ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مشاكلي النفسية أطاحت بآمالي

اذهب الى الأسفل

مشاكلي النفسية أطاحت بآمالي Empty مشاكلي النفسية أطاحت بآمالي

مُساهمة  أبوحسيـن السبت أكتوبر 19, 2013 9:13 am


أ. زينب مسطفى

السؤال



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أولًا أودُّ أن أشكرَكم على هذه الشبكة الرائعة، وعلى مجهودكم القيِّم، وأرجو أن يكونَ هذا العملُ في ميزان حسناتِكم عند الله - سبحانه، وأعتذرُ إن كنتُ سأُطِيل قليلًا في استشارتي، لكنها الأيام التي أَبَتْ إلا أن تُحمِّلَني أكثر مما أتحمَّل، فأَثْقَلتْ عليَّ الهموم، وباتتْ دمعةُ عيني لا تُفَارِق عيني! تبكي مِن بكاء صرخات القلب، وضحكات الدموع، وبكاء الابتسامة التي ترسم على الوجه نفاقًا؛ علَّها تُخفِي الألَم والهمَّ.


أكتبُ قصتي ممزوجةً بفائقِ الحبِّ والأمل؛ الحب لكم، والأمل أن أجدَ شفائي فيما ستخطُّه أناملُكم، وسأحاول أن أختصرَ.


بدأتْ قصَّتي منذ سنواتٍ، وكان عمري وقتها 14 سنة، اضطرَّ والدي إلى المَبِيت في عملِه، ولم تَستَطِع أمي المسكينةُ السيطرةَ على أعمالي الطائشة، تعرَّفتُ على رُفْقَةٍ سيئةٍ، وتحوَّلَتْ معدَّلاتي في المدرسة من الامتياز إلى الجيد والمقبول، وصرتُ أَسرِق من أمِّي وأبي، وكلما عَرَف أبي ضَرَبني أشدَّ الضرب!


ظلَّ كلُّ شيءٍ على حاله، وذات مرَّة أوهمتُ الكلَّ بأن بيتَنا قد سُرِق، وكنتُ أنا السارقَ، ولما كشفوا أمري كان الأمر مختلفًا، فليس أبي وحده - كالمعتاد - هو الذي يضربني وينتهي الأمر، بل العائلةُ كلُّها عَرَفتْ بالأمر، ولن أتكلَّم عن الضربِ الذي انهمرَ عليَّ تلك الليلة؛ فخيالُكم سيصوِّر لكم الأمر أعظم تصويرٍ!


من هنا فقدتُ ثقتي في نفسي مئة بالمئة، وكلما رأيتُ بعدها اثنينِ يتهامسان، ظننتُ أنهما عن حالي يتحدَّثان، وأحسُّ دائمًا أني مُرَاقَب، وأن الكلَّ أفضلُ مني وأحسن، وأني لا شيءَ في هذه الحياة، حتى إني كنتُ أَجلِس وحيدًا في مقاعدِ الدراسة، لا صديق ولا رفيق؛ لأني لم أكن أكوِّن صداقاتٍ؛ فقد كنتُ خجولًا ضعيفًا، وأحتقرُ ذاتي.


استطعتُ أن أُلملِم ما بَقِي مِن ثقةٍ حتى بدأتْ دراسةُ الأول الثانوي، وحصلتُ على درجةِ "جيد جدًّا"، بدأتُ أَستَعِيد نفسي شيئًا فشيئًا، إلى أن وصلتُ الثانوية العامة.


ذكَّرني أحدُهم بالقصةِ التي مضتْ، وأُقْسِم كأنه كان يَضرِبُني وقتها بمِطْرَقة مليئة بالمسامير.


أُصِبْتُ بحالةِ اكتئابٍ شديدةٍ، ورجعتُ إلى الحالة السابقة، ولم أدرس بعدها شيئًا حتى جاء موعدُ الامتحان، وحصلتُ وقتها على معدَّل ضعيفٍ، لكني لم أَدرُس شيئًا، ولم أسجِّل بعدها في أية جامعة.


ومنذ ذلك الوقت وأنا على هذا الحال.


في هذه السنة عَزَمتُ على إعادة الثانوية العامة في آخر لحظة قبل الامتحانات بشهر واحدٍ، وحاولتُ أن أوفِّق بين عملي وبين دراستي، ولكن الوقت لم يساعدني، فذهبتُ إلى الامتحانات كلِّها، وتركتُ امتحانين إلى الإكمال، الذي من المفترض أن يكون بعد أيام، ومَن يرسبْ في مادة أو مادتين يستطِعْ أن يكملَهن بعد النتائج بشهرٍ.


حصلتُ على علامة رائعة في المواد التي سجلتُ فيها، وكانتْ 90 فما فوق، وكنتُ على أُهبة الاستعداد لكي أكمل المادتين، ولكني منذ أسبوع دخلتُ المستشفى، وبتُّ فيها أسبوعًا كاملًا بسبب عملية (الزائدة) الجراحية، وعملية في اليد، ولم أستطع اللحاق بالإكمال، وأنا الآن في أقسى حالات الاكتئاب؛ لأني لم أَعُد أحتَمِل سنة أخرى، مع العلم أنَّ شهادتي الأولى التي كانتْ سنة 2009 لم يَعُدْ مُعْتَرَفًا بها، ومع العلم أيضًا بأني - ومنذ 7 سنوات - ما زلتُ ضعيف الثقة بالنفس، وخجولًا جدًّا من كل الناس، ولم أعدْ أرغب في العيش.


لو أني استطعتُ أن أكمل لرفعتُ معدلي من 70 إلى ما فوق 90 بالمئة، ولَدَخلتُ كلية الهندسة التي لطالما حلمتُ بها.


ما زال ذلك الموقف يؤثِّر فيَّ، وما زلتُ أرى أنَّ الكلَّ أفضل مني، وأني لا شيء.


أغلب أصدقائي قد تخرَّجوا، وأريد أن أرى الناس، وأن أمشي في الشوارع وكلي ثقة في أن أتحدَّث مع الناس دون أن يتحوَّل وجهي وأذناي إلى اللون الأحمر.


أرجوكم ماذا أفعل الآن، وعمري تجاوَز العشرين؟ هل أنسى الدراسة وألهي نفسي بالعمل، أو أحاول مِن جديد؟


الجواب



نشكر لك ثقتك في شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بما سنكتب لك.


لا أُخفِي عليك ذهولي مِن شخصيتِك المتميزة، التي نبتَتْ على التفوق والذكاء، والإصرار على النجاح نحو الهدف والرغبة!



أولًا: أريد منك أن تتذكَّر دائمًا أَصلَك، وليس النزوة التي مررتَ بها بسبب أصدقاء السوء، الذين حذَّر الرسول - صلى الله عليه وسلم - منهم؛ لأنهم يؤثِّرون على الشخص بشكلٍ سلبي، وكل إنسان معرَّض لنزواتٍ وفتراتِ ضعفٍ وأخطاء في حياته، ولكن الذكيَّ الذي لا يتوقَّف عند ماضيه السيئ كثيرًا، ولا يجعله يُسَيْطر على حياته.



ثانيًا: ما أجمل سعيَك نحو هدفِك، ورغبتك وسرعة تفوقك إذا أردتَ ذلك حينما يكون الهدفُ نابعًا من طموح قويٍّ؛ كأمنيتك بأن تكون مهندسًا، ويكون التفوق سريعًا جدًّا مثلَ مَن يمشي ليَصِل لمكان معيَّن تجدُ خطواته أسرع ممَّن يَمشِي بلا هدفٍ يصل إليه؛ فابدأ مِنْ جديدٍ، وتفوَّق بـ ١٠٠٪ هذه المرة، وكُنْ على ثقةٍ بأنك إن أردتَ شيئًا بيقينك في الله وثقتك به سيوصلك إليه.



ثالثًا: لا بدَّ أن تقوِّي ثقتَك بنفسِك، اقرأ عن تمرينات الثقة بالنفس، وتدرَّبْ عليها، تدرَّب - وأنت وحدَك - أنك أصبحتَ مُهندسًا كبيرًا، أَغمِضْ عينيك، واحلمْ بكلِّ ما تتمنَّاه، فهذا يدرِّب العقل، وتخيَّل أنك تُخاطب مجموعةً مِن الناس، وتشعر بكل الثقة، ومَارِسْ تمريناتِ الاسترخاء، وكل يوم قبل نومِك تخيَّل نفسَك وأنت قد وصلتَ للهدفِ الذي تُرِيده؛ هذا يسهِّل للمخ إدراكَ أسرعِ طرقٍ للوصول للهدف في خلال نومك؛ فتستيقظ وأنتَ مُتفائِل وسعيدٌ.



رابعًا: لا بدَّ أن تَنْسَى الماضي تمامًا؛ فكلُّ إنسانٍ له أخطاء، وخير الخطَّائين التوابون، فأنتَ قد تبتَ إلى الله واستغفرتَ، فابدأ مِن اليوم صفحةً جديدة، كلها نجاح وثقة، وتقدَّم، وإن ذكَّرك أحدٌ بماضِيك فعامِل الموقفَ بضحكٍ، وأخبرهم أنك كنتَ طفلًا لا تعرف الخطأ من الصواب، العبرةُ بالمستقبل؛ فاحرِص على النجاح، وأنت ما زلتَ صغيرًا، وبإمكانك التفوُّق، فلا تُقَارِن نفسَك بأحدٍ، فكِّر في ذاتك فقط.



ولتعلمْ أنَّ كثيرًا مِن العلماء والعباقرة لم يقدِّرهم المجتمع في بداية طريقهم، فأكبر عالِم في الاختراعات قد طُرِد من المدرسة عدَّة مرات، ولكن الإصرار يولدُ المعجزات.



خامسًا: لا بد أن تَعرِف جيدًا أن نظرةَ الناسِ للإنسان تُبنَى من خلال نظرته لنفسه؛ فابحثْ عن مميزاتك دائمًا، وركِّز عليها، وطوِّر نفسك، وحينما تشعر بالرضا عن نفسك والثقة في ذاتك، فسيَنظُر لك الآخرون بعينِ الاحترام والتقدير والحبِّ، خصوصًا وأنك تمتلكُ الحبَّ لذاتك، ولذلك تسعى لإيجاد حلٍّ لمشكلتك، وتسعى نحو النجاح، وهذا هو أهم شيء في نجاح الإنسان، أن يحب ذاته ويُقَدِّرها.



سادسًا: تفاءَل دائمًا،  (تفاءلوا بالخير تَجِدُوه)، ابدأ يومَك بثقةٍ وتفاؤل وحبٍّ للحياة.



سابعًا: احرصْ على مرافقة الأصدقاء الطموحين الأذكياء الذين يَرَونَ المستقبل بعينٍ أرقى مِن تتبع أخطاء الناس وإحباطهم، صاحِبِ الإيجابيين المتفائلين.



ولا تنسَ أن تدعو الله تعالى دومًا بأن يَفتَح لك أبواب الخير والنجاح والتقدُّم.



ننتظرُ رسالتَك القادمة تبشِّرنا فيها بالتحاقِك بكلية الهندسة - إن شاء الله.



• لاحظتُ في كتابتِك للرسالة أنك تَمتَلِكُ موهبةً أدبيةً، وقلمًا متميزًا؛ فَاحرِص على تنمية تلك المَلَكَة.


وفَّقك الله تعالى

أبوحسيـن
وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا

عدد المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 14/10/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى