ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الزواج من أصم أبكم لا يصلي

اذهب الى الأسفل

الزواج من أصم أبكم لا يصلي Empty الزواج من أصم أبكم لا يصلي

مُساهمة  علاء السبت فبراير 15, 2014 11:14 am



مروة يوسف عاشور


السؤال



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا فتاة في الثلاثينيات من عمري، وقد تقدَّمَ لي شخصٌ أصم أبكم، يقول: إنه مُسلم.


وقد سألتُه: هل تُصَلِّي؟ فأجاب: لا، لكني مسلم، ولا أعرف القراءةَ ولا الكتابة! ولا أستطيع قراءةَ القرآن؛ فاللغة العربية صعبةٌ!


هو يتحدَّث بالإشارة، وأنا حاليًّا أتعلَّم الإشارة، وسأُحاول أن أُعَلِّمه الصلاةَ إنِ استطعتُ، لكني لا أعرف هل هو داخليًّا يَرغَب في تعلُّم الصلاة أو لا؟


فما رأيكم في الزواج منه؟
الجواب



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


لم يكنِ العجزُ يومًا عيبًا، ولم تكن الإعاقةُ مانِعةً للمرء مِن التمتُّع بالحياة أو استحقاق المعامَلة الكريمة, ولا يَنظر لهؤلاء المبتلينَ نظرةَ استصغار واستحقار إلا مَن حُرِم الرحمةَ والعدلَ, ومَنِ ابتلاه اللهُ في نفسه بالدناءة، وفي عقله بالنقص، وفي قلبه بالقسوة, ومَن لا يعي مِن صفات الإنسانية إلا قُشورها!



لا تُمنع مَن ترغب في الزواج بواحدٍ مِن ذوي الاحتياجات الخاصة, وتؤجَر مَن تحتسب أجر رعايته وإكرامه وحُسن مُعاملته على الله, ولا أجد ما يحول دون تحقيق رغبة سامية كهذه، أو يمنع الفتاة منها, ومِثْلُ هذا الرجل الأبكم الأصم لا يحتاج في التعامُل معه إلا لتعلُّم لُغة الإشارة وإجادتها لتيسير التواصُل, ولا أحسبها عسيرةً - إن شاء الله.



يُنْظَر لهذا الشاب مثلما يُنْظَر لغيره مِن الشباب حين التفكير فيه كزوجٍ؛ فيراعى البحث عن تلك النِّقاط الجوهرية التي لا غنى لمسلمةٍ عنها في زوجها ووالد أبنائها, وهي باختصار:

الدين والخُلق!

واعذريني إن لم أجدْ ما يُبَشِّر بخيرٍ فيمَن لا يُصلِّي, أبدًا لا أتوسَّم خيرًا في تارك الصلاة, ولا أُحْسِن الظن به، مهما بَدَا راغبًا في الخير طامِعًا في الإصلاح, اللهم إلا أنْ يستقيمَ حاله، ويثبت على صلاته قبل الزواج, أما أن تعزمي على الزواج به وهو للصلاة تاركٌ، وللقرآن هاجرٌ، وباللغة العربية جاهلٌ, فلا أُشَجِّعكِ على تلك الخطوة التي قد يكون فيها بالغُ الظلم لنفسكِ، وعظيمُ الضرر بأبنائكِ, وأرجو ألا يكونَ تجاوُز الثلاثين من عمركِ سببًا للإقدام على ذلك كنوع مِن إنهاء حالة العزوبية التي تبقى تُؤَرِّق الفتاة كلما دنتْ مِن هذا العُمر, وأصْدقكِ القول يا عزيزتي: إنَّ البقاء بلا زواج - عافاكِ الله - خيرٌ مِن الزواج بتارك الصلاة، وإن ظهرتْ عليه بعضُ سِمات الخير أو الأخلاق.



لا أرى عِلَّته البدَنية مانعةً للزواج، أو مُثيرةً للشَّفَقة, وأنظر لجَهْلِه باللغة العربية على أنه أمرٌ سلبيٌّ يُمكن علاجه أو إصلاحه بتعليمه اللغة والتدرُّج معه فيها, ولكن أرى عِلته الدينية حائلًا عظيمًا بينكِ وبين السعادة التي تنشدها كلُّ فتاةٍ في بيت المستقبل؛ فلا خير مِن صاحب الخُلق والدين والتقوى إن رغبتِ في الحياة الكريمة الطيِّبة التي تُدْنيكِ من اللهِ، وتُبعدكِ عن عذابِه.



اختَلَف أهلُ العلم في حكم تارك الصلاة, وفي جميع الحالات لا ينبغي الزواج به، ولو لم يُحكم عليه بالكفر, لأنه فرَّط في فريضةٍ مِن أعظم فرائض الإسلام, بل ذهَب الكثيرُ مِن أهل العلم إلى كُفر تاركها كُفرًا أكبر, ومُعاملته مُعاملة الكفَّار في حياته وبعد مماتِه؛ فعن أبي سفيان قال: سمعتُ جابرًا يقول: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن بين الرجل وبين الشرك والكفر تَرْكَ الصلاة))؛ رواه مسلم.



وعن بُريْدة بن الحَصِيب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((العهدُ الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمَن ترَكها فقد كفَر))؛ صححه الترمذي.



وللتفصيل حول تارك الصلاة وحكمه تفَضَّلي بمراجعة هذه الروابط:


http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/0/35130


http://islamqa.info/ar/ref/104412


http://islamqa.info/ar/ref/5208


والله الموفق، وهو الهادي إلى سواء السبيل


علاء
علاء
اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال

عدد المساهمات : 1603
تاريخ التسجيل : 31/07/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى