ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)

اذهب الى الأسفل

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا) Empty حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)

مُساهمة  أحمد محمد الأربعاء فبراير 11, 2015 3:19 pm

1

إذا كانت سُنن الشورى والمُلك هي أهم وأقوى ما يأسر أو يحرر المجتمعات والأفراد ، وإذا كانت تلك السُنن قد شهدت نقلة كبرى منذ شيوع تطورات العصر الحديث وظهور الثقافة الديمقراطية التي أطلقت قوة دفع باتجاه الإصلاح السياسي ، وذلك في مقابل الثقافة الشمولية التي أطلقت قوة دفع جديدة باتجاه حكم الدبابة ، فما هي أهم متطلبات التأسيس للانتقال من سُنن المُلك إلى سُنن الشورى ؟!.

لا شك أن المتطلبات كثيرة ، إلا أن أهمها – في تقديرنا – هو إعادة تشكيل الوعي والمواقف ضد المُلك المسلح أو حكم السيف والدبابة ، ليس فقط لأنه يجسد أسوأ صور المُلك ، بل أيضاً لأن ذلك هو المدخل الضروري للتحرر من أسر ثقافة المُلك ، فمرحلة التغلُّب في مواجهة الأمة أو المجتمع هي المرحلة الفاصلة بين فرص الشورى والمُلك المستقر . وإذا ضاعت فرصة الدفع باتجاه حكم الشورى دخل الناس تحت أسر قوانين المُلك ، وقد لا تتوفر لهم فرصة مماثلة إلا بعد قـرون عديدة .

هناك فتنة تسمى فتنة السفياني ، ولكن أخبارها وردت في أحاديث مرفوعة أو موقوفة . وأكثر ما ورد بشأنها نقله نعيم بن حماد في كتاب الفتن ، وكذلك أبو عمرو الداني ، كما أورد الحاكم في مستدركه بعض الأحاديث ، وورد ذكـر الفتنة في بعض كتب التفسير ، كتفسير القرطبي وتفسير الطبري . هذا عند أهل السنة ، أما لدى الشيعة فأحاديث السفياني كثيرة وواسعة القبول والشيوع .

ومقدماً ، يتعين الإقرار بأن أحاديث الفتن تثير الكثير من التحفظات ، إما لوجـود الحوافظ اللغوية التي تحد من إمكانية قبولها وبالتالي شيوعها ، أو لما تحمله من إيحاءات ودلالات سياسية أو مكانية تحكم فرص قبولها وشيوعها المختلف والمتفاوت بين الناس ، أو بحكم كثرة تفاصيلها وقلة متواترها وعامِّها ، أو بحكم كثرة مخاطر التأويل ومحاذير تنزيل الأخبار على الأشخاص والأحداث .

هذا من جانب ، ومن جانب آخر فإن أخبار فتنة السفياني على وجه الخصوص تعد أنموذجاً للأخبار التي يمكن أن تحيط بها الموانع والعوائق من جانب والإغراءات والدوافع من جانب آخر ، فهي ذات إيحاءات ودلالات سياسية وطائفية صادمة عند البعض وجاذبة عند آخرين . ولعل كتاب الفتن لنعيم بن حماد يعد أنموذجاً لما تثيره أخبار فتنة السفياني من تحفظات وما يواجه قبولها وشيوعها من عوائق سياسية وطائفية ، فهو كتاب فريد في جمعه لأخبار الفتن ، وصاحبه أحد شيوخ البخاري ومشهود له بالتقى والورع ، وأنه ثقة في نفسه ، غير أنه - كما قيل - كثير الخطأ والوهم ، خصوصاً وأن الأحاديث المرفوعة والموقوفة تحتمل إعادة التصوير والاجتزاء والتقديم والتأخير والتأويل والخلط والوهم واحتمالات الوضع . ولذلك ظلت أخبار السفياني في كتابه فريدة واستثنائية .  

ومرة أخرى ، لا بد من التمييز بين حكم المجموعات المسلحة أو حكام السيف والدبابة في مواجهة المجتمع وبين سائر أنماط المُلك ، فالقتال في مواجهة الأمة أو المجتمع هو أكبر وأخطر جريمة ضد الوعي والقيم والحاضر والمستقبل . وكما أوضحنا فإن مرحلة فرض السيف في بداية عهد بني أمية ومرحلة الثورات العربية الحديثة لا تشبهان غيرهما من زاوية فرص التصحيح ومستوى إجرام أهل السيف والدبابة . ولنتذكر هنا أن الاستبداد السياسي خلال مرحلة فرض السيف في عهد بني أمية بلغ حداً يقال فيه " من قال لي اتق الله ضربت عنقه " أو النهي عن ذكر سيرة عمر لأنها مفسدة للرعية أو التطوع بتقديم الفتاوى حول عدم خضوع الحكام للحساب . وهذه ليست إلا نماذج تنبئ عن بعض جوانب الثقافة السياسية الحاكمة خلال أواخر القرن الأول الهجري .

هذا الجو السياسي لا بد أن ينعكس على الثقافة الدينية ويقسمها طائفياً . وكلما استمر واتسع فسيتجذر ويتطور الانقسام الطائفي ويمتلئ بالانحرافات الجمعية ، فالثقافة الطائفية المؤيدة أو الخاضعة ستخفف انحرافات المُلك وتضعف الحواجز والفواصل ضده وتبني الحواجز والفواصل ضد المخالفين الطائفيين الذين لم يبدأ اختلافهم إلا لأسباب سياسية ، والثقافة الطائفية المعارضة ستلجأ إلى الانغلاق وبناء الحواجز والفواصل ضد أهل المُلك ثم ضد كل ما يرتبط بهم وينتمي إليهم ، وسيصل الأمر إلى كبار أهل القيم ، فالنظرة الطائفية غير مؤسسة على القيم الجمعية ، بل مضادة لها .

وكلما امتد المُلك وتجذر فإنه يصنع أو يغذي الفواصل والحواجز و " الحدود النارية " بين فئات الأمة وينقل معاركها وصراعاتها وانقساماتها إلى شؤونها العقائدية لا إلى الشؤون السياسية المؤممة . ومن هنا سبب كثرة وضخامة الحديث عن الفرق العقائدية والغياب عن المشتركات معهم وتضخيم الاختلافات في مقابل ندرة الحديث عن الفرق القيمية وتضخيم المشتركات معهم وتقليل أو تغييب الاختلافات عنهم ، مثل فرق المستبدين والسفاحين والطغاة والدمويين والظلمة والفاسدين والمترفين . بل إن بعض هؤلاء قد يكونون من الرموز المبجلة عند بعض الفرق . فما هو أثر ذلك على الأحاديث والمرويات ذات العلاقة المباشرة بالثقافة السياسية الحاكمة ، خصوصاً وأن تلك الأحاديث والمرويات لم تجمع وتصنف على النحو الشائع في عصرنا إلا في القرن الثالث الهجري ؟!. أي بعد أن اتسع وتجذر الانقسام الطائفي وأعاد تشكيل الآراء والمواقف والأولويات والذاكرة والوجدان وأنشأ سياقات مختلفة للموضوعات القابلة للشيوع والتداول والجديرة بالاهتمام والتركيز أو الحذر والتحوط وأعاد تشكيل مكانة الأشخاص ومصداقيتهم ومعايير موضوعيتهم .

أحمد محمد
اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال

عدد المساهمات : 203
تاريخ التسجيل : 01/04/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا) Empty رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)

مُساهمة  أحمد محمد الأربعاء فبراير 11, 2015 3:26 pm

2

في أحاديث السفياني على وجه الخصوص لا بد من أخذ البيئة السياسية والطائفية بعين الاعتبار ، فالروايات والأحاديث المتعلقة بالشأن السياسي تنتقل تلقائياً تحت حكم السيف إلى دائرة غير المفكر فيه أو تحضر تفسيراتها غير السياسية أو تحاط بضغوط المصلحة والفتنة وما إليها . ولعله يكفي النظر إلى أوضح الأحاديث المتعلقة بالشأن السياسي ، مثل حديث الأمر بالعض على سنن الخلفاء بالنواجذ والتحذير الشديد من محدثات الأمور بعدهم ، فهذا الحديث شديد الحضور والشيوع ، ولكن تفسيره السياسي غائب . وبالمثل فإن الأحاديث المتعلقة بنقض عروة الحكم وهلاك الأمة ثابتة وموثقة ، ولكنها تفسر من داخل ثقافة المُلك ، لأن سُننه تأسر الأمة . وبالتالي ، فليس غريباً أن تكون الأحاديث الواردة بشأن فتنة السفياني بمستوى كبير من التفاوت بين السنة والشيعة . وإذا أراد المرء أن يقدم جديداً حول تلك الأحاديث فإن معضلة الحواجز السياسية والطائفية المتراكمة عبر القرون ستواجهه وتملأ طريقه بالعوائق وتهز مصداقية بحثه لدى أي قارئ يقف عند المعايير الطائفية التي تحكم على أحاديث السفياني بالضعف أو الوضع . ومهما حاول أن يعيد دراسة تلك الأحاديث فإنه لن يجد سوى الحصيلة الشائعة ، ولن يكون بوسعه سوى اللجوء إلى المعايير المتباينة أو المتفاوتة لقبول الأحاديث أو رفضها . وإن لجأ إلى إحداها فلن يخرج من دائرة الرؤى الشائعة . وفي مواجهة هذه الصعوبات فإن الباحث إما أن يتوقف عن البحث وتبقى الإفرازات والتداعيات السلبية التي يثيرها تلك الأحاديث بين وقت وآخر ، أو أن يجتهد في الاحتكام إلى معيار إضافي يناسب هذا النوع من النبوءات ويسمح بإعادة اختبار المعايير الطائفية .

ترى ، ما هو المعيار الإضافي الذي يمكن اللجوء إليه في مثل هذه النبوءات ؟.


إنه معيار التحقق الفعلي على أرض الواقع ، فكل النبوءات التي أسهمت العوامل البشرية في تفاوت درجة شيوعها وقبولها يمكن إعادة قياس مدى ثبوتها وصحتها عبر بوابة التحقق الفعلي . وهذا المعيار لا يمكن تطبيقه إلا بعد أن تتجسد النبوءات وتتحقق على أرض الواقع .

وفي تقديرنا فإن هذا هو الشأن والمنهج الصحيح في كل النبوءات التي تأثر جمع أخبارها بالعوامل السياسية والطائفية وانفتحت أبواب تأويلها ، فتحققها يعد كافياً وحاسماً في إثبات صحتها ، حتى ولو ظهر من مقاييس الصحة النظرية التي اجتهدت فئة من البشر في تطبيقها فيما سبق أن الأحاديث ضعيفة أو موضوعة . ذلك أن الغيب من اختصاص الله وحـده ، وتفاصيل النبوءات التي تصدقها الأحداث لا يمكن أن تكون مختلقة ، فالرواة لا يمكنهم اختراق حُجُب الغيب ، خصوصاً إذا كانت الروايات متعددة الطرق ومتناثرة الجزئيات .


وعلى الرغم مما قد يتبادر إلى الذهن من أن معيار التحقق الفعلي قد يؤدي إلى الحكم بوضع الكثير من الأحاديث الصحيحة فإن العكس هو الصحيح ، فالكثير من الأحاديث التي كان يحكم عليها بالضعف أو الوضع ستنتقل إلى دائرة الصحة . وهذا يدل على مدى تأثير الأبعاد السياسية والطائفية في صياغة وتشكيل المواقف من بعض الأحاديث .


والواقع أن أحاديث النبوءات على وجه الخصوص تحمل مقومات إعادة التحقق منها وإعادة الحكم على المعايير السابقة بشأنها ، لأنها تتحدث عن المستقبل الذي لا يمكن اكتشاف أحداثه مسبقاً . وبالتالي فإن الأخبار الصحيحة ستجد المستقبل بانتظارها حتى ولو ظن أهل الماضي أنها غير صحيحة ، والأخبار الموضوعة لن تجد صورة مستقبلية تؤكد صحتها . ولعل هذا من أهم الأسباب التي تفسر كثرة أحاديث الآحاد في أخبار المستقبل ، فكأن الزمان سيحمل ما يستدعي إعادة الفهم والبحث والتأمل والتدقيق كلما ظهرت العلاقة بين أحداث جديدة وأخبار مسبقة .


لن نوثق أحاديث السفياني ، فهي كثيرة جداً ومتنوعة ، وتتفاوت الأحكام عليها إلى أقصى الحدود . ومن ثم فإن ما سنطرحه لن يتجاوز فتح الأبواب التي تسمح بإعادة فهمها وضبطها وتمييز صحيحها عبر بوابة التحقق الفعلي . وأهم ما سيسمح بذلك هو تحديد موضوعها ، فالموضوع سيحيل إلى صورة الواقع ، فإن ثبت من المعطيات الواقعية أن مدلولات الأخبار متحققة ومعاشة فلن يكون بالإمكان تفسيرها إلا من بوابة الوحي . أما المعايير النظرية المخالفة فيمكن تفسيرها حينئذ في ضوء العوامل السياسية والطائفية التي صاحبت جمع الأحاديث وحكمت فرص قبولها أو شيوعها . كما أن الوجود المشترك في المصادر الطائفية المتباينة سيكون كاشفاً عن جانب من المشترك الديني الذي تأثر بالانحراف السياسي ثم الانقسام والتباعد الطائفي المتعاظم عبر الزمن .

أحمد محمد
اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال

عدد المساهمات : 203
تاريخ التسجيل : 01/04/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا) Empty رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)

مُساهمة  أحمد محمد الأربعاء فبراير 11, 2015 3:30 pm

3

من هنا فإن التأويل الذي سنقدمه موجه إلى الشيعة في المقام الأول ، ثم إلى من لديهم الاستعداد لمراجعة المعايير الطائفية للصحة ، فمعيار التحقق الفعلي يسمح بإعادة اكتشاف المشترك الذي أثرت عليه التطورات والملابسات المختلفة عبر الزمن . وإذا أمكن تقديم تأويل يسمح بتفسير الصورة الإجمالية ويحيل إلى صورة واقعية مجسدة لها فإن الصورة الواقعية ستكون بمثابة مفتاح نحو إعادة فهم التفاصيل والتثبت من صحتها في ضوء التفسير الإجمالي الذي يفترض أنه أحال إلى صورة متحققة أو معاشة . وقد يتم الوقوع في الكثير من الأخطاء على مستوى التفاصيل ، ولكن المعيار الأهم هو المعنى العام ، فإذا فتح ذلك المعنى آفاق تأويل أكبر قدر ممكن من التفاصيل فإنه يمكن معالجة الأخطاء ، ولو على نحو تدريجي وتراكمي . كما أن صحة المعنى العام ستفتح أبواب تطوير التأويل ، وقد يتم اكتشاف بعض التفاصيل والجوانب الجديدة إلى أن تصل الأحداث إلى منتهاها . فما هو المعنى العام أو التفسير الإجمالي الذي يمكن تقديمه حول شخصية السفياني ؟.

لعل من المناسب البدء بتقديم خلاصة للصورة الإجمالية العامة الواردة بشأن تلك الفتنة ، فالسفياني حاكم يظهر من دمشق ، عامة من يتبعـه من كلب ، يواجه قيس ويهزمها ، يقوم بأعمال دموية مروعة في الشام والعراق والحجاز . يواجه أهل خراسان وأهل الرايات السود في آخر الزمان ثم يواجه المهدي .

لننظر إلى المفاتيح التي يمكن أن تسهل مهمة الفهم . ولعل أول المفاتيح التي يمكن الاسترشاد بها هو مفتاح أهمية الشخصيات أو الأحداث إلى الحد الذي اقتضى الإخبار عنها مسبقاً .

إن أخبار الفتن لا تلقي الأضواء على الأحداث الهامشية أو المكررة أو الاعتيادية ، بل تتناول الأحداث الفارقة والشخصيات الاستثنائية التي تثير الانقسام الشديد أو اللبس والخلط الواسع على مستوى الأمة . وبما أن شخصية السفياني هي شخصية حاكم فإن الإخبار عنه يدل على أن الدور الذي سيقوم به والأثر الذي سيحدثه على مستوى الأمة سيكون أكبر وأوسع من كل الحكام الذين ظهروا عبر التاريخ دون أن يرد ذكرهم في الأحاديث النبوية . وقد يظن البعض أن ذكر شخصية السفياني لا ينبع من أهميتها وضخامة الدور الذي ستلعبه على مستوى الأمة ، بل ينبع من الدور الذي سيقوم به صاحبها في مواجهة المهدي . وهذا – في تقديرنا – ظن غير صحيح ، فالمواجهة مع المهدي لا تمثل سوى الفصل الأخير والنهائي في شخصية السفياني ، أما جوهر قصته ومعظم فصول فتنته فتحدث كلها قبل ذلك الفصل الأخير . ومن هنا استحقت شخصيته الإخبار المسبق عنها واستحقت وصف الفتنة الذي ينصرف إلى الأفكار أو الأوضاع التي تحدث انقساماً شديداً أو خلطاً واسعاً على مستوى الأمة .

وهكذا فإن المفتاح الأول الذي ينبغي الاسترشاد به هو مفتاح أهمية شخصية السفياني وضخامة دوره في إحداث الانقسام أو الخلط . أما المفتاح الثاني والأهم فهو مفتاح الحوافظ اللغوية وضرورتها واتساعها في أي تصوير للفتن التي تشتمل على سلسلة من الأحداث والأوضاع الممتدة . وبسبب وجود تلك الحوافظ فإن رحلة العلم الدقيق بمدلولاتها لا تبدأ قبل تحقق معظم الأحداث وبدء انكسار حالة استحكام الفتنة ، فهذا هو ما يبقي حالة الفتنة التي تتجسد من خلال الخلط واللبس أو الانقسام . ولولا ذلك لكانت أخبار الفتن بمثابة آيات ودلائل تخر لها الأعناق منذ البداية وتشهد بصدق النبوة وتجهض موضوع الفتنة وتهدم منطقه بمجرد بدء الأحداث .

وإذا طبقنا هذا المنهج على ما ورد بشأن شخصية السفياني وفتنته فإن ذلك يقتضي أن الناس لن يعرفوا السفياني منذ البداية ، ولن يتحققوا من مدلولات ما ورد بشأنه إلا بعد استحكام فتنته ووصولها إلى أواخر مراحلها . هذه الفرضية تسمح بأحد احتمالين : إما أن شخصية السفياني لم تظهر بعد ، وحين تظهر لن يعرفها الناس إلا بعد استحكام الفتنة ووصولها إلى أواخر مراحلها . وإما أن شخصية السفياني قد ظهرت بالفعل ، ولكن تصويرها مليء بالحوافظ اللغوية التي تحول دون اكتشاف سلسلة الأحداث منذ البداية ، وبذلك تمنع إجهاض وهدم معنى ومضمون الفتنة التي تتضمن بالضرورة قدراً كبيراً من الالتباس والانقسام والتجاذب وبقاء النصوص الكاشفة عن حالة الفتنة ضمن دلالاتها الظنية الخافتة ، وتمنع مصادمة منطق الاختبار والامتحان الذي يقتضي إتاحة الفرصة للمواقف الحرة والتلقائية وعدم دفعها باتجاه الانتهازية والتصنع المسبق .

لننظر أولاً إلى الاحتمال الأول ، وهو أن شخصية السفياني لم تظهر بعد ، وستظهر من دمشق . فهل هذا الاحتمال وارد ؟.

قد يكون وارداً من الناحية النظرية ، ولكننا بمجرد أن ندقق النظر فيه سنجد أنه لن يحدث إلا بعودة بعض معطيات التاريخ على نحو تعود معه مكانة بني سفيان وقوتهم العائلية والتركيبة السياسية والاجتماعية والمعطيات المحلية والإقليمية والدولية التي تسمح بعودة العراق والحجاز ليكونا تحت سلطة حاكم سفياني يظهر من دمشق . ومهما ظن البعض بأن هذا الاحتمال ممكن ، فإننا نعتقد أنه غير وارد ، فالانتماءات العائلية العربية لم تعد بثقلها وملامحها وبنيتها التاريخية ، خصوصاً العائلة الأموية التي تعرضت في أوائل عهد بني العباس إلى أكبر عملية تصفية طالت حتى الموتى في قبورهم . كما أن الأوضاع والمعطيات المحلية والإقليمية والدولية لم تعد تسمح بهذا الاحتمال . وحتى لو كان وارداً فإن دلالات الأخبار الواردة بشأن الفتنة ستُكتشف منذ الوهلة الأولى أو بمجرد بدء الأحداث ، وسيتحول الموضوع من فتنة تضطرب فيها الأمة إلى آيات وعلامات تسترشد بها وتجد صورتها المسبقة في أحاديث الرسول على نحو لا مكان فيه للانقسام الواسع أو اللبس الشديد على مستوى الأمة بأسرها .

أحمد محمد
اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال

عدد المساهمات : 203
تاريخ التسجيل : 01/04/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا) Empty رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)

مُساهمة  أحمد محمد الأربعاء فبراير 11, 2015 3:37 pm

4

وإذا كان احتمال ظهور حاكم سفياني من دمشق في المستقبل ليحكم الشام والعراق والحجاز ثم لا يتم اكتشاف مدلولات الأخبار الواردة بشأنه حتى أواخر فتنته لم يعد وارداً بحكم كل الاعتبارات التاريخية والواقعية التي أشرنا إليها ، وبحكم مخالفة ذلك الظهور لمعنى ومضمون الفتنة ومخالفة المعاني المباشرة للمنهج المطرد في تصوير أحوال الفتن ، فإنه لم يبق سوى الاحتمال الثاني ، وهو أن تكون شخصية السفياني قد ظهرت بالفعل ، ولكن تصويرها مليء بالحوافظ اللغوية التي تمنع اكتشاف سلسلة الأحداث منذ البداية . فهل ظهرت شخصية السفياني بالفعل ؟!.

هنا ينبغي أن نعيد تأمل دلالات الألفاظ ، وفي مقدمتها وصف ذلك الحاكم بأنه سفياني . هل المقصود من هذا الوصف هو التعريف بالنسب العائلي أم أن المقصود هو التعريف بنمط الحكم ؟!.

إذا قلنا بأن المقصود هو التعريف بالنسب العائلي فإن هذا سيعيدنا إلى الاحتمال الأول بكل موانعه التاريخية والواقعية وبكل مخالفته لمعنى ومضمون الفتنة وللمنهج المطرد في تصوير أحوال الفتن . وإذا قلنا بأن المقصود هو التعريف بنمط الحكم فسيقودنا ذلك إلى صورة المُلك . وهنا سنكون أمام صورة ممتدة من أوائل عهد الدولة الأموية إلى وقتنا الراهن . فهل هذه الصورة هي المقصودة ؟!.

كلا ، فالمُلك شهد إفرازات مضيئة خلال الكثير من مراحل التاريخ ، ولم يكن بالإمكان العودة إلى الشورى بعد أن ترسخ المُلك إلا بنقلة واسعة على طريق الوعي والقيم وتحرير الناس من أسر ثقافاتهم وانتماءاتهم الفئوية . وهذا جهد جماعي وتراكمي بعيد المدى ، ويحمل أبعاداً قدرية واسعة ، والله لا يكلف نفساً إلا وسعها ، وسقف المسؤولية إنما يتحدد بحسب القدرة والاستطاعة . وبالتالي فإن من الصعب القول بأن نبوءة السفياني تنطبق على صورة المُلك عبر كل مراحله . ولكن ، ماذا لو نظرنا فقط إلى المُلك المسلح أو التغلُّب ؟!.

هنا أيضاً سنجد سيرورة المُلك . وطالما أن سقف المُلك هو الحاكم والمتاح فإنه يصعب القول بوجود خيار عملي ممكن غير المُلك الذي هو أفضل – بالتأكيد – من الفوضى والحروب الأهلية . فماذا لو لم يقم المُلك المسلح أو التغلُّب في مواجهة حكم مشابه أو في مواجهة الفوضى والحروب الأهلية ، بل في مواجهة الأمة أو المجتمع ، كأن تكون الولاية للأمة أو أن الفرص لا زالت ممكنة لتحقيق ذلك ثم يفرض عليها حكم السيف أو الدبابة ، أو أن يشيع قبول حاكم بين معظم الناس ثم تخرج إحدى العائلات أو العصابات السياسية لانتزاع الحكم ، أو أن تحدث حالة استفاقة واسعة لدى الأمة رفضاً للاستبداد وبحثاً عن الحرية والعدالة فيواجهها حاكم بالسيف أو الدبابة . هنا لن يكون المُلك في مواجهة مثله أو أسوأ منه ، بل سيكون في مواجهة الأمة أو المجتمع ، وذلك لاستعبادها وإزهاق فرص الإصلاح الباقية أو إطفاء جذوتها المشتعلة . وهذه – في تقديرنا – هي صورة السفياني الذي وردت الأخبار بشأن فتنته .

أحمد محمد
اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال

عدد المساهمات : 203
تاريخ التسجيل : 01/04/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا) Empty رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)

مُساهمة  أحمد محمد الأربعاء فبراير 11, 2015 4:02 pm

5

لننظر إلى حالة حكام مثل يزيد ومروان بن الحكم وابنه عبدالملك . هل يوجد ما يجمعهم ويميزهم عن غيرهم من الحكام الأمويين وغير الأمويين ؟!.

نعم ، وهو تجسيد صورة الحكام المقاتلين في مواجهة الأمة ، وبصورة تتخطى كل الروادع والاعتبارات الإيمانية والأخلاقية أو تتضمن التعدي على أعظم الرموز وأقدس الأماكن ، فالأول حمل السيف في مواجهة خيار الأمة بدءاً بالحسين وأهل بيته وانتهاء بأهل المدينة ومكة ، والثاني سعى إلى استعادة " ميراث العائلة " بالسيف ، وذلك في مواجهة حكم ممتد إلى معظم الأمة بغير السيف ، والثالث استكمل المهمة وتجرأ على أقدس الأماكن وواجه خيار الأمة في مكة والعراق وسلط عليهم بعض شرار الأمة . فكأن الثلاثة قدموا الصورة السلبية القصوى للمُلك ( المُلك المسلح في مواجهة الأمة أو المجتمع ) .

هذه الصورة تجمعهم وتميزهم عن غيرهم ، فهناك أولاً حالة فرض لحكم السيف ، وهناك حضور للأمة أو لإرادتها ، ثم هناك المستوى العالي من الدموية والوحشية وهدم مختلف القيود والروادع . وقد أعادت هذه الأبعاد تشكيل وعي الأمة وفقهها السياسي وعلاقتها بالقيم والفضائل الجمعية وحـدود طموحاتها وآمالها على نحو شديد السوء ، وهي صورة لم يظهر ما يشبهها إلا في زمن الثورات العربية ، وبدءاً من المكان ذاته الذي حكموا منه ، وهو الشام .

إنها أولاً صورة النظام الحاكم ، فهناك مجموعة مسلحة قابضة على الحكم ، وهناك حضور للمجتمع أو لإرادته ضمن امتدادات موجة الثورات العربية ، وهناك المستوى العالي من الدموية والوحشية وهدم القيود والروادع لمدة تزيد على ثلاثة أعوام ، خصوصاً وأن الحاكم الجديد يعيش في العصر الحديث الذي يتميز بوجود الأسلحة الفتاكة ذات الأثر الجماعي المدمر ، ويتميز أيضاً بالتطور الكبير الذي شهده الوعي السياسي حول الحقوق ومهام الجيوش وروادع الرأي العام وتطورات الإعلام التي لم تعد تسمح بالكثير من الذرائع والتبريرات القديمة ، كصعوبة العلم أو المتابعة . غير أن صورة السفياني اتسعت منذ دخول المجموعات المسلحة المقاتلة إلى جانب النظام ، فقد أصبحت جزءاً من شخصية السفياني ، ثم إلى المجموعات المسلحة التي انتقلت من الدفاع عن الشعب إلى إقامة الحكم بقوة السلاح ، فهي أيضاً انتقلت إلى تجسيد صورة السفياني ، ثم إلى الأطراف الملكية المشاركة في الحلف الذي تشكل بذريعة مواجهة الإرهاب تحت قيادة أبرز المحتلين ، فقد انتقلت أيضاً إلى تجسيد دور الحكام المحاربين للأمة ، وليس من ضمن أهدافهم تحرير الشعوب بل استعبادها ووأد ثوراتها . وبالطبع ، فالصورة ستبدو شديدة الاختلاف من زاوية الشعارات والمرجعيات ، ولكنها شديدة التشابه من زاوية العلاقة بالقيم والعلاقة بالمجتمع أو الأمة . وإذا أسقط المرء الشعارات العلمانية والقومية لدى المجموعة المسلحة الحاكمة لسوريا منذ أكثر من أربعة عقود ، وشعارات الحسين ونصرة المستضعفين لدى المجموعات المسلحة المقاتلة مع النظام ، وشعارات الشريعة والخلافة لدى المجموعات المسلحة التي انتقلت إلى قتال الشعب وإقامة الحكم بقوة السلاح ، وشعار محاربة الإرهاب لدى الأطراف الملكية المشاركة في الحلف الذي تشكل بذريعة مواجهة الإرهاب ، فإنه لن يجد سوى صورة عصرية ليزيد ومروان وعبدالملك .

إذا جمعنا الصورة الممتدة للحكام المقاتلين للأمة أو المجتمع فسنجدها صورة سياسية نوعية شديدة التشابه فيما بينها وشديدة الاختلاف عن غيرها . وإذا أردنا وضعها ضمن صورة واحدة لا تسمح للسابقين ولا للمعاصرين باكتشافها قبل اكتمال تحققها أو وصولها إلى أواخر مراحلها ، فإنه ينبغي وضع الصورة النوعية داخل إطار موحد وملئه بالحوافظ اللغوية التي لا يمكن تأويلها بدقة وفهم مختلف دلالاتها إلا عند النهايات ، بحيث يكون التأويل وسيلة لإعادة تشكيل الآراء والمواقف في مواجهة حكم السيف والدبابة .

لنحاول أولاً تحديد أهم متطلبات تشكيل صورة رمزية موحدة تجمع الحكام المقاتلين للأمة أو المجتمع وتكون غير قابلة للاكتشاف الدقيق إلا عند النهايات .

ينبغي أولاً إسقاط فواصل الزمان والمكان ، ثم إعادة انتقاء الأحداث على نحو يسمح بالاقتراب من الصورة الحقيقية إلى أقصى درجة ممكنة ، ولكن دون إتاحة فرص اكتشافها والتحقق منها إلا عند النهايات . وهذه المهمة تقتضي تكثيف الحوافظ اللغوية ، خصوصاً في الجوانب التي يسهل اكتشافها إذا تم استخدام التعبيرات المباشرة .

أحمد محمد
اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال

عدد المساهمات : 203
تاريخ التسجيل : 01/04/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا) Empty رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)

مُساهمة  أحمد محمد الأربعاء فبراير 11, 2015 4:12 pm

6

هناك شخصية نوعية واحدة هي شخصية الحاكم المقاتل للأمة أو المجتمع ( وهذا ينطبق على كل الذين يقاتلون من ذات الموقع ) . غير أن النماذج المجسدة لتلك الشخصية يمكن أن تتعدد وتمتد ، مثلما هو الحال قديماً بالنسبة ليزيد ومروان وعبدالملك ، ومثلما هو الحال حديثاً بالنسبة لبشار والمجموعات المسلحة المقاتلة معه والمجموعات المسلحة التي انتقلت من الدفاع عن الشعب إلى إقامة الحكم والأطراف الملكية المشاركة في التحالف الذي تشكل بذريعة محاربة الإرهاب ، فالقضية هي استخدام السيف أو الدبابة في مواجهة المجتمع ، ويمكن أن تظهر شخصيات جديدة ضمن هذا المسار في المستقبل القريب .

ومما يدل على تعدد التطبيقات أن الروايات تتحدث عن أكثر من سفياني ، فهناك من يسمى عثمـان بن عنبسة ، وهناك من يوصف بأنه " السفياني الثاني " ، وهناك من يسمى عبدالله . كما أن بعض الروايات تتحدث عن أموي أو مرواني خارج إطار شخصية السفياني . فكأن السفياني الذي تتحدث عنه النبوءة ليس كل حاكم ينتمي إلى بني أمية ، بل كل حاكم يخوض قتالاً في مواجهة الأمة أو المجتمع ، فتلك هي أسـوأ مراحل المُلك وأشدها إضراراً بالأمة . ومما يؤكد هذا المعنى أيضاً أن صورة الأحداث تبدو شديدة التباعد زمنياً ، فبعضها لا يمكن فهمه أو تصوره إلا في إطار بيئة الحكم الأمـوي التاريخية ، وبعضها يعود إلى آخر الزمان حيث المواجهات مع أهل الرايات السود ومع المهدي . ولو تأملنا كافة مفاتيح الفهم التي تم عرضها فسنجد أنها تقود باتجاه صورة الحاكم المقاتل للأمة أو المجتمع ، فهناك أولاً مفتاح الأهمية الذي يدل على أن شخصية السفياني تتجاوز في أهميتها وتأثيرها أي دور فردي لحاكم وحيد ، وهناك مفتاح الحوافظ اللغوية التي تمنع اكتشاف سلسلة الأحداث منذ البداية وتنتقي الصورة الأشد انحرافاً والأكثر سلبية ، وهناك مفتاح الأوضاع التاريخية والتطورات المحلية والإقليمية والدولية التي تمنع المعنى الفردي المباشر لشخصية السفياني . كل هذه المفاتيح تنقلنا إلى الصورة الجمعية الموحدة للحكام المقاتلين للأمة أو المجتمع منذ عهد السفيانيين الأوائل إلى أن تستعيد الأمة ولايتها على الشأن السياسي .

الآن ، كيف يمكن التحقق من صحة التأويل الذي سيتم طرحه ، خصوصاً وأن جزءاً من الصورة لا يزال في علم الغيب ولا يمكن تأويله ؟!.

بأن يتم اختبار مدى تطابق التأويل مع الأحداث التي يفترض أنها تحققت قديماً ، ثم مدى تطابقه مع الأحداث التي يفترض أنها تتحقق حالياً . وبما أن أبواب التأويل لا تنفتح إلا إذا وصلت الفتن إلى أواخر أحداثها أو أشد مراحل استحكامها ، فإنه يفترض أيضاً أن تكون الأحداث المستقبلية قليلة ، وأن تحدث ضمن مسار انقشاع حالة الفتنة أو الخروج منها ، وأن يحمل التأويل المطروح مفاتيح تسمح بتحسين مستوى المعرفة الجزئية والنسبية بشأن تلك الأخبار .

لنبدأ أولاً بما يرتبط بالصورة الجمعية للحكام المقاتلين للأمة أو المجتمع ، فقد ورد في بعض الروايات وصف السفياني بأنه وحش الوجه ضخم الجثة وفي عينيه كسل وفي وجهه آثار الجدري . وفي تقديرنا فإنه بقدر استيعاب منهج تصوير أحوال الفتن التي تشتمل على سلسلة ممتدة من الأحداث والأوضاع وتتضمن بالضرورة قدراً واسعاً من الحوافظ اللغوية التي لا تسمح بفهم الدلالات إلا عند النهايات ، فإنه يمكن فهم الأوصاف المشار إليها في سياق الدلالة على الصورة الجمعية للحكام المقاتلين للأمة أو المجتمع لا في سياق الدلالة على حاكم بعينه . ورغم أن الأوصاف المشار إليها تحتمل تفسيرات متعددة ، فإنها جميعاً تعكس معنى وملامح حكم السيف والدبابة في مواجهة الأمة أو المجتمع ، فالوحشية واضحة الدلالة ، وضخامة الجثة قد تعني طول مدة ظهور حكم السيف والدبابة ، وكسل العينين قد تعني الرؤية القاصرة وقد تعني الضعف في أخـذ الدروس والعبر وقد تعني الاستعلاء والاستخفاف بالأمة ، وآثار الجدري قد تعني كثرة العيوب الظاهرة والواضحة وقد تعني كثرة الضربات والصدمات . وفي كل الأحوال فإنه لا ينبغي أن يغيب عن الأذهان أن الأخبار معدة لأغراض الفهم المؤجل الذي يقتضي تكثيف الحوافظ اللغوية كلما تعلق الأمر بجوانب يسهل اكتشافها إذا ضعفت الحوافظ .

في ضوء متطلبات التصوير المجازي المسبق للصورة الأرضية التي كانت غيبية وكان مقصوداً أن تظل محجوبة عن العلم البشري الدقيق حتى أواخر مراحلها ، نستطيع أن نعيد تأمل وفهم الأحاديث الواردة بشأن فتنة السفياني التي أصبحت مدلولاتها – بحسب فهمنا – متحققة ومتجسدة . ولنبدأ بالصورة الإجمالية الواردة في الروايـات ، فالسفياني – كما سبق أن ذكرنا - يظهر من دمشق ، عامة من يتبعه من كلب ، يواجه قيس ويهزمها ، يقوم بأعمال دموية مروعة في الشام والعراق والحجاز . يواجه أهل الرايات السود في آخر الزمان ثم يواجه المهدي .

أحمد محمد
اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال

عدد المساهمات : 203
تاريخ التسجيل : 01/04/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا) Empty رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)

مُساهمة  أحمد محمد الأربعاء فبراير 11, 2015 4:21 pm

7

وإذا نظرنا إلى ما يسبق المواجهات الأخيرة للسفياني مع أهل الرايات السود ومع المهدي ، فإننا لن نجد في بقية الصورة سوى مجموعة من الأضواء الكاشفة عن حكم السيف خلال مرحلة فرضه في عهد يزيد ثم استعادته في عهد مروان بن الحكم ثم تثبيته في عهد عبدالملك . ومن هنـا أتى ذكر قبيلة كلب ، حيث ورد أن عامة من يتبع السفياني هم من تلك القبيلة .


وبحسب الواقع التاريخي فقد كانت قبيلة كلب أقوى قبيلة في العصر الأموي ، وقد ازدادت صلتها بمعاوية منذ ولايته على الشام ، وتزوج ابنة أحد أشهر زعمائها ، ورزق منها بابنه يزيد . وقد ورد في بعض الروايات أن أخوال السفياني من كلب .

وفي المقابل ورد ذكر قيس كرمز لبعض القبائل التي يهزمها السفياني . وخلال العهد الأموي وقعت إحدى أبرز المعارك الفاصلة في التاريخ الأموي ، بل في كل تاريخ المُلك ، وهي معركة مرج راهط بين الأمويين ومعهم القبائل اليمانية وبين القيسيين الذين كانوا يدافعون عن ولاية عبدالله بن الزبير الذي اختارته معظم الأمة وقدمت له بيعتها وامتد حكمه إلى معظم الأمصار بما في ذلك معظم مناطق الشام ذاتها ، وذلك بعد أن تخلى معاوية بن يزيد عن الحكم ورفض استخلاف أخيه أو أحد أقاربه ، وبذلك قطع حكم السيف وعرضه للزوال ، ولكن كبار بني أمية اجتمعوا واختاروا مروان بن الحكم ، فسعى لاستعادة الحكم الأمـوي بالسيف وواجه القبائل القيسية التي كانت قد أعطت بيعتها لعبدالله بن الزبير وانتصر عليها في معركة مرج راهط وأعاد تأسيس الحكم الأموي .

في بعض الروايات تم وصف السفياني بأنه " ابن آكلة الأكباد " . أي أنه من نسل هند بنت عتبة . وهذا يعد دليلاً إضافياً حول شخصية السفياني التاريخية التي تمتد جذورها إلى بدايات العهد الأموي .

في بعض الروايات ورد أن اسمه عثمان بن عنبسة . ومثل هذا التحديد المباشر لا بد أن يكون مليئاً بالحوافظ اللغوية .

ولو تأملنا أهم سمات الحكام المقاتلين للأمة أو المجتمع فسنجد أنهما وجود العائلة أو العصابة أو الطائفة المحرضة للحاكم المقاتل أو الملتفة حوله ، والعنف أو الوحشية في مواجهة الأمة أو المجتمع . وعنبسة من أسماء الأسد ، وهو يعكس معنى العنف والوحشية . والعنابس من قريش أولاد أمية بن عبد شمس الستة : حـرب وأبو حرب وسفيان وأبو سفيان وعمرو وأبو عمرو . أما اسم عثمان فيعني فرخ الثعبان وفرخ الحية ، وهو يعكس معنى الانتماء إلى عائلة أو عصابة أو طائفة ملتفة حول الحاكم المقاتل .


في بعض الروايات أشير إلى مرور جيش السفياني بالمدينة واستحلالها ثلاثة أيام ، وقتل الكثير من الرجال واستهداف الأنصار وبني هاشم . وقد وردت عبارات رمزية كثيرة تدل على هذا المعنى . وهذا هو ما حدث في عهد يزيد ، فقد استبيحت المدينة ثلاثة أيام وقام الجيش بارتكاب مجازر مروعة وجرائم كبرى في مواجهة بقايا الصحابة والتابعين .

ولعل مما قد يثير اللبس أن بعض الأحاديث تشير إلى وقائع متفرقة قد تجمع أحياناً بين أحداث تعود إلى العهد الأموي وأخرى تتصل بآخر الزمان حيث المواجهات مع المهدي . وطالما أن الأحاديث تتناول موضوعاً واحداً فإن مثل هذه اللقطات المتفرقة تعد واردة ومقبولة ، خصوصاً في إطار هذا النوع من النبوءات التي تتناول بعض الأحداث المتناثرة عبر قرون عديدة وفي إطار تصوير الفتن ، حيث تزداد وتتسع دواعي حجب الصورة الفعلية إلى أن تكتمل الصورة الواقعية أو تصل الفتنة إلى أواخر مراحل استحكامها . واستحلال المدينة حدث في عهد يزيد ، ووقوع بعض الأحداث الأخرى في آخر الزمان قد يحدث خلال مرحلة ظهور المهدي ، وقد تكون المدينة بمعناها المعهود أو بمعنى آخر يجسد مدلولاتها . والإشارة إلى بني هاشم أو إلى آل محمد - بمعنى الأتباع إلى قيام الساعة - أو الأنصار أو قيس في مقابل كلب لا يصح فهمها خارج دلالتها الرمزية المعبرة عن المنحازين إلى الأمة والمقاومين لأهل السيف . وقد كان أنصار علي والحسين في موقع المنحازين إلى الأمة والمقاومين لأهل السيف وقد كان أنصار علي والحسين في موقع المنحازين إلى الأمة والمقاومين لأهل السيف قبل الانفصال عن القيم وعن غالبية الأمة . ومن ثم فقد انتقلت الدلالة في زمن الثورات العربية إلى المنحازين للشعوب والمقاومين لأهل الدبابة .

في بعض الروايات هناك إشارة إلى تجهيز جيشين إلى المشرق والمدينة . والمدينة قد تطلق ويراد بها مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد تطلق ويراد بها دلالتها الرمزية على الحجاز ، مثلما تطلق الكوفة ويراد بها ذات المدينة وتطلق ويراد بها الدلالة الرمزية على العراق .


وبالفعل فقد جهز مروان بن الحكم جيشين أحدهما لإخضاع العراق والآخر لإخضاع الحجاز ، ولكن الجيش الأخير فشل وحال موت مروان دون نجاح الجيش الأول . وقد تم استكمال المهمة في عهد ابنه عبدالملك . غير أنه سبق ذلك ثورة المختار الثقفي الذي طارد قاتلي الحسين وقتلهم وجهز جيشاً لقتال والي الأمويين فهزمه وقتله . وهناك روايات تشير إلى خروج راية من الكوفة ضد السفيانيين فيقتلونهم فلا يفلت منهم إلا مُخبر ويستنقذون ما بأيديهم من السبي والغنائم .

أحمد محمد
اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال

عدد المساهمات : 203
تاريخ التسجيل : 01/04/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا) Empty رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)

مُساهمة  أحمد محمد الأربعاء فبراير 11, 2015 9:03 pm

8

هناك أخبار كثيرة عما سيحل بشيعة آل البيت في العراق . وجزء كبير من هذه الصورة – في تقديرنا – حدث تاريخياً في زمن عبيد الله بن زياد ، ثم في زمن الحجاج على وجه الخصوص ، فهو من أكثر الفصول دموية وقهراً عبر التاريخ . وهناك روايات تدل على أن الجيش الذي سيتجه نحو الحجاز سيخرج من الكوفة . وهذا أيضاً هو ما حدث في زمن عبدالملك .

وبما أن صورة السفياني ممتدة ، فإن دلالات الأخبار عما سيحل بشيعة آل البيت ينبغي أن تفهم في إطار الصورة الممتدة ، وفي إطار الهوية القيمية لشيعة آل البيت كمدافعين عن القيم ضد أهل السيف . وقد تتغير المواقع بين وقت وآخر وبين مجتمع وآخر مهما بقيت الشعارات ثابتة ، فالشيعي المعاصر قد يكون في موقع شيعة آل البيت الأوائل ، وقد يكون في موقع السفياني ، وذلك بحسب طبيعة العلاقة بالقيم وبالمجتمع . وذات الأمر بالنسبة للسنِّي المعاصر الذي قد يدافع عن الشعوب وقد يجسد أسوأ صور المُلك المسلح .

لننتقل إلى العصر الحديث ، وإلى الشـام أيضاً ، حيث مدلولات الكثير من أخبار السفياني فيما نعتقد ، نظراً لأنها شهدت أشد وأقسى نماذج الحكام المقاتلين للمجتمع ، وذلك منذ اندلاع الثورة السورية في منطقة درعا ، حيث يوجد وادي اليابس ، ثم اتسع القتال في مواجهة المجتمع إلى المجموعات المسلحة المقاتلة مع النظام ثم إلى المجموعات المسلحة الرافعة لراية الدفاع عن الشعب أو رايات الشريعة والخلافة ولكنها انحرفت إلى إقامة الحكم بقوة السلاح ثم إلى الأطراف الملكية المشاركة في الحلف الذي تشكل بذريعة الحرب على الإرهاب .

لنبدأ أولاً برئيس المجموعة المسلحة الحاكمة ، فقد ورد في بعض الروايات أن السفياني يقبل من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب . ومثل هذا الخبر لا بد أن يكون شديد الرمزية . والحاكم المقاتل في الشام استدعي من الغرب بعد وفاة أخيه ، ونظام حكمه يحرص على الادعاء بأنه علماني ، وحين ازدادت الأخطار عليه ادعى أنه قلعة العلمانية الأخيرة في المنطقة . وقد يشكل على ذلك ما ورد في بعض الروايات من أن " به أثر العبادة " ، حيث ورد أنه " دقيق الساعدين والساقين طويل العنق شديد الصفرة به أثر العبادة " . غير أن جملة " به أثر العبادة " قد يكون المقصود منها أن ثقافة عبادة الفرد أو الحاكم التي تم تأسيسها وترسيخها طوال عهد الأب ستكون ذات تأثير عليه .

واللافت أن دلالة اسم " عثمان بن عنبسة " تنطبق على السفياني الجديد ، ليس فقط من خلال المعنى العام ، بل أيضاً من خلال المعنى الخاص ، فعنبسة من أسماء الأسد ، وعثمان تعني الفرخ أو الإبن ، فهو ابن الأسد . ومنذ بداية عهد الأب تم تشكيل ائتلاف من سبعة أحزاب باسم " الجبهة الوطنية التقدمية " التي يفترض أنها أعلى هيئة سياسية في البلاد ، إلا أنها في الواقع كانت شكلاً لتجميل صورة النظام وتوطيد الحكم الفردي عبر السيطرة على الأحزاب . وقد ورد في بعض الروايات أن السفياني يخرج في سبعة نفر مع رجل منهم لواء معقود .

في بعض الروايات أشير إلى فتنة أولها لعب الصبيان كلما سكنت من جانب طمت من جانب . وقد بدأت الثورة السورية بعد التنكيل بصبيان درعا الذين كتبوا على الجدران عبارات مستوحاة من أجواء الثورات العربية .

في بعض الروايات ورد أن السفياني يخـرج من وادي اليابس ( منطقة درعا ) في رايـات حمر ( أي رايات دموية قتالية ) ويظهر على الكور الخمس ( مناطق سوريا ) . أي أن صورة الحاكم المقاتل الدموية تبدأ من درعا وتمتد إلى كل سوريا .

هناك روايات تشير إلى وجود ثلاث قصبات بيده لا يقرع بهن أحداً إلا مات ، وأنه يسير بين يديه الرعب ثلاثين ميلاً ، ويقتل من عصاه وينشرهم بالمناشير ويطبخهم بالقدور ويبقر بطون النساء ويغلي الأطفال في المراجل . وهذا – في تقديرنا – تصوير لما سيحدث نتيجة استخدام أسلحة الحرب الحديثة ضد الناس ، مثل الطائرات والدبابات والمدافع التي تنشر الرعب أمامها عشرات الأميال . ومثل هذه الصورة لم تحدث على أيدي السفيانيين الأوائل ، فقد كانت أسلحة الحرب بدائية وذات أثر فردي ، كما أن الحروب كانت موجهة ضد مصادر تهديد محدودة . أما في عهد السفياني الجديد فالأسلحة أصبحت مختلفة وذات تدمير جماعي ، كما أنها استخدمت ضد ثورة شعبية عامة لمدة تزيد على ثلاثة أعوام وألجأتها إلى السلاح بعد تمسكها الشديد بالسلمية في مواجهة أشد صور عنف وإرهاب الدولة من أول يوم . فضلاً عن أنه ينبغي فهم صورة " القصبات الثلاث " في ضوء اتساع شخصية السفياني ، فالمجموعات المسلحة الخارجية التي قاتلت مع النظام كانت شريكة في حروبه ، بل ربما فاقته وأعادت إليه قوته بعد أن كاد يفقدها . كما أن المجموعات المسلحة التي انتقلت من الدفاع عن الشعب إلى إقامة الحكم أصبحت جزءاً من شخصية السفياني وخرجت تماماً من عالم الثورة والنصرة . والأطراف الملكية المشاركة في الحلف الذي تشكل بذريعة محاربة الإرهاب انتقلت إلى الدور الحربي أو القتالي في مواجهة الشعوب وتحت قيادة أبرز المحتلين .

أحمد محمد
اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال

عدد المساهمات : 203
تاريخ التسجيل : 01/04/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا) Empty رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)

مُساهمة  أحمد محمد الأربعاء فبراير 11, 2015 9:32 pm

9

لننظر إلى ما ورد بشأن المجموعات المسلحة التي أصبحت جزءاً من شخصية السفياني . هناك روايات كثيرة عن الرايات السود التي تقبل من المشرق ، والرايات الصفر التي تقبل من المغرب . والرايات السود هي الرايات القتالية ، وقد كان لها أكثر من خروج ، فقد أقبلت من المشرق في أواخر عهد بني أمية وقضت على الحكم الأموي ، وأقبلت أيضاً بعد تحرير أفغانستان من الاحتلال السوفيتي وحضور القوات الغربية إلى الجزيرة والخليج واحتلال أفغانستان ثم العراق ، وأقبلت أخيراً بعد تصاعد دموية النظام السوري ضد شعبه . أما الرايات الصفر فكان لها خروج قديم من قبل المغرب أثناء تأسيس الدولة الفاطمية الشيعية ، وكثيراً ما يشار إليهم بالبربر . ومرد ذلك أن الدولة الفاطمية تأسست بجيوش قبيلة كتامة البربرية . غير أن للرايات الصفر ظهور حديث من المغرب أيضاً ، ولكن المغرب هنا هو مغرب المنطقة التي يظهر عليها السفياني ( غربي سوريا ) ، حيث ورد في بعض الروايات أن رجفـة ستقع في الشام ( صدامات مسلحة ) يقتـل فيها أكثر من مائة ألف ، وتشهد دخول أصحاب البراذين الشهب المحذوفة ( وسائل الركوب شهباء الألوان وبدون آذان ، وهذا تشبيه للمركبات القتالية ) والرايات الصفر من قبل المغرب ( مغرب منطقة الرجفة حيث يوجد حزب الله ) .

في بعض الروايات ورد أن خروج السفياني سيكون في شهر رجب ، وفي بعض الروايات ورد أنه إذا دخل العراق من المغرب فستكون تلك إمارته . وفي تقديرنا فإن هذه الروايات تحدد علامات ومواقيت اتساع شخصية السفياني إلى المجموعات المقاتلة مع النظام ، ثم إلى المجموعات التي انحرفت عن النصرة . ولنبدأ بخروج السفياني في شهر رجب .

في شهر رجب دخل أصحاب البراذين الشهب والرايات الصفر من المغرب إلى منطقة الرجفة للقتال مع الحاكم المحارب لشعبه ، حيث بدأت معركة القصير في أوائل شهر رجب 1434هـ ( مايو 2013م ) وأحدثت انقلاباً في الموازين وأعادت قوة النظام . وقد وردت أخبار متنوعة عما سيحل بأهل حمص من البلاء على أيدي أهل الرايات الصفر ، وأخبار كثيرة عن شدة البـلاء الذي سيحل بالناس عند التقاء الرايات السود والرايات الصفر بسرة الشام .

في بعض الروايات ورد ذكر العديد من الرايات التي يواجهها السفياني ، ومن ذلك رايات الأصهب ( يطلق هذا الوصف على من في شعر رأسه حمرة أو شقرة أو ما خالط بياضه حمرة . والصهب هم الروم وغيرهم من الشقر والحمر ) ، والأبقـع ( يطلق هذا الوصف على عدة معان من أبرزها متعدد الألوان ) ، وأن السفياني ينتصر عليهما . ولو تأملنا حال الثورة السورية بعد استعادة النظام لقوته وصعود الأبعاد الطائفية فسنجد أن ذلك أضعف التأثير العلماني والتأثير الثوري . وراية الأصهب – في تقديرنا – ترمز إلى البعد العلماني . أما راية الأبقع فترمز – في تقديرنا – إلى البعد الثوري ، فكأن المجموعات الملتزمة بغاية الثورة من خلال نصرة الشعب تمثل جماهير الشعب المتنوعة والمتعددة والمختلفة . وقد ورد في بعض الروايات أن " مادة الأبقع تأتي من مصر " ، وقد كانت الثورة المصرية قوية التأثير على المحيط العربي ، وخصوصاً في سوريا .

هناك روايات عن خسف بقرية بدمشق ( ويمكن أن يكون ضرب منطقة الغوطة بالأسلحة الكيميائية هو المقصود ) وسقوط طائفة من غربي مسجدها أو من حائـط مسجدها الغربي ( ويمكن أن يكون سقوط يبرود هو المقصود . ورغم أنها تقع إلى الشمال من مدينة دمشق ، إلا أنها من أهم معابر جبـال القلمون التي تفصل بين دمشق ولبنان ، وبسقوطها تمت استعادة ذلك الفاصـل أو الحائط الغربي ) .

لننتقل إلى دخول السفياني من المغرب إلى أرض العراق ، وبدء إمارته ، فقد روي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال " إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأرض ، فلا تحركوا أيديكم ولا أرجلكم ، ثم يظهر قوم ضعفاء لا يُؤبه لهم ، قلوبهم كزبر الحديد ، هم أصحاب الدولة ، لا يفون بعهد ولا ميثاق ، يدعون إلى الحق وليسوا من أهله ، أسماؤهم الكنى ، ونسبتهم القرى ، وشعورهم مرخاة كشعور النساء ، حتى يختلفوا فيما بينهم ، ثم يؤتي الله الحق من يشاء ".

بإعلان " الخلافة " في بداية شهر رمضان 1435هـ ( يونيو 2014م ) أصبح تنظيم الدولة جزءاً من شخصية السفياني . وقد روي عن حذيفة أنه قال " إذا دخـل السفياني أرض مصرٍ ( بلد من البلدان )  ، قام فيها أربعة أشهر ، يقتل ويسبي أهلها ، فيومئذ تقوم النائحات ، باكية تبكي على استحلال فروجها ، وباكية تبكي على ذلها بعد عزها ، وباكية تبكي شوقاً إلى قبورها " . وقد استقطب تنظيم الدولة كل فقه العنف والتكفير والاستباحة على نحو لا يكاد يوجد له نظير . وبحسب فهمنا فقد تبدلت هذه الصورة بعد أربعة أشهر من بدئها ، لأنه حينئذ تشكل الحلف الجديد الرافع لشعارات الحرب على الإرهاب وبدأت الحرب ضد تنظيم الدولة من حيث الشعارات ولكنها ضد كل الأطراف المدافعة عن الشعوب وغير الشريكة في الحلف أو غير الملتحقة به ولصالح النظام السوري والمجموعات المقاتلة معه ولصالح المشروع الطائفي في العراق والدول الراعية له ، ولم يعد تنظيم الدولة في موقعه الذي كان عليه قبل بدء حملة الحلف ، بل أصبح بين موقع الخروج والجهاد ، وانتقلت صفة السفياني إلى الأطراف الملكية المشاركة في الحلف ، فقد أصبحت في موضع الحكام المحاربين أو المقاتلين ، ليس من أجل حرية الشعوب ، بل من أجل وأد ثوراتها تحت قيادة أبرز المحتلين . أما تنظيم الدولة ففقد – بحسب فهمنا – صفة السفياني واكتسب صفة الخوارج بقدر بقائه ضمن دائرة التكفير والعنف أو صفة الجهاد بقدر البعد عن التكفير والمُلك .


* ورد هذا المعنى للمصر – في تقديرنا – في حديث آخر ، حيث روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " سيكون من بني أمية رجل أخنس بمصر يلي سلطاناً يغلب على سلطانه أو ينزع منه فيفر إلى الروم فيأتي بالروم إلى أهل الإسلام ، فذلك أول الملاحم ". رواه نعيم بن حماد والمتقي الهندي وابن عساكر وغيرهم . وهذا الحديث – بحسب فهمنا – ينبئ عن أحداث غزو الكويت واستدعاء القوات الغربية لإعادتها . وفي تقديرنا فإن جملة " من بني أمية " تؤكد ما عرضناه حول شخصية السفياني ، وأنها لا تنطبق على أي أموي ، فالحاكم العائلي غير المحارب لشعبه يظل مثل مختلف الوارثين من بني أمية ممن لم يواجهوا الأمة بالسيف . أما كلمة " بمصر " فتعني " ببلد من البلدان أو بمصر من الأمصار " . وجملة " أول الملاحم " – في تقديرنا – لا تعني أولى المواجهات بين المسلمين والغربيين ، بل تعني أولاها ضمن سلسلة متتابعة .

أحمد محمد
اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال

عدد المساهمات : 203
تاريخ التسجيل : 01/04/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا) Empty رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)

مُساهمة  أحمد محمد الأربعاء فبراير 11, 2015 9:33 pm

الجزء 10 وهو الأخير

نتوقف عند هذا الحد ، فبقية الأخبار تتعلق بالأحداث المستقبلية التي لا يمكن تأويلها إلا بعد أن تحدث . غير أن صحة التأويل الذي تم طرحه تتطلب أن تكون تلك الأحداث قليلة ، وأن يحمل التأويل المطروح مفاتيح تسمح بتحسين مستوى المعرفة الجزئية والنسبية بشأن تلك الأحداث . وبما أن أبواب التأويل لا تنفتح إلا عند النهايات فإنه يفترض أن الأحداث الباقية ستحدث ضمن مسار انكسار حالة الفتنة ، وبالتالي فستكون قصيرة ولكنها مليئة بالتفاصيل الأكثر قابلية للاكتشاف ، وقد تنتقل صفة السفياني إلى حكام آخرين وبلدان مختلفة وقد تتبدل الأدوار . ولو تأملنا ما ورد في الروايات حول بقية أحداث فتنة السفياني فسنجد أنها تدور حول مخاض وتداعيات ظهور المهدي المنتظر . وفي تقديرنا فإن التأويل الذي طرحناه يشتمل على الكثير من المفاتيح التي يمكن أن تسهل مهمة تأويل ما يتحقق من الأخبار المستقبلية ، فضلاً عن تعزيز فرص تصحيح ما قد يكون خاطئاً مما تم طرحه .

منقول حرفيا للكاتب ابراهيم الخليفة

أحمد محمد
اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال

عدد المساهمات : 203
تاريخ التسجيل : 01/04/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حقيقة فتنة السفياني (هام جدا) Empty رد: حقيقة فتنة السفياني (هام جدا)

مُساهمة  أحمد محمد السبت فبراير 28, 2015 4:40 pm

تعديل وإضافة جديدة من صاحب البحث تناولت آخر المستجدات فيما يخص فتنة السفياني


لننتقل إلى دخول السفياني من المغرب إلى أرض العراق ، وبدء إمارته ، فقد روي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال " إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأرض ، فلا تحركوا أيديكم ولا أرجلكم ، ثم يظهر قوم ضعفاء لا يُؤبه لهم ، قلوبهم كزبر الحديد ، هم أصحاب الدولة ، لا يفون بعهد ولا ميثاق ، يدعون إلى الحق وليسوا من أهله ، أسماؤهم الكنى ، ونسبتهم القرى ، وشعورهم مرخاة كشعور النساء ، حتى يختلفوا فيما بينهم ، ثم يؤتي الله الحق من يشاء ".


بإعلان " الخلافة " في بداية شهر رمضان 1435هـ ( يونيو 2014م ) أصبح تنظيم الدولة جزءاً من شخصية السفياني . وقد روي عن حذيفة أنه قال " إذا دخـل السفياني أرض مصرٍ ( بلد من البلدان ) ( ) ، قام فيها أربعة أشهر ، يقتل ويسبي أهلها ، فيومئذ تقوم النائحات ، باكية تبكي على استحلال فروجها ، وباكية تبكي على ذلها بعد عزها ، وباكية تبكي شوقاً إلى قبورها " .


وإذا كانت الحوافظ اللغوية في كلمة " مصر " سهلة الاكتشاف فإن قدراً من الصعوبة يحيط بالأربعة أشهر التي أشير فيها إلى مدة بقاء السفياني منذ دخوله إلى أرض العراق . وفي تقديرنا فإن الأشهر المقصودة هي الأشهر الحرم ( ذو القعدة ، ذو الحجة ، محرم ، رجب ) . وإذا صح هذا المعنى فإن السفياني ( الحاكم المقاتل ) سيستمر في أرض العراق إلى شهر رجب . ولنتذكر هنا ما سبقت الإشارة إليه مراراً من أن الفوارق بين يزيد والحسين والخوارج ليست فوارق عقيدة وعبادة بل فوارق قيم وروابط جمعية . ولا ينبغي النظر إلى تنظيم الدولة من زاوية العقيدة والعبادة ، فهنا منبع الفتنة أو الخلط واللبس .


بعد فترة وجيزة من ظهور تنظيم الدولة على أرضية التكفير والمُلك تشكل الحلف العالمي الرافع لراية محاربة الإرهاب . وفي بعض الروايات ورد ذكر العديد من الرايات التي يواجهها السفياني ، ومن ذلك رايات الأصهب ( يطلق هذا الوصف على من في شعر رأسه حمرة أو شقرة أو ما خالط بياضه حمرة ) ( )، والأبقـع ( يطلق هذا الوصف على عدة معان من أبرزها متعدد الألوان ) ( ). ولو تأملنا أهم الأطراف التي أسهمت في استمرار وتعاظم المسار الدموي والوحشي الذي شهدته سوريا فسنجد الطرف الروسي من جانب والأطراف العربية والغربية التي كانت ضد النظام من جانب آخر .


وفي تقديرنا فإن راية الأصهب ترمز إلى الدور الروسي ، أما راية الأبقع فترمز إلى الأطراف العربية والغربية التي كانت ضد النظام . وقد ورد في بعض الروايات أنه يحدث صراع بين راية الأصهب وراية الأبقع . ولو تأملنا تطورات مواقف الأطراف العربية والغربية التي كانت ضد النظام فسنجد أن مواقفها تغيرت بعد الانقلاب العسكري في مصر ، وأن معظم تلك الأطراف أيدت الانقلاب أو دعمته أو سكتت عنه . وتدريجياً تطورت تلك المواقف إلى تشكيل الحلف الرافع لراية مقاومة الإرهاب بعد أسابيع معدودة من الانقلاب التكفيري في الشام والعراق . وقد ورد في بعض الروايات أن " مادة الأبقع تأتي من مصر " . والنظام الانقلابي في مصر رفع راية مقاومة الإرهاب منذ انطلاقته الإرهابية ووصل بتلك الراية إلى أقصى حدود الاستثمار والتضليل والتزييف . وقد انتقلت تلك الراية إلى الحلف الذي تشكل من أبرز الدول الاستعمارية والملكية والطائفية التي أيدت أو دعمت الانقلاب العسكري في مصر والعدوان الصهيوني على غزة والثورات المضادة ، فقد صعدت محركاتها ضد الغالبية ، ووجدت في تنظيم الدولة ما يسمح بخدمة تلك المحركات .


الآن ، ماذا لو انقلبت الموازين ضد الحلف ولصالح تنظيم الدولة ؟!.


سيصعد السفياني من جانب ، وسيعود الحراك الثوري لصالح التمكين للشعوب من جانب آخر . وهذا – في تقديرنا – هو مسار الأحداث المستقبلية .


نتوقف عند هذا الحد ، فبقية الأخبار – من موقع زمن التأويل - لا يمكن تأويلها إلا بعد أن تتحقق مدلولاتها على الأرض . غير أن صحة التأويل الذي تم طرحه تتطلب أن تكون الأحداث المستقبلية قليلة ، وأن يحمل التأويل المطروح مفاتيح تسمح بتحسين مستوى المعرفة الجزئية والنسبية بشأن تلك الأحداث .


وبما أن أبواب التأويل لا تنفتح إلا عند النهايات فإنه يفترض أن الأحداث الباقية ستحدث ضمن مسار انكسار حالة الفتنة ، وبالتالي فستكون قصيرة ولكنها مليئة بالتفاصيل الأكثر قابلية للاكتشاف ، وقد تنتقل صفة السفياني إلى حكام آخرين وبلدان مختلفة وقد تتبدل الأدوار .

ولو تأملنا ما ورد في الروايات حول بقية أحداث فتنة السفياني فسنجد أنها تدور حول مخاض وتداعيات ظهور المهدي المنتظر . وفي تقديرنا فإن التأويل الذي طرحناه يشتمل على الكثير من المفاتيح التي يمكن أن تسهل مهمة تأويل ما يتحقق من الأخبار المستقبلية ، فضلاً عن تعزيز فرص تصحيح ما قد يكون خاطئاً مما تم طرحه .

أحمد محمد
اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال

عدد المساهمات : 203
تاريخ التسجيل : 01/04/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى