ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تدبير المنزل والأعتماد على الخدم

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

 تدبير المنزل والأعتماد على الخدم Empty تدبير المنزل والأعتماد على الخدم

مُساهمة  حاسم 1433 السبت أغسطس 10, 2013 7:39 pm

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق



الإخوة الأخوات الكرام هو موضوع يتناول مجموعة من الابحاث في مجال عمل المرأة ودورها في المجتمع والنتائج السلبية والايجابية التي تترتب على خروج المرأة للعمل ، فهذا الموضوع يعتبر قضية من القضايا المهمة في هذا العصر , لان حاجة المجتمع الى عمل المرأة في بعض الوظائف تعتبر حاجة ماسة لا بد من تلبيتها مثل التدريس والطب وغيرها من الوظائف التي تتطلب وجود المرأة فيها ، فيجب على هذه المرأة التي ترغب في العمل بمثل هذه الوظائف أن تسعى مجاهدة للتوفيق بين هذه الوظيفة وبين الوظيفة الأساسية فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)



ومن خلال هذه الدراسات والابحاث نتوصل الى اهم سلبيات وايجابيات عمل المرأة :-




أولا الأمور السلبية:



في الحقيقة أنه لابد في كل أمر من الأمور التي يقدم عليها الإنسان أن يكون فيه نتائج سلبية ونتائج ايجابية , ولكن يجب على الإنسان أن يحكم عقله في كل أمر قبل أن يقدم على فعله ويدرس مدى خطورته ومضاره وما مقدار منافعه وإيجابياته ويقيس الأمور بمقاييس منطقية وعقلية , وعمل المرأة يعتبر من ضمن الأمور التي لا تخلوا من بعض السلبيات والايجابيات ,.
في الحقيقة أن طبيعة المرأة وشخصيتها وثقافتها وطبيعة البيئة التي تعيش فيها والمجتمع الذي تنتمي اليه والدافع أو السبب الذي فرض عليها الخروج للعمل , هذه كلها من ضمن الأمور التي تؤثر في النتائج السلبية أو الايجابية التي تجنيها المرأة على نفسها أو على بيتها من أثر خروجها للعمل , فاذا كانت المرأة ليست لديها القدرة على تحقيق التوافق بين الوظيفة وبين البيت وليست لديها الضرورة الملحة للخروج للعمل سوى قضاء وقت الفراغ أو التسلية أو رفع المستوى المادي من أجل التباهي والتفاخر أو كانت المرأة لا تتمتع بشخصية فذة
بحيث أنها لا تستطيع التحكم في الأمور الحياتية وضبطها فإنها لا تجني من وراء عملها سوى المشاكل والمتاعب لها ولغيرها في هذه الحياة , ومن ضمن الأمور السلبية. 
1.أن المرأة عندما تذهب الى العمل فإنها تترك المنزل لمدة لا تقل عن سبع ساعات في اليوم مما يضطرها الامر الى أن تلجا الى الاعتماد على الخادمة الوافدة في شؤون بيتها وتربية أطفالها وربما في رعاية بعض أمور زوجها وتكون المشكلة أكبر عندما تكون المرأة متزوجة ولديها أطفال وتعيش في بلد بعيد عن بلد أهلها بحيث أنها تكون منعزلة , لأن وجود الأهل معها قد يخفف عنها بعض السلبيات مثل أن تكون أمها أو أختها أو أحد من أفراد أسرتها موجود في بيتها ، فتأمن هذه المرأة على أطفالها وبيتها عن أن يكون في عصمة الخادمة من غير رقيب ولا حسيب .
2.حياة الأطفال تكون في خطر واضطراب لأن الام العاملة تضطر الى ترك أطفالها عند مربية لتحل محلها ، فهؤلاء الأطفال سيفقدون الحنان والعطف والرعاية والأمومة ، فهيهات أن يحل أحد محل الأم مهما كانت مواصفات المربية ، لان الله سبحانه وتعالى قد أودع في قلب هذه ألام ما أودع من الحنان والحب والعطف وأعطاها قوة التحمل وشدة الصبر من أجل تربية الأطفال ورعايتهم الرعاية الصحيحة . فكم من الأطفال في هذا الزمان من يفتقد الحنان والرعاية والصدر الدافئ .



3.خروج المرأة إلى العمل يؤدي بها الى إهمال حق زوجها وعدم الاهتمام به ، وهذا يعود الى كثرة التعب والإرهاق الذي تلاقيه هذه المراة ، وفي الحقيقة هي غير ملامة في ذلك , فهي بشر تحس وتتألم وتتعب فكيف لها أن تقوم بوظيفتين , فهل الوقت الذي تبقى من يومها يسعفها الى تأدية حق زوجها أو حق بيتها أو تعطي جسمها قسطا من الراحة ؟ .......



4. المرأة العاملة يقل عطاءها لا بناءها ليس من جانب العطف والحنان فحسب بل يقل عطاءها لهم ثقافيا وعلميا وفكريا واجتماعيا لأنها تكون في معظم وقتها مشغولة عنهم والوقت المتبقي من يومها ربما لا يكفيها لمراجعة دروسهم أو تنمية ثقافتهم وقدراتهم ومعلوماتهم .
5. وجود الخادمة مع الأطفال وخاصة إذا كانت تنتمي إلى ديانة غير ديانة الإسلام فإنها ربما تؤثر في تربيتهم لغويا ودينيا فهي لا تتكلم باللغة العربية وان تكلمت فلا تجيدها، والطفل بطبيعته يقلد ما يسمعه دائما فهو يقلد الخادمة في لغتها فيؤدي به إلى تكسير اللغة العربية وربما يؤدي الأمر إلى غرس بعض المبادئ والقيم والعادات والتقاليد الغريبة في أذهان وعقول هؤلاء الأطفال 
6. انشغال ألام بوظيفتها وانشغال الأب بوظيفته يؤدي بعض الأحيان إلى التفكك الأسري والانحلال الخلقي لدى الأطفال فلا يتمسكون بالمبادئ والقيم الإسلامية ولا بالأخلاق والآداب الحسنة وذلك لسوء الاهتمام بهم من كلا الطرفين ( الاب ؛ الام ) فيتربى الطفل منذ صغره على حسب رغباته وأهوائه ويسعى وراء ملذات الدنيا من غير أن يجد أحد يردعه أو يراقبه في سلوكياته وتصرفاته فيتمتع بالحرية المطلقة في كل شئ ويتحرر من الضوابط الدينية والأسرية . وإذا وصل الأبناء إلى هذه المرحلة من الضياع والانصياع فان هذا لا يؤدي إلى ضياع الأسرة وحدها فحسب وإنما يؤدي إلى هدم المجتمع ككل والى تفككه لأن الأبناء هم العضو الأساسي في بناء المجتمع وإصلاحه وتقويته وهم اللبنة الأساسية في بنيته فكيف اذا ضاع الأساس فبتالي سينهدم البنيان , وما أصدق شوقي في تعبيره عن اليتامى ( ذوي الأبوين ) إذ يقول : ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا 
فأصاب بالدنيا الحكيمة منهما وبحسن تربية الزمان بديلا 
ان اليتيم هو الذي تلقى له أما تخلت أو أبا مشغولا(1) 
7- معاملة الأطفال بالقسوة والشدة والضرب يرجع في بعض الأحيان إلى اضطراب وتوتر في نفسية ألام ، فألام العاملة عندما ترجع إلى بيتها غالبا ما تكون متعبة نفسيا وجسميا , والأطفال الأبرياء ينتظرونها بلهف وشوق ولكن نظرا لحالتها النفسية المرهقة فإنها ربما لا تتحمل بكاؤهم أو شكواهم فتلجا إلى معاملتهم بالقسوة والضرب ، ولو كانت في حالتها الطبيعية لما لجأت إلى هذا الأسلوب الشنيع فيتضرر هؤلاء الأطفال من معاملة ألام وقسوتها لهم .
8-وجود الأطفال معظم الوقت في حضن الخادمة وتحت رعايتها يؤدي بهم إلى تعلقهم بها تعلقا شديدا لدرجة أنهم لا يعبأون بوجود ألام أو عدم وجودها ولا يتعلقون بها , لان مصدر الحنان والعطف والرعاية والاهتمام أصبح الخادمة .
9- خروج ألام إلى العمل يؤثر في رضاعة الطفل وتغذيته التغذية السليمة ، فالمرأة تغيب عن طفلها في اليوم الواحد مما لا يقل عن سبع ساعات فبتالي يضطرها الأمر إلى استخدام الأغذية الصناعية لهذا الطفل وحرمانه من الغذاء الطبيعي الذي يعتبر حق شرعي له فضلا عن الفوائد العظيمة والمنافع الكثيرة التي يكتسبها الأطفال من الرضاعة الطبيعية ، فينحرم الطفل من رضاعة ألام بالإضافة إلى حرمانه من العطف والحنان والرعاية والاهتمام 
10-في بعض الأحيان يؤثر عمل الام على العلاقة الزوجية فيخلق نوعا من الحساسية بين الرجل والمرأة خاصة إذا كانت المرأة تتمتع بمنصب أكبر في الوظيفة عن الرجل فيؤدي بها الى التعالي والتفاخر والتكبر على زوجها ، هذا من جانب ومن جانب آخر إذا كانت طبيعة عمل المرأة يفرض عليها الاختلاط بالأجانب فالمشكلة هنا تكون أشد خطورة واضطرابا على العلاقة الزوجية ، ومما يلاحظ ان انتشار نسبة الطلاق تكون مرتفعة عند الأسر ذوي النساء العملات. 



ثانيا الأمور الايجابية:



من المسلم به في هذه الحياة أن معظم الأمور التي تكون ناتجة من عمل الإنسان وفعله لا تخلوا من عيوب ومحاسن ولكن في بعض تلاحيان يطغى جانب على الجانب الآخر وفي الواقع أن خروج المرأة من بيتها للعمل لا نستطيع أن نقول أنه خاليا من الأمور الايجابية وأن المرأة لا تجني منه شيئا من الفوائد والمنافع سوى المضار والمساوئ التي ذكرناها ، فالمرأة التي تستطيع أن توفق بين وظيفتها الالهية ووظيفتها الدنيوية وتعطي كل وظيفة حقها وتؤديها على أكمل وجه من دون أن يكون هناك خلل في جانب من الجوانب بحيث أنها تأمن على أولادها وبيتها ولا يكون العمل سببا في حدوث الاضطراب والمشاكل الزوجية ، فانها حينئذ تستحق أن توصف هذه المرأة بالمرأة المثالية النادرة من نوعها التي يفتخر بامثالها المجتمع بحيث انها تستطيع ان تخدم مجتمعها وتخدم اسرتها ون غير ضرر ولا ضرار فهي أم مثالية ومربية جيدة وعاملة منتجة، ومن ضمن الأمور الايجابية التي تجنيها أمثال هذه المرأة من وراء خروجها للعمل:
1. ترتفع بمستواها الثقافي والتعليمي وينعكس هذا بشكل ايجابي على بيتها وعلى أولادها 
2. تسعى بالنهوض بمجتمعها وتقديم الخدمات الضرورية له الذي يكون المجتمع بحاجة اليها مثل مهنة التدريس ومهنة الطب وما شابهها من الوظائف الأساسية التي يكون وجود المرأة ضروري فيها 
3.إذا كانت تعمل من أجل أن تكفل رزق أسرتها وأهلها وكانت هي المسئولة عنهم فإنها بهذا العمل تنال الثواب في الدنيا والآخرة ، ففي الدنيا تستطيع بهذه الوظيفة ان تترفع عن الدنايا وعن الذل وعن طلب السؤال وعن الرذيلة ، بل الإسلام يأمرها في هذه الحالة أن تعمل وتكد وتجد في عملها من أجل تحصيل لقمة العيش ولا تعتمد على الغير.
4-مشاركة المرأة في خدمة المجتمع وخاصة في مجال الوعظ والرشاد والأمور الدينية والفقهية فإنها تسعى بهذه الوظيفة إلى تبليغ الرسالة والى النهوض بالأمة الإسلامية وصيانة شرف وعرض نساءها من كل سوء




إليك أختي المسلمة:
أعلمي أختي المسلمة: أن بيتك هو سعادتك وأمانك واطمئنانك
أعلمي أختي المسلمة أن أفضل دور تقومين فيه لبناء مجتمعك هو جلوسك في بيتك و رعايتك لأبنائك و أفراد أسرتك و تأدية حقوق زوجك فهذه الوظيفة هي التي خلقت من اجلها بعد عبادة الله سبحانه وتعالى وهي من أجل وأكرم الوظائف الإنسانية في هذا الوجود, فالإسلام عندما أمرك بالقيام بهذه الوظائف ليس إلا لأغراض وأهدف سامية تعود بالنفع لك ولأفراد أسرتك ، فالإسلام لم يكلفك بالسعي والكسب من أجل كسب الرزق وإنما جعل ذلك للرجل لأن ذلك يعتبر عمل شاق لك ويستدعي الصبر والتحمل على العناء والتعب والمشقة وأمرك بالجلوس في البيت معززة مكرمة لكي تقومي بدورك في البيت دولر ألام الحنونة والمربية المثالية والزوجة العطوفة التي يجد الزوج عندها الهدوء والسكينة والمحبة والمودة فأنت تعتبرين الصدر الدافئ والحضن الحانئ لجميع أفراد أسرتك .



أختي المسلمة :
إذا لم تكن هناك ضرورة ملحة للخروج من البيت لأجل العمل وكان هناك من يكفل رزقك لك ولأفراد أسرتك فلماذا تخرجين للعمل وتتركين الوظيفة الأسمى
لماذا تطلبين التعب والمشقة والتعاسة وأنت في غنى عن هذا كله , لماذا تتركين السعادة والراحة والاطمئنان ، لماذا تحولين حياتك من نعيم أعطاك إياه ربك وأعزك به في الدنيا لتنالي السعادة في الدنيا
الآخرة لماذا تتركينه وتحولين حياتك إلى جحيم لا يطاق, هل هذا كله لكي يقال عنك أنك عاملة ولست ربة بيت أم لكي ترفعين من مستواك الاقتصادي وتتمتعين بملذات الدنيا وشهواتها الزائلة على حساب راحة وسعادة أفراد أسرتك
هل امتلاكك للبيت المرفه وللسيارة الفاخرة وللكماليات الباهضة الثمن..... تكفيك عن رعاية وتربية فلذة كبدك ؟



أختي المسلمة: 



لا تستسلمي للمقولة التي يذاع بها في زماننا ( أن العلم من أجل العمل ) فكثير ما نسمع بمثل هذه العبارات .....ما فائدة علم المرأة طوال هذه السنوات إذا لم تعمل .....؟ .... هل يغيب تعبها سدى...... ؟ .... هل تترك الوظيفة وتجلس في البيت.......؟ لا فرق بينها وبين الرجل هي تعمل وهو يعمل....؟
هناك تساؤلات كثيرة تدور حول هذا الأمر ومؤامرات دسيسة تحاك للمرأة من أجل تدميرها وتدمير من يقع تحت مسؤوليتها , ولكن حكمي عقلك يا أختي المسلمة .... 
نحن نعترف ونجل هذا الاعتراف بأن الإسلام قد ساوى بين الر جل والمرأة وأعظم أمر ساوى فيه الإسلام بين المرأة والرجل وأكرم المرأة فيه حق الإكرام هو أن أعطاها حق الزوجية والأمومة... فهل تتمنى المرأة أشرف وأعز منزلة من هذه المنزلة التي أكرمها وحباها وأعزها الإسلام بها .
أختي المسلمة : أن الإسلام لا يمنعك من العلم بل أعتبره حق لك, والإسلام يثني ويعتز بالمرأة والأم المربية المتعلمة الفاهمة لأمور دينها وأمور أسرتها وعالمة بما يتعلق بتربية أولادها ، لأنها تكون أجدر وأحسن آداء في تأدية وظيفتها 



والعلم الذي لا يتبعه عمل لا خير فيه ، ولكن لا يقصد بالعمل هنا العمل الوظيفي وهو خروج المرأة من بيتها كما يفهمه البعض وإنما العمل هنا التطبيق في هذه الحياة , فالمرأة عندما توظف علمها في كيفية تربية أولادها وفي كيفية التعامل مع زوجها وفي كيفية رعاية وحفظ بيتها ، فيعتبر هذا عمل وتطبيق لما تعلمت من العلم ، وأيضا تغيير وتحسين علاقتها مع أهلها ومع جيرانها وتطوير أفكارها يعتبر تطبيق وعمل ، وتقديم النصح والإرشاد والوعظ لمجتمعها يعتبر عمل وتطبيق , 
فلا يستطيع أحد أن يقول أن العمل هو مجرد ارتباط المرأة بالوظيفة الإدارية خارج المنزل فتكون في هذه الحالة قد تعلمت وعملت ، بل يحدث العكس أحيانا فإنها ربما لو ذهبت هذه المرأة للعمل فان علمها لا توظفه في بيتها أو في تربية أولادها بل وتكون مهملة أشد الإهمال فهذه المرأة وأمثالها هي التي أجدر أن يقال عنها أنها عملت بخلاف ما علمت



أختي المسلمة :
إذا كنت تقولين أن خروجك إلى العمل ضروري ومهم من أجل خدمة المجتمع ، فأنا أقول لك أن هناك أهم من المهم ، فكيف تخدمين المجتمع وأنت في نفس الوقت تكونين سببا في إفساده وضياع لبنته الأساسية ؟ أليس من المهم لك أن تخدمي أسرتك أولا ، فالأسرة هي نواة المجتمع ، أليس من المهم أن تحرصي على تنشئة الجيل الصالح القوي الذي يقوم بدوره في إصلاح المجتمع ؟ لأن الجيل يعتبرا لدعامة الأساسية للمجتمع ، فكيف تقومين بالبناء وإصلاحه وأنت تسعين لتدمير الأساس .



أختي المسلمة:



( الأمومة وتربية الأجيال ) أمانة عظيمة بين يديك فحافظي عليها واحرصي عليها أشد الحرص وأديها على أكمل وجه لتنالي رضوان الله ومغفرته وفضله الكبير .




بين الماضي والحاضر وإختلاف الأزمان وإختلاف العقول


.......الماضي......


فكل منا يعرف بأن أيام الماضي كم هو صعب التأقلم والعيش فيه



فقد كان آبائنا وأجدادنا يعتمدون على أنفسهم بكل الأمور الصغيره والكبيره


فهم كانوا يصرفون على عائله تتكون أكثر من 10 أشخاص 



وأما الأمهات والجدات فهم كانوا عصب الحياة فعندما كان يذهب الآباء والأجداد للغوص لشهور عديده كانت الأم والجده تعتبر مرأه وعن عشر رجال




فهي تتحمل كل شي وتقوم برعاية وتربية الأبناء أحسن تربيه 


وكانت الأسر بالماضي متماسكه ويعيشون تحت سقف واحد 


وحتى الجيران كانوا بمثابة الأهل فهم يسألون عن بعضهم البعض




......الحاضر......


وأما الحاضر سهل العيش بسبب التطورات الهائله التي نراها 


فقد نرى بأن أغلب الناس بالحاضر لا يعتمدون على أنفسهم 


فكل منهم لا يستطيع أن يقوم أعماله بنفسه


وأما بعض رجال اليوم فأنا أعتبره ليسوا رجال لأنهم لا يستطيعون تحمل مسؤولية أسرة كامله


فهو حتى لا يستطيع الصرف على نفسه


وأما النساء وما أدراك ما النساء.....


فنساء اليوم لا أعتبرههم نساء فإنهم لا يجدون وقت مناسب لتربية أبنائهم وعدم تحمل مسؤولية الأبناء والزوج


فإن بعض نساء اليوم يعتمدون على الخدم بصوره كبيره 


ونساء الماضي أفضل بكثير من نساء اليوم بمئات المرات 


وبعض أسر اليوم لا يعرفون صلة الرحم


فالبعض لا يزور أهله إلا بالأفراح أو بالأحزان


وأما الجيران ولا يسعني ذكر غير إن الجيران في هذا الزمن لا يعرفون بعضهم البعض


وفي بعض الأحيان توجد هناك مشاكل بين الجيران ولأسباب بسيطه 


المساعدة في اعمال المنزل 
هو دليل المحبة والتألف بين الافراد .. 


واكيد ان قدم الزوج لزوجته مساعدة فلن ينقص شيئا من كرامته
على العكس بل سيزيد ذلك من حب الزوجة لزوجها واحترامها له .. 


واحب اذكر بعضا مما جاء عن سول الله عليه افضل الصلاة والسلام ..


فقد أوجزت زوجته عائشة خصاله الأخلاقية بجملة واحدة فقد ورد في الرواية 
(قال سعدبن هشام: دخلت على عائشة فسألتها عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
فقالت أما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى, قالت: خلق رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم , القرآن) 
هذه الرواية نقلها المرحوم فيض الكاشاني في كتابه (المحجة البيضاء) وأضاف
(قالت عائشة: ما كان أحد أحسن خلقا منه ما دعاه أحد من أصحابه ولا أهل بيته إلا قال: لبيك).





وكان صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقول (خيركم خيركم لنسائه وأنا خيركم لنسائي
ويكفينا من أخلاق محمد صلى الله عليه وآله وسلم هذا الرجل العظيم ذوالجلال
والكمال الذي كان يراسل الملوك والسلاطين أنه كان يؤدي أعماله بنفسه.
قد جاء في كتب السيرة: أن النبي كان يخدم أهله في داره وكان يساعد حتى
في إعداد الطعام وكان يحلب معزته ويرقع رداءه ويضع العقال على ناقته ويعلفها
وكان يقوم بطحن القمح مع خادمه ويصنع منه عجينا.


فلا ضير ان ان ساعد الرجل زوجته واقتدى برسول الهدى ( صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ) 


إن من الظواهر الخطيرة والفتن الكبيرة التي ظهر خطرُها وعظم ضررُها؛ ما ابتلى به بعض الناس في هذا الزمن من استقدام الخدم للبلاد من المسلمين وغيرهم؛ لغرض الخدمة في البيوت وقيادة السيارات ونحوها. 


مما أدى ذلك إلى تفشي المنكرات، وضياع كثير من الأبناء والبنات، بسبب سوء التربية، وعدم المراقبة والاهتمام، وألفت كثير من المخالفات الشرعية مثل الخلوة، وخروج النساء بلا ضرورة وغيرها. 


لذا كتبت هذه الورقات؛ محذراً من هذا الخطر العظيم، ومنبهاً أولياء الأمور إلى الرقابة وأخذ الحذر والحيطة من الخدم سواء أكانوا سائقين أم خادمات. 


ولا أريد أن أقف في وجه هذه الظاهرة موقف الرد والمنع القاطع؛ بل أدعو إلى التقليل من هذه الظاهرة وتلافي سلبياتها قدر المستطاع، وأن تخفف من حدة خطرها، حتى لا يكون علاجنا مثالياً لا يقبل التطبيق، نظرياً لا يحتمل الواقع. 



أسباب وجود الخدم


لهذه الظاهرة الخطيرة أسباب أدت لوجود هؤلاء الخدم في المجتمع منها: 


1 - دخول المجتمع عصر الترف، فتغيرت صورة البيت من حيث البناء والأثاث والمقتنيات، فزادت أعباء الخدمة في هذا البيت الكبير، فكان لابد من خادمة تساعد ربة البيت، ومن ثم تطورت هذه الحاجة إلى المزيد من الخدم، وإلى السائق الخصوصي والمربية.. إلخ. 


2 - اتساع وتعدد مجالات عمل رب الأسرة، وخروج المرأة للعمل وغيابها عن البيت، وإقبال الفتيات على مواصلة التعليم بغرض الحصول على الشهادات العليا ومن ثَمَّ العمل، مما أدى ذلك إلى وجود الخدم والسائقين. 


3 - تقصير بعض الأمهات والزوجات في واجباتهن المنزلية، مما اضطر ربّ الأسرة لاستقدام خادمة، فنجد أن للبنت سيارة وللزوجة سيارة، ولكل منهما سائق، فالسائق هو الرقيق في أغلب الأحيان! 


4 - اتجاه كثير من الأزواج إلى إراحة الزوجة وإعفائها من أعمال الخدمة المنزلية. 


5 - كثرة أفراد الأسرة من بنات وبنين، فحصلت الحاجة إلى المزيد من الرعاية والخدم. 


6 - توفر مكاتب الإستقدام، ونشر الإعلانات التي تقدم عروضاً مغرية للإستقدام، فتوفر بذلك الخدم وبأسعار قليلة. 


7 - التقليد والمحاكاة، وحبُّ الظهور بالمظاهر البرّاقة، والتفاخر بكثرة الخدم والسائقين. 


هذه بعض الأسباب التي أدت إلى وجود الخدم والسائقين، ولكنك إذا تأملت واقع كثير من الذين ابتلوا بالخدم ظهر لك أن الدافع لذلك ليس هو الحاجة المُلِحّة والضرورة الملجئة، وإنما الدافع الحقيقي للاستقدام والاستخدام هو الرغبة في التنافس وحب التقليد. 


إن مما يدل على بطلان دعوى الحاجة إلى الخدم ويؤكد أنها مرض اجتماعي خطير ومن أمراض الترف ما يلي: 


1 - أن بيوت الناس ومنازلهم اليوم أحسن حالاً من الزمن السابق من حيث التصميم والنظافة وسهولة الصيانة وتوفر الأجهزة المختلفة المعينة على ذلك والتي توفر الجهد والوقت. 


2 - أن ظاهرة الحاجة إلى الخدم ونحوهم لم تقتصر على المدن الكبيرة أو على أُسر معينة لها ظروف خاصة، بل تعدّت ذلك إلى القرى والهجر التي لم تكتمل فيها الخدمات الضرورية وإلى أسر فقيرة محدودة العدد والدخل. 


3 - ورغم تفرغ أهل البيت واعتمادهم على الخدم لم يظهر لهذا التفرغ أثر يذكر لا في عبادة ولا دراسة أو أي مشاركة بناءة في خدمة المجتمع من هؤلاء الذين ابتلوا بالخدم إلا نادراً. 


4 - كثرة الأولاد في البيوت من بنات وبنين، مما يساعد على القيام بأعمال البيت، فلا حاجة إلى الخادمة مع وجود فتيات قادرات على أعمال المنزل، ولا حاجة إلى سائق مع وجود شباب قادرين على قيادة السيارة، والقيام بحاجات الأسرة. 



أخطار الخدم والسائقين


إن مما لا شك فيه أن الاختلاط مهما اختلفت أشكاله، وتعددت صوره لابد وأن يُحدث أثراً سيئاً حسياً ومعنوياً، ظاهراً أو خفياً، على المدى القريب أو البعيد. 


وإن للخدم والسائقين خاصة، خطراً كبيراً وعظيماً؛ لأنهم يؤثرون على الأسرة وعلى الأبناء بشكل كبير؛ وذلك بمخالطتهم والعيش معهم تحت سقف واحد، لذا فإنه ينشأ نوع من العلاقة والتفاعل الاجتماعي بين أفراد الأسرة مع الخادمات والسائقين، ومنه يكون التأثر والتأثير. 


وسنعرض بعض هذه الأخطار تذكيراً وموعظة: 



خطر استخدام الخدم الكفار على العقيدة:


وذلك أن اختيار الكافر عند الاستقدام وتفضيله على المسلم وإدخاله بلاد المسلمين دون أمر مهم تقتضي الضرورة الشرعية استقدامه من أجله؛ أمرٌ خطيرٌ ومنكرٌ كبيرٌ لما يترتب على ذلك من مجالسة له ومؤانسة ومؤاكلة واطمئنان إليه وثقة به، وذلك يُفضي إلى موالاة الكافر ومحبته، ومعلوم أن موالاته ومحبته - أي الكافر - من أعظم الكبائر، ومن التولي المحرم شرعاً والمتوعد عليه بعظيم العقوبة وسوء المصير في الدنيا والآخرة، قال تعالى: يَأَيُّهاَ الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَولِيَاءَ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم إِنَّ اللهَ لاَ يَهدِي القَومَ الظَّالِمِينَ [المائدة:51]. 


وإن أعظم الخطر يكون على الأطفال لأنهم يجهلون أمور الدين، فيسهل التأثير عليهم، وذلك من قبل الخادمات والمربيات، فإما أن تزعزع أمور الدين والعقيدة في نفس الطفل، وإما أن تغرس في نفسه قيماً ومبادىء تخالف الإسلام، وإما أن تعلمه طقوس ديانتها الباطلة. 


وإليكم بعض هذه الإحصائيات: 


دلت النتائج البحثية على أن حوالي 60 - 75 % من المربيات غير مسلمات، ومنهن نسبة كبيرة تنتمي إلى ديانات أخرى - ليست سماوية في أصلها - تعبد وتقدّس الأوثان أو الأبقار. 


أوضحت الدراسة أن غالبية الخادمات والمربيات حوالي 97.5 % يمارسن الواجبات الدينية طبقاً لعقائدهن ودياناتهن النصرانية أو البوذية أو الهندوسية، وهؤلاء اعتبرتهن الدراسة قدوة خطيرة أمام النشء المسلم من الأطفال. 


ومن أخطار الخدم على العقيدة: إعجاب أفراد الأسرة بتصرفاتهم وبعض أخلاقهم المصطنعة مثل التظاهر بالصدق والإتقان، مما قد يغري بعض أفراد الأسرة من الرجال والنساء إلى محاكاتهم ومشابهتهم ومدحهم والثناء عليهم، ويؤدي أيضاً إلى تقليدهم في اللبس والتصرفات. 


ومن الأخطار على العقيدة: مودّتهم والأٌنس بهم، والوثوق بهم والرضا بما هم عليه من منكر، وأعظمه الكفر بالله، وهذا مخالف لقول الله تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ... [الفتح:29]، وقال تعالى مبيّناً عداوة الكفار للمسلمين وإن أظهروا عكس ذلك: كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ [التوبة:8]. 


وإليك حادثة تبين مدى أثر الخدم على العقيدة: 


جاءت الأم من عملها مبكرة على غير العادة لتجد طفلها الصغير أمام الشمعة، فحاولت أن تكلمه مراراً فلم يجيبها، وبعد انقضاء زمن معين أجابها، فلما سُئل عن سبب صمته، أجاب: بأنه يصلي كما علمته الخادمة المجوسية. 


فسبحان الله، هل هذا إلا هدم ل( لا إله إلا الله )، هدم للتوحيد وإحلال للوثنية محله. 


وإليكم هذه الحادثة أيضاً: 


فتاة شوهدت وقد علّقت في رقبتها الصليب، وعندما سُئلت عن ذلك أجابت: أنه هدية من الخادمة التي عندهم. 



خطر الخدم على الفكر والثقافة:


أما أثر الخدم على الفكر فمن صوره: نشر العقائد الفاسدة وبث الأفكار المنحرفة وإشاعة الأخلاق الرذيلة والمفاهيم الخاطئة، كيف لا وقد أصبحت الواحدة منهن في كثير من البيوت ولكثير من الأطفال بمثابة الأم والأخت والصديقة والأستاذة لما يحصل لها من التفرد المطلق والصحبة الطويلة مع الأطفال. 


ولِما تحظى به من ثقة الوالدين المطلقة والاتّكالية التامة عليها في أمور إدارة البيت وتربية الأولاد، وبذلك تتمكن من تركيز وغرس ما عندها من العقائد والأفكار والمفاهيم والاتجاهات والقِيم المنحرفة بعبارات مُريبة وألفاظٍ غريبة قد لا تُدرك من أول وهلة، أو لا يُفطن لها إلا بعد حين، يوم تترجم هذه الأمور إلى سلوك عملي رهيب واتجاهات ظاهرة من أولئك الأطفال بين حين وآخر أو عندما يكبرون. 



منقول



الخلاصة:


1- بعض النساء هداهم الله يرون في تدبير المنزل عيب


وانه من عمل الخادمات وهذا من الخطأ واختلاف المفاهيم


وهذا مازاد من حالات الطلاق والتفكك الأسري


فأصبحت الخادمة تربي الأطفال وتطبخ وتنظف الخ والزوجة


لاهية في الأسواق وذاهبة الى الجيران او تقضي وقتها على النت
وتسعى وراء الموضة .


فأمهاتنا الأوال هم من كانوا يدبرون امور المنزل كاملة واذا
كان لهم بنات اشركوهم معهم . وعندما تتزوج البنت تعرف كل شيء 


وانظر على جيل الخدم الأن البنت لاتعرف ان تفعل شيء في البيت وترى العمل فيه عيب وتشترط وجود خادمة ولاحول ولا قوة الا بالله جيل اخر زمن .


2- ليس من العيب مساعدة الزوج لزوجته في امور البيت
ولنا في نبينا الكريم اسوة حسنة .


3- والعلم والتعلم للمرأة شيء ممتاز ولاكن لايؤثر ذلك في امور المنزل وتربية الأطفال.


4- واذا كانت المرأة ملتزمة بأمور دينها فالبعض منهن هداهم الله تتعمق في امورالدين


وتنسى واجبات وحقوق زوجها وبيتها


تسمع اشرطة دينية ومحاضرات كل يوم ولساعات طويلة وزوجها يتمنى ان تجلس معه او يأكل من تحت يدها طبخة لذيذة الخ


فتحتج بأنها تطلب العلم وبذلك فرطت في حقوق الزوج ووقعت في المحضور.والعكس صحيح


5- لابأس للمرأة ان تعمل ولكن ليس على حساب زوجها وبيتها وابنائها 
فهم اولا
الا اذا كان للضرورة .


6- اتمنى من الأخوة الأعضاء المشاركة لتعم الفائدة. 


7- اذا كانت المرأة تعتمد على الخدم في تربية الأبناء
والأباء مشغولون في دنياهم لايرى ابنائه الا في الصباح
عندما يفطر او يتغدى او يتعشى.
فمن هو الجيل الذي سيعمّر بلاد المسلمين وسيخرج منهم علماءومخترعين وقادة و سيحررون الأقصى؟


الأن غثاء السيل !!


8- كل مولود يولد على الملة فأبواه يهودانه وينصرانه ويشركانه . قيل يا رسول الله : فمن هلك قبل ذلك ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين به

الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2138
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح 


ماذا نفهم من هذا الحديث ان التربية لها دور كبير واساسي في تنشئت الأطفال . والله المستعان 
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 تدبير المنزل والأعتماد على الخدم Empty رد: تدبير المنزل والأعتماد على الخدم

مُساهمة  حاسم 1433 السبت أغسطس 10, 2013 7:39 pm

قصيدة الأم للشاعر حافظ إبراهيم

هذه القصيدة نهديها إلى كل أم أعطت بلا مقابل ، وما زالت تعطي ، وهي من كلمات الشاعر الكبير حافظ إبراهيم

إنـي لـتطربني الخلال كريمة 
طـرب الـغريب بـأوبة وتـلاقي

وتهزني ذكرى المروءة والندى 
بـيـن الـشـمائل هــزة الـمشتاق

فــإذا رزقــت خـلـيقة مـحـمودة 
فـقـد اصـطـفاك مـقسم الأرزاق

فـالـناس هــذا حـظـه مــال وذا 
عــلـم وذاك مــكـارم الأخــلاق

والـمـال إن لـم تـدخره مـحصناً 
بـالـعـلم كـــان نـهـاية الإمــلاق

والـعـلم إن لــم تـكـتنفه شـمائل 
تـعـلـيه كـــان مـطـية الأخـفـاق

لاتـحـسبن الـعـلم يـنـفع وحــده 
مــالــم يــتــوج ربـــه بــخـلاق

مــن لــي بـتربية الـنساء فـإنها 
فـي الـشرق عـلة ذلـك الإخفاق

الأم مـــدرســـة إذا أعــددتــهــا 
أعـددت شـعباً طـيب الأعـراق

الأم روض إن تــعـهـده الـحـيـا 
بــالــري أورق أيــمــاً إيـــراق

الأم أســتــاذ الأســاتـذة الألـــى 
شـغـلت مـآثـرهم مــدى الآفـاق

أنا لا أقول دعوا النساء سوافرا 
بين الرجال يجلن في الأسواق 

يدرجن حيث أرَدن لا من وازع
يحذرن رقبته ولا من واقي 

يفعلن أفعال الرجال لواهيا 
عن واجبات نواعس الأحداق 

في دورهن شؤونهن كثيرة 
كشؤون رب السيف والمزراق 

تتشكّل الأزمان في أدوارها 
دولا وهن على الجمود بواقي 

فتوسطوا في الحالتين وأنصفوا 
فالشر في التّقييد والإطلاق 

ربوا البنات على الفضيلة إنها 
في الموقفين لهن خير وثاق 

وعليكم أن تستبين بناتكم نور
الهدى وعلى الحياء الباقي

حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 تدبير المنزل والأعتماد على الخدم Empty رد: تدبير المنزل والأعتماد على الخدم

مُساهمة  حاسم 1433 السبت أغسطس 10, 2013 7:40 pm

أجمل ما قيل عن الأم

أجـمــل ماقيــل عن الأم : : 






وَاخْـضَـعْ لأُمِّــكَ وأرضها 
فَعُقُـوقُـهَـا إِحْـدَى الكِبَــرْ


- الإمام الشافعي -


********


الأُمُّ مَـدْرَسَــةٌ إِذَا أَعْـدَدْتَـهَـا 
أَعْـدَدْتَ شَعْبـاً طَيِّـبَ الأَعْـرَاقِ 
الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَـعَهَّـدَهُ الحَـيَــا 
بِـالـرِّيِّ أَوْرَقَ أَيَّـمَـا إِيْــرَاقِ 
الأُمُّ أُسْـتَـاذُ الأَسَـاتِـذَةِ الأُلَـى 
شَغَلَـتْ مَـآثِرُهُمْ مَـدَى الآفَـاقِ


- حافظ إبراهيم -


********


لَيْـسَ يَرْقَـى الأَبْنَـاءُ فِـي أُمَّـةٍ مَـا 
لَـمْ تَكُـنْ قَـدْ تَـرَقَّـتْ الأُمَّـهَاتُ


- جميل الزهاوي -


********


العَيْـشُ مَاضٍ فَأَكْـرِمْ وَالِدَيْـكَ بِـهِ 
والأُمُّ أَوْلَـى بِـإِكْـرَامٍ وَإِحْـسَـانِ 
وَحَسْبُهَا الحَمْـلُ وَالإِرْضَـاعُ تُدْمِنُـهُ 
أَمْـرَانِ بِالفَضْـلِ نَـالاَ كُلَّ إِنْسَـانِ


- أبوالعلاء المعـري -


********


أَحِـنُّ إِلَى الكَـأْسِ التِي شَـرِبَتْ بِهَـا 
وأَهْـوَى لِمَثْـوَاهَا التُّـرَابَ وَمَا ضَـمَّا


- المتنبـي -
********


الأُمُومَه أعظمُ هِبَةٍ خَصَّ الله بها النساء


- ماري هوبكنز -


********


ليس في العالم وِسَادَةٌ أنعم من حضن الأم


- شكسبير -


********


قلب الأم مدرسة الطفل


- بيتشـر -


********


من روائع خلق الله قلب الأم


- أندريه غريتري -


********


إني مدينٌ بكل ما وصلت اليه وما أرجو أن 
أصل اليه من الرفعة إلى أمي الملاك


- لينكولن -


********


لن أسميكِ امرأة، سأسميك كل شيء


- محمود درويش -


********


منقول 


 
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 تدبير المنزل والأعتماد على الخدم Empty رد: تدبير المنزل والأعتماد على الخدم

مُساهمة  حاسم 1433 السبت أغسطس 10, 2013 7:41 pm

[b style="font-family: Arial; font-size: x-large; background-color: rgb(245, 245, 255); color: rgb(0, 0, 0);"]الأم.. مكانتها ودورها [/b]
سعود بن إبراهيم الشريم


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد: 


جندية مجهولة

فعلى البسيطة من هذا الكون ثَمَّ مخلوقة ضعيفة، تغلب عليها العاطفة الحانية، والرقة الهاتنة، لها من الجهود والفضائل ما قد يتجاهله ذوو الترف، ممن لهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، ولهم قلوب لا يفقهون بها، هي جندية حيث لا جند، وهي حارسة حيث لا حرس، لها من قوة الجذب ومَلَكة الاستعطاف ما تأخذ به لبَّ الصبي والشرخِ كلَّه، وتملك نياط العاطفة دقّها وجلِّها، وتحل منه محل العضو من الجسد، بطنها له وعاء، وثديها له سِقاء، وحجرها له حِواء، إنه ليملك فيها حق الرحمة والحنان، لكمالها ونضجها، وهي أضعف خلق الله إنساناً، إنها مخلوقة تسمى الأم، وما أدراكم ما الأم؟! 

أم الإنسان – عباد الله – هي أصله وعماده الذي يتكئ عليه، ويرد إليه وَاللهُ جَعَلَ لَكُم من أنفسكم أَزوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم من أَزواجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً [النحل:72]. وكون الشيء أصلاً وعماداً دليل بارز بجلائه على المكانة وعلو الشأن وقوة المرجعية، ألا ترون أن أم البشر حواء، وأم القوم رئيسُهم، وأم الكتاب الفاتحة، وأم القرى مكة، وفي ثنايا العلوم كتاب الأم للشافعي رحمه الله؟! 


لماذا الحديث عن الأم؟

من خلال هذه المقدمة الوجيزة عن الأم، ربما يدور بخلد سائل ما سؤال مفاده: أيوجد ثمَّ مشكلة تستدعي الحديث عن مخلوقة ليست هي بدعاً من البشر؟ أم أن الحديث عنها نوع تسلية وقتل للأوقات؟ أم أن الأمر ليس هذا ولا ذاك؟. 

والجواب الذي لا مراء فيه: أن الأمر ليس هذا ولا ذاك، بل إن الأمر أبعد من هذا وأجلّ، إننا حينما نتحدث عن الأم فإننا نتحدث عنها على أنها قرينةُ الأب، لها شأن في المجتمع المكوَّن من البيوتات، والبيوتات المكونة من الأسر، والأسر المكونة منها ومن بَعْلِها وأولادها، هي نصف البشرية، ويخرج من بين ترائبها نصف آخر، فكأنها بذلك أمةٌ بتمامها، بل هي تلد الأمة الكاملة، إضافة إلى ما أولاه الإسلام من رعاية لحق الأم، ووضع مكانتها موضع الاعتبار، فلها مقام في الحضانة، ولها مقام في الرضاع، وقولوا مثل ذلك في النفقة والبرِّ وكذا الإرث. 

فالحديث عن الأم إذاً يحتل حيزاً كبيراً من تفكير الناس، فكان لزاماً على كل من يهيئ نفسه لخوض مثل هذا الطرح أن يكون فكره مشغولاً بها، يفرح لاستقامة أمرها، ويأسى لعوجه، ويتضرس جاهداً في الأطروحات المتسللة لواذاً؛ ليميز الخبيث من الطيب، فلا هو يسمع للمتشائمين القانطين، ولا هو في الوقت نفسه يلهث وراء المتهورين. 

والمرتكز الجامع في هذه القضية، والذي سيكون ضحية التضارب والمآرب، هي أمي وأمك وأم خالد وزيد، وحينئذ يجني الأولاد على أمهاتهم، ويقطعون أصلاً وأُسًّا قرره رسول الله لرجل حين جاء يسأله: { من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك } [خرجاه في الصحيحين]. وسلام الله على نبيه عيسى حين قال: وَبَراً بِوَالِدَتِي وَلَم يَجعَلني جَباراً شَقِياً [مريم:32]. 


ماذا يحدث لو غاب دور الأم؟!

إن الارتفاع بشأن الأم في أوساط الناس وفق الحدود والمعالم التي حددها الشارع الحكيم لهو من دواعي رفعة البيت المسلم، كما أن المحاولات الخبيثة في خلخلة وظيفتها التي فطرها الله عليها من حيث تشعر هي أو لا تشعر، سببٌ ولا شك في فساد الاجتماع، وضياع الأجناس، وانثلام العروة، فأزاحت الأم عن نفسها مسئولية النسل ورعايته، فأصبحت لنفسها لا لرعيتها، ومن ثم قد تُسائل هي نفسها عن السبب، وما السبب إلا ما بيَّناه آنفاً، ولعمرُ الله كم قد تحقر الأم نفسها، أو يغيب عن وعيها مكانتها وسلطانها، ولو رفعت ببصرها قليلاً في ديوان من دواوين سنة المصطفى لوجدت قول النبي : { والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده } [رواه البخاري]، ومعلوم أن الرعاية لا توكل إلا لذي قدرة وسلطان على رعيته، ومن هنا عُلم أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. 

لقد أصبح دور الأم ضعيفاً في تربية الأبناء وتوجيههم الوجهة الصحيحة؛ بسبب جهلها، أو غلبة المفاهيم الدخيلة عليها، فانحرفت مع التيارات المناوئة لما فُطِرت عليه، فخرج كثير من الأمهات من بيوتهن، وقلَّ تدينُهن وقربُهن من الله، فحصل الإهمال وضاع العيال، ولربما سلّمت فلذات كبدها إلى أيدي خادمة غير مسلمة !! وإن كان ثم مسلمة فجهلها أضعاف جهل الأم، فكانت كالمستجير من الرَّمْضاء بالنار، والمعلوم المقرر أنه ليس لبشر أمان. 


أماه … لا تنخدعي !

لقد انقاد كثير من الأمهات وراء صيحات أهل الكفر، فأُعجبت ببريق ما عندهم، وظهر النَّهم عندهن، حتى إنك لتحسه من إحداهن، فتراها كلما تقدمت في السن والإنجاب ازدادت في التشبب، ولا تزال تبتدئ من حيث انتهى أهل الكفر أنفسهم. إذاً الأم هناك تعيش تعيسة مُهَانة، لا أمل لها في ولد ولا بنت، ولربما لم تشعر بقيمة الأمومة والبنوة إلا بكلب تقتنيه، أو سِنَّور يحل في قلبها محل ابن آدم، وذلك كله ليس بمانع هذا الحيوان من أن يكون يوماً ما وريثها الوحيد دون أولادها، وأولادها في غفلة سادرين، ينتظرون خبر وفاتها بفارغ الصبر، لينعموا بما تخلفه من تركة أو عقار، وإن كانت الأم فقيرة الحال ففي دور العجزة والرعاية بالمسنين متسع لها ولمثيلاتها. 

إن الذين يزدرون وظيفة ربة البيت التي هي الأم،هم جُهَّال بخطورة هذا المنصب وآثاره العميقة في حاضر الأمم ومستقبلها المشرق، بل إن أعباء هذا المنصب لا تقل مشقة ومكانة عن أحمال الرجال خارج بيوتهم، وإن القدرات الخاصة التي توجد لدى بعض الأمهات لا تبرِّر لهن إلغاء هذا المنصب، الذي لا يليق إلا لهن، ولا يلِقْن إلا له. فطرة اللهِ التِي فَطَرَ الناسَ عَلَيهَا لاَ تَبدِيلَ لِخَلقِ اللهِ [الروم:30]. 


أكمل الأمهات !!

ليس أكمل الأمهات تلك الأم التي امتلأت في عقلها بصنوف من العلوم والمعارف النظرية أو التجريبية،في حين أن القلب خواء مما ينفع بيتها أو يفيده، إن مثل هذه الأم تحل بما تعلمت مشاكل وتخلق مشاكل أخرى، لا ليس نضح الأم كمثل هذا، إنما الأم هي تلك المصونة العفيفة، التي أضاءت قلبها بنور الإيمان والطاعة، والاتباع للكتاب والسنة، والتي هي لبعلها وولدها كالإلهام والقوة في إدخال السرور، والنقص من الآلام، ولم تكن الأم قط أعظم من الأب إلا بشيء واحد هو خلقها ودينها، الذي تجعل به زوجها وولدها خيراً وأعظم منها، وقديماً قيل: وراء كل رجل عظيم امرأة. فالمرأة – أيها الناس – إما زوجة حانية، أو أم مربية، أو هي في طريقها إلى هذا المصير النبيل بعد أن تشبّ عن الطوق. 


دورك يا أمَّاه !! 

إن تصور الأم قاعدةً في البيت لا شغل لها جهلٌ مُركَّب بمعنى الأسرة الحية، كما أن تصورها محلاً لإجادة الطهي والخدمة فحسب ضربٌ من السلوك المعوج الذي عرفته الأم الكافرة إبَّان إفلاسها الأخلاقي والأسرى، والذي أثبت من خلاله أن الأم العاطلة خير من الأم الفاسدة الخرَّاجة الولاَّجة، وأن الأمهات المحتبسات في المخادع والبيوت أشرف من اللواتي يتكشَّفن لكل عين، ولا يرددْن يد لامس أو نظرة لاحظ. 

ونحن - معاشر المسلمين - لا نريد في حياتنا من خلال الواقع المرير أن نوازن بين شرين، لنختار أحدهما أو أخفهما، كلا بل إننا نريد أن نحقق ما طالبنا الإسلام به، من إقامة أسرة مستقيمة يشترك الجنسان معاً في بنائها، وحمل تبعاتها على ما يرضي الله ورسوله، ليتحقق فينا قول الباري جل وعلا: وَالذِينَ ءامَنُوا وَاتبَعَتهُم ذُريتُهُم بِإِيمانٍ أَلحَقنَا بِهِم ذُريتَهُم وَمَا أَلَتنَاهُم من عَمَلِهِم من شيء كُل امرئ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ [الطور:21]. 

يقول وكيع بن الجراح: قالت أم سفيان المحدِّث لولدها سفيان: اذهب فاطلب العلم حتى أعولك بمغزلي، فإذا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة فاتبعه وإلا فلتتبعني. هذه هي أم أمير المؤمنين في الحديث. 

وقبل ذلك حذيفة بن اليمان تسأله أمه: يا بني، ما عهدُك بالنبي ؟ قال: من ثلاثة أيام، فنالت منه وأنَّبته قائلة: كيف تصبر يا حذيفة عن رؤية نبيك ثلاثة أيام؟. 

وذكر ابن سعد في طبقاته الكبرى عن إسحاق بن عبد الله، عن جدته أم سليم رضي الله عنها أنها آمنت برسول الله ؛ قالت: فجاء أبوأنس – وكان غائباً – فقال: أَصَبَوتِ؟ قالت: ما صبوت، ولكن آمنت بهذا الرجل. قالت: فجعلت تلقِّن أنساً وتشير إليه: قل لا إله إلا الله، قل أشهد أن محمداً رسول الله، ففعل، قال: فيقول لها أبوه: لا تفسدي عليَّ ابني، فتقول: لا أفسده، فلما كبر أتت به النبي وقالت له: هذا أنس غلامك، فقبَّله النبي . 

لقد قامت الأم بدورها الريادي في التربية والتوجيه، متمثلاً في شخصيات وسلف هذه الأمة لا تعد حصراً، إيمان بالله، وحسنُ تربية، ولا تفسدُ على زوجها إصلاحَ بيتها، تطلعه على كل ما من شأنه إصلاح البيت المسلم، بيتها دار الحضانة الأسمى، لا دور الحضانة المنتشرة في آفاق المسلمين، والتي ينبغي ألاَّ تُقبل إلا في الضرورات الملجئة. 


في الخنساء عبرة وعظة

أيتها الأم المسلمة.. أيها الأب المسلم: 

في سير الأسلاف عظةٌ، وفي مواقفهم خير وعبرة، والخنساء رضي الله عنها عُرفت بالبكاء والنواح، وإنشاء المراثي الشهيرة في أخيها المتوفَّى إبان جاهليتها، وما أن لامس الإيمان قلبها، وعرفت مقام الأمومة ودور الأم في التضحية والجهاد في إعلاء البيت المسلم ورفعة مقامه عند الله، وعظت أبناءها الأربعة عندما حضرت معركة القادسية تقول لهم: إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وإنكم لابْنُ أبٍ واحد وأم واحدة، ما خبث آباؤكم، ولا فُضحت أخوالكم. فلما أصبحوا باشروا القتال واحداً بعد واحد حتى قُتلوا، ولما بلغها خبرهم ما زادت على أن قالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته. 

هذه هي الخنساء فأين جملة من رائدات نهضة الأمومة منها؟ هذه هي الخنساء فأين المتنصِّلاتُ عن واجب الأمومة منها؟ إن جملة منهن – ولاشك – أقصر باعاً وأنزل رتبةً من أن يفقهن مثل هذا المثل، ربما كرهت إحداهن أن تكون أُمًّا لأربعة، ولو تورطت بهم يوماً ما لما أحسنت حضانتهم وتربيتهم، فلم تدرك ما ترجو، ولم تنفع نفسها ولا أمتها بشيء طائل، وكفى بالأم إثماً أن تضيِّع من تعول. وفي مثل الخنساء تتجلى صورة الأمومة على وجهها الصحيح، وما ذاك إلا للتباين الذي عاشته في جاهليتها وإسلامها، ومن هنا يظهر عظم المرأة، ويظهر تفوقها على رجال كثير مع أنوثتها وقصورها عن الرجل، ولو كانت الأمهات كأم سليم، وعائشة، وأم سلمة، والخنساء، لَفضُلتْ النساء على كثير من الرجال في عصرنا الحاضر. فالصالِحاتُ قانِتاتٌ حَـافِظَاتٌ للغَيبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ [النساء:34]. 

فاتقوا الله معاشر المسلمين، واعلموا أن للأم مكانة غفل عنها جُلّ الناس بسبب ضعف الوازع الديني المنجي من الوقوع في الإثم والمغبَّة، وعلينا جميعاً أن نعلم أن الأم خير حانية، لطيفة المعشر، تحتمل الجفوة وخشونة القول، تعفو وتصفح قبل أن يُطلب منها العفو أو الصفح، حملت جنينها في بطنها تسعة أشهر، يزيدها بنموه ضعفاً، ويحمِّلها فوق ما تطيق عناء، وهي ضعيفة الجسم، واهنة القوى، تقاسي مرارة القيء والوحام، يتقاذفها تمازج من السرور والفرح لا يحسّ به إلا الأمهات، يتبعها آثار نفسية وجسمية، تعمل كل شيء اعتادته قبل حملها بصعوبة بالغة وشدة،تحمله وهناً على وهن، تفرح بحركته، وتقلق بسكونه، ثم تأتي ساعة خروجه فتعاني ما تعاني من مخاضها، حتى تكاد تيأس من حياتها، وكأن لسان حالها يقول: يا لَيتَني مِت قَبلَ هَـذَا وَكُنتُ نَسياً منسِياً [مريم:23]. ثم لا يكاد الجنين يخرج في بعض الأحايين غلاً قسراً وإرغاماً، فيمزق اللحم، أو تبقر البطن، فإذا ما أبصرته إلى جانبها نسيت آلامها، وكأن شيئاً لم يكن إذا انقضى، ثم تعلِّق آمالها عليه، فترى فيه بهجة الحياة وسرورها، والذي تفقهه من قوله تعالى: المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدنيَا [الكهف:46]، ثم تنصرف إلى خدمته في ليلها ونهارها، تغذِّيه بصحتها، وتنميه بهزالها، تخاف عليه رقة النسيم وطنين الذباب، وتؤْثِره على نفسها بالغذاء والنوم والراحة، تقاسي في إرضاعه وفطامه وتربيته ما ينسيها آلام حملها ومخاضها. 

تقول عائشة رضي الله عنها: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقَّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله فقال: { إن الله قد أوجب لها الجنة – أو أعتقها من النار } [رواه مسلم]. الله أكبر.. ما أعظم الأم الصادقة المسلمة !!. 


لا للعقوق

ألا فليتق الأولاد الله، وليقدِّروا للأم حقَّها وبرَّها، ولينتهين أقوام عن عقوق أمهاتهم قبل أن تحل بهم عقوبة الله وقارعته، ففي الصحيحين يقول النبي : { إن الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات }، وعند أحمد وابن ماجة أن النبي صلى الله عيله وسلم قال: { إن الله يوصيكم في أمهاتكم } قالها ثلاثاً، وعند الترمذي في جامعه عن النبي قال: { إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حلَّ بها البلاء… وذكر منها: وأطاع الرجل زوجته وعقَّ أمه }. 


ولا بطلقة واحدة

ألا لا يعجبنَّ أحدٌ ببره بأمه، أو يتعاظم ما يسديه لها، فبرُّها طريق إلى الجنة. 

جاء عند البيهقي في شعب الإيمان، والبخاري في الأدب المفرد: "أن أبا بردة بن أبي موسى الأشعري حدّث: أنه شهد ابن عمر رجلاً يمانياً يطوف بالبيت، حمل أمه وراء ظهره يقول: 

إني لها بعيرها المذلَّل *** إن أُذعرت ركابها لم أُذعر 

الله ربي ذو الجلال الأكبر، حملتها أكثر مما حملتني، فهل ترى جازيتها يا ابن عمر؟ قال ابن عمر: لا، ولا بزفرة واحدة!". 


ليس هكذا تُكرم الأم!!

ألا فاتقوا الله معاشر المسلمين، واعلموا أنه ينبغي التنبيه إلى مكانة الأم. وواجب الأولاد والمجتمع تجاهها لا يعني خرق حدود الشريعة أو تجاوزها، إذ تلك حدود الله فلا تعتدوها، فالأم لا تُطاع في معصية الله، ولا يُقدَّم قولها على قول الله ورسوله، ولا ينبغي أن يُتشبَّه بأهل الكفر في طقوسهم ومراسيمهم مع الأم، والتي هي ليست من نهج الإسلام في شيء،حيث يعملون لها يوماً في السنة هو يوم البر بها، يقدمون لها فيه شيئاً من الزهور أو الطيب ونحو ذلك، يسمونه عيد الأم، وهذا من البدع المنكرة التي يكتنفها آفتان: 

أولاهما: تقليد أهل الكفر: ورسول الله نهانا عن التشبه بهم، وأمرنا بمخالفتهم، ومن أبى فقد قال عنه : { ومن تشبه بقوم فهو منهم }، حتى لقد قال اليهود عنه: ما يريد هذا الرجل أن يدع شيئاً من أمرنا إلا خالفنا فيه [رواه مسلم]. 

وثاني الأمرين: هو إحداث عيد واحتفال لا يُعرف في أعياد المسلمين: وما للمسلمين إلا عيدان: عيد فطر، وعيد أضحى، وما عدا ذلك من أعياد للأم واحتفالات، أو أعياد للميلاد أو للبلوغ أو للكهولة أو للشيخوخة، كل ذلك مما أُحدث في الدين، وحرّمه علماء الملة. فكل احتفال أو عيد لم يدل الشرع عليه فهو بدعة محدثة، ورضي الله عن ابن عباس حين قال: { ما أتى على الناس حتى أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة، حتى تحيا البدع وتموت السنن }. 

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 تدبير المنزل والأعتماد على الخدم Empty رد: تدبير المنزل والأعتماد على الخدم

مُساهمة  جعبة الأسهم السبت أغسطس 17, 2013 2:08 pm

أخي/ حاسم 1433

بارك الله فيك .. وجزاك الله خيرا

أهم ما يميز مواضيعك هو محاولة تغطية كل جانب فيها ،،،

جعبة الأسهم
الفقير إلى عفو ربه

عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 تدبير المنزل والأعتماد على الخدم Empty رد: تدبير المنزل والأعتماد على الخدم

مُساهمة  حاسم 1433 الأربعاء أغسطس 21, 2013 7:57 pm

وبارك الله فيك شيخنا الفاضل جعبة الأسهم
وتشرفت بمرورك الكريم
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى