ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم البارادايم paradigm علم لمن لم يسمع عنه من قبل ..

اذهب الى الأسفل

  علم البارادايم paradigm علم لمن لم يسمع عنه من قبل .. Empty علم البارادايم paradigm علم لمن لم يسمع عنه من قبل ..

مُساهمة  مصالح الشعوب والأمم الأحد أكتوبر 26, 2014 3:52 pm


السلام عليكم ...

تعريف البارادايم

هو مجموع ما لدى الإنسان من خبرات ومعلومات ومعتقدات وأنظمة مهمتها رسم الحدود التي يسير داخلها الإنسان وتحديد تصرفه في المواقف المختلفة ويمكن تعريف البارادايم بأنه نظارة العقل .. أو هو نظام التفكير عند الإنسان والعدسات التي يرى من خلالها الحياة .. والبارادايم حاكم للتغيير في كل مراحله وقد يجعل الإنسان يرى الأمور بغير حقيقتها وهذا من أهم أسباب اختلاف البشر ..


ببساطة : يعرف مصطلح ( بارادايم ) paradigm بأنه ( النموذج الفكري ) أو النموذج الإدراكي ..

كيف يتكون البارادايم

عندما يسير الناس بسياراتهم في طريق سريع تتحلى جوانبه بالشجيرات والورود الجميلة فقد لا يرى بعضهم هذه الورود لأنه يسير بسرعة كبيرة وقد لا يراها آخرون لانشغال أذهانهم بحدث أو مشكلة أو ببرنامج إذاعي ممتع .. وقد يرى البعض الورد ويعجب به .. وهناك من يتمنى زراعة المزيد منه أو إضافة أنواع أخرى

وفئة أخرى من الناس تتمنى لو أتيحت لها الفرصة للتوقف والتجول بين هذه الأزهار واستنشاق عطورها ووصف جمالها .. وربما جادت قريحتهم بأبيات شعر رائعة تتغزل بالورد وجماله .. وقد يراها البعض مصدراً للعطور بينما يراها آخرون مصدراً للمبيدات الحشرية

وهناك فئة أخرى تفكر في الشركة المسئولة عن زراعة الورود وتخضير المنطقة ومدى استفادتها المالية من المشروع وهل تستحقه فعلاً أم أنها حصلت عليه بطرق غير مشروعة .. وهكذا

فلكل إنسان صورته الخاصة ( بارادايم خاص به ) يرى به الطريق والورد .. وكل شيء يمر به في الحياة ..

وإذا رأى الإنسان شيئا جديداً فسوف يتعجب ويتوقف .. ولكنه سيبدأ بفتح ملف خاص بهذا الشيء الجديد ومن ثم يكون صورة جديدة حوله ..

البارادايم الايجابي والسلبي

من الضروري أن يستخدم الشخص البارادايم الخاص به بصورة إيجابية وذلك بتغير إطار الإدراك بحيث يجعل إطار إدراكه للأمور دوماً إيجابياً و ذلك سيغير من نظرته للموقف ومن ثم حكمه وتقييمه له وبالتالي سيغير سلوكه فأي حقيقة تواجهنا ليست لها نفس الأهمية كأهمية تصرفنا تجاهها لأن تصرفنا هو الذي يحدد نجاحنا أو فشلنا

وعندما يظن الإنسان أنه لايستطيع القيام بأمر ما فإنه لا يستطيع ذلك حتى لو كان قادراً في الحقيقة على أدائه .. ولذلك فإن نجاح الإنسان أو فشله بحسب نظام تفكيره .. وقد تكون الفرص أمامه ولكنه لا يراها لأنه لم يلبس العدسة المناسبة .. فكم قضى وهم البارادايم على أشخاص وعلى شركات وأسر بل ومجتمعات !!

تقسيم الأشخاص في علم البارادايم


موقف الأشخاص من البارادايم الجديد يكون على احد الصور التالية :

المبدعون – المستشرفون

النمطيون (أعداء التغيير) – آخر من يلحق بالركب

الروّاد – أول من يلحق بالركب

المبدعون Shifters

( خارج منطقة التغطية .. أحيانا )

لا يحبّون النقاش لأنهم يملّونه وليس لديهم تفاصيل وإثباتات وأفضل طريقة للتعامل معهم هي التشجيع وإظهار الإعجاب مع تقديرهم .. كذلك يجب أن يكون الحوار معهم بشكل مرح ومحفز وخال من الاستهزاء واللوم

من جهة أخرى فإن على المبدع أن يبدع في إقناع النمطيون والرواد بإبداعه .. كما فعل أديسون عندما اخترع المصباح الكهربائي إذ سأله صحفي : ماذا لو انطفأ المصباح ؟ فرد أديسون ببساطة إبداعية: نعود إلى الظلام الذي كنا فيه أصلا

النمطيون Settler هم الجدليون ( في الغالب )

يُطيلون الحوار لإثبات خطأ الفكرة الجديدة ( في ضوء أطرهم وأفكارهم القديمة والمُستقرة ) خاصة وأنهم يتقنون عملهم في ضوء البارادايم السائد .. وهم كما يصفهم جول باركر مُصابون بنوع من الشلل الإدراكي الذي يُعيقهم عن رؤية ما هو خارج البارادايم

ولذلك فأفضل طريقة في الحوار معهم هي الإنصات لهم واحترام وجهة نظرهم ثم محاولة تنويع صور عرض البارادايم الجديد لهم ..

وهنا يبرز دور الإبداع في عرض الإبداع .. وكذلك إبراز بعض العبارات الجميلة أمامهم مثل :

العقل مثل الباراشوت .. يعمل بشكل رائع عندما يكون مفتوحاً

الرواد Pioneers هم المحاورون

رواد البارادايم هم الحل فهم الأفضل في الحوار .. ذلك أنهم يتمتعون بمرونة عالية تجاه البارادايم الجديد ( أو ما يخالف ما يرونه ) وهم يتبعون الجديد انطلاقاً من الحدس مع شيء من المعلومات ( الناقصة )

ويحرص الرواد على تحقيق معادلة صعبة هي دعم المبدع وتشجيعه والاستفادة منه .. وعدم خسارة أو فقدان النمطي الذي يملك ملاحظات ومهارات أيضا تثري العمل والمسيرة عندما يقتنع أو يستوعب ما يطرحه المبدع

مقترحات لخلق بارادايم جديد


1- ان تقبل احتمال الخطأ أو عدم صحة رأيك في أي موضوع

2- أن تفكر وفقا لمعايير أو نظم جديدة أو مختلفة

3- راجع منظومة القيم ( عندك )

4- اعرف نمطك في البارادايم

5- اطرح وأنصت للأفكار السخيفة ‘Tom Peter’

6- استمتع بالمرح واستمتع بالخيال

7- نوع ( أو غير ) مصادر معلوماتك

8- جرب أطباقاً جديدة .. مثل من لم يسبق له أن أكل الباذنجان

9- اعرف أن هناك أكثر من إجابة واحدة ( صحيحة ) للسؤال الواحد .. أحيانا على الأقل

10- غيّر نوع مجالسك اطلع على محطات إعلامية لم يسبق لك أن شاهدتها ‘ تلفاز – إذاعة – صحافة ..

11- تفادى التعميم فهو صندوق البارادايم القاتل



قصص مختلفة عن البارادايم






بين دولتين عربيتين توجد ضرائب مرتفعة على اغلب البضائع ففكر أحد الأشخاص ببضاعة ليس عليها ضريبة وهي البرسيم فبدأ يحمل كل يوم برسيم على دباب وينقله للدولة الأخرى ..

وكان يمر من خلال نقطة الجمارك دون أدنى شك فيه واستمر الأمر لمدة طويلة وبعد التحقيق اكتشف انه كان يهرب كل يوم دباب .. هذا الشخص خرج عن حدود البارادايم لرجال الجمارك فلم يتمكنوا من كشفه

————————-

دعي أحد الدكاترة لإلقاء محاضرة في مركز للمدمنين عن أضرار الخمر فأحضر معه حوضان زجاجيان الأول فيه ماء والثاني فيه خمر ووضع دودة في الماء فسبحت ثم وضعها في الخمر فتحللت وذابت حينها نظر الى المدمنين سائلا هل وصلت الرسالة ؟

فكان الجواب نعم .. اللي في بطنه دود يشرب خمر عشان يطيب !!

هذا الدكتور نظر إلى التجربة من خلال بارادايمه ولم يحاول الخروج إلى البارادايم الخاص بالمدمنين

————————-

كان احد السائقين يقود سيارته بهدوء في أحد الطرق المزدوجة والمنحنية وفجأة ظهرت أمامه سيارة في مساره واستطاع أن يتفادها بصعوبة لكن حينما حاذه صاحب السيارة الذي دخل في مساره فتح زجاج السيارة و صرخ بأعلى صوته خنزير !

غضب الرجل من هذه الكلمة ونعت ذلك الرجل بأقبح الصفات وبعد ان تجاوز المنحنى تفاجأ بخنزير ميت في الطريق واصطدم به

بارادا يم هذا الشخص فسر كلمة خنزير انه شتيمة بينما كان الشخص الآخر يقصد بذلك تنبيه الرجل ولكنه لم يستوعب هذه الصورة فكانت النتيجة انه شتم ذلك الرجل واصطدم بذلك الخنزير

————————-

كان هناك شخص اسمه هاري متخصص في فتح الأقفال والخزانات وجاءه موظف من أحد البنوك الانجليزية وتحداه أن يفتح خزانته خلال ساعتين ضحك هاري وقال سأفتحها خلال خمس دقائق .. وبدا هاري في محاولة فتح الخزانة واستغرق ساعتين ولم يفتحها بعد ذلك يئس من فتح الخزانة واستند على باب الخزانة فنفتح الباب .. لأن الباب كان مفتوحاً بالأصل ..

لم يكن في بارادايم هاري احتمال أن الخزانة مفتوحة وهذه نقطة تسمى في علم البارادايم ( العودة إلى الصفر ) حيث أن مهارة هاري تساوت مع مهارة أي طفل في فتح الخزانات المفتوحة فلا تتمحور حول بارادايم ضيق

————————-

تزوج شاب يدعى قيس بن ياسين فتاة اسمها ليلى .. في أحد الأيام أوصل زوجته لزيارة صديقتها وطلب منها أن تدق عليه بيجر إذا انتهت لكي يأخذها
فلما جاء موعد خروجها دقت عليه بيجر لكنه تأخر في الاتصال واتصل بعد ربع ساعة ردت عليه صاحبة البيت
قال : السلام عليكم
قالت : وعليكم السلام
قال : لو سمحتي ممكن اكلم ليلى
قالت : من حضرتك
قال : أنا قيس
فقالت : صاحبة المنزل مباشرة .. ياقليل الأدب
فقال : عفوا أختي أنا قيس بن ياسين زوج ليلى

صاحبة البيت ردت عليه بهذا الأسلوب لان الصورة الموجودة في البارادايم الخاص بها هي صورة الحبيبين قيس وليلى وتوقعت أن هذا المتصل يعبث ويحاول معاكستها

————————-

تمرين

من فضلك .. اكتب رسالة إلى من سكن هذه الأرض قبل ثلاثمائة عام تقريبا .. حدثهم عن الأشياء والأحداث والاختراعات التي لم تكن موجودة في زمانهم :


باعتقادك هل من السهولة أن يتقبلوا هذه الأشياء التي هي خارج البارادايم الخاص بهم ؟!

إذن .. لا تعش في الماضي وفي إطار ضيق واخلق لنفسك بارادايم اكبر وأوسع تستطيع أن تتحكم به
مصالح الشعوب والأمم
مصالح الشعوب والأمم
موقوووووووف

عدد المساهمات : 127
تاريخ التسجيل : 26/10/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

  علم البارادايم paradigm علم لمن لم يسمع عنه من قبل .. Empty ما هو البارادايم؟ وكيف أستفيد منه؟

مُساهمة  مصالح الشعوب والأمم الأحد أكتوبر 26, 2014 5:02 pm

في أحد الجامعات كانت هناك مراقبة تشدد دائماً على إحضار بطاقة الجامعة لكل طالبة، ولا تهتم لأي شيء آخر، فليس مهماً لديها سوى إبراز بطاقة الجامعة للطالبات، وذات يوم، وضعتها لجنة الاختبارات كمراقبة على قاعة اختبار، فكانت لا تنتبه لوجه الطالبة، فقط يهمها إبراز البطاقة، وكانت إحدى الطالبات قد نسيت بطاقتها، فأخذت بطاقة ثانية لصديقة لم تدخل الاختبار، وأبرزتها فدخلت الامتحان، لأن المراقبة من بارادايمها كانت تراقب البطاقة فقط دون تفاصيل.

انتهت القصة.

هذه القصة تجعلنا نتأمل، وتحدث لنا بأشكال مختلفة، عن المنطلق الذي تصرفت بناءاً عليه المراقبة، وتصرفت أيضاً بناء على منطلق مختلف الطالبة.

نحن نعرف الغضب الذي يعترينا كبشر، ونعرف الإحباط، نعرف النجاح والفشل، ولكن هذا (المنظور الخاص) لا نعرفه تماماً، لكن العلم كشفه وتعمق فيه ودرسه، وأصبح علماً قائماً بذاته يسمى: ( البارادايم-   Paradigm).

اعرف أكثر

كان هناك سجين محكومٌ بالإعدام عند الملك لويس في فرنسا، فجاءه الملك وقال له: إن في الزنزانة مخرج، لو استطعت أن تكتشفه، سأطلق سراحك..وخرج وتركه..

فبدأ السجين في البحث يمنة ويسرة، جرب النوافذ، ففتحها ووجد السراديب فمشى حتى آخرها، ولكنه لم يجد شيئاً، حتى انقضى اليوم وانهكه التعب فسقط يائساً، ولما بزغ الفجر جاء إليه الملك وصرخ: هل لازلت موجوداً! لماذا لم تخرج!

فقال السجين: لقد تلاعبت بي، ولا يوجد مخرج، فضحك الملك وقال: لقد تركت الباب مفتوحاً لك عند خروجي !

فهذا السجين ضيّع فرصة عظيمة بسبب حكمه من خلال البارادايم الخاص به.

ولعل هذه الأمثلة والقصص أوضحت الفكرة شيئاً ما..

ماهو البارادايم؟ (Paradigm ) ؟

مصطلح البارادايم، مصطلح علمي، يعني بالعربية الانطباع أو المنظور، أو المنطلق للرؤية والحكم.

ويمكن تعريف البارادايم بأنه نظارة العقل .. أو هو نظام التفكير عند الإنسان والعدسات التي يرى من خلالها الحياة

ويشمل البارادايم مجموع ما لدى الإنسان و ما كونه من خبرات ومعلومات ومكتسبات ومعتقدات وأنظمة وثقافة وأشياء مرت به في حياته.

مهمة البارادايم هي  رسم الحدود التي يسير داخلها الإنسان وتحديد تصرفه في المواقف المختلفة.

كيف يتكوّن البارادايم؟

الطاولة الخشبية، يراها الطالب مقعد دراسة، يراها النجار ينقصها تعديل أو تلميع، يراها الرجل مكاناً لمدّ قدميه والمرأة مكاناً لوضع الزينة، الطاولة واحدة، لكن النظرة تختلف، فأنت كلما رأيت شيئاً جديداً في الحياة ستتوقف وتنظر إليه، وهذا يعني أنه سينفتح له ملف خاص في عقلك، ويبدأ عقلك بتكوين بارادايم خاص بهذا الشيء.

ومن أروع هبات الله لنا أن هيأ عقولنا للتحكم بهذا البارادايم أو المنظور، فلو كان بارادايمك سلبي ستنظر للأمور أنها صعبة، ومعقدة، وأن المهمات تفشل، والأحلام لا تتحقق.

أما إن بدأت بتغيير النظرة، سيتغير تبعاً لذلك البارادايم ويتشكل ملف جديد في عقلك للشيء، ألسنا دائماً نسمع التعبير المجازي: " كأنني أرى الشيء لأول مرة في حياتي!".

التفكير خارج الصندوق

هناك تشبيه بسيط للنموذج الفكري - الباراديم - بصندوق، وذلك في العبارة الشائعة (التفكير خارج الصندوق) حيث يماثل التفكير داخل الصندوق العلم المعتاد ، وخارج الصندوق هو التفكير المبتكر، والذي يوصلك لهذا المستوى من التميز هو أن تكسر البارادايم السلبي لديك وتستبدله بإيجابي.

لنتأمل مثلاً بعض الكلمات التي قد تعني في مجتمعنا شيئاً وقد تعني في مجتمعات عربية شيئاً آخر! مثل كلمة (نيسان) التي هي في الخليج ربما ماركة لسيارات معروفة! بينما في الشام هو شهر من الشهور، مثلاً نحن نقول (دولاب) لخزانة الملابس وأهل الشام يقولون دولاب لإطار السيارة وهكذا في الكلمات والعادات والتقاليد وطريقة المصافحة والأكل... الخ

إن ادراكنا لهذه الاختلافات في الكلمات والتفكير والعادات بين الناس ثم تراجعنا عنها في نفس اللحظة أو قبلها يدلنا أن تغيير البارادايم والمنظور الخاص بكل شخص ليس أمراً صعباً ولا مستحيلاً.

أريد تغيير بارادايمي !

فكّر أن كل ما يدور في عقلك يحتمل الخطأ والصواب، تحت أي موضوع أو فكرة.
يمكنك قياس بارادايمك من خلال معرفة نمط شخصيتك، وبواسطة القراءة في أنواع الشخصيات وتصنيفها، وأيضاً قراءة تمارين الشخصيات وتجريبها.
جرّب أن تفكر وفق معايير لست أنت من وضعها، فكّر كيف يفكر السياسي؟ كيف يفكر العاطل؟ كيف يفكر الجائع؟ كيف يفكر الغير مسلم؟ وهكذا..
راجع بين الفينة والأخرى قيمك، ومبادئك، ومدى التزامك بها من عدمه، وكن صريحاً مع نفسك.
إن دارت في ذهنك بعض الأفكار التي تعتبرها سخيفة أو تافهة، كالتفكير بمن أين تجيء بعض الأشياء التي تستعملها، وهل للحيوانات مشاعر، وهل تكبر الجمادات؟ فأنصت لأفكارك واسترسل معها، فهي في النهاية مجرد خواطر.
جرب أماكن جديدة لم تزرها، وأطباقاً جديدة لم تتذوقها من قبل، مثل أن تأكل فاكهة لم تعرف طعمها من قبل.
استمتع بخيالك، وببعض أحلام اليقظة كما كنت عندما كنت طفلاً.
غيّر مصادر معلوماتك، فرغم الثورة الرقمية والانترنت، لا تستغنِ عن تصفح أرشيف مجلة قديمة، أو مقابلة أشخاص جدد، وتذكر دائماً كيف أن القدماء يبذلون جهوداً خارقة للحصول على المعلومات قدر استطاعك تفادى التعميم، الذي يعتبر لغة سهلة، لكنها ليست دقيقة، فالتعميم يعطل البارادايم الخاص بك ويجمده في نقطة الصفر، كما يقول علماء البارادايم.
حاور أطفالاً صغاراً وشيوخاً كباراً، وضع نفسك في موضعهم، تنبه للغة خطابك، وابتعد عن استصغار الآخرين أو التذاكي عليهم.
 غير الطريق الذي تسلكه دائماً، والطعام الذي تطلبه دائماً، والأماكن التي تزورها، وابدأ من اليوم.

إضاءة:

يقول المفكر والكاتب هيرمان هسّه: " نحن دائماً نبحث عمّن يفهمنا، ولكن.. هل فهمنا أنفسنا؟"

مصالح الشعوب والأمم
مصالح الشعوب والأمم
موقوووووووف

عدد المساهمات : 127
تاريخ التسجيل : 26/10/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

  علم البارادايم paradigm علم لمن لم يسمع عنه من قبل .. Empty البارادايم…نظارة العقل و إستراتيجية التعامل المربحة

مُساهمة  مصالح الشعوب والأمم الأحد أكتوبر 26, 2014 5:14 pm

قبل شرح معنى الكلمة و تبيان الفائدة أريد أن أقول أنك قد تعرف مسبقا الخطوط العريضة لفكرة البارادايام و قد تكون ذكرتها أو مارستها حقيقة أو مجازا في حياتك من قبل. و هذا طبيعي، لأنها ليست شئ جديد مُخترَع و إنما تعبير لوصف واقع مُكتشَف. المطلوب منك بعد أن تعرف معنى الباراديام هو أن تحسن التعاطي مع واقع حياتك و أن تتعامل مع أمورك بطريقة أكثر تحكما و فعالية. و لو تخيلت معي أن تصرفاتك و إنفعالاتك و أعصابك هي كتلة محسوسة تستطيع مسكها بيدك و دفعها في طريق ما ليس له جوانب أو حدود، فبمعرفتك ببعض المهارات و بتحكمك بمشاعرك و عواطفك تستطيع أن تجعل هذه الكتلة المحسوسة متزنة دائما لا تتمايل في طريقها أو تخرج عن الخط المستقيم و تكون الحالة الدائمة فيه (روقان) و (رزانة) و (هدوء) و (إطمئنان). فِهمك للبارادايام و إعتبارك له هو أحد هذه المهارات المهمة جدا، فما هو الباراديام؟؟



البارادايم هو مجموعة المكتسبات و المعلومات و الخبرات و الإعتقادات و الانظمة التى كونها الإنسان في عقله من خلال معاصرته لها و هي التى ترسم حدود تصرفاته في مختلف المواقف. أحد أكثر الأمثلة الشائعة له هو سوء الفهم الذي يحصل بين شخصين من ثقافتين مختلفتين. قصة قيس الذي تزوج ليلى من القصص المعروفة  التى توضح الصورة. تزوج قيس بن عبود بفتاة إسمها ليلى جميل. ذهبت ليلى لزيارة زميلاتها و حين أتى وقت عودتها في أخر الليل أتصل قيس على الهاتف و سألته سيدة المنزل من أنت؟ فقال لها أنا قيس. قالت له: ماذا تريد؟ قال: أريد ليلى! بالطبع، بعدما قالت له: ياقليل الأدب! قفلت الهاتف في وجهه. فسيدة المنزل هنا تملك بارادايام مختلف تماما عن ما يملكه قيس المتصل و هو أن صورة قيس و ليلى لديها هما الحبيبان الأسطوريان و ليس أشخاص عاديين جدا.

و لو ذهبت  أنت و أصدقائك الى شاطئ البحر المكتظ بالناس تجد أحدكم يفكر في جودة رمال الشاطئ للعب الكرة الشاطئية بينما أخر يفكر في كمية الصيد الموجودة في هذا البحر و قد ينظر بعضكم الى الناس و يفكر لماذا المكان مزدحم بينما أخر ينظر الى الناس و يفكر في علاقة الإنسان بالبحر و مدى إستغلاله للطبيعية و إستجمامه بها. فتجد أن كل شخص ينظر الى نفس النطاق المحدد و لكن يفكر بطريقة مختلفة خاصة به.

و قد يطلق على البارادايام نظارة العقل لأنها الطريقة أو الفلتر الذي ننظر عن طريقه الى مختلف المواقف. و هو في الحقيقة في تغيير مستمر لأنه يتغذى على المواقف و الخبرات التى نمر بها. لذا يختلفون البشر في تعاملهم مع نفس الشئ و يحدث التوتر الذي تحدثت عنه في مقال سابق. و هذا الإختلاف يكون نسبي في العادة و أحيانا كلي. و كما هو كأس الماء الممتلئ نصفه بالتمام، قد يقول أحدهم أنه فارغ و أخر يقول ملئان.

الشاهد من هذا الحديث، كيف تستفيد أنت من هذا الموضوع؟ في الحقيقة موضوع البارادايم قابل للجر على العديد من مهارات التفكير المختلفة التى و على الرغم من بساطتها قد تقلب حياتك شكلا و معنى. فأكثر خلافات الأزواج و مشاجرات الأصدقاء و الجدران المسدودة في إجتماعات الأعمال، و حديث الأبناء لأولياء أمورهم يكون العائق فيه إختلاف البارادايم، فالطرفين بقدرة عقلية متقاربة و يتناقشون على موقف واحد محدد و بيّن ثم لسبب ما يختلفون، حتى يستغرب احدهم، لماذا لا يرى الأخر المنطق الواضح؟؟

لذا (الحل الأول) كل ماعليك هو أن تكون مستعد لتغيير عدستك! أو نظارتك في حال إحتجت الى ذلك أو (الحل الثاني) إقناع الطرف الأخر بتغيير عدسته البارادايميه!

يقسمون الناس في تعاملهم مع البارادايام الى مبدعون، و نمطيون، و رواد. كل له طريقته و أسلوبه تجاه القائم لديه و الجديد من البارادايام.

حيث يقوم المبدعون بالتنقل بين البارادايمات بسهولة بدون نقاشات كثيرة، طريقتهم مرحة و الواقع و التحفيز و التجربة تثيرهم. يحتاجون للدعم و إحترام فكرتهم و التفاعل المستمر المتبادل.
أما النمطيون فهم أهل الكلام و النقاشات الطويلة الجدلية هدفهم في الغالب إثبات خطأ الفكرة الجديدة. يصف وضعهم أحد العلماء بما يسمى بالشلل الإداراكي فهم ليسوا (عبيطين) بالنية و الإصرار و إنما يعانون من صعوبة حقيقة في فهم و إستيعاب الجديد. لذا أفضل طريقة معهم هي الإنصات حتى تكسب ثقتهم ثم تعرض لهم فكرتك بأكثر من طريقة حتى توافق أحد زوايا بارادايمهم.
أما الرواد، فهم الأفضل في الحوار أصحاب المرونة العالية و التقبل الواضح لأفكار غيرهم لإمتلاكهم الحدس . يحسنون التعامل مع المبدع و النمطي و ينجحون في ذلك دائما.
تغيير عدستك البارادايميه هو بمعنى أخر إستعدادك الشخصي لتكوين بارادايم جديد و هذا بالطبع يتطلب شجاعة و إرادة، إذ أن الإنسان يتمسك دائما بما يعتقد أنه يعرف و يرفض التغيير بجهله و رغبته في الأمان. و حتى تزيد قدرتك من الإستعداد الشخصي (لتغيير عدستك) و تكوين البارادايم الجديد:

حاول تقبل الإنتقاد و الخطأ فيما تقوم به، لا تغيير مبادئك و لكن راجع أسلوب تفكيرك و زاوية نظرك للأمور و حاول تغييرها دائما مع المقارنة المستمرة بينها و بين أساليبك القديمة.
تأكد أن أغلب الأسئلة لها أكثر من إجابة صحيحة. و رأي الناس مهما شذ بالنسبة لك، فله شرعية و سبب يجب إحترامه، أنت فقط الذي قد لا يراه أو يدركه بسهولة.
لا تحكم على الناس أو الأحداث بسهولة و إستعجال و تذكر أن كل واحد يقوم بتصرفاته بناء على بارادايمه. تجنب التعميم و لا تعتقد أن أغلب الناس أغبياء و أنت الذكي أو العكس.
غير مجلسك و قناتك في التفاز، غير كل شي عادي في حياتك، واجه نفسك، و تعلم مهارة التحدث مع ناس يختلفون عنك عمراً و فكراً، لا تكن شخص عادي جدا Typical  و تتمسك “بعاديتك” بقوة و كأنها ستجعلك أكثر سعادة أو نجاحاً.
تعرف على المحيطين بك و حاول معرفة أي نوع من الأشخاص هم  (و لا تنسى تحديد نوعك أنت) و خذ هذا دائما في الإعتبار. احترم الفروقات بينك و بين غيرك و تعلم إدراك ذلك و إنعكاساته على تصرفات الناس.
حين تفعل هذه الأمور ستجد نفسك أكثر قدرة على التعامل مع ما حولك بهدوء و سلاسة، ستكون أكثر الأحداث إزعاجا في العادة، مجرد موضوع بسيط تستطيع تفهمه و التعامل معه بدون أن يضايقك. و هذا من اجمل ماقد تلاحظ حين تراعي البارادايم.

من قيم الإسلام المعروفه الصفح و العذر و العفو و هي جميعها أفعال نبيلة حث عليها الدين لفائدتها الناس و أثرها الطيب، و حين تنظر الى إختلاف تصرفات الناس و إختلاف البارادايمات و إختلاف فهمهم و إدراكهم تجد أنه لابد في بعض المواقف من الصفح و العذر و العفو…

ذكرت كلمة (تبينوا) في القران العديد من المرات و هي من بيان الشئ قبل الحكم و يقصد بها التأني و التأكد من الخبر و الثبت منه. و هذا الدرس يفيد بعدم الإستعجال في إطلاق الأحكام و قد يستلزم عليك أن تنظر في ظروف من يأتيك و محيط تفكيره و واقع موقفه و قصته، و قد يستلزم عليك أن تتخيل ذلك و تتصوره أو حتى تدرس إثباتاته و معطياته، حتى تستطيع أن تصنع لنفسك فهماً مناسباً و إدراكاً جيداً يمكنك من إتخاذ قرار أو إطلاق حكم.

قال ابن سيرين: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد له عذرا فقل لعل له عذرا. أنظر الى كلمة (لعل) و ما قدر الأدب و الفن في التعامل في نظر ابن سيرين و تقدير أمور الغير فيها.

و معروف نص (التمس لأخيك المسلم 70 عذرا) ( و هذا ليس بحديث) و إنما من الأدب و الاخلاق الحسنة التى و كأنها تقول لك أنتبه! فأخوك يملك بارادايم أخر مختلف عنك، لا تنسى أن تعذره و تتفهم وضعه فهو لا يرى الأمور كما تراها أنت و بالتالي لا يستطيع الحكم عليها بنفس الطريقة.

روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: (لا تظن بكلمة صدرت من أخيك شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً) يعني عمر رضي الله عنه، حتى لو إحتمال واحد فقط، فقط إحتمال واحد، أجعله لأخيك و أصدق ذلك مع نفسك. و هذا عكس سوء الظن و من أقوى درجات التفاؤل و فيه تتجلى حكمة الشخص و سعة عقله و إداركه.

نختتم بقول الشافعي:

سامح صديقك إن زلت به قدم ***  فليس يسلم إنسان من الزلل
مصالح الشعوب والأمم
مصالح الشعوب والأمم
موقوووووووف

عدد المساهمات : 127
تاريخ التسجيل : 26/10/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى