوا بنا إلى هذا النّبيّ ,فإنّه بُعث بالتّخفيف ,فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها ,واحتججنا بها عند الله ,وقلنا فُتيا نبيّ من انبيائك ,قال ,فأتوا النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ,فقالوا يا أبا القاسم ,ماذا تقول في امرأة و رجل زنيا ,فلم يكلّمهم حتى أتى بيت مدراسهم ,فقال عليه الصّلاة والسّلام أنشدكم بالله الذي أنزل التّوراة على موسى ,ماذا تجدون في حقّ الزاني المحصن ,قالوا ,يحُمّم ويُجبّه و يُجلد, وسكت شابّ منهم , فلمّأ رآه النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ,الظّ به رسول الله عليه الصّلاة والسلام النّشد,فقال الشّابُّ, اللهم اذ نشدتني ,فإنّا نجد في التّوراة الرّجم ,فقال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ,فما أوّل ما ارتخصتم أمر الله , قال زنى ذو قرابة من ملك من ملوكنا ,فأخّر عنه الرّجم ,ثمّ زنى رجل في إثره من النّاس ,فأراد رجمه ,فحال قومه دونه ,وقالوا لا نرجم صاحبنا حتّى تجيئ بصاحبك فترجمه ,قال أبو هريرة رضي الله عنه فاصطلحوا على عقوبة منهم . هذه الرّواية أيضا تشير إلى اعتقاد اليهود أنّ الرّجم هو شرع الله ,وأنّ ما بدّلوه هو من عند أنفسهم ,أي انتفاء شرط الإعتقاد الذي يشترطه مرجئة العصر ,لتكفير من بدّل شرع الله ,أي اعتقاد حرمة الرّجم واستحلال التّجبيه والجلد ,وهذا ما لم تكن تعتقده اليهود عند تبديلها شرع الله ,بحيث قال عبد الله بن سلام ,وهو من كبار علماء اليهود "فإنّا نجد في التّوراة الرّجم" فكان الدّافع وراء تبديلهم شرع الله هو محاباة ملك من ملوكهم ,لأحد أقربائه ,وكذلك خوف وقوع الفتنة والحرب بين الطّائفة الذليلة والطائفة العزيزة ,أي وجدوا في تبديلهم لشرع الله من الرّجم إلى التّحميم والجلد والتّجبية ,حلاّ يرضي الطّرفين المتنازعين ,ولم يكن أبدا اعتقادا للحكم المبدّل ,بل كانوا يقرّون في ما بينهم ,أنّهم ظالمون في ذلك ,آثمون في تركهم حكم الله .فاصطلاحهم على عقوبة من عند أنفسهم دليل على عدم اعتقادها ,وإنّما كان ذلك مصلحة رأوها تجنّبهم فتنة القتال فيما بينهم .
اخرج مسلم في صحيحه ,قال البراء بن عازب ,مُرّ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يهودي محموما مجلودا ,فال رسوله الله صلّى الله عليه وسلم ,أهكذا تجدون حدّ الزّاني في كتابكم , فقالوا نعم ,فدعا رجلا من علمائهم ,فقال أنشدك بالذي أنزل التّوراة على موسى ,قال الحبر لصاحبه ,ما نُشدت بمثله قطّ ,أهكذا تجدون حدّ الزّاني في كتابكم ,قال لا والله , لولا أنّك ناشدتني بهذا ما أجبتك , نجد حدّ الزّاني في كتابنا الرّجم ,ولكنّه كثُر في أشرافنا ,فكنّا إذا أخذنا الشّريف تركناه ,وإذا أخذنا الضّعيف أقمنا عليه الحدّ, فقلنا تعالوا حتّى نجعل شيئا نقيمه على الشّريف والوضيع ,فاجتمعنا على التّحميم والجلد ,فقال النّبيّ عليه الصّلاة و السّلام ,اللهم إنّي أوّل من أحيا أمرك إذ أماتوه ,قال ,فأمر به فرُجم , قال البراء بن عازب رضي الله عنه ,فأنزل الله تعالى "يا أيّها الرّسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنّا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم " إلى قوله تعالى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الفاسقون "
هذه الرّواية ردّ على بعض طوائف أهل البدع ,من المرجئة وغلاتها ,التّي اشترطت في تكفير من بدّل شرع الله ,أن ينسب ذلك التبديل لشرع الله ,كما فعلت اليهود ,
"قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ,أهكذا تجدون حدّ الزّاني في كتابكم ,فقالوا نعم " هذا صحيح ,وجدت ظائفة منهم نسبت ذلك التّبديل لله ,لكن وُجدت طائفة أخرى لم تنسب ذلك التّبديل لله عزّ و جلّ , وكان على رأسها عبد الله بن سلام ,قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أهكذا تجدون حدّ الزّاني في كتابكم ,قال لا والله ,لولا أن ناشدتني بها ,ما اجبتك ,نجد حدّ الزاني في كتابنا الرّجم " فتأمّل كيف أقرّ عبد الله بن سلام ,وهو من كبار علمائهم ,أنّ حدّ الزاني في التّوراة هو الرّجم ومع ذلك ,فقد كفر بتبديله شرع الله .وقد ردّ هذه الشّبهة ,الشّيخ ابو محمد المقدسي حفظه الله في كتابه ,تبصير العقلاء بتلبيسات أهل التّجهّم والإرجاء,قال "فقال عوام اليهود في حديث البراء لمّا سألهم النّبي ,عليه الصّلاة والسّلام ,عن حدّ الزّنا المبدّل ~أهكذا تجدون حدّ الزّاني في كتابكم ,قالوا نعم ~ من جنس ذلك فهو افتراء على الله وكفر فوق كفر ,كفر تشريع وتواطؤ على التّشريع الطاغوتي ,وكفر كذب وافتراء على الله ,وتحكيمهم لذلك التّشريع الطاغوتي ,كفر ثالث ."أمّا قول عالمهم بعد ذلك عن حدّ الزّنا في التّوراة ~نجده الرّجم ولكنه كثر في أشرافنا ...~فهذا الكفر من باب التّشريع ,أو التواطؤ على التّشريعات الطّاغوتية ,وهو كفر أكبر و إن لم ينسبوه إلى الله ,انتهى.
وهؤلاء الذين يشترطون الإستحلال لتكفير من بدّل شرع الله ,حقيقة قولهم هو عين قول جهم بن صفوان الضّال المُضل, فلا يرون الكفر ,إلاّ بالإستحلال ,أو بالإعتقاد , أو بالتّكذيب,وهذا مخالف لما عليه أهل السنّة والجماعة ,القائلين ,أنّ الإيمان ,اعتقاد وقول وعمل ,حقيقة مركبّة من هذه العناصر ,لا يتخلّف العمل عن الإعتقاد ,لأنّه لازمه وموجبه ,فلا يكون الرّجل مؤمنا بما معه من تصديق ,حتى يذعن للإسلام ,ويحبّ الله ورسوله والمؤمنين ,ويبغض الشرك والمشركين ,وينقاد لله ورسوله ,ويتبرأُ من كلّ دين سوى دين الإسلام ,ويخلص العبادة لله ,ويخاف الله ,ويرجوه ,ويتوكّل عليه ,و أن لا يأتي بالنّواقض التي نصّت الشريعة على كفر من أتاها .فكلّ فعل يكون فعله شرط في صحّة الإيمان يكون تركه ناقض من نواقض الإيمان ,وكلّ فعل يكون تركه كفر ,يكون فعله شرط في صحّة الإيمان . فالكفر لا يختصّ بالتّكذيب كما زعمت المرجئة ,بل قد يكون الرّجل مصدقا إلى درجة اليقين ,ومع ذلك يكون كافرا ,كما كفر أبليس مع ما معه من تصديق ,قال الله تعالى "إلاّ إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين " "قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقتني من طين " "قال فبما أغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم " " قال بعزتك لأغوينّهم أجمعين إلاّ عبادك المخلصين""قال ربّي فأنظرني إلى يوم يبعثون " فكما يتبيّن من هذه الآيات الكريمات ,فإبليس كان من أشدّ النّاس تصديقا ,وكان من المقرّبين ,ورأى الله سبحانه رأي العين,واعترف لله بربوبيته وبالخلق , ويصدّق بيوم البعث فهو حتما لم يكن مكذبّا , ولم يكن كفره من جهة التكذيب كما تصرّ بعض فرق الزّيغ والضلال ,و إنّما كان كفره من جهة الإيستكبار وعدم الإنقياد لشرع الله , وهذا مناط آخر غير التّكذيب ,كما صرّحت الآية الكريمة . وكذلك اليهود كانوا مصدّقين بنبوّة محمد عليه الصّلاة والسّلام ,وكانوا يعرفونه كما يعرفون أبنائهم ,ومنهم من أقرّ لرسول الله بالنبوّة والرّسالة ,ولم يدخله ذلك في الإيمان ,لعدم انقياده لحكم الله ,ولإعراضه عن العمل بشريعة الإسلام ,قال الله تعالى "الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون آبنائهم " فاليهود يعرفون محمّد عليه الصّلاة والسّلام ويعرفون صفاته حقّ المعرفة ,أكثر من معرفة أبنائهم ,وهذا عين التّصديق ,وعدم التّكذيب ,لكنّهم كانوا كافرين ,لبغضهم أن يكون نبيّ من غير بني إسرائيل ,ولعدم انقيادهم لما يعرفونه في قلوبهم أنّه الحقّ ,الذي يجب أن يتّبع .فبغض دين الإسلام مع التّصديق في القلب إلى درجة اليقين كفر أكبر مخرج من الملّة , وعدم الإنقياد لشرع الله مع العلم بصدق خبر الرّسول كفر ,قال الله تعالى "و إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله والرّسول رأيت المنافقين يصدّون عنك صدودا " فالصدّ عن دين الله , والإعراض عنه ,عمل من الأعمال وهو كفر من عمل المنافقين ,وقال تعالى "ويقولون آمنّا بالله وبالرّسول وأطعنا ثم يتولّى فريق من بعد ذلك وما أولائك بالمؤمنين " نفى الله عنهم الإيمان لتولّيهم عن الخضوع لشرع الله ,وليس لما في قلوبهم من تكذيب أو استحلال ,والذي يقول بهذا يخالف قول الرّسول عليه الصّلاة والسّلام "لم نؤمر أن نشقّ على قلوبهم " وهؤلاء يشترطون الغوص في قلوب النّاس ,لمعرفة هل هم مؤمنون أم كافرون . وقال تعالى عن فرعون "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوّا" فيقينهم في قلوبهم أنّ دين موسى عليه السّلام هو الحقّ الذي يجب اتّباعه ,لكن مناط كفره كان من جهة الإستكبار عن الخضوع لدين موسى ,والتّنازل عن بعض السّلطات التي يعبّد بها النّاس ,قال الله تعالى حاكيا عن فرعون "ما أريكم إلاّ ما أرى وما أهديكم إلاّ سبيل الرّشاد" فخوف فرعون عن ملكه وعن ضياع سلطانه ,كان من أقوى الدّوافع التي منعته من الإنقياد لدين موسى عليه السّلام فجحد بالقول والفعل الظاهر مع اليقين في القلب ,وليس لتكذيب في القلب .وهذا ردّ قويّ على الذين يحصرون الجحود في القلب ,مع أنّ الجحود أضلا لا يكون إلاّ بالظاهر , كقوله تعالى "فإنّهم لا يكذّبونك ولكنّ الظالمين بآيات الله يجحدون" ففرّق الله سبحانه بين الجحود الذي يكون ظاهرا بالقول والفعل , وبين التّكديب الذي يكون في القلب كجحود فرعون مع يقينه في قلبه .
قال الله تعالى "إنّ الذين ارتدّوا على أدبارهم من بعد ما تبيّن لهم الهدى الشّيطان سوّل لهم و أملى ذلك بأنّهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر .... ذلك بأنّهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم " فهؤلاء الذين ارتدّوا كفروا بقولهم للذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر ,مع وجود التّصديق القلبي ,الذي تشير إليه الآية الكريمة "من بعد ما تبيّن لهم الهدى ",والذي تبيّن له الهدى في قلبه ,يستحيل أن يجحده بقلبه ,وهو ردّ قويّ على مرجئة العصر الذين لا يفرّقون بين قصد الفعل وبين قصد الكفر ,فلا يرون من أتى الكفر كافرا حتّى يقصد الكفر بقلبه بما أتاه من فعل مكفّر, ثمّ إنّه لا سبيل لمعرفة قصد الفاعل للكفر ,فيجب أن لا يكفر حتّى يصرّح بذلك بلسانه ,أو يظهر منه ما يفيد قصده الكفر كعدم التّوبة من فعل الكفر ,كما قال بعض شيوخ الإرجاء ,وعلى أصولهم هذه ,لا يجوز تكفير إبليس اللّعين ,لكونه لم يصرّح أنّه قصد الكفر ,وليست هناك قرائن ظاهرة توحي بذلك ,وهذا مخالف لمناط كفره وهو الإستكباروالعناد ,وليس قصد الكفر ,وإرادة الخروج من دين الله . وهؤلاء الذين ارتدّوا بعد العلم والمعرفة وبعدما تبيّن لهم الهدى في قلوبهم ,كان كفرهم كما تشير الآية بقولهم للذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر ,فهؤلاء كفروا بمجرّد قولهم ووعدهم للمشركين بطاعتهم في بعض الأمر ,فكيف بمن يطيعهم في تبديل شرع الله ,ويطيعهم في إقصاء شريعة الله من حياة المسلمين , بل ويذوذ عنهم و يجادل عنهم وعن شركهم وكفرهم ! "ذلك بأنّهم اتّبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم " والعجيب أنّ من الدّعاة اليوم من يجوّز للمسلمين القتال تحت راية الكفر ,لمحاربة المسلمين الموحّدين المطالبين بإقامة شرع الله ,تحت مسمّيات جاهلية وروابط عرقية وقومية ,ووطنية ,أو خوفا من ضياع الجنسية التي يحملونها لتلك البلدان المعتدية على بلدان المسلمين ,وحمية لأواصر المواطنة الجاهلية ,بئس ما يقول هؤلاء السّفهاء ممّن يشار لهم بالبنان ,ويقدّمون على بعض المنابر الإعلامية المشبوهة التي تخذم مصالح بعض الأطراف التي يهمّها بقاء الشّرك والطغيان ,الذي يحقّق لهم بعض المنافع الماديّة .فالآية تردّ عليهم بقوّة وتلجمهم بلجام لا يستطيعون معه حيلة .فاتّباع أصحاب الضلال في غيّهم وشركهم يقود إلى حبوط العمل ,ولا يحبط العمل إلاّ الشّرك
قال الله تعالى "و إنّهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملّتهم ولن تفلحوا إذا أبدا " يحذر الله سبحانه وتعالى أهل الكهف ,إن هم وافقوا المشركين على كفرهم وغيّهم بعد القتال ,ورضوا بأنظمتهم الجاهلية العفنة ,فهم كافرون بذلك , ولم يرخّص الله لهم الدّخول في الكفر بعد القهر والقتال ,إلاّ في حالة الإكراه ,وهو أن يكون تحت سلطانهم وقهرهم ويخاف على نفسه من أذى قد يصيبه ,فله أن يوافقهم على دينهم ,شرط بغض ذلك بقلبه ,فما بالك بالذين يوافقون المشركين حبّا ممّا عندهم من مناصب ومال وملذّات دنيوية هابطة ,فهم أحقّ بالكفر من هؤلاء ,فتأمّل
قال الله سبحانه وتعالى "يا أيّها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيّ ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم و أنتم لا تشعرون " فتأمّل يا أخي كيف جعل الله سبحانه وتعالى رفع الصّوت,وهو عمل من الأعمال , فوق صوت النبيّ مدعاة لحبوط العمل ,وتأمّل أخي قوله تعالى "وأنتم لا تشعرون " أي وهم غير قاصدين الخروج من دين الله ,وغير مستحلّين له ,وغير قاصدين الكفر ,كما يشترط بعض غلاة المرجئة في عصرنا هذا ,فعدم شعورهم بالكفر ,دليل على عدم قصدهم له ,ولو كانوا يشعرون ذلك لكانوا جاحدين له
قال الله تعالى في بيان أنّ الكفر يكون بالقول والفعل مع وجود التّصديق القلبي "وقد نزّل غليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتّى يخوضوا في حديث غيره ,إنّكم إذا مثلهم " فالجلوس مع الطّاعنين في دين الله المستهزئين بآياته كفر مجرّد عن الإعتقاد والإستحلال القلبي,والمرجئة تخبّطت كثيرا في هذا الموضع,سواء مرجئتها أم غلاتها ,مع أنّ فقهائها كانوا أهون في استدلالهم على الكفر ,فحكموا على من ارتكب عملا كفريا بالكفر ,وعلّلوا ذلك الكفر الظاهر على انتفاء التّصديق ,مع أنّه لا تلازم بينهما ,فقد يكون الرّجل مصدّقا ومع ذلك يكون كافرا ,كما بيّنا في ما سبق ,وفساد قولهم هذا راجع إلى أنّ الكفر لا يكون إلاّ بالتّكذيب ,لأنّ الإيمان هو التّصديق .
قال الله تعالى "قل أبالله و آياته كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 7/272
" فقد أخبر أنّهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم إنّا تكلمنا بالكفر من غير إعتقاد له ,بل كنّا نخوض ونلعب ,وقول من يقول عن مثل هذه الآيات "إنّهم كفروا بعد إيمانهم بلسانهم مع كفرهم أوّلا بقلوبهم لا يصح ,لأنّ الإيمان باللسان مع كفر القلب قد قارنه الكفر ,فلا يقال "قد كفرتم بعد إيمانكم ,فإنّهم لا يزالون كافرين في نفس الأمر ,و إن أريد أنّكم أظهرتم الكفر بعد إظهاركم الإيمان ,فهم لم يظهروا للنّاس إلاّ لخواصهم وهم مع خواصهم ما زالوا هكذا ,بل لمّا نافقوا وحذروا أن تنزل سورة تبيّن ما في قلوبهم من النّفاق وتكلّموا بالإستهزاء صاروا كافرين بعد إيمانهم ,ولا يدلّ اللفظ على أنّهم ما زالوا منافقين.
وقال تعالى
"يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم " فقولهم الكفر كاف لتكفيرهم ,مع أنّهم كانوا مؤمنين ,بشهادة القرآن ,واستهزائهم بدين الله و آياته كفر مستقلّ عن ما في قلوبهم من تصديق أو تكذيب ,لكنّه دليل على فساد عمل القلب ,فأعمال الجوارح تخضع لإرادة القلب ,وبحسب عمله إمّا بالصّلاح أو الفساد ,تكون الجوارح تابعة لذلك الصّلاح أو الفساد القلبي ,إذ يستحيل أن يكون الباطن مؤمنا ,منقادا لله ورسوله ,محبّا لدين الله ,مبغضا لدين الكفّار ,وتكون أعمال الجوارح فاسدة ,متمرّدة على دين الله ,مقاتلة لجماعة المسلمين ,هذا لا يحصل أبدا إذا قلنا أنّ الإيمان اعتقاد وقول وعمل , والظاهر تابع للباطن منقاد له ,يعمل بحسب إرادته ,ولا يتخلف عنه أبدا ولا يضاده .أمّا مرجئة العصر فهم لا يكفّرون من أتى قولا أو فعلا كفريا ,ولا يرون ذلك الفعل الكفري دليل على التّكذيب ,و إنّما يشترطون قصد الكفر ,وهذا لا يُعرف إلا إذا صرّح الفاعل بما في قلبه من استحلال أو تكذيب ,فكانوا شرّ الفرق في الإيمان والكفر .قال ابن تيمية رحمه الله "إنّ سبّ الله أو سبّ رسوله صلّى الله عليه وسلّم كفر ظاهرا وباطنا ,سواء كان السّاب يعتقد أنّ ذلك محرّما أو كان مستحلاّ له أو كان ذاهلا عن اعتقاده " قال الله تعالى "قل هل أنبّئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا و هم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا " فهؤلاء الذين كفروا لم يقصدوا الكفر ,بل كانوا يظنون أنّهم يحسنون صنعا ,وأنّ أعمالهم هي عين الصّواب ,ومع ذلك كفروا ,وهذا ردّ على الذين يشترطون قصد الكفر لتكفير من أتى قولا أو فعلا كفريّا
فمن طعن في دين الله يكفر بذلك الطّعن ,وهو كافر لاستخفافه بقدر الله ,قال الله تعالى "وما قدروا لله حقّ قدره " فانتفاء التّعظيم من القلب كفر ,ولا يكون الرّجل مؤمنا ,وليس في قلبه تعظيم لله ولدينه ,بل استخفاف وازدراء وتنقّص لمقامه ولدين الله ,مع أنّه قد يكون في قلبه معتقد أنّ دين الإسلام هو الحق ,وانّ خلافه هو الباطل والضّلال ,غير مستحلّ لطعنه في دين الله ,وقد يكون الذي دفعه إلى ذلك هو إرضاءا لقوم يبغضون دين الله ,طلبا لما عندهم من لذّات ,أو منصب ,أو طلبا لرياسة وسلطة , أو خوفا من ضياع دنياه , وزينتها من بين يديه ,وهذا هو عين كفر أبي طالب عمّ رسول الله ,فقد آثر منزلبه بين قومه ,ومكانته بينهم ,على اتّباع دين محمّد الذي يعلم صدقه في قلبه ,فكفر بالإمتناع عن اتّباع دين الله ,وتولّيه عن الخضوع والإنقياد لشرعه مع وجود التّصديق في قلبه ,قال الله تعالى "من كفر بعد إيمانه إلاّ من أكره وقلبه مطمئنّ بالإيمان ,ولكن من شرح بالكفر صدرا ,فعليهم غضب من الله ,ذلك بأنّهم استحبوا الحياة الدّنيا على الاخرة" فكانوا كافرين ليس من أجل تكذيبهم ,ولكن من أجل إيثار الحياة الدّنيا وشهواتها على ما في قلوبهم من تصديق ويقين
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ,رادّا على من يشترط الإستحلال لتكفير من سبّ الله ,أو سبّ رسوله "الحكاية المذكورة عن الفقهاء أنّه إن كان مستحلاّ كفر و إلاّ فلا ,ليس لها أصل...
الوجه الثاني ,أنّ الكفر إذا كان هو الإستحلال فأنّما معناه اعتقاد أنّ السبّ حلال ,فإنّه لمّا اعتقد أنّ ما حرّم الله تعالى حلال كفر ,ولا ريب أنّ من اعتقد في المحرّمات المعلوم تحريمها أنّها حلال كفر ,ولكن لا فرق في ذلك بين سبّ النبيّ ,صلّى الله عليه وسلّم ,وبين قدف المؤمنين والكذب عليهم والغيبة لهم ,إلى غير ذلك من الأقوال التي علم أنّ الله حرّمها ,فإنّه من فعل شيئا من ذلك مستحلاّ كفر , مع أنّه لا يجوز أن يقال " من قذف مسلما أو اعتابه كفر ,ويعني بذلك أنه استحلّه.
الوجه الثالث"اعتقاد حلّ السب كفر,سواء اقترن به وجود السبّ أو لم يقترن ,فإذا لا أثر للسبّ في التّكفير وجودا وعدما ,وإنّما المؤثر هو ا لاعتقاد ,وهو خلاف ما أجمع عليه العلماء ,
الوجه الرّابع "أنّه إذا كان المكفّر هو اعتقاد الحلّ, فليس في السبّ ما يدلّ على أنّ السّاب مستحل, فيجب أن لا يكفر ,لا سيما إذا قال "أنا أعتقد أنّ هذا حرام ,وإنّما أقول غيظا وسفها ,أو عبثا أو لعبا ,كما قال المنافقون "إنّما كنّا نخوض ونلعب "
قال سبحانه وتعالى
"لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم " ولم يقل قد كذبتم في قولكم إنّما كنّا نخوض ونلعب, فلم يكذّبهم في هذا العذركما كذبهم في سائر ما أظهروه من العذر الذي يوجب براءتهم من الكفر لو كانوا صادقين ,بل بيّن أنّهم كفروا بعد إيمانهم بهذا الخوض واللعب.
قال الله تعالى
"واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين"فانظر أخي الموحّد كيف صار هذا الذي آتاه الله آياته كافرا بعد الإيمان بمجرّد مظاهرة قومه المشركين على الموحّدين ,وقيل أنّ مظاهرته لقومه المشركين على قوم سيّدنا موسى عليه السّلام ,كان بدعائه عليهم ,فكان ذلك منه ارتدادا وكفرا بعد الإيمان .فأين هؤلاء الذين يشترطون الإستحلال لتكفير من أتى ناقضا من نواقض الإيمان ,من هذه الحجّة الدّامغة القويّة .
فالكفر كما رأينا من هذه الآيات يكون بالقول أو بالعمل مجرّدا عن الإستحلال ,أو التّكذيب ,وبالتّالي فاشتراط الإستحلال لتكفير من بدّل شرع الله هو شرط بدعي ما أنزل الله به من سلطان ,فاستحلال الفعل المحرّم كفر ,سواء فعله أم لم يفعله ,ولا فرق وقتها بين من كذب ,أو زنى ,أو رشى ,أو شرب خمرا ,وبين من بدّل شرع الله ,أو سجد للصّنم ,أو طعن في دين الله ,أو ألقى المصحف في القاذورات ,أو وصف حدود الله بالمتوحّشة والهمجيّة ,وبين من قال أنّ التعدّد هو ظلم للمرأة ,وأنّ شريعة الله لم تعد تصلح لأقامة دولة عصرية على أساسه !!! مع أنّ الشّريعة فرّقت بين هذه الأقوال والأعمال ,فاشترطت الإستحلال لتكفير المعاصي والكبائر الّتي هي دون الكفر ,وبين الكفر الصّريح البواح الذي لا يحتمل تأولا أو صرفا ,كتبديل شرع الله ,فهو كفر مجرّد عن الإستحلال ,ولا يكون الإستحلال وقتها ألاّ زيادة في الكفر ,كما قال الله تعالى "إنّما النّسيئ زيادة في الكفر ,يضلّ به الذين كفروا يحلّونه عاما ويحرّمونه عاما ليواطئوا عدّة ما حرّم الله " فكانوا يحلّون الأشهر الحرام عاما ,ويحرّمونها عاما ,أي يرجعونها إلى أصل التّحريم ,الذي يعرفونه ويعتقدونه في قلوبهم ,فكان هذا الفعل منهم زيادة في الكفر,ثمّ إنّ مناط الكفر في الآية معلّق على مجرّد التّبديل وعدم الحكم بما أنزل الله ,ولا يصرف الحكم عن ظاهره إلاّ بقرينة شرعية من كلام الله ,أو من كلام رسوله ,لمعرفة مراد ومعنى الآية ,ثمّ إنّه ليس في الآية ما يدلّ على الإستحلال ,فيجب أن لا يكفر ,وهذا خلاف الآية و الإجماع المنعقد على كفر من بدّل شرع الله ,أو شرّع من دون الله أحكام ما أنزل الله بها من سلطان .
وهؤلاء الذين يرون كفر هؤلاء المبدّلين لشرع الله ,الحاكمين بشرائع الكفر والطغيان ,كفرهم كفر أصغر ,إنّما حقيقة عملهم استدراك على كلام الله من غير حجّة دامغة ,سوى كلام بئيس منسوب لحبر الامّة ابن عبّاس رضي الله عنهما .أينهم من هذه الحجج السّاطعة ؟
وهذا غير صحيح ,فاهل العلم لا يخرجون بقاعدة شرعية بالنظر الى دليل واحد في مسالة تعددت ادلتها ,بل يبنون قواعدهم على اساس الجمع بين النصوص الشرعية ذات العلاقة بالمسالة ,فيخرجون بالقاعدة الصحيحة.امّا اهل البدع فهم يتركون المحكم ويتهافتون على المتشابه ,يتركون القطعي ,ويجرون وراء الظنّي ,قال الله تعالى "هو الذي انزل عليكم الكتاب منه ايات محكمات هنّ امّ الكتاب واُخر متشابهات ,فامّا الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الاّ الله والراسخون في العلم يقولون امنّا به كلّ من عند ربّنا " سمّى الله الذين يتركون المحكم ويتبعون المتشابه ,في قلوبهم زيغ[/size]
وعد الاخرة- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 217
تاريخ التسجيل : 08/08/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
ماجد محمد كتب:اخي( جعبة)
انا لا اصحح كل ما يفعله الحاكم
انا اتمهل جدا في التكفير
لاني اعلم ان الخوارج مشكلتهم الكبيرة
هي التسرع في التكفير
ثم الحكم بالتوراة والانجيل اذا كان قصد الحاكم استبدال القرآن بحكم التوراة او الانجيل
يعني جحدا للقرآن فهذا كما تقولون
اما انه وجد حكما في التوراة او الانجيل يوافق هواه او مصلحة له فحكم به
فهذا يكون حكمه ماذا؟
ثم لماذا ادخلتمونا في هذا الموضوع
هل يوجد احد من حكام المسلمين يحكم يالتوراة والانجيل ؟!!!!!!!!!!!!!!
ام انكم تريدون التشغيب وتكفير حكام المسلمين ولو عن طريق افتراض امور لم تحدث!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
خلاصة الكلام
هل عند احد منكم برهان واضح وضوح الشمس على ان من يحكم الآن من حكام المسلمين بغير ما انزل الله استحل ذلك ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
من كان عنده الدليل فليأتني به
ومن لم يكن عنده الدليل فليصمت
أخي/ ماجد محمد
عفوا نسيت أن أرد على ما تفضلت به هنا قبل اغلاق الموضوع !!!
كيف تطالب بالدليل ونحن جميعا نناقش نفس الادلة المعروفة أصلا ؟!!!!
إنما أوردت لك فهم ابن ابراهيم له وفهم الشيخ ابن باز له رحمهم الله .. واتبعت قول ابن ابراهيم المبني على نفس الأدلة .. فهل انا بذلك لا اتبع الدليل .. واتباعك للشيخ ابن باز هو اتباع للدليل ؟!!!
لا أعلم ماهو الذي تقصده بزعمك أنه لا دليل .. هل تقصد أنك تملك الحق المحض وغيرك على باطل .. أم ماذا ؟!!!
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
من طرف ماجد محمد في السبت سبتمبر 27, 2014 1:57 pm
قادمون ياأقصى كتب:
هل ممكن تسمي من هم الخوارج المقصودين بكلامك
كل من لايسمع ولا يطيع في المعروف للحاكم المسلم الذي يصلي
طبعا الحاكم المسلم عندك من تعترف به الامم المتحده
والا قلي مارايك بمن لايسمع لابوبكر البغدادي الحاكم المسلم الذي يصلي ويحكم بما انزل الله خلافا" لمن تدافع عنهم من حكام لم يطبقوا شرع الله
قادمون ياأقصى كتب:
هل ممكن تسمي من هم الخوارج المقصودين بكلامك
كل من لايسمع ولا يطيع في المعروف للحاكم المسلم الذي يصلي
طبعا الحاكم المسلم عندك من تعترف به الامم المتحده
والا قلي مارايك بمن لايسمع لابوبكر البغدادي الحاكم المسلم الذي يصلي ويحكم بما انزل الله خلافا" لمن تدافع عنهم من حكام لم يطبقوا شرع الله
قادمون ياأقصى- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 4006
تاريخ التسجيل : 03/03/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
اين شرط الاستحلال فى كتاب الله او سنة رسوله عند الوقوع فى الكفر
اما ان تأتى بالدليل على هذا الشرط او انك تفترى على الله الكذب
واين اشترط بن باز والعثيمين والفوزان شرط الاستحلال فيما أتيتك به من كلامهم فلهما قولان قول المرجئة وقول الحق والحق من كلامهم ما اتيتك به فاما ان تأتي بشرط الاستحلال من كلامهم هنا او تشهد ان لهم قولان فى المسألة
اعيد واكرر لك اما ان تأتي بدليل على شرط الاستحلال فى كتاب الله او سنة رسوله عند الوقوع فى الكفر او انك تفترى على الله الكذب لا تهرب
اعيد واكرر لك اما ان تأتي بدليل على شرط الاستحلال فى كتاب الله او سنة رسوله عند الوقوع فى الكفر او انك تفترى على الله الكذب لا تهرب
اعيد واكرر لك اما ان تأتي بدليل على شرط الاستحلال فى كتاب الله او سنة رسوله عند الوقوع فى الكفر او انك تفترى على الله الكذب لا تهرب
اعيد واكرر لك اما ان تأتي بدليل على شرط الاستحلال فى كتاب الله او سنة رسوله عند الوقوع فى الكفر او انك تفترى على الله الكذب لا تهرب
اعيد واكرر لك اما ان تأتي بدليل على شرط الاستحلال فى كتاب الله او سنة رسوله عند الوقوع فى الكفر او انك تفترى على الله الكذب لا تهرب
فعندنا دليل على شرط الاكراة وشرط الخطأ عند الوقوع فى الكفر فاين شرط الاستحلال عند الوقوع فى الكفر لا تهرب [/quote]
وبن عباس لم يشهد غير تحكيم الشريعة فكيف تنزل كلامه على من حكم بغير الشريعة فهو لم يشهد حكم القوانين الوضعية
لان بن عباس فى زمانه الخوارج كفروا بالكبيرة فبين ان مرتكب الكبيرة ليس الكفر الاكبر
فكيف تنزل كلامه على من وقع فى الكفر الاكبر
[/quote]
والالباني لا يعرف الفرق بين التوحيد والشرك وطعن فى الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته وهو جهمي مرجئ
وان اردت الادلة على ما سبق اطلبها
اما ان تأتى بالدليل على هذا الشرط او انك تفترى على الله الكذب
واين اشترط بن باز والعثيمين والفوزان شرط الاستحلال فيما أتيتك به من كلامهم فلهما قولان قول المرجئة وقول الحق والحق من كلامهم ما اتيتك به فاما ان تأتي بشرط الاستحلال من كلامهم هنا او تشهد ان لهم قولان فى المسألة
اعيد واكرر لك اما ان تأتي بدليل على شرط الاستحلال فى كتاب الله او سنة رسوله عند الوقوع فى الكفر او انك تفترى على الله الكذب لا تهرب
اعيد واكرر لك اما ان تأتي بدليل على شرط الاستحلال فى كتاب الله او سنة رسوله عند الوقوع فى الكفر او انك تفترى على الله الكذب لا تهرب
اعيد واكرر لك اما ان تأتي بدليل على شرط الاستحلال فى كتاب الله او سنة رسوله عند الوقوع فى الكفر او انك تفترى على الله الكذب لا تهرب
اعيد واكرر لك اما ان تأتي بدليل على شرط الاستحلال فى كتاب الله او سنة رسوله عند الوقوع فى الكفر او انك تفترى على الله الكذب لا تهرب
اعيد واكرر لك اما ان تأتي بدليل على شرط الاستحلال فى كتاب الله او سنة رسوله عند الوقوع فى الكفر او انك تفترى على الله الكذب لا تهرب
فعندنا دليل على شرط الاكراة وشرط الخطأ عند الوقوع فى الكفر فاين شرط الاستحلال عند الوقوع فى الكفر لا تهرب [/quote]
وبن عباس لم يشهد غير تحكيم الشريعة فكيف تنزل كلامه على من حكم بغير الشريعة فهو لم يشهد حكم القوانين الوضعية
لان بن عباس فى زمانه الخوارج كفروا بالكبيرة فبين ان مرتكب الكبيرة ليس الكفر الاكبر
فكيف تنزل كلامه على من وقع فى الكفر الاكبر
[/quote]
والالباني لا يعرف الفرق بين التوحيد والشرك وطعن فى الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته وهو جهمي مرجئ
وان اردت الادلة على ما سبق اطلبها
عبد الوهاب- المراسل الإخباري
- عدد المساهمات : 3098
تاريخ التسجيل : 30/04/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
بما أن الكلام على الحاكم
فان من لم يحكم بالقسط وهو حكم الله فما أولائك بالمؤمنين
والحاكم يكون كافرا
اذا لم يأمر او منع العلماء الذين استحفظهم الله علمه ان يعلموا الناس لكي يتحاكموا الى ما انزل الله ومن لم يحكم بما انزل الله فاولائك هم الكافرين ..
والحاكم يكون ظالم
اذا لم يأخذ على يد من لم يرضى بحكم الله ويريد ان يأخذ بدل العين نفسا فان من تعدى حدود الله فهو ظالم ....
والحاكم يكون فاسقا
اذا لم يحكم بشرع الله أصلا فان من لم يفعل ذلك وقع فسقه على الناس
فاوقعهم
في الكفر والظلم والفسق .........
علينا بقرأة كتاب الله فكل آية واضحة لمن تدبر كتاب الله ....
والحاكم الفاسق اذا لم يعدل عن فسقه وليس الفسق الخاص بنفسه بل بحكمه
واجب إزالته وجهاده... وفي آيات الجهاد قدم الله فيها الأموال قبل الأنفس
فنقدم ما قدمه الله ولا نتقدم قول الله وقول نبيه صلى الله عليه وسلم ...
فمن خرج بيده على السلطان انما يريد فسادا لا إصلاحا .....
فان من لم يحكم بالقسط وهو حكم الله فما أولائك بالمؤمنين
والحاكم يكون كافرا
اذا لم يأمر او منع العلماء الذين استحفظهم الله علمه ان يعلموا الناس لكي يتحاكموا الى ما انزل الله ومن لم يحكم بما انزل الله فاولائك هم الكافرين ..
والحاكم يكون ظالم
اذا لم يأخذ على يد من لم يرضى بحكم الله ويريد ان يأخذ بدل العين نفسا فان من تعدى حدود الله فهو ظالم ....
والحاكم يكون فاسقا
اذا لم يحكم بشرع الله أصلا فان من لم يفعل ذلك وقع فسقه على الناس
فاوقعهم
في الكفر والظلم والفسق .........
علينا بقرأة كتاب الله فكل آية واضحة لمن تدبر كتاب الله ....
والحاكم الفاسق اذا لم يعدل عن فسقه وليس الفسق الخاص بنفسه بل بحكمه
واجب إزالته وجهاده... وفي آيات الجهاد قدم الله فيها الأموال قبل الأنفس
فنقدم ما قدمه الله ولا نتقدم قول الله وقول نبيه صلى الله عليه وسلم ...
فمن خرج بيده على السلطان انما يريد فسادا لا إصلاحا .....
الازدي333- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 2313
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
الرد في المشاركة القادمة
عدل سابقا من قبل ماجد محمد في الخميس أكتوبر 23, 2014 4:26 pm عدل 1 مرات
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
اخي (جعبة)جعبة الأسهم كتب:ماجد محمد كتب:اخي( جعبة)
انا لا اصحح كل ما يفعله الحاكم
انا اتمهل جدا في التكفير
لاني اعلم ان الخوارج مشكلتهم الكبيرة
هي التسرع في التكفير
ثم الحكم بالتوراة والانجيل اذا كان قصد الحاكم استبدال القرآن بحكم التوراة او الانجيل
يعني جحدا للقرآن فهذا كما تقولون
اما انه وجد حكما في التوراة او الانجيل يوافق هواه او مصلحة له فحكم به
فهذا يكون حكمه ماذا؟
ثم لماذا ادخلتمونا في هذا الموضوع
هل يوجد احد من حكام المسلمين يحكم يالتوراة والانجيل ؟!!!!!!!!!!!!!!
ام انكم تريدون التشغيب وتكفير حكام المسلمين ولو عن طريق افتراض امور لم تحدث!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
خلاصة الكلام
هل عند احد منكم برهان واضح وضوح الشمس على ان من يحكم الآن من حكام المسلمين بغير ما انزل الله استحل ذلك ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
من كان عنده الدليل فليأتني به
ومن لم يكن عنده الدليل فليصمت
أخي/ ماجد محمد
عفوا نسيت أن أرد على ما تفضلت به هنا قبل اغلاق الموضوع !!!
كيف تطالب بالدليل ونحن جميعا نناقش نفس الادلة المعروفة أصلا ؟!!!!
إنما أوردت لك فهم ابن ابراهيم له وفهم الشيخ ابن باز له رحمهم الله .. واتبعت قول ابن ابراهيم المبني على نفس الأدلة .. فهل انا بذلك لا اتبع الدليل .. واتباعك للشيخ ابن باز هو اتباع للدليل ؟!!!
لا أعلم ماهو الذي تقصده بزعمك أنه لا دليل .. هل تقصد أنك تملك الحق المحض وغيرك على باطل .. أم ماذا ؟!!!
اذا سمحت لاتغلق الموضوع
ليس من اجلي فانا والحمد لله استبان لي الحق وعرفت اين هو فلزمته واموت ان شاء الله عليه وهذا ما ادين الله به
ولكن من اجل اخوان لي اظنهم واحسبهم مخلصين ويحبون الله ورسوله
ولكنهم التبس عليهم الامر
لانهم تربوا مثل ما تربيت انا على بغض الحاكم وكرهه
وتربينا للاسف على جواز الخروج على الحاكم الظالم الجائر وان كان مسلم ويصلي
وتربينا ونشئنا على تكفير من لم يحكم بما انزل الله
وهذا خطر عظيم
لانه من مات وليس في عنقه بيعة فميتته جاهلية
ثم يااخي الكريم اذا وجدت مداخلة غير مناسبة وبها اخطاء فلتحزفها ولكن لا تغلق الموضوع برمته لانها امانة في عنقك
وما يدريك يااخي عسى ان يكون معي الحق
فتسأل انت عن غلق الموضوع
وان كنت كاذبا فعليا كذبي وانت كنت صادقا تسال انت عن غلقك الموضوع
اما بالنسبة لسؤالك
فان الحق واحد ولا يتعدد
اما انا على الحق وانتم مخطئون
واما انا مخطيء وانتم على الحق
اما بالنسبة لفهم ابن باز رحمه الله
فهو كفهم ابن عباس والعلماء من بعده
كرر كثيرا قوله مالم يستحل لا يكفر وراجع المقطع الذي تفضلت به
اما بالنسبة لظنه الاخير وتوقعه الشر من الحكام الذين يحكمون بغير ما انزل الله
فهذا يا اخي ظن والظن لا يغني من الحق شيئا
وهذا ليس دليل ابدا يأخذ به كما تعرف
لان الحديث واضح جدا
(الا ان ترى كفرا بواحا عندك فيه من الله برهان )
وهذا الموضوع مهم جدا جدا (اقصد موضوع التكفير والخروج)
قد يكون اهم موضوع في هذا المنتدى بل في كل المنتديات على الاطلاق
لانه فتنة العصر
وانا ارى انه الفتنة الاخيرة قبل الدجال مباشرة
لان الدجال سيخرج مع الخوارج
ولان الرسول صلى الله عليه وسلم اخبر ان ما قبل الدجال اصعب من الدجال نفسه
ومن ينجو مما قبل الدجال سينجو من الدجال
هذا والله وحده المستعان
اللهم ان كنت تعلم اني على حق فلا تجعل الموضوع يغلق
اللهم ان كنت تعلم اني على حق فلا تجعل الموضوع يغلق
اللهم ان كنت تعلم اني على حق فلا تجعل الموضوع يغلق
فان ابيت الا اغلاق الموضوع
فاقول اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد.......اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد ....اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد
عدل سابقا من قبل ماجد محمد في الخميس أكتوبر 23, 2014 4:53 pm عدل 1 مرات
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
ارجو من الاخ صائد عدم غلق الموضوع ننظر لما لديه فان كان حقاً اخذنا به
الازدي333- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 2313
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
اخي ماجد محمد
انا معك لا يجوز الخروج على الحاكم باليد الا اذا كفر ظاهرا وأمكن إزالته بدون مفاسد وان شاء الله الأخوة كذلك
لكن اريد ان تعطيني الحكم الشرعي فيمن يتحاكم الى محكمة الجبت والطاغوت
فقط الحكم وبالدليل ...
الازدي333- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 2313
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
كأنه (ازدي) آخر غير الذي اعرفهالازدي١١١ كتب:بما أن الكلام على الحاكم
فان من لم يحكم بالقسط وهو حكم الله فما أولائك بالمؤمنين
والحاكم يكون كافرا
اذا لم يأمر او منع العلماء الذين استحفظهم الله علمه ان يعلموا الناس لكي يتحاكموا الى ما انزل الله ومن لم يحكم بما انزل الله فاولائك هم الكافرين ..
والحاكم يكون ظالم
اذا لم يأخذ على يد من لم يرضى بحكم الله ويريد ان يأخذ بدل العين نفسا فان من تعدى حدود الله فهو ظالم ....
والحاكم يكون فاسقا
اذا لم يحكم بشرع الله أصلا فان من لم يفعل ذلك وقع فسقه على الناس
فاوقعهم
في الكفر والظلم والفسق .........
علينا بقرأة كتاب الله فكل آية واضحة لمن تدبر كتاب الله ....
والحاكم الفاسق اذا لم يعدل عن فسقه وليس الفسق الخاص بنفسه بل بحكمه
واجب إزالته وجهاده... وفي آيات الجهاد قدم الله فيها الأموال قبل الأنفس
فنقدم ما قدمه الله ولا نتقدم قول الله وقول نبيه صلى الله عليه وسلم ...
فمن خرج بيده على السلطان انما يريد فسادا لا إصلاحا .....
واين انت من احاديث السمع والطاعة للحاكم المسلم الذي يصلي فقط
واين انت من قول ابن عباس حبرالامه وترجمان القرآن (كفر دون كفر ) اي غير مخرج من الملة
واين الخوارج الذين كلما خرج لهم قرن قطع الى ان يخرج مع آخرهم الدجال
هل هي الفتنة التي لاينجوا منها الا القليل القليل
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
اخي (الازدي 111)الازدي١١١ كتب:اخي ماجد محمد
انا معك لا يجوز الخروج على الحاكم باليد الا اذا كفر ظاهرا وأمكن إزالته بدون مفاسد وان شاء الله الأخوة كذلك
لكن اريد ان تعطيني الحكم الشرعي فيمن يتحاكم الى محكمة الجبت والطاغوت
فقط الحكم وبالدليل ...
لايجوز الخروج على الحاكم باليد او باللسان
لان الخروج بالسلاح لايأتي الا بعد الخروج باللسان
وجد الخوارج (ذو الخويصرة) ما خرج على رسول الله الا بالكلام فقط حينما قال له اعدل يامحمد
اما مسألة التحاكم الى محكمة تحكم بغير ما انزل الله
فهذا يجب ان لايكون الا مضطرا
يعني لو هناك ضرورة لذلك
اخذ حقي واعتدي علي ولا يوجد سبيل الا الذهاب لهذه المحاكم
اما الذهاب مختارا فلا يجوز والله اعلم
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
ميثاق ابليس لجنوده
http://www.icj-cij.org/homepage/ar/unchart.php
ان لله ميثاق على عباده ولأبليس ميثاق لمن يعبده فأنظر الى من تطع ومن فى اعلى الهيكل يأمر وينهى.
احذر أن تكون من جنود ابليس
فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95)
http://www.icj-cij.org/homepage/ar/unchart.php
ان لله ميثاق على عباده ولأبليس ميثاق لمن يعبده فأنظر الى من تطع ومن فى اعلى الهيكل يأمر وينهى.
احذر أن تكون من جنود ابليس
فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95)
وعد الاخرة- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 217
تاريخ التسجيل : 08/08/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
احذر اخي من فتنة العصر
آخر فتنة قبل الدجال
فتنة التكفير والخروج
من ينجو منها ينجو من الدجال
لان الدجال يخرج في نهايتها مع الخوارج
آخر فتنة قبل الدجال
فتنة التكفير والخروج
من ينجو منها ينجو من الدجال
لان الدجال يخرج في نهايتها مع الخوارج
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
أخي/ ماجد محمد
مجمل ردك الأخير صحيح .. وليست المشكلة فيه .. إنما في اسقاطه .. بحيث أنك تجعله شامل للحكم بغير ما أنزل الله في قضية معينة وفي الحكم الكامل بغير ما أنزل الله بحيث يتم استبدال الكتاب والسنة بأحكام وضعية كفرية أو عرفية .. وهذا هو الخطأ الظاهر لي في ردك .. فتأمله إن كنت تريد أن نصل إلى الحق جميعاً .. والله الموفق
من هنا فالحكم بغير ما انزل الله من قاضٍ في قضية ما لسبب ما يوجب الاستفصال منه وهل هو يستحل هذا الحكم او يراه افضل من حكم الله ورسوله .. فأنت يا أخي خلطت وأدخلتنا في الخلط الذي جئت به .. بحيث تعمم على الحكم بغير ما انزل الله سواء في قضية خاصة أو نظام معتمد بأكمله .. فالاستفصال من القاضي في الغالب يكون عن عدة امور منها الاستحلال والسبب هو ايقاع العقوبة المناسبة لفعله بحسب بيانه .. واما الاستفصال من النظام الكفري الذي يحكم بغير ما أنزل الله عند القدرة عليه فيكون في الغالب لبلوغ الحجة لأن حكمه القتال بلا خلاف عند القدرة .. والله أعلى وأعلم
وهذا سؤال هام أتمنى منك الاجابة عليه بوضوح:
لو تحقق شرط القدرة لاسقاط نظام ديمقراطي كفري بغرض احلال حكم الشريعة محله .. وطولب من أهل الشوكة والحل والعقد بتطبيق الشريعة .. فهل دفاع النظام عن الديمقراطية التي يحكم بها ردة أم لا ؟!!! وهل تقع عليه عقوبة القتال إذا تعذر الاستفصال أو انقطعت سبل التواصل أم يشترط قبل ذلك الاستفصال عن استحلالهم الديمقراطية أم لا ؟!!!!
مجمل ردك الأخير صحيح .. وليست المشكلة فيه .. إنما في اسقاطه .. بحيث أنك تجعله شامل للحكم بغير ما أنزل الله في قضية معينة وفي الحكم الكامل بغير ما أنزل الله بحيث يتم استبدال الكتاب والسنة بأحكام وضعية كفرية أو عرفية .. وهذا هو الخطأ الظاهر لي في ردك .. فتأمله إن كنت تريد أن نصل إلى الحق جميعاً .. والله الموفق
من هنا فالحكم بغير ما انزل الله من قاضٍ في قضية ما لسبب ما يوجب الاستفصال منه وهل هو يستحل هذا الحكم او يراه افضل من حكم الله ورسوله .. فأنت يا أخي خلطت وأدخلتنا في الخلط الذي جئت به .. بحيث تعمم على الحكم بغير ما انزل الله سواء في قضية خاصة أو نظام معتمد بأكمله .. فالاستفصال من القاضي في الغالب يكون عن عدة امور منها الاستحلال والسبب هو ايقاع العقوبة المناسبة لفعله بحسب بيانه .. واما الاستفصال من النظام الكفري الذي يحكم بغير ما أنزل الله عند القدرة عليه فيكون في الغالب لبلوغ الحجة لأن حكمه القتال بلا خلاف عند القدرة .. والله أعلى وأعلم
وهذا سؤال هام أتمنى منك الاجابة عليه بوضوح:
لو تحقق شرط القدرة لاسقاط نظام ديمقراطي كفري بغرض احلال حكم الشريعة محله .. وطولب من أهل الشوكة والحل والعقد بتطبيق الشريعة .. فهل دفاع النظام عن الديمقراطية التي يحكم بها ردة أم لا ؟!!! وهل تقع عليه عقوبة القتال إذا تعذر الاستفصال أو انقطعت سبل التواصل أم يشترط قبل ذلك الاستفصال عن استحلالهم الديمقراطية أم لا ؟!!!!
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
اخي جعبة
سؤالك الاخير اجاب عنه الشيخ بن باز رحمه الله
المشكلة ليست في ذلك
المشكلة الآن بوضوح
هل من يحكمون الآن بغير ما انزل الله من حكام المسلمين يجوز تكفيرهم والخروج عليهم ام لا
سؤالك الاخير اجاب عنه الشيخ بن باز رحمه الله
المشكلة ليست في ذلك
المشكلة الآن بوضوح
هل من يحكمون الآن بغير ما انزل الله من حكام المسلمين يجوز تكفيرهم والخروج عليهم ام لا
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
انا لا اهربعبد الوهاب كتب:اين شرط الاستحلال فى كتاب الله او سنة رسوله عند الوقوع فى الكفر
اما ان تأتى بالدليل على هذا الشرط او انك تفترى على الله الكذب
واين اشترط بن باز والعثيمين والفوزان شرط الاستحلال فيما أتيتك به من كلامهم فلهما قولان قول المرجئة وقول الحق والحق من كلامهم ما اتيتك به فاما ان تأتي بشرط الاستحلال من كلامهم هنا او تشهد ان لهم قولان فى المسألة
فعندنا دليل على شرط الاكراة وشرط الخطأ عند الوقوع فى الكفر فاين شرط الاستحلال عند الوقوع فى الكفر لا تهرب
ولكن هل كل كلمة كفر في القرآن او السنة تعني كفر مخرج من الملة
اجب ولا تهرب انت
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
أجب ولا تهرب
ثم اجيبك على ما تريد
عبد الوهاب- المراسل الإخباري
- عدد المساهمات : 3098
تاريخ التسجيل : 30/04/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
يا اخي ماجد محمد
المسأله ابعد مما نتصور
فالحاكم الذي حكم او تحاكم لغير ما انزل الله فعله هذا هو سبب الخلاف
بين اهل العلم وانقسامهم قسمين
منهم من ينظر لحرمة مكانه شرعا
ومنهم من قال مكانته استحلت بكفر بواح ........
فما حكم من تسبب في هذا الفساد وتفريق الكلمه بتفرق أهلها........
الازدي333- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 2313
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
اخي ماجد محمد وجميع الأخوة
لدينا فرض كفائي لابد ان يقام
وهو وجوب الخروج من الخلاف وهناك طريق
وسبيل واحد وهو كتاب الله الكل يطالب
بالحق الذي يعرفه وهذا حسن
لكن لاينبغي
ان يهمل الحق الذي مع المخالف ولو كان قليلا
متى نظرنا بهذه النظره خرجنا من الخلاف .....
الازدي333- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 2313
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
سبحان الله ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت .
هو الوهن ...
أسأل الله العفو والعافية لي وللمسلمين
والله ...
لو خذلتم المجاهدين ... إنهم هُمُ المنصورون بإذن الله ووعده
والله ...
لا تَخْذِلون إلا أنفسكم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت .
هو الوهن ...
أسأل الله العفو والعافية لي وللمسلمين
والله ...
لو خذلتم المجاهدين ... إنهم هُمُ المنصورون بإذن الله ووعده
والله ...
لا تَخْذِلون إلا أنفسكم
ابو بكر العطار- ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
- عدد المساهمات : 1594
تاريخ التسجيل : 27/06/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
أتريد أن تعلم من ليس في قلبه وهن ... ؟؟
أنظر للعدو مِنْ مَنْ إمتلئت قلوبهم رعباً ... تعلم من المجاهد ... مِنْ مَنْ قلبه إمتلئ وهن ...
اللهم أكثر علينا رحماتك
اللهم أكثر المجاهدين فينا
اللهم أفض قلوب أعدائك رعباً أكثر وأكثر يا نور كل شيء يا الله أحد
أنظر للعدو مِنْ مَنْ إمتلئت قلوبهم رعباً ... تعلم من المجاهد ... مِنْ مَنْ قلبه إمتلئ وهن ...
اللهم أكثر علينا رحماتك
اللهم أكثر المجاهدين فينا
اللهم أفض قلوب أعدائك رعباً أكثر وأكثر يا نور كل شيء يا الله أحد
ابو بكر العطار- ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
- عدد المساهمات : 1594
تاريخ التسجيل : 27/06/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
اجابتي تبدأ من اجابتكعبد الوهاب كتب:
أجب ولا تهرب
ثم اجيبك على ما تريد
وعلى كل حال
انا اريد ان اقول
ليس كل كلمة كفر في القرآن والسنة تعني كفرا مخرجا من الملة
والدليل
قوله صلى الله عليه وسلم (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)وقوله (لاترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض)
بينما قال تعالى (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا.....)الآية
هنا سمى الرسول صلى الله عليه وسلم قتال المسلمين لبعضهم كفر
بينما سمى الله كلا الطائفتين المتقاتلتين من المؤمنين
اذا لابد من القول بانه كفر غير مخرج من الملة
اى ليس كفر بالله ورسوله وانما جريمة وذنب كبير جدا
ومعلوم ان فاعل الكبيرة لايخرج من الملة مالم يستحل فعل الكبيرة
بينما الخوارج قالوا فاعل الكبيرة يخرج من الملة ويخلد في النار
هذا بالاضافة لفهم بن عباس للاية الكريمه بقوله (كفر دون كفر)
بالاضافة للاحاديث التي تأمر بالسمع والطاعة في المعروف للحكام المسلمين الذين يصلون فقط
وخصوصا حديث فتنة الدهيماء التي تسبق الدجال حيث قال (اسمع واطع للامير وان ضرب ظهرك واخذ مالك )
لهذه الاسباب اشترط العلماء استحلال الحكم بغير ما انزل الله حتى يحكموا بكفر الحاكم
ثم لابد من وجود القدرة على الحاكم والا لايجوز الخروج حتى وان رأيت كفرا بواحا حتى لاتسفك دماء المسلمين هدرا
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
اخي انا لااحب الدنيا وليس بي وهن والحمد للهابو بكر العطار كتب:سبحان الله ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت .
هو الوهن ...
أسأل الله العفو والعافية لي وللمسلمين
والله ...
لو خذلتم المجاهدين ... إنهم هُمُ المنصورون بإذن الله ووعده
والله ...
لا تَخْذِلون إلا أنفسكم
وادعوا الله ليل نهار ان يفتح لنا باب صحيح للجهاد حتى اموت في سبيل الله
ولكن المسألة مسألة عبادة
والعبادة تكون بالدليل وبالشروط الصحيحة
ليس مجرد حماس واندفاع دون علم
لوان ما يحدث الآن كان جهادا صحيحا بشروطه بدون خروج او تكفير
مع وجود قدرة وقوة لكنا اول من نصرهم بفضل الله
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
اخي الازدي بارك الله فيكالازدي١١١ كتب:اخي ماجد محمد وجميع الأخوة
لدينا فرض كفائي لابد ان يقام
وهو وجوب الخروج من الخلاف وهناك طريق
وسبيل واحد وهو كتاب الله الكل يطالب
بالحق الذي يعرفه وهذا حسن
لكن لاينبغي
ان يهمل الحق الذي مع المخالف ولو كان قليلا
متى نظرنا بهذه النظره خرجنا من الخلاف .....
الموضوع ليس مجرد خلاف عادى
الموضوع مترتب عليه تكفير وخروج ودماء
اذا فلا بد من الوصول الى الحق وبيانه بوضوح دون خوف او مواربة
السؤال الآن
هل الحكام المسلمين الذين يحكمون الآن بغير ما انزل الله كفار ويجوز الخروج عليهم ام لا ؟
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
كيف بتعرف ان الحكام الان يحكمون بغير ما انزل الله .. من اين اتيت بهذا الحكم .. ياريت تعطينا مثال صغير .. ان هناك حاكم يحكم بغير ماهو موجود في الكتاب او السنة او يحكم بغير شرع الله .. اذا استطعت ان تاتي بالمثال .. نستطيع ان نرد عليك ..
الهمداني- عضوية ملغية "ايقاف نهائي"
- عدد المساهمات : 3554
تاريخ التسجيل : 30/04/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
لا هو الوهن بعينه ...ماجد محمد كتب:اخي انا لااحب الدنيا وليس بي وهن والحمد للهابو بكر العطار كتب:سبحان الله ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت .
هو الوهن ...
أسأل الله العفو والعافية لي وللمسلمين
والله ...
لو خذلتم المجاهدين ... إنهم هُمُ المنصورون بإذن الله ووعده
والله ...
لا تَخْذِلون إلا أنفسكم
وادعوا الله ليل نهار ان يفتح لنا باب صحيح للجهاد حتى اموت في سبيل الله
ولكن المسألة مسألة عبادة
والعبادة تكون بالدليل وبالشروط الصحيحة
ليس مجرد حماس واندفاع دون علم
لوان ما يحدث الآن كان جهادا صحيحا بشروطه بدون خروج او تكفير
مع وجود قدرة وقوة لكنا اول من نصرهم بفضل الله
ولو كنت صادق لإقتنعت بقول الحق ولكفاك الدليل
لكنك تُعرض عنه ... لرغبة في الباطل أو لرهبة ...
من لم يكفيه أن يقرأ الموضوع من البداية إلى النهاية ويسمع الأدلة الساطعة
ولا يَجِدُ هذا جهاد في سبيل الله
لا بارك الله فيه ... والطائفة المنصورة موجودة منصورة مقاتلة في سبيل الله
لها الدرجات العُلى ... بَشَّرَ بهم رسول الله وصَدَقَ رسول الله وأنت كذبت ...
ونحن موجودون نقاتل على الحق لا نخاف في الله لومة ماجد محمد ولا لومة لائم لئيم .
إنتهى النقاش هنا .
ابو بكر العطار- ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
- عدد المساهمات : 1594
تاريخ التسجيل : 27/06/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
لا يقال عنهُ موت ... بَلْ يُقال كماماجد محمد كتب:اخي انا لااحب الدنيا وليس بي وهن والحمد للهابو بكر العطار كتب:سبحان الله ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت .
هو الوهن ...
أسأل الله العفو والعافية لي وللمسلمين
والله ...
لو خذلتم المجاهدين ... إنهم هُمُ المنصورون بإذن الله ووعده
والله ...
لا تَخْذِلون إلا أنفسكم
وادعوا الله ليل نهار ان يفتح لنا باب صحيح للجهاد حتى اموت في سبيل الله
ولكن المسألة مسألة عبادة
والعبادة تكون بالدليل وبالشروط الصحيحة
ليس مجرد حماس واندفاع دون علم
لوان ما يحدث الآن كان جهادا صحيحا بشروطه بدون خروج او تكفير
مع وجود قدرة وقوة لكنا اول من نصرهم بفضل الله
قال الله تبارك وتعالى الذي أنا أرجع إليه الذي وَحدهُ سيحاسبني قال :
[b](وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ)
اللهم أرزقنا الشهادة في سبيلك
[/b]
ابو بكر العطار- ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
- عدد المساهمات : 1594
تاريخ التسجيل : 27/06/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
ليس جهاد
ما يحدث ليس جهاد
وانت الذي لايريد ان يتبع السنة
ومصر على فهمك وهواك
قد ابلغتك
افعل ما شئت
فنهاية الخوارج معروفة في الدنيا والآخرة
يقطعون في الدنيا
وكلاب النار في الآخرة
ذلك هو الخسران المبين
اللهم انا نعوذ بك من الخسران المبين
ما يحدث ليس جهاد
وانت الذي لايريد ان يتبع السنة
ومصر على فهمك وهواك
قد ابلغتك
افعل ما شئت
فنهاية الخوارج معروفة في الدنيا والآخرة
يقطعون في الدنيا
وكلاب النار في الآخرة
ذلك هو الخسران المبين
اللهم انا نعوذ بك من الخسران المبين
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
بدون تعليق ... إنتهى النقاش في هذا الموضوع ...
وصور الشهداء إلي تبتسم وإلي بتضحك هي إلي راح ترُد على إفتراءاتك الكاذبة ...
يا ريت الإخوة ينقلولنا صور الشهداء الذين نحسبهم وكما ظهر منهم الصدق يا ليتني منهم ...
وصور الشهداء إلي تبتسم وإلي بتضحك هي إلي راح ترُد على إفتراءاتك الكاذبة ...
يا ريت الإخوة ينقلولنا صور الشهداء الذين نحسبهم وكما ظهر منهم الصدق يا ليتني منهم ...
ابو بكر العطار- ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
- عدد المساهمات : 1594
تاريخ التسجيل : 27/06/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
أخي العزيز جعبة لو سمحت لنا حق بالرد على الإفتراءات
مهماً كانت أو مِنْ مَنْ صَدَرَت ... وفي هذا الموضوع إفتروا
على المجاهدين كثيراً ولنا الحق في الرد ... وأرى أن يكون الرد
من خلال أن نبقي هذا الموضوع متجدد لصور الشهداء الذين
لهم بسمات وضحكات فور الشهادة ... والله أعلم أن كلٌ له كرامة خاصة
كما خبر النبي صلى الله علي وسلم ... منهم من إبتدرته الحور العين
ومنهم من أظلته الملائكة ... ومنهم من غسلته الملائكة بين السماء والأرض
ولكن ليس لنا اليوم نبوة إنما بُشريات ... في الرؤى الصادقة ...
وفي كرامات الشهداء الظاهرة التي نراها بأعيننا ولا يستطيع حتى إبليس عليه لعنة الله إنكارها ... هذا حق لنا
كي لا يأتينا كُل يوم شخص مُلبس عليه ونعود من حيث بدأنا ... من أتى لا يعلم
نحيله لهذا الموضوع حتى نمضي قُدماً ... ولا نبقى نتكلم في نفس الموضوع وإضاعة وقت .
مهماً كانت أو مِنْ مَنْ صَدَرَت ... وفي هذا الموضوع إفتروا
على المجاهدين كثيراً ولنا الحق في الرد ... وأرى أن يكون الرد
من خلال أن نبقي هذا الموضوع متجدد لصور الشهداء الذين
لهم بسمات وضحكات فور الشهادة ... والله أعلم أن كلٌ له كرامة خاصة
كما خبر النبي صلى الله علي وسلم ... منهم من إبتدرته الحور العين
ومنهم من أظلته الملائكة ... ومنهم من غسلته الملائكة بين السماء والأرض
ولكن ليس لنا اليوم نبوة إنما بُشريات ... في الرؤى الصادقة ...
وفي كرامات الشهداء الظاهرة التي نراها بأعيننا ولا يستطيع حتى إبليس عليه لعنة الله إنكارها ... هذا حق لنا
كي لا يأتينا كُل يوم شخص مُلبس عليه ونعود من حيث بدأنا ... من أتى لا يعلم
نحيله لهذا الموضوع حتى نمضي قُدماً ... ولا نبقى نتكلم في نفس الموضوع وإضاعة وقت .
ابو بكر العطار- ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
- عدد المساهمات : 1594
تاريخ التسجيل : 27/06/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
والله لو جئت بملايين الصور
فما يحدث ليس جهاد بل تكفير وخروج
وما بني على باطل فهو باطل
وانا اقول واتحدي
لن يزيد التكفير والخروج الامة الا وهن على وهن
ونهاية داعش التي صنعتها المخابرات الامريكية مثل نهاية القاعدة
وانتظروا انا منتظرون
وتربصوا اني معكم من المتربصين
فما يحدث ليس جهاد بل تكفير وخروج
وما بني على باطل فهو باطل
وانا اقول واتحدي
لن يزيد التكفير والخروج الامة الا وهن على وهن
ونهاية داعش التي صنعتها المخابرات الامريكية مثل نهاية القاعدة
وانتظروا انا منتظرون
وتربصوا اني معكم من المتربصين
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
هذا هو الطاغوت الليبي ... قال عن المسلمين والمجاهدين فئران
هل تعلم من أين أخرجوه ... ؟؟؟
سبحان الله ...
من المجاري مثل الفأر هذا النجس ...
وأنظر لطاغوتك الذي تدافع عنه ... ماذا سيحل به ...
سنن الله لا تتغير ولا تتبدل
أسأل الله العفو والعافية
هل تعلم من أين أخرجوه ... ؟؟؟
سبحان الله ...
من المجاري مثل الفأر هذا النجس ...
وأنظر لطاغوتك الذي تدافع عنه ... ماذا سيحل به ...
سنن الله لا تتغير ولا تتبدل
أسأل الله العفو والعافية
ابو بكر العطار- ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
- عدد المساهمات : 1594
تاريخ التسجيل : 27/06/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
انا ادافع عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وطريقته
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
وهل أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وحاشاهماجد محمد كتب:انا ادافع عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وطريقته
بالدفاع عن الطواغيت ... والصد عن سبيل الجهاد بإسم الدين
وهل أُمرت أن تخذل المسلمين وتكون لسان حاد في يد الطواغيت
وهل أُمرت أن تسمع الحق وتُعرض وتَلُو عنه ... رغبة أو رهبة ...
أم أُمرت بقتلنا من أمريكا وأذنابها ... هذا الدين أصبح وأمسى مثل الشمس
أنصحك بقرائة موضوعك مرة أُخرى ... حتى تعلم من هم الخوارج التكفيريين ... سبحان الله
ابو بكر العطار- ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
- عدد المساهمات : 1594
تاريخ التسجيل : 27/06/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
امرني بالسمع والطاعة لحكام المسلمين طالما انهم مسلمون ويصلون
امرني بالصبر على الحاكم المسلم حتى وان ضرب ظهري واخذ مالي
امرني بالصبر على اليهود والنصارى عندما يكونوا في علو واستكبار حتى يمكن الله لعباده المستضعفين
امرني بعدم تكفير احد من المسلمين بذنب ما لم يستحله
امرني بالدعوة الى توحيد الله اولا قبل التفكير في الحكم والامارة
امرني ان لا القي بنفسي في التهلكة بسبب الخروج والتكفير
امرني بالصبر على الحاكم المسلم حتى وان ضرب ظهري واخذ مالي
امرني بالصبر على اليهود والنصارى عندما يكونوا في علو واستكبار حتى يمكن الله لعباده المستضعفين
امرني بعدم تكفير احد من المسلمين بذنب ما لم يستحله
امرني بالدعوة الى توحيد الله اولا قبل التفكير في الحكم والامارة
امرني ان لا القي بنفسي في التهلكة بسبب الخروج والتكفير
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
أمرنا الله عز وجل ورسوله بالسمع والطاعة في المعروف ولا طاعة له وهو يأمرني أن أرتدماجد محمد كتب:امرني بالسمع والطاعة لحكام المسلمين طالما انهم مسلمون ويصلون
عن دين الله عز وجل ... !!!
ما أجمل كلامك هو يصلي ويأمرني أن أقتل المسلمين مع الكافرين ...!!!
شكلك فاهم ...!!!
ابو بكر العطار- ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
- عدد المساهمات : 1594
تاريخ التسجيل : 27/06/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
معنى هذا الكلام يا فهيم ... زادك الله فهم ...ماجد محمد كتب:
امرني بالصبر على الحاكم المسلم حتى وان ضرب ظهري واخذ مالي
أُمرنا بالصبر على الحاكم المسلم الذي يطبق الحدود ويأخذ مال الزكاة
ضرب ظهرك : أي أقام عليك حد ... يعني لا تخرج عليه بسبب إقامة الحد ... وهكذا
وأخذ مالك : طالبك بدفع الزكاة ... يعني أَرغَمَكَ على دفع المال الذي تَشُحُ النفس فيه
يعني إسمع وأطع لمن ولاه الله أمر المسلمين يقيم الحدود ويُدفع الناس الحقوق
راغبين أو مُرغَمين ...
وهذه صفة الحاكم العادل ... الذي يوصينا الرسول صلى الله عليه وسلم التمسك به
وليس كما صورتها أنت أخي ... أرجوا الله أن تفهم أكثر وأكثر
وليس إن ظَلَمَكَ إصمت ... حسبما فهمت ...
عدل سابقا من قبل ابو بكر العطار في الخميس أكتوبر 30, 2014 1:51 am عدل 2 مرات
ابو بكر العطار- ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
- عدد المساهمات : 1594
تاريخ التسجيل : 27/06/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
ماجد محمد كتب:
امرني بالصبر على اليهود والنصارى عندما يكونوا في علو واستكبار حتى يمكن الله لعباده المستضعفين
هؤلاء المستضعفين هههه الله أكبر ... اللهم أحشرني يوم القيامة مع رسولك ونبيك صلى الله عليه وسلم
ومع الذين كانوا مُستضعفين في الأرض ورضيت عنهم أبدا اللهم آمين ... اللهم آمين ... اللهم آمين ...
ابو بكر العطار- ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
- عدد المساهمات : 1594
تاريخ التسجيل : 27/06/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
هُنَاكَ إجْمَاعْ عَلَى أَنَّهُ مَنْ إِسْتَحَلَ ذَنْبْ حَرَّمَهُ اللهُ عَزَ وَجَلْ أَوْ حَرَمَهُ رَسُولُهُ صلى الله عليه وسلمماجد محمد كتب:
امرني بعدم تكفير احد من المسلمين بذنب ما لم يستحله
... كَفَرَ بِالْإِجْمَاعْ ...
... ولَكِنَّ الْخِلافَ فِي مُرْتَكِبْ الْنَاقِضْ هَلْ يَكْفُرْ وَ مَتَى يِكْفُرْ ..
مُرْتَكِبْ الْنَاقِضْ عَلَى حَالَاتْ هُنَاكَ نَوَاقِضْ إذا أُرتِكِبَتْ يِكْفُرْ بِهَا مُرْتَكِبِها والعياذ بالله
ولا نرجع الفهم لعقولنا نعود للعلماء الربانيين الذين لًمْ تأخُذهم في الله لومة لائم
ومنهم الأئمة الأربعة وابن تيمية وغيرهم كثير لكني لست مطلع عليهم
وأنا فهمت المسألة من فتوى شيخ الإسلام في التتار وفي جنكيز خان والياسق والمسلمين
الذين قاتلوا مع جنكيز خان ... كلهم كانوا ... كان حُكْمُهُمْ عِنْدَ شَيْخْ الإسلام إبن تيمية ...
حُكُمْ واحد وأنهم ... على التصنيف التالي :
1 : جكيز خان : حُكمه ... كافر
السبب خُروجُهُ وقِتَالُهُ لِتَحْكِيمْ وَ تَطْبيقْ قوانين من وَضْعِهْ الشخصي ...
هنا نفهم أنه من خَرَجَ لِيُقَاتِلْ لِيُدْخِلَ النَاسَ فِي حُكْمِهِ فهو ضالٌ مُضِلْ شيطان على باب نار
يدعوا الناس إليه والعياذ بالله ... اللهم ثبتنا على الإيمان
2 : الياسق : حُكمه ... كتاب كتبه شخص وجعله للناس يتحاكموا إليه و حُكْمُهُ ... كِتَابُ كُفْرْ
وأي كتاب فيه شروط الياسقْ ... فهو كتاب كفر ... يعني كُلْ دُستور من أشخاص هو دعوة الناس
للكفر
3 : التتار الذين أطاعوا جنكيز خان وكانوا على عِلْمْ بحكمه وكتابه ومع هذا نصروه :
حُكْمُهُمْ ... إمَّعَاتْ ... كُفَارْ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيل الله ... حُكْمُهُمْ القتال حتى تَفْنَىَ شَوْكَتُهُمْ
لضررهم العظيم على شعائر الإسلام الظاهرة خاصة ... ومن أسلمَ مِنْهُمْ وحَسُنَ إسلامه
فلا بأس بشرط أن يكون مُلتزم بشعائر الإسلام الظاهرة كاملة ... وبينه وما بين الله لله
4 : المسلمين الناطقين بالشهادتين على حالات مِنْهُمْ ... يتبع إن شاء الله وبإذنه ...
.
ابو بكر العطار- ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
- عدد المساهمات : 1594
تاريخ التسجيل : 27/06/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
ان كنت لا تفهم فهذا شأنك
اما ان تخالف النصوص الصريحة فهذا ليس شأنك
طيب يافهامه يا علامه
لماذا لا تفهم هذه الاحاديث وتتأملها جيدا
1- عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: "عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ" (خ م ) واللفظ لمسلم
2- عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا)وفي رواية(إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، وَتَرَوْنَ أَثَرَةً")وفي رواية (إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا) (قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟)وفي رواية(قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ؟) (قَالَ: تُؤَدُّونَ الحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ) وفي رواية (أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ) (خ م حم ت حب)
3- عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ، فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: «أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا، وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا، عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ » وفي رواية (وَعَلَى أَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا، لَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ"(خ م)
4- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ»(م)
وعند (حم) من حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ، وَلَا تُنَازِعِ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّ لَكَ» (حم) 22735وصحح اسناده الأرنؤوط
5-عن حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ "يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ"، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ"(م) جزء من حديث حذيفة
6- عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ"(م)
7- عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ: "لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ"وفي رواية (أَلَا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ"(م)
8- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»(خ)
9- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ» , (خ)
10- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: "لَا، مَا صَلَّوْا"، أَيْ مَنْ كَرِهَ بِقَلْبِهِ وَأَنْكَرَ بِقَلْبِهِ. , (م)
11- عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: لا نَسْأَلُكَ عَنْ طَاعَةِ مَنِ اتَّقَى وَلَكِنْ مَنْ فَعَلَ وَفَعَلَ فَذَكَرَ الشَّرَّ فَقَالَ: "اتَّقُوا الله واسمعوا وأطيعوا". صححه الألباني في ظلال الجنة في تخريج (السنةلابن ابي عاصم)
12- قَالَ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ لِهِشَامِ بْنِ حَكِيمٍ أَلَمْ تَسْمَعْ بِقَوْلِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ، فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً، وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ، فَيَخْلُوَ بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ، وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ»، وَإِنَّكَ يَا هِشَامُ لَأَنْتَ الْجَرِيءُ، إِذْ تَجْتَرِئُ عَلَى سُلْطَانِ اللَّهِ، فَهَلَّا خَشِيتَ أَنْ يَقْتُلَكَ السُّلْطَانُ، فَتَكُونَ قَتِيلَ سُلْطَانِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. (حم صم) وصححه الالباني والأرنؤوط
وغيرها كثير جدا ولكن اكتفي بما ذكرت
ولا تقول برأيك وهواك وتعارض النصوص باشياء ومواقف ليست موافقة لما نحن فيه
النصوص واضحة في الحكام الذين يظلمون ويستنون بغير سنة الرسول
لا تتزاكى انت وتقول شرط ان يحكموا بما انزل الله لانه
اولا لا احد يسأل عن هذا
السؤال عن من يحيد عن حكم الله
ثانيا لو حكم بما انزل الله لعدل وما ظلم اصلا
ثالثا الشرطين للطاعة في المعروف واضحين جدا
الاسلام والصلاة فقط
ثم انت فهمك لحديث (وان ضرب ظهرك واخذ مالك ) عجيب جدا لم يقل به احد
فهناك احاديث آخرى تشرح هذا وتوضحه مثل حديث عدي بن حاتم السابق وحديث وائل الحضرمي وغيرهما
الاحاديث واضحة في الصبر على ظلم الحاكم الفاجر الذي يفعل الشر ولا يستن بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم
وانت تقول انها في الحاكم الذي يعدل ويأخذ الزكاة
ما هذا الخبط العشواء والرد بغير علم
اشعر ان النقاش معك اصبح بدون جدوى وتضييع للوقت
ثم بعد كل هذا
هل يوجد لدى الشعوب قدرة وقوة على الحكام ثم على اليهود والنصارى ؟
اجب ياعلامة يافهامة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!1
اما ان تخالف النصوص الصريحة فهذا ليس شأنك
طيب يافهامه يا علامه
لماذا لا تفهم هذه الاحاديث وتتأملها جيدا
1- عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: "عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ" (خ م ) واللفظ لمسلم
2- عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا)وفي رواية(إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، وَتَرَوْنَ أَثَرَةً")وفي رواية (إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا) (قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟)وفي رواية(قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ؟) (قَالَ: تُؤَدُّونَ الحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ) وفي رواية (أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ) (خ م حم ت حب)
3- عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ، فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: «أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا، وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا، عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ » وفي رواية (وَعَلَى أَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا، لَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ"(خ م)
4- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ»(م)
وعند (حم) من حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ، وَلَا تُنَازِعِ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّ لَكَ» (حم) 22735وصحح اسناده الأرنؤوط
5-عن حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ "يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ"، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ"(م) جزء من حديث حذيفة
6- عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ"(م)
7- عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ: "لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ"وفي رواية (أَلَا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ"(م)
8- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»(خ)
9- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ» , (خ)
10- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: "لَا، مَا صَلَّوْا"، أَيْ مَنْ كَرِهَ بِقَلْبِهِ وَأَنْكَرَ بِقَلْبِهِ. , (م)
11- عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: لا نَسْأَلُكَ عَنْ طَاعَةِ مَنِ اتَّقَى وَلَكِنْ مَنْ فَعَلَ وَفَعَلَ فَذَكَرَ الشَّرَّ فَقَالَ: "اتَّقُوا الله واسمعوا وأطيعوا". صححه الألباني في ظلال الجنة في تخريج (السنةلابن ابي عاصم)
12- قَالَ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ لِهِشَامِ بْنِ حَكِيمٍ أَلَمْ تَسْمَعْ بِقَوْلِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ، فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً، وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ، فَيَخْلُوَ بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ، وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ»، وَإِنَّكَ يَا هِشَامُ لَأَنْتَ الْجَرِيءُ، إِذْ تَجْتَرِئُ عَلَى سُلْطَانِ اللَّهِ، فَهَلَّا خَشِيتَ أَنْ يَقْتُلَكَ السُّلْطَانُ، فَتَكُونَ قَتِيلَ سُلْطَانِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. (حم صم) وصححه الالباني والأرنؤوط
وغيرها كثير جدا ولكن اكتفي بما ذكرت
ولا تقول برأيك وهواك وتعارض النصوص باشياء ومواقف ليست موافقة لما نحن فيه
النصوص واضحة في الحكام الذين يظلمون ويستنون بغير سنة الرسول
لا تتزاكى انت وتقول شرط ان يحكموا بما انزل الله لانه
اولا لا احد يسأل عن هذا
السؤال عن من يحيد عن حكم الله
ثانيا لو حكم بما انزل الله لعدل وما ظلم اصلا
ثالثا الشرطين للطاعة في المعروف واضحين جدا
الاسلام والصلاة فقط
ثم انت فهمك لحديث (وان ضرب ظهرك واخذ مالك ) عجيب جدا لم يقل به احد
فهناك احاديث آخرى تشرح هذا وتوضحه مثل حديث عدي بن حاتم السابق وحديث وائل الحضرمي وغيرهما
الاحاديث واضحة في الصبر على ظلم الحاكم الفاجر الذي يفعل الشر ولا يستن بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم
وانت تقول انها في الحاكم الذي يعدل ويأخذ الزكاة
ما هذا الخبط العشواء والرد بغير علم
اشعر ان النقاش معك اصبح بدون جدوى وتضييع للوقت
ثم بعد كل هذا
هل يوجد لدى الشعوب قدرة وقوة على الحكام ثم على اليهود والنصارى ؟
اجب ياعلامة يافهامة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!1
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
هذه الأحاديث حَقٌ ...ماجد محمد كتب:ان كنت لا تفهم فهذا شأنك
اما ان تخالف النصوص الصريحة فهذا ليس شأنك
طيب يافهامه يا علامه
لماذا لا تفهم هذه الاحاديث وتتأملها جيدا
1- عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: "عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ" (خ م ) واللفظ لمسلم
2- عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا)وفي رواية(إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، وَتَرَوْنَ أَثَرَةً")وفي رواية (إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا) (قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟)وفي رواية(قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ؟) (قَالَ: تُؤَدُّونَ الحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ) وفي رواية (أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ) (خ م حم ت حب)
3- عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ، فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: «أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا، وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا، عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ » وفي رواية (وَعَلَى أَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا، لَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ"(خ م)
4- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ»(م)
وعند (حم) من حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ، وَلَا تُنَازِعِ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّ لَكَ» (حم) 22735وصحح اسناده الأرنؤوط
5-عن حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ "يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ"، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ"(م) جزء من حديث حذيفة
6- عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ"(م)
7- عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ: "لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ"وفي رواية (أَلَا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ"(م)
8- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»(خ)
9- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ» , (خ)
10- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: "لَا، مَا صَلَّوْا"، أَيْ مَنْ كَرِهَ بِقَلْبِهِ وَأَنْكَرَ بِقَلْبِهِ. , (م)
11- عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: لا نَسْأَلُكَ عَنْ طَاعَةِ مَنِ اتَّقَى وَلَكِنْ مَنْ فَعَلَ وَفَعَلَ فَذَكَرَ الشَّرَّ فَقَالَ: "اتَّقُوا الله واسمعوا وأطيعوا". صححه الألباني في ظلال الجنة في تخريج (السنةلابن ابي عاصم)
12- قَالَ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ لِهِشَامِ بْنِ حَكِيمٍ أَلَمْ تَسْمَعْ بِقَوْلِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ، فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً، وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ، فَيَخْلُوَ بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ، وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ»، وَإِنَّكَ يَا هِشَامُ لَأَنْتَ الْجَرِيءُ، إِذْ تَجْتَرِئُ عَلَى سُلْطَانِ اللَّهِ، فَهَلَّا خَشِيتَ أَنْ يَقْتُلَكَ السُّلْطَانُ، فَتَكُونَ قَتِيلَ سُلْطَانِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. (حم صم) وصححه الالباني والأرنؤوط
وغيرها كثير جدا ولكن اكتفي بما ذكرت
ولا تقول برأيك وهواك وتعارض النصوص باشياء ومواقف ليست موافقة لما نحن فيه
النصوص واضحة في الحكام الذين يظلمون ويستنون بغير سنة الرسول
لا تتزاكى انت وتقول شرط ان يحكموا بما انزل الله لانه
اولا لا احد يسأل عن هذا
السؤال عن من يحيد عن حكم الله
ثانيا لو حكم بما انزل الله لعدل وما ظلم اصلا
ثالثا الشرطين للطاعة في المعروف واضحين جدا
الاسلام والصلاة فقط
ثم انت فهمك لحديث (وان ضرب ظهرك واخذ مالك ) عجيب جدا لم يقل به احد
فهناك احاديث آخرى تشرح هذا وتوضحه مثل حديث عدي بن حاتم السابق وحديث وائل الحضرمي وغيرهما
الاحاديث واضحة في الصبر على ظلم الحاكم الفاجر الذي يفعل الشر ولا يستن بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم
وانت تقول انها في الحاكم الذي يعدل ويأخذ الزكاة
ما هذا الخبط العشواء والرد بغير علم
اشعر ان النقاش معك اصبح بدون جدوى وتضييع للوقت
ثم بعد كل هذا
هل يوجد لدى الشعوب قدرة وقوة على الحكام ثم على اليهود والنصارى ؟
اجب ياعلامة يافهامة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!1
لكن فيها حديث يقول إذا ظهر الكفر البواح من الحاكم المسلم ... يُقاتل
ومظاهرة الصليبيين واليهود والصهاينة والعلمانية وكفار الأرض كلهم على المسلمين ...
هذا كُفْرْ بواح لنا فيه من الله برهان ...
السمع والطاعة ليست إلا للحاكم الذي لم يظهر منهُ كُفُرْ بواح ... سواءاً كان عادلاً أو ظالماً ...
الذي أظهر هذا الناقض من نواقض الإسلام هو مُرْتَدْ عن دين الله عز وجل ...
... ويَجِبْ قِتَالُه ...
3- عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ، فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: «أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا، وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا، عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ » وفي رواية (وَعَلَى أَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا، لَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ"(خ م)
الآن من أوجب الواجبات إعداد العدة لتحصل الشوكة وتُقام شعيرة الجهاد ...
جهاد الدفع الآن واجب والعُدة واجبة ... وجهاد الطلب واجب والعِلْمُ واجب لَهْ ...
... كتاب يهدي بعلم ... سيف ينصُر بِعُدَّة ...
ابو بكر العطار- ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
- عدد المساهمات : 1594
تاريخ التسجيل : 27/06/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
خطاب المجاهد تفبله الله ... أثخن في أعداء الله ... وهذا ظاهره ... ولا نزكي على الله أحد
ابو بكر العطار- ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
- عدد المساهمات : 1594
تاريخ التسجيل : 27/06/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
وهذا الطاغوت كان على أراضي المسلمين يَحْكُمنا ...
الفأر النجس أخرجوه من المجاري ...
... أعزكمُ الله ...
ابو بكر العطار- ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
- عدد المساهمات : 1594
تاريخ التسجيل : 27/06/2014
رد: الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
جئنا لنقطة الخلاف
وما الكفر البواح الذي عندك من الله فيه برهان
ولا تقل لي الحكم بغير ما انزل الله
لانك في هذه الحاله تحتاج لاعادة قراءة الموضوع من اوله
ثم لم تجب على سؤالي
اذا ثبت الكفر على اي حاكم
فهل لدى الشعوب الضعيفة القدرة على تغيير هذا الحاكم ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وما الكفر البواح الذي عندك من الله فيه برهان
ولا تقل لي الحكم بغير ما انزل الله
لانك في هذه الحاله تحتاج لاعادة قراءة الموضوع من اوله
ثم لم تجب على سؤالي
اذا ثبت الكفر على اي حاكم
فهل لدى الشعوب الضعيفة القدرة على تغيير هذا الحاكم ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
صفحة 4 من اصل 8 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8
مواضيع مماثلة
» الخوارج ، ورع في خنزير لأهل الكتاب واستحلال تابعي
» الرد على شبهات عدنان إبراهيم ... // الشيخ عبدالعزيز الطريفي
» الا يمكن لتنظيم الدولة العمل بعيدا عن بلاد المسلمين
» تأثر الخوارج المعاصرين بأصول الخوارج المتقدمين (اقراء لن تندم ان لم تستفد لن تخسر)
» القواسم المشتركة بين الطائفيين الشيعة ..... والتكفيريين السنّة !!!
» الرد على شبهات عدنان إبراهيم ... // الشيخ عبدالعزيز الطريفي
» الا يمكن لتنظيم الدولة العمل بعيدا عن بلاد المسلمين
» تأثر الخوارج المعاصرين بأصول الخوارج المتقدمين (اقراء لن تندم ان لم تستفد لن تخسر)
» القواسم المشتركة بين الطائفيين الشيعة ..... والتكفيريين السنّة !!!
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 4 من اصل 8
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى