ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ليلة القدر من منظور القران الكريم

5 مشترك

اذهب الى الأسفل

ليلة القدر من منظور القران الكريم Empty ليلة القدر من منظور القران الكريم

مُساهمة  الهمداني السبت يونيو 08, 2013 4:38 pm



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, الأولين والآخرين, رب السماوات والأراضين, وسلام على عباده المرسلين, ثم أما بعد:
حديثنا اليوم بإذن الله وعونه عن ليلة من أهم الليالي عند المسلمين, إن لم تكن أهم ليلة عندهم على الإطلاق, وهي تلك الليلة المسماة ب: ليلة القدر!
تلك الليلة التي يرى المسلمون أنها تقع في العشر الأواخر من شهر رمضان, وتحديدا في الليالي الوترية منها, وإن لم يجزم أحدهم في أي ليلة هي! وإن كان أكثر العوام يرى أنها هي ليلة السابع والعشرين من الشهر الكريم! والتي يطمع كل مسلم أن يقومها, يصلي لله ويدعوه!
لأنه إذا وُفق وقامها ودعا الله في هذه الليلة يستجيب الله له ويحقق له مطالبه! كما أنه يُكتب له ثواب عبادة أكثر من ألف شهر! أي كأنه عبد الله لما يزيد عن الثلاث وثمانين عاما!
فهي فرصة ذهبية على الإنسان اغتنامها ليزيد كثيرا جدا من رصيد أعماله! فكل ليلة تساوي ما يزيد عن عبادة عمر كامل!


وهذا الفضل العظيم لليلة القدر لم يأت في القرآن ولم يعرض له, ولم يأت كذلك في الروايات المنسوبة إلى الرسول الكريم, وإنما هو من قول الرجال! فالروايات الواردة عن الرسول الكريم بشأن الليلة لم تقل أن ثوابها يعدل ثواب عبادة ألف شهر, وإنما حثت على طلبها وقيامها ودعاء الله تعالى فيها –وهو نوع من الاحتفاء بها لما لها من الذكرى الحسنة!!
إذا فلا القرآن ولا النبي قال أن ثواب عبادة الليلة هو ثواب عبادة ألف شهر وإنما هو اجتهاد!! لذا نتوقف مع الآيات التي تحدثت عن ليلة القدر, لننظر ماذا قال الرب العليم فيها, وعما تدور:

إذا نظرنا في السورة التي تدور حول هذه الليلة وجدنا الرب العليم يقول:
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥)

أول ما يلحظه الناظر في هذه السورة أن "ليلة القدر" تكررت ثلاث مرات, فلم يقل الله مثلا: وما أدراك ما هي؟ أو: هي خير من ألف شهر, وإنما بدأ العود بالضمير عليها في الآية الرابعة بعد أن ذكرها ثلاث مرات, وذلك ليبين أهمية تلك الليلة وعظم قدرها!!
وتظهر عظمة هذه الليلة في حكم الرب عليها بأنها خير من ألف شهر, وهذا الحكم هو مربط الفرس ومحور الحديث حول هذه الليلة, فلماذا هي خير من ألف شهر؟!!
الناظر في الإجابات المطروحة على هذا السؤال يجد أنها تكاد تنحصر في إجابة واحدة, وهي أن عبادة هذه الليلة أفضل من عبادة ألف شهر!
فإذا نظرنا مثلا في توجيه الإمام الرازي لخيرية هذه الليلة عن الألف شهر, وجدناه يقول:
"في تفسير الآية وجوه أحدها : أن العبادة فيها خير من ألف شهر ليس فيها هذه الليلة ، لأنه كالمستحيل أن يقال إنها: { خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } فيها هذه الليلة ، وإنما كان كذلك لما يزيد الله فيها من المنافع والأرزاق وأنواع الخير.
وثانيها: قال مجاهد : كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح ثم يجاهد حتى يمسي فعل ذلك ألف شهر ، فتعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون من ذلك، فأنزل الله هذه الآية، أي ليلة القدر لأمتك خير من ألف شهر لذلك الإسرائيلي الذي حمل السلاح ألف شهر.
وثالثها: قال مالك بن أنس : أُري رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أعمار الناس ، فاستقصر أعمار أمته ، وخاف أن لا يبلغوا من الأعمال مثل ما بلغه سائر الأمم ، فأعطاه الله ليلة القدر وهي خير من ألف شهر لسائر الأمم.
ورابعها : روى القاسم بن فضل عن عيسى بن مازن ، قال : قلت للحسن بن علي عليه السلام يا مسود وجوه المؤمنين عمدت إلى هذا الرجل فبايعت له يعني معاوية ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رأى في منامه بني أمية يطؤن منبره واحداً بعد واحد ، وفي رواية ينزون على منبره نزو القردة ، فشق ذلك عليه فأنزل الله تعالى : {إِنَّا أنزلناه فِى لَيْلَةِ القدر} إلى قوله : {خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} يعني ملك بني أمية قال القاسم فحسبنا ملك بني أمية ، فإذا هو ألف شهر . طعن القاضي في هذه الوجوه فقال : ما ذكر من ألف شهر في أيام بني أمية بعيد ، لأنه تعالى لا يذكر فضلها بذكر ألف شهر مذمومة ، وأيام بني أمية كانت مذمومة .
واعلم أن هذا الطعن ضعيف ، وذلك لأن أيام بني أمية كانت أياماً عظيمة بحسب السعادات الدنيوية ، فلا يمتنع أن يقول الله تعالى إني : أعطيتك ليلة هي في السعادات الدينية أفضل من تلك السعادات الدنيوية ." ا.هـ

وكما رأينا فإن الأقوال الثلاثة الأولى تدور في نفس النطاق, أنها فرصة للمسلم لزيادة أعماله باغتنام الليلة وقيامها والدعاء فيها! أما القول الرابع فهو قول مستبعد من علماء المسلمين وعوامهم, ولم يعد أحد يتكلم عنه! لأنه يلغي كل مظاهر التفخيم التي أحيطت بالليلة, فلو قُبل لما أصبح لهذه الليلة تلك المكانة عند المسلمين على اختلاف طوائفهم, ولأصبحت لا تزيد عن ذكرى طيبة حسنة, وهي ذكرى نزول القرآن, وليست موسما للتسابق في الطاعات!

فإذا كان لهذه الليلة العظيمة هذا الثواب الكبير, فمتى تكون هذه الليلة؟!
ورد بشأن تحديد ليلة القدر حوالي أربعين قولا –كما قال الحافظ بن حجر-, ومن الأقوال الواردة فيها أنها في أول رمضان, وجاء عن ابن مسعود أنها تتنقل في ليالي العام, فتأتي كل عام في ليلة, وقيل أنها تتنقل في العشر الأواخر, وقيل أنها ليلة السابع عشر وقيل آخر ليلة في رمضان, وقيل أنها في الليالي الزوجية, .... الخ الأقوال, التي تستند كلها إلى روايات عن النبي أو عن الصحابة!


بل إننا وجدنا أن هناك من قال أنها رُفعت فلم تعد هناك ليلة قدر!!! مستنداً إلى رواية كذلك تقول بهذا القول!
وهذا القول ومثله من الأقوال نابع لأن من قال به أعرض عن كتاب الله فلم ينظر ماذا قال بشأن ليلة القدر!

إن الرب العليم قال أنه أنزل –ما أمر محمداً بقراءته في السورة الماضية "اقرأ باسم ربك" وهو القرآن- في ليلة القدر!
أي أن ليلة القدر موجودة أصلا قبل نزول القرآن, وشاء الله أن ينزل قرءانه في تلك الليلة! ومن ثم فهي موجودة قبله, وباقية بعده!
وليلة القدر كما يبدو من اسمها –وكما فصل فيها القرآن- هي الليلة التي تقدر فيها الأقدار, ويفرق فيها كل أمر حكيم: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان : 4]"
فهي ليلة مباركة أصلا, ولو كان غير ذلك لقيل مثلا: إنا باركناها بالقرآن!
وهذا القول هو القول الذي اعتمده الإمام الطبري في كتابه: جامع البيان في تأويل القرآن, فقال:
وهي ليلة الحُكْم التي يقضي الله فيها قضاء السنة؛ وهو مصدر من قولهم: قَدَرَ الله عليّ هذا الأمر، فهو يَقْدُر قَدْرا.

ونلاحظ أن الله تعالى عندما تحدث عن الليلة في السورة التي التي سميت باسمها, لم يذكر فيها فضلا مخصوصا لعبادتها, ولم يأمرنا بالتقرب إليه فيها, وإنما قال أن الملائكة والروح تنزل فيها بإذن ربهم من كل أمر –كما قال في الدخان أنه يفرق فيها كل أمر حكيم-, كما قال أنها سلام حتى مطلع الفجر!
إذا فالليلة ليلة قدر, وهي مباركة وسلام! فأين ثواب عبادتها الهائل؟!
قد يقول قائل: لم تقدم لنا وجه خيرية هذه الليلة عن ألف شهر!
نقول: لا يمكننا الجزم بوجه الخيرية فيها, ولكن يمكننا الاجتهاد في ذلك –استنادا إلى كتاب الله- فنقول:
بما أن ليلة القدر هي الليلة التي يُفرق فيها ويقدر وتنزل الملائكة بذلك, فوجه الخيرية هو حدوث هذه الأمور, فكأن تقدير الله الأمور –كما يشاء- في تلك الليلة, هو خير من ألف شهر, بدون هذا التقدير!
أي أن الله يدفع الإنسانية إلى الأمام دفعات كبيرة, بتقديره في تلك الليلة, ولو ترك الأمور تسير بدون توجيه منه, لقابل الناس المصاعب الكبيرة والعنت الكثير, ولاحتاجت البشرية لما يزيد عن الألف شهر لتصل إلى ما يقدره الله تعالى لها في تلك الليلة!
وهذا القول على اعتبار أن ليلة القدر تتكرر كل عام, في ليلة منه!!


ومن الممكن القول كذلك أن ليلة القدر لا تتكرر كل عام وإنما كل –ما يزيد عن -ثلاث وثمانين عاما, فتلك الليلة التي يقدر الله فيها المقادير لتلك المرحلة القادمة خير من المرحلة نفسها!
وقد يكون غير ذلك والله أعلى وأعلم!

الشاهد في نهاية المطاف أن ليلة القدر هي ليلة التقدير, وهي إما كل عام أو كل فترة طويلة, وهي موجودة قبل النبي والقرآن ومستمرة بعده, والنبي الكريم احتفى بها وحث أصحابه على الاحتفاء بها! ولم يحددها لأنها لا تأتي في يوم ثابت بعينه, وإنما تتغير من عام لآخر, وهي ليلة ذات مكانة عند المسلم لأنها ليلة القدر, ولأنها نزل فيها القرآن, ولكن لا دليل من القرآن أو من قول الرسول على أن العبادة فيها تفضل الألف شهر! بل إن القرآن يرد ذلك, فهي ليلة السلام والبركة على البشرية كلها, سواء احتفت بها أم لم تحتف!!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منقول
الباحث الشيخ عمرو الشاعر
الهمداني
الهمداني
عضوية ملغية "ايقاف نهائي"

عدد المساهمات : 3554
تاريخ التسجيل : 30/04/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ليلة القدر من منظور القران الكريم Empty رد: ليلة القدر من منظور القران الكريم

مُساهمة  عاشقة السماء السبت يونيو 08, 2013 9:04 pm

دفاعاً عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم:

نبدأ بتخريج الأحاديث التي استند إليها الكاتب في مقاله:
1-
"أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذكر رجلًا من بني إسرائيلَ لبِس السلاحَ في سبيلِ اللهِ تعالى ألفَ شهرٍ قال فعجِب المسلمون من ذلك فأنزل اللهُ تعالى { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} الذي لبِس السلاحَ فيها في سبيلِ اللهِ تعالى".
الراوي: مجاهد بن جبر المكي المحدث:الزيلعي - المصدر: تخريج الكشاف - الصفحة أو الرقم: 4/253
خلاصة حكم المحدث: مرسل


2- "أنَّ النبيَّ عليه السلامُ أُرِيَ في منامِه بني أميةَ ينزونَ على مِنبرِه فشقَّ ذلك عليه فأنزل اللهُ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ... إلى قوله خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تملِكُها بنو أُميَّةَ بعدَك".
الراوي: - المحدث:ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 2/234
خلاصة حكم المحدث: لا يصح


3- "أنَّ رسولَ اللهِ أُرِيَ أعمارَ الناسِ من قبلِه ، أو ما شاء اللهُ من ذلك ، فكأنه تقاصرَ أعمارَ أمَّتِه أن لا يبلغون من العملِ مثلَ الذي بلغ غيرُهم ، فأعطاه اللهُ ليلةَ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهرٍ".
الراوي: بعض أهل العلم" المحدث:الألباني - المصدر: ضعيف الترغيب - الصفحة أو الرقم: 604
خلاصة حكم المحدث: معضل ضعيف


ويحاول الكاتب جبراً أن ينفي ثواب ليلة القدر بقوله: "وهذا الفضل العظيم لليلة القدر لم يأت في القرآن ولم يعرض له, ولم يأت كذلك في الروايات المنسوبة إلى الرسول الكريم, وإنما هو من قول الرجال! فالروايات الواردة عن الرسول الكريم بشأن الليلة لم تقل أن ثوابها يعدل ثواب عبادة ألف شهر, وإنما حثت على طلبها وقيامها ودعاء الله تعالى فيها –وهو نوع من الاحتفاء بها لما لها من الذكرى الحسنة"!!

ويقحم مقاله بجملة ليس لها أي سند شرعي:
"ومن الممكن القول كذلك أن ليلة القدر لا تتكرر كل عام وإنما كل –ما يزيد عن -ثلاث وثمانين عاما, فتلك الليلة التي يقدر الله فيها المقادير لتلك المرحلة القادمة خير من المرحلة نفسها".

وما يخلص المرء إليه من المقال الذي جاء به المدعو بالباحث الشيخ عمرو الشاعر، هو الوقوف على محاولة للتشكيك في فضل ليلة القدر، والتقليل من أهميتها، ومحاولة اثناء الناس عن ترقبها، لكونها تتنقل في العام -وليس في العشر الأواخر كما هو ثابت في الصحاح- ناسباً القول لصحابي جليل - بن مسعود-، وأنها قد تأتي كل فترة طويلة -83 عام!!!-

وفي الختام اللهم شل أركان وأخرس لسان كل من يسعى لتضليل الناس والتلبيس عليهم، لابساً عباءة الإسلام.
عاشقة السماء
عاشقة السماء
إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ

عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ليلة القدر من منظور القران الكريم Empty رد: ليلة القدر من منظور القران الكريم

مُساهمة  الهمداني السبت يونيو 08, 2013 10:39 pm



امين يارب العالمين .. وارينا فيهم يوم اسود مثل فرعون وهامان

تحليلك للموضوع جميل ومقنع ..

(خ م) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
" مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَاناً (1) وَاحْتِسَاباً (2) غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (3)
_________



(حب) , وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:
كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - فِي الرِّبَاطِ (1) فَفَزِعُوا إِلَى السَّاحِلِ، ثُمَّ قِيلَ: لَا بَأْسَ، فَانْصَرَفَ النَّاسُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَاقِفٌ، فَمَرَّ بِهِ إِنْسَانٌ فَقَالَ: مَا يُوقِفُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ , فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: " مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ " (2)


(ن) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
" أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِلَيْلَةٍ أَفْضَلُ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ , حَارِسٌ حَرَسَ فِي أَرْضِ خَوْفٍ , لَعَلَّهُ لَا يَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ " (1)
_________
(1) (ن) 8868 , (ك) 2424 , (هق) 18225 , انظر الصَّحِيحَة: 2811 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1232


1596 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ، ثنا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَا: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، وَأَخْبَرَنِي أَبُو يَحْيَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ فَقُلْتُ: أَسَأَلْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ فَقَالَ: أَنَا كُنْتُ أَسْأَلُ النَّاسَ عَنْهَا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَفِي رَمَضَانَ، أَوْ فِي غَيْرِهِ؟ قَالَ: «بَلْ هِيَ فِي رَمَضَانَ» . قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَكُونُ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ مَا كَانُوا فَإِذَا قُبِضَ الْأَنْبِيَاءُ رُفِعَتْ، أَمْ هِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «بَلْ هِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» . قَالَ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَيِّ رَمَضَانَ هِيَ؟ قَالَ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأُوَلِ وَالْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ» قَالَ: ثُمَّ حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدَّثَ فَاهْتَبَلْتُ غَفْلَتَهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِي أَيِّ الْعِشْرِينَ؟ قَالَ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، لَا تَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا» ثُمَّ حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدَّثَ فَاهْتَبَلْتُ غَفْلَتَهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَتُخْبِرَنِّي، أَوْ لَمَا أَخْبَرَتْنِي فِي أَيِّ الْعَشْرِ هِيَ؟ قَالَ: فَغَضِبَ عَلَيَّ غَضَبًا مَا غَضِبَ عَلَيَّ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَوْ شَاءَ لَأَطْلَعَكُمْ عَلَيْهَا، الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ "

1598 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَ أَبُو الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ذَكَرْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ عِنْدَ أَبِي بَكْرَةَ، فَقَالَ: «مَا أَنَا بِطَالِبِهَا إِلَّا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي تِسْعٍ أَوْ فِي سَبْعٍ يَبْقَيْنَ، أَوْ خَمْسٍ يَبْقَيْنَ، أَوْ فِي ثَلَاثٍ يَبْقَيْنَ، أَوْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ» ، فَكَانَ لَا يُصَلِّي فِي الْعِشْرِينَ إِلَّا صَلَاتَهُ سَائِرَ السَّنَةِ، فَإِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ اجْتَهَدَ «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ»

وانا حقيقة اشك انها في 23 من رمضان .. وتصدقوا ليس ناتج عن دراسة .. مجرد احساس داخلي

والله اعلم


الهمداني
الهمداني
عضوية ملغية "ايقاف نهائي"

عدد المساهمات : 3554
تاريخ التسجيل : 30/04/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ليلة القدر من منظور القران الكريم Empty رد: ليلة القدر من منظور القران الكريم

مُساهمة  محمد الدمشقي السبت يونيو 08, 2013 11:31 pm

جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة على دفاعك عن دين الله ضد تحريف الجاهلين و انتحال المبطلين
محمد الدمشقي
محمد الدمشقي
طالب علم الحديث

عدد المساهمات : 52
تاريخ التسجيل : 01/06/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ليلة القدر من منظور القران الكريم Empty رد: ليلة القدر من منظور القران الكريم

مُساهمة  habeeb22 الأحد يونيو 09, 2013 7:46 am

حين ينشغل العبد بطلب العلم النافع من حفظ للقرآن، وتعلم مسائل الدين، حين يكون له ورد من العبادة والطاعة و الذكر فإنه لن يكون مشغولا بكثرة السؤال، إنما ينشغل العبد بكثرة الأسئلة حين يكون قليل العمل، فتراه يكثر السؤال والتفريعات والمجادلة، بل تراه يسأل عما لا يعنيه، وهذه الظاهرة هي بلا شك مضادة تماما لسلوك السلف الصالح رضي الله عنهم، وهي قبل ذلك مما يبغضه ربنا جل وعلا، فإن الله لا يحب كثرة السؤال والجدل والمراء والتنطع، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (المائدة:101)

فجدير بالعبد إن أتاه الأمر الشرعي، أن يمتثله ولا يكثر من الأسئلة، فقد يأتيه الجواب بما لا يسره أو بما يثقل عليه كما حصل مع بني إسرائيل حين أمروا أن يذبحوا بقرة، فلو عمدوا إلى أي بقرة فذبحوها لأجزأتهم، لكنهم تنطعوا وتشدقوا وأكثروا الأسئلة حتى شُدِّد عليهم.

وقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم حين أكثروا سؤاله جدا، فقد روى البخاري في كتاب الفتن عن قتادة أن أنساً حدثهم قال: سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة – أي أضجروه وأحرجوه بكثرة المساءلة – فصعد النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم المنبر فقال: "لا تسألوني عن شيءٍ إلا بينت لكم". فجعلت أنظر يمينا وشمالا فإذا كل رجل رأسه في ثوبه يبكي. يعني خوفا من غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أنس: ....ثم أنشأ عمر يقول: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، نعوذ بالله من سؤ الفتن.

فكان قتادة يذكر هذا الحديث عند هذه الآية: " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم" الآية.

ولما نزل قول الله تعالى:( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) قال رجل : أكل عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه، فقال: أكل عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه، فقال في الثالثة: أكل عام يا رسول الله؟ قال: "لا . ولو قلت: نعم لوجبت، ولما استطعتم".

لا تسأل مستهزءا أو مناظرا:

إن الأصل أن يسأل الإنسان ليتعلم ويعمل لا ليجادل ويفحم ويناظر، فهناك فرق كبير بن الاستفتاء والمناظرة، فالمناظرة لها مجلسها وشروطها، أما الاستفتاء فهو سؤال للاسترشاد وطلب العلم أو حل إشكال..

وأقبح من هذا أن يسأل طالب العلم الشيخ ليمتحنه ولا شك أن هذا النوع من الأسئلة هو من البدع المحدثة التي لم يعرفها أسلافنا رضي الله عنهم، ومثل هذه الأسئلة قد تتسبب في توريط العلماء، وهل كانت محنة الإمام البخاري رحمه الله وخروجه من بلده إلا من مثل هذا؟!!

ثم إن كثرة الأسئلة بما لا يترتب عليه عمل إنما هو استكثار من حجج الله على العبد، لما سأل أحدهم عالما فأكثر عليه قال له العالم: كل ما تسأل عنه تعمل به؟ قال: لا . قال: فما تصنع بازدياد حجة الله عليك؟.

ذم كثرة السؤال:

ولأن هذه الآفة من أشد الآفات ضررا على الفرد والمجتمع فقد ذمها الشرع ونهى عنها وبين قبحها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه".

وقال صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدّ حدودا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تقربوها، وسكت عن أشياء من غير نسيان فلا تبحثوا عنها".

إن ما تركه الله ليس عن نسيان كما قال تعالى:( وما كان ربك نسيا). وعن سلمان رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء فقال: " الحلال ما أحل الله في كتابه، و الحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما قد عفا عنه، فلا تتكلفوا ".وقد فقه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذه المسألة فكانوا يتهيبون من سؤاله صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج الشيخان عن أنس رضي الله عنه قال: "كنا نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء، وكان يعجبنا أن يجيء الرجل العاقل من أهل البادية فيسأله ونحن نسمع".

مواضع عشرة يكره السؤال فيها

هناك مواضع ذكرها الشاطبي رحمه الله يكره السؤال فيها ونذكرها هنا باختصار وهي:

أولا السؤال عما لا ينفع في الدين

كسؤال عبد الله بن حذافة من أبي؟ فهذا لن يعود عليه بأي فائدة، بجانب أنه لو افترض أن أمه قد قارفت ذنباً في الجاهلية، وأنه كان ثمرة هذا الذنب فأي أذية وأي عقوق يكون قد صدر منه في حق أمه وهي إنما كانت في الجاهلية؟! لكن -والحمد الله- الرسول عليه الصلاة والسلام برأها من ذلك. وروي أيضاً أن بعض الناس سألوا: ما بال الهلال يبدو رقيقاً كالخيط، ثم لا يزال ينمو حتى يصير بدراً، ثم ينقص إلى أن يصير كما كان. فأنزل الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا )[البقرة:189]، فأعرض القرآن الكريم عن إجابة السؤال، وأجاب بما يفيد السائل في دينه؛ لأنه سؤال ليس وراءه فائدة. وفي قوله تعالى: (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا) إبطال لما كانوا عليه في الجاهلية، حيث كانوا يعتقدون أنه يحرم على من عاد من الحج وأراد أن يدخل البيت أن يدخله من الباب، ولكن يدخله من الخلف من النافذة، فيمنعون المحرم من الدخول من باب البيت، وبعض العلماء يقول: إن المقصود هنا الإشارة إلى انتقاد هذا الذي سأل عن الأهلة بأن الهلال يبدوا دقيقاً ثم يصير بدراً ثم ينقص ثانية. فقوله تعالى: (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا) يعني أن المشتغل بهذه المسائل كالذي يأتي البيوت من ظهورها، لكن عليك أن تأتي البيوت من أبوابها بأن تسأل عما يفيدك في دينك لا عما لا يعنيك

ثانيا السؤال بعد بلوغ الحاجة

فالنص الشرعي قد يكون واضحاً وظاهراً، ثم بعدما يبلغه العلم يبدأ يشق على نفسه، ويسأل بعدما بلغ من العلم حاجته، كالرجل الذي سأل عن الحج: أفي كل عام يا رسول الله؟ مع أن ظاهر قوله تبارك وتعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ )[آل عمران:97] يكفي في امتثاله أن يوقعه الإنسان مرة واحدة في عمره، فظاهره أنه ليس إلى الأبد لإطلاقه. ومن هذا سؤال بني إسرائيل عن البقرة بعد ما قال لهم موسى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً )[البقرة:67] أيَّ بقرة، و لو ذبحوا أي بقرة لانتهى الأمر ولأدوا ما وجب عليهم، لكنه التنطع والتشدد، وكان يكفيهم النص الشرعي بذبح بقرة.

ثالثا السؤال في غير وقت الحاجة
يعني: أن يسأل وهو غير محتاج إلى جوابه في ذلك الوقت.

رابعا السؤال عن صعاب المسائل وشرارها
أما السؤال عن صعاب المسائل وشرارها فكما جاء النهي عن الأغلوطات في حديث معاوية عند أبي داود: (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الأغلوطات) والأغلوطات هي المسائل التي يغالط بها العلماء ليزلوا فيها، فيهيج بذلك شر وفتنة.

خامسا السؤال عن علة الحكم
يعني هنا الحكم الشرعي من الأمور التعبدية التي لا يعقل معناها، وهي لها معنى وحكمة وإن لم يطلع على ذلك، كتقبيل الحجر الأسود، وبعض مناسك الحج، أو أي أمر تعبدي كما هو معروف، فيكون الأمر من قبيل التعبد، ثم هو يتنطع ويسأل عن علة هذا الحكم مع أنه من الأمور التعبدية، كالسؤال عن علة قضاء الصوم دون الصلاة في حق الحائض والنفساء. فعن معاذة رضي الله عنها قالت: سألت عائشة رضي الله عنها فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: (أحرورية أنت؟!). أي: أأنت من الخوارج؟! والخوارج يرون أن الحائض تقضي الصلاة كما تقضي الصوم، فلم تقف هذه المرأة عند ما ورد وحُدَّ لها في الشرع، ولذلك جاء جواب عائشة رضي الله عنها أولاً بأن وبختها وقالت: (أحرورية أنت؟!) أي: أأنت تذهبين مذهب الخوارج؟! ثم قالت: (كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة).

سادسا بلوغ السؤال حد التكلف والتعمق

ويدل على ذلك قوله تعالى: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ )[ص:86]، والتكلف هو التنطع في الأسئلة والتعمق، ولما سأل عمر: يا صاحب الحوض! هل ترد حوضك السباع؟ قال صلى الله عليه وسلم: "يا صاحب الحوض! لا تخبرنا؛ فإنا نرد على السباع وترد علينا".

سابعا ظهور معارضة الكتاب والسنة بالرأي من السؤال
هذا من المواضع المذمومة، أن يكون واضحاً من صيغة السؤال أنه يريد أن يعارض القرآن والسنة بعقله وبرأيه وبهواه . ولما قيل لمالك بن أنس رضي الله تعالى عنه: الرجل يكون عالماً بالسنة، أيجادل عنها؟ قال: (لا. ولكن يخبر بالسنة فإن قبلت منه وإلا سكت) فمع أن معه الحق لكنه لا يماري ولا يجادل، فالمراء والجدال من الأخلاق المذمومة.

ثامنا السؤال عن المتشابهات
وعلى ذلك يدل قوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ )[آل عمران:7]، وفي الحديث: "متى رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم"، يقول الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله تعالى:(هؤلاء هم الذين حذرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم منهم، الذين يتتبعون المتشابهات، ولعلنا نجد صورة واضحة جداً في العلمانيين ، والملاحدة من الكفار، هؤلاء الناس هذه مهنتهم وهذه حرفتهم، فهم يتقنون صناعة الشبهات والخوض في الأمور المشتبهة، وعدم رد المتشابه إلى المحكم، فالتمسك بالمتشابه والإعراض عن المحكم مما ينبئ عن وجود هذا المرض والزيغ في القلب، والعياذ بالله عز وجل).

تاسعا السؤال عما شجر بين السلف الصالح
أي الخلاف الذي كان بين الصحابة رضي الله عنهم. فمن المكروه والمذموم أن يخوض الإنسان فيما كان بينهم من الخلاف، وقد سئل عمر بن عبد العزيز عن قتال أهل صفين فقال: (تلك دماء عصم الله منها سيوفنا فلنعصم منها ألسنتنا). وقد سئل آخر عن ذلك في مناسبة أخرى مماثلة فقال: قال تعالى: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ )[البقرة:134]). فالمقصود عدم الخوض حتى لو كان بعض الصحابة مخطئين في ذلك؛ لأن شأننا نحن مع هؤلاء السادة الأطهار الأبرار هو ما ذكره الله سبحانه وتعالى في سورة الحشر:)وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ([الحشر:10]. فنحن نستغفر لهم فيما اجتهدوا فيه وأخطأوا، ونعتقد أن ما حصل من الصحابة من القتال في موقعة الجمل وصفين إنما هو عن اجتهاد خالص لله عز وجل، يريدون به إحقاق الحق، ولكن هذا أمر قدره الله وقضاه ووقع، وليس لنا أن نخوض في هذا الأمر بالوقوع في أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن سأل سؤالاً من هذا الباب فقد وقع فيما نُهينا عنه من كثرة السؤال كما بينا.

عاشرا سؤال التعنت وقصد غلبة الخصم
وفي القرآن في ذم نحو هذا قوله عز وجل: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ )[البقرة:204]، (ألد الخصام) أي: مجادل. ومنه قوله تبارك وتعالى: (بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ )[الزخرف:58] وهو الجدل، كما في قوله تعالى: (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ )[الأنعام:121]. ومناسبة هذا أنهم قالوا: هل ما قتله الله حرام وما قتلتموه أنتم أو ما ذبحتموه أنتم يكون حلالاً؟ انظر إلى التلبيس وإيقاع الشبهات في قلوب المؤمنين! فنزلت الآية السابقة. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم" (الألد الخصم) الشخص الشديد الجدل والشديد الخصومة والتعنت، فهذه جملة من المواضع التي يكره السؤال فيها، ويقاس عليها ما سواها. رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح ووفقنا لكل خير ،وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.

منقول

habeeb22
نعوذ بالله من دعاةٍ إلى النار

عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 29/04/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ليلة القدر من منظور القران الكريم Empty رد: ليلة القدر من منظور القران الكريم

مُساهمة  تباشير الأحد يونيو 09, 2013 1:22 pm

عاشقة السماء كتب:دفاعاً عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم:

نبدأ بتخريج الأحاديث التي استند إليها الكاتب في مقاله:
1-
"أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذكر رجلًا من بني إسرائيلَ لبِس السلاحَ في سبيلِ اللهِ تعالى ألفَ شهرٍ قال فعجِب المسلمون من ذلك فأنزل اللهُ تعالى { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} الذي لبِس السلاحَ فيها في سبيلِ اللهِ تعالى".
الراوي: مجاهد بن جبر المكي المحدث:الزيلعي - المصدر: تخريج الكشاف - الصفحة أو الرقم: 4/253
خلاصة حكم المحدث: مرسل


2- "أنَّ النبيَّ عليه السلامُ أُرِيَ في منامِه بني أميةَ ينزونَ على مِنبرِه فشقَّ ذلك عليه فأنزل اللهُ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ... إلى قوله خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تملِكُها بنو أُميَّةَ بعدَك".
الراوي: - المحدث:ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 2/234
خلاصة حكم المحدث: لا يصح


3- "أنَّ رسولَ اللهِ أُرِيَ أعمارَ الناسِ من قبلِه ، أو ما شاء اللهُ من ذلك ، فكأنه تقاصرَ أعمارَ أمَّتِه أن لا يبلغون من العملِ مثلَ الذي بلغ غيرُهم ، فأعطاه اللهُ ليلةَ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهرٍ".
الراوي: بعض أهل العلم" المحدث:الألباني - المصدر: ضعيف الترغيب - الصفحة أو الرقم: 604
خلاصة حكم المحدث: معضل ضعيف


ويحاول الكاتب جبراً أن ينفي ثواب ليلة القدر بقوله: "وهذا الفضل العظيم لليلة القدر لم يأت في القرآن ولم يعرض له, ولم يأت كذلك في الروايات المنسوبة إلى الرسول الكريم, وإنما هو من قول الرجال! فالروايات الواردة عن الرسول الكريم بشأن الليلة لم تقل أن ثوابها يعدل ثواب عبادة ألف شهر, وإنما حثت على طلبها وقيامها ودعاء الله تعالى فيها –وهو نوع من الاحتفاء بها لما لها من الذكرى الحسنة"!!

ويقحم مقاله بجملة ليس لها أي سند شرعي:
"ومن الممكن القول كذلك أن ليلة القدر لا تتكرر كل عام وإنما كل –ما يزيد عن -ثلاث وثمانين عاما, فتلك الليلة التي يقدر الله فيها المقادير لتلك المرحلة القادمة خير من المرحلة نفسها".

وما يخلص المرء إليه من المقال الذي جاء به المدعو بالباحث الشيخ عمرو الشاعر، هو الوقوف على محاولة للتشكيك في فضل ليلة القدر، والتقليل من أهميتها، ومحاولة اثناء الناس عن ترقبها، لكونها تتنقل في العام -وليس في العشر الأواخر كما هو ثابت في الصحاح- ناسباً القول لصحابي جليل - بن مسعود-، وأنها قد تأتي كل فترة طويلة -83 عام!!!-

وفي الختام اللهم شل أركان وأخرس لسان كل من يسعى لتضليل الناس والتلبيس عليهم، لابساً عباءة الإسلام.


جزاكم الله خيرا

تباشير
نعوذ بالله من الفتن

عدد المساهمات : 707
تاريخ التسجيل : 27/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى