تسعى الفرقة الحوثية إلى نشر كتاب «عصر الظهور» لمؤلفه الإيراني علي الكوراني بين أتباعها
صفحة 1 من اصل 1
تسعى الفرقة الحوثية إلى نشر كتاب «عصر الظهور» لمؤلفه الإيراني علي الكوراني بين أتباعها
تسعى الفرقة الحوثية إلى نشر كتاب «عصر الظهور» لمؤلفه الإيراني علي الكوراني بين أتباعها ، حيث خصص الكوراني في كتابه فصلا كاملا عن دور اليمن في الأحداث الممهدة لعصر الظهور (أي ظهور المهدي حسب الرؤية الشيعية)، وعنوان هذا الفصل: «ثورة اليمن الإسلامية الممهدة للمهدي عليه السلام وأنها أهدى الثورات على الإطلاق»، حيث يورد الكوراني أن قائد هذه الثورة رجل لقبه اليماني وأن اسمه حسن أو حسين من ذرية زيد بن علي، كما يذكر أن اليماني هذا يخرج من قرية يقال لها (كرعة) في منطقة خولان,في,صعدة,شمال,اليمن.([38])
هذا الكتاب الذي سعت الحركة الحوثية في إطارها الفكري إلى نشر أفكاره عن قصد بين أتباعها أثناء التمرد الحوثي، هو الذي أدى مع غيره من المحاضرات والكتيبات إلى إلهاب الحماس الديني لدى الشباب ضمن حركة«الشباب المؤمن»، حيث انطلقوا بشكل مستميت يدافعون عن «سيدهم» الذي وعدهم بالنصر والتمكين والذي تعد نصرته واجباً دينياً مقدساً. ([39]) .
ومن العجيب أيضا أن هناك عضو في المجلس المحلي بمديرية هيدان اسمه أحمد الدايلي ادعى انه المهدي المنتظر وليس حسين الحوثي. وأمر الناس في هذه المنطقة أن يبايعوه باعتباره الإمام المهدي المنتظر. وبعد القبض عليه من قوات وأجهزة الأمن عثر بحوزته على كمية من المنشورات التي تروج لدعوته بين المواطنين. ([40])
وقد أثار مقطع فيديو بثته مواقع إلكترونية مختلفة ، حفيظة عدد من علماء ومشايخ اليمن ، يظهر فيه أحد أتباع الحوثيين يتحدث حول زعيم الجماعة السابق حسين بدر الدين الحوثي أنه هو المهدي المنتظر، حيث يخبر بأن زعيم الجماعة الذي قتل في مواجهات بينها وبين الجيش اليمني عام 2004 سيعود من قبره لقيادة الجماعة من جديد!
فأدان علماء اليمن ادعاءات الحوثيين ووصفهم قائدهم بـ «المهدي المنتظر» وقالوا إن اعتقاداتهم دخيلة على المجتمع.. وعمرها لا يزيد على 5 أعوام فقط. وهذا دليل واضح على تأثر الحوثيين بالشيعة الأثني عشرية. ([41])
وكان الجيش اليمني قد كشف أخيرا عن وثائق جديدة في أماكن متفرقة من مواقع الصراع مع الحوثيين، تصف مؤسس التمرد حسين الحوثي (شقيق زعيم المتمردين الحالي عبد الملك) بأنه المهدي المنتظر، إلا أن العثور عليها كان في فترة سابقة (1/11/2009م) وتوضح هذه الوثائق الفكر الإمامي الذي يكرس له حسين الحوثي بين أتباعه ، وحرصه على إثبات مشروعية حركته بأساليب مختلفة ومنها إقناع البسطاء بأنه ''المهدي المنتظر'' .
وصولا إلى الصدام المسلح مع من لا يوافق فكرته ، باعتباره الإمام المنتظر لهذه الفئة، كما تم أيضا العثور على وثيقة مبايعة من بعض المتمردين الذين يزعمون بأنه ''حجة الله في أرضه في هذا الزمن''، ويبايعونه على السمع والطاعة والتسليم والإقرار بولايته وأنه المهدي المنتظر. كما حصل الجيش على تسجيلات فيديو لبعض اعتقادات الحوثيين الدخيلة، حيث يعتقدون أن الحوثي سيخرج من قبره لأنه المهدي! ([42])
الرد على عقيدة المهدي:
تبطل دعوى المهدي عند الحوثية بما رواه علماء أهل السنة من الأحاديث الصحيحة في المهدي منها حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل من أهل بيته يواطي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملأت ظلما وجورا) ([43]). ولفظة الحديث صريحة: ( يواطي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ) يعني: اسمه محمد بن عبد الله لا حسين الحوثي .
كما إن الحوثي ليس فيه شيء من صفات المهدي حتى في كتب الشيعة.
وقد ذكر في كتب الشيعة أن مهديهم سيخرج من سامراء لا من اليمن.
أنهم اختلفوا في تحديد مهديهم هذا، فكل يدّعيه، وهذا الاختلاف في حد ذاته
ماهو إلا دليل على بطلان دعواهم ؛ فالباطل يتعدد والحق واحد .
التنقص من الصحابة وأمهات المؤمنين:
يرى أتباع الحوثي أن الصحابة أصل البلاء_ كما يزعم _ الذي لحق بالأمة إلى اليوم قال بدر الدين الحوثي: " أنا عن نفسي أؤمن بتكفيرهم (أي: الصحابة) كونهم خالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله".
يقول حسين الحوثي : " كل سيئة في هذه الأمة .. كل ظلم وقع لهذه الأمة .. وكل معاناة وقعت الأمة فيها .. المسئول عنها: أبو بكر وعمر وعثمان .. وعمر بالذات لأنه هو المهندس للعملية كلها ".. و يقول حسين الحوثي عن بيعة الصحابة لأبي بكر: " شرُّ تلك البيعة ما زال إلى الآن ".. و يقول حسين الحوثي: "إن مشكلة أبي بكر وعمر مشكلة خطيرة، هم وراء ما وصلت إليه الأمة، وهم وراء العمى عن الحل".
و الحوثيين يكنون عداءً خاصاً للخليفة عمر بن الخطاب الذي أطفأ الله على يديه نار الفرس المجوس في القادسية.. يقول الحوثي: "معاوية سيئة من سيئات عمر – في اعتقادي- وليس معاوية بكله إلا سيئة من سيئات عمر ابن الخطاب ، وأبو بكر هو واحدة من سيئاته، وعثمان واحدة من سيئاته".
ويقول حسين الحوثي: "السلف الصالح هم من لعب بالأمة، هم من أسس ظلم الأمة وفرق الأمة، لأن أبرز شخصية تلوح في ذهن من يقول السلف الصالح يعني: أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، وهذه النوعية هم السلف الصالح، هذه أيضاً فاشلة !!! ) .
وهذه بعض كلمات زعيمهم السابق حسين الحوثي تبين عدائه للصحابة ، ومن ثم عدائهم لكل أهل السنة :
بداية منع الترضي عنهم:
يقول: (نحن نقول ونحرج أنفسنا سلام الله عليه ، وهو كان كذا فلا سلام الله عليه وهو على باطل ....نحن لا نتعب أنفسنا بأعلام يرتكبون باطلا ثم نحاول أن نغطي عليهم ). ([44]) .
ثم يقول لأتباعه: ( يقال لنا دعك من عمر وأبي بكر فهم أصحاب فضل وجهاد.. دعك من التعرض لهم فذلك يجرح مشاعر الآخرين.. بينما هذا كلام خطأ.. ففي الحقيقة يجب أن نتعرض لهم، فالله قد توعد بأنه سيحبط عمل الذين يرفعون صوتهم فوق صوت النبي، فما بالك بمن رفع خطاً ومنهجاً بأكمله يخالف منهج النبي([45])...)
ويتساءل : (أليس أبو بكر وعمر ومن ورائهما هم الذين سادوا المجتمع المسلم وهم أغلبية الأمة بعد أن جعلوا النبي وما بذله النبي من جهد كبير لا شيء في الأخير([46] )
وساد ذلك المنهج منذ ذلك الوقت إلى اليوم.. لقد فعلوا «أبو بكر وعمر» أكثر من رفع أصواتهم فوق صوت النبي.. رفعوا شخصاً آخر غير من رفعه النبي ورفع يده يوم الغدير..فكيف تريدنا أن نتسامح مع أشخاص خربوا هذه الأمة.. الناس بحاجة إلى تولي علي كشرط لتكون من حزب الله وبدون ذلك لا يتحقق شيء ...)
ويقول: ( العرب كلهم سنة يتولون أبا بكر وعمر فما استطاعوا أن يصلوا إلى حل إطلاقاً في صراعهم مع أعداء الإسلام، فمنذ عهد أبي بكر والى اليوم والأمة كل سنة تهبط نحو الأسفل من جيل إلى جيل.. إن الذين يوالون أبا بكر وعمر «السنية» لا ينقصهم أسلحة ولا مال، فلماذا لم يغلبوا اليهود، بينما يقول الله إن حزب الله هم الغالبون ..
الحقيقة أنهم «السنية» ليسوا من حزب الله لأنهم حرفوا عبارة «الذين آمنوا» المقصود بها الإمام علي ، حرفوها إلى أبي بكر وعمر وغيرهما ممن انهزموا أمام اليهود .. ويقول: إن حزب الله» المذكورين في القرآن ليسوا هؤلاء المسلمين السنة.. بدليل أنهم ليسوا هم الغالبون في مواجهة اليهود وأمريكا والنصارى..
بل إن «حزب الله» مفهوم قرآني يقتصر على «الشيعة» بدليل إن حزب الله هزم أمريكا لأنه «شيعي» وبدليل إن واحدة فقط من بين 58 دولة إسلامية هزمت أمريكا، هذه الدولة هي إيران.. أي الدولة الشيعية الوحيدة في العالم .. وبالتالي فالقرآن صريح في البلاغ بأن الأمة الإسلامية لا تنتصر ولن تنتصر ولن يصلح لها حال إلا «بالشيعة» وتحت قيادة «أبناء علي»).([47])
الرد على عقيدة الطعن في الصحابة:
إن هذه الهجمة على الصحابة وأمهات المؤمنين وعلى أهل السنة عموما لهي جزء من مخطط منظم للنيل منهم ، لأنهم أهل الدين .
إن كان الحوثية يرون الطعن والسب واللعن عقيدة ، فأهل السنة لا يرون ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن المؤمن ليس باللعان ولا بالطعان ولا الفاحش ولا البذيء ). ([48])
ونحن نعتقد أن عائشة_رضي الله عنها_ هي أم المؤمنين وأحب نساء النبي_صلى الله عليه وسلم_ إلى قلبه بعد خديجة_رضي الله عنها_ وقال الرسول صلى الله عيه وسلم: ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )([49] ) وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس، أحسن الناس رأياً فيالعامة )
وأما الصحابة فهم أفضل وخير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا يختار الله تعالى لصحبة نبيه إلا خير وأفضلهم ديناً وحسباً ونسباً، فنحن نحبهم ولا نغالي فيهم، ونواليهم ولا نسبهم، ونبغض من يسبهم ويعاديهم، كما نعتقد لكل منهم سابقة ولكل منهم فضل لا ينكره إلا جاهل أو جاحد أو مكابر قال سبحانه وتعالى:
{ لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } الحشر: ٨ – ١٠
1. وقال سبحانه (( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )) الفتح: ٢٩
وكذلك جاءت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بمدحهم والثناء عليهم والنهي عن سَبِّهم.
- فمن ذلك: قوله صلى الله عليه وسلم: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) ، قال عمران:" فلا أدري: أَذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة".([50])
- وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تَسُبّوا أحداً من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحدِ ذهباً، ما أدرك مدَّ أحدهم ولا نصيفة). ([51])
وقال الإمام أبو زرعة – رحمه الله - : (إذا رأيت الرجل ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق). ([52])
وترتب لعدائهم لأهل السنة أنهم طرحوا السنة بالكامل ولا يؤمنون بحديث واحد منها وهاجموا صحيح البخاري ومسلم وقالوا أنها تقول وكذب على رسول الله([53])على الإطلاق ومن ذلك أمروا أتباعهم بعدم قول آمين في الصلاة وحرموا دراسة علم أصول الفقه.
يقول بدر الدين ) : إن قول آمين بدعه ولا يجوز وبغض النظر عن الحكم الشرعي فأنى أرى منعها حتى لا نقلد النواصب _ أي أهل السنة). ([54])
ويقول أيضا: ( أنا أرى إن أسوا ما ضربنا وأبعدنا عن الله هو علم أصول الفقه بصراحة أقولها هو من أسوأ الفنون....لأنه من تراث أهل السنة ). ([55])
الرد:
أما عدم الإيمان بالصحيحين فهو عدم إيمان بالسنة أصلا والتي هي المصدر الثاني في التشريع، فإذا صحت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت بمنزلة القرآن تماماً في تصديق الخبر والعمل بالحكم، كما قال تعالى: { وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً } النساء: ١١٣
الحكمة يعني السنة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته ، يأتيه الأمر من أمري، يقول: لا ندري؟ ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه"([56]).
وأما قول آمين معنى الاستحباب ظاهر من مدلول معنى التأمين، فهي من باب الطلب
وتأكيد الدعاء ، ونحن نعلم أن النصف الثاني من الفاتحة هو دعاء، فاستحب لأجله التأمين عليه ، لذا فالأمر سنة عند الجمهور والأدلة دلت على استحبابها في الصلاة وبينت أجرها في حال موافقة تأمين المأموم لتأمين الملائكة، ولمعنى الكلمة ذاتها، لذا ذكر ابن كثير ناقلاً عن الأصحاب أنها تتأكد في حق المصلي وتستحب لمن هو خارجها.
ومعلوم إن علم أصول الفقه هو النظر في الأدلة لمعرفة الأحكام الشرعية : المطلق من المقيد ، والعام من الخاص ، والمبهم من المفسر ، والناسخ من المنسوخ ، والظني من القطعي ولا غنى عن هذا العلم لفهم القواعد الشرعية
وضوابطها.
قال الشيخ الإمام محمد العثيمين -رحمه الله- في مختصره الأصولي (الأصول من علم الأصول): "فائدتُه: التَّمَكُّن من حصول قدرة يستطيع بها ـ أي الفقيه ـ استخراج الأحكام الشرعية من أدلتها على أسس سليمة.
وأول من جمعه كفنٍ مستقل الإمام الشافعي محمد بن إدريس رحمه الله، ثم تابعه العلماء في ذلك، فألفوا فيه التآليف المتنوعة، ما بين منثور، ومنظوم، ومختصر، ومبسوط حتى صار فنًّا مستقلًّا، له كيانه، ومميزاته". فمن يقول بتلك الدعوى الغريبة فإنَّ دعواه تلك يلزمُ منها لوازم باطلة كثيرة منها: اتهامُ هؤلاء الأكابر من علماء السلف والخلف بأنهم اشتغلوا بما لا فائدة فيه، وأضاعوا وقتهم بما لا طائل منه، وأدخلوا على المسلمين علوماً لا جدوى منها!
وحقيقة استغرب هذا القول من الحوثية بإنكار علم أصول الفقه ؛ على الرغم أن هناك مجموعة كبيرة من علماء الزيدية لهم كتب في الفقه وأصوله كابن الوزير والشوكاني و الصنعاني و المقبلي([57]).
_الاحتفال بيوم الغدير([58]):
بعد فجر 18 من ذي الحجة تتجمع رجالات القبائل والصبيان، وينتظموا في صفوف تتقدمها السادة والوجهاء ثم يبدءوا بالتحرك إلى جبل يسمى المخروق ويبدءون بإطلاق الرصاص ، وتتعالى الأصوات مرددة القصائد التي تمتدح الرسول _صلى الله عليه وسلم_وعلي _ رضي الله عنه_ وبقية آل البيت وهذه خطبة لحسين الحوثي ألقيت في حفل الغدير: ( إن الرسول لم يغادر هذه الحياة إلا بعد أن أعلن للأمة من الذي سيخلفه ، وهذا هو موضوع اليوم ) .
ففي مثل هذا اليوم من السنة العاشرة وبعد عودة الرسول من حجة الوداع مع عشرات الآلاف من جموع المسلمين وقف في وادي خم وخطب خطبة عظيمة، والحدث الهام في مثل هذا اليوم ، وباعتباره فضيلة عظيمة من فضائل الإمام خطب رسول الله إلى أن قال:
( يا أيها الناس ، إن الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم والي من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره، وأخذل من خذله ) ، ويقول حسين الحوثي بعد هذا: ( ما أعظم كلمة (هذا) في هذا المقام..لكننا تنكرنا لها..والحل هو لابد للأمة من أعلام تلتف حولها هم أهل البيت ). ([59])
الرد :
بالنسبة للاحتفال بيوم الغدير فهو بدعة ابتدعها الشيعة الأثنى عشرية ، وأما بالنسبة للحديث الرسول : صلى الله عليه وسلم: (من كنت مولاه فعلي مولاه) ، فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية) :وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه فليس هو في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء وتنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري وطائفة من أهل العلم بالحديث إنهم طعنوا فيه... وأما الزيادة وهي قوله اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ... فلا ريب انه كذب). ([60])
وصحة هذه الجملة عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ إن صحت ـ لا تكون بحال دليلا على إثبات ما ألحقه به الحوثية من زيادات في الحديث للتوصل إلى تقديمه رضي الله عنه على بقية الصحابة كلهم ، أو إلى الطعن في الصحابة بأنهم سلبوه حقه .
ومعنى الحديث اختلف فيه ، وأيَّاً كان فإنه لا يناقض ما هو ثابت و معروف بالأحاديث الصحاح من أن أفضل الأمة أبو بكر و أنه الأحقُّ بالخلافة ، ثم يليه عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنه الله عنهم أجمعين.
ومن هذه المعاني التي ذكرت لهذا الحديث:
قَالَ الشَّافِعِيُّ :(يَعْنِي بِذَلِكَ ولاءَ الإِسلامِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُم).
وقَالَ الطِّيبِيُّ) : لا يَسْتَقِيمُ أَنْ تُحْمَلَ الْوِلايَةُ عَلَى الإِمَامَةِ الَّتِي هِيَ التَّصَرُّفُ فِي أُمُورِ الْمُؤْمِنِينَ لأَنَّ الْمُتَصَرِّفَ الْمُسْتَقِلَّ فِي حَيَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ هُوَ لا غَيْرُهُ فَيَجِبُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْمَحَبَّةِ ووَلاءِ الإِسْلامِ وَنَحْوِهِم ). ([61])
وبعد هذه الوقفات السريعة مع عقائد الحوثيين والتي تمثل الامتداد المعاصر التابع للإثني عشرية ؛ ننتهي إلى القول بأن الحركة الحوثية وهي توظف كل إمكاناتها الفكرية لإثبات ولاية علي بن أبي طالب ، فإنها لا تسعى لإثبات ولاية علي في حد ذاتها .
ولكن لكي يتسنى لها بعد ذلك القول بوراثة كل الخصائص والحقوق السياسية والدينية التي كانت للنبي _صلى الله عليه وسلم _ والتي أوصى بها لعلي من بعده الذي أوصى بها بدوره لسبطيه ومنهما إلى ذريتهما حتى وصلت إلى حسين بدر الدين الحوثي الذي يقاتل أتباعه اليوم الحكومة اليمنية:(التي تقتل أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) حسب تعبير يحيى الحوثي الممثل السياسي لجماعة الحوثيين في الخارج.
المبحث الثالث ... خطر الحوثيين وسبل مواجهتهم
الحوثيين أصحاب مشروع سياسي مسلح تسليحاً كافياً بل ومتفوقاً في ضوء فشل الجيش اليمني النظامي بتشكيلاته المختلفة، وهم يعتقدون أنهم الأصوب و الأحق بالحكم ، ويعملون على إعادة الحكم ألإمامي مره أخرى ، وهو هدف يريدون تأكيد شرعيته بالدخول في مواجهة مع المملكة العربية السعودية ، وذلك لخلط الأوراق والإدعاء بأن اليمنيين و السعوديين يحاربونهم فيكسبوا تعاطف عربي أو إسلامي.
علاقة الحوثيين بإيران
· هناك عدة قرائن بل أدلة دامغة تؤكد وجود دعم إيراني للتمرد الحوثي وهذه القرائن إن لم تدل على إيران خططت لهذا الأمر من البداية:
· من الواضح أن حسين بدر الدين الحوثي قد تأثر بسيرة الإمام الخميني، وأعتقد بإمكانية تطبيق النموذج الإيراني في اليمن.
· قيام أحد أشقائه بتدريس مادة عن الثورة الإيرانية في الدورات التدريبية" لاتحاد الشباب المؤمن.([62])
· إقامة والده ( بدر الدين الحوثي ) في طهران وقم بعد خلافه مع عدد من علماء الزيدية.
· زيارات قام بها "حوثيون " إلى إيران، وزيارات إيرانية إلى اليمن تضمنت لقاءات سرية مع جماعات مرتبطة " بتنظيم الشباب المؤمن ".
· الدعم الإعلامي الإيراني الواضح للتيار الحوثي في حربه مع السلطة اليمنية، من خلال وسائل الإعلام كافة منها " قناة المنار " و " العالم " وغيرهما من القنوات الرافضية.
· عثور الجيش اليمني أثناء تمشيطه مواقع الحوثيين على مخازن أسلحة ورشاشات خفيفة وقذائف وصواريخ قصيرة المدى " بعضها " إيراني الصنع. والعثور على وثائق في المستشفى الإيراني في صنعاء تدل على تورطها في عمليات تجسس ودعم للحوثيين.
· الدعم الإيراني للاضطرابات في بعض المحافظات الجنوبية و الشرقية في اليمن متزامنة مع عدد من حروب الحوثيين من أجل إضعاف الحكومة اليمنية وتشتيتها.
· دعم وسائل الإعلام الإيرانية ، وتصريحات مرجعيات الأثنى عشرية في قم والنجف([63])، التي تظهر موقفها المؤيد للحوثيين كقناة العالم و الكوثر .([64])
· وبذلك تكون :( الحوثية ثمرة تزاوج بين الجارودية من الزيدية الذي قال عنهم الشعبي : (ائتني بزيدي صغير أخرج لك منه رافضيا كبير)([65]) وبين جهود خارجية كثيفة لعولمة الرفض ونشره في أصقاع المعمورة .([66])
دعم صوفي للحوثيين :
ومن الأطراف التي تدعم الحوثي: الصوفيون([67])، ففي ندوة حول "الحالة الإسلامية وخريطة القوى والتيارات الإسلامية في اليمن" ذكر الدكتور أحمد الدغشي - الأستاذ بجامعة صنعاء- وجود تنسيق قائم بين التيارالصوفي في الجنوب مع بعض الزيديين "على أساس أنهم جميعا من (آل البيت)، ومستهدفون من قبل التيارات الأخرى وخاصة السلفية[68]) ) .
أهداف الحوثيين :
تنبثق أهدافهم من عدة أ فكار يؤمنون بها وهي :
1. احتلال للحرمين وتصفية أهل السنة والقضاء على الأنظمة الحاكمة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
2. علماً أنه ظهر فيلم سينمائي في شهر ذي القعدة ( 1430هـ ) الموافق ( 2009م) لشيعي باكستاني في بريطانيا يجسد إرهاصات ظهور مهديهم من خلال مشاهد فيها صور تدنيس الكعبة بدماء من يقتلون فيها والفزع المصاحب لذلك.
3. وفي كتاب " عصر الظهور" لمؤلفه الشيعي على الكوراني العاملي، يؤكد فيه ورود
أحاديث متعددة عن أهل البيت، تؤكد حتمية حدوث ما يصفه الكاتب بــــ" ثورة اليمن الإسلامية للمهدي عليه السلام، وأنها أهدى الرايات في عصر الظهور على الإطلاق". أما قائدها المعروف في الروايات التي أوردها الكتاب باسم " اليماني " فتذكر رواية أن أسمه حسن أو حسين، من ذرية زيد بن علي ، ويستشهد الكتاب ببعض الروايات التي تؤكد أن " اليماني " يخرج من قرية يقال لها " كرعة ". وهي قرية في منطقة خولان بالقرب من صعدة. ([69])
وبرغم هذه الخطورة فإن مستقبل الحركة الحوثية لن يقود إلى شيء إيجابي، بل العكس، فإن استمرارية القتال ستؤدي بالحركة نفسها قبل غيرها، وهي إن لفتت الأنظار إليها، فإن المؤكد أن ديمومة الصراع لن يكون في صالحها أبداً، بسبب طائفيتها وتفجيرها للأوضاع في المنطقة بأسرها..([70])
نظرة أهل العلم لاعتداءات الحوثيين:
انتقد المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ الحوثيين بشدة ، معتبرا تصرفاتهم فتنة بين المسلمين ، والأفكار التي يؤمنون بها وينطلقون منها قائمة على التعصب لأقوال شاذة وآراء فاسدة، معتبراً من يقاتلون الحوثي إنما هم مجاهدون.
وزاد رئيس هيئة كبار العلماء السعودية أن الحوثيين أضافوا خطأ إلى أخطائهم الكثيرة بمحاولة فرض عقيدتهم الفاسدة على المجتمع والبلاد الإسلامية ، داعيا البلدان الإسلامية إلى عدم الرضى بالأفكار الفاسدة البعيدة عن الشريعة الإسلامية.
وأثنى المفتي العام للمملكة على أداء رجال الأمن، مثمنا جهودهم في الحفاظ على أمن الوطن وحماية مقدراته، مضيفا: «هؤلاء الجنود المرابطون إنما هم في جهاد يحرسون ثغرا من ثغور الإسلام، وهم على خير وأجر عظيم في إخلاصهم ودفاعهم عن الوطن. ([71])
سبل المواجهة والوقاية:
إن حرب الحوثية مشكلة مازالت قائمة ، والوضع مازال متأزماً ، وهذه بعضا من الأساليب لمواجهة الخطر والوقاية منه .
1. العمل الجاد على نشر مذهب أهل السنة في اليمن خاصة وفي العالم الإسلامي عامة، ودعم المؤسسات في سبيل تحقيق هذا الهدف.
2. إبراز الجانب العقدي لهذه الحركات الباطنية وبيان أثرها في تغيير عقائد المسلمين، وتغيير خارطة العالم الإسلامي.
3. على دعاة الإسلام وإعلاميّيهم وتجّارهم إنشاء قنوات إسلامية تواجه القنوات الشيعية ذات الطابع الطائفي التحريضي، فعصر اليوم هو عصر الإعلام، وسلاح الإعلام أشد فتكاً وأوسع انتشاراً.
4. أن على الدول الإسلامية السنية أن تتقوّى بذاتها، وأن تسعى لامتلاك القوة التي تردع أطماع الشيعة على البلاد السنية،
5. المواجهة العسكرية الحاسمة لكل حادثة شغب واجتراء وفوضى من هذه الحركات الباطنية، سواء على الحدود أو في الشعائر المقدسة.
6. تأليف الكتب والرسائل العلمية و المطويات والتسجيلات الصوتية و المرئية وكل الوسائط الإلكترونية، ونشرها بكل الوسائل، لتحصين الأمة كافة بالعلم النافع الذي يحفظهم من السقوط في هاوية المعتقدات الفاسدة، والأفكار الهدامة.
7. الاستفادة من الإعلام بكل أنواعه وأشكاله المرئية والمسموعة والمكتوبة وبخاصة الإعلام الإلكتروني " مواقع الانترنت " لبيان معتقدهم ، وخطورتهم على الدين والمجتمع الإنساني ، وكشف عقائد الحوثية الجارودية ، وتوضيح انحرافهم وبعدهم حتى عن الزيدية وأنهم أقرب إلى الرافضة الأثني عشرية الإمامية ، وبيان التحول الذي حدث لبدر الدين الحوثي من الفكر الزيدي إلى الفكر الأثني عشري المنحرف .
ومن الخطأ أيضاً نسيان تاريخ الحركات الشيعية الثورية التي عانى منها المسلمون عبر تاريخهم، كحركة القرامطة، والحركة العبيدية والصفوية ، وغيرها من الحركات التي أذاقت المسلمين الويلات، وأدخلت أهل الإسلام في صراعات داخلية مريرة .
فما هذه الحركة إلا امتداد لتلك الحركات الباطنية جاءت استجابة للصوت الصفوي الذي دعا لتصدير الثورة المزعومة في مشارق الأرض ومغاربها. وتبشير أتباعها بقرب ظهور مهدّيهم الغائب المنتظر.
الخاتمة
الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ، لقد أمضيت أقلب النظر في مسائل هذا البحث ، وأجمع مادته العلمية من مصادر معتمدة وغيرها، وأرتبها وأصوغها وأدرسها وانقدها ، وفي نهاية البحث لابد من وقفة أعرض فيها أهم النتائج([72])التي توصلت إليها :
_ إن الحوثيين فرقة ظهرت حديثا وترجع جذورها إلى الزيدية الجارودية.
_ تأسست الحوثية في صعدة شمال اليمن ، وتنسب لحسين بدر الدين الحوثي.
_ أن الحوثيين فرقة اختلطت فيها عناصر الفكر والسياسة .
_ إن منتدى الشباب المؤمن أسس في بداية أمره للأنشطة الثقافية،ثم أصبح مكان انطلاقة عقائد الحوثيين وتنفيذ الخطط.
_ أثرت الشيعة الأثنى عشرية على عقائد الحوثيين كالقول بالإمامة و الطعن في الصحابة
والإيمان بالمهدي المنتظر و الإحتفال بعيد الغدير.
_ أن الحوثية يؤولون القرآن حسب معتقداتهم ، وأما السنة فإنهم ينكرونها بالكامل.
_ إن عقائد الحوثيين باطلة بدليل مخالفتها لعقائد أهل السنة والجماعة.
_ تدعم إيران الحوثيين ماليا وفكريا وعسكريا وذلك لتصدير الثورة الخمينية إلى اليمن.
_ لا يمكن أن نفصل هذه الحركة عن مخطط التمدد الشيعي على البلاد الإسلامية، فالميل العقدي للشيعة الأثني عشرية قد ظهر على حال مؤسسي هذه الحركة وأقوالهم.
_ تتمثل خطورة الحوثيين في الإيمان بالأهداف التي يسعون لتحقيقها ومنها إمامة العالم اجمع وقتل أهل السنة .
_ إن العمل الجاد على نشر مذهب أهل السنة في العالم الإسلامي ، وإبراز الجانب العقدي لهذه الحركات الباطنية من أعظم الطرق لمواجهة الحوثيين والشيعة الأثنى عشرية .
المراجع
· القرآن الكريم .
· أصل الشيعة وأصولها،آل كاشف الغطاء،محمد حسين ،المطبعة الأميرية،القاهرة،1984م
· أضواء على عقائد الأثنى عشرية ، جعفر السجاني (كتاب الكتروني).
· الإمام زيد، محمد أبو زهرة،دار الفكر العربي .
· بحار الأنوار،محمد باقر المجلسي دار الكتب الإسلامية ،طهران،1385هـ
· البداية والنهاية. لابن كثير، دار الفكر، بيروت، توزيع مكتبة الرياض الحديثة- الرياض- 1398هـ، 1978م.
· الحوثية في اليمن ( الأطماع المذهبية في ظل التحولات الدولية)،إعداد: مجموعة باحثين ، مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث ، صنعاء 2008م
· الحوثيين (الظاهرة الحوثية) ، د/ احمد الدغشي ، مكتبة خالد بن الوليد،دار الكتب اليمنية
· الزهر والحجر:التمرد الشيعي في اليمن وموقع الأقليات الشيعية في السيناريو الجديد،عادل الأحمدي،مركز نشوان الحميري للدراسات والنشر،اليمن صنعاء,الطبعة الثانية2007م
· سلسلة الأحاديث الصحيحة، محمد ناصر الدين الألباني (ضمن موسوعة الرد على الرافضة).
· الشيعة والتشيع، محمد جواد مغنية، دار الكتاب اللبناني.
· صحيح البخاري, للبخاري، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم, دار ابن كثير, بيروت 1987م.
· صحيح مسلم, للنيسابوري ،لأبي الحسين مسلم بن الحجاج , دار إحياء التراث ،بيروت, 1423هـ.
· في العمق الحوثي: النشأة والأهداف والتحولات، عبد الواسع سعيد المخلافي، موقع نشوان نيوز.
· الكافي, للكليني , محمد بن يعقوب، تصحيح: نجم الدين الآملي, (نسخة الكترونية).
· منهاج السنة النبوية،ابن تيمية،تحقيق:محمد رشيد سالم،مكتبة ابن تيمية،القاهرة،الطبعة الثانية،1409هـ.
· الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة، الندوة العالمية للشباب الإسلامي. ط4، 1420هـ.
· الملل والنحل. الشهرستاني، تحقيق: عبد الأمير علي مهنا، وعلي حسن فاعور، دار المعرفة، ط1، 1410هـ، 1990م.
· وسائل الشيعة لتحصيل مسائل الشيعة ،الحر العاملي،محمد بن الحسن، بيروت ، الطبعة الرابعة ، 1394هـ
القنوات الفضائية والمواقع والمجلات الإلكترونية:
· قناة الخليجية
· قناة المجد
· قناة المستقلة
موسوعة الرشيد
هذا الكتاب الذي سعت الحركة الحوثية في إطارها الفكري إلى نشر أفكاره عن قصد بين أتباعها أثناء التمرد الحوثي، هو الذي أدى مع غيره من المحاضرات والكتيبات إلى إلهاب الحماس الديني لدى الشباب ضمن حركة«الشباب المؤمن»، حيث انطلقوا بشكل مستميت يدافعون عن «سيدهم» الذي وعدهم بالنصر والتمكين والذي تعد نصرته واجباً دينياً مقدساً. ([39]) .
ومن العجيب أيضا أن هناك عضو في المجلس المحلي بمديرية هيدان اسمه أحمد الدايلي ادعى انه المهدي المنتظر وليس حسين الحوثي. وأمر الناس في هذه المنطقة أن يبايعوه باعتباره الإمام المهدي المنتظر. وبعد القبض عليه من قوات وأجهزة الأمن عثر بحوزته على كمية من المنشورات التي تروج لدعوته بين المواطنين. ([40])
وقد أثار مقطع فيديو بثته مواقع إلكترونية مختلفة ، حفيظة عدد من علماء ومشايخ اليمن ، يظهر فيه أحد أتباع الحوثيين يتحدث حول زعيم الجماعة السابق حسين بدر الدين الحوثي أنه هو المهدي المنتظر، حيث يخبر بأن زعيم الجماعة الذي قتل في مواجهات بينها وبين الجيش اليمني عام 2004 سيعود من قبره لقيادة الجماعة من جديد!
فأدان علماء اليمن ادعاءات الحوثيين ووصفهم قائدهم بـ «المهدي المنتظر» وقالوا إن اعتقاداتهم دخيلة على المجتمع.. وعمرها لا يزيد على 5 أعوام فقط. وهذا دليل واضح على تأثر الحوثيين بالشيعة الأثني عشرية. ([41])
وكان الجيش اليمني قد كشف أخيرا عن وثائق جديدة في أماكن متفرقة من مواقع الصراع مع الحوثيين، تصف مؤسس التمرد حسين الحوثي (شقيق زعيم المتمردين الحالي عبد الملك) بأنه المهدي المنتظر، إلا أن العثور عليها كان في فترة سابقة (1/11/2009م) وتوضح هذه الوثائق الفكر الإمامي الذي يكرس له حسين الحوثي بين أتباعه ، وحرصه على إثبات مشروعية حركته بأساليب مختلفة ومنها إقناع البسطاء بأنه ''المهدي المنتظر'' .
وصولا إلى الصدام المسلح مع من لا يوافق فكرته ، باعتباره الإمام المنتظر لهذه الفئة، كما تم أيضا العثور على وثيقة مبايعة من بعض المتمردين الذين يزعمون بأنه ''حجة الله في أرضه في هذا الزمن''، ويبايعونه على السمع والطاعة والتسليم والإقرار بولايته وأنه المهدي المنتظر. كما حصل الجيش على تسجيلات فيديو لبعض اعتقادات الحوثيين الدخيلة، حيث يعتقدون أن الحوثي سيخرج من قبره لأنه المهدي! ([42])
الرد على عقيدة المهدي:
تبطل دعوى المهدي عند الحوثية بما رواه علماء أهل السنة من الأحاديث الصحيحة في المهدي منها حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل من أهل بيته يواطي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملأت ظلما وجورا) ([43]). ولفظة الحديث صريحة: ( يواطي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ) يعني: اسمه محمد بن عبد الله لا حسين الحوثي .
كما إن الحوثي ليس فيه شيء من صفات المهدي حتى في كتب الشيعة.
وقد ذكر في كتب الشيعة أن مهديهم سيخرج من سامراء لا من اليمن.
أنهم اختلفوا في تحديد مهديهم هذا، فكل يدّعيه، وهذا الاختلاف في حد ذاته
ماهو إلا دليل على بطلان دعواهم ؛ فالباطل يتعدد والحق واحد .
التنقص من الصحابة وأمهات المؤمنين:
يرى أتباع الحوثي أن الصحابة أصل البلاء_ كما يزعم _ الذي لحق بالأمة إلى اليوم قال بدر الدين الحوثي: " أنا عن نفسي أؤمن بتكفيرهم (أي: الصحابة) كونهم خالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله".
يقول حسين الحوثي : " كل سيئة في هذه الأمة .. كل ظلم وقع لهذه الأمة .. وكل معاناة وقعت الأمة فيها .. المسئول عنها: أبو بكر وعمر وعثمان .. وعمر بالذات لأنه هو المهندس للعملية كلها ".. و يقول حسين الحوثي عن بيعة الصحابة لأبي بكر: " شرُّ تلك البيعة ما زال إلى الآن ".. و يقول حسين الحوثي: "إن مشكلة أبي بكر وعمر مشكلة خطيرة، هم وراء ما وصلت إليه الأمة، وهم وراء العمى عن الحل".
و الحوثيين يكنون عداءً خاصاً للخليفة عمر بن الخطاب الذي أطفأ الله على يديه نار الفرس المجوس في القادسية.. يقول الحوثي: "معاوية سيئة من سيئات عمر – في اعتقادي- وليس معاوية بكله إلا سيئة من سيئات عمر ابن الخطاب ، وأبو بكر هو واحدة من سيئاته، وعثمان واحدة من سيئاته".
ويقول حسين الحوثي: "السلف الصالح هم من لعب بالأمة، هم من أسس ظلم الأمة وفرق الأمة، لأن أبرز شخصية تلوح في ذهن من يقول السلف الصالح يعني: أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، وهذه النوعية هم السلف الصالح، هذه أيضاً فاشلة !!! ) .
وهذه بعض كلمات زعيمهم السابق حسين الحوثي تبين عدائه للصحابة ، ومن ثم عدائهم لكل أهل السنة :
بداية منع الترضي عنهم:
يقول: (نحن نقول ونحرج أنفسنا سلام الله عليه ، وهو كان كذا فلا سلام الله عليه وهو على باطل ....نحن لا نتعب أنفسنا بأعلام يرتكبون باطلا ثم نحاول أن نغطي عليهم ). ([44]) .
ثم يقول لأتباعه: ( يقال لنا دعك من عمر وأبي بكر فهم أصحاب فضل وجهاد.. دعك من التعرض لهم فذلك يجرح مشاعر الآخرين.. بينما هذا كلام خطأ.. ففي الحقيقة يجب أن نتعرض لهم، فالله قد توعد بأنه سيحبط عمل الذين يرفعون صوتهم فوق صوت النبي، فما بالك بمن رفع خطاً ومنهجاً بأكمله يخالف منهج النبي([45])...)
ويتساءل : (أليس أبو بكر وعمر ومن ورائهما هم الذين سادوا المجتمع المسلم وهم أغلبية الأمة بعد أن جعلوا النبي وما بذله النبي من جهد كبير لا شيء في الأخير([46] )
وساد ذلك المنهج منذ ذلك الوقت إلى اليوم.. لقد فعلوا «أبو بكر وعمر» أكثر من رفع أصواتهم فوق صوت النبي.. رفعوا شخصاً آخر غير من رفعه النبي ورفع يده يوم الغدير..فكيف تريدنا أن نتسامح مع أشخاص خربوا هذه الأمة.. الناس بحاجة إلى تولي علي كشرط لتكون من حزب الله وبدون ذلك لا يتحقق شيء ...)
ويقول: ( العرب كلهم سنة يتولون أبا بكر وعمر فما استطاعوا أن يصلوا إلى حل إطلاقاً في صراعهم مع أعداء الإسلام، فمنذ عهد أبي بكر والى اليوم والأمة كل سنة تهبط نحو الأسفل من جيل إلى جيل.. إن الذين يوالون أبا بكر وعمر «السنية» لا ينقصهم أسلحة ولا مال، فلماذا لم يغلبوا اليهود، بينما يقول الله إن حزب الله هم الغالبون ..
الحقيقة أنهم «السنية» ليسوا من حزب الله لأنهم حرفوا عبارة «الذين آمنوا» المقصود بها الإمام علي ، حرفوها إلى أبي بكر وعمر وغيرهما ممن انهزموا أمام اليهود .. ويقول: إن حزب الله» المذكورين في القرآن ليسوا هؤلاء المسلمين السنة.. بدليل أنهم ليسوا هم الغالبون في مواجهة اليهود وأمريكا والنصارى..
بل إن «حزب الله» مفهوم قرآني يقتصر على «الشيعة» بدليل إن حزب الله هزم أمريكا لأنه «شيعي» وبدليل إن واحدة فقط من بين 58 دولة إسلامية هزمت أمريكا، هذه الدولة هي إيران.. أي الدولة الشيعية الوحيدة في العالم .. وبالتالي فالقرآن صريح في البلاغ بأن الأمة الإسلامية لا تنتصر ولن تنتصر ولن يصلح لها حال إلا «بالشيعة» وتحت قيادة «أبناء علي»).([47])
الرد على عقيدة الطعن في الصحابة:
إن هذه الهجمة على الصحابة وأمهات المؤمنين وعلى أهل السنة عموما لهي جزء من مخطط منظم للنيل منهم ، لأنهم أهل الدين .
إن كان الحوثية يرون الطعن والسب واللعن عقيدة ، فأهل السنة لا يرون ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن المؤمن ليس باللعان ولا بالطعان ولا الفاحش ولا البذيء ). ([48])
ونحن نعتقد أن عائشة_رضي الله عنها_ هي أم المؤمنين وأحب نساء النبي_صلى الله عليه وسلم_ إلى قلبه بعد خديجة_رضي الله عنها_ وقال الرسول صلى الله عيه وسلم: ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )([49] ) وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس، أحسن الناس رأياً فيالعامة )
وأما الصحابة فهم أفضل وخير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا يختار الله تعالى لصحبة نبيه إلا خير وأفضلهم ديناً وحسباً ونسباً، فنحن نحبهم ولا نغالي فيهم، ونواليهم ولا نسبهم، ونبغض من يسبهم ويعاديهم، كما نعتقد لكل منهم سابقة ولكل منهم فضل لا ينكره إلا جاهل أو جاحد أو مكابر قال سبحانه وتعالى:
{ لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } الحشر: ٨ – ١٠
1. وقال سبحانه (( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )) الفتح: ٢٩
وكذلك جاءت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بمدحهم والثناء عليهم والنهي عن سَبِّهم.
- فمن ذلك: قوله صلى الله عليه وسلم: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) ، قال عمران:" فلا أدري: أَذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة".([50])
- وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تَسُبّوا أحداً من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحدِ ذهباً، ما أدرك مدَّ أحدهم ولا نصيفة). ([51])
وقال الإمام أبو زرعة – رحمه الله - : (إذا رأيت الرجل ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق). ([52])
وترتب لعدائهم لأهل السنة أنهم طرحوا السنة بالكامل ولا يؤمنون بحديث واحد منها وهاجموا صحيح البخاري ومسلم وقالوا أنها تقول وكذب على رسول الله([53])على الإطلاق ومن ذلك أمروا أتباعهم بعدم قول آمين في الصلاة وحرموا دراسة علم أصول الفقه.
يقول بدر الدين ) : إن قول آمين بدعه ولا يجوز وبغض النظر عن الحكم الشرعي فأنى أرى منعها حتى لا نقلد النواصب _ أي أهل السنة). ([54])
ويقول أيضا: ( أنا أرى إن أسوا ما ضربنا وأبعدنا عن الله هو علم أصول الفقه بصراحة أقولها هو من أسوأ الفنون....لأنه من تراث أهل السنة ). ([55])
الرد:
أما عدم الإيمان بالصحيحين فهو عدم إيمان بالسنة أصلا والتي هي المصدر الثاني في التشريع، فإذا صحت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت بمنزلة القرآن تماماً في تصديق الخبر والعمل بالحكم، كما قال تعالى: { وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً } النساء: ١١٣
الحكمة يعني السنة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته ، يأتيه الأمر من أمري، يقول: لا ندري؟ ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه"([56]).
وأما قول آمين معنى الاستحباب ظاهر من مدلول معنى التأمين، فهي من باب الطلب
وتأكيد الدعاء ، ونحن نعلم أن النصف الثاني من الفاتحة هو دعاء، فاستحب لأجله التأمين عليه ، لذا فالأمر سنة عند الجمهور والأدلة دلت على استحبابها في الصلاة وبينت أجرها في حال موافقة تأمين المأموم لتأمين الملائكة، ولمعنى الكلمة ذاتها، لذا ذكر ابن كثير ناقلاً عن الأصحاب أنها تتأكد في حق المصلي وتستحب لمن هو خارجها.
ومعلوم إن علم أصول الفقه هو النظر في الأدلة لمعرفة الأحكام الشرعية : المطلق من المقيد ، والعام من الخاص ، والمبهم من المفسر ، والناسخ من المنسوخ ، والظني من القطعي ولا غنى عن هذا العلم لفهم القواعد الشرعية
وضوابطها.
قال الشيخ الإمام محمد العثيمين -رحمه الله- في مختصره الأصولي (الأصول من علم الأصول): "فائدتُه: التَّمَكُّن من حصول قدرة يستطيع بها ـ أي الفقيه ـ استخراج الأحكام الشرعية من أدلتها على أسس سليمة.
وأول من جمعه كفنٍ مستقل الإمام الشافعي محمد بن إدريس رحمه الله، ثم تابعه العلماء في ذلك، فألفوا فيه التآليف المتنوعة، ما بين منثور، ومنظوم، ومختصر، ومبسوط حتى صار فنًّا مستقلًّا، له كيانه، ومميزاته". فمن يقول بتلك الدعوى الغريبة فإنَّ دعواه تلك يلزمُ منها لوازم باطلة كثيرة منها: اتهامُ هؤلاء الأكابر من علماء السلف والخلف بأنهم اشتغلوا بما لا فائدة فيه، وأضاعوا وقتهم بما لا طائل منه، وأدخلوا على المسلمين علوماً لا جدوى منها!
وحقيقة استغرب هذا القول من الحوثية بإنكار علم أصول الفقه ؛ على الرغم أن هناك مجموعة كبيرة من علماء الزيدية لهم كتب في الفقه وأصوله كابن الوزير والشوكاني و الصنعاني و المقبلي([57]).
_الاحتفال بيوم الغدير([58]):
بعد فجر 18 من ذي الحجة تتجمع رجالات القبائل والصبيان، وينتظموا في صفوف تتقدمها السادة والوجهاء ثم يبدءوا بالتحرك إلى جبل يسمى المخروق ويبدءون بإطلاق الرصاص ، وتتعالى الأصوات مرددة القصائد التي تمتدح الرسول _صلى الله عليه وسلم_وعلي _ رضي الله عنه_ وبقية آل البيت وهذه خطبة لحسين الحوثي ألقيت في حفل الغدير: ( إن الرسول لم يغادر هذه الحياة إلا بعد أن أعلن للأمة من الذي سيخلفه ، وهذا هو موضوع اليوم ) .
ففي مثل هذا اليوم من السنة العاشرة وبعد عودة الرسول من حجة الوداع مع عشرات الآلاف من جموع المسلمين وقف في وادي خم وخطب خطبة عظيمة، والحدث الهام في مثل هذا اليوم ، وباعتباره فضيلة عظيمة من فضائل الإمام خطب رسول الله إلى أن قال:
( يا أيها الناس ، إن الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم والي من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره، وأخذل من خذله ) ، ويقول حسين الحوثي بعد هذا: ( ما أعظم كلمة (هذا) في هذا المقام..لكننا تنكرنا لها..والحل هو لابد للأمة من أعلام تلتف حولها هم أهل البيت ). ([59])
الرد :
بالنسبة للاحتفال بيوم الغدير فهو بدعة ابتدعها الشيعة الأثنى عشرية ، وأما بالنسبة للحديث الرسول : صلى الله عليه وسلم: (من كنت مولاه فعلي مولاه) ، فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية) :وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه فليس هو في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء وتنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري وطائفة من أهل العلم بالحديث إنهم طعنوا فيه... وأما الزيادة وهي قوله اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ... فلا ريب انه كذب). ([60])
وصحة هذه الجملة عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ إن صحت ـ لا تكون بحال دليلا على إثبات ما ألحقه به الحوثية من زيادات في الحديث للتوصل إلى تقديمه رضي الله عنه على بقية الصحابة كلهم ، أو إلى الطعن في الصحابة بأنهم سلبوه حقه .
ومعنى الحديث اختلف فيه ، وأيَّاً كان فإنه لا يناقض ما هو ثابت و معروف بالأحاديث الصحاح من أن أفضل الأمة أبو بكر و أنه الأحقُّ بالخلافة ، ثم يليه عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنه الله عنهم أجمعين.
ومن هذه المعاني التي ذكرت لهذا الحديث:
قَالَ الشَّافِعِيُّ :(يَعْنِي بِذَلِكَ ولاءَ الإِسلامِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُم).
وقَالَ الطِّيبِيُّ) : لا يَسْتَقِيمُ أَنْ تُحْمَلَ الْوِلايَةُ عَلَى الإِمَامَةِ الَّتِي هِيَ التَّصَرُّفُ فِي أُمُورِ الْمُؤْمِنِينَ لأَنَّ الْمُتَصَرِّفَ الْمُسْتَقِلَّ فِي حَيَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ هُوَ لا غَيْرُهُ فَيَجِبُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْمَحَبَّةِ ووَلاءِ الإِسْلامِ وَنَحْوِهِم ). ([61])
وبعد هذه الوقفات السريعة مع عقائد الحوثيين والتي تمثل الامتداد المعاصر التابع للإثني عشرية ؛ ننتهي إلى القول بأن الحركة الحوثية وهي توظف كل إمكاناتها الفكرية لإثبات ولاية علي بن أبي طالب ، فإنها لا تسعى لإثبات ولاية علي في حد ذاتها .
ولكن لكي يتسنى لها بعد ذلك القول بوراثة كل الخصائص والحقوق السياسية والدينية التي كانت للنبي _صلى الله عليه وسلم _ والتي أوصى بها لعلي من بعده الذي أوصى بها بدوره لسبطيه ومنهما إلى ذريتهما حتى وصلت إلى حسين بدر الدين الحوثي الذي يقاتل أتباعه اليوم الحكومة اليمنية:(التي تقتل أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) حسب تعبير يحيى الحوثي الممثل السياسي لجماعة الحوثيين في الخارج.
المبحث الثالث ... خطر الحوثيين وسبل مواجهتهم
الحوثيين أصحاب مشروع سياسي مسلح تسليحاً كافياً بل ومتفوقاً في ضوء فشل الجيش اليمني النظامي بتشكيلاته المختلفة، وهم يعتقدون أنهم الأصوب و الأحق بالحكم ، ويعملون على إعادة الحكم ألإمامي مره أخرى ، وهو هدف يريدون تأكيد شرعيته بالدخول في مواجهة مع المملكة العربية السعودية ، وذلك لخلط الأوراق والإدعاء بأن اليمنيين و السعوديين يحاربونهم فيكسبوا تعاطف عربي أو إسلامي.
علاقة الحوثيين بإيران
· هناك عدة قرائن بل أدلة دامغة تؤكد وجود دعم إيراني للتمرد الحوثي وهذه القرائن إن لم تدل على إيران خططت لهذا الأمر من البداية:
· من الواضح أن حسين بدر الدين الحوثي قد تأثر بسيرة الإمام الخميني، وأعتقد بإمكانية تطبيق النموذج الإيراني في اليمن.
· قيام أحد أشقائه بتدريس مادة عن الثورة الإيرانية في الدورات التدريبية" لاتحاد الشباب المؤمن.([62])
· إقامة والده ( بدر الدين الحوثي ) في طهران وقم بعد خلافه مع عدد من علماء الزيدية.
· زيارات قام بها "حوثيون " إلى إيران، وزيارات إيرانية إلى اليمن تضمنت لقاءات سرية مع جماعات مرتبطة " بتنظيم الشباب المؤمن ".
· الدعم الإعلامي الإيراني الواضح للتيار الحوثي في حربه مع السلطة اليمنية، من خلال وسائل الإعلام كافة منها " قناة المنار " و " العالم " وغيرهما من القنوات الرافضية.
· عثور الجيش اليمني أثناء تمشيطه مواقع الحوثيين على مخازن أسلحة ورشاشات خفيفة وقذائف وصواريخ قصيرة المدى " بعضها " إيراني الصنع. والعثور على وثائق في المستشفى الإيراني في صنعاء تدل على تورطها في عمليات تجسس ودعم للحوثيين.
· الدعم الإيراني للاضطرابات في بعض المحافظات الجنوبية و الشرقية في اليمن متزامنة مع عدد من حروب الحوثيين من أجل إضعاف الحكومة اليمنية وتشتيتها.
· دعم وسائل الإعلام الإيرانية ، وتصريحات مرجعيات الأثنى عشرية في قم والنجف([63])، التي تظهر موقفها المؤيد للحوثيين كقناة العالم و الكوثر .([64])
· وبذلك تكون :( الحوثية ثمرة تزاوج بين الجارودية من الزيدية الذي قال عنهم الشعبي : (ائتني بزيدي صغير أخرج لك منه رافضيا كبير)([65]) وبين جهود خارجية كثيفة لعولمة الرفض ونشره في أصقاع المعمورة .([66])
دعم صوفي للحوثيين :
ومن الأطراف التي تدعم الحوثي: الصوفيون([67])، ففي ندوة حول "الحالة الإسلامية وخريطة القوى والتيارات الإسلامية في اليمن" ذكر الدكتور أحمد الدغشي - الأستاذ بجامعة صنعاء- وجود تنسيق قائم بين التيارالصوفي في الجنوب مع بعض الزيديين "على أساس أنهم جميعا من (آل البيت)، ومستهدفون من قبل التيارات الأخرى وخاصة السلفية[68]) ) .
أهداف الحوثيين :
تنبثق أهدافهم من عدة أ فكار يؤمنون بها وهي :
1. احتلال للحرمين وتصفية أهل السنة والقضاء على الأنظمة الحاكمة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
2. علماً أنه ظهر فيلم سينمائي في شهر ذي القعدة ( 1430هـ ) الموافق ( 2009م) لشيعي باكستاني في بريطانيا يجسد إرهاصات ظهور مهديهم من خلال مشاهد فيها صور تدنيس الكعبة بدماء من يقتلون فيها والفزع المصاحب لذلك.
3. وفي كتاب " عصر الظهور" لمؤلفه الشيعي على الكوراني العاملي، يؤكد فيه ورود
أحاديث متعددة عن أهل البيت، تؤكد حتمية حدوث ما يصفه الكاتب بــــ" ثورة اليمن الإسلامية للمهدي عليه السلام، وأنها أهدى الرايات في عصر الظهور على الإطلاق". أما قائدها المعروف في الروايات التي أوردها الكتاب باسم " اليماني " فتذكر رواية أن أسمه حسن أو حسين، من ذرية زيد بن علي ، ويستشهد الكتاب ببعض الروايات التي تؤكد أن " اليماني " يخرج من قرية يقال لها " كرعة ". وهي قرية في منطقة خولان بالقرب من صعدة. ([69])
وبرغم هذه الخطورة فإن مستقبل الحركة الحوثية لن يقود إلى شيء إيجابي، بل العكس، فإن استمرارية القتال ستؤدي بالحركة نفسها قبل غيرها، وهي إن لفتت الأنظار إليها، فإن المؤكد أن ديمومة الصراع لن يكون في صالحها أبداً، بسبب طائفيتها وتفجيرها للأوضاع في المنطقة بأسرها..([70])
نظرة أهل العلم لاعتداءات الحوثيين:
انتقد المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ الحوثيين بشدة ، معتبرا تصرفاتهم فتنة بين المسلمين ، والأفكار التي يؤمنون بها وينطلقون منها قائمة على التعصب لأقوال شاذة وآراء فاسدة، معتبراً من يقاتلون الحوثي إنما هم مجاهدون.
وزاد رئيس هيئة كبار العلماء السعودية أن الحوثيين أضافوا خطأ إلى أخطائهم الكثيرة بمحاولة فرض عقيدتهم الفاسدة على المجتمع والبلاد الإسلامية ، داعيا البلدان الإسلامية إلى عدم الرضى بالأفكار الفاسدة البعيدة عن الشريعة الإسلامية.
وأثنى المفتي العام للمملكة على أداء رجال الأمن، مثمنا جهودهم في الحفاظ على أمن الوطن وحماية مقدراته، مضيفا: «هؤلاء الجنود المرابطون إنما هم في جهاد يحرسون ثغرا من ثغور الإسلام، وهم على خير وأجر عظيم في إخلاصهم ودفاعهم عن الوطن. ([71])
سبل المواجهة والوقاية:
إن حرب الحوثية مشكلة مازالت قائمة ، والوضع مازال متأزماً ، وهذه بعضا من الأساليب لمواجهة الخطر والوقاية منه .
1. العمل الجاد على نشر مذهب أهل السنة في اليمن خاصة وفي العالم الإسلامي عامة، ودعم المؤسسات في سبيل تحقيق هذا الهدف.
2. إبراز الجانب العقدي لهذه الحركات الباطنية وبيان أثرها في تغيير عقائد المسلمين، وتغيير خارطة العالم الإسلامي.
3. على دعاة الإسلام وإعلاميّيهم وتجّارهم إنشاء قنوات إسلامية تواجه القنوات الشيعية ذات الطابع الطائفي التحريضي، فعصر اليوم هو عصر الإعلام، وسلاح الإعلام أشد فتكاً وأوسع انتشاراً.
4. أن على الدول الإسلامية السنية أن تتقوّى بذاتها، وأن تسعى لامتلاك القوة التي تردع أطماع الشيعة على البلاد السنية،
5. المواجهة العسكرية الحاسمة لكل حادثة شغب واجتراء وفوضى من هذه الحركات الباطنية، سواء على الحدود أو في الشعائر المقدسة.
6. تأليف الكتب والرسائل العلمية و المطويات والتسجيلات الصوتية و المرئية وكل الوسائط الإلكترونية، ونشرها بكل الوسائل، لتحصين الأمة كافة بالعلم النافع الذي يحفظهم من السقوط في هاوية المعتقدات الفاسدة، والأفكار الهدامة.
7. الاستفادة من الإعلام بكل أنواعه وأشكاله المرئية والمسموعة والمكتوبة وبخاصة الإعلام الإلكتروني " مواقع الانترنت " لبيان معتقدهم ، وخطورتهم على الدين والمجتمع الإنساني ، وكشف عقائد الحوثية الجارودية ، وتوضيح انحرافهم وبعدهم حتى عن الزيدية وأنهم أقرب إلى الرافضة الأثني عشرية الإمامية ، وبيان التحول الذي حدث لبدر الدين الحوثي من الفكر الزيدي إلى الفكر الأثني عشري المنحرف .
ومن الخطأ أيضاً نسيان تاريخ الحركات الشيعية الثورية التي عانى منها المسلمون عبر تاريخهم، كحركة القرامطة، والحركة العبيدية والصفوية ، وغيرها من الحركات التي أذاقت المسلمين الويلات، وأدخلت أهل الإسلام في صراعات داخلية مريرة .
فما هذه الحركة إلا امتداد لتلك الحركات الباطنية جاءت استجابة للصوت الصفوي الذي دعا لتصدير الثورة المزعومة في مشارق الأرض ومغاربها. وتبشير أتباعها بقرب ظهور مهدّيهم الغائب المنتظر.
الخاتمة
الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ، لقد أمضيت أقلب النظر في مسائل هذا البحث ، وأجمع مادته العلمية من مصادر معتمدة وغيرها، وأرتبها وأصوغها وأدرسها وانقدها ، وفي نهاية البحث لابد من وقفة أعرض فيها أهم النتائج([72])التي توصلت إليها :
_ إن الحوثيين فرقة ظهرت حديثا وترجع جذورها إلى الزيدية الجارودية.
_ تأسست الحوثية في صعدة شمال اليمن ، وتنسب لحسين بدر الدين الحوثي.
_ أن الحوثيين فرقة اختلطت فيها عناصر الفكر والسياسة .
_ إن منتدى الشباب المؤمن أسس في بداية أمره للأنشطة الثقافية،ثم أصبح مكان انطلاقة عقائد الحوثيين وتنفيذ الخطط.
_ أثرت الشيعة الأثنى عشرية على عقائد الحوثيين كالقول بالإمامة و الطعن في الصحابة
والإيمان بالمهدي المنتظر و الإحتفال بعيد الغدير.
_ أن الحوثية يؤولون القرآن حسب معتقداتهم ، وأما السنة فإنهم ينكرونها بالكامل.
_ إن عقائد الحوثيين باطلة بدليل مخالفتها لعقائد أهل السنة والجماعة.
_ تدعم إيران الحوثيين ماليا وفكريا وعسكريا وذلك لتصدير الثورة الخمينية إلى اليمن.
_ لا يمكن أن نفصل هذه الحركة عن مخطط التمدد الشيعي على البلاد الإسلامية، فالميل العقدي للشيعة الأثني عشرية قد ظهر على حال مؤسسي هذه الحركة وأقوالهم.
_ تتمثل خطورة الحوثيين في الإيمان بالأهداف التي يسعون لتحقيقها ومنها إمامة العالم اجمع وقتل أهل السنة .
_ إن العمل الجاد على نشر مذهب أهل السنة في العالم الإسلامي ، وإبراز الجانب العقدي لهذه الحركات الباطنية من أعظم الطرق لمواجهة الحوثيين والشيعة الأثنى عشرية .
المراجع
· القرآن الكريم .
· أصل الشيعة وأصولها،آل كاشف الغطاء،محمد حسين ،المطبعة الأميرية،القاهرة،1984م
· أضواء على عقائد الأثنى عشرية ، جعفر السجاني (كتاب الكتروني).
· الإمام زيد، محمد أبو زهرة،دار الفكر العربي .
· بحار الأنوار،محمد باقر المجلسي دار الكتب الإسلامية ،طهران،1385هـ
· البداية والنهاية. لابن كثير، دار الفكر، بيروت، توزيع مكتبة الرياض الحديثة- الرياض- 1398هـ، 1978م.
· الحوثية في اليمن ( الأطماع المذهبية في ظل التحولات الدولية)،إعداد: مجموعة باحثين ، مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث ، صنعاء 2008م
· الحوثيين (الظاهرة الحوثية) ، د/ احمد الدغشي ، مكتبة خالد بن الوليد،دار الكتب اليمنية
· الزهر والحجر:التمرد الشيعي في اليمن وموقع الأقليات الشيعية في السيناريو الجديد،عادل الأحمدي،مركز نشوان الحميري للدراسات والنشر،اليمن صنعاء,الطبعة الثانية2007م
· سلسلة الأحاديث الصحيحة، محمد ناصر الدين الألباني (ضمن موسوعة الرد على الرافضة).
· الشيعة والتشيع، محمد جواد مغنية، دار الكتاب اللبناني.
· صحيح البخاري, للبخاري، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم, دار ابن كثير, بيروت 1987م.
· صحيح مسلم, للنيسابوري ،لأبي الحسين مسلم بن الحجاج , دار إحياء التراث ،بيروت, 1423هـ.
· في العمق الحوثي: النشأة والأهداف والتحولات، عبد الواسع سعيد المخلافي، موقع نشوان نيوز.
· الكافي, للكليني , محمد بن يعقوب، تصحيح: نجم الدين الآملي, (نسخة الكترونية).
· منهاج السنة النبوية،ابن تيمية،تحقيق:محمد رشيد سالم،مكتبة ابن تيمية،القاهرة،الطبعة الثانية،1409هـ.
· الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة، الندوة العالمية للشباب الإسلامي. ط4، 1420هـ.
· الملل والنحل. الشهرستاني، تحقيق: عبد الأمير علي مهنا، وعلي حسن فاعور، دار المعرفة، ط1، 1410هـ، 1990م.
· وسائل الشيعة لتحصيل مسائل الشيعة ،الحر العاملي،محمد بن الحسن، بيروت ، الطبعة الرابعة ، 1394هـ
القنوات الفضائية والمواقع والمجلات الإلكترونية:
· قناة الخليجية
· قناة المجد
· قناة المستقلة
موسوعة الرشيد
nassery- ضيف كريم
- عدد المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 16/09/2014
مواضيع مماثلة
» الحوثية وامريكا
» السبيل الى الإجتماع وترك الفرقة
» علامات الظهور
» حصر الفرقة الناجية في تجمع أو جماعة أو حزب أو طائفة معـينة من بين عموم المسلمين
» دعاة الخير أقبلوا ...يامن أصطفاكم الله علينا ...فقد اهلكتنا الفرقة فهل من مجيب
» السبيل الى الإجتماع وترك الفرقة
» علامات الظهور
» حصر الفرقة الناجية في تجمع أو جماعة أو حزب أو طائفة معـينة من بين عموم المسلمين
» دعاة الخير أقبلوا ...يامن أصطفاكم الله علينا ...فقد اهلكتنا الفرقة فهل من مجيب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى