ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هل طاش عقلك مثلي ؟

اذهب الى الأسفل

هل طاش عقلك مثلي ؟  Empty هل طاش عقلك مثلي ؟

مُساهمة  مصالح الشعوب والأمم الإثنين أكتوبر 27, 2014 12:17 am

رجاء القراءة للنهاية للأهمية :
كاد عقلي أن يطيش صباح اليوم وأن أردد ( سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته )
وتوقفت متسائلاً مع الجملة الأولى : سبحان الله وبحمده (عدد خلقه ) ...تُرى كم يكون عدد خلق الله ؟
فسألت نفسي : عدد خلقه من ماذا ؟ من الإنسان ؟ ! أم من الحيوان ؟ ! أم الطير ؟ ! أم النبات والجماد ؟ ! أم مما في البحار والمحيطات ؟ ! أم من الملائكة ؟ ! أم من الجن ؟ ! أم من النجوم والكواكب والأفلاك والمجرات ؟ ! أم مما لا نعلمه ( ويخلق ما لا تعلمون ) .
وتسألت أيضاً : عدد خلقه سبحانه وتعالى من هذه الأشياء في الماضي الذي لا نعلم عدد سنينه كم يكون ؟ ! أم في الحاضر الذي نشاهده ونعيشه ؟ ! أم في المستقبل الذي لا نعلم متى ينتهي ؟ !
وتسألت أيضاً : هل تستطيع أي دولة كانت أو منظمة حصر عدد أي صنف من الأصناف السابقة ؟ عدد النبات مثلاً ، أو الطيور ، قطعاً لا تستطيع حصر عدد ذلك لا أقول في دولة بكاملها ؛ بلا تستطيع حصر عدد صنف من هذه الأصناف في قرية صغيرة ولا في حقل من الحقول ، بل لا تستطيع حصر عدد فرد واحد من أفراد هذا النوع ، فأنواع النبات لا تحصى وأنواع الطيور كثيرة جداً .
يا الله ...كم هو إذن عدد خلق الله ؟ إن عقول البشرية جمعاء تقف عاجزة عن إجابة هذا السؤال .
إن عدد سكان العالم الآن يزيد عن 7 مليار نسمة ويولد في كل دقيقة حوالي 100 ألف نسمة من البشر ، فكم يكون من الطير والحيوان والنبات وغيرها ؟ !
(سبحان الله وبحمده عدد خلقه ) والعبد حينما يقول هذا فإنه يخبر أن ما يستحقه الرب سبحانه وتعالى من التسبيح هو تسبيح يبلغ هذا العدد الذي لو كان في العدد ما يزيد لذكره فإن تجدد المخلوقات لا ينتهي عداده ولا يحصى لحاصر.
لو تعايشت مع الذكر وأنت تردده بهذه الكيفية لكاد عقلك أن يطيش من التفكر في عظمة الخالق سبحانه وتعالى .
هذا فقط في الجملة الأولى ( سبحان الله وبحمده عدد خلقه ) .
ثانياً : فإذا انتقلنا إلى الجملة الثانية ( ورضا نفسه ) فهذه تنقطع عندها ألسنة البلغاء وتقف دونها أقلام العلماء لأنه لا يعلم كيفية رضا نفسه ولا حقيقتها إلا هو سبحانه وتعالى.
قال ابن القيم رحمه الله : وقوله ( ورضا نفسه ) يتضمن أمرين :
أن يكون المراد تسبيحا هو في العظمة والجلال مساو لرضا نفسه ، كما أنه في الأول مخبر عن تسبيح مساوٍ لعدد خلقه .
ولا ريب أن رضا نفس الرب لا نهاية له في العظمة والوصف ، والتسبيح ثناء عليه سبحانه يتضمن التعظيم والتنزيه .
فإذا كانت أوصاف كماله ونعوت جلاله لا نهاية لها ولا غاية بل هي أعظم من ذلك وأجل كان الثناء عليه بها كذلك لا نهاية له .
وإذا كان إحسانه سبحانه وثوابه وبركته وخيره لا منتهى له وهو من موجبات رضاه وثمرته فكيف بصفة الرضا
وفي الأثر إذا باركت لم يكن لبركتي منتهى فكيف بالصفة التي صدرت عنها البركة.
والرضا يستلزم المحبة والإحسان والجود والبر والعفو والصفح والمغفرة .
فإذا تسألنا أيضاً عن عدد من يرضى الله سبحانه وتعالى عنهم لكان من المستحيل حصر ذلك أيضاً فإنه سبحانه وتعالى يرضى عن الملائكة ، والأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين والصديقين والمتقين والمحسنين وغيرهم ممن لا يمكن حصره عبر الأزمنة والقرون السابقة واللاحقة .
فعليك وأنت تردد ( ورضا نفسه ) أنت تعيش مع كل هذا لتنبهر انبهاراً عظيماً بهذا الخالق العظيم .
ثالثاً : فإذا ما انتقلنا للجملة الثالثة ( وزنة عرشه ) أي أسبح الله تسبيحاً يكون في الوزن كزنة العرش .
ترى كم يكون وزن العرش الذي هو أكبر من السموات والأرض ؟ ! بل السموات والأرض بالنسبة للعرش لا شيئ ، فهما بالنسبة له كحلقة ملقاة في صحراء ، هل تستطيع رؤية حلقة ملقاة في صحراء ؟ ! سبحانك ربي .
قال ابن القيم رحمه الله : وقوله وزنة عرشه فيه إثبات للعرش وإضافته إلى الرب سبحانه وتعالى وأنه أثقل المخلوقات على الإطلاق إذ لو كان شيء أثقل منه لوزن به التسبيح .
رابعاً : (ومداد كلماته) إذا ما وصلنا إلى هذه الجملة الأخيرة ووقفنا عندها كادت عقولنا أن تطيش أيضاً . فإن مداد كلماته سبحانه وتعالى لا نهاية لقدره ولا لصفته ولا لعدده قال تعالى (( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدادا )) سور الكهف 109.
ولكن عن أي كلمات نتحدث ؟ !
عن كلماته في القرآن ؟ أم الإنجيل ؟ أم التوراة ؟ أم الزابور ؟ أم صحف إبراهيم وموسى ؟ !
أم كلامه سبحانه وتعالى مع أربعة وعشرين ألف نبي من الأنبياء منهم ثلثمائة وثلاثة عشر رسولاً ؟ !
أم كلامه سبحانه وتعالى مع الملائكة ؟ ! وكلامه سبحانه وتعالى في الماضي أم الحاضر أم المستقبل ؟ !
إنني وقفت مذهولاً أمام هذه الآية ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم)) لقمان 27.
شجرة هنا نكرة تشمل كل الشجر ، والبحر هنا جنس يشمل جميع البحار .
تخيل ...لو أن كل أشجار الأرض المثمر منها وغير المثمر بجميع أنواعها تحولت فروعها وأغصانها إلى أقلام ثم اتخذت البحار مداداً تكتب به كلمات الله عزوجل لانتهت البحار وسبعة أمثالها وانتهت الأقلام ولم تنتهي كلمات الله عزوجل .
قال ابن القيم رحمه الله : ومعنى هذا أنه لو فرض البحر مداداً وبعده سبعة أبحر تمده كلها مدادا وجميع أشجار الأرض أقلاما وهو ما قام منها على ساق من النبات والأشجار المثمرة وغير المثمرة وتستمد بذلك المداد لفنيت البحار والأقلام وكلمات الرب لا تفنى .
لك أن تتخيل هذا المعنى وتعيشه وأنت تردد هذا الذكر فيثمر في قلبك إيمان لا مثيل له وتعظيماً للرب سبحانه وتعالى لا شبيه له .
ساعتها فقط ...تعلم لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته جويرية ما قاله عن هذه الكلمات .
عن جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلي الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال : ( ما زلت علي الحال التي فارقتك عليها ؟) قالت نعم ، قال النبي صلي الله عليه وسلم : ( لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ) . وبالله التوفيق
مصالح الشعوب والأمم
مصالح الشعوب والأمم
موقوووووووف

عدد المساهمات : 127
تاريخ التسجيل : 26/10/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى