الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
+3
عبد من عباد الله
الطريق الوسط
حاسم 1433
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمير المؤمنين وصقرقريش يزيد بن معاوية
وأخيراً وليس آخراً هذه سيرة أمير المؤمنين يزيد بن معاوية بدون تحريف وبالأدلة وتكذيباً للأباطيل التي قيلت فيه سابقاً رضي الله عنه ...............
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :
يزيد بن معاوية – رحمه الله – لم يكن بذلك الشاب اللاهي ، كما تصوره لنا الروايات التاريخية الركيكة ؛ بل هو على خلاف ذلك ، لكن العجب في المؤلفين من الكتاب الذين لا يبحثون عن الخبر الصحيح ، أو حتى عمّن يأخذوه ، فيجمعون في هذه المؤلفات الغث و السمين من الروايات و الكلام الفارغ الملفق ، فتراهم يطعنون فيه فيظهرون صورته و يشوهونها ، بأبشع تصوير .
و للأسف فإن بعض المؤرخين من أهل السنة أخذوا من هذه الروايات الباطلة و أدرجوها في كتبهم ، أمثال ابن كثير في البداية و النهاية ، وابن الأثير في الكامل ، وابن خلدون في العبر والإمام الذهبي في تاريخ الإسلام و في غيرها من الكتب .
و المصيبة في هؤلاء الكتاب المعاصرين أنهم يروون هذا الطعن عن بعض الشيعة المتعصبين أمثال أبي مخنف و الواقدي و ابن الكلبي و غيرهم ، و غير هذا أن معظم هذه الكتب ألفت على عهد العباسيين ، وكما هو معروف مدى العداء بين الأمويين و العباسيين ، فكانوا يبحثون عمّن يطعن في هؤلاء فيملؤون هذه الكتب بالأكاذيب .
و هناك أمور و أشياء أخرى و طامات كبرى في غيرها من الكتب ، رويت لتشويه صورة و سيرة يزيد رحمه الله و والده معاوية رضي الله عنه ، و كان على رأس هؤلاء الطاعنين بنو العباس وأنصار ابن الزبير حين خرج على يزيد و الشيعة الروافض عليهم غضب الله ، و الخوارج قاتلهم الله و أخزاهم .
منقبة ليزيد بن معاوية :
أخرج البخاري عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت و هو نازل في ساحة حمص و هو في بناء له و معه أم حرام ، قال عمير : فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ، فقالت أم حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ، فقلت : أنا فيهم قال : لا . البخاري مع الفتح (6/120) .
فتحرك الجيش نحو القسطنطينية بقيادة بسر بن أرطأ رضي الله عنه عام خمسين من الهجرة ، فاشتد الأمر على المسلمين فأرسل بسر يطلب المدد من معاوية فجهز معاوية جيشاً بقيادة ولده يزيد ، فكان في هذا الجيش كل من أبو أيوب الأنصاري و عبد الله بن عمر و ابن الزبير و ابن عباس وجمع غفير من الصحابة ، رضي الله عنهم أجمعين .
و أخرج البخاري أيضاً ، عن محمود بن الربيع في قصة عتبان بن مالك قال محمود : فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته التي توفي فيها ، ويزيد بن معاوية عليهم – أي أميرهم - بأرض الروم . البخاري مع الفتح (3/73) .
و في هذا الحديث منقبة ليزيد رحمه الله حيث كان في أول جيش يغزوا أرض الروم .
بعضاً من سيرة يزيد
و لنقف قليلاً ، على بعض من سيرة يزيد بن معاوية رحمه الله قبل أن يرشحه والده لولاية العهد ، و ما هي الحال التي كان عليها قبل توليه الخلافة ، و مدى صدق الروايات التي جاءت تذم يزيد وتصفه بأوصاف مشينة .
عمل معاوية رضي الله عنه جهده من البداية في سبيل إعداد ولده يزيد ، و تنشئته التنشئة الصحيحة ، ليشب عليها عندما يكبر ، فسمح لمطلقته ميسون بنت بحدل الكلبية ، و كانت من الأعراب ، و كانت من نسب حسيب ، و منها رزق بابنه يزيد ، - أنظر ترجمتها في : تاريخ دمشق لابن عساكر - تراجم النساء - (ص397-401) - ، و كان رحمه الله وحيد أبيه ، فأحب معاوية رضي الله عنه أن يشب يزيد على حياة الشدة و الفصاحة فألحقه بأهل أمه ليتربى على فنون الفروسية ، و يتحلى بشمائل النخوة و الشهامة والكرم و المروءة ، إذ كان البدو أشد تعلقاً بهذه التقاليد .
كما أجبر معاوية ولده يزيد على الإقامة في البادية ، و ذلك لكي يكتسب قدراً من الفصاحة في اللغة ، كما هو حال العرب في ذلك الوقت .
و عندما رجع يزيد من البادية ، نشأ و تربى تحت إشراف والده ، و نحن نعلم أن معاوية رضي الله عنه كان من رواة الحديث ، - أنظر : تهذيب التهذيب لابن حجر (10/207) - ، فروى يزيد بعد ذلك عن والده هذه الأحاديث و بعض أخبار أهل العلم . مثل حديث : من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ، و حديث آخر في الوضوء ، و روى عنه ابنه خالد و عبد الملك بن مروان ، و قد عده أبوزرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي الصحابة ، و هي الطبقة العليا . البداية و النهاية لابن كثير (8/226-227) .
و قد اختار معاوية دَغْفَل بن حنظلة السدوسي الشيباني (ت65هـ) ، مؤدباً لولده يزيد ، و كان دغفل علامة بأنساب العرب ، و خاصة نسب قريش ، و كذلك عارفاً بآداب اللغة العربية . أنظر ترجمته في : تهذيب التهذيب لابن حجر (3/210) .
هذه بعضاً من سيرة يزيد رحمه الله قبل توليه منصب الخلافة ، و قبل أن يوليه والده ولاية العهد من بعده .
توليه منصب ولاية العهد بعد أبيه
بدأ معاوية رضي الله عنه يفكر فيمن يكون الخليفة من بعده ، ففكر معاوية في هذا الأمر و رأى أنه إن لم يستخلف و مات ترجع الفتنة مرة أخرى .
فقام معاوية رضي الله عنه باستشارة أهل الشام في الأمر ، فاقترحوا أن يكون الخليفة من بعده من بني أمية ، فرشح ابنه يزيد ، فجاءت الموافقة من مصر و باقي البلاد و أرسل إلى المدينة يستشيرها و إذ به يجد المعارضة من الحسين و ابن الزبير ، و ابن عمر و عبد الرحمن بن أبي بكر ، و ابن عباس . انظر : تاريخ الإسلام للذهبي – عهد الخلفاء الراشدين – (ص147-152) و سير أعلام النبلاء (3/186) و الطبري (5/303) و تاريخ خليفة (ص213) . و كان اعتراضهم حول تطبيق الفكرة نفسها ، لا على يزيد بعينه .
و تجدر الإشارة هنا إلى أن المؤرخين والمفكرين المسلمين قد وقفوا حيال هذه الفكرة مواقف شتى ، ففيهم المعارض ، و منهم المؤيد ، و كانت حجة الفريق المعارض تعتمد على ما وردته بعض الروايات التاريخية ، التي تشير أن يزيد بن معاوية كان شاباً لاهياً عابثاً ، مغرماً بالصيد و شرب الخمر ، و تربية الفهود والقرود ، و الكلاب … الخ . نسب قريش لمصعب الزبيري (ص127) و كتاب الإمامة والسياسة المنحول لابن قتيبة (1/163) و تاريخ اليعقوبي (2/220) و كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي (5/17) و مروج الذهب للمسعودي (3/77) و انظر حول هذه الافتراءات كتاب : صورة يزيد بن معاوية في الروايات الأدبية فريال بنت عبد الله (ص 86- 122 ) .
و لكننا نرى أن مثل هذه الأوصاف لا تمثل الواقع الحقيقي لما كانت عليه حياة يزيد بن معاوية ، فالإضافة إلى ما سبق أن أوردناه عن الجهود التي بذلها معاوية في تنشئة وتأديب يزيد ، نجد رواية في مصادرنا التاريخية قد تساعدنا في دحض مثل تلك الآراء .
فيروي البلاذري أن محمد بن علي بن أبي طالب - المعروف بابن الحنفية - دخل يوماً على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت ، فقال له يزيد ، و كان له مكرماً : يا أبا القاسم ، إن كنت رأيت مني خُلُقاً تنكره نَزَعت عنه ، و أتيت الذي تُشير به علي ؟ فقال : والله لو رأيت منكراً ما وسعني إلاّ أن أنهاك عنه ، وأخبرك بالحق لله فيه ، لما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناس ولا يكتموه ، وما رأيت منك إلاّ خيراً . أنساب الأشراف للبلاذري (5/17) .
و يروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع - كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو و أصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم ، فقال ابن مطيع : إن يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب ، فقال محمد ما رأيت منه ما تذكرون ، قد حضرته و أقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة ، قالوا : ذلك كان منه تصنعاً لك ، قال : و ما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع ؟ ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر ، فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه ، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا ، قالوا : إنه عندنا لحق و إن لم نكن رأيناه ، فقال لهم : أبى الله ذلك على أهل الشهادة ، و لست من أمركم في شيء . البداية و النهاية (8/233) و تاريخ الإسلام – حوادث سنة 61-80هـ – (ص274) و قد حسّن الأخ محمد الشيباني إسناده انظر مواقف المعارضة من خلافة يزيد بن معاوية (ص384) .
كما أن مجرد موافقة عدد من كبار الشخصيات الإسلامية ، من أمثال عبد الله بن الزبير و عبد الله ابن عباس و ابن عمر و أبو أيوب الأنصاري ، على مصاحبة جيش يزيد في سيره نحو القسطنطينية فيها خير دليل على أن يزيد كان يتميز بالاستقامة ، و تتوفر فيه كثير من الصفات الحميدة ، ويتمتع بالكفاءة والمقدرة لتأدية ما يوكل إليه من مهمات ؛ وإلا لما وافق أمثال هؤلاء الأفاضل من الصحابة أن يتولى قيادتهم شخص مثل يزيد .
و بالرغم من كل ما سبق أن أوردناه من روايات ، فإن أحد المؤرخين المحدثين قد أعطى حكماً قاطعاً بعدم أهلية يزيد للخلافة ، دون أن يناقش الآراء التي قيلت حول هذا الموضوع ، أو أن يقدم أي دليل تاريخي يعضد رأيه ، ويمضي ذلك المؤرخ المحدث في استنتاجاته ، فيرى أن معاوية لم يبايع لولده يزيد بولاية العهد ، إلاّ مدفوعاً بعاطفة الأبوة . أنظر كتاب : موسوعة التاريخ الإسلامي لأحمد شلبي (2/46-47 ، 51 ) .
لكننا نجد وجهة النظر التي أبداها الأستاذ محب الدين الخطيب - حول هذه المسألة - جديرة بالأخذ بها للرد على ما سبق ، فهو يقول : إن كان مقياس الأهلية لذلك أن يبلغ مبلغ أبي بكر وعمر في مجموع سجاياهما ، فهذا ما لم يبلغه في تاريخ الإسلام ، ولا عمر بن عبد العزيز ، و إن طمعنا بالمستحيل و قدرنا إمكان ظهور أبي بكر آخر و عمر آخر ، فلن تتاح له بيئة كالبيئة التي أتاحها الله لأبي بكر و عمر ، و إن كان مقياس الأهلية ، الاستقامة في السيرة ، و القيام بحرمة الشريعة ، والعمل بأحكامها ، و العدل في الناس ، و النظر في مصالحهم ، والجهاد في عدوهم ، وتوسيع الآفاق لدعوتهم ، والرفق بأفرادهم و جماعاتهم ، فإن يزيد يوم تُمحّص أخباره ، و يقف الناس على حقيقة حاله كما كان في حياته ، يتبين من ذلك أنه لم يكن دون كثيرين ممن تغنى التاريخ بمحامدهم ، و أجزل الثناء عليهم . حاشية العواصم من القواصم لابن العربي (ص221).
و نجد أيضاً في كلمات معاوية نفسه ما يدل على أن دافعه في اتخاذ مثل هذه الخطوة هو النفع للصالح العام و ليس الخاص ، فقد ورد على لسانه قوله : اللهم إن كنت إنما عهدت ليزيد لما رأيت من فضله ، فبلغه ما أملت و أعنه ، و إن كانت إنما حملني حبّ الوالد لولده ، وأنه ليس لما صنعت به أهلاً ، فاقبضه قبل أن يبلغ ذلك . تاريخ الإسلام للذهبي – عهد معاوية بن أبي سفيان – (ص169) و خطط الشام لمحمد كرد علي (1/137) .
و يتبين من خلال دراسة هذه الفكرة – أي فكرة تولية يزيد ولاية العهد من بعد أبيه - ، أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما كان محقاً فيما ذهب إليه ، إذ أنه باختياره لابنه يزيد لولاية العهد من بعده ، قد ضمن للأمة الإسلامية وحدتها ، و حفظ لها استقرارها ، و جنبها حدوث أية صراعات على مثل هذا المنصب .
و قد اعترف بمزايا خطوة معاوية هذه ، كل من ابن العربي ، أنظر: العواصم من القواصم (ص228-229 ) .
و ابن خلدون الذي كان أقواهما حجة ، إذا يقول : والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون سواه ، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس ، واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل و العقد عليه - و حينئذ من بني أمية - ثم يضيف قائلاً : و إن كان لا يظن بمعاوية غير هذا ، فعدالته و صحبته مانعة من سوى ذلك ، و حضور أكابر الصحابة لذلك ، وسكوتهم عنه ، دليل على انتفاء الريب منه ، فليسوا ممن تأخذهم في الحق هوادة ، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق، فإنهم - كلهم - أجلّ من ذلك ، و عدالتهم مانعة منه . المقدمة لابن خلدون (ص210-211) .
و يقول في موضع آخر : عهد معاوية إلى يزيد ، خوفاً من افتراق الكلمة بما كانت بنو أمية لم يرضوا تسليم الأمر إلى من سواهم ، فلو قد عهد إلى غيره اختلفوا عليه ، مع أن ظنهم كان به صالحاً ، ولا يرتاب أحد في ذلك ، ولا يظن بمعاوية غيره ، فلم يكن ليعهد إليه ، و هو يعتقد ما كان عليه من الفسق ، حاشا لله لمعاوية من ذلك . المقدمة (ص206) .
قلت : و قد رأى معاوية رضي الله عنه في ابنه صلاحاً لولاية خلافة الإسلام بعده و هو أعلم الناس بخفاياه و لو لم يكن عنده مرضياً لما اختاره .
و أما ما يظنه بعض الناس بأن معاوية كان أول من ابتدع الوراثة في الإسلام ، فقد أخطأ الظن ، فدافع معاوية في عهده لابنه يزيد بالخلافة من بعده ، كان محمولاً على البيعة من الناس و ليس كونه محمولاً على الوراثة ، و لو كان ما رآه هو الأخير لما احتاج إلى بيعتهم بل لاكتفى ببيعته منه وحده .
فإن قيل لو ترك الأمر شورى يختار الناس ما يرونه خليفة من بينهم ، قلنا قد سبقه بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه من بيعته لأبي بكر يوم السقيفة ، و سبقه أبو بكر أيضاً في وصيته لعمر بولاية العهد من بعده ، و ما فعله عمر حين حصر الخلافة في الستة .
و الغريب في الأمر أن أكثر من رمى معاوية و عابه في تولية يزيد و أنه ورثّه توريثاً هم الشيعة ، مع أنهم يرون هذا الأمر في علي بن أبي طالب و سلالته إلى اثني عشر خليفة منهم .
و ليس افضل - قبل أن ننتقل إلى موضوع آخر - من أن نشير إلى ما أورده ابن العربي في كتابه العواصم من القواصم من رأي لأحد أفاضل الصحابة في هذا الموضوع ، إذ يقول : دخلنا على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استخلف يزيد بن معاوية ، فقال : أتقولون إن يزيد ليس بخير أمة محمد ، لا أفقه فيها فقهاً ، ولا أعظمها فيها شرفاً ؟ قلنا : نعم ، قال : و أنا أقول ذلك ، و لكن و الله لئن تجتمع أمة محمد أحب إلىّ من أن تفترق . العواصم من القواصم (ص231) .
و هل يتصور أيضاً ما زعم الكذابون ، من أن معاوية رضي الله عنه كان غير راض عن لهو يزيد وفسقه ، و شربه ، و أنه أكثر من نصحه فلم ينتصح ، فقال – لما يئس من استجابته - : إذاً عليك بالليل ، استتر به عن عيون الناس ، و إني منشدك أبياتاً ، فتأدب بها و احفظها ، فأنشده :
انصب نهاراً في طلاب العلا * واصبر على هجر الحبيب القريب
حتى إذا الليل أتى بالدجى * واكتحلت بالغمض عين الرقيب
فباشر الليل بما تشتهي * فإنما الليل نهار الأريب
كم فاسق تحسبه ناسكاً * قد باشر الليل بأمر عجيب
غطى عليه الليل أستاره فبات في أمن و عيش خصيب
و لذة لأحمق مكشوفة * يشفي بها كل عدو غريب
كذا قال الكذابون الدهاة ، و لكن فضحهم الله ، فهذه الأبيات لم يقلها معاوية رضي الله عنه ولم تكن قيلت بعدُ ، ولا علاقة لها بمعاوية ولا بيزيد ، ولا يعرفها أهل البصرة ، إلا ليحيى بن خالد البرمكي ، أي الذي عاش زمن هارون الرشيد ، أي بعد معاوية و ابنه بنحو مائة عام . أنظر : تاريخ دمشق لابن عساكر ( 65/403) .
بعض من الأحاديث المكذوبة في حق يزيد
و قد زورت أحاديث في ذم يزيد كلها موضوعة لا يصح منها شيء فهذه بعضها ، و إلا فهناك الكثير :-
منها قول الحافظ أبو يعلى : عن أبي عبيدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يزال أمر أمتي قائماً بالقسط حتى يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد . هذا الحديث و الذي بعده منقطعة بل معضولة ، راجع البداية و النهاية (8/231) .
و حديث آخر أورده ابن عساكر في تاريخه ، بلفظ : أول من يغير سنتي رجل من بني أمية يقال له يزيد . تاريخ دمشق (18/160) ، و قد حسن الشيخ الألباني سنده ، و قال معلقاً عليه : و لعل المراد بالحديث تغيير نظام اختيار الخليفة ، و جعله وراثة ، و الله أعلم . الصحيحة (4/329-330) . قلت : الحديث الذي حسنه الشيخ الألباني دون زيادة لفظة ( يقال له يزيد ) ، أما قوله بأن المراد تغيير نظام اختيار الخليفة و جعله وراثياً ، فإن معاوية رضي الله عنه هو أول من أخذ بهذا النظام و جعله وراثياً ، إذاً فالحديث لا يتعلق بيزيد بن معاوية بعينه ، و الله أعلم .
و منها أيضاً قول : لا بارك الله في يزيد الطعان اللعان ، أما أنه نُعي إلي حبيبي حسين . تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي ، للإمام الذهبي ( ص159) .
علاقة يزيد بآل البيت رضي الله عنهم
و لم يقع بين يزيد و بين أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعكر العلاقة و القرابة بينهما سوى خروج الحسين و بعض أهله و مقتلهم على يد أهل العراق بكربلاء و مع هذا فقد بقيت العلاقة الحسنة بين يزيد و آل البيت و كانوا أولاد عمومته و نراهم قد اجتنبوا الخروج عليه أيام الحرة و مكة بل كانت صلته بعلي بن الحسين و عبد الله بن العباس و محمد بن الحنفية أيام الحرة جيدة . أما عبد الله بن جعفر فقد كانت صلته بمعاوية و يزيد من بعده غاية في المودة و الصداقة والولاء و كان يزيد لا يرد لابن جعفر طلباً و كانت عطاياه له تتوارد فيقوم ابن جعفر بتوزيعها على أهل المدينة ، و كان عبد الله بن جعفر يقول في يزيد أتلومونني على حسن الرأي في هذا . قيد الشريد في أخبار يزيد (ص35) .
موقف العلماء من يزيد بن معاوية
و قد سئل حجة الإسلام أبو حامد الغزالي عمن يصرح بلعن يزيد بن معاوية ، هل يحكم بفسقه أم لا ؟ و هل كان راضياً بقتل الحسين بن علي أم لا ؟ و هل يسوغ الترحم عليه أم لا ؟ فلينعم بالجواب مثاباً .
فأجاب : لا يجوز لعن المسلم أصلاً ، و من لعن مسلماً فهو الملعون ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم ليس بلعان ، - المسند (1/405) و الصحيحة (1/634) و صحيح سنن الترمذي (2/189) - ، و كيف يجوز لعن المسلم ولا يجوز لعن البهائم وقد ورد النهي عن ذلك - لحديث عمران بن الحصين قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره و امرأة من الأنصار على ناقة ، فضجرت فلعنتها ، فسمع ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال : خذوا ما عليها و دعوها فإنها ملعونة ، قال عمران : فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد. جمع الفوائد (3/353) - ، و حرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة بنص النبي صلى الله عليه وسلم - هو أثر موقوف على ابن عمر بلفظ : نظر عبد الله بن عمر رضي الله عنه يوماً إلى الكعبة فقال : ما أعظمك و أعظم حرمتك ، و المؤمن أعظم حرمة منك ، و هو حديث حسن ، أنظر : غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال و الحرام للشيخ الألباني (ص197) - ، و قد صح إسلام يزيد بن معاوية و ما صح قتله الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضراً حين قتل ، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يُظن ذلك به ، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام و قد قال الله تعالى{اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم }[الحجرات/12] ، و من زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين أو رضي به ، فينبغي أن يعلم أن به غاية الحمق ، فإن من كان من الأكابر والوزراء ، و السلاطين في عصره لو أراد أن يعلم حقيقة من الذي أمر بقتله و من الذي رضي به و من الذي كرهه لم يقدر على ذلك ، و إن كان الذي قد قُتل في جواره و زمانه و هو يشاهده ، فكيف لو كان في بلد بعيد ، و زمن قديم قد انقضى ، فكيف نعلم ذلك فيما انقضى عليه قريب من أربعمائة سنة في مكان بعيد ، و قد تطرق التعصب في الواقعة فكثرت فيها الأحاديث من الجوانب فهذا الأمر لا تُعلم حقيقته أصلاً ، و إذا لم يُعرف وجب إحسان الظن بكل مسلم يمكن إحسان الظن به . و مع هذا فلو ثبت على مسلم أنه قتل مسلماً فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر ، و القتل ليس بكفر ، بل هو معصية ، و إذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة و الكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنته فكيف بمؤمن تاب عن قتل .. و لم يُعرف أن قاتل الحسين مات قبل التوبة و قد قال الله تعالى {و هو الذي يقبل التوبة عن عباده ، و يعفوا عن السيئات و يعلم ما تفعلون}[الشورى/25] فإذن لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين بعينه لم يروه النص ، و من لعنه كان فاسقاً عاصياً لله تعالى . و لو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصياً بالإجماع ، بل لو لم يلعن إبليس طول عمره مع جواز اللعن عليه لا يُقال له يوم القيامة : لِمَ لَمْ تلعن إبليس ؟ و يقال للاعن : لم لعنت و مِنْ أين عرفت أنه مطرود ملعون ، و الملعون هو المبعد من الله تعالى و ذلك علوم الغيب ، و أما الترحم عليه فجائز ، بل مستحب ، بل هو داخل في قولنا : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، فإنه كان مؤمناً و الله أعلم بالصواب . قيد الشريد من أخبار يزيد (ص57-59) .
و قد سئل ابن الصلاح عن يزيد فقال : لم يصح عندنا أنه أمر بقتل الحسين رضي الله عنه والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك ، و أما سب يزيد و لعنه فليس ذلك من شأن المؤمنين ، و إن صح أنه قتله أو أمر بقتله ، و قد ورد في الحديث المحفوظ : إن لعن المؤمن كقتاله - البخاري مع الفتح (10/479) -، و قاتل الحسين لا يكفر بذلك ، و إنما ارتكب إثماً ، و إنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام .
و الناس في يزيد على ثلاث فرق ، فرقة تحبه و تتولاه ، و فرقة تسبه و تلعنه و فرقة متوسطة في ذلك ، لا تتولاه ولا تلعنه و تسلك به سبيل سائر ملوك الإسلام و خلفائهم غير الراشدين في ذلك و شبهه ، و هذه هي المصيبة – أي التي أصابت الحق - مذهبها هو اللائق لمن يعرف سِيَر الماضين و يعلم قواعد الشريعة الظاهرة . قيد الشريد (ص59-60) .
و سُئل شيخ الإسلام عن يزيد أيضاً فقال : افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ثلاث فرق طرفان و وسط ، فأحد الطرفين قالوا : إنه كان كافراً منافقاً ، و إنه سعى في قتل سِبط رسول الله تشفياً من رسول الله صلى الله عليه وسلم و انتقاماً منه و أخذاً بثأر جده عتبة و أخي جده شيبة و خاله الوليد بن عتبة و غيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب و غيره يوم بدر و غيرها ، و قالوا تلك أحقاد بدرية و آثار جاهلية . و هذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر و عمر وعثمان ، فتكفير يزيد أسهل بكثير . و الطرف الثاني يظنون أنه كان رجلاً صاحاً و إماماً عدل و إنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم و حمله بيده و برّك عليه و ربما فضله بعضهم على أبي بكر و عمر، و ربما جعله بعضهم نبياً .. و هذا قول غالية العدوية و الأكراد و نحوهم من الضُلاّل . و القول الثالث : أنه كان ملكاً من ملوك المسلمين له حسنات و سيئات و لم يولد إلا في خلافة عثمان و لم يكن كافراً و لكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين و فُعل ما فعل بأهل الحرة ، و لم يكن صحابياً ولا من أولياء الله الصالحين و هذا قول عامة أهل العقل و العلم و السنة و الجماعة . ثم افترقوا ثلاث فرق ، فرقة لعنته و فرقة أحبته و فرقة لا تسبه ولا تحبه و هذا هو المنصوص عن الأمام أحمد و عليه المقتصدون من أصحابه و غيرهم من جميع المسلمين . سؤال في يزيد (ص26).
وفاة يزيد بن معاوية
في أثناء حصار مكة جاءت الأخبار بوفاة يزيد بن معاوية رحمه الله و البيعة لابنه معاوية .
و كان ذلك لعشر خلت من ربيع الأول سنة أربع و ستين ، و كانت وفاته بحوران و قيل حوارين من أرض الشام ، قال عبد الرحمن أبي معذور : حدثني بعض أهل العلم قال : آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية : اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه و لم أرده . قيد الشريد (ص50) .
يزيد رحمه الله قد شوهت سيرته كما قلت تشويهاً عجيباً ، فنسبوا إليه شرب الخمر و الفجور و ترك الصلاة و تحميله أخطاء غيره دونما دليل .
فيطعنون فيه و في دينه ، فقط لأجل أن يشوهوا و يثبتوا أنه لا يستحق الخلافة ، ولا شك أنه مفضول و أن الحسين و غيره من الصحابة كانوا أفضل منه بدرجات و لهم صحبة و سابقية في الإسلام ، لكن الطعن في دينه أمرٌ غير ثابت ، بدلالة أثر ابن الحنفية الذي ذكرته آنفاً ، و هناك قول مشابه لابن عباس يثبت فيه أن يزيد براء من هذه الأقوال التي يقولونها فيه ، و هو أنه لما قدم ابن عباس وافداً على معاوية رضي الله عنه ، أمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه – أي أن يأتي ابن عباس - ، فأتاه في منزله ، فرحب به ابن عباس و حدثه ، فلما خرج ، قال ابن عباس : إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء الناس . البداية والنهاية (8/228-229) و تاريخ دمشق (65/403-404).
يقول الله تعالى {يأيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين }[الحجرات/6] فأبو مخنف هذا و أمثاله من الرواة الكذابين الغالين ممن ينطبق عليهم لفظ الفاسق ، فلا يقبل لهم قول خاصة إذا كان فيه طعن في أحد من المسلمين ، فما بالك إذا كان هذا المطعون فيه و في دينه خليفة المسلمين و إمامهم ؟! فهذا من باب أولى أن يرد ويرفض .
أما ما لفقوه بيزيد من أن له يداً في قتل الحسين ، و أنهم فسروا كلامه لعبيد الله بن زياد بأن يمنع الحسين من دخول الكوفة و أن يأتيه به ، يعني اقتله و ائتني برأسه ، فهذا لم يقل به أحد و إنما هو من تلبيس الشيطان على الناس و إتباعهم للهوى و التصديق بكل ما يرويه الرافضة من روايات باطلة تقدح في يزيد و معاوية ، و أن أهل العراق و الأعراب هم الذين خذلوا الحسين و قتلوه رضي الله عنه كما قال بذلك العلماء .
و يشهد لذلك ما رواه البخاري عن شعبة عن محمد بن أبي يعقوب سمعت عبد الرحمن بن أبي نعيم : أن رجلاً من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب ؟ فقال ابن عمر : انظر إلى هذا يسأل عن دم البعوض و قد قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الحسن و الحسين هما ريحانتاي من الدنيا . الفتح (10/440) و صحيح سنن الترمذي (3/224) .
أما قول الإمام الذهبي في سيره عن يزيد بأنه ممن لا نسبه ولا نحبه و أنه كان ناصبياً فظاً غليظاً جلفاً متناول المسكر و يفعل المنكر . سير أعلام النبلاء (4/36) .
قلت : إن الإنصاف العظيم الذي يتمتع به الذهبي رحمه الله جعله لا يكتفي بسرد تاريخ المترجم له دون التعليق - غالباً - على ما يراه ضرورياً لإنصافه ؛ و ذلك نحو الحكم على حكاية ألصقت به و هي غاضّة من شأنه ، أو ذكر مبرر لعمل ظنه الناس شيئاً و هو يحتمل أوجهاً أخرى ، أو نقد لتصرفاته نقداً شرعياً ، ثم يحاول أن يخرج بحكم عام على المترجم له مقروناً بالإنصاف .
و هذا العمل _ أي الإنصاف في الحكم على الأشخاص _ يعطي ضوءاً كاشفاً تستطيع أن تستفيد منه الصحوة المباركة ، فهي صحوة توشك أن تعطي ثمارها لولا ما يكدرها من تصرفات بعض ذوي النظرات القاتمة الذين يرمون العلماء و الدعاة بالفسق و الابتداع و الميل عن مذهب السلف لأي زلة ، لا يعذرون أحداً، و لا يتقون الله في ظنٍّ مرجوح .
و هناك بعض آخر لا يستطيع العيش إلا بالطعن على المخالف ، و نسيان محاسنه و كتمانها ، فهؤلاء و أمثالهم تكفل الإمام الذهبي بالرد عليهم في سفره العظيم سير أعلام النبلاء .
و قلت أيضاً : هذا قول و كلٌ يؤخذ من كلامه و يرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و أما عن تناوله المسكر و غيرها من الأمور قلت : هذا لا يصح كما أسلفت و بينت رأي ابن الحنفية في ذلك - و هذه شهادة ممن قاتل معاوية مع أبيه ، فأحرى به أن يكون عدواً له كارهاً لملكه و ولده - .
و قلت أيضاً : إن هذا لا يحل إلا بشاهدين ، فمن شهد بذلك ؟ وقد شهد العدل بعدالته ، روى يحيى بن بكير عن الليث بن سعد (ت 147هـ) قال الليث : توفي أمير المؤمنين يزيد في تاريخ كذا ، فسماه الليث أمير المؤمنين بعد ذهاب ملكهم و انقراض دولتهم ، ولولا كونه عنده كذلك ما قال : إلا توفي يزيد . العواصم من القواصم (ص232-234) .
و هذا الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله على تقشفه و عظم منزلته في الدين و ورعه قد أدخل عن يزيد بن معاوية في كتابه الزهد أنه كان يقول في خطبته : إذا مرض أحدكم مرضاً فأشقى ثم تماثل ، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه و لينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه . أنظر : العواصم من القواصم (ص245) .
و هذا لا يتعارض مع ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية نقلاً عن الإمام أحمد عندما سُئل أتكتب الحديث عن يزيد ، قال : لا ، و لا كرامة ، أوَ ليس هو الذي فعل بأهل المدينة ما فعل . سؤال في يزيد (ص27) .
و كان رفض الإمام أحمد رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ليس دليلاً على فسقه ، و ليس كل مجروح في رواية الحديث لا تقبل أقواله ، فهناك عشرات من القضاة والفقهاء ردت أحاديثهم و هم حجة في باب الفقه . في أصول تاريخ العرب الإسلامي ، محمد محمد حسن شرّاب (ص 152) .
و هذا يدل على عظم منزلته – أي يزيد بن معاوية - عنده حتى يدخله في جملة الزهاد من الصحابة و التابعين الذين يقتدى بقولهم و يرعوى من وعظهم ، و ما أدخله إلا في جملة الصحابة قبل أن يخرج إلى ذكر التابعين ، فأين هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر و أنواع الفجور ، ألا يستحيون ؟! و إذا سلبهم الله المروءة و الحياء ، ألا ترعوون أنتم و تزدجرون و تقتدون بفضلاء الأمة ، و ترفضون الملحدة و المجّان من المنتمين إلى الملة . العواصم من القواصم (ص246) .
و قد أنصف أهل العلم و العقل و السنة و الجماعة على أن يزيد كان ملكاً من الملوك المسلمين له حسنات و له سيئات و لم يكن صحابياً و لم يكن كافراً .
و المؤمن الحق يعرف جيداً أن الله تعالى غير سائله عما حصل بين علي و معاوية أو بين يزيد والحسين أو الذين جاءوا من بعدهم إنما العبد يسئل عما قدم لنفسه .
و أخيراً فالعبد التقي الخفي لا ينشغل بذنوب العباد و ينسى نفسه كما قال صلى الله عليه وسلم : يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه و ينسى الجذع أو الجدل في عينه معترضاً . أنظر : السلسلة الصحيحة (1/74) .
يتبع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمير المؤمنين وصقرقريش يزيد بن معاوية
وأخيراً وليس آخراً هذه سيرة أمير المؤمنين يزيد بن معاوية بدون تحريف وبالأدلة وتكذيباً للأباطيل التي قيلت فيه سابقاً رضي الله عنه ...............
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :
يزيد بن معاوية – رحمه الله – لم يكن بذلك الشاب اللاهي ، كما تصوره لنا الروايات التاريخية الركيكة ؛ بل هو على خلاف ذلك ، لكن العجب في المؤلفين من الكتاب الذين لا يبحثون عن الخبر الصحيح ، أو حتى عمّن يأخذوه ، فيجمعون في هذه المؤلفات الغث و السمين من الروايات و الكلام الفارغ الملفق ، فتراهم يطعنون فيه فيظهرون صورته و يشوهونها ، بأبشع تصوير .
و للأسف فإن بعض المؤرخين من أهل السنة أخذوا من هذه الروايات الباطلة و أدرجوها في كتبهم ، أمثال ابن كثير في البداية و النهاية ، وابن الأثير في الكامل ، وابن خلدون في العبر والإمام الذهبي في تاريخ الإسلام و في غيرها من الكتب .
و المصيبة في هؤلاء الكتاب المعاصرين أنهم يروون هذا الطعن عن بعض الشيعة المتعصبين أمثال أبي مخنف و الواقدي و ابن الكلبي و غيرهم ، و غير هذا أن معظم هذه الكتب ألفت على عهد العباسيين ، وكما هو معروف مدى العداء بين الأمويين و العباسيين ، فكانوا يبحثون عمّن يطعن في هؤلاء فيملؤون هذه الكتب بالأكاذيب .
و هناك أمور و أشياء أخرى و طامات كبرى في غيرها من الكتب ، رويت لتشويه صورة و سيرة يزيد رحمه الله و والده معاوية رضي الله عنه ، و كان على رأس هؤلاء الطاعنين بنو العباس وأنصار ابن الزبير حين خرج على يزيد و الشيعة الروافض عليهم غضب الله ، و الخوارج قاتلهم الله و أخزاهم .
منقبة ليزيد بن معاوية :
أخرج البخاري عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت و هو نازل في ساحة حمص و هو في بناء له و معه أم حرام ، قال عمير : فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ، فقالت أم حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ، فقلت : أنا فيهم قال : لا . البخاري مع الفتح (6/120) .
فتحرك الجيش نحو القسطنطينية بقيادة بسر بن أرطأ رضي الله عنه عام خمسين من الهجرة ، فاشتد الأمر على المسلمين فأرسل بسر يطلب المدد من معاوية فجهز معاوية جيشاً بقيادة ولده يزيد ، فكان في هذا الجيش كل من أبو أيوب الأنصاري و عبد الله بن عمر و ابن الزبير و ابن عباس وجمع غفير من الصحابة ، رضي الله عنهم أجمعين .
و أخرج البخاري أيضاً ، عن محمود بن الربيع في قصة عتبان بن مالك قال محمود : فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته التي توفي فيها ، ويزيد بن معاوية عليهم – أي أميرهم - بأرض الروم . البخاري مع الفتح (3/73) .
و في هذا الحديث منقبة ليزيد رحمه الله حيث كان في أول جيش يغزوا أرض الروم .
بعضاً من سيرة يزيد
و لنقف قليلاً ، على بعض من سيرة يزيد بن معاوية رحمه الله قبل أن يرشحه والده لولاية العهد ، و ما هي الحال التي كان عليها قبل توليه الخلافة ، و مدى صدق الروايات التي جاءت تذم يزيد وتصفه بأوصاف مشينة .
عمل معاوية رضي الله عنه جهده من البداية في سبيل إعداد ولده يزيد ، و تنشئته التنشئة الصحيحة ، ليشب عليها عندما يكبر ، فسمح لمطلقته ميسون بنت بحدل الكلبية ، و كانت من الأعراب ، و كانت من نسب حسيب ، و منها رزق بابنه يزيد ، - أنظر ترجمتها في : تاريخ دمشق لابن عساكر - تراجم النساء - (ص397-401) - ، و كان رحمه الله وحيد أبيه ، فأحب معاوية رضي الله عنه أن يشب يزيد على حياة الشدة و الفصاحة فألحقه بأهل أمه ليتربى على فنون الفروسية ، و يتحلى بشمائل النخوة و الشهامة والكرم و المروءة ، إذ كان البدو أشد تعلقاً بهذه التقاليد .
كما أجبر معاوية ولده يزيد على الإقامة في البادية ، و ذلك لكي يكتسب قدراً من الفصاحة في اللغة ، كما هو حال العرب في ذلك الوقت .
و عندما رجع يزيد من البادية ، نشأ و تربى تحت إشراف والده ، و نحن نعلم أن معاوية رضي الله عنه كان من رواة الحديث ، - أنظر : تهذيب التهذيب لابن حجر (10/207) - ، فروى يزيد بعد ذلك عن والده هذه الأحاديث و بعض أخبار أهل العلم . مثل حديث : من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ، و حديث آخر في الوضوء ، و روى عنه ابنه خالد و عبد الملك بن مروان ، و قد عده أبوزرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي الصحابة ، و هي الطبقة العليا . البداية و النهاية لابن كثير (8/226-227) .
و قد اختار معاوية دَغْفَل بن حنظلة السدوسي الشيباني (ت65هـ) ، مؤدباً لولده يزيد ، و كان دغفل علامة بأنساب العرب ، و خاصة نسب قريش ، و كذلك عارفاً بآداب اللغة العربية . أنظر ترجمته في : تهذيب التهذيب لابن حجر (3/210) .
هذه بعضاً من سيرة يزيد رحمه الله قبل توليه منصب الخلافة ، و قبل أن يوليه والده ولاية العهد من بعده .
توليه منصب ولاية العهد بعد أبيه
بدأ معاوية رضي الله عنه يفكر فيمن يكون الخليفة من بعده ، ففكر معاوية في هذا الأمر و رأى أنه إن لم يستخلف و مات ترجع الفتنة مرة أخرى .
فقام معاوية رضي الله عنه باستشارة أهل الشام في الأمر ، فاقترحوا أن يكون الخليفة من بعده من بني أمية ، فرشح ابنه يزيد ، فجاءت الموافقة من مصر و باقي البلاد و أرسل إلى المدينة يستشيرها و إذ به يجد المعارضة من الحسين و ابن الزبير ، و ابن عمر و عبد الرحمن بن أبي بكر ، و ابن عباس . انظر : تاريخ الإسلام للذهبي – عهد الخلفاء الراشدين – (ص147-152) و سير أعلام النبلاء (3/186) و الطبري (5/303) و تاريخ خليفة (ص213) . و كان اعتراضهم حول تطبيق الفكرة نفسها ، لا على يزيد بعينه .
و تجدر الإشارة هنا إلى أن المؤرخين والمفكرين المسلمين قد وقفوا حيال هذه الفكرة مواقف شتى ، ففيهم المعارض ، و منهم المؤيد ، و كانت حجة الفريق المعارض تعتمد على ما وردته بعض الروايات التاريخية ، التي تشير أن يزيد بن معاوية كان شاباً لاهياً عابثاً ، مغرماً بالصيد و شرب الخمر ، و تربية الفهود والقرود ، و الكلاب … الخ . نسب قريش لمصعب الزبيري (ص127) و كتاب الإمامة والسياسة المنحول لابن قتيبة (1/163) و تاريخ اليعقوبي (2/220) و كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي (5/17) و مروج الذهب للمسعودي (3/77) و انظر حول هذه الافتراءات كتاب : صورة يزيد بن معاوية في الروايات الأدبية فريال بنت عبد الله (ص 86- 122 ) .
و لكننا نرى أن مثل هذه الأوصاف لا تمثل الواقع الحقيقي لما كانت عليه حياة يزيد بن معاوية ، فالإضافة إلى ما سبق أن أوردناه عن الجهود التي بذلها معاوية في تنشئة وتأديب يزيد ، نجد رواية في مصادرنا التاريخية قد تساعدنا في دحض مثل تلك الآراء .
فيروي البلاذري أن محمد بن علي بن أبي طالب - المعروف بابن الحنفية - دخل يوماً على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت ، فقال له يزيد ، و كان له مكرماً : يا أبا القاسم ، إن كنت رأيت مني خُلُقاً تنكره نَزَعت عنه ، و أتيت الذي تُشير به علي ؟ فقال : والله لو رأيت منكراً ما وسعني إلاّ أن أنهاك عنه ، وأخبرك بالحق لله فيه ، لما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناس ولا يكتموه ، وما رأيت منك إلاّ خيراً . أنساب الأشراف للبلاذري (5/17) .
و يروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع - كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو و أصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم ، فقال ابن مطيع : إن يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب ، فقال محمد ما رأيت منه ما تذكرون ، قد حضرته و أقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة ، قالوا : ذلك كان منه تصنعاً لك ، قال : و ما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع ؟ ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر ، فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه ، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا ، قالوا : إنه عندنا لحق و إن لم نكن رأيناه ، فقال لهم : أبى الله ذلك على أهل الشهادة ، و لست من أمركم في شيء . البداية و النهاية (8/233) و تاريخ الإسلام – حوادث سنة 61-80هـ – (ص274) و قد حسّن الأخ محمد الشيباني إسناده انظر مواقف المعارضة من خلافة يزيد بن معاوية (ص384) .
كما أن مجرد موافقة عدد من كبار الشخصيات الإسلامية ، من أمثال عبد الله بن الزبير و عبد الله ابن عباس و ابن عمر و أبو أيوب الأنصاري ، على مصاحبة جيش يزيد في سيره نحو القسطنطينية فيها خير دليل على أن يزيد كان يتميز بالاستقامة ، و تتوفر فيه كثير من الصفات الحميدة ، ويتمتع بالكفاءة والمقدرة لتأدية ما يوكل إليه من مهمات ؛ وإلا لما وافق أمثال هؤلاء الأفاضل من الصحابة أن يتولى قيادتهم شخص مثل يزيد .
و بالرغم من كل ما سبق أن أوردناه من روايات ، فإن أحد المؤرخين المحدثين قد أعطى حكماً قاطعاً بعدم أهلية يزيد للخلافة ، دون أن يناقش الآراء التي قيلت حول هذا الموضوع ، أو أن يقدم أي دليل تاريخي يعضد رأيه ، ويمضي ذلك المؤرخ المحدث في استنتاجاته ، فيرى أن معاوية لم يبايع لولده يزيد بولاية العهد ، إلاّ مدفوعاً بعاطفة الأبوة . أنظر كتاب : موسوعة التاريخ الإسلامي لأحمد شلبي (2/46-47 ، 51 ) .
لكننا نجد وجهة النظر التي أبداها الأستاذ محب الدين الخطيب - حول هذه المسألة - جديرة بالأخذ بها للرد على ما سبق ، فهو يقول : إن كان مقياس الأهلية لذلك أن يبلغ مبلغ أبي بكر وعمر في مجموع سجاياهما ، فهذا ما لم يبلغه في تاريخ الإسلام ، ولا عمر بن عبد العزيز ، و إن طمعنا بالمستحيل و قدرنا إمكان ظهور أبي بكر آخر و عمر آخر ، فلن تتاح له بيئة كالبيئة التي أتاحها الله لأبي بكر و عمر ، و إن كان مقياس الأهلية ، الاستقامة في السيرة ، و القيام بحرمة الشريعة ، والعمل بأحكامها ، و العدل في الناس ، و النظر في مصالحهم ، والجهاد في عدوهم ، وتوسيع الآفاق لدعوتهم ، والرفق بأفرادهم و جماعاتهم ، فإن يزيد يوم تُمحّص أخباره ، و يقف الناس على حقيقة حاله كما كان في حياته ، يتبين من ذلك أنه لم يكن دون كثيرين ممن تغنى التاريخ بمحامدهم ، و أجزل الثناء عليهم . حاشية العواصم من القواصم لابن العربي (ص221).
و نجد أيضاً في كلمات معاوية نفسه ما يدل على أن دافعه في اتخاذ مثل هذه الخطوة هو النفع للصالح العام و ليس الخاص ، فقد ورد على لسانه قوله : اللهم إن كنت إنما عهدت ليزيد لما رأيت من فضله ، فبلغه ما أملت و أعنه ، و إن كانت إنما حملني حبّ الوالد لولده ، وأنه ليس لما صنعت به أهلاً ، فاقبضه قبل أن يبلغ ذلك . تاريخ الإسلام للذهبي – عهد معاوية بن أبي سفيان – (ص169) و خطط الشام لمحمد كرد علي (1/137) .
و يتبين من خلال دراسة هذه الفكرة – أي فكرة تولية يزيد ولاية العهد من بعد أبيه - ، أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما كان محقاً فيما ذهب إليه ، إذ أنه باختياره لابنه يزيد لولاية العهد من بعده ، قد ضمن للأمة الإسلامية وحدتها ، و حفظ لها استقرارها ، و جنبها حدوث أية صراعات على مثل هذا المنصب .
و قد اعترف بمزايا خطوة معاوية هذه ، كل من ابن العربي ، أنظر: العواصم من القواصم (ص228-229 ) .
و ابن خلدون الذي كان أقواهما حجة ، إذا يقول : والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون سواه ، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس ، واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل و العقد عليه - و حينئذ من بني أمية - ثم يضيف قائلاً : و إن كان لا يظن بمعاوية غير هذا ، فعدالته و صحبته مانعة من سوى ذلك ، و حضور أكابر الصحابة لذلك ، وسكوتهم عنه ، دليل على انتفاء الريب منه ، فليسوا ممن تأخذهم في الحق هوادة ، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق، فإنهم - كلهم - أجلّ من ذلك ، و عدالتهم مانعة منه . المقدمة لابن خلدون (ص210-211) .
و يقول في موضع آخر : عهد معاوية إلى يزيد ، خوفاً من افتراق الكلمة بما كانت بنو أمية لم يرضوا تسليم الأمر إلى من سواهم ، فلو قد عهد إلى غيره اختلفوا عليه ، مع أن ظنهم كان به صالحاً ، ولا يرتاب أحد في ذلك ، ولا يظن بمعاوية غيره ، فلم يكن ليعهد إليه ، و هو يعتقد ما كان عليه من الفسق ، حاشا لله لمعاوية من ذلك . المقدمة (ص206) .
قلت : و قد رأى معاوية رضي الله عنه في ابنه صلاحاً لولاية خلافة الإسلام بعده و هو أعلم الناس بخفاياه و لو لم يكن عنده مرضياً لما اختاره .
و أما ما يظنه بعض الناس بأن معاوية كان أول من ابتدع الوراثة في الإسلام ، فقد أخطأ الظن ، فدافع معاوية في عهده لابنه يزيد بالخلافة من بعده ، كان محمولاً على البيعة من الناس و ليس كونه محمولاً على الوراثة ، و لو كان ما رآه هو الأخير لما احتاج إلى بيعتهم بل لاكتفى ببيعته منه وحده .
فإن قيل لو ترك الأمر شورى يختار الناس ما يرونه خليفة من بينهم ، قلنا قد سبقه بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه من بيعته لأبي بكر يوم السقيفة ، و سبقه أبو بكر أيضاً في وصيته لعمر بولاية العهد من بعده ، و ما فعله عمر حين حصر الخلافة في الستة .
و الغريب في الأمر أن أكثر من رمى معاوية و عابه في تولية يزيد و أنه ورثّه توريثاً هم الشيعة ، مع أنهم يرون هذا الأمر في علي بن أبي طالب و سلالته إلى اثني عشر خليفة منهم .
و ليس افضل - قبل أن ننتقل إلى موضوع آخر - من أن نشير إلى ما أورده ابن العربي في كتابه العواصم من القواصم من رأي لأحد أفاضل الصحابة في هذا الموضوع ، إذ يقول : دخلنا على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استخلف يزيد بن معاوية ، فقال : أتقولون إن يزيد ليس بخير أمة محمد ، لا أفقه فيها فقهاً ، ولا أعظمها فيها شرفاً ؟ قلنا : نعم ، قال : و أنا أقول ذلك ، و لكن و الله لئن تجتمع أمة محمد أحب إلىّ من أن تفترق . العواصم من القواصم (ص231) .
و هل يتصور أيضاً ما زعم الكذابون ، من أن معاوية رضي الله عنه كان غير راض عن لهو يزيد وفسقه ، و شربه ، و أنه أكثر من نصحه فلم ينتصح ، فقال – لما يئس من استجابته - : إذاً عليك بالليل ، استتر به عن عيون الناس ، و إني منشدك أبياتاً ، فتأدب بها و احفظها ، فأنشده :
انصب نهاراً في طلاب العلا * واصبر على هجر الحبيب القريب
حتى إذا الليل أتى بالدجى * واكتحلت بالغمض عين الرقيب
فباشر الليل بما تشتهي * فإنما الليل نهار الأريب
كم فاسق تحسبه ناسكاً * قد باشر الليل بأمر عجيب
غطى عليه الليل أستاره فبات في أمن و عيش خصيب
و لذة لأحمق مكشوفة * يشفي بها كل عدو غريب
كذا قال الكذابون الدهاة ، و لكن فضحهم الله ، فهذه الأبيات لم يقلها معاوية رضي الله عنه ولم تكن قيلت بعدُ ، ولا علاقة لها بمعاوية ولا بيزيد ، ولا يعرفها أهل البصرة ، إلا ليحيى بن خالد البرمكي ، أي الذي عاش زمن هارون الرشيد ، أي بعد معاوية و ابنه بنحو مائة عام . أنظر : تاريخ دمشق لابن عساكر ( 65/403) .
بعض من الأحاديث المكذوبة في حق يزيد
و قد زورت أحاديث في ذم يزيد كلها موضوعة لا يصح منها شيء فهذه بعضها ، و إلا فهناك الكثير :-
منها قول الحافظ أبو يعلى : عن أبي عبيدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يزال أمر أمتي قائماً بالقسط حتى يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد . هذا الحديث و الذي بعده منقطعة بل معضولة ، راجع البداية و النهاية (8/231) .
و حديث آخر أورده ابن عساكر في تاريخه ، بلفظ : أول من يغير سنتي رجل من بني أمية يقال له يزيد . تاريخ دمشق (18/160) ، و قد حسن الشيخ الألباني سنده ، و قال معلقاً عليه : و لعل المراد بالحديث تغيير نظام اختيار الخليفة ، و جعله وراثة ، و الله أعلم . الصحيحة (4/329-330) . قلت : الحديث الذي حسنه الشيخ الألباني دون زيادة لفظة ( يقال له يزيد ) ، أما قوله بأن المراد تغيير نظام اختيار الخليفة و جعله وراثياً ، فإن معاوية رضي الله عنه هو أول من أخذ بهذا النظام و جعله وراثياً ، إذاً فالحديث لا يتعلق بيزيد بن معاوية بعينه ، و الله أعلم .
و منها أيضاً قول : لا بارك الله في يزيد الطعان اللعان ، أما أنه نُعي إلي حبيبي حسين . تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي ، للإمام الذهبي ( ص159) .
علاقة يزيد بآل البيت رضي الله عنهم
و لم يقع بين يزيد و بين أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعكر العلاقة و القرابة بينهما سوى خروج الحسين و بعض أهله و مقتلهم على يد أهل العراق بكربلاء و مع هذا فقد بقيت العلاقة الحسنة بين يزيد و آل البيت و كانوا أولاد عمومته و نراهم قد اجتنبوا الخروج عليه أيام الحرة و مكة بل كانت صلته بعلي بن الحسين و عبد الله بن العباس و محمد بن الحنفية أيام الحرة جيدة . أما عبد الله بن جعفر فقد كانت صلته بمعاوية و يزيد من بعده غاية في المودة و الصداقة والولاء و كان يزيد لا يرد لابن جعفر طلباً و كانت عطاياه له تتوارد فيقوم ابن جعفر بتوزيعها على أهل المدينة ، و كان عبد الله بن جعفر يقول في يزيد أتلومونني على حسن الرأي في هذا . قيد الشريد في أخبار يزيد (ص35) .
موقف العلماء من يزيد بن معاوية
و قد سئل حجة الإسلام أبو حامد الغزالي عمن يصرح بلعن يزيد بن معاوية ، هل يحكم بفسقه أم لا ؟ و هل كان راضياً بقتل الحسين بن علي أم لا ؟ و هل يسوغ الترحم عليه أم لا ؟ فلينعم بالجواب مثاباً .
فأجاب : لا يجوز لعن المسلم أصلاً ، و من لعن مسلماً فهو الملعون ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم ليس بلعان ، - المسند (1/405) و الصحيحة (1/634) و صحيح سنن الترمذي (2/189) - ، و كيف يجوز لعن المسلم ولا يجوز لعن البهائم وقد ورد النهي عن ذلك - لحديث عمران بن الحصين قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره و امرأة من الأنصار على ناقة ، فضجرت فلعنتها ، فسمع ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال : خذوا ما عليها و دعوها فإنها ملعونة ، قال عمران : فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد. جمع الفوائد (3/353) - ، و حرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة بنص النبي صلى الله عليه وسلم - هو أثر موقوف على ابن عمر بلفظ : نظر عبد الله بن عمر رضي الله عنه يوماً إلى الكعبة فقال : ما أعظمك و أعظم حرمتك ، و المؤمن أعظم حرمة منك ، و هو حديث حسن ، أنظر : غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال و الحرام للشيخ الألباني (ص197) - ، و قد صح إسلام يزيد بن معاوية و ما صح قتله الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضراً حين قتل ، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يُظن ذلك به ، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام و قد قال الله تعالى{اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم }[الحجرات/12] ، و من زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين أو رضي به ، فينبغي أن يعلم أن به غاية الحمق ، فإن من كان من الأكابر والوزراء ، و السلاطين في عصره لو أراد أن يعلم حقيقة من الذي أمر بقتله و من الذي رضي به و من الذي كرهه لم يقدر على ذلك ، و إن كان الذي قد قُتل في جواره و زمانه و هو يشاهده ، فكيف لو كان في بلد بعيد ، و زمن قديم قد انقضى ، فكيف نعلم ذلك فيما انقضى عليه قريب من أربعمائة سنة في مكان بعيد ، و قد تطرق التعصب في الواقعة فكثرت فيها الأحاديث من الجوانب فهذا الأمر لا تُعلم حقيقته أصلاً ، و إذا لم يُعرف وجب إحسان الظن بكل مسلم يمكن إحسان الظن به . و مع هذا فلو ثبت على مسلم أنه قتل مسلماً فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر ، و القتل ليس بكفر ، بل هو معصية ، و إذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة و الكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنته فكيف بمؤمن تاب عن قتل .. و لم يُعرف أن قاتل الحسين مات قبل التوبة و قد قال الله تعالى {و هو الذي يقبل التوبة عن عباده ، و يعفوا عن السيئات و يعلم ما تفعلون}[الشورى/25] فإذن لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين بعينه لم يروه النص ، و من لعنه كان فاسقاً عاصياً لله تعالى . و لو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصياً بالإجماع ، بل لو لم يلعن إبليس طول عمره مع جواز اللعن عليه لا يُقال له يوم القيامة : لِمَ لَمْ تلعن إبليس ؟ و يقال للاعن : لم لعنت و مِنْ أين عرفت أنه مطرود ملعون ، و الملعون هو المبعد من الله تعالى و ذلك علوم الغيب ، و أما الترحم عليه فجائز ، بل مستحب ، بل هو داخل في قولنا : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، فإنه كان مؤمناً و الله أعلم بالصواب . قيد الشريد من أخبار يزيد (ص57-59) .
و قد سئل ابن الصلاح عن يزيد فقال : لم يصح عندنا أنه أمر بقتل الحسين رضي الله عنه والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك ، و أما سب يزيد و لعنه فليس ذلك من شأن المؤمنين ، و إن صح أنه قتله أو أمر بقتله ، و قد ورد في الحديث المحفوظ : إن لعن المؤمن كقتاله - البخاري مع الفتح (10/479) -، و قاتل الحسين لا يكفر بذلك ، و إنما ارتكب إثماً ، و إنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام .
و الناس في يزيد على ثلاث فرق ، فرقة تحبه و تتولاه ، و فرقة تسبه و تلعنه و فرقة متوسطة في ذلك ، لا تتولاه ولا تلعنه و تسلك به سبيل سائر ملوك الإسلام و خلفائهم غير الراشدين في ذلك و شبهه ، و هذه هي المصيبة – أي التي أصابت الحق - مذهبها هو اللائق لمن يعرف سِيَر الماضين و يعلم قواعد الشريعة الظاهرة . قيد الشريد (ص59-60) .
و سُئل شيخ الإسلام عن يزيد أيضاً فقال : افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ثلاث فرق طرفان و وسط ، فأحد الطرفين قالوا : إنه كان كافراً منافقاً ، و إنه سعى في قتل سِبط رسول الله تشفياً من رسول الله صلى الله عليه وسلم و انتقاماً منه و أخذاً بثأر جده عتبة و أخي جده شيبة و خاله الوليد بن عتبة و غيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب و غيره يوم بدر و غيرها ، و قالوا تلك أحقاد بدرية و آثار جاهلية . و هذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر و عمر وعثمان ، فتكفير يزيد أسهل بكثير . و الطرف الثاني يظنون أنه كان رجلاً صاحاً و إماماً عدل و إنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم و حمله بيده و برّك عليه و ربما فضله بعضهم على أبي بكر و عمر، و ربما جعله بعضهم نبياً .. و هذا قول غالية العدوية و الأكراد و نحوهم من الضُلاّل . و القول الثالث : أنه كان ملكاً من ملوك المسلمين له حسنات و سيئات و لم يولد إلا في خلافة عثمان و لم يكن كافراً و لكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين و فُعل ما فعل بأهل الحرة ، و لم يكن صحابياً ولا من أولياء الله الصالحين و هذا قول عامة أهل العقل و العلم و السنة و الجماعة . ثم افترقوا ثلاث فرق ، فرقة لعنته و فرقة أحبته و فرقة لا تسبه ولا تحبه و هذا هو المنصوص عن الأمام أحمد و عليه المقتصدون من أصحابه و غيرهم من جميع المسلمين . سؤال في يزيد (ص26).
وفاة يزيد بن معاوية
في أثناء حصار مكة جاءت الأخبار بوفاة يزيد بن معاوية رحمه الله و البيعة لابنه معاوية .
و كان ذلك لعشر خلت من ربيع الأول سنة أربع و ستين ، و كانت وفاته بحوران و قيل حوارين من أرض الشام ، قال عبد الرحمن أبي معذور : حدثني بعض أهل العلم قال : آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية : اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه و لم أرده . قيد الشريد (ص50) .
يزيد رحمه الله قد شوهت سيرته كما قلت تشويهاً عجيباً ، فنسبوا إليه شرب الخمر و الفجور و ترك الصلاة و تحميله أخطاء غيره دونما دليل .
فيطعنون فيه و في دينه ، فقط لأجل أن يشوهوا و يثبتوا أنه لا يستحق الخلافة ، ولا شك أنه مفضول و أن الحسين و غيره من الصحابة كانوا أفضل منه بدرجات و لهم صحبة و سابقية في الإسلام ، لكن الطعن في دينه أمرٌ غير ثابت ، بدلالة أثر ابن الحنفية الذي ذكرته آنفاً ، و هناك قول مشابه لابن عباس يثبت فيه أن يزيد براء من هذه الأقوال التي يقولونها فيه ، و هو أنه لما قدم ابن عباس وافداً على معاوية رضي الله عنه ، أمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه – أي أن يأتي ابن عباس - ، فأتاه في منزله ، فرحب به ابن عباس و حدثه ، فلما خرج ، قال ابن عباس : إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء الناس . البداية والنهاية (8/228-229) و تاريخ دمشق (65/403-404).
يقول الله تعالى {يأيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين }[الحجرات/6] فأبو مخنف هذا و أمثاله من الرواة الكذابين الغالين ممن ينطبق عليهم لفظ الفاسق ، فلا يقبل لهم قول خاصة إذا كان فيه طعن في أحد من المسلمين ، فما بالك إذا كان هذا المطعون فيه و في دينه خليفة المسلمين و إمامهم ؟! فهذا من باب أولى أن يرد ويرفض .
أما ما لفقوه بيزيد من أن له يداً في قتل الحسين ، و أنهم فسروا كلامه لعبيد الله بن زياد بأن يمنع الحسين من دخول الكوفة و أن يأتيه به ، يعني اقتله و ائتني برأسه ، فهذا لم يقل به أحد و إنما هو من تلبيس الشيطان على الناس و إتباعهم للهوى و التصديق بكل ما يرويه الرافضة من روايات باطلة تقدح في يزيد و معاوية ، و أن أهل العراق و الأعراب هم الذين خذلوا الحسين و قتلوه رضي الله عنه كما قال بذلك العلماء .
و يشهد لذلك ما رواه البخاري عن شعبة عن محمد بن أبي يعقوب سمعت عبد الرحمن بن أبي نعيم : أن رجلاً من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب ؟ فقال ابن عمر : انظر إلى هذا يسأل عن دم البعوض و قد قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الحسن و الحسين هما ريحانتاي من الدنيا . الفتح (10/440) و صحيح سنن الترمذي (3/224) .
أما قول الإمام الذهبي في سيره عن يزيد بأنه ممن لا نسبه ولا نحبه و أنه كان ناصبياً فظاً غليظاً جلفاً متناول المسكر و يفعل المنكر . سير أعلام النبلاء (4/36) .
قلت : إن الإنصاف العظيم الذي يتمتع به الذهبي رحمه الله جعله لا يكتفي بسرد تاريخ المترجم له دون التعليق - غالباً - على ما يراه ضرورياً لإنصافه ؛ و ذلك نحو الحكم على حكاية ألصقت به و هي غاضّة من شأنه ، أو ذكر مبرر لعمل ظنه الناس شيئاً و هو يحتمل أوجهاً أخرى ، أو نقد لتصرفاته نقداً شرعياً ، ثم يحاول أن يخرج بحكم عام على المترجم له مقروناً بالإنصاف .
و هذا العمل _ أي الإنصاف في الحكم على الأشخاص _ يعطي ضوءاً كاشفاً تستطيع أن تستفيد منه الصحوة المباركة ، فهي صحوة توشك أن تعطي ثمارها لولا ما يكدرها من تصرفات بعض ذوي النظرات القاتمة الذين يرمون العلماء و الدعاة بالفسق و الابتداع و الميل عن مذهب السلف لأي زلة ، لا يعذرون أحداً، و لا يتقون الله في ظنٍّ مرجوح .
و هناك بعض آخر لا يستطيع العيش إلا بالطعن على المخالف ، و نسيان محاسنه و كتمانها ، فهؤلاء و أمثالهم تكفل الإمام الذهبي بالرد عليهم في سفره العظيم سير أعلام النبلاء .
و قلت أيضاً : هذا قول و كلٌ يؤخذ من كلامه و يرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و أما عن تناوله المسكر و غيرها من الأمور قلت : هذا لا يصح كما أسلفت و بينت رأي ابن الحنفية في ذلك - و هذه شهادة ممن قاتل معاوية مع أبيه ، فأحرى به أن يكون عدواً له كارهاً لملكه و ولده - .
و قلت أيضاً : إن هذا لا يحل إلا بشاهدين ، فمن شهد بذلك ؟ وقد شهد العدل بعدالته ، روى يحيى بن بكير عن الليث بن سعد (ت 147هـ) قال الليث : توفي أمير المؤمنين يزيد في تاريخ كذا ، فسماه الليث أمير المؤمنين بعد ذهاب ملكهم و انقراض دولتهم ، ولولا كونه عنده كذلك ما قال : إلا توفي يزيد . العواصم من القواصم (ص232-234) .
و هذا الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله على تقشفه و عظم منزلته في الدين و ورعه قد أدخل عن يزيد بن معاوية في كتابه الزهد أنه كان يقول في خطبته : إذا مرض أحدكم مرضاً فأشقى ثم تماثل ، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه و لينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه . أنظر : العواصم من القواصم (ص245) .
و هذا لا يتعارض مع ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية نقلاً عن الإمام أحمد عندما سُئل أتكتب الحديث عن يزيد ، قال : لا ، و لا كرامة ، أوَ ليس هو الذي فعل بأهل المدينة ما فعل . سؤال في يزيد (ص27) .
و كان رفض الإمام أحمد رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ليس دليلاً على فسقه ، و ليس كل مجروح في رواية الحديث لا تقبل أقواله ، فهناك عشرات من القضاة والفقهاء ردت أحاديثهم و هم حجة في باب الفقه . في أصول تاريخ العرب الإسلامي ، محمد محمد حسن شرّاب (ص 152) .
و هذا يدل على عظم منزلته – أي يزيد بن معاوية - عنده حتى يدخله في جملة الزهاد من الصحابة و التابعين الذين يقتدى بقولهم و يرعوى من وعظهم ، و ما أدخله إلا في جملة الصحابة قبل أن يخرج إلى ذكر التابعين ، فأين هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر و أنواع الفجور ، ألا يستحيون ؟! و إذا سلبهم الله المروءة و الحياء ، ألا ترعوون أنتم و تزدجرون و تقتدون بفضلاء الأمة ، و ترفضون الملحدة و المجّان من المنتمين إلى الملة . العواصم من القواصم (ص246) .
و قد أنصف أهل العلم و العقل و السنة و الجماعة على أن يزيد كان ملكاً من الملوك المسلمين له حسنات و له سيئات و لم يكن صحابياً و لم يكن كافراً .
و المؤمن الحق يعرف جيداً أن الله تعالى غير سائله عما حصل بين علي و معاوية أو بين يزيد والحسين أو الذين جاءوا من بعدهم إنما العبد يسئل عما قدم لنفسه .
و أخيراً فالعبد التقي الخفي لا ينشغل بذنوب العباد و ينسى نفسه كما قال صلى الله عليه وسلم : يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه و ينسى الجذع أو الجدل في عينه معترضاً . أنظر : السلسلة الصحيحة (1/74) .
يتبع
عدل سابقا من قبل حاسم 1433 في الثلاثاء مايو 21, 2013 3:36 am عدل 2 مرات
حاسم 1433- على الشواية
- عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
كتب التاريخ تبرأ زيد ابن معاوية
[size=21]فيروي البلاذري أن محمد بن علي بن أبي طالب - المعروف بابن الحنفية - دخل يوماً على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت ، فقال له يزيد ، و كان له مكرماً : يا أبا القاسم ، إن كنت رأيت مني خُلُقاً تنكره نَزَعت عنه ، و أتيت الذي تُشير به علي ؟ فقال : والله لو رأيت منكراً ما وسعني إلاّ أن أنهاك عنه ، وأخبرك بالحق لله فيه ، لما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناس ولا يكتموه ، وما رأيت منك إلاّ خيراً . أنساب الأشراف للبلاذري (5/17) .
ولقد شهد له بحسن السيرة والسلوك حينما أراده بعض أهل المدينة على خلعه والخروج معهم ضده ، فيروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع - كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو و أصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم ، فقال ابن مطيع : إن يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب ، فقال محمد ما رأيت منه ما تذكرون ، قد حضرته و أقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة ، قالوا : ذلك كان منه تصنعاً لك ، قال : و ما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع ؟ ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر ، فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه ، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا ، قالوا : إنه عندنا لحق و إن لم نكن رأيناه ، فقال لهم : أبى الله ذلك على أهل الشهادة ، و لست من أمركم في شيء .. الخ . البداية و النهاية (8/233) و تاريخ الإسلام - حوادث سنة 61-80هـ - (ص274) و حسن محمد الشيباني إسناده ، انظر مواقف المعارضة من خلافة يزيد بن معاوية (ص384) .
يشهد ليزيد غير شهادة العلماء
1 - أن سيدنا معاوية رضى الله عنه وارضاه رباه ثم وللاه
2 - شهد له ابن عباس رضي الله عنه بالفضيلة وبايعه ،
كما في أنساب الأشراف ( 4 / 289 - 290 ) بسند حسن .
3 - كما أن مجرد موافقة عدد من كبار الشخصيات الإسلامية ، من أمثال عبد الله بن الزبير و عبد الله بن عباس و أبو أيوب الأنصاري وابن عمر على ولاية يزيد تشهد له ولو كان سيىء السيرة ما بايعوه فالطعن فيه طعن فى صحابة رسول الله ، ثم مصاحبتهم جيش يزيد في سيره نحو القسطنطينية ، فيها خير دليل على أن يزيد كان يتميز بالاستقامة ، و تتوفر فيه كثير من الصفات الحميدة ، و يتمتع بالكفاءة والمقدرة لتأدية ما يوكل إليه من مهمات حتى يقود مثل هؤلاء الصحابة
أبو أيوب الأنصاري وابن عمر وابن عباس وابن الزبير رضي الله عنهم جميعاً.
منقبة ليزيد رحمه الله
يشهد له النبى صلى الله عليه وسلم
كان في أول جيش يغزوا أرض الروم
أخرج البخاري عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت و هو نازل في ساحة حمص و هو في بناء له و معه أم حرام ، قال عمير :
فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ، فقالت أم حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم .
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ، فقلت : أنا فيهم قال : لا . البخاري مع الفتح (6/120) .
وأخرج البخاري عن محمود بن الربيع في قصة عتبان بن مالك قال محمود : فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته التي توفي فيها ، و يزيد بن معاوية عليهم بأرض الروم . البخاري مع الفتح (3/73) .
وحين سأل عصمة بن أبي عصمة أبو طالب العكبري الإمام أحمد عن لعن يزيد ، قال :
" لا تتكلم في هذا . قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
" لعن المؤمن كقتله " ، وقال : " خير القرون قرني ثم الذين يلونهم "
وقد كان يزيد فيهم فأرى الإمساك أحب إليّ " .
براءته
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق ، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره ، ولم يَسْبِ لهم حريماً بل أكرم أهل بيته وأجازهم حتى ردّهم إلى بلادهم ، أما الروايات التي في كتب الشيعة أنه أُهين نساء آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنهن أُخذن إلى الشام مَسبيَّات ، وأُهِنّ هناك هذا كله كلام باطل ، بل كان بنو أمية يعظِّمون بني هاشم ، ولذلك لماّ تزوج الحجاج بن يوسف فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر ، وأمر الحجاج أن يعتزلها وأن يطلقها ، فهم كانوا يعظّمون بني هاشم ، بل لم تُسْبَ هاشميّة قط "
لماذا خرج الحسين على يزيد
لعلكم تذكرون مقالة ابن مطيع التى ذكرتها آنفا لمحمد بن علي بن أبي طالب (ابن الحنفية) : إن يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب
والتى اصر عليها رغم اعترافه بأنه لم يرى ذلك عليه هذا ما وصل لسيدنا الحسين رضى الله عنه وارضاه من اهل العراق الذين دعوه ليبايعوه لخلع هذا الحاكم الفاسد كما صوروه ولم يكن الامر ابدا ان الحسين رأى انه اولى من يزيد فهو سليم العقيده اخو الحسن الذى ترك الامر لمعاوية سلميا بعد أن آلت اليه عن ابيه على رضى الله عنه وارضاه
لم يكن السبطين ينظرون الى خلافة المسلمين كأنها ارثا وهم يعلمون ان الله عز وجل ما افترض لهم علينا الا المودة فى القربى لا غير
(( قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )
ولم يكن الحسين ليسمع ما قيل فى يزيد ويسكت وخاصة انه كما تقول كتبهم وصله
اثنا عشر ألف كتاب من أهل العراق وكلها بمضمون واحد ، كما يروي المرجع المحدث كاظم القزويني :
( ... أن لك في الكوفة مائة ألف سيف ،
إذا لم تقدم إلينا فإنا نخاصمك غداً بين يدي الله تعالى )
( فاجعة الطف ص 9 ) .
ولو كان الامر ولاية لعلى ومن بعده اثنى عشر إمام لوجدنا ذلك فى القرآن
ولكان سيدنا على اول من عصى الله بمبايعته ابى بكر وعمر وعثمان والحسين ثانى من عصى لتنازله عنها لمعاوية
اماروايات ان على غصب وجر واهين واختبىء بالدار وترك فاطمة تفتح وضربت وكسر ضلعها واسقطت كل هذا افتراء وليس له سند حتى عندهم بل يسوء لسيدنا على البطل الذى لن يتورع عن الموت فى سبيل الدفاع عن حبيبته فاطمة بنت الاكرمين لا ان يختبىء ويتركها للضرب والسقط والمهانة
ومن كتبهم فى ترك على لهذه الولاية المزعومة
ولاحظوا قول سيدنا على إنما الشورى للمهاجرين والانصار فقد اقر هنا بشرعية هذه الشورى بل واكد انه اذا ما اجتمعوا على رجل وسموه إمام كان ذلك يرضى الله ويكون الله عز وجل الذى ولاه
لو كان هناك ولاية من الله ما كان قال سيدنا على فى كتبهم
( دعونى والتمسوا غيرى … ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم ولأن أكون لكم وزيراً خيراً من أن أكون عليكم أميرأ » (نهج البلاغة 181-182)
وقال
وقد تنازل عنها كما قلنا سيدنا الحسن بن على اخو الحسين لسيدنا معاوية
و [size=25][size=21]قد طعنه شيعته بخنجر في فخذه وسموه بمذل المؤمنين .[/size][/size]
[size=21][size=21]راجع كتاب ( بحار الأنوار) للمجلسي 44 / 24 . وكتاب ( دلائل الإمامة ) للطبري [/size][/size]
[size=21][size=21]الإمامي صفحة 64 .[/size][/size]
وقد اصلح الله بالحسن بين فئتين عظمتين سماهم الرسول مؤمنين
يزيد وآل البيت
لما دخل أبناء الحسين على يزيد قالت : فاطمة بنت الحسين : يا يزيد أبنات رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا ؟ قال : بل حرائر كرام ، أدخلي على بنات عمك تجديهن قد فعلن ما فعلت ، قالت فاطمة : فدخلت إليهن فما وجدت فيهن سفيانية إلا ملتزمة تبكي . الطبري (5/464) من طريق عوانة .
عندما دخل علي بن الحسين على يزيد قال : يا حبيب إن أباك قطع رحمي و ظلمني فصنع الله به ما رأيت يقصد أنه قد حدث له ما قدره الله له - ، فقال علي بن الحسين { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير }[الحديد/22] ، ثم طلب يزيد من ابنه خالد أن يجبه ، فلم يدر خالد ما يقول فقال يزيد قل له :{ و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير }[الشورى/30] . الطبري (5/464) من طريق عوانة وأنساب الأشراف (3/220) بإسناد حسن .
وأرسل يزيد إلى كل امرأة من الهاشميات يسأل عن كل ما أخذ لهن كل امرأة تدعي شيئاً بالغاً ما بلغ إلا أضعفه لهن في العطية . و كان يزيد لا يتغدى ولا يتعشى إلا دعى علي بن الحسين . و بعث يزيد إلى المدينة فقدم عليه ذوي السن من موالي بني هاشم ومن موالي نبي علي . - و لعل يزيد أراد باستقدامه لهؤلاء الموالي إظهار مكانة الحسين و ذويه و يكون لهم موكب عزيز عند دخول المدينة - . وبعد أن وصل الموالي أمر يزيد بنساء الحسين وبناته أن يتجهزن وأعطاهن كل ما طلبن حتى أنه لم يدع لهم حاجة بالمدينة إلا أمر بها . و قبل أن يغادروا قال يزيد لعي بن الحسين إن أحببت أن تقيم عندنا فنصل رحمك ونعرف لك حقك فعلت . ابن سعد في الطبقات (5/397) بإسناد جمعي .
قال شيخ الإسلام في المنهاج (4/559) : وأكرم أبناء الحسين و خيرهم بين المقام عنده و الذهاب إلى المدينة فاختاروا الرجوع إلى المدينة .
و عند مغادرتهم دمشق قال يزيد لعلي بن الحسين مكررا : لعن الله ابن مرجانة ، أما و الله لو أني صاحبه ما سألني خصلة أبداً إلا أعطيتها إياه ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي ولكن الله قضى ما رأيت ، كاتبني بكل حاجة تكون لك . الطبري (5/462) .
وأمر يزيد بأن يرافق ذرية الحسين وفد من موالي بني سفيان ، وأمر المصاحبين لهم أن ينزلوا بهم حيث شاءوا و متى شاءوا ، وبعث معهم محرز بن حريث الكلبي و كان من أفاضل أهل الشام . ابن سعد في الطبقات (5/397) بإسناد جمعي .
و خرج آل الحسين من دمشق محفوفين بأسباب الاحترام والتقدير حتى وصلوا إلى المدينة . قال ابن كثير في ذلك : وأكرم آل الحسين ورد عليهم جميع ما فقد لهم وأضعافه ، و ردهم إلى المدينة في محامل وأهبة عظيمة .. البداية والنهاية (8/235) .
إذا من الذى قتل الحسين رضى الله عنه وارضاه
لن آتى لكم بمصادر من كتبنا حتى لا يقال افتراء ولكن سآتى بمصادر من كتب الشيعة انفسهم
كـتـب الـشـيـعـة تـصـل إلـى الإمـام الـحـسـيـن عـلـيـه الـسـلام :
لما علم الشيعة بوفاة معاوية وامتناع الحسين عن بيعة يزيد اجتمعوا في منزل سليمان بن ضرو الخزاعي الذي قام فيهم خطيباً وحثهم على نصرة الحسين عليه السلام وحذرهم من خذلانه ، فبدأت كتبهم تتوالى على الحسين عليه السلام إلى أن اجتمع عنده اثنا عشر ألف كتاب من أهل العراق وكلها بمضمون واحد ، كما يروي المرجع المحدث كاظم القزويني : ( ... أن لك في الكوفة مائة ألف سيف ، إذا لم تقدم إلينا فإنا نخاصمك غداً بين يدي الله تعالى ) ( فاجعة الطف ص 9 ) .
الــحــســيــن عــلــيــه الــســلام يــرســل مــســلــم بــن عــقــيــل :
أرسل الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل إلى الكوفة ليستطلع الخبر ويبايع الناس عنه ويبدو أن مسلم بن عقيل لم يكن متفائلاً في سفره إلى الكوفة لما يعرفه من تقلب أهل العراق لكن الحسين عليه السلام أصر عليه ، فقدم الكوفة ونزل في دار هانئ بن عروة وبايعه الناس وابن زياد لا يعرف مكانه ، وقد كتب إلى الحسين عليه السلام قائلا : ( ... الرائد لا يكذب أهله وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً ) ( مقتل الحسين للمقرم ص 147 ) .
الــحــســيــن عــلــيــه الــســلام يــتــوجــه إلــى الــكــوفــة :
ولقد شهد له بحسن السيرة والسلوك حينما أراده بعض أهل المدينة على خلعه والخروج معهم ضده ، فيروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع - كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو و أصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم ، فقال ابن مطيع : إن يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب ، فقال محمد ما رأيت منه ما تذكرون ، قد حضرته و أقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة ، قالوا : ذلك كان منه تصنعاً لك ، قال : و ما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع ؟ ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر ، فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه ، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا ، قالوا : إنه عندنا لحق و إن لم نكن رأيناه ، فقال لهم : أبى الله ذلك على أهل الشهادة ، و لست من أمركم في شيء .. الخ . البداية و النهاية (8/233) و تاريخ الإسلام - حوادث سنة 61-80هـ - (ص274) و حسن محمد الشيباني إسناده ، انظر مواقف المعارضة من خلافة يزيد بن معاوية (ص384) .
يشهد ليزيد غير شهادة العلماء
1 - أن سيدنا معاوية رضى الله عنه وارضاه رباه ثم وللاه
2 - شهد له ابن عباس رضي الله عنه بالفضيلة وبايعه ،
كما في أنساب الأشراف ( 4 / 289 - 290 ) بسند حسن .
3 - كما أن مجرد موافقة عدد من كبار الشخصيات الإسلامية ، من أمثال عبد الله بن الزبير و عبد الله بن عباس و أبو أيوب الأنصاري وابن عمر على ولاية يزيد تشهد له ولو كان سيىء السيرة ما بايعوه فالطعن فيه طعن فى صحابة رسول الله ، ثم مصاحبتهم جيش يزيد في سيره نحو القسطنطينية ، فيها خير دليل على أن يزيد كان يتميز بالاستقامة ، و تتوفر فيه كثير من الصفات الحميدة ، و يتمتع بالكفاءة والمقدرة لتأدية ما يوكل إليه من مهمات حتى يقود مثل هؤلاء الصحابة
أبو أيوب الأنصاري وابن عمر وابن عباس وابن الزبير رضي الله عنهم جميعاً.
منقبة ليزيد رحمه الله
يشهد له النبى صلى الله عليه وسلم
كان في أول جيش يغزوا أرض الروم
أخرج البخاري عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت و هو نازل في ساحة حمص و هو في بناء له و معه أم حرام ، قال عمير :
فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ، فقالت أم حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم .
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ، فقلت : أنا فيهم قال : لا . البخاري مع الفتح (6/120) .
وأخرج البخاري عن محمود بن الربيع في قصة عتبان بن مالك قال محمود : فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته التي توفي فيها ، و يزيد بن معاوية عليهم بأرض الروم . البخاري مع الفتح (3/73) .
وحين سأل عصمة بن أبي عصمة أبو طالب العكبري الإمام أحمد عن لعن يزيد ، قال :
" لا تتكلم في هذا . قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
" لعن المؤمن كقتله " ، وقال : " خير القرون قرني ثم الذين يلونهم "
وقد كان يزيد فيهم فأرى الإمساك أحب إليّ " .
براءته
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق ، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره ، ولم يَسْبِ لهم حريماً بل أكرم أهل بيته وأجازهم حتى ردّهم إلى بلادهم ، أما الروايات التي في كتب الشيعة أنه أُهين نساء آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنهن أُخذن إلى الشام مَسبيَّات ، وأُهِنّ هناك هذا كله كلام باطل ، بل كان بنو أمية يعظِّمون بني هاشم ، ولذلك لماّ تزوج الحجاج بن يوسف فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر ، وأمر الحجاج أن يعتزلها وأن يطلقها ، فهم كانوا يعظّمون بني هاشم ، بل لم تُسْبَ هاشميّة قط "
لماذا خرج الحسين على يزيد
لعلكم تذكرون مقالة ابن مطيع التى ذكرتها آنفا لمحمد بن علي بن أبي طالب (ابن الحنفية) : إن يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب
والتى اصر عليها رغم اعترافه بأنه لم يرى ذلك عليه هذا ما وصل لسيدنا الحسين رضى الله عنه وارضاه من اهل العراق الذين دعوه ليبايعوه لخلع هذا الحاكم الفاسد كما صوروه ولم يكن الامر ابدا ان الحسين رأى انه اولى من يزيد فهو سليم العقيده اخو الحسن الذى ترك الامر لمعاوية سلميا بعد أن آلت اليه عن ابيه على رضى الله عنه وارضاه
لم يكن السبطين ينظرون الى خلافة المسلمين كأنها ارثا وهم يعلمون ان الله عز وجل ما افترض لهم علينا الا المودة فى القربى لا غير
(( قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )
ولم يكن الحسين ليسمع ما قيل فى يزيد ويسكت وخاصة انه كما تقول كتبهم وصله
اثنا عشر ألف كتاب من أهل العراق وكلها بمضمون واحد ، كما يروي المرجع المحدث كاظم القزويني :
( ... أن لك في الكوفة مائة ألف سيف ،
إذا لم تقدم إلينا فإنا نخاصمك غداً بين يدي الله تعالى )
( فاجعة الطف ص 9 ) .
ولو كان الامر ولاية لعلى ومن بعده اثنى عشر إمام لوجدنا ذلك فى القرآن
ولكان سيدنا على اول من عصى الله بمبايعته ابى بكر وعمر وعثمان والحسين ثانى من عصى لتنازله عنها لمعاوية
اماروايات ان على غصب وجر واهين واختبىء بالدار وترك فاطمة تفتح وضربت وكسر ضلعها واسقطت كل هذا افتراء وليس له سند حتى عندهم بل يسوء لسيدنا على البطل الذى لن يتورع عن الموت فى سبيل الدفاع عن حبيبته فاطمة بنت الاكرمين لا ان يختبىء ويتركها للضرب والسقط والمهانة
ومن كتبهم فى ترك على لهذه الولاية المزعومة
ولاحظوا قول سيدنا على إنما الشورى للمهاجرين والانصار فقد اقر هنا بشرعية هذه الشورى بل واكد انه اذا ما اجتمعوا على رجل وسموه إمام كان ذلك يرضى الله ويكون الله عز وجل الذى ولاه
لو كان هناك ولاية من الله ما كان قال سيدنا على فى كتبهم
( دعونى والتمسوا غيرى … ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم ولأن أكون لكم وزيراً خيراً من أن أكون عليكم أميرأ » (نهج البلاغة 181-182)
وقال
وقد تنازل عنها كما قلنا سيدنا الحسن بن على اخو الحسين لسيدنا معاوية
و [size=25][size=21]قد طعنه شيعته بخنجر في فخذه وسموه بمذل المؤمنين .[/size][/size]
[size=21][size=21]راجع كتاب ( بحار الأنوار) للمجلسي 44 / 24 . وكتاب ( دلائل الإمامة ) للطبري [/size][/size]
[size=21][size=21]الإمامي صفحة 64 .[/size][/size]
وقد اصلح الله بالحسن بين فئتين عظمتين سماهم الرسول مؤمنين
يزيد وآل البيت
لما دخل أبناء الحسين على يزيد قالت : فاطمة بنت الحسين : يا يزيد أبنات رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا ؟ قال : بل حرائر كرام ، أدخلي على بنات عمك تجديهن قد فعلن ما فعلت ، قالت فاطمة : فدخلت إليهن فما وجدت فيهن سفيانية إلا ملتزمة تبكي . الطبري (5/464) من طريق عوانة .
عندما دخل علي بن الحسين على يزيد قال : يا حبيب إن أباك قطع رحمي و ظلمني فصنع الله به ما رأيت يقصد أنه قد حدث له ما قدره الله له - ، فقال علي بن الحسين { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير }[الحديد/22] ، ثم طلب يزيد من ابنه خالد أن يجبه ، فلم يدر خالد ما يقول فقال يزيد قل له :{ و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير }[الشورى/30] . الطبري (5/464) من طريق عوانة وأنساب الأشراف (3/220) بإسناد حسن .
وأرسل يزيد إلى كل امرأة من الهاشميات يسأل عن كل ما أخذ لهن كل امرأة تدعي شيئاً بالغاً ما بلغ إلا أضعفه لهن في العطية . و كان يزيد لا يتغدى ولا يتعشى إلا دعى علي بن الحسين . و بعث يزيد إلى المدينة فقدم عليه ذوي السن من موالي بني هاشم ومن موالي نبي علي . - و لعل يزيد أراد باستقدامه لهؤلاء الموالي إظهار مكانة الحسين و ذويه و يكون لهم موكب عزيز عند دخول المدينة - . وبعد أن وصل الموالي أمر يزيد بنساء الحسين وبناته أن يتجهزن وأعطاهن كل ما طلبن حتى أنه لم يدع لهم حاجة بالمدينة إلا أمر بها . و قبل أن يغادروا قال يزيد لعي بن الحسين إن أحببت أن تقيم عندنا فنصل رحمك ونعرف لك حقك فعلت . ابن سعد في الطبقات (5/397) بإسناد جمعي .
قال شيخ الإسلام في المنهاج (4/559) : وأكرم أبناء الحسين و خيرهم بين المقام عنده و الذهاب إلى المدينة فاختاروا الرجوع إلى المدينة .
و عند مغادرتهم دمشق قال يزيد لعلي بن الحسين مكررا : لعن الله ابن مرجانة ، أما و الله لو أني صاحبه ما سألني خصلة أبداً إلا أعطيتها إياه ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي ولكن الله قضى ما رأيت ، كاتبني بكل حاجة تكون لك . الطبري (5/462) .
وأمر يزيد بأن يرافق ذرية الحسين وفد من موالي بني سفيان ، وأمر المصاحبين لهم أن ينزلوا بهم حيث شاءوا و متى شاءوا ، وبعث معهم محرز بن حريث الكلبي و كان من أفاضل أهل الشام . ابن سعد في الطبقات (5/397) بإسناد جمعي .
و خرج آل الحسين من دمشق محفوفين بأسباب الاحترام والتقدير حتى وصلوا إلى المدينة . قال ابن كثير في ذلك : وأكرم آل الحسين ورد عليهم جميع ما فقد لهم وأضعافه ، و ردهم إلى المدينة في محامل وأهبة عظيمة .. البداية والنهاية (8/235) .
إذا من الذى قتل الحسين رضى الله عنه وارضاه
لن آتى لكم بمصادر من كتبنا حتى لا يقال افتراء ولكن سآتى بمصادر من كتب الشيعة انفسهم
كـتـب الـشـيـعـة تـصـل إلـى الإمـام الـحـسـيـن عـلـيـه الـسـلام :
لما علم الشيعة بوفاة معاوية وامتناع الحسين عن بيعة يزيد اجتمعوا في منزل سليمان بن ضرو الخزاعي الذي قام فيهم خطيباً وحثهم على نصرة الحسين عليه السلام وحذرهم من خذلانه ، فبدأت كتبهم تتوالى على الحسين عليه السلام إلى أن اجتمع عنده اثنا عشر ألف كتاب من أهل العراق وكلها بمضمون واحد ، كما يروي المرجع المحدث كاظم القزويني : ( ... أن لك في الكوفة مائة ألف سيف ، إذا لم تقدم إلينا فإنا نخاصمك غداً بين يدي الله تعالى ) ( فاجعة الطف ص 9 ) .
الــحــســيــن عــلــيــه الــســلام يــرســل مــســلــم بــن عــقــيــل :
أرسل الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل إلى الكوفة ليستطلع الخبر ويبايع الناس عنه ويبدو أن مسلم بن عقيل لم يكن متفائلاً في سفره إلى الكوفة لما يعرفه من تقلب أهل العراق لكن الحسين عليه السلام أصر عليه ، فقدم الكوفة ونزل في دار هانئ بن عروة وبايعه الناس وابن زياد لا يعرف مكانه ، وقد كتب إلى الحسين عليه السلام قائلا : ( ... الرائد لا يكذب أهله وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً ) ( مقتل الحسين للمقرم ص 147 ) .
الــحــســيــن عــلــيــه الــســلام يــتــوجــه إلــى الــكــوفــة :
تعجل الحسين عليه السلام الخروج إلى الكوفة لكنه أراد الرجوع من حيث أتى وذلك بعد أن التقى بالحر بن يزيد على مرحلتين من الكوفة وكان الحر على رأس جيش يزيد قد منع الحسين عليه السلام من دخول الكوفة ، وقد تبين للحسين عليه السلام خيانة شيعته ، وقد ساق هذه الخيانة شيخ المحدثين عندكم عباس القمي في كتابه ( منتهى الآمال 1/466 ) ساقها على لسان عبد الله بن الحر لمبعوث الحسين الحجاج بن مسرور الجعفي : ( ... والله ياحجاج ما خرجت من الكوفة إلا مخافة أن يدخل الحسين عليه السلام وأنا فيها ولا أنصره ، لأنه ليس في الكوفة شيعة ولا أنصار إلا مالوا إلى الدنيا إلا من رحم الله منهم ) .
الـــغـــدر بـــمـــســـلـــم بـــن عـــقـــيـــل :
تمكن والي الكوفة الجديد من قتل مسلم بن عقيل . ولما وصل الخبر الفضيع إلى الإمام الحسين عليه السلام جمع أصحابه وقرأ عليهم كتاباً جاء فيه : ( بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد : فإنه قد أتانا خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن يقطر وقد خذلنا شيعتنا ... ) وقد ورد ذلك في معظم كتب الشيعة كمنتهى الأمال للقمي وبحار الأنوار للمجلسي وغيرهم كثير ( منتهى الأمال 1/461 – بحار الأنوار 44/374 – ليالي بشاور ص 585 ) .
نـزول الإمـام الـحـسـيـن عـلـيـه الـسـلام أرض كـربـلاء :
نزل الحسين عليه السلام في كربلاء وقام خطيباً بالناس فحاول شيعته التشويش عليه لئلا يتكلم من إبلاغ حجته فتكلم فيهم مغضباً واسترسل في سرد صفاتهم وكان مما قال لهم : ( ... شذاذ الأحزاب ... نبذة الكتاب ... عصبة الآثام ... قتلة أولاد الأنبياء ) ( كتاب : على خطى الحسين لأحمد راسم النفيس ص 131 ) وقد أورد خطابه هذا غير واحد من أعلام الشيعة كعباس الحياوي وعباس القمي وهادي النجفي وغيرهم كثير .
مـن الـذي قـتـل الإمـام الـحـسـيـن عـلـيـه الـسـلام :
ما خاب ظن الحسين بشيعته وصدقه فيهم قولاً إذا قال : ( اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا ) ( منتهى الآمال 1/535 ) وعلل بعضهم الغدر بالحسين بأنه الرعب والخوف الذي هيمن على الكوفة !! كمرتضى المطهري .
وراح البعض الآخر ينقل عمن بقي من آل البيت التوبيخ والزجر كقول زين العابدين عليه السلام : ( تنوحون وتبكون من أجلنا ... فمن الذي قتلنا ؟ ) ( منتهى الآمال 1/570 ) .
وقول زينب بنت علي مما ينقل القمي في كتابه ( نفسه المهموم ص 365 )
[size=29]( ... صه يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم وتبكينا نساؤكم )
.
[/size]الـــغـــدر بـــمـــســـلـــم بـــن عـــقـــيـــل :
تمكن والي الكوفة الجديد من قتل مسلم بن عقيل . ولما وصل الخبر الفضيع إلى الإمام الحسين عليه السلام جمع أصحابه وقرأ عليهم كتاباً جاء فيه : ( بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد : فإنه قد أتانا خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن يقطر وقد خذلنا شيعتنا ... ) وقد ورد ذلك في معظم كتب الشيعة كمنتهى الأمال للقمي وبحار الأنوار للمجلسي وغيرهم كثير ( منتهى الأمال 1/461 – بحار الأنوار 44/374 – ليالي بشاور ص 585 ) .
نـزول الإمـام الـحـسـيـن عـلـيـه الـسـلام أرض كـربـلاء :
نزل الحسين عليه السلام في كربلاء وقام خطيباً بالناس فحاول شيعته التشويش عليه لئلا يتكلم من إبلاغ حجته فتكلم فيهم مغضباً واسترسل في سرد صفاتهم وكان مما قال لهم : ( ... شذاذ الأحزاب ... نبذة الكتاب ... عصبة الآثام ... قتلة أولاد الأنبياء ) ( كتاب : على خطى الحسين لأحمد راسم النفيس ص 131 ) وقد أورد خطابه هذا غير واحد من أعلام الشيعة كعباس الحياوي وعباس القمي وهادي النجفي وغيرهم كثير .
مـن الـذي قـتـل الإمـام الـحـسـيـن عـلـيـه الـسـلام :
ما خاب ظن الحسين بشيعته وصدقه فيهم قولاً إذا قال : ( اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا ) ( منتهى الآمال 1/535 ) وعلل بعضهم الغدر بالحسين بأنه الرعب والخوف الذي هيمن على الكوفة !! كمرتضى المطهري .
وراح البعض الآخر ينقل عمن بقي من آل البيت التوبيخ والزجر كقول زين العابدين عليه السلام : ( تنوحون وتبكون من أجلنا ... فمن الذي قتلنا ؟ ) ( منتهى الآمال 1/570 ) .
وقول زينب بنت علي مما ينقل القمي في كتابه ( نفسه المهموم ص 365 )
[size=29]( ... صه يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم وتبكينا نساؤكم )
.
فضح كذبة كان يزيد ينكت على فم الحسين
لم يثبت أن رأس الحسين أرسل إلى يزيد بالشام بل الصحيح أن الحسين قتل في كربلاء ورأسه أخذ إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة فذهب برأسه الشريف إلى عبيد الله بن زياد، فجعل في طست ، فجعل ينكت عليه، وقال في حسنه شيئاً فقال أنس : " إنه كان أشبههم برسول الله" . رواه البخاري. وفي رواية قال: (ارفع قضيبك فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثم حيث تضع قضيبك فانقبض) رواه البزار والطبراني. الفتح(7/96)
وانس كان فى الكوفة ولم يكن بالشام!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ولكن أراد الله أن يفضح كذبهم
واكثر من هذا هم يقتنعون بهذا وانظر لهذا المتحف الكربلائى الحسينى عن مقتل الحسين رضى الله عنه وارضاه
ولكنه الكذب والمغالاة والكبر عن الحق والإنتقام من يزيد
إذ كيف يأم المسلمين والحسين موجود
ورغم كل هذا فى كتبهم عن قتلهم الحسين هل وجدنا يوما شيعى واحديسب ويلعن شيعة العراق قتلة الحسين كما يسب يزيد البرىء من التهمة!!!
اللهم لا لأنهم لا يحبون الحسين كما يدعون ويكرهون قاتله هم ساعين للدنيا يسعون للولاية فقط ليؤم الفرس العالم الاسلامى فلا يبقى من الاسلام الا القول بتحريف والطعن فى عرض الرسول والصحابة فبهاذا يقضون على الاسلام الذى اخمد نيران الفرس وطرد اليهود
وهاهم بالشيعة سعوا لإسترداد ايران والعراق الذين فتحهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه وارضاه
============================================
مفاجأتين
الأولى
نعلم ما روى حول يزيد من أكاذيب أنه مات سكرانا وهو يلاعب القرد
: هذه رواية ابن عياش
وهو بإجماع الشيعة كان وضّاعاً كذّاباً
والعجيب كتاب "الكافي" مملوء من رواية ابن عياش،
بل ومن عجيب الافتراء قيل انه كان سكرانا فأمر قردا ليؤم صلاة المسلمين استهزاءا بالدين فكيف للقرد الركوع والسجود والجلوس بين السجدات وحفظ عدد الركعات اللهم الا اذا كان تعلم الصلاة من كثرة رؤية سيده وهو يصلى فقلده !!!
المفاجأة الثانية
وهى ما لم نكن نعلمه ويحوط الشيعة عليه
حتى يخفوه عن أنظار المسلمين وخاصة الشيعة الزيدية
اهل اليمن الطيبين الذين يستخدمونهم للحرب على السعودية
(الحوثيين )
من كان أيضا سكيرا ويشرب الخمر
مفاجأة
زيد بن على بن الحسين كان سكيرا يشرب الخمر
رجال الكشى صفحة 151
كما اتهموه انه دعى بالإمامة لنفسه وعندهم من يدعى الإمامة كافر
يعنى هو كافر فى مذهب الجعفريه الاثنى عشرية
ويقول المامقانى :
حمل ما ورد فى دمه - أى دم زيد - على التتقية
المامقاني صفحة تفتتيح المقال المجلد الأول صفحة467 الى 471
يامسلمين
هل علمتم على زيد بن على بن الحسين شرب الخمر !!!
كم كذبت كتب الشيعة فى تحريف القرآن كم كذبوا فى عرض الرسول كم كذبوا فى طعن الصحابة كله لصالح الإمامة
ايسلم يزيد ابن سيدنا معاوية من طعنهم وقد كان قائما على امور المسلمين فى وجود الحسين
الشيعة يكذبون
جاء نفر من الناس إلى علي بن الحسين فأثنوا عليه، فقال:
"ما أكذبكم وأجرأكم على الله عز وجل، نحن من صالحي قومنا".
انظروا كيف رأى ثنائهم كذب وكيف وصفهم بأنهم أجرأ على الله!!!
اشتكى أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام اشتكى كثيراً من شيعته في خطب مطولة وردت في نهج البلاغة حتى أنهم اتهموه بالكذب ، فقال : ( ولقد بلغني أنكم تقولون علي يكذب ، قاتلكم الله فعلى من أكذب ... ) ( نهج البلاغة 1/119 ) .
وفي موضوع آخر : ( قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً وشحنتم صدري غيظاً ... وأفسدتم رأيي بالعصيان والخذلان ) ( نهج البلاغة 1/70 ) .
وقول جعفر الصادق عليه السلام فيهم : ( لو قام قائمنا لبدأ بكذابي شيعتنا فقتلهم ) ( رجال الكشي ص 253 ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: قال أبو حاتم الرازي: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: قال أشهب بن عبد العزيز
سئل مالك عن الرافضة فقال: "لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون".
وقال أيضاً: قال أبو حاتم الرازي حدثنا حرملة، قال: سمعت الشافعي يقول: "لم أر أحداً أشهد بالزور من الرافضة".
وقال مؤمل بن إهاب: سمعت
يزيد بن هارون يقول:
"نكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلا الرافضة فإنهم يكذبون".
وبعد هذا نتهم يزيد ابن معاوية رضى الله عنهما وارضاهما
مالكم كيف تحكمون
الطعن فى يزيد طعن فى اباه الذى رباه والصحابة الذين عاصروه وبايعوه
وهذا يخدم هدف الدولة الصفويةوهم المروجون لأن فى عقيدتهم الصحابة منافقون كلهم
لم يؤمن فقط لرسول الله فى عهده غير
ثلاثة فى بعض روايات الشيعة واربعة فى بعض رواياتهم الاخرى
لأنهم حسب زعمهم سكتوا عن تحريف الشيخين ابى بكر وعمر وعثمان اذا فالقرآن محرف
وهكذا فإن يزيد هو بداية طرف العقد اذا انفرط انفرط خلفه باقى السلسلة تصاعديا
اصعب الكذب ليس ان تكذب على الناس
ولكن اشده ان تكذب الكذبة وتصدقها وتكذب على نفسك
حقائق فى كتب السنة والشيعة
هل يكذب الشيعة كتبهم ام يكذبون على انفسهم
على رضى الله عنه وارضاه وذريته يصاهرون الصحابة ويسمون بأسمائهم
اذا ما حقيقة واقعة الحرة
وهدم الكعبة
واقعة هدم الكعبة واقعة ذور وبهتان وكذب وورددت كل رواياتها عن كاذبين وله موضوع منفرد بإذن الله
اما خروج أهل الحرة على يزيد وحربه لهم كان بتأويل فيزيد إنما يقاتلهم لأنه يرى أنه الإمام ، وأن من أراد أن يفرق جمع المسلمين فواجب مقاتلته وقتله ، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح .
وكان علي - رضي الله عنه - يقول : " لو أن رجلاً ممّن بايع أبا بكر خلعه لقاتلناه ، ولو أن رجلاً ممّن بايع عمر خلعه لقاتلناه "
والم يقل لسيدنا معاوية (قد بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان فلم يكن للشاهد أن يختارولا للغائب أن يرد إنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا على رجل، وسموه إماماً كان ذلك لله رضى، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن، أو بدعة، ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين )!!!
هذا رأى سيدنا على
وانظر كيف يحقد الشيعة ويكرهون بن عثيمين رحمه الله لأنه قال اخطأ الحسين فى الخروج على يزيد
إذا لماذا تقاتلوا وهل يتقاتلون وكلاهما نقول مؤمنين
لا شك ان اهل الحرة أخطأوا بخروجهم على إمامهم
ولكن هذا ليس داعيا للسب فى اى الفريقين
هؤلاء صحابة الرسول الذين نصروه وآذروه
وقال تعالى
{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [سورة الحجرات: 9].
فالله عز وجل سمى الطائفتين مؤمنين وامر بالإصلاح بينهم
ونحن نشهد ليزيد ومن معه واهل الحرة ومن قبلهم على ومن معه ومعاوية ومن معه أنهم مؤمنون
فعلينا أن نكون مقسطين فى نظرتنا للأحداث
ولن اقول فى الحكم عليهم فمن نحن لنحكم على قوم
قال الله فيهم انه رضى عنهم ورضوا عنه بل ووعدهم الحسنى
وأعد لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار وأنهم فازوا الفوز العظيم!!!
( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
( لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )
صوم عاشوراء
تشهد كتب الشيعة دائما على انه قتل الحسين ظمآن اتعرفون لماذا؟
( وواجه الحسين عليه السلام منهم الغدر وقتل بينهم مسلم بن عقيل مظلوماً وقتل الحسين عطشاناً في كربلاء قرب الكوفة وعلى يد جيش الكوفة ) . ( موسوعة عاشوراء ص 59 ) .
لأنه كان صائما يوم عاشوراء الذى قال رسول الله اننا احق بالصوم من اليهود فى ذلك اليوم وما كان للحسين ابدا ان يخرج من سنة جده
لذلك عمائم الصفوية دائما يحرشوهم بنا ويقولون لهم اننا نصوم عاشوراء فرحا بقتل الحسين ليمنعونا من صومه ليكون لهم وحدهم
ولكن هيهات نحن احق بموسى منكم
فلا تتركون صوم عاشوراء مهما مكروا
منقول
[/size]لم يثبت أن رأس الحسين أرسل إلى يزيد بالشام بل الصحيح أن الحسين قتل في كربلاء ورأسه أخذ إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة فذهب برأسه الشريف إلى عبيد الله بن زياد، فجعل في طست ، فجعل ينكت عليه، وقال في حسنه شيئاً فقال أنس : " إنه كان أشبههم برسول الله" . رواه البخاري. وفي رواية قال: (ارفع قضيبك فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثم حيث تضع قضيبك فانقبض) رواه البزار والطبراني. الفتح(7/96)
وانس كان فى الكوفة ولم يكن بالشام!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ولكن أراد الله أن يفضح كذبهم
واكثر من هذا هم يقتنعون بهذا وانظر لهذا المتحف الكربلائى الحسينى عن مقتل الحسين رضى الله عنه وارضاه
ولكنه الكذب والمغالاة والكبر عن الحق والإنتقام من يزيد
إذ كيف يأم المسلمين والحسين موجود
ورغم كل هذا فى كتبهم عن قتلهم الحسين هل وجدنا يوما شيعى واحديسب ويلعن شيعة العراق قتلة الحسين كما يسب يزيد البرىء من التهمة!!!
اللهم لا لأنهم لا يحبون الحسين كما يدعون ويكرهون قاتله هم ساعين للدنيا يسعون للولاية فقط ليؤم الفرس العالم الاسلامى فلا يبقى من الاسلام الا القول بتحريف والطعن فى عرض الرسول والصحابة فبهاذا يقضون على الاسلام الذى اخمد نيران الفرس وطرد اليهود
وهاهم بالشيعة سعوا لإسترداد ايران والعراق الذين فتحهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه وارضاه
============================================
مفاجأتين
الأولى
نعلم ما روى حول يزيد من أكاذيب أنه مات سكرانا وهو يلاعب القرد
: هذه رواية ابن عياش
وهو بإجماع الشيعة كان وضّاعاً كذّاباً
والعجيب كتاب "الكافي" مملوء من رواية ابن عياش،
بل ومن عجيب الافتراء قيل انه كان سكرانا فأمر قردا ليؤم صلاة المسلمين استهزاءا بالدين فكيف للقرد الركوع والسجود والجلوس بين السجدات وحفظ عدد الركعات اللهم الا اذا كان تعلم الصلاة من كثرة رؤية سيده وهو يصلى فقلده !!!
المفاجأة الثانية
وهى ما لم نكن نعلمه ويحوط الشيعة عليه
حتى يخفوه عن أنظار المسلمين وخاصة الشيعة الزيدية
اهل اليمن الطيبين الذين يستخدمونهم للحرب على السعودية
(الحوثيين )
من كان أيضا سكيرا ويشرب الخمر
مفاجأة
زيد بن على بن الحسين كان سكيرا يشرب الخمر
رجال الكشى صفحة 151
كما اتهموه انه دعى بالإمامة لنفسه وعندهم من يدعى الإمامة كافر
يعنى هو كافر فى مذهب الجعفريه الاثنى عشرية
ويقول المامقانى :
حمل ما ورد فى دمه - أى دم زيد - على التتقية
المامقاني صفحة تفتتيح المقال المجلد الأول صفحة467 الى 471
يامسلمين
هل علمتم على زيد بن على بن الحسين شرب الخمر !!!
كم كذبت كتب الشيعة فى تحريف القرآن كم كذبوا فى عرض الرسول كم كذبوا فى طعن الصحابة كله لصالح الإمامة
ايسلم يزيد ابن سيدنا معاوية من طعنهم وقد كان قائما على امور المسلمين فى وجود الحسين
الشيعة يكذبون
جاء نفر من الناس إلى علي بن الحسين فأثنوا عليه، فقال:
"ما أكذبكم وأجرأكم على الله عز وجل، نحن من صالحي قومنا".
انظروا كيف رأى ثنائهم كذب وكيف وصفهم بأنهم أجرأ على الله!!!
اشتكى أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام اشتكى كثيراً من شيعته في خطب مطولة وردت في نهج البلاغة حتى أنهم اتهموه بالكذب ، فقال : ( ولقد بلغني أنكم تقولون علي يكذب ، قاتلكم الله فعلى من أكذب ... ) ( نهج البلاغة 1/119 ) .
وفي موضوع آخر : ( قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً وشحنتم صدري غيظاً ... وأفسدتم رأيي بالعصيان والخذلان ) ( نهج البلاغة 1/70 ) .
وقول جعفر الصادق عليه السلام فيهم : ( لو قام قائمنا لبدأ بكذابي شيعتنا فقتلهم ) ( رجال الكشي ص 253 ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: قال أبو حاتم الرازي: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: قال أشهب بن عبد العزيز
سئل مالك عن الرافضة فقال: "لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون".
وقال أيضاً: قال أبو حاتم الرازي حدثنا حرملة، قال: سمعت الشافعي يقول: "لم أر أحداً أشهد بالزور من الرافضة".
وقال مؤمل بن إهاب: سمعت
يزيد بن هارون يقول:
"نكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلا الرافضة فإنهم يكذبون".
وبعد هذا نتهم يزيد ابن معاوية رضى الله عنهما وارضاهما
مالكم كيف تحكمون
الطعن فى يزيد طعن فى اباه الذى رباه والصحابة الذين عاصروه وبايعوه
وهذا يخدم هدف الدولة الصفويةوهم المروجون لأن فى عقيدتهم الصحابة منافقون كلهم
لم يؤمن فقط لرسول الله فى عهده غير
ثلاثة فى بعض روايات الشيعة واربعة فى بعض رواياتهم الاخرى
لأنهم حسب زعمهم سكتوا عن تحريف الشيخين ابى بكر وعمر وعثمان اذا فالقرآن محرف
وهكذا فإن يزيد هو بداية طرف العقد اذا انفرط انفرط خلفه باقى السلسلة تصاعديا
اصعب الكذب ليس ان تكذب على الناس
ولكن اشده ان تكذب الكذبة وتصدقها وتكذب على نفسك
حقائق فى كتب السنة والشيعة
هل يكذب الشيعة كتبهم ام يكذبون على انفسهم
على رضى الله عنه وارضاه وذريته يصاهرون الصحابة ويسمون بأسمائهم
اذا ما حقيقة واقعة الحرة
وهدم الكعبة
واقعة هدم الكعبة واقعة ذور وبهتان وكذب وورددت كل رواياتها عن كاذبين وله موضوع منفرد بإذن الله
اما خروج أهل الحرة على يزيد وحربه لهم كان بتأويل فيزيد إنما يقاتلهم لأنه يرى أنه الإمام ، وأن من أراد أن يفرق جمع المسلمين فواجب مقاتلته وقتله ، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح .
وكان علي - رضي الله عنه - يقول : " لو أن رجلاً ممّن بايع أبا بكر خلعه لقاتلناه ، ولو أن رجلاً ممّن بايع عمر خلعه لقاتلناه "
والم يقل لسيدنا معاوية (قد بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان فلم يكن للشاهد أن يختارولا للغائب أن يرد إنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا على رجل، وسموه إماماً كان ذلك لله رضى، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن، أو بدعة، ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين )!!!
هذا رأى سيدنا على
وانظر كيف يحقد الشيعة ويكرهون بن عثيمين رحمه الله لأنه قال اخطأ الحسين فى الخروج على يزيد
إذا لماذا تقاتلوا وهل يتقاتلون وكلاهما نقول مؤمنين
لا شك ان اهل الحرة أخطأوا بخروجهم على إمامهم
ولكن هذا ليس داعيا للسب فى اى الفريقين
هؤلاء صحابة الرسول الذين نصروه وآذروه
وقال تعالى
{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [سورة الحجرات: 9].
فالله عز وجل سمى الطائفتين مؤمنين وامر بالإصلاح بينهم
ونحن نشهد ليزيد ومن معه واهل الحرة ومن قبلهم على ومن معه ومعاوية ومن معه أنهم مؤمنون
فعلينا أن نكون مقسطين فى نظرتنا للأحداث
ولن اقول فى الحكم عليهم فمن نحن لنحكم على قوم
قال الله فيهم انه رضى عنهم ورضوا عنه بل ووعدهم الحسنى
وأعد لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار وأنهم فازوا الفوز العظيم!!!
( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
( لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )
صوم عاشوراء
تشهد كتب الشيعة دائما على انه قتل الحسين ظمآن اتعرفون لماذا؟
( وواجه الحسين عليه السلام منهم الغدر وقتل بينهم مسلم بن عقيل مظلوماً وقتل الحسين عطشاناً في كربلاء قرب الكوفة وعلى يد جيش الكوفة ) . ( موسوعة عاشوراء ص 59 ) .
لأنه كان صائما يوم عاشوراء الذى قال رسول الله اننا احق بالصوم من اليهود فى ذلك اليوم وما كان للحسين ابدا ان يخرج من سنة جده
لذلك عمائم الصفوية دائما يحرشوهم بنا ويقولون لهم اننا نصوم عاشوراء فرحا بقتل الحسين ليمنعونا من صومه ليكون لهم وحدهم
ولكن هيهات نحن احق بموسى منكم
فلا تتركون صوم عاشوراء مهما مكروا
منقول
حاسم 1433- على الشواية
- عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
نقلا عن شيخنا الحبيب السعدي ..مؤسس شبكة الدفاع عن السنة
شاهد اعتراف الرافضة ببراءة يزيد بن معاوية من دم الحسين وأنكاره على شمر اللعين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... اما بعد
دين الروافض من وضع البشر ، فقد شاع بين الناس أن يزيد بن معاوية رحمه الله قد أمر بقتل سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي رضي الله عنهما ، والصحيح أن شيعة الكوفة الخونة المجرمين قد غدروا بمسلم بن عقيل الذي أرسله الحسين إليهم وحين رأى مسلم غدرهم به أوصى للحسين بأن لايقدم للكوفة فينزل به مانزل بمسلم ، وعندما جاء الحسين إلى الكوفة ووجد أنه وحيداً فريدا وقد خذله شيعته تراجع وخيرهم بين ثلاث ، أما أن يرجع من حيث أتى أو أن يذهب إلى ثغر من ثغور المسلمين أو أن يذهب إلى يزيد بن معاوية .. فقبل ذلك عمر بن سعد غير أن المجرم الرافضي شمر بن ذي الجوشن أشار عليهم أن يكبل الحسين ويأخذه مأسوراً إلى يزيد .. فرفض الحسين رضي الله عنه ذلك وهنا تصدى له اللعين والمجرم الأثيم شمر بن ذي الجوشن الذي كان من شيعة علي بن أبي طالب وقاتل معه في صفين .. ولكن الخيانة والغدر هي سمة هؤلاء فقتل الحسين بن علي رضي الله عنه ظلماً وعدواناً .. وكان شمر فرحاً بمقتل الحسين وجاء إلى يزيد يتقرب إليه بما فعله من جرم فرد عليه يزيد بهذا الرد
وهنا نتسأل كيف يكون يزيد قد أمر بقتل الحسين بن علي رضي الله عنها ثم يطرد المجرم الأثيم شمر ويرد عليه بهذا الرد ؟
شاهد اعتراف الرافضة ببراءة يزيد بن معاوية من دم الحسين وأنكاره على شمر اللعين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... اما بعد
دين الروافض من وضع البشر ، فقد شاع بين الناس أن يزيد بن معاوية رحمه الله قد أمر بقتل سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي رضي الله عنهما ، والصحيح أن شيعة الكوفة الخونة المجرمين قد غدروا بمسلم بن عقيل الذي أرسله الحسين إليهم وحين رأى مسلم غدرهم به أوصى للحسين بأن لايقدم للكوفة فينزل به مانزل بمسلم ، وعندما جاء الحسين إلى الكوفة ووجد أنه وحيداً فريدا وقد خذله شيعته تراجع وخيرهم بين ثلاث ، أما أن يرجع من حيث أتى أو أن يذهب إلى ثغر من ثغور المسلمين أو أن يذهب إلى يزيد بن معاوية .. فقبل ذلك عمر بن سعد غير أن المجرم الرافضي شمر بن ذي الجوشن أشار عليهم أن يكبل الحسين ويأخذه مأسوراً إلى يزيد .. فرفض الحسين رضي الله عنه ذلك وهنا تصدى له اللعين والمجرم الأثيم شمر بن ذي الجوشن الذي كان من شيعة علي بن أبي طالب وقاتل معه في صفين .. ولكن الخيانة والغدر هي سمة هؤلاء فقتل الحسين بن علي رضي الله عنه ظلماً وعدواناً .. وكان شمر فرحاً بمقتل الحسين وجاء إلى يزيد يتقرب إليه بما فعله من جرم فرد عليه يزيد بهذا الرد
وهنا نتسأل كيف يكون يزيد قد أمر بقتل الحسين بن علي رضي الله عنها ثم يطرد المجرم الأثيم شمر ويرد عليه بهذا الرد ؟
حاسم 1433- على الشواية
- عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
أمير المؤمنين يزيد بن معاوية...فى عيون المنصفين
تمهيد
زعموا- جهلا وغباء- بأنَّ الإسلام مشروع بشري فاشل للإصلاح وأنه في أحسن الأحوال ، دين مثاليٌّ غير قابل للتطبيق.
و اختلقوا روايات ساقطة و حكايات منحطة نُسَبت كذبا وافتراءً إلى رموز بشرية صالحة فى تاريخ أمتنا الإسلامية وكان يزيد بن معاويةرحمه الله على موعد مع هؤلاء الكذبة...الذين طال كذبهم بعض كتب التراث...فوقع فى تلك الأغاليط بعض رموز علماء أهل السنة عن نقص معلومات.
وهناك جهود إصلاحية لإعادة تصحيح تلك الأغلاط ولسوف تثمر ثمرة طيبة إن شاء الله تعالى....وإنما هى مسألة وقت فالله يدافع عن الذين آمنوا...ولن تظلم نفس كانت ترعى حقوق الله مهما شوه المغرضون تاريخهم.
يزيد بن معاوية فى عيون بعضهم
قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " أول جيش من أمتي يغزُونَ البحرَ قد أَوجَبوا " ، فقالت أمُّ حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم "أول جيش من أمتي يغزُون مدينة قَيْصرَ مغفورٌ لهم" ، فقلت : أنا فيهم قال : لا . " رواه البخاري.
وقَوْله : ( يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَر ) يَعْنِي الْقُسْطَنْطِينِيَّة ،وَقَوْله : ( قَدْ أَوْجَبُوا) أَيْ فَعَلُوا فِعْلًا وَجَبَتْ لَهُمْ بِهِ الْجَنَّة .
قَالَ الْمُهَلَّب : فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَنْقَبَة لِمُعَاوِيَة لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا الْبَحْرَ ، وَمَنْقَبَةٌ لِوَلَدِهِ يَزِيد لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا مَدِينَةَ قَيْصَرَ .]البخاري مع الفتح ] .
وقد علّق على هذا الحديث ِ الشيخُ أبو اليسر عابدين رحمه الله ، مفتي سوريا السابق ، عام 1954 في كتابه (أغاليط المؤرخين) فقال: أما يكفيه ( أي يزيد ) فخرا ما ذكره في الجامع الصغير برمز البخاري عن أم حرام بنت ملحان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أول جيش من أمتي يركبون البحر فقد أوجبوا وأول جيش يغزون مدينة قيصر مغفور لهم. و كلا الوصفين ثبتا ليزبد بن معاوية رضي الله عنه. e]أغاليط المؤرخين ؛ ص 124]
*وهذا محمد بن علي بن أبي طالب - المعروف بابن الحنفية ـ :
دخل يوماً على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت ، فقال له يزيد ، و كان له مُكرماً : يا أبا القاسم ، إن كنتَ رأيتَ مني خُلُقاً تنكره نَزَعت عنه ، و أتيت الذي تُشير به علي ؟ فقال : والله لو رأيت منكراً ما وسعني إلاّ أن أنهاك عنه ، وأخبرك بالحق لله فيه ، لِما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناس ولا يكتموه ، وما رأيت منك إلاّ خيراً . ]أنساب الأشراف للبلاذري ؛ (5/17)]
*وهذا ابن عباس:
يرى أن يزيد براء مما افترى ولا يزال يفتري عليه المفترون ، وهو أنه لما قدم ابن عباس وافداً على معاوية رضي الله عنه ، أمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه – أي أن يأتي ابن عباس - ، فأتاه في منزله ، فرحب به ابن عباس وحدثه ، فلما خرج ، قال ابن عباس : " إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء الناس". ]البداية والنهاية ؛ (8/228-229) ]
* وهذا الليث بن سعد
روى يحيى بن بكير عن الليث بن سعد ( توفي 147هـ ) قال ، قال الليث : " توفي أمير المؤمنين يزيد في تاريخ كذا " ، فسماه الليثُ أمير المؤمنين بعد ذهاب ملك بني أمية وانقراض دولتهم ، ولولا كونه عنده كذلك لما قال إلا : " توفي يزيد " . ]العواصم من القواصم (ص232-234) ].
*وهذا الأستاذ محب الدين الخطيب
يقول: إن يزيد يوم تُمحَّص أخباره ، و يقف الناسُ على حقيقة حالِه كما كان في حياته ، يتبين من ذلك أنه لم يكن دون كثيرين ممن تغنى التاريخ بمحامدهم ، و أجزل الثناء عليهم . ]حاشية العواصم من القواصم لابن العربي ؛ (ص221) ].
*وهذى شهادة أبيه معاوية كصحابى حين طلب توليته الخلافة
" اللهم إن كنت إنما عهدت ليزيد لِما رأيتُ من فضله ، فبلِّغه ما أمِلتُ وأعنه ، وإن كنت إنما حملني حبّ الوالد لولده ، وأنه ليس لما صنعت به أهلاً ، فاقبضه قبل أن يبلغ ذلك ". ] تاريخ الإسلام للذهبي – عهد معاوية بن أبي سفيان – ؛ (ص169)]
*وهذا الإمام أبو حامد الغزالي
يقول : وقد صح إسلام يزيد بن معاوية ، وما صح أنه قتل الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضراً حين قُتِل ، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يُظن ذلك به .....
ولو ثبت على مسلم أنه قتل مسلماً فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر ، و القتل ليس بكفر ، بل هو معصية ، وإذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة والكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنته فكيف بمؤمن تاب عن قتل ..... و قد قال الله تعالى {و هو الذي يقبل التوبة عن عباده ، و يعفوا عن السيئات و يعلم ما تفعلون}]الشورى/25] .
فإذن لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين بعينه لم يروه النص ، ومن لعنه كان فاسقاً عاصياً لله تعالى .... والملعون هو المبعد من الله تعالى و ذلك من علوم الغيب. ] قيد الشريد من أخبار يزيد ؛ (ص57-59)] .
ـ وهذا ابن الصلاح
و قد سئل ابن الصلاح عن يزيد فقال : " لم يصح عندنا أنه أمر بقتل الحسين رضي الله عنه .... وأما سب يزيد ولعنه فليس ذلك من شأن المؤمنين ... وقد ورد في الحديث عند البخاري: " إن لعن المؤمن كقتاله " و قاتل الحسين لا يكفر بذلك ، و إنما ارتكب إثماً ، وإنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام . e]قيد الشريد ؛ (ص59-60) ].
*وهذا الإمام أحمد بن حنبل
وقد أدخل عن يزيد بن معاوية في كتابه الزهد أنه كان يقول في خطبته : " إذا مرض أحدكم مرضاً فأشقى ثم تماثل ، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه و لينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه ". أنظر: ]العواصم من القواصم ؛ (ص245) ].
ويعلِّق ابن العربي على هذا فيقول:
وهذا دليل على عظم منزلته – أي يزيد بن معاوية - عنده ( أي عند أحمد بن حنبل ) حتى يُدخله في جُملة الزهاد من الصحابة والتابعين الذين يُقتَدى بقولهم و يُرعوى من وعظهم ، و ما أدخله إلا َّ في جملة الصحابة قبل أن يَخرُج إلى ذكر التابعين ، فأين هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر و أنواع الفجور ، ألا يستحيون ؟! وإذا سلبهم الله المروءة والحياء ، ألا ترعوون أنتم وتزدجرون و تقتدون بفضلاء الأمة ، و ترفضون الملحِدة و المُجّان من المنتمين إلى الملة . ]العواصم من القواصم (ص246) ].
علاقة يزيد بآل البيت رضي الله عنهم:
و علاقة يزيد بآل البيت رضي الله عنهم أنه لم يقع بين يزيد وبين أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعكر العلاقة و القرابة بينهما سوى خروج الحسين و بعض أهله ومقتلهم على يد أهل العراق من الشيعة بكربلاء ، الذين خانوه وخذلوه وغدروا بابن عمه ، كما تذكر مصادر الشيعة أنفسهم .
ومع هذا فقد بقيت العلاقة الحسنة بين يزيد وآل البيت و كانوا أولاد عمومته ونراهم قد اجتنبوا الخروج عليه أيام الحرة ومكة ، بل كانت صلته بعلي بن الحسين وعبد الله بن العباس ومحمد بن الحنفية أيام الحرة جيدة . أما عبد الله بن جعفر فقد كانت صلته بمعاوية و يزيد من بعده غاية في المودة والصداقة والولاء ، و كان يزيد لا يرد لابن جعفر طلباً ، وكانت عطاياه له تتوارد فيقوم ابن جعفر بتوزيعها على أهل المدينة ، وكان عبد الله بن جعفر يقول في يزيد: " أتلومونني على حسن الرأي في هذا" . انظر: ]قيد الشريد في أخبار يزيد ؛ (ص35) ].
وفاة يزيد بن معاوية:
توفي يزيد بن معاوية لعشر ٍ خَلَت من ربيع الأول سنة أربع و ستين للهجرة ، و كانت وفاته بحوران و قيل حوارين من أرض الشام ، قال عبد الرحمن أبي معذور : حدثني بعض أهل العلم قال : آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية قال: " اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه و لم أرِدْه " . e]قيد الشريد ؛ (ص50) ].
فى النهاية
ترى بم يقف الظالمون بين يدى ربهم وقد ظلموا تاريخنا؟
أم ترى كيف قال القائلون فى يزيد ما ليس فيه من خلاعة ومجون؟؟
كيف استباحوا لأنفسهم الخوض فى عرضه؟
ترى كم من رجال أمتنا وهم مظلومون؟
أهالوا التراب على رموز نقية...وأحيوا نماذج تافهة لا ترتقى بسيرتها أمة،
فى أمة النبى محمد صلى الله عليه وسلم من يجتهد لتصحيح تلك الأغاليط عسى الله أن يفيد بهم الإسلام والمسلمين .
تمهيد
زعموا- جهلا وغباء- بأنَّ الإسلام مشروع بشري فاشل للإصلاح وأنه في أحسن الأحوال ، دين مثاليٌّ غير قابل للتطبيق.
و اختلقوا روايات ساقطة و حكايات منحطة نُسَبت كذبا وافتراءً إلى رموز بشرية صالحة فى تاريخ أمتنا الإسلامية وكان يزيد بن معاويةرحمه الله على موعد مع هؤلاء الكذبة...الذين طال كذبهم بعض كتب التراث...فوقع فى تلك الأغاليط بعض رموز علماء أهل السنة عن نقص معلومات.
وهناك جهود إصلاحية لإعادة تصحيح تلك الأغلاط ولسوف تثمر ثمرة طيبة إن شاء الله تعالى....وإنما هى مسألة وقت فالله يدافع عن الذين آمنوا...ولن تظلم نفس كانت ترعى حقوق الله مهما شوه المغرضون تاريخهم.
يزيد بن معاوية فى عيون بعضهم
قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " أول جيش من أمتي يغزُونَ البحرَ قد أَوجَبوا " ، فقالت أمُّ حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم "أول جيش من أمتي يغزُون مدينة قَيْصرَ مغفورٌ لهم" ، فقلت : أنا فيهم قال : لا . " رواه البخاري.
وقَوْله : ( يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَر ) يَعْنِي الْقُسْطَنْطِينِيَّة ،وَقَوْله : ( قَدْ أَوْجَبُوا) أَيْ فَعَلُوا فِعْلًا وَجَبَتْ لَهُمْ بِهِ الْجَنَّة .
قَالَ الْمُهَلَّب : فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَنْقَبَة لِمُعَاوِيَة لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا الْبَحْرَ ، وَمَنْقَبَةٌ لِوَلَدِهِ يَزِيد لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا مَدِينَةَ قَيْصَرَ .]البخاري مع الفتح ] .
وقد علّق على هذا الحديث ِ الشيخُ أبو اليسر عابدين رحمه الله ، مفتي سوريا السابق ، عام 1954 في كتابه (أغاليط المؤرخين) فقال: أما يكفيه ( أي يزيد ) فخرا ما ذكره في الجامع الصغير برمز البخاري عن أم حرام بنت ملحان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أول جيش من أمتي يركبون البحر فقد أوجبوا وأول جيش يغزون مدينة قيصر مغفور لهم. و كلا الوصفين ثبتا ليزبد بن معاوية رضي الله عنه. e]أغاليط المؤرخين ؛ ص 124]
*وهذا محمد بن علي بن أبي طالب - المعروف بابن الحنفية ـ :
دخل يوماً على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت ، فقال له يزيد ، و كان له مُكرماً : يا أبا القاسم ، إن كنتَ رأيتَ مني خُلُقاً تنكره نَزَعت عنه ، و أتيت الذي تُشير به علي ؟ فقال : والله لو رأيت منكراً ما وسعني إلاّ أن أنهاك عنه ، وأخبرك بالحق لله فيه ، لِما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناس ولا يكتموه ، وما رأيت منك إلاّ خيراً . ]أنساب الأشراف للبلاذري ؛ (5/17)]
*وهذا ابن عباس:
يرى أن يزيد براء مما افترى ولا يزال يفتري عليه المفترون ، وهو أنه لما قدم ابن عباس وافداً على معاوية رضي الله عنه ، أمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه – أي أن يأتي ابن عباس - ، فأتاه في منزله ، فرحب به ابن عباس وحدثه ، فلما خرج ، قال ابن عباس : " إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء الناس". ]البداية والنهاية ؛ (8/228-229) ]
* وهذا الليث بن سعد
روى يحيى بن بكير عن الليث بن سعد ( توفي 147هـ ) قال ، قال الليث : " توفي أمير المؤمنين يزيد في تاريخ كذا " ، فسماه الليثُ أمير المؤمنين بعد ذهاب ملك بني أمية وانقراض دولتهم ، ولولا كونه عنده كذلك لما قال إلا : " توفي يزيد " . ]العواصم من القواصم (ص232-234) ].
*وهذا الأستاذ محب الدين الخطيب
يقول: إن يزيد يوم تُمحَّص أخباره ، و يقف الناسُ على حقيقة حالِه كما كان في حياته ، يتبين من ذلك أنه لم يكن دون كثيرين ممن تغنى التاريخ بمحامدهم ، و أجزل الثناء عليهم . ]حاشية العواصم من القواصم لابن العربي ؛ (ص221) ].
*وهذى شهادة أبيه معاوية كصحابى حين طلب توليته الخلافة
" اللهم إن كنت إنما عهدت ليزيد لِما رأيتُ من فضله ، فبلِّغه ما أمِلتُ وأعنه ، وإن كنت إنما حملني حبّ الوالد لولده ، وأنه ليس لما صنعت به أهلاً ، فاقبضه قبل أن يبلغ ذلك ". ] تاريخ الإسلام للذهبي – عهد معاوية بن أبي سفيان – ؛ (ص169)]
*وهذا الإمام أبو حامد الغزالي
يقول : وقد صح إسلام يزيد بن معاوية ، وما صح أنه قتل الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضراً حين قُتِل ، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يُظن ذلك به .....
ولو ثبت على مسلم أنه قتل مسلماً فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر ، و القتل ليس بكفر ، بل هو معصية ، وإذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة والكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنته فكيف بمؤمن تاب عن قتل ..... و قد قال الله تعالى {و هو الذي يقبل التوبة عن عباده ، و يعفوا عن السيئات و يعلم ما تفعلون}]الشورى/25] .
فإذن لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين بعينه لم يروه النص ، ومن لعنه كان فاسقاً عاصياً لله تعالى .... والملعون هو المبعد من الله تعالى و ذلك من علوم الغيب. ] قيد الشريد من أخبار يزيد ؛ (ص57-59)] .
ـ وهذا ابن الصلاح
و قد سئل ابن الصلاح عن يزيد فقال : " لم يصح عندنا أنه أمر بقتل الحسين رضي الله عنه .... وأما سب يزيد ولعنه فليس ذلك من شأن المؤمنين ... وقد ورد في الحديث عند البخاري: " إن لعن المؤمن كقتاله " و قاتل الحسين لا يكفر بذلك ، و إنما ارتكب إثماً ، وإنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام . e]قيد الشريد ؛ (ص59-60) ].
*وهذا الإمام أحمد بن حنبل
وقد أدخل عن يزيد بن معاوية في كتابه الزهد أنه كان يقول في خطبته : " إذا مرض أحدكم مرضاً فأشقى ثم تماثل ، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه و لينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه ". أنظر: ]العواصم من القواصم ؛ (ص245) ].
ويعلِّق ابن العربي على هذا فيقول:
وهذا دليل على عظم منزلته – أي يزيد بن معاوية - عنده ( أي عند أحمد بن حنبل ) حتى يُدخله في جُملة الزهاد من الصحابة والتابعين الذين يُقتَدى بقولهم و يُرعوى من وعظهم ، و ما أدخله إلا َّ في جملة الصحابة قبل أن يَخرُج إلى ذكر التابعين ، فأين هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر و أنواع الفجور ، ألا يستحيون ؟! وإذا سلبهم الله المروءة والحياء ، ألا ترعوون أنتم وتزدجرون و تقتدون بفضلاء الأمة ، و ترفضون الملحِدة و المُجّان من المنتمين إلى الملة . ]العواصم من القواصم (ص246) ].
علاقة يزيد بآل البيت رضي الله عنهم:
و علاقة يزيد بآل البيت رضي الله عنهم أنه لم يقع بين يزيد وبين أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعكر العلاقة و القرابة بينهما سوى خروج الحسين و بعض أهله ومقتلهم على يد أهل العراق من الشيعة بكربلاء ، الذين خانوه وخذلوه وغدروا بابن عمه ، كما تذكر مصادر الشيعة أنفسهم .
ومع هذا فقد بقيت العلاقة الحسنة بين يزيد وآل البيت و كانوا أولاد عمومته ونراهم قد اجتنبوا الخروج عليه أيام الحرة ومكة ، بل كانت صلته بعلي بن الحسين وعبد الله بن العباس ومحمد بن الحنفية أيام الحرة جيدة . أما عبد الله بن جعفر فقد كانت صلته بمعاوية و يزيد من بعده غاية في المودة والصداقة والولاء ، و كان يزيد لا يرد لابن جعفر طلباً ، وكانت عطاياه له تتوارد فيقوم ابن جعفر بتوزيعها على أهل المدينة ، وكان عبد الله بن جعفر يقول في يزيد: " أتلومونني على حسن الرأي في هذا" . انظر: ]قيد الشريد في أخبار يزيد ؛ (ص35) ].
وفاة يزيد بن معاوية:
توفي يزيد بن معاوية لعشر ٍ خَلَت من ربيع الأول سنة أربع و ستين للهجرة ، و كانت وفاته بحوران و قيل حوارين من أرض الشام ، قال عبد الرحمن أبي معذور : حدثني بعض أهل العلم قال : آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية قال: " اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه و لم أرِدْه " . e]قيد الشريد ؛ (ص50) ].
فى النهاية
ترى بم يقف الظالمون بين يدى ربهم وقد ظلموا تاريخنا؟
أم ترى كيف قال القائلون فى يزيد ما ليس فيه من خلاعة ومجون؟؟
كيف استباحوا لأنفسهم الخوض فى عرضه؟
ترى كم من رجال أمتنا وهم مظلومون؟
أهالوا التراب على رموز نقية...وأحيوا نماذج تافهة لا ترتقى بسيرتها أمة،
فى أمة النبى محمد صلى الله عليه وسلم من يجتهد لتصحيح تلك الأغاليط عسى الله أن يفيد بهم الإسلام والمسلمين .
حاسم 1433- على الشواية
- عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
شاهد سماحة مفتي بلاد الحرمين هذا العالم الجليل الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم لله دره ,ماذا يقول:
https://www.youtube.com/watch?v=v0Yoe...eature=related
https://www.youtube.com/watch?v=v0Yoe...eature=related
حاسم 1433- على الشواية
- عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
لعن الله قاتل الحسين رضي الله عنه ..
و من قاتله ؟ ..
شمر بن ذي الجوشن ..
و ليس يزيد بن معاوية رحمهما الله ..
يزيد رحمه الله لم يأمر بقتل الحسين و لم يرض بذلك ..
و هنا اقتباس مما ورد عن عدم رضى يزيد بقتل الحسين من كتاب تاريخ الطبري - تاريخ الرسل و الملوك - ..
دعا يزيد علي بن الحسين ثم قال : لعن الله ابن مرجانة - يعني عبيد الله بن زياد لعنه الله - ، أما و الله لو أني صاحبه ما سألني خصلةً أبداً إلا أعطيتها إياه ، و لدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت و لو بهلاك بعض ولدي ، و لكن الله قضى ما رأيت ، كاتبني و أنه كل حاجة تكون لك ؛ قال : و كساهم و أوصى - أي يزيد - بهم - أي أهل الحسين رضي الله عنه - ذلك الرسول ؛ قال : فخرج - أي يزيد - بهم - أي أهل الحسين رضي الله عنه - و كان يسايرهم بالليل فيكونون أمامه حيث لا يفوتون طرفه ، فإذا نزلوا تنحى عنهم و تفرق هو و أصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم ، و ينزل منهم بحيث إذا أراد إنسان منهم وضوءاً أو قضاء حاجة لم يحتشم ، فلم يزل ينازلهم في الطريق هكذا ، و يسألهم عن حوائجهم ، و يلطفهم حتى دخلوا المدينة ..
و سأنقل لك الآن بعضا من أقوال الصحابة و التابعين و علماء الأمة في يزيد ..
****************
شهادة التابعي الجليل محمد بن الحنفية الذي قاتل معاوية َ مع علي رضي الله عن الجميع .. فحري به أن يكون عدواً له كارهاً لملكه و ولده .. و لا يتهمه بالتحيّز في هذا إلى يزيد و محاباتِه إلا ّ جاهل ضالّ ، أو زنديق لئيم حاقد ..
يروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع - كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو و أصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم ، فقال ابن مطيع : إنَّ يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب ، فقال محمد : ما رأيتُ منه ما تذكرون ، قد حضرته و أقمت عنده ، فرأيته مواظباً على الصلاة ، متحرياً للخير ، يسأل عن الفقه ، ملازماً للسنة ، قالوا : ذلك كان منه تصنعاً لك ، قال : و ما الذي خاف مني أو رجا حتى يُظهر لي الخشوع ؟! ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر ؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه ، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا ، قالوا : إنه عندنا لحق و إن لم نكن رأيناه ! فقال لهم : أبى الله ذلك على أهل الشهادة ، و لست من أمركم في شيء ..
[ البداية و النهاية ؛ (8/233) ] و [ تاريخ الإسلام – حوادث سنة 61-80هـ – (ص274) ] .. و قد حسّن الأخ محمد الشيباني إسناده ، انظر : [ مواقف المعارضة من خلافة يزيد بن معاوية ( ص 384) ] ..
فشهادة ابن الحنفية هي لاريب شهادة عدل قوية تكذّب ما افترَوه على يزيد من تناول للمسكر و مباشرة للمنكرات و غير ذلك مما يقدح بمروءة الإنسان مما رواه أبو مخنف و أمثاله من الرواة الكذابين الغالين ممن ينطبق عليهم لفظ الفاسق ، فهذا و أمثاله من الفسّاق لا ُيقبَل لهم قول خاصة إذا كان فيه طعن في أحد من المسلمين ، فما بالك إذا كان هذا المطعون فيه و في دينه هو خليفة المسلمين و إمامهم ؟! ..
**************
شهادة ابن العباس في يزيد ..
لما قدم ابن عباس وافداً على معاوية رضي الله عنه ، أمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه – أي أن يأتي ابن عباس - ، فأتاه في منزله ، فرحب به ابن عباس و حدثه ، فلما خرج ، قال ابن عباس : " إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء
الناس " ..
[ البداية و النهاية ؛ (8/228-229) ] و [ تاريخ دمشق ؛ (65/403-404) ] ..
**************
أخرج البخاري عن خالد بن مَعْدان أن عُمَير بن الأسود العَـنَسي حدثه أنه أتى عُبادة بن الصامت و هو نازل في ساحة حِمص و هو في بناء له و معه أم حَرام ، قال عُمير : فحدثتنا أم حَرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " أول جيش من أمتي يغزُونَ البحرَ قد أَوجَبوا " ، فقالت أمُّ حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم " أول جيش من أمتي يغزُون مدينة قَيْصرَ مغفورٌ لهم " ، فقلت : أنا فيهم قال : لا ..
فقَوْله : ( يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَر ) يَعْنِي الْقُسْطَنْطِينِيَّة ..
وَ قَوْله : ( قَدْ أَوْجَبُوا ) أَيْ فَعَلُوا فِعْلًا وَجَبَتْ لَهُمْ بِهِ الْجَنَّة ..
قَالَ الْمُهَلَّب : فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَنْقَبَة لِمُعَاوِيَة لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا الْبَحْرَ ، وَ مَنْقَبَةٌ لِوَلَدِهِ يَزِيد لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا مَدِينَةَ قَيْصَرَ .. [ البخاري مع الفتح ] ..
فتحرك الجيش نحو القسطنطينية بقيادة بسر بن أرطأ رضي الله عنه عام خمسين من الهجرة ، فاشتد الأمر على المسلمين فأرسل بسر يطلب المَدد من معاوية فجهز معاوية جيشاً بقيادة ولده يزيد ، فكان في هذا الجيش كلٌ من أبو أيوب الأنصاري ، و عبد الله بن عمر ، و ابن الزبير ، و ابن عباس ، و جمعٌ غفير من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ..
فكيف تكره من وجبت له الجنة بنص حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟! ..
***************
و قد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية الموقف من يزيد بن معاوية فقال :
افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبى سفيان ثلاث فرق ، طرفان و وسط ..
فأحد الطرفين قالوا : إنه كان كافراً منافقاً ، و أنه سعى في قتل سبط رسول الله تشفِّياً من رسول الله و انتقاما منه ، و أخذاً بثأر جده عتبة و أخي جده شيبة ، و خاله الوليد بن عتبة و غيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم بيد على بن أبى طالب و غيره يوم بدر و غيرها . و أشياء من هذا النمط و هذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر و عمر و عثمان فتكفير يزيد أسهل بكثير ..
و الطرف الثاني : يظنون أنه كان رجلًا صالحاً و إمام عدل ، و أنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي و حمله على يديه و برَّك عليه . و ربما فضَّله بعضهم على أبى بكر و عمر ، و ربما جعله بعضهم نبيَّا ..
و كلا القولين ظاهر البطلان عند من له أدنى عقل و علم بالأمور و سِيَر المتقدمين ، و لهذا لا ينسب إلى أحد من أهل العلم المعروفين بالسنة و لا إلى ذي عقل من العقلاء الذين لهم رأى و خبرة ..
و القول الثالث : أنه كان ملكا من ملوك المسلمين له حسنات و سيئات و لم يولد إلا في خلافة عثمان ، و لم يكن كافرا ، و لكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين و فعل ما فعل بأهل الحرة ، و لم يكن صاحبا - صحابيا - و لا من أولياء الله الصالحين ، و هذا قول عامة أهل العقل و العلم و السنة و الجماعة ..
ثم افترقوا ثلاث فرق :
فرقة لعنته ..
و فرقة أحبته ..
و فرقة لا تسبه و لا تحبه .. و هذا هو المنصوص عن الإمام أحمد و عليه المقتصدون من أصحابه و غيرهم من جميع المسلمين ..
و قال أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل و لكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق ، و لما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك و ظهر البكاء في داره ، و لم يَسْبِ لهم حريماً بل أكرم أهل بيته و أجازهم حتى ردّهم إلى بلادهم ، أما الروايات التي في كتب الشيعة أنه أُهين نساء آل بيت رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و أنهن أُخذن إلى الشام مَسبيَّات ، و أُهِنّ هناك هذا كله كلام باطل ، بل كان بنو أمية يعظِّمون بني هاشم ، و لذلك لماّ تزوج الحجاج بن يوسف فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر ، و أمر الحجاج أن يعتزلها و أن يطلقها ، فهم كانوا يعظّمون بني هاشم ، بل لم تُسْبَ هاشميّة قط ..
و من قاتله ؟ ..
شمر بن ذي الجوشن ..
و ليس يزيد بن معاوية رحمهما الله ..
يزيد رحمه الله لم يأمر بقتل الحسين و لم يرض بذلك ..
و هنا اقتباس مما ورد عن عدم رضى يزيد بقتل الحسين من كتاب تاريخ الطبري - تاريخ الرسل و الملوك - ..
دعا يزيد علي بن الحسين ثم قال : لعن الله ابن مرجانة - يعني عبيد الله بن زياد لعنه الله - ، أما و الله لو أني صاحبه ما سألني خصلةً أبداً إلا أعطيتها إياه ، و لدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت و لو بهلاك بعض ولدي ، و لكن الله قضى ما رأيت ، كاتبني و أنه كل حاجة تكون لك ؛ قال : و كساهم و أوصى - أي يزيد - بهم - أي أهل الحسين رضي الله عنه - ذلك الرسول ؛ قال : فخرج - أي يزيد - بهم - أي أهل الحسين رضي الله عنه - و كان يسايرهم بالليل فيكونون أمامه حيث لا يفوتون طرفه ، فإذا نزلوا تنحى عنهم و تفرق هو و أصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم ، و ينزل منهم بحيث إذا أراد إنسان منهم وضوءاً أو قضاء حاجة لم يحتشم ، فلم يزل ينازلهم في الطريق هكذا ، و يسألهم عن حوائجهم ، و يلطفهم حتى دخلوا المدينة ..
و سأنقل لك الآن بعضا من أقوال الصحابة و التابعين و علماء الأمة في يزيد ..
****************
شهادة التابعي الجليل محمد بن الحنفية الذي قاتل معاوية َ مع علي رضي الله عن الجميع .. فحري به أن يكون عدواً له كارهاً لملكه و ولده .. و لا يتهمه بالتحيّز في هذا إلى يزيد و محاباتِه إلا ّ جاهل ضالّ ، أو زنديق لئيم حاقد ..
يروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع - كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو و أصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم ، فقال ابن مطيع : إنَّ يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب ، فقال محمد : ما رأيتُ منه ما تذكرون ، قد حضرته و أقمت عنده ، فرأيته مواظباً على الصلاة ، متحرياً للخير ، يسأل عن الفقه ، ملازماً للسنة ، قالوا : ذلك كان منه تصنعاً لك ، قال : و ما الذي خاف مني أو رجا حتى يُظهر لي الخشوع ؟! ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر ؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه ، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا ، قالوا : إنه عندنا لحق و إن لم نكن رأيناه ! فقال لهم : أبى الله ذلك على أهل الشهادة ، و لست من أمركم في شيء ..
[ البداية و النهاية ؛ (8/233) ] و [ تاريخ الإسلام – حوادث سنة 61-80هـ – (ص274) ] .. و قد حسّن الأخ محمد الشيباني إسناده ، انظر : [ مواقف المعارضة من خلافة يزيد بن معاوية ( ص 384) ] ..
فشهادة ابن الحنفية هي لاريب شهادة عدل قوية تكذّب ما افترَوه على يزيد من تناول للمسكر و مباشرة للمنكرات و غير ذلك مما يقدح بمروءة الإنسان مما رواه أبو مخنف و أمثاله من الرواة الكذابين الغالين ممن ينطبق عليهم لفظ الفاسق ، فهذا و أمثاله من الفسّاق لا ُيقبَل لهم قول خاصة إذا كان فيه طعن في أحد من المسلمين ، فما بالك إذا كان هذا المطعون فيه و في دينه هو خليفة المسلمين و إمامهم ؟! ..
**************
شهادة ابن العباس في يزيد ..
لما قدم ابن عباس وافداً على معاوية رضي الله عنه ، أمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه – أي أن يأتي ابن عباس - ، فأتاه في منزله ، فرحب به ابن عباس و حدثه ، فلما خرج ، قال ابن عباس : " إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء
الناس " ..
[ البداية و النهاية ؛ (8/228-229) ] و [ تاريخ دمشق ؛ (65/403-404) ] ..
**************
أخرج البخاري عن خالد بن مَعْدان أن عُمَير بن الأسود العَـنَسي حدثه أنه أتى عُبادة بن الصامت و هو نازل في ساحة حِمص و هو في بناء له و معه أم حَرام ، قال عُمير : فحدثتنا أم حَرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " أول جيش من أمتي يغزُونَ البحرَ قد أَوجَبوا " ، فقالت أمُّ حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم " أول جيش من أمتي يغزُون مدينة قَيْصرَ مغفورٌ لهم " ، فقلت : أنا فيهم قال : لا ..
فقَوْله : ( يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَر ) يَعْنِي الْقُسْطَنْطِينِيَّة ..
وَ قَوْله : ( قَدْ أَوْجَبُوا ) أَيْ فَعَلُوا فِعْلًا وَجَبَتْ لَهُمْ بِهِ الْجَنَّة ..
قَالَ الْمُهَلَّب : فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَنْقَبَة لِمُعَاوِيَة لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا الْبَحْرَ ، وَ مَنْقَبَةٌ لِوَلَدِهِ يَزِيد لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا مَدِينَةَ قَيْصَرَ .. [ البخاري مع الفتح ] ..
فتحرك الجيش نحو القسطنطينية بقيادة بسر بن أرطأ رضي الله عنه عام خمسين من الهجرة ، فاشتد الأمر على المسلمين فأرسل بسر يطلب المَدد من معاوية فجهز معاوية جيشاً بقيادة ولده يزيد ، فكان في هذا الجيش كلٌ من أبو أيوب الأنصاري ، و عبد الله بن عمر ، و ابن الزبير ، و ابن عباس ، و جمعٌ غفير من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ..
فكيف تكره من وجبت له الجنة بنص حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟! ..
***************
و قد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية الموقف من يزيد بن معاوية فقال :
افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبى سفيان ثلاث فرق ، طرفان و وسط ..
فأحد الطرفين قالوا : إنه كان كافراً منافقاً ، و أنه سعى في قتل سبط رسول الله تشفِّياً من رسول الله و انتقاما منه ، و أخذاً بثأر جده عتبة و أخي جده شيبة ، و خاله الوليد بن عتبة و غيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم بيد على بن أبى طالب و غيره يوم بدر و غيرها . و أشياء من هذا النمط و هذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر و عمر و عثمان فتكفير يزيد أسهل بكثير ..
و الطرف الثاني : يظنون أنه كان رجلًا صالحاً و إمام عدل ، و أنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي و حمله على يديه و برَّك عليه . و ربما فضَّله بعضهم على أبى بكر و عمر ، و ربما جعله بعضهم نبيَّا ..
و كلا القولين ظاهر البطلان عند من له أدنى عقل و علم بالأمور و سِيَر المتقدمين ، و لهذا لا ينسب إلى أحد من أهل العلم المعروفين بالسنة و لا إلى ذي عقل من العقلاء الذين لهم رأى و خبرة ..
و القول الثالث : أنه كان ملكا من ملوك المسلمين له حسنات و سيئات و لم يولد إلا في خلافة عثمان ، و لم يكن كافرا ، و لكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين و فعل ما فعل بأهل الحرة ، و لم يكن صاحبا - صحابيا - و لا من أولياء الله الصالحين ، و هذا قول عامة أهل العقل و العلم و السنة و الجماعة ..
ثم افترقوا ثلاث فرق :
فرقة لعنته ..
و فرقة أحبته ..
و فرقة لا تسبه و لا تحبه .. و هذا هو المنصوص عن الإمام أحمد و عليه المقتصدون من أصحابه و غيرهم من جميع المسلمين ..
و قال أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل و لكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق ، و لما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك و ظهر البكاء في داره ، و لم يَسْبِ لهم حريماً بل أكرم أهل بيته و أجازهم حتى ردّهم إلى بلادهم ، أما الروايات التي في كتب الشيعة أنه أُهين نساء آل بيت رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و أنهن أُخذن إلى الشام مَسبيَّات ، و أُهِنّ هناك هذا كله كلام باطل ، بل كان بنو أمية يعظِّمون بني هاشم ، و لذلك لماّ تزوج الحجاج بن يوسف فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر ، و أمر الحجاج أن يعتزلها و أن يطلقها ، فهم كانوا يعظّمون بني هاشم ، بل لم تُسْبَ هاشميّة قط ..
حاسم 1433- على الشواية
- عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
امير المؤمنين المجاهد الفارس يزيد بن معاويه
يختلف المسلمون اليوم في يزيد بن معاويه بن ابي سفيان فبينما يرى جزء من المسلمين اهل السنه والجماعه أنه لا يصح سبه وأنه لم يأمر بقتل الحسين ترى طائفة أخرى من اهل السنه والجماعه والشيعة أنه فاسق وقاتل للحسين.
رأي الشيعة ومن يرى فسق يزيد من أهل السنة
ترى الطائفة الشيعية فسق يزيد بن معاوية، نظرا لاعتقادهم بأمر يزيد بن معاوية بقتل الحسين بن علي ولما ورد عن بعض المؤرخين من شربه الخمروبيعه القرود,وكان بعض أهل الحديث السنة لا يأخذون الحديث عن يزيد بن معاوية.
رأي المحايدين من أهل السنة والجماعة
فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(فتوى رقم 1466) : " وأما يزيد بن معاوية فالناس فيه طرفان ووسط، وأعدل الأقوال الثلاثة فيه أنه كان ملكاً من ملوك المسلمين، له حسنات وسيئات، ولم يولد إلا في خلافة عثمان - - ولم يكن كافراً ،ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين، وفعل ما فعل بأهل الحرة، ولم يكن صاحباً، ولا من أولياء الله الصالحين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية- - :" وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة، وأما بالنسبة للعنه فالناس فيه ثلاث فرق، فرقة لعنته، وفرقة أحبّته، وفرقة لا تسبه ولا تحبه ،.. وهذا هو المنصوص عن الإمام أحمد، وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين، وهذا القول الوسط مبني على أ، ه لم يثبت فسقه الذي يقتضي لعنه، أو بناء على أن الفاسق المعيّن لا يلعن بخصوصه، إما تحريماً أو تنزيهاً، فقد ثبت في صحيح البخاري عن عمر في قصة عبد الله بن حمار الذي تكرّر منه شرب الخمر، وجلده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لمّا لعنه بعض الصحابة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لعن المؤمن كقتله " متفق عليه وهذا كما أن نصوص الوعيد عامة في أكل أموال اليتامى والزنا والسرقة فلا يشهد بها على معيّن بأنه من أصحاب النار، لجواز تخلف المقتضى عن المقتضى، وغير ذلك من المكفرات للذنوب، هذا بالنسبة لمنع سبّه ولعنته. وأما بالنسبة لترك المحبة، فلأنه لم يصدر منه من الأعمال الصالحة ما يوجب محبته، فبقي من الملوك السلاطين، وحب أشخاص هذا النوع ليست مشروعة، ولأنه صدر عنه ما يقتضي فسقه وظلمه في سيرته، وفي أمر الحسين وأمر أهل الحرّة " ا.هـ.
الرواية عنه
قال ابن حجر: يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي: روى عن أبيه وعنه ابنه خالد وعبد الملك بن مروان مقدوح في عدالته وليس بأهل أن يروي عنه وقال أحمد بن حنبل: لا ينبغي أن يروى عنه.
الترحم عليه
وقال ابن الحداد الشافعي في عقيدته : " ونترحم على معاوية، ونكل سريرة يزيد إلى الله "
محبته
قال الذهبي : " ويزيد ممّن لا نسبه ولا نحبه، وله نظراء من خلفاء الدولتين، وكذلك من ملوك النواحي، بل فيهم من هو شر منه، وإنما عظم الخطب لكونه ولي بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بتسع وأربعين سنة، والعهد قريب، والصحابة موجودون، كابن عمر الذي كان أولى منه ومن أبيه وجدّه "
وسئل الحافظ عبد الغني المقدسي عن يزيد بن معاوية فأجاب بقوله : " خلافته صحيحة، وقال بعض العلماء : بايعه ستون من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم، منهم ابن عمر، وأما محبته : فمن أحبه فلا ينكر عليه، ومن لم يحبه فلا يلزمه ذلك، لأنه ليس من الصحابة الذين صحبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيلزم محبتهم إكراماً لصحبتهم، وليس ثم أمر يمتاز به عن غيره من خلفاء التابعين، كعبد الملك وبنيه، وإنما يمنع من التعرض للوقوع فيه، خوفاً من التسلق إلى أبيه، وسداً لباب الفتنة "
كان المقتصدون من أئمة السلف يقولون في يزيد وأمثاله: إنا لا نسبهم ولا نحبهم، أي: لا نحب ما صدر منهم من ظلم. مجموع فتاوى ابن تيمية المجلد الرابع.
شربه للخمر
قال ابن العربي: " فإن قيل إن يزيد كان خمّاراً، قلنا : لا يحلّ إلا بشاهدين، فمن شهد بذلك عليه."
عدم جواز لعنه أو الحكم بفسقه
قال ابن حجر الهيتمي : " لا يجوز أن يلعن شخص بخصوصه، إلا أن يعلم موته على الكفر كأبي جهل وأبي لهب، ولأن اللعن هو الطرد من رحمة الله، الملتزم لليأس منها، وذلك إنما يليق بمن علم موته على الكفر.
قال ابن الصلاح : " لم يصح عندنا أنه أمر بقتله - أي قتل الحسين -، والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله - كرمه الله -، إنما هو يزيد بن زياد والي العراق إذ ذاك، وأما سب يزيد ولعنه فليس من شأن المؤمنين، فإن صح أنه قتله أو أمر بقتله، وقد ورد في الحديث المحفوظ : " أن لعن المسلم كقتله"، وإنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم -، والناس في يزيد ثلاث فرق : فرقة تحبه وتتولاّه، وفرقة أخرى تسبه وتلعنه، وفرقة متوسطة في ذلك لا تتولاّه ولا تلعنه، وتسلك به سبيل سائر ملوك الإسلام وخلفائهم غير الراشدين في ذلك وشبهه ،وهذه الفرقة هي الصائبة، ومذهبها اللائق بمن يعرف سير الماضين ،ويعلم قواعد الشريعة الطاهرة، جعلنا الله من خيار أهلها آمين "
سئل حجة الإسلام ابو حامد الغزالي عمن يصرح بلعن يزيد بن معاويه, هل يحكم بفسقه أم لا ؟ وهل كان راضياً بقتل الحسين بن علي أم لا ؟ وهل يسوغ الترحم عليه أم لا ؟ فلينعم بالجواب مثاباً.
فأجاب :
لا يجوز لعن المسلم اصلاً، ومن لعن مسلماً فهو الملعون، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم ليس بلعان، - المسند (1/405) والصحيحة (1/634) وصحيح سنن الترمذي (2/189) -، وكيف يجوز لعن المسلم ولا يجوز لعن البهائم وقد ورد النهي عن ذلك - لحديث عمران بن الحصين قال : بينما رسول الله في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة، فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك النبي فقال : خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة، قال عمران : فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد. جمع الفوائد (3/353) -، وحرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبه بنص النبي صلى الله عليه وسلم - هو أثر موقوف على ابن عمر بلفظ : نظر عبدالله بن عمر يوماً إلى الكعبه فقال : ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة منك، وهو حديث حسن، أنظر : غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام للشيخ الالباني (ص197) -، وقد صح إسلام يزيد بن معاويه وما صح قتله الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضراً حين قتل، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يُظن ذلك به، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام وقد قال الله{اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم }[ الحجرات /12]، ومن زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين أو رضي به، فينبغي أن يعلم أن به غاية الحمق، فإن من كان من الأكابر والوزراء، والسلاطين في عصره لو أراد أن يعلم حقيقة من الذي أمر بقتله ومن الذي رضي به ومن الذي كرهه لم يقدر على ذلك، وإن كان الذي قد قُتل في جواره وزمانه وهو يشاهده، فكيف لو كان في بلد بعيد، وزمن قديم قد انقضى، فكيف نعلم ذلك فيما انقضى عليه قريب من أربعمائة سنة في مكان بعيد، وقد تطرق التعصب في الواقعة فكثرت فيها الأحاديث من الجوانب فهذا الأمر لا تُعلم حقيقته أصلاً، وإذا لم يُعرف وجب إحسان الظن بكل مسلم يمكن إحسان الظن به. ومع هذا فلو ثبت على مسلم أنه قتل مسلماً فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر، والقتل ليس بكفر، بل هو معصية، وإذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة والكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنته فكيف بمؤمن تاب عن قتل.. ولم يُعرف أن قاتل الحسين مات قبل التوبة وقد قال الله {و هو الذي يقبل التوبة عن عباده، ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون}[ الشورى/25] فإذن لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين بعينه لم يروه النص، ومن لعنه كان فاسقاً عاصياً لله الله. ولو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصياً بالإجماع، بل لو لم يلعن إبليس طول عمره مع جواز اللعن عليه لا يُقال له يوم القيامة : لِمَ لَمْ تلعن ابليس؟ ويقال للاعن : لم لعنت ومِنْ أين عرفت أنه مطرود ملعون، والملعون هو المبعد من الله وذلك علوم الغيب، وأما الترحم عليه فجائز، بل مستحب، بل هو داخل في قولنا : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، فإنه كان مؤمناً والله أعلم بالصواب.
—أصل فتوى، قيد الشريد من أخبار يزيد (ص57-59)يختلف المسلمون اليوم في يزيد بن معاويه بن ابي سفيان فبينما يرى جزء من المسلمين اهل السنه والجماعه أنه لا يصح سبه وأنه لم يأمر بقتل الحسين ترى طائفة أخرى من اهل السنه والجماعه والشيعة أنه فاسق وقاتل للحسين.
رأي الشيعة ومن يرى فسق يزيد من أهل السنة
ترى الطائفة الشيعية فسق يزيد بن معاوية، نظرا لاعتقادهم بأمر يزيد بن معاوية بقتل الحسين بن علي ولما ورد عن بعض المؤرخين من شربه الخمروبيعه القرود,وكان بعض أهل الحديث السنة لا يأخذون الحديث عن يزيد بن معاوية.
رأي المحايدين من أهل السنة والجماعة
فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(فتوى رقم 1466) : " وأما يزيد بن معاوية فالناس فيه طرفان ووسط، وأعدل الأقوال الثلاثة فيه أنه كان ملكاً من ملوك المسلمين، له حسنات وسيئات، ولم يولد إلا في خلافة عثمان - - ولم يكن كافراً ،ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين، وفعل ما فعل بأهل الحرة، ولم يكن صاحباً، ولا من أولياء الله الصالحين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية- - :" وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة، وأما بالنسبة للعنه فالناس فيه ثلاث فرق، فرقة لعنته، وفرقة أحبّته، وفرقة لا تسبه ولا تحبه ،.. وهذا هو المنصوص عن الإمام أحمد، وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين، وهذا القول الوسط مبني على أ، ه لم يثبت فسقه الذي يقتضي لعنه، أو بناء على أن الفاسق المعيّن لا يلعن بخصوصه، إما تحريماً أو تنزيهاً، فقد ثبت في صحيح البخاري عن عمر في قصة عبد الله بن حمار الذي تكرّر منه شرب الخمر، وجلده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لمّا لعنه بعض الصحابة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لعن المؤمن كقتله " متفق عليه وهذا كما أن نصوص الوعيد عامة في أكل أموال اليتامى والزنا والسرقة فلا يشهد بها على معيّن بأنه من أصحاب النار، لجواز تخلف المقتضى عن المقتضى، وغير ذلك من المكفرات للذنوب، هذا بالنسبة لمنع سبّه ولعنته. وأما بالنسبة لترك المحبة، فلأنه لم يصدر منه من الأعمال الصالحة ما يوجب محبته، فبقي من الملوك السلاطين، وحب أشخاص هذا النوع ليست مشروعة، ولأنه صدر عنه ما يقتضي فسقه وظلمه في سيرته، وفي أمر الحسين وأمر أهل الحرّة " ا.هـ.
الرواية عنه
قال ابن حجر: يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي: روى عن أبيه وعنه ابنه خالد وعبد الملك بن مروان مقدوح في عدالته وليس بأهل أن يروي عنه وقال أحمد بن حنبل: لا ينبغي أن يروى عنه.
الترحم عليه
وقال ابن الحداد الشافعي في عقيدته : " ونترحم على معاوية، ونكل سريرة يزيد إلى الله "
محبته
قال الذهبي : " ويزيد ممّن لا نسبه ولا نحبه، وله نظراء من خلفاء الدولتين، وكذلك من ملوك النواحي، بل فيهم من هو شر منه، وإنما عظم الخطب لكونه ولي بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بتسع وأربعين سنة، والعهد قريب، والصحابة موجودون، كابن عمر الذي كان أولى منه ومن أبيه وجدّه "
وسئل الحافظ عبد الغني المقدسي عن يزيد بن معاوية فأجاب بقوله : " خلافته صحيحة، وقال بعض العلماء : بايعه ستون من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم، منهم ابن عمر، وأما محبته : فمن أحبه فلا ينكر عليه، ومن لم يحبه فلا يلزمه ذلك، لأنه ليس من الصحابة الذين صحبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيلزم محبتهم إكراماً لصحبتهم، وليس ثم أمر يمتاز به عن غيره من خلفاء التابعين، كعبد الملك وبنيه، وإنما يمنع من التعرض للوقوع فيه، خوفاً من التسلق إلى أبيه، وسداً لباب الفتنة "
كان المقتصدون من أئمة السلف يقولون في يزيد وأمثاله: إنا لا نسبهم ولا نحبهم، أي: لا نحب ما صدر منهم من ظلم. مجموع فتاوى ابن تيمية المجلد الرابع.
شربه للخمر
قال ابن العربي: " فإن قيل إن يزيد كان خمّاراً، قلنا : لا يحلّ إلا بشاهدين، فمن شهد بذلك عليه."
عدم جواز لعنه أو الحكم بفسقه
قال ابن حجر الهيتمي : " لا يجوز أن يلعن شخص بخصوصه، إلا أن يعلم موته على الكفر كأبي جهل وأبي لهب، ولأن اللعن هو الطرد من رحمة الله، الملتزم لليأس منها، وذلك إنما يليق بمن علم موته على الكفر.
قال ابن الصلاح : " لم يصح عندنا أنه أمر بقتله - أي قتل الحسين -، والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله - كرمه الله -، إنما هو يزيد بن زياد والي العراق إذ ذاك، وأما سب يزيد ولعنه فليس من شأن المؤمنين، فإن صح أنه قتله أو أمر بقتله، وقد ورد في الحديث المحفوظ : " أن لعن المسلم كقتله"، وإنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم -، والناس في يزيد ثلاث فرق : فرقة تحبه وتتولاّه، وفرقة أخرى تسبه وتلعنه، وفرقة متوسطة في ذلك لا تتولاّه ولا تلعنه، وتسلك به سبيل سائر ملوك الإسلام وخلفائهم غير الراشدين في ذلك وشبهه ،وهذه الفرقة هي الصائبة، ومذهبها اللائق بمن يعرف سير الماضين ،ويعلم قواعد الشريعة الطاهرة، جعلنا الله من خيار أهلها آمين "
سئل حجة الإسلام ابو حامد الغزالي عمن يصرح بلعن يزيد بن معاويه, هل يحكم بفسقه أم لا ؟ وهل كان راضياً بقتل الحسين بن علي أم لا ؟ وهل يسوغ الترحم عليه أم لا ؟ فلينعم بالجواب مثاباً.
فأجاب :
لا يجوز لعن المسلم اصلاً، ومن لعن مسلماً فهو الملعون، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم ليس بلعان، - المسند (1/405) والصحيحة (1/634) وصحيح سنن الترمذي (2/189) -، وكيف يجوز لعن المسلم ولا يجوز لعن البهائم وقد ورد النهي عن ذلك - لحديث عمران بن الحصين قال : بينما رسول الله في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة، فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك النبي فقال : خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة، قال عمران : فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد. جمع الفوائد (3/353) -، وحرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبه بنص النبي صلى الله عليه وسلم - هو أثر موقوف على ابن عمر بلفظ : نظر عبدالله بن عمر يوماً إلى الكعبه فقال : ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة منك، وهو حديث حسن، أنظر : غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام للشيخ الالباني (ص197) -، وقد صح إسلام يزيد بن معاويه وما صح قتله الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضراً حين قتل، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يُظن ذلك به، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام وقد قال الله{اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم }[ الحجرات /12]، ومن زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين أو رضي به، فينبغي أن يعلم أن به غاية الحمق، فإن من كان من الأكابر والوزراء، والسلاطين في عصره لو أراد أن يعلم حقيقة من الذي أمر بقتله ومن الذي رضي به ومن الذي كرهه لم يقدر على ذلك، وإن كان الذي قد قُتل في جواره وزمانه وهو يشاهده، فكيف لو كان في بلد بعيد، وزمن قديم قد انقضى، فكيف نعلم ذلك فيما انقضى عليه قريب من أربعمائة سنة في مكان بعيد، وقد تطرق التعصب في الواقعة فكثرت فيها الأحاديث من الجوانب فهذا الأمر لا تُعلم حقيقته أصلاً، وإذا لم يُعرف وجب إحسان الظن بكل مسلم يمكن إحسان الظن به. ومع هذا فلو ثبت على مسلم أنه قتل مسلماً فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر، والقتل ليس بكفر، بل هو معصية، وإذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة والكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنته فكيف بمؤمن تاب عن قتل.. ولم يُعرف أن قاتل الحسين مات قبل التوبة وقد قال الله {و هو الذي يقبل التوبة عن عباده، ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون}[ الشورى/25] فإذن لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين بعينه لم يروه النص، ومن لعنه كان فاسقاً عاصياً لله الله. ولو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصياً بالإجماع، بل لو لم يلعن إبليس طول عمره مع جواز اللعن عليه لا يُقال له يوم القيامة : لِمَ لَمْ تلعن ابليس؟ ويقال للاعن : لم لعنت ومِنْ أين عرفت أنه مطرود ملعون، والملعون هو المبعد من الله وذلك علوم الغيب، وأما الترحم عليه فجائز، بل مستحب، بل هو داخل في قولنا : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، فإنه كان مؤمناً والله أعلم بالصواب.
و قد سئل ابن الصلاح عن يزيد فقال:
لم يصح عندنا أنه أمر بقتل الحسين والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك، وأما سب يزيد ولعنه فليس ذلك من شأن المؤمنين، وإن صح أنه قتله أو أمر بقتله، وقد ورد في الحديث المحفوظ : إن لعن المؤمن كقتاله - البخاري مع الفتح (10/479) -، و قاتل الحسين لا يكفر بذلك، وإنما ارتكب إثماً، وإنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. و الناس في يزيد على ثلاث فرق، فرقة تحبه وتتولاه، وفرقة تسبه وتلعنه وفرقة متوسطة في ذلك، لا تتولاه ولا تلعنه وتسلك به سبيل سائر ملوك الإسلام وخلفائهم غير الراشدين في ذلك وشبهه، وهذه هي المصيبة – أي التي أصابت الحق - مذهبها هو اللائق لمن يعرف سِيَر الماضين ويعلم قواعد الشريعة الظاهرة.
—أصل فتوى، قيد الشريد (ص59-60).
و سُئل شيخ الاسلام عن يزيد أيضاً فقال:
افترق الناس في يزيد بن معاويه بن أبي سفيان ثلاث فرق طرفان ووسط، فأحد الطرفين قالوا : إنه كان كافراً منافقاً، وإنه سعى في قتل سِبط رسول الله تشفياً من رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتقاماً منه وأخذاً بثأر جده عتبة وأخي جده شيبة وخاله الوليد بن عتبة وغيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب وغيره يوم بدروغيرها، وقالوا تلك أحقاد بدرية وآثار جاهلية. وهذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون ابا بكروعمر وعثمان, فتكفير يزيدأسهل بكثير. والطرف الثاني يظنون أنه كان رجلاً صاحاً وإماماً عدل وإنه كان من الصحابه الذين ولدوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وحمله بيده وبرّك عليه وربما فضله بعضهم على ابي بكر وعمر, وربما جعله بعضهم نبياً.. وهذا قول غالية العدوية والاكراد ونحوهم من الضُلاّل. والقول الثالث : أنه كان ملكاً من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات ولم يولد إلا في خلافة عثمان ولم يكن كافراً ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفُعل ما فعل بأهل الحرة، ولم يكن صحابياً ولا من أولياء الله الصالحين وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة. ثم افترقوا ثلاث فرق، فرقة لعنته وفرقة أحبته وفرقة لا تسبه ولا تحبه وهذا هو المنصوص عن الأمام أحمد وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين.
—أصل فتوى, سؤال في يزيد (ص26).
وقال شيخ الإسلام ابن تيميه أيضا: الْغُلُوُّ فِي يَزِيدَ مِنْ الطَّرَفَيْنِ خِلَافٌ لِمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ. فَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَأوِيَةَ وُلِدَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عفان - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَمْ يُدْرِكْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا كَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ ؛ وَلَا كَانَ مِنْ الْمَشْهُورِينَ بِالدِّينِ وَالصَّلَاحِ وَكَانَ مِنْ شُبَّانِ الْمُسْلِمِينَ ؛ وَلَا كَانَ كَافِرًا وَلَا زِنْدِيقًا ؛ وَتَوَلَّى بَعْدَ أَبِيهِ عَلَى كَرَاهَةٍ مِنْ بَعْضِ الْمُسْلِمِينَ وَرِضًا مِنْ بَعْضِهِمْ وَكَانَ فِيهِ شَجَاعَةٌ وَكَرَمٌ وَلَمْ يَكُنْ مُظْهِرًا لِلْفَوَاحِشِ كَمَا يَحْكِي عَنْهُ خُصُومُهُ. وَجَرَتْ فِي إمَارَتِهِ أُمُورٌ عَظِيمَةٌ : - أَحَدُهَا مَقْتَلُ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ لَمْ يَأْمُرْ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ وَلَا أَظْهَرَ الْفَرَحَ بِقَتْلِهِ ؛ وَلَا نَكَّتَ بِالْقَضِيبِ عَلَى ثَنَايَاهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَا حَمَلَ رَأْسَ الْحُسَيْنِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إلَى الشَّامِ لَكِنْ أَمَرَ بِمَنْعِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَبِدَفْعِهِ عَنْ الْأَمْرِ.
وَلِهَذَا كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ مُعْتَقَدُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَأَئِمَّةِ الْأُمَّةِ أَنَّهُ لَا يُسَبُّ وَلَا يُحَبُّ قَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ " قُلْت لِأَبِي : إنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ : إنَّهُمْ يُحِبُّونَ يَزِيدَ. قَالَ : يَا بُنَيَّ وَهَلْ يُحِبُّ يَزِيدَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ؟ فَقُلْت : يَا أَبَتِ فَلِمَإذَا لَا تلعنه ؟ قَالَ : يَا بُنَيَّ وَمَتَى رَأَيْت أَبَاك يَلْعَنُ أَحَدًا ؟
ومَا عَلَيْهِ الْأَئِمَّةُ : مِنْ أَنَّهُ لَا يُخَصُّ بِمَحَبَّةِ وَلَا يُلْعَنُ. وَمَعَ هَذَا فَإِنْ كَانَ فَاسِقًا أَوْ ظَالِمًا فَاَللَّهُ يَغْفِرُ لِلْفَاسِقِ وَالظَّالِمِ لَا سِيَّمَا إذَا أَتَى بِحَسَنَاتِ عَظِيمَةٍ. وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ : { أَوَّلُ جَيْشٍ يَغْزُو الْقُسْطَنْطِينِية مَغْفُورٌ لَهُ } وَأَوَّلُ جَيْشٍ غَزَاهَا كَانَ أَمِيرُهُمْ يَزِيدَ بْنَ مُعَأوِيَةَ وَكَانَ مَعَهُ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
- ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ـ ج6 ص7. وانظر ابن الأثير: الكامل في التاريخ ـ ج3 ص450. وأيضًا الطبري: تاريخ الأمم والملوك ـ ج3 ص350و351. وأيضًا ابن كثير: البداية والنهاية ـ ج8 ص173.
- ابن الأثير: الكامل في التاريخ ـ ج3 ص465.
- ابن كثير: البداية والنهاية ـ ج8 ص183.
- ابن خلكان: وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ـ ج3 ص287.
- ابن تيمية: منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعه والقدرية ـ ج2 ص253.
- الذهبي: ميزان الاعتدال في نقد الرجال ـ ج4 ص440.
- ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ـ ج5 ص322.
وانظروا الشيعة في هذه الأنشودة للمهدي
كيف يسجدون شخصية يزيد بن معاوية
https://www.youtube.com/watch?v=g6VGNPwvwU8
حشرنا الله وإياكم وجميع المسلمين مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحبه رضوان الله عليهم أجمعين...
الرجاء القرأة جيدا قبل الرد
والبعد عن التشنجات وألصاق التهم.
حاسم 1433- على الشواية
- عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
أخرج البخاري عن خالد بن مَعْدان أن عُمَير بن الأسود العَـنَسي حدثه أنه أتى عُبادة بن الصامت و هو نازل في ساحة حِمص و هو في بناء له و معه أم حَرام ، قال عُمير : فحدثتنا أم حَرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " أول جيش من أمتي يغزُونَ البحرَ قد أَوجَبوا " ، فقالت أمُّ حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم " أول جيش من أمتي يغزُون مدينة قَيْصرَ مغفورٌ لهم " ، فقلت : أنا فيهم قال : لا ..
فقَوْله : ( يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَر ) يَعْنِي الْقُسْطَنْطِينِيَّة ..
وَ قَوْله : ( قَدْ أَوْجَبُوا ) أَيْ فَعَلُوا فِعْلًا وَجَبَتْ لَهُمْ بِهِ [size=25]الْجَنَّة ..
قَالَ الْمُهَلَّب : فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَنْقَبَة لِمُعَاوِيَة لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا الْبَحْرَ ، وَ مَنْقَبَةٌ لِوَلَدِهِ يَزِيد لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا مَدِينَةَ قَيْصَرَ .. [ البخاري مع الفتح ] ..
فتحرك الجيش نحو القسطنطينية بقيادة بسر بن أرطأ رضي الله عنه عام خمسين من الهجرة ، فاشتد الأمر على المسلمين فأرسل بسر يطلب المَدد من معاوية فجهز معاوية جيشاً بقيادة ولده يزيد ، فكان في هذا الجيش كلٌ من أبو أيوب الأنصاري ، و عبد الله بن عمر ، و ابن الزبير ، و ابن عباس ، و جمعٌ غفير من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ..[/size]
[size=25]فكيف تكره من وجبت له الجنة بنص حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم
وهنا ايضا
عن شيخ الأسلام ابن تيمية
وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ : { أَوَّلُ جَيْشٍ يَغْزُو الْقُسْطَنْطِينِية مَغْفُورٌ لَهُ } وَأَوَّلُ جَيْشٍ غَزَاهَا كَانَ أَمِيرُهُمْ يَزِيدَ بْنَ مُعَأوِيَةَ وَكَانَ مَعَهُ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
تعليق:
يزيد بن معاوية كان فارسا مجاهدا واميرا للجيش ويقوده وفيه الصحابة ومغفورا لهم ووجبت لهم الجنة بكلام سيد الخلق
وهو ابن الصحابي الجليل معاوية ابن ابي سفيان احد كتبت الوحي
وهو من استخلفه على الدولة.
والسلام عليكم
[/size]
حاسم 1433- على الشواية
- عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
اهلا باخينا حاسم 1433
الم تصبح الان حاسم 1434
الم تصبح الان حاسم 1434
الطريق الوسط- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 178
تاريخ التسجيل : 29/04/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نبدأ على بركة الله تعالى .. ونبدأ بشيء يسير جداً ممهد قبل الدخول الى عمق المسألة وهو جواب من الشيخ محمد صالح المنجد على موقع الإسلام سؤال وجواب واذكر هذا الجواب لأنه ذات الفكر والمنهج الذي عندي في يزيد.
توضيح: تحدث الأخ جعبة الاسهم بالأمس في موضوع معاوية عن الترحم على يزيد وكان محل الخلاف بيني وبينه فقط حول مسألة الترحم على يزيد وقال ان منهج اهل السنة والجماعة هو الترحم على يزيد وسأثبت ان هذا غير صحيح ان شاء الله تعالى في مداخلات عدة فإذا لم يتهمني الاخ جعبة اني اسب او العن يزيد فهذا انا لم اقل به ولم يحصل مرة اني سبب الرجل ولكن كل الخلاف فقط حول "الترحم" عليه. انتهى التوضيح.
النقل:
السؤال : سمعت عن المدعو يزيد بن معاوية ، وأنه كان خليفة على المسلمين في فترة مضت ، وأنه كان شخصا سكِّيراً ساديا ، ولم يكن مسلما حقا . فهل هذا صحيح ؟ أرجو أن تخبرني عن تاريخ المذكور .
----------------------------------------------
الجواب :
الحمد لله
اسمه : يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة الأموي الدمشقي .
قال الذهبي : وكان أمير ذلك الجيش في غزو القسطنطينية وفيهم مثل أبي أيوب الأنصاري عقد له أبوه بولاية العهد من بعده فتسلم الملك عند موت أبيه في رجب سنة ستين وله ثلاث وثلاثون سنة فكانت دولته أقل من أربع سنين .
ويزيد ممن لا نسبُّه ولا نحبه وله نظراء من خلفاء الدولتين وكذلك في ملوك النواحي بل فيهم من هو شر منه وإنما عظم الخطب لكونه ولي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بتسع وأربعين سنة والعهد قريب والصحابة موجودون كابن عمر الذي كان أولى بالأمر منه ومن أبيه وجده .
افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين واختتمها بواقعة الحرة فمقته الناس ولم يبارك في عمره وخرج عليه غير واحد بعد الحسين كأهل المدينة قاموا لله .. وابن الزبير .....
سير أعلام النبلاء ج/ 4 ص/ 38 .
و قد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية الموقف من يزيد بن معاوية فقال :
افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبى سفيان ثلاث فرق ، طرفان ووسط .
فأحد الطرفين قالوا : إنه كان كافراً منافقاً ، وأنه سعى في قتل سبط رسول الله تشفِّياً من رسول الله وانتقاما منه ، وأخذاً بثأر جده عتبة وأخي جده شيبة ، وخاله الوليد بن عتبة وغيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بيد على بن أبى طالب وغيره يوم بدر وغيرها . وأشياء من هذا النمط وهذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان فتكفير يزيد أسهل بكثير .
والطرف الثاني : يظنون أنه كان رجلًا صالحاً وإمام عدل ، وأنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي وحمله على يديه وبرَّك عليه . وربما فضَّله بعضهم على أبى بكر وعمر ، وربما جعله بعضهم نبيَّا ...
وكلا القولين ظاهر البطلان عند من له أدنى عقل وعلم بالأمور وسِيَر المتقدمين ، ولهذا لا ينسب إلى أحد من أهل العلم المعروفين بالسنة ولا إلى ذي عقل من العقلاء الذين لهم رأى وخبرة
والقول الثالث : أنه كان ملكا من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات ولم يولد إلا في خلافة عثمان ، ولم يكن كافرا ، ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفعل ما فعل بأهل الحرة ، ولم يكن صاحبا ولا من أولياء الله الصالحين ، وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة .
ثم افترقوا ثلاث فرق فرقة لعنته وفرقة أحبته وفرقة لا تسبه ولا تحبه وهذا هو المنصوص عن الإمام أحمد وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين قال صالح بن أحمد قلت لأبي : إن قوما يقولون : إنهم يحبون يزيد فقال يا بني وهل يحب يزيد أحدٌ يؤمن بالله واليوم الآخر !! فقلت يا أبت فلماذا لا تلعنه ؟ فقال : يا بني ومتى رأيت أباك يلعن أحداً .
وقال أبو محمد المقدسي لما سئل عن يزيد فيما بلغني لا يُسَب ولا يُحَب وقال : وبلغنى أيضا أن جدنا أبا عبد الله بن تيمية سئل عن يزيد فقال : لاننقص فيه ولا نزيد وهذا أعدل الأقوال فيه وفي أمثاله وأحسنها...أهـ
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج/4 ص/481-484 .
http://islamqa.info/ar/ref/14007
-----------------------------------------
انتهى النقل.
اقول الاختلاف في يزيد هنا واضح جلي ومع ذلك الاخ جعبة يقول "اجمعت الأمة" أو "أجمع السلف" وانا لم آتي هنا إلا باليسير واليسير واليسير جداً لأن هذه بداية فقط وما بقي سينسف هذا الموضوع ان شاء الله تعالى بالدليل والحجة سينسفه نسفاً لأن الحق لا يموت ابداً إلى قيام الساعة.والعجب ان بعض اخواننا لا يلتفتون الى ان الموقع حين تحدث عن يزيد يقول عنه "المدعو". سارعوا واتصلوا بالموقع واطلبوا منه ان يحذف كلمة المدعو بينة الدلالة ولكني صورت الصفحة حتى لو حذفها الموقع بعد ذلك لتكون حجة على كل من يريد ان يزور تاريخ المسلمين ويغيير تاريخهم.
ويكفيني شيخ الإسلام حكماً بيننا حين يقول رحمه الله عن يزيد"
ولم يكن صاحباً ولا من أولياء الله الصالحين فينفي عنه انه من أولياء الله الصالحين إذاً فأعظم ما يمكن ان يبلغه يزيد هو شيء واحد ان يقال عنه "مسلم" ولا يبلغ اكثر من هذه الكلمة اما انه فارس فهو والله فويرس خاض في دماء آل البيت احفاد النبي صلى الله عليه وسلم وقادهم رجاله مكبلين الايدي والارجل يجرونهم كما تجر الشياه بدلاً من ان يكرموا في أمة جدهم الذي وصى الأمة بهم وأكثر في هذا لأنه صلى الله عليه وسلم علم بالوحي ما سيكون لأحفاده ولكن هيهات.. أمة تنصر من قتل وظلم احفاد نبيها لا عجب انها اليوم يدوس عليها اليهود والنصارى. حينما تنكرنا لأحفاد نبينا وآل بيته واعتبرنا قتلهم اجتهادا داس كل عابد وثن على رؤوسنا ورقابنا. سأقتلك يا اخي ان رأيتك وساقول اني اجتهدت. سأقتل ابنك الصغير الرضيع فلا ترفع علي قضية ابداً انا كنت اجتهد وانا اذبح ابنك بالسكين. سيشتم شقي الرسول عليه الصلاة والسلام وسأقول عنه انه مجتهد. هذا غيض من فيض لتعلم الأمة لماذا سلط الله تعالى عليها الظالمين. ليس لذنوبها فقط لا. بل انها اول ما ظلمت ظلمت من كان سبباً في هدايتها فكافئته بقتل ابناءه. صبراً آل محمد صلى الله عليه وسلم فقد اقترب الفجر بإذن الله تعالى وستعرف الأمة بإذن الله تعالى كيف ظلمتم حين سيكشف للأمة ما أخفي من حقائق
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نبدأ على بركة الله تعالى .. ونبدأ بشيء يسير جداً ممهد قبل الدخول الى عمق المسألة وهو جواب من الشيخ محمد صالح المنجد على موقع الإسلام سؤال وجواب واذكر هذا الجواب لأنه ذات الفكر والمنهج الذي عندي في يزيد.
توضيح: تحدث الأخ جعبة الاسهم بالأمس في موضوع معاوية عن الترحم على يزيد وكان محل الخلاف بيني وبينه فقط حول مسألة الترحم على يزيد وقال ان منهج اهل السنة والجماعة هو الترحم على يزيد وسأثبت ان هذا غير صحيح ان شاء الله تعالى في مداخلات عدة فإذا لم يتهمني الاخ جعبة اني اسب او العن يزيد فهذا انا لم اقل به ولم يحصل مرة اني سبب الرجل ولكن كل الخلاف فقط حول "الترحم" عليه. انتهى التوضيح.
النقل:
السؤال : سمعت عن المدعو يزيد بن معاوية ، وأنه كان خليفة على المسلمين في فترة مضت ، وأنه كان شخصا سكِّيراً ساديا ، ولم يكن مسلما حقا . فهل هذا صحيح ؟ أرجو أن تخبرني عن تاريخ المذكور .
----------------------------------------------
الجواب :
الحمد لله
اسمه : يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة الأموي الدمشقي .
قال الذهبي : وكان أمير ذلك الجيش في غزو القسطنطينية وفيهم مثل أبي أيوب الأنصاري عقد له أبوه بولاية العهد من بعده فتسلم الملك عند موت أبيه في رجب سنة ستين وله ثلاث وثلاثون سنة فكانت دولته أقل من أربع سنين .
ويزيد ممن لا نسبُّه ولا نحبه وله نظراء من خلفاء الدولتين وكذلك في ملوك النواحي بل فيهم من هو شر منه وإنما عظم الخطب لكونه ولي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بتسع وأربعين سنة والعهد قريب والصحابة موجودون كابن عمر الذي كان أولى بالأمر منه ومن أبيه وجده .
افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين واختتمها بواقعة الحرة فمقته الناس ولم يبارك في عمره وخرج عليه غير واحد بعد الحسين كأهل المدينة قاموا لله .. وابن الزبير .....
سير أعلام النبلاء ج/ 4 ص/ 38 .
و قد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية الموقف من يزيد بن معاوية فقال :
افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبى سفيان ثلاث فرق ، طرفان ووسط .
فأحد الطرفين قالوا : إنه كان كافراً منافقاً ، وأنه سعى في قتل سبط رسول الله تشفِّياً من رسول الله وانتقاما منه ، وأخذاً بثأر جده عتبة وأخي جده شيبة ، وخاله الوليد بن عتبة وغيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بيد على بن أبى طالب وغيره يوم بدر وغيرها . وأشياء من هذا النمط وهذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان فتكفير يزيد أسهل بكثير .
والطرف الثاني : يظنون أنه كان رجلًا صالحاً وإمام عدل ، وأنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي وحمله على يديه وبرَّك عليه . وربما فضَّله بعضهم على أبى بكر وعمر ، وربما جعله بعضهم نبيَّا ...
وكلا القولين ظاهر البطلان عند من له أدنى عقل وعلم بالأمور وسِيَر المتقدمين ، ولهذا لا ينسب إلى أحد من أهل العلم المعروفين بالسنة ولا إلى ذي عقل من العقلاء الذين لهم رأى وخبرة
والقول الثالث : أنه كان ملكا من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات ولم يولد إلا في خلافة عثمان ، ولم يكن كافرا ، ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفعل ما فعل بأهل الحرة ، ولم يكن صاحبا ولا من أولياء الله الصالحين ، وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة .
ثم افترقوا ثلاث فرق فرقة لعنته وفرقة أحبته وفرقة لا تسبه ولا تحبه وهذا هو المنصوص عن الإمام أحمد وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين قال صالح بن أحمد قلت لأبي : إن قوما يقولون : إنهم يحبون يزيد فقال يا بني وهل يحب يزيد أحدٌ يؤمن بالله واليوم الآخر !! فقلت يا أبت فلماذا لا تلعنه ؟ فقال : يا بني ومتى رأيت أباك يلعن أحداً .
وقال أبو محمد المقدسي لما سئل عن يزيد فيما بلغني لا يُسَب ولا يُحَب وقال : وبلغنى أيضا أن جدنا أبا عبد الله بن تيمية سئل عن يزيد فقال : لاننقص فيه ولا نزيد وهذا أعدل الأقوال فيه وفي أمثاله وأحسنها...أهـ
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج/4 ص/481-484 .
http://islamqa.info/ar/ref/14007
-----------------------------------------
انتهى النقل.
اقول الاختلاف في يزيد هنا واضح جلي ومع ذلك الاخ جعبة يقول "اجمعت الأمة" أو "أجمع السلف" وانا لم آتي هنا إلا باليسير واليسير واليسير جداً لأن هذه بداية فقط وما بقي سينسف هذا الموضوع ان شاء الله تعالى بالدليل والحجة سينسفه نسفاً لأن الحق لا يموت ابداً إلى قيام الساعة.والعجب ان بعض اخواننا لا يلتفتون الى ان الموقع حين تحدث عن يزيد يقول عنه "المدعو". سارعوا واتصلوا بالموقع واطلبوا منه ان يحذف كلمة المدعو بينة الدلالة ولكني صورت الصفحة حتى لو حذفها الموقع بعد ذلك لتكون حجة على كل من يريد ان يزور تاريخ المسلمين ويغيير تاريخهم.
ويكفيني شيخ الإسلام حكماً بيننا حين يقول رحمه الله عن يزيد"
ولم يكن صاحباً ولا من أولياء الله الصالحين فينفي عنه انه من أولياء الله الصالحين إذاً فأعظم ما يمكن ان يبلغه يزيد هو شيء واحد ان يقال عنه "مسلم" ولا يبلغ اكثر من هذه الكلمة اما انه فارس فهو والله فويرس خاض في دماء آل البيت احفاد النبي صلى الله عليه وسلم وقادهم رجاله مكبلين الايدي والارجل يجرونهم كما تجر الشياه بدلاً من ان يكرموا في أمة جدهم الذي وصى الأمة بهم وأكثر في هذا لأنه صلى الله عليه وسلم علم بالوحي ما سيكون لأحفاده ولكن هيهات.. أمة تنصر من قتل وظلم احفاد نبيها لا عجب انها اليوم يدوس عليها اليهود والنصارى. حينما تنكرنا لأحفاد نبينا وآل بيته واعتبرنا قتلهم اجتهادا داس كل عابد وثن على رؤوسنا ورقابنا. سأقتلك يا اخي ان رأيتك وساقول اني اجتهدت. سأقتل ابنك الصغير الرضيع فلا ترفع علي قضية ابداً انا كنت اجتهد وانا اذبح ابنك بالسكين. سيشتم شقي الرسول عليه الصلاة والسلام وسأقول عنه انه مجتهد. هذا غيض من فيض لتعلم الأمة لماذا سلط الله تعالى عليها الظالمين. ليس لذنوبها فقط لا. بل انها اول ما ظلمت ظلمت من كان سبباً في هدايتها فكافئته بقتل ابناءه. صبراً آل محمد صلى الله عليه وسلم فقد اقترب الفجر بإذن الله تعالى وستعرف الأمة بإذن الله تعالى كيف ظلمتم حين سيكشف للأمة ما أخفي من حقائق
عبد من عباد الله- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 729
تاريخ التسجيل : 21/01/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
يا حاسم معاوية رضي الله عنه حبيبنا نحن آل البيت وسبق ووضحت في الموضوع الآخر موقفنا منه رضوان الله عليه .
أما يزيد هذا فهو عدونا والله إلى يوم الدين لا نسبه ولا نلعنه أبدًا ولكنه ظلم وأفترى وتسبب في مقتل الحسين وكثير من آل البيت وتشريدهم وهذا جرم عظيم وعليه نبغضه ولا نترحم عليه أبدا فيكفيه أنه علم بقاتلي الحسين وأهله ولم يحرك ساكنا مع القتلة كابن زياد وجنده وشمر بن الجوشن عليهم لعنة الله التامة , فهو بذلك قد أقر فعلتهم ورضي بقتل رجل بشر بالجنة وأنه وأخيه سيدا شباب أهل الجنة ورضي بقتل سبط الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وتشريدهم ولم يرجعهم المدينة النبوية !!!
فإياك والتعظيم من قدر يزيد قل لا تسبوا ولا تلعنوه فقط ولكن أن تترحم وتفاخر برجل رضى على أقل تقدير بقتل الحسين ولم يجازي قاتليه فهذا بهتان عظيم ومشاركة في سفك دم الحسين وأهله بنصره ظالميه .
وإياك ثم إياك ثم إياك أن تتلفظ مرة أخرى بأن الحسين خرج على يزيد ّّّ فالحسين لم يخرج على هذا الرجل من الأصل ولكن ما حدث أن الحسن بويع للخلافة ولكنه آثر إطفاء الفتنة مع معاوية فأتفق مع معاوية على أن يتنازل له عن الخلافة على أن يعهد معاوية بالخلافة بعده للحسين ويطلب له البيعة من المسلمين وعلى هذا تنازل الحسن لمعاوية عن خلافته الشرعية !!! ولكن معاوية خالف العهد غفر الله له مع الحسن وعهد إلى ابنه يزيد مخالفا بذلك ميثاقه مع الخليفة الحسن وبنالء على ذلك فإن الخليفة الشرعي طبقا للعهد بين الحسن ومعاوية من بعد معاوية هو الحسين والمسلمين عند شروطهم !!! يعني اللي خرج هو يزيد وليس الحسين لأن الحسين كان هو الخليفة الشرعي من بعد معاوية ولكن يزيد قبل بإغتصاب الخلافة ولذلك لم يبايعه الحسين من الأصل لأنه صاحب الحق في الخلافة طبقا لعهد ابيه مع الحسن والذي لولاه ما كان معاوية ليكون أبدًا خليفة للمسلمين !!!
فكف لسانك عن جدنا الحسين وأمحو موضوعك هذا كله وإلا فلتعلنها صراحة أنك من الخوارج ولتباهلني حينها على ما تدعيه هنا .
شاعر طيبة- عضوية ملغية "ايقاف نهائي"
- عدد المساهمات : 1087
تاريخ التسجيل : 19/05/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
بناءاً على طلب اخي الفاضل الصقر صقر ان لا اكتب في هذا الموضوع والموضوع الآخر فانا ساستجيب لأخي بعدم الكتابة في هذا الموضوع الى ان يتم حذفه فإن لم يتم حذفه فسوف أغرق الموضوع ان شاء الله تعالى وبعونه بالدلائل الدامغة على ناصبية من يوالي يزيد وعداءه الصريح لآل بيت النبوة بل وعداءه للرسول صلى الله عليه وسلم شخصياً وبالدليل من الصحاح.والنواصب هم فئة من المسلمين ماتوا وانقضى امرهم وغير موجودون الان إلا بقايا تعد ربما على الأصابع حسبما يتفق وان نلتقي بهم على منتدى او نحو ذلك، يظهر احدهم كل فترة واخرى من اتباع اولئك الذين ناصبوا سيدنا علي العداء جهارا نهارا وسبوه ولعنوه وسبوا نبيهم وشتموا نبيهم والحمد الله ان الأمة تخلصت منهم مع نهاية دولة بني امية.
وهذا الموضوع وضع لشيء واحد وهو بث الفتنة وجرنا الى الخوض فيه جراً أو أنه تم وضعه نكاية في آل البيت وغيظاً لهم . اللهم اكتب الغيظ على كل من أراد غيظاً لأحفاد النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا الموضوع وضع لشيء واحد وهو بث الفتنة وجرنا الى الخوض فيه جراً أو أنه تم وضعه نكاية في آل البيت وغيظاً لهم . اللهم اكتب الغيظ على كل من أراد غيظاً لأحفاد النبي صلى الله عليه وسلم.
عبد من عباد الله- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 729
تاريخ التسجيل : 21/01/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
يا حاسم 1433
أن كنت رجلاً لا تبطن شيء وتظهر خلافه وتحب يزيد عن حق وحقيقة
فادعو بهذا الدعاء لكي أؤمن عليه قل (( اللهم أني أحب يزيد بن معاوية فاحشرني معه وأدخلني مدخله ))
وأرجو أن لاتفعل
أن كنت رجلاً لا تبطن شيء وتظهر خلافه وتحب يزيد عن حق وحقيقة
فادعو بهذا الدعاء لكي أؤمن عليه قل (( اللهم أني أحب يزيد بن معاوية فاحشرني معه وأدخلني مدخله ))
وأرجو أن لاتفعل
سهم الليل- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 18
تاريخ التسجيل : 13/05/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
أخي/ عبد من عباد الله
من الجميل أنك ممن يستشهد بأقوال ابن تيمية وقد لمست ذلك منك في بعض الردود .. فأليك رأيه رحمه الله حول يزيد وقصة مقتل الحسين:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك، وظهر البكاء في داره ولم يسب لهم حريماً بل أكرم بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، وأما الروايات التي تقول إنه أهين نساء آل بيت رسول لله وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأُهِنّ هناك هذا كلام باطل بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف من فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر، وأمر الحجاج أن يعتزلها، وأن يطلقها فهم كانوا يعظمون بني هاشم ولم تسب هاشمية قط."
فيا أخي الكريم دعك من كتب التاريخ فهم يروون في الغالب كل شيء لتحقيق المسألة ولا يذكرون رأيهم عليها في الغالب لأنها روايات تاريخية للجمع وتجد لهم ردودا على بعضها في كتب التحقيق .. فابحث عن كتب أهل النقل التي يناقشون فيها مثل هذه المسائل كمنهاج السنة لابن تيمية رحمه الله وبقية جمهور العلماء ولا تقع على الشاذ منها ولو كان من عالم مشهود له بالعلم .. فالامة لا تجتمع على ضلالة .. وهؤلاء هم أهل النقل كما قال ابن تيمية في بداية كلامه السابق .. والله أعلى وأعلم
من الجميل أنك ممن يستشهد بأقوال ابن تيمية وقد لمست ذلك منك في بعض الردود .. فأليك رأيه رحمه الله حول يزيد وقصة مقتل الحسين:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك، وظهر البكاء في داره ولم يسب لهم حريماً بل أكرم بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، وأما الروايات التي تقول إنه أهين نساء آل بيت رسول لله وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأُهِنّ هناك هذا كلام باطل بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف من فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر، وأمر الحجاج أن يعتزلها، وأن يطلقها فهم كانوا يعظمون بني هاشم ولم تسب هاشمية قط."
فيا أخي الكريم دعك من كتب التاريخ فهم يروون في الغالب كل شيء لتحقيق المسألة ولا يذكرون رأيهم عليها في الغالب لأنها روايات تاريخية للجمع وتجد لهم ردودا على بعضها في كتب التحقيق .. فابحث عن كتب أهل النقل التي يناقشون فيها مثل هذه المسائل كمنهاج السنة لابن تيمية رحمه الله وبقية جمهور العلماء ولا تقع على الشاذ منها ولو كان من عالم مشهود له بالعلم .. فالامة لا تجتمع على ضلالة .. وهؤلاء هم أهل النقل كما قال ابن تيمية في بداية كلامه السابق .. والله أعلى وأعلم
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
جعبة الأسهم كتب:أخي/ عبد من عباد الله
من الجميل أنك ممن يستشهد بأقوال ابن تيمية وقد لمست ذلك منك في بعض الردود .. فأليك رأيه رحمه الله حول يزيد وقصة مقتل الحسين:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك، وظهر البكاء في داره ولم يسب لهم حريماً بل أكرم بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، وأما الروايات التي تقول إنه أهين نساء آل بيت رسول لله وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأُهِنّ هناك هذا كلام باطل بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف من فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر، وأمر الحجاج أن يعتزلها، وأن يطلقها فهم كانوا يعظمون بني هاشم ولم تسب هاشمية قط."
فيا أخي الكريم دعك من كتب التاريخ فهم يروون في الغالب كل شيء لتحقيق المسألة ولا يذكرون رأيهم عليها في الغالب لأنها روايات تاريخية للجمع وتجد لهم ردودا على بعضها في كتب التحقيق .. فابحث عن كتب أهل النقل التي يناقشون فيها مثل هذه المسائل كمنهاج السنة لابن تيمية رحمه الله وبقية جمهور العلماء ولا تقع على الشاذ منها ولو كان من عالم مشهود له بالعلم .. فالامة لا تجتمع على ضلالة .. وهؤلاء هم أهل النقل كما قال ابن تيمية في بداية كلامه السابق .. والله أعلى وأعلم
و قد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية الموقف من يزيد بن معاوية فقال :
افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبى سفيان ثلاث فرق ، طرفان ووسط .
فأحد الطرفين قالوا : إنه كان كافراً منافقاً ، وأنه سعى في قتل سبط رسول الله تشفِّياً من رسول الله وانتقاما منه ، وأخذاً بثأر جده عتبة وأخي جده شيبة ، وخاله الوليد بن عتبة وغيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بيد على بن أبى طالب وغيره يوم بدر وغيرها . وأشياء من هذا النمط وهذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان فتكفير يزيد أسهل بكثير .
والطرف الثاني : يظنون أنه كان رجلًا صالحاً وإمام عدل ، وأنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي وحمله على يديه وبرَّك عليه . وربما فضَّله بعضهم على أبى بكر وعمر ، وربما جعله بعضهم نبيَّا ...
وكلا القولين ظاهر البطلان عند من له أدنى عقل وعلم بالأمور وسِيَر المتقدمين ، ولهذا لا ينسب إلى أحد من أهل العلم المعروفين بالسنة ولا إلى ذي عقل من العقلاء الذين لهم رأى وخبرة
والقول الثالث : أنه كان ملكا من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات ولم يولد إلا في خلافة عثمان ، ولم يكن كافرا ، ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفعل ما فعل بأهل الحرة ، ولم يكن صاحبا ولا من أولياء الله الصالحين ، وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة .
ثم افترقوا ثلاث فرق فرقة لعنته وفرقة أحبته وفرقة لا تسبه ولا تحبه وهذا هو المنصوص عن الإمام أحمد وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين قال صالح بن أحمد قلت لأبي : إن قوما يقولون : إنهم يحبون يزيد فقال يا بني وهل يحب يزيد أحدٌ يؤمن بالله واليوم الآخر !! فقلت يا أبت فلماذا لا تلعنه ؟ فقال : يا بني ومتى رأيت أباك يلعن أحداً .
وقال أبو محمد المقدسي لما سئل عن يزيد فيما بلغني لا يُسَب ولا يُحَب وقال : وبلغنى أيضا أن جدنا أبا عبد الله بن تيمية سئل عن يزيد فقال : لاننقص فيه ولا نزيد وهذا أعدل الأقوال فيه وفي أمثاله وأحسنها...أهـ
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج/4 ص/481-484 .
http://islamqa.info/ar/ref/14007
هذه اقوال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.. شيخ الإسلام يقول لكم لا تحبوه لكنكم تقولون لا ومن هذا شيخ الإسلام؟ ايتحدث شيخ الإسلام في يزيد؟ الان جاء الدور على شيخ الإسلام لتكفروه!!! يقول لكم الإمام احمد ابن حنبل رحمه الله وابن تيمية رحمه الله ورحم كل علماء الأمة يقول لكم ولنا "لا نحبه" لا نحبه ... ماذا تعني لا نحبه؟ هل تعني نحبه؟ اليس هذا الكلام مكتوب باللغة العربية ام انه يا اخوة يا كرام يا مجادلين يا افاضل يا متعلمين مكتوب باللغة الصينية؟ ويقول الامام احمد لا يحبه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر. ماذا الان؟ الامام احمد رحمه الله جاهل وانتم العلماء؟ كفى جدلاً يا اخي ولنقف هنا ولا نجعل الناس تضحك وتسخر اكثر من ذلك.
عبد من عباد الله- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 729
تاريخ التسجيل : 21/01/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
أخي/ عبد من عباد الله
لا نحبه لما قام به في أهل المدينة وهو الثابت عليه .. ولكن نمنع سبه وكل من يريد ان يسبه وينتقص من رجولته أو فروسيته أو جهاده بسبب أخطائه .. ولا يكون ذلك إلا بذكر هذه المناقب وهي ليست للتفضيل أو لحبه .. وكما قلت لا نسبه ولا نحبه .. هو منهج العلماء فيه .. لكن دعني اسألك:
هل انت لا تحبه ؟!!! ولماذا ؟!!!
وكيف تترجم عدم محبتك له ؟؟؟؟
لا نحبه لما قام به في أهل المدينة وهو الثابت عليه .. ولكن نمنع سبه وكل من يريد ان يسبه وينتقص من رجولته أو فروسيته أو جهاده بسبب أخطائه .. ولا يكون ذلك إلا بذكر هذه المناقب وهي ليست للتفضيل أو لحبه .. وكما قلت لا نسبه ولا نحبه .. هو منهج العلماء فيه .. لكن دعني اسألك:
هل انت لا تحبه ؟!!! ولماذا ؟!!!
وكيف تترجم عدم محبتك له ؟؟؟؟
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
جعبة الأسهم كتب:أخي/ عبد من عباد الله
لا نحبه لما قام به في أهل المدينة وهو الثابت عليه .. ولكن نمنع سبه وكل من يريد ان يسبه وينتقص من رجولته أو فروسيته أو جهاده بسبب أخطائه .. ولا يكون ذلك إلا بذكر هذه المناقب وهي ليست للتفضيل أو لحبه .. وكما قلت لا نسبه ولا نحبه .. هو منهج العلماء فيه .. لكن دعني اسألك:
هل انت لا تحبه ؟!!! ولماذا ؟!!!
وكيف تترجم عدم محبتك له ؟؟؟؟
تطور جيد اخي وعودة الى الحق سأرد على ما تفضلت به
اولا هل رايتني اسبه؟ متى شتمته؟ لأنك تقول لي هنا نمنع سبه فأنا لم اسبه أصلاً. اما فروسيته فأنت تجدها في انه لم يعاقب قتلة ابن نبيك صلى الله عليه وسلم!!! يعني تقول لم يأمر بقتل ابن نبيك صلى الله عليه وسلم!! حسن سأقول بقولك انا لست هنا في حرب.. سأقول بقولك وسافترض انه لم يأمر.. طيب لماذا لم يقتل من قتل ابن نبيك صلى الله عليه وسلم؟ لماذا لم يعزلهم من مناصبهم؟ هل ما فعله يدل على انه كان غاضب من فعلتهم وجريمتهم ام انه كان راضياً؟ هل نبينا وأبناءه لا يُنصرون عندك؟ واولاده لا يُغضَب من اجلهم؟ أهو فارس عندك لأنه لم يقتل من قتل الحسين؟ يالها من فروسية .. حسبنا الله ونعم الوكيل يا أخي.. ما أعظم فروسية الرجل... لماذا لا أحبه؟ وهل بعد كل ما قيل من كلام شيخ الإسلام والإمام احمد ابن حنبل وقولهم لنا ان لا نحبه وتسألني يا أخي لماذا لا أحبه؟ إذا كان سؤال استنكاري فأنت لا تلتزم بما يقوله أئمتنا رحمهم الله تعالى وان كان سؤال استفهامي فالجواب عليه اخي موجود في كل مداخلاتي في هذا الموضوع ولا احب ان اذكر مثالب الرجل بالتفصيل من كتب اهل السنة مما دعاني الى بغضه وعدم محبته وبراءتي التامة منه إلى يوم القيامة.
يزيد لم اسبه يوماً لا هنا ولا في حديثي مع بشر حدثته ليس لانه لا يستحق السب فقد سبه ولعنه جماعة من اهل السنة ولكن لأن المسألة يا اخي واقولها للمرة العاشرة او العشرين.. المسالة اني لست في حرب هنا واريد ان اخرج جعبة الأسهم منها او يزيد او معاوية مهزومين.. لا اتعامل مع الدنيا بهذا المنطق الأخرق البغيض التافه.. هذا منطق التافهين.. كل الأمر يا اخي انك طرحت موضوعاً وكان لابد من الرد عليه وقد تم الرد والحمد الله رب العالمين.
عبد من عباد الله- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 729
تاريخ التسجيل : 21/01/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
لدي سؤال يا من تقولون بان يزيد لم يكن راضي بقتل الحسين رضوان الله عليه
من يستحق الخلافه هل يزيد يستحقها ام الحسين ؟
من وجهة نظري يكفيني ان لا احب يزيد لانه اخذ ماليس له ممن هو احق به منه
واما ابيه معاويه فصحبته لنبينا تشفعه له عندي فلا استطيع ان اقول عنه شي غير رحمه الله فقد اخطئ بحق سيدنا علي رضوان الله عليه
من يستحق الخلافه هل يزيد يستحقها ام الحسين ؟
من وجهة نظري يكفيني ان لا احب يزيد لانه اخذ ماليس له ممن هو احق به منه
واما ابيه معاويه فصحبته لنبينا تشفعه له عندي فلا استطيع ان اقول عنه شي غير رحمه الله فقد اخطئ بحق سيدنا علي رضوان الله عليه
فقه الجهاد- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 21/05/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
اختنا الفاضلة فقه الجهاد.
وانا لا احبه ولا اسبه .. والتشهير به سب له .. ولو كان جائزا لفعله العلماء من قبل .. ثم سبب عدم حبكم له غريب وهو الحكم .. إنما سبب عدم حبنا له هو ما فعله بأهل المدينة عندما ثاروا عليه .. واما مقتل الحسين فلم يكن سبباً فيه كما تقدم .. والله أعلى وأعلم
وانا لا احبه ولا اسبه .. والتشهير به سب له .. ولو كان جائزا لفعله العلماء من قبل .. ثم سبب عدم حبكم له غريب وهو الحكم .. إنما سبب عدم حبنا له هو ما فعله بأهل المدينة عندما ثاروا عليه .. واما مقتل الحسين فلم يكن سبباً فيه كما تقدم .. والله أعلى وأعلم
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
عبد من عباد الله كتب:
تطور جيد اخي وعودة الى الحق سأرد على ما تفضلت به
[/b]
هذا منهجي في يزيد رحمه الله من قبل .. والله الموفق
عبد من عباد الله كتب:
اولا هل رايتني اسبه؟ متى شتمته؟ لأنك تقول لي هنا نمنع سبه فأنا لم اسبه أصلاً. اما فروسيته فأنت تجدها في انه لم يعاقب قتلة ابن نبيك صلى الله عليه وسلم!!! يعني تقول لم يأمر بقتل ابن نبيك صلى الله عليه وسلم!! حسن سأقول بقولك انا لست هنا في حرب.. سأقول بقولك وسافترض انه لم يأمر.. طيب لماذا لم يقتل من قتل ابن نبيك صلى الله عليه وسلم؟ لماذا لم يعزلهم من مناصبهم؟ هل ما فعله يدل على انه كان غاضب من فعلتهم وجريمتهم ام انه كان راضياً؟ هل نبينا وأبناءه لا يُنصرون عندك؟ واولاده لا يُغضَب من اجلهم؟ أهو فارس عندك لأنه لم يقتل من قتل الحسين؟ يالها من فروسية .. [/b]
أخي/ عبد من عباد الله
هو حاكم وقتها وتظهر له أمور لا تظهر لك او لي .. هو يعلم جيدا بمآلات أي فعل يقوم به .. وهو من الاساس ولاه معاوية من بعده ليحفظ بيضة المسلمين من الفرقة والاختلاف .. وليس من المصلحة أن يقاتل من يظن بأن قتالهم سيعمل في الأمة تفرقاً أو قد يستغله الاعداء المتربصون .. هناك أمور أعم واشمل وقد لا يراها إلا من هو في دفة القيادة .. عموما أخي عبد من عباد الله المنطق فعلاً معك في هذا .. لكن صدقني هذه المسألة نحتاج فيها إلى دلائل نقلية أما المنطق فهو والله سيضيعنا كما ضيع الذين سبقونا من الفرق الضالة .. والله المستعان
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
جعبة الأسهم كتب:اختنا الفاضلة فقه الجهاد.
وانا لا احبه ولا اسبه .. والتشهير به سب له .. ولو كان جائزا لفعله العلماء من قبل .. ثم سبب عدم حبكم له غريب وهو الحكم .. إنما سبب عدم حبنا له هو ما فعله بأهل المدينة عندما ثاروا عليه .. واما مقتل الحسين فلم يكن سبباً فيه كما تقدم .. والله أعلى وأعلم
عجبا اوليس مافعله باهل المدينه لم يكن من اجل الحكم ؟
ثانيا هل اذا قلنا انه اخطئ واننا لا نحبه بسبب اخطاءه نكون شهرنا به والله عجيب منطقك اخي الكريم
فقه الجهاد- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 21/05/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
جعبة الأسهم كتب:عبد من عباد الله كتب:
تطور جيد اخي وعودة الى الحق سأرد على ما تفضلت به
هذا منهجي في يزيد رحمه الله من قبل .. والله الموفقعبد من عباد الله كتب:
اولا هل رايتني اسبه؟ متى شتمته؟ لأنك تقول لي هنا نمنع سبه فأنا لم اسبه أصلاً. اما فروسيته فأنت تجدها في انه لم يعاقب قتلة ابن نبيك صلى الله عليه وسلم!!! يعني تقول لم يأمر بقتل ابن نبيك صلى الله عليه وسلم!! حسن سأقول بقولك انا لست هنا في حرب.. سأقول بقولك وسافترض انه لم يأمر.. طيب لماذا لم يقتل من قتل ابن نبيك صلى الله عليه وسلم؟ لماذا لم يعزلهم من مناصبهم؟ هل ما فعله يدل على انه كان غاضب من فعلتهم وجريمتهم ام انه كان راضياً؟ هل نبينا وأبناءه لا يُنصرون عندك؟ واولاده لا يُغضَب من اجلهم؟ أهو فارس عندك لأنه لم يقتل من قتل الحسين؟ يالها من فروسية .. [/b]
أخي/ عبد من عباد الله
هو حاكم وقتها وتظهر له أمور لا تظهر لك او لي .. هو يعلم جيدا بمآلات أي فعل يقوم به .. وهو من الاساس ولاه معاوية من بعده ليحفظ بيضة المسلمين من الفرقة والاختلاف .. وليس من المصلحة أن يقاتل من يظن بأن قتالهم سيعمل في الأمة تفرقاً أو قد يستغله الاعداء المتربصون .. هناك أمور أعم واشمل وقد لا يراها إلا من هو في دفة القيادة .. عموما أخي عبد من عباد الله المنطق فعلاً معك في هذا .. لكن صدقني هذه المسألة نحتاج فيها إلى دلائل نقلية أما المنطق فهو والله سيضيعنا كما ضيع الذين سبقونا من الفرق الضالة .. والله المستعان
اخي الحبيب جعبة الأسهم.. هل تترحم على رجل قال عنه شيخ الإسلام لا نحبه وقال عنه انه ليس من اولياء الله الصالحين وقال عنه الامام احمد ان من يحبه لا يؤمن بالله واليوم الآخر؟!!! ستقول ان الترحم عليه لا يعني انك تحبه. سأقول ان الترحم عليه يعني انك تحبه مخالفاً بذلك منهج أئمة أهل السنة والجماعة مخالفة صريحة بينة.
اما بالنسبة للمنطق اخي جعبة الأسهم فأنا لم آتي بمنطق ابداً البتة... انما اتيت بمنقولات ولم اقل فيه ابداً برأيي أو بمنطق كما تفضلت وقلت اني اتكلم بالمنطق انما نقلت لك منقولات فكيف اكون اتحدث بالمنطق؟ فهل بعد اقوال أئمتنا وعلماءنا من أهل السنة والجماعة أقوال وآراء؟!! وهل أئمتنا رحمهم الله تعالى الإمام احمد وشيخ الإسلام هل هؤلاء كلامهم مبني على المنطق؟ هل علماءنا نقلوا لنا الدين بالمنطق؟ بالطبع لا يا أخي.
اما كرهي له وبغضي له فليس بسبب الحكم فالحكم هو اهون سبب عندي. لكنه فعل فعلة شنيعة بالحرة ولم يقتل من قتل سيدنا الحسين وهذا اقرار منه على هذا الجرم العظيم فإن قال قائل كيف سيقتل جيشا كاملاً وهو يقوله بعض اهل السنة للتلبيس على الناس اقول ان الذي قتل الحسين ليس 100 الف رجل بل رجل معروف لم يعزله حتى يزيد ناهيك عن قتله فإن الرجل قد اقر الجريمة وسكت عنها ولم يعاقب القاتل بما في شرع الله تعالى وفعل وفعل وفعل ومع هذا منهجي لطالما كان قبل قراءتي لمنهج علماءنا اننا لا نسبه، لكن هل نحبه؟ لا نحبه ابداً ابداً ، اما الذي يترحم عليه فهو يحبه ويحبه ويحبه.
عبد من عباد الله- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 729
تاريخ التسجيل : 21/01/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
عبد من عباد الله كتب:
اخي الحبيب جعبة الأسهم.. هل تترحم على رجل قال عنه شيخ الإسلام لا نحبه وقال عنه انه ليس من اولياء الله الصالحين وقال عنه الامام احمد ان من يحبه لا يؤمن بالله واليوم الآخر؟!!! ستقول ان الترحم عليه لا يعني انك تحبه. سأقول ان الترحم عليه يعني انك تحبه مخالفاً بذلك منهج أئمة أهل السنة والجماعة مخالفة صريحة بينة.
ما هذا المنطق أخي ؟!!!
حقيقة استغربه منك .. فلا تتولى كبر هذه الفتنة وتفتح باب للطعن في معاوية رضي الله عنه أو ابنه يزيد ؟!!!
ثم إن الترضي على معاوية رضي الله عنه دليل حب واتباع الأمر .. والترحم على ابته يزيد ليس دليل حب وانما اتباع فهو مات موحداً ويستحق الترحم .. والله الموفق
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
[b]
يا اخي هذا القول الذي تقوله قول مردود وقد اصبح يزيد لديكم عقيدة ان لم يعتنقها مسلم فقد فسدت عقيدته فانتم تقتربون من جعله ركناً من اركان الاسلام.. اخي والله لا مقام لي هنا في منتداك هذا الا لكي اكشف هذا التدليس والتلبيس الذي تحاول بثه بين المسلمين متبعا في ذلك من تتبع لكني والله لا اقيم في منتدى يحب صاحبه يزيد ويترحم عليه ويلف ويدور ويقول الترحم ليس دليل محبة!! فهذا سبب كاف جدا لكي افارقك لكن ان لم يتم طردي من المنتدى فسأكشف للناس من هو يزيد لكي يعرف الناس من الذي يتحدث بالهوى والعصبية والاعجاب بالنفس ومن الذي يتحدث بالحق ولا يعبد الطغاة فالأفضل لك ان تطردني لان ما سأكتبه سيجعلك في موقف ليس جيداً أمام نفسك
جعبة الأسهم كتب:عبد من عباد الله كتب:
[b]اخي الحبيب جعبة الأسهم.. هل تترحم على رجل قال عنه شيخ الإسلام لا نحبه وقال عنه انه ليس من اولياء الله الصالحين وقال عنه الامام احمد ان من يحبه لا يؤمن بالله واليوم الآخر؟!!! ستقول ان الترحم عليه لا يعني انك تحبه. سأقول ان الترحم عليه يعني انك تحبه مخالفاً بذلك منهج أئمة أهل السنة والجماعة مخالفة صريحة بينة.
ما هذا المنطق أخي ؟!!!
حقيقة استغربه منك .. فلا تتولى كبر هذه الفتنة وتفتح باب للطعن في معاوية رضي الله عنه أو ابنه يزيد ؟!!!
ثم إن الترضي على معاوية رضي الله عنه دليل حب واتباع الأمر .. والترحم على ابته يزيد ليس دليل حب وانما اتباع فهو مات موحداً ويستحق الترحم .. والله الموفق
يا اخي هذا القول الذي تقوله قول مردود وقد اصبح يزيد لديكم عقيدة ان لم يعتنقها مسلم فقد فسدت عقيدته فانتم تقتربون من جعله ركناً من اركان الاسلام.. اخي والله لا مقام لي هنا في منتداك هذا الا لكي اكشف هذا التدليس والتلبيس الذي تحاول بثه بين المسلمين متبعا في ذلك من تتبع لكني والله لا اقيم في منتدى يحب صاحبه يزيد ويترحم عليه ويلف ويدور ويقول الترحم ليس دليل محبة!! فهذا سبب كاف جدا لكي افارقك لكن ان لم يتم طردي من المنتدى فسأكشف للناس من هو يزيد لكي يعرف الناس من الذي يتحدث بالهوى والعصبية والاعجاب بالنفس ومن الذي يتحدث بالحق ولا يعبد الطغاة فالأفضل لك ان تطردني لان ما سأكتبه سيجعلك في موقف ليس جيداً أمام نفسك
عبد من عباد الله- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 729
تاريخ التسجيل : 21/01/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
عبد من عباد الله كتب:[b]
[b]يا اخي هذا القول الذي تقوله قول مردود وقد اصبح يزيد لديكم عقيدة ان لم يعتنقها مسلم فقد فسدت عقيدته فانتم تقتربون من جعله ركناً من اركان الاسلام.. اخي والله لا مقام لي هنا في منتداك هذا الا لكي اكشف هذا التدليس والتلبيس الذي تحاول بثه بين المسلمين متبعا في ذلك من تتبع لكني والله لا اقيم في منتدى يحب صاحبه يزيد ويترحم عليه ويلف ويدور ويقول الترحم ليس دليل محبة!! فهذا سبب كاف جدا لكي افارقك لكن ان لم يتم طردي من المنتدى فسأكشف للناس من هو يزيد لكي يعرف الناس من الذي يتحدث بالهوى والعصبية والاعجاب بالنفس ومن الذي يتحدث بالحق ولا يعبد الطغاة فالأفضل لك ان تطردني لان ما سأكتبه سيجعلك في موقف ليس جيداً أمام نفسك
أخي/ عبد من عباد الله
اولاً: يزيد في أسوأ أحواله (رحمه الله) جار على أهل المدينة ممن ثاروا عليه .. وفرق بين الحاكم الجائر وبين الحاكم الطاغوت كبير هداك الله .. فيزيد مسلم مات على التوحيد وإن ظلم .. هذه حقيقة وبغضك له قد طغى بحيث اصبحت لا ترى بأنه يستحق الدعاء بالرحمة .. يا أخي كل المسلمين الذين ماتوا يستحقون منا الرحمة والاستغفار ما لم يموتوا على الكفر والشرك واعتقد أنك تعرف هذه القاعدة .. ولا يخرج منها يزيد إلا بكفر مخرج من الملة أو شرك أكبر .. اما تحب أن يغفر الله لك .. اما تحب أن يغفر الله ليزيد ويرفع درجات أهل المدينة ؟!!!!
ثانياً: ما أقوم به هو القسط وهو من صميم عقيدتنا .. فإذا شاهدتني أقف مع يزيد في حياته ضد أهل المدينة حينها صفني بما تريد لأنه كان على باطل رحمه الله فيما فعله بأهل المدينة .. اما وقت مات فليس له منا سوى طلب الرحمة والغفران له ولغيره ممن مات على الاسلام .. يا أخي تحامل على نفسك ويجب أن تقر بهذا المنهج القويم ..
قال تعالى: (قل أمر ربي بالقسط ..) الآية
ثالثاً: لن تسأل عن افعال قوم مضوا ومضت أعمالهم .. ولن يقال لك تقف مع من فيهم .. والحق هو أن تقف مع الاثنين وتسدد وتقارب بدلاً من أن تتولى أمر قد يكون فيه عليك وزر دون أن تشعر .. وصدقني يا أخي عبد من عباد الله ما قلت ذلك لك إلا لأن لك قدر عندي أخشى أن افقده مع الزمن .. واعلم أنك يوم الحساب قد لا تحضر حكم ملك الملوك بينهم وأنك منشغل في شأنك وفيما قدمت لحياتك .. والله المستعان
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
يغلق الموضوع للعودة إليه بعد استكمال الحوار في موضوع (معاوية رضي الله عنه) .. والله الموفق
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: الفارس يزيد بن معاوية رضي الله عنه وارضاه
ملاحظة:
تركت في العنوان عبارة (رضي الله عنه وأرضاه لأنني حملتها على معاوية وليست على ابنه يزيد غفر الله له) .. والله الموفق
تركت في العنوان عبارة (رضي الله عنه وأرضاه لأنني حملتها على معاوية وليست على ابنه يزيد غفر الله له) .. والله الموفق
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
مواضيع مماثلة
» حكم يزيد بن معاوية
» موقف السلف من يزيد بن معاوية
» موقف الصحابة من معاوية رضي الله عنه
» الشيخ سعد الدريهم.. «يزيد بن معاوية» يستحق اللعن إلى يوم القيامة
» اللؤلؤ والمرجان في الذب عن أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
» موقف السلف من يزيد بن معاوية
» موقف الصحابة من معاوية رضي الله عنه
» الشيخ سعد الدريهم.. «يزيد بن معاوية» يستحق اللعن إلى يوم القيامة
» اللؤلؤ والمرجان في الذب عن أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى