ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفكيري في خاطبي يعيقني عن التقدم

اذهب الى الأسفل

تفكيري في خاطبي يعيقني عن التقدم Empty تفكيري في خاطبي يعيقني عن التقدم

مُساهمة  استشاره الخميس ديسمبر 19, 2013 6:43 pm


السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أ. شروق الجبوري

أولًا: أحبُّ أن أجزلَ الشُّكر للقائمين على هذه الشبكة المباركة، والتي استفدتُ منها كثيرًا، وأرجو مِن الله أن يباركَ في جهودها، وأن يرزقَ القائمين عليها خيرًا في الدنيا والآخرة.



ثانيًا: أنا فتاةٌ في مُنتصف العشرينيات مِن عمري، مُوظَّفة - ولله الحمد - وحاليًّا أدرس الماجستير، تمَّ عقد زواجي منذ شهرين على شابٍّ محافظٍ خَلُوق، مشهودٍ له بالخير والصلاح، كما أنه مِن نفس عائلتي، علاقتي به جيدةٌ، وعلى أحسن ما يكون، لكني أُواجِه مشكلةً أتعبتني كثيرًا وأرهقتني، وهي أن خطيبي مُسيطر على كلِّ تفكيري، فلا تمرُّ دقيقةٌ إلا وأُفَكِّر فيه، لا أتمكن مِن الدراسة، فبمجرد أن أفتحَ كتابي أجدني أُفَكِّر فيه وأتخيله، وحتى عند النوم أظلُّ ساعتين أو أكثر أفكِّر فيه حتى أنام!




ازدادتْ حدةُ هذه الأفكار، حتى إنه يُراودني في الصلاة رغم محاولتي قطْعها، والخشوع فيها، والحقيقة أنَّ أفكاري هذه لا تنحصر في جانب محددٍ، بل إنني أفكِّر في كل شيءٍ يتعلق به وبحياتي المستقبلية معه، وإن كانتْ أغلب أفكاري تدور حول طريقة حديثه وابتسامته وتصرُّفاته، وأحيانًا أستَطْرِد في التفكير في ليلة الدخلة، وما سيحدث فيها!




مع العلم بأن زياراته لي في حدود المعقول، وتتم في المنزل وفي وجود أهلي، وكذلك المكالمات، فهو لا يتصل كثيرًا؛ حتى لا يشغلني عن المذاكرة، ولم يحدثْ بيني وبينه أي فعلٍ مُثير أو حديث عن الأمور الجنسية نهائيًّا!



مشكلتي أن الاختبارات بدأتْ، ولا أتمكن من المذاكرة كما كنتُ قبلُ، كما أن هذه الأفكار تشغلني عن وردي وعن الأذكار والعبادات التي كنت أقوم بها سابقًا، بل إنها تلهيني حتى عن أعمال المنزل التي تعتبر جزءًا من حياتي، ولا أحد يقوم بها غيري.



فما الحل مع هذه الأفكار؟ وكيف أتخلَّص منها؟



الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم




ابنتي الكريمة، وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.


نودُّ بدايةً أن نُرحِّبَ بانضمامك إلى شبكة الألوكة، ونشكر لك دعاءك المبارك للقائمين عليها، ونؤمِّن عليه، سائلين المولى القدير أن يستخدمنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.



عزيزتي، إنَّ هيمنة الأفكار والتوجُّسات ورسْم التوقُّعات على الذِّهْن حول أي تغيُّر مرتقب هي مِن الأمور الطبيعية جدًّا، والتي تجتاح كلَّ إنسانٍ وفي جميع المراحل.



ولا شكَّ أنك قد واجهتِ أفكارًا أثارتْ قلقك وتوجُّسك وهيمنتْ عليك في بداية انتسابك للدراسات العليا، بين خشية من اجتياز متطلباتها، أو توفُّر الوقت الكافي لها، وما إلى ذلك، فما بالك بأهم وأخطر تغيُّرٍ يُواجه الفتاة في حياتها، وهو انتقالها إلى مرحلة الزواج التي تأخذ فيها أدوارًا جديدةً إضافيةً، يتوقف على حُسْنِ وَعْيِها وخلقها وحكمتها، نجاحها كزوجة ، وأمٍّ ، وزوجة ابن ... إلخ.



كما أنَّ هذا الانتقال يعني تغيُّرًا شاملًا ينال كلَّ جزئية في حياتها، فهو يتطلَّب منها الانتقال إلى بيئةٍ اجتماعيةٍ، وسكَنٍ وعلاقاتٍ أسَريةٍ، هي حديثة عهد بهم جميعًا، كما يتطلب منها إعادة تنظيم علاقاتها السابقة وفْقَ ما تفْرِضُه ظروفُها الجديدة؛ ولذلك فإنَّ هذا التغيُّر المرتقب يفرض عليك حتمًا مثل تلك الأفكار، لا سيما وأنَّ الفترة التي مضتْ على عقد زواجك ليستْ طويلة (شهران فقط)، وما زلتِ في بداية مرحلة التكيُّف مع هذا الحدث.



وعليه، فإنَّ حلَّ مشكلتك يكمُن فيما يسمى (بالإرشاد العقلاني)، والذي تتم فيه المحاججة المنطقية للمشكلة وأسبابها، ومن ثمَّ اقتناع الإنسان بنبذها، ثم أخذه بأسباب ذلك، والأمر في حالتك يكمُن في قيامك بجلسات قصيرةٍ تختلين فيها مع نفسك (لا تقل عن خمس دقائق)، وتركزين فيها تفكيرك على أمور محددة ومنطقية تبيِّن لك عدم جدوى تلك الأفكار والتوجُّسات، مثل: أنك تقحمين فكرك بأمور هي في (غيب، وعلم، ويد) الله تعالى وحده، وتدعين ما عليك من واجبات هي من (مسؤولياتك أنت)، ومنها أيضًا تذكرك لمواقف سابقة سيطر فيها القلق على فكرك، وانتابك التوتُّر فيها، ثم مضتْ وأصبحتْ مجرد ذكريات، وأنَّ انجرارك إلى الهواجس حاليًّا قد يجعلك تخفقين في أداء مسؤولياتك الحاضرة، بينما قد لا يحدث أبدًا أي أمر تخشينه، وما إلى ذلك من محاججات؛ إذ يُساعد ذلك في تكوين قناعة داخلية لديك، رافضة لتلك الأفكار، ويزيد اتساعها وسيطرتها مع تَكرارك لتلك الجلسات.



كما يُمكنك الحد مِن هذه المشكلة باتِّباع بعض السلوكيات البسيطة التي تُساعدك على التركيز في دراستك؛ مثل: الدراسة مع زميلة أو زميلات لك (مجموعات دراسيَّة)، أو قيامك بالمذاكرة في مكان ليس هادئًا تمامًا، ولا صاخبًا بالطبع، وغير ذلك.



وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يتممَ زواجك بخيرٍ ورحمةٍ منه، ويرزقك الذريَّة الصالحة وينفع بكم جميعًا، وسنسعد بسماع أخبارك الطيبة مجددًا.


استشاره
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى