ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حتى لا تهاجر العقول

اذهب الى الأسفل

حتى لا تهاجر العقول Empty حتى لا تهاجر العقول

مُساهمة  محلول الأربعاء فبراير 18, 2015 5:27 pm


حتى لا تهاجر العقول

سامي عمار – جمهورية مصر العربية

عند متابعة الأخبار والتطورات الاقتصادية، والسياسية والأمنية الراهنة بالوطن العربي، أرى مشهداً معقداً يصعب شرحه. هناك إضطرابات أمنية وسياسية تنعكس بشكل واضح على الوضع الاقتصادي في كل الدول العربية وهو ما يزيد من صعوبه تحقيق حلم أغلب الشعوب العربية في الإصلاح والتنمية وتمكين الشباب.

وعلى الرغم من وجود كوادر شبابية مؤهلة لقيادة قطار التنمية والإصلاح الاقتصادي والسياسي، إلا أن أغلب الحكومات العربية تقوم بتهميش هؤلاء الشباب الذين تجتذبهم الدول الناهضة إقتصادياً مثل كندا، أستراليا، نيوزيلاندا، الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي لأن تلك الدول تضع الكوادر الشبابية في مقدمة أجندتها الإصلاحية وتعتبرهم عصب التنمية والنهضة الشاملة كما توفر لهم ظروف معيشية آدمية لا توفرها لهم أوطانهم، لذا يهاجر إلى هذه الدول أفضل العلماء والكوادر الشبابية في الدول العربية والتي تصل إلى ملايين الشباب الذي يحلم بالهجرة للخارج للعمل والدراسة والمشاركة في بناء تلك الدول تاركين خلفهم حلم بلادهم في التقدم.

بالفعل، تعاني أغلب النظم العربية الحاكمة من سوء إدارة شئون شعبها و تعتبر الشباب عبء سكاني يصيبها بالصداع وتسعى للتخلص منه، وتعتبر مصر أوضح حالة لهذه الرؤية شديدة السلبية تجاه قوة الشباب التي يفترض أن تكون إضافة لرصيد وموارد الدولة في التنمية وليس إنتقاصاً منها.

لقد حمل أغلب المصريين رؤية خاطئة تجاه النوايا الحسنة التي أعلن عنها الرئيس المعزول محمد مرسي وحكومته في بداية حكم الإخوان بمصر، ولكن أتضح فيما بعد الوهم والخداع الكبير التي حملتها تلك النوايا والخطط المضللة التي كانت موضوع جدل ونقاش أغلب المصريين أنذلك حيث تم تهميش الشباب والكوادر بشكل واضح وسادت فترة ظلامية من حكم الإخوان المسلمين وكان القانون السائد يتلخص في إستبعاد كل المصريين الذين لا ينتمون للإخوان المسلمين الذين تنحصر خبراتهم في مجالات لا علاقة لها بالسياسة أو الإقتصاد أو إدارة شئون البلاد.

حتى لا تهاجر العقول.. على الحكومات العربية ألا تهمش الشباب إقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، ويجب ان يتم وضع مشكلة البطالة في مقدمة أجندة تلك الحكومات لأنها الأخطر على الإطلاق ووضع إستراتيجية متكاملة لإستحداث فرص عمل للشباب العربي وسيتحقق هذا عبر ثلاثة إستراتيجيات وهم:

جذب الاستثمارات الأجنبية للدول العربية لعمل مشاريع واستحداث وظائف للشباب. دعم المبادرات الشبابية والمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر التي يقوم بها الشباب. إعادة هيكلة القطاع العام لمحاربة المحسوبية في التوظيف وإعطاء الأحقية للشباب ذوي الخبرة والكفاءة.
ولدي إيمان عميق بأن الدول العربية وخاصة مصر لديهم كل مقومات التنمية الاقتصادية والتي تمكن هذه الشعوب من النهوض والصعود الدولي وتحويل المنطقة العربية إلى “أرض الفرص” و “حلم الهجرة” مثل كندا وأستراليا ولن يتحقق ذلك إلا بوضع خطة واضحة للتنمية وميزانية مالية أشد إلتزاماً وتحديداً لأولويات الإنفاق الحكومي.

نعم… المنطقة العربية أرض فرص وحلم هجرة.. قد يتحقق هذا الحلم. وعند عقد مقارنة بين الدول العربية والدول المتقدمة، نجد الفارق الأهم هو تقدير كلاهما لأهمية ومكانة الشباب في عملية التنمية والإصلاح، لذا على الحكومات العربية أن تعمل على خلق فرص عمل للشباب من خلال الاستراتيجيات الثلاثة السابق توضيحهم… حتى لا تهاجر العقول.

محلول
ضيف كريم

عدد المساهمات : 48
تاريخ التسجيل : 17/02/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى