ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ترك صلاة الفجر سيئة لها أخوات

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

ترك صلاة الفجر سيئة لها أخوات Empty ترك صلاة الفجر سيئة لها أخوات

مُساهمة  zazza السبت مارس 08, 2014 11:09 am

الشيخ عبدالله ناصر الزاحم

قال أحد السلف:

إذا رأيتَ الرجل يعمل الحسنة، فاعلم أن لها عنده أخوات، وإذا رأيته يعمل السيئة، فاعلم أن لها عنده أخوات؛ فإن الحسنة تدلُّ على أختها، وإن السيئة تدل على أختها.


عباد الله:

يُلحظُ على كثير من الناس تقصيرٌ في شعيرةٍ عظيمةٍ، وإخلالٌ بعبادةٍ جليلةٍ، هي جزءٌ من بنيان متكامل، لا ينفك جزءٌ منه عن الآخر، ولا يُبنى جانبٌ منه والآخر مهدومٌ، وتلك الشعيرة هي صلاة الفجر، وأما البنيان المتكامل فهي الصلوات الخمس، التي كلنا يعرف أنها عمود الإسلام، والفارقة بين الإسلام والكفر، ويتميز بها المؤمنُ عن المنافق.


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنِّي فَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ وَعَهِدْتُ عِنْدِي عَهْدًا أَنَّهُ مَنْ جَاءَ يُحَافِظُ عَلَيْهِنَّ لِوَقْتِهِنَّ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ فَلاَ عَهْدَ لَهُ عِنْدِي)) وفي رواية: ((إن شئتُ عذبته، وإن شئت رحمته)).



وقال عليه الصلاة والسلام: ((خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلاَّهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ)).



أيها المسلمون:

لن أتطرق إلى فضل صلاة الفجر وأهميتها؛ فقد طُرق كثيرا، ولا أظنه يخفى على مسلم؛ لكني أحبُّ التنبيه إلى مسألة هامة يغفل عنها الكثيرون، ولها تأثيرها السيئ على أداء صلاة الفجر؛ فمن المعلوم الثابت: أن للطاعة بركةً في الوقت، وقوةً في الجسد، وإعانةً على الخير، وأن من شؤم المعصية: الخذلانُ وعدمُ التوفيق.



فإذا نظرت إلى حياة المتخلفين عن صلاة الفجر، أو الساهين عنها، والمتأخرين عن جماعتها، سترى أنَّ للصلوات الأخرى نصيب من هذا التخلف أو التأخر، فلديهم من الشهوات ما يؤخِّرهم عن شهود بقية الصلوات والمحافظة عليها، ولو تتبَّعتَ أعذارهم لوجدتها أعذارًا باردةً واهيةً، لذا خُذلوا عن شهود صلاة الفجر؛ جزاءً وفاقًا، وما ربك بظلاَّمٍ للعبيد.



فلن تجد مؤمنًا يحافظ على الصلوات في يومه وليلته، ويحرص على شهود الجماعة حالَ يقظته، ثم ترضى نفسُه أن يفرِّط في صلاةٍ واحدةٍ بشكلٍ يومي لعذر النوم، لأنه سيشعر بأن في ذلك هلاكَهُ، وعدمَ استقامة أمره.



فيا من تجدون في أنفسكم تكاسلاً عن صلاة الفجر، وتَلْمَسُون منها ضعفَ عزيمةٍ وتباطؤًا عن القيام، راقبوا الله في سائر صلواتكم، وأدُّوها على الوجه الذي يُرضي ربَّكم، ولا تتهاونوا فتسقطوا من عين الله، ثم لا تُوفَّقُوا، فالله تعالى يقول: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴾ [البقرة: 10]، ويقول: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد: 17].



وفي الجانب الآخر قال: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ﴾، وقال: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾، وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: ((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي ملأٍ ذَكَرْتُهُ فِي ملأٍ خَيْرٍ مِنْهُ وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَىَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَىَّ ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِى أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)).


فالله عز وجل رؤوف رحيم، لا يردُّ مَن وَفَدَ عليه، ولا يطرد من لجأ إليه، وأما من نَسِيَه وغَفَلَ عن ذِكره، فاسمعوا إلى نتيجة فعله، وشؤم معصيته؛ يقول الله جل وعلا: ﴿ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [التوبة: 67]، ويقول: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [الحشر: 19].



فاتقوا الله عباد الله، واصدقوا الله يصدقْكم؛ فقد ورد في الحديث الصحيح أنه جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجدٍ، ثائرَ الرأس، يُسمع دويُّ صوته ولا يُفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خمس صلواتٍ في اليوم والليلة))، قال: هل عليَّ. غيرُهن؟ قال: ((لا، إلاَّ أن تَطَّوَّع))، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((وصيام شهر رمضان))، قال: هل علي غيره؟ قال: ((لا، إلا أن تطَّوَّع))، وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة، فقال: هل علي غيرها؟ قال: ((لا، إلا أن تطَّوَّع))، فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أفلح الرجل إن صدق)).



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 238، 239].



بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله......


الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه....



أما بعد:

فاتقوا الله تعالى حق تقواه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنفال: 29].


أيها المسلمون:

كيف يَنتظر توفيقًا لصلاة الفجر، وإعانةً على أدائها مَن تكاسل عن الصلوات الأخرى ولم يجب داعيَ الله؟! إن الله تعالى يقول: ﴿ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، فمن استجاب لله إيمانًا به، وتصديقًا بوعده ووعيده، فهو الراشد الموفَّق المسدَّد، ومن لم يرفع بأمر ربِّه رأسًا، ونكص على عقبيه وتباطأ، فلا يلومَنَّ إلا نفسه إذا خُذل ولم يُهدَ ولم يرشد، فالله جل وعلا يقول: ﴿ بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 76]، أما من رضي بالدون والهوان، فله الدون والهوان.
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيْهِ
مَا لِجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيلاَمُ



عباد الله:

إن القلب مثل الصفحة البيضاء، إن تواردتْ عليه الحسنات، ازداد بياضًا وتألقًا، وأحبَّ الخير، وألِفَ الطاعة، وسَهُلَ عليه فعلها، وإن هو كسب السيئات، وأحاطت به الخطيئات، وأخَّر صاحبُه التوبة، وفرَّط في المجاهدة، لم ينتبه إلاَّ وقد اسْوَدَّ وانتكس وزاغ.



عن حُذَيْفَة رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ)).


فاتقوا الله عباد الله، واصبروا وصابروا ورابطوا، وخذوا الأمر بجد وعزيمةٍ، واستعيذوا بالله من العجز والكسل ولا تتهاونوا، فعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا)). يَعْنِى الْعَصْرَ وَالْفَجْرَ ثُمَّ قَرَأَ جَرِيرٌ ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ﴾ [طه: 130].



واحذروا النفاق وأحوال المنافقين، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ((إِنَّ أَثْقَلَ صَلاَةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ الْعِشَاءِ وَصَلاَةُ الْفَجْرِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا)).



واتصفوا بصفات المتقين، وأقيموا الصلاة واركعوا مع الراكعين، ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 205]، وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا)).



وعن أَبِى بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا)). يَعْنِى الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ.



هذا وصلوا وسلموا على رسول الله، فمن صلى عليه صلاة صلى الله عليه بها عشرا، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد.



اللهم ارض عن الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الصحابة أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين..


zazza
موقوف لمدة شهر

عدد المساهمات : 49
تاريخ التسجيل : 04/04/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ترك صلاة الفجر سيئة لها أخوات Empty رد: ترك صلاة الفجر سيئة لها أخوات

مُساهمة  جعبة الأسهم السبت مارس 08, 2014 11:41 am

أخي/ zazza

بارك الله فيك .. وجزاك الله خيرا

جعبة الأسهم
الفقير إلى عفو ربه

عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ترك صلاة الفجر سيئة لها أخوات Empty رد: ترك صلاة الفجر سيئة لها أخوات

مُساهمة  أرابيان الأحد مارس 09, 2014 2:15 am

السلام عليكم،
فضل صلاة الفجر


أرابيان
وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا

عدد المساهمات : 186
تاريخ التسجيل : 02/12/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى