إستراتيجية أسامة و البغدادي ] بين [سبعٍ مضَينَّ] و[سبعٍ إنتهينَّ] و[سبعٍ قادمات]!

إستراتيجية أسامة و البغدادي ] بين [سبعٍ مضَينَّ] و[سبعٍ إنتهينَّ] و[سبعٍ قادمات]!



[إستراتيجية أسامة و البغدادي ] بين [سبعٍ مضَينَّ] و[سبعٍ إنتهينَّ] و[سبعٍ قادمات]!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
وبعد:
من المؤكد أنَّ الأقدار تجري بأمر الله العليم الحكيم ، ولا يعني هذا إغفال الدور البشري الريادي والقيادي في صناعة الأحداث وإدارة الصراع والنفوذ من خلال الأزمات بتوفيق الله وحكمته، وفق إستراتيجيات واضحة المعالم والهيئات ، بل قل وفق رؤية إستراتيجية يتبناها من هم على رأس الهرم فتمضي بهم الأحوال والسنون بتوفيق الله من قدر الله الى قدر الله.
ولأجله أقول مستعيناً بالله العزيز القهار في قراءة لإستراتيجية أسامة تقبله الله في مواجهة الحلف الصليبي إستقبالاً لإقامة دولة الخلافة الإسلامية والتي إنتقل ميراثها وثبت بحمد الله وفضله وعظيم مَنِّهِ وكرمه برايتها النقية الصافية الى يد خليفة المسلمين أمير المؤمنين أبي بكر البغدادي أعزه الله ونصره.

1_ سَبْعٌ مَضَينَّ!

إعتمد أسامة تقبله الله من العام 2001 ميلادي حتى العام 2008 إستراتيجية ضرب العدو القريب بالعدو البعيد، مستثيراً العدو الصليبي الذي كان يُخطط بعد [إنهيار الإتحاد السوفيتي] وتفتته للقدوم نحو الشرق الأوسط وبالذات العراق كنقطة إنطلاق نحو رسم خارطة شرق أوسط جديدة يكون لها نصيب الحاكم الأعلى تحت شعار [من أشدُ منا قوة] فبالبطش والتنكيل وبالقصف والتدمير ومن خلال "تدمير الأمة العراقية" كما عبَّرَ الشيطان [هنري كيسنجر] في مذكراته ومن خلال قانون العولمة الذي وضعت أمريكا مع حلفها الصهيوصليبي معالمه للسيطرة على مقدرات وأرض المسلمين خاصة وأمم الأرض عامة مع إعادة رسم خارطة شرق أوسطية تتواءم مع كون [عادٍ الثانية] هي التي لا تواجهها قوة ،تذل من تريد وتستعبد من الأمم من تشاء!
ولكن الله قيضَ لها ما سميته في العام 2006 مع تأسيس [دولة العراق الإسلامية يومها] [عَولَمةُ الجهاد] لِتُسقط [عَولَمة الإقتصاد] ، ومعها الثانية من الدماء الزكية الطاهرة والأجساد التي تتفجر الى أشلاء فيها ثم الصبر الذي أنزله الله على المجاهدين جميعاً وبالخصوص على الأرض التي نصح الشيطان كيسنجر بدخولها منذ البداية العراق لتوقف هذا المد الجارف من عادٍ الثانية [أمريكا وحلفها الصهيوصليبي] لتنهي في السبع الأولى الى [الإنهيار الإقتصادي] العجيب والكبير في العام 2008 ميلادي، ولأجله كانت جُلّ خطابات ورسائل أسامة تقبله الله تبدأ بتقدير حسابي واضح للعجز في الميزانية الأمريكية والتي بلغت يومها سبعة عشر ترليون دولار! هذا في السائل من الأموال الحقيقية ، ولكن الأنكى والأدهى هو العجز المالي تحت الستار بسبب السطوة الأمريكية على العالم والذي تقدره تقاريرهم بأكثر من ثلاثمائة وخمسين ترليون دولار، كان هذا الجزء الأهم في مُنْجَز أسامة تقبله الله في [وركز معي أخي القارىء الحبيب] أقول في [إدارة الصراع] فلقد كان أسامة الشهيد تقبله الله فذاً عليماً بتوفيق الله في إدارة الصراع وصناعة الأحداث والنفوذ من الشق مهما صغر في كبريات الأزمات، رَحِمَ الله أسامةَ وَرَضيَّ عنهُ وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنات.
فهي إذن السبع الأولى! وهي ما سميناه [سَبْعٌ مَضَينَّ!]
فاصبروا معي قليلاً!

2_ سَبعٌ إِنْتَهينَّ!

ثم دخلنا السبع الثانية والتي أَشَّرَتْ بوضوح الى نهاية القدرة الأمريكية الصهيوصليبية في المبادرة بالهجوم نحو رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد ،وقلت يومها [من أحقُ برسم خارطة الشرق الأوسط الجديد!] في سلسلة [كيسنجر ودولة العراق الإسلامية] وفي مقالات [تطبيقات الأمر زووم] ، حيث أشرت الى شرخ كبير حصل وأمر جلل تغيرت لأجله الخرائط وتعددت لتنتهي بربيع عربي كما زعموا كان قريباً من دعوة أسامة تقبله الله الى الهدنة!
ولعل غرور عادٍ الثانية جاوز غرور عادٍ الأولى التي قالت [من أشدّ منا قوة] فتصوروا أن ما يرومون فعله مع إطلالة ربيع العرب زعموا لن يثير نزاعاً مع [طرف ثالث!] يرى في الضعف الأمريكي الحاصل فرصة للنفوذ نحو خريف عربي إبتدأ في اليمن ثم كانت ساحته الكبرى أرض الشام والعراق ، وهنا تباينت الرؤى وتقاطعت المصالح وتنافرت وظهر على السطح من لم يكن بإمكانه الظهور مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر المباركة في العام 2001 فبدأنا نرى حلفاً جديداً تدخله العجوز الروسية مع تنافر إراداتها مع عجوز صينية وثنية تتزينُ للمغترين بها في مواجهة الحلف الصهيوصليبي الأمريكي والذي هو نفسه إنشرخ وما عاد للراقع إليه سبيلاً فوقع القوم في تقاطعات إجبارية [هي من قدر الله وسننه في كونه وعلى أرضه سبحانه] فحكمت [سُنةُ التدافع] حكمها، ولم يشعر العدو وهو منشغل في ترقيع خرقه الذي إتسع أن [كياناً كبيراً قد نفذ!]!، فكانت [دول العراق الإسلامية] قد إختارت [إستراتيجية التمدد] وتمددت نحو الشام ثم أعلنت [دولة الخلافة] والقوم حولها قد تقاطعت بهم المصالح وتناثرت بهم سُنة التدافع وما زالوا فأصبح المشرق والمغرب يتناطحان نحو تقاسم النفوذ مع ظهور علامات واضحة وآيات ظاهرة لا تخفى على اللبيب الأريب من إنهيار إمبراطورية الشر عادٍ الثانية حتى قاربنا من نهاية السبع الثانية والشرق الأوسط تتقاطع فيه الخرائط والمصالح دون إمكانية لعودٍ على ذي بدء، لترفع الراية النافذة بين كل هذه التقاطعات العجيبة [دولة الخلافة] لتكون الحل والأمل المنشود بإذن الله وليعتلي [أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي أعزه الله ونصره] منبر جامع النوري حيث صعد [نور الدين زنكي] ليعلن [إقامة الخلافة الإسلامية] هدف أسامة الشهيد تقبله الله والذي إستقبله بدمه وجسده بعد أن خان من خان وارتكس من إرتكس فما عدنا اليوم إن شاء الله في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا !، لتتضح الصورة التي لطالما رسمها أميرنا البغدادي أعزه الله وشيخنا العدناني حماه الله وحفظه لأمة المسلمين في الرسائل والخطابات المتتالية مع الأحداث المتعاقبة وشكك المشككون وتفيهق المتفيهقون وأفتى المفتون ولكن إرادة الله غالبة وأمره نافذ فاتضحت الحقائق على الأرض وتبين حقاً أنَّ أسامة الشهيد بإذن الله لم يمت فقد خَلَفَهُ في رفع الراية وإكمال المسيرة أميرنا البغدادي أعزه الله ونصره.
فإذا كانت إمارات إنهيار المنظومة الإقتصادية العالمية من نتائج السبع الأولى فإن تمدد المشروع الجهادي على يد الأمير البغدادي أعزه الله ونصره وإمتلاكه بحول الله وقوته زمام المبادرة وإنتقاله من حالة الدفاع الى حالة الهجوم وقدرته على تحديد الزمان والمكان لساحة النزال هي سمة السبع الثانية والتي كان عنوانها ونتاجها الذي لأجله سُفكَت الدماء وتناثرت الأشلاء هو [تأسيس دولة الخلافة الإسلامية] وسط هذا التدافعات العجيبة التي قيضها الله لهذا المشروع الكبير الذي هو اليوم بعد الله أمل المستضعفين وغاية المكلومين بعد الله العلي الكريم.

[السبع القادمات]!

قبل ان تُمعن الفكر فيهنَّ عليك أن تضع أمامك خارطة على أقل تقدير للشرق الأوسط أمامك ثم تأخذ بيدك ممحاة! فتمحو الحدود السياسية المقطعة بالأحمر بيمينك! ثم ترفعها من ذهنك فقد ذابت الحدود وكُسِرَ صنم الوطن والقومية والعِرْقية وبدأ رفع السواتر وإزالة الحواجز وانتهى زمن الحدود وأُلغيت مهنة الجوازات وخدمات سِمَة الدخول!
فالقوم من أعدائنا لم يرتضوا لنا حتى الدولة الوطنية الذليلة الخانعة لإرادتهم فأرادوا رسم خارطة جديدة تُقَطِعُ المُجزَّء ،لا أقول تُجَّزِئه بل اقول تُقَطِّعه ، وما حسبوا حساباً لنُخبة من الأخيار تتصدى لخرائطهم فتنقَلِبُ بين يديها الأمور لتبدأ برسم جديد عنوانه التمددُ في الآفاق،
وهنا وبعد أن وضعت الخارطة أمامك بلا حدود عليك أن تؤشر بنقاط خضراء ملؤها الحياة حيث تتواجد [دولة الخلافة] ثم ترسم أسهماً من صناعة فكرك تُجيب على تساؤل أين ستتجه [دولة الخلافة] في تمددها المبارك؟ ثم ترجع فتضع نقاطاً لكل من يعادي المشروع والأمل المنشود [دولة الخلافة] ثم عليك أن ترسم خطوط التنافر [لا التقاطع] في المصالح من سنة التدافع بين كل من أشرت،
وأبدأ بكبيرهم الذي علَّمهم السحر! أمريكا ثم روسيا وضع لهذين السهمين لوناً أحمرا، أينَ سترسم تلكم الخطوط ؟ في أوكرانيا مثلا
أم في الكوريتين؟ أم على أرض الحرمين أم في إيران ولبنان وسوريا ومصر وليبيا أم في أرض الأفغان وباكستان والهند أم عامة قارة أفريقيا!!!
ثم أدخل أوربا مع إختلاف دولها وأنطلق في رسم الخطوط ولا تخف! فإنما ترسم خطوطاً على خارطة فلتتشابك كما تريد، ألمانيا مع روسيا أم مع أمريكا بريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا ثم ابتعد قليلاً أو كثيراً فهناك في الأسفل بعيداً إستراليا! ثم أضف عنصراً جديداً وهو الصين فهل ثمة تنافر بين الصين وأوربا وأمريكا؟ عليك أن ترسمه!ما الموقف من روسيا وإيران؟ إرسمه ولتتشابك خطوط التنافر كما تريد فإنما هي ورقة رُسِمَت عليها خارطة ثم أُضيفت إليها نقاط ثم خطوط، الآن أين وصلت؟ وهل نسيت دولة المسخ إسرائيل! إرسم ما الوضع بين إسرائيل وأمريكا ومن قبل إسرائيل وروسيا والصين ثم إسرائيل وما بدأت تشكله من عبىء إقتصادي وسياسي على أوربا!إرسم ولا تتردد مهما تقاطعت الخطوط! عليك الآن أن تدخل قليلاً في إقليمنا وتكبر الخارطة فتظهر التفاصيل ! أين تركيا من الأكراد وأين إيران من الأكراد [ غريبة عجيبة دولة الخلافة صنعت لهم عنواناً إسمه كوباني أصبح اليوم لكل أُذن مسموع وما كوباني التي لم يسمع بها أحد هذه! حكمة وإدارة عجيبة] ثم تعال الى حزب إيران في لبنان ومن ثم الحوثة في اليمن ،ثم أين أنت من أردوغان الذي ضاع منه مُرسي وجاءه السيسي!والآن لك أن ترسم مع من دول [إن صحَ تسميتها دول] الخليج وحكم آل سعود في كل هذه التشابكات! إرسم ولا تخف!!!!!
الآن أسألك هل ترى شيئاً من الخارطة إن كنت ترسم الخطوط بالسواد!!!

فإن لم تكن ترى شيئاً فأعلم أن ساحة النزال القادمة هي [أرض الحرمين]!!!!
مع من ؟ ومن الذي سيبدأ النزال ؟ ومن يُستَدرج إليها ومن المُسْتَدْرِجْ؟
أتركها لك !

ولكن تذكر دائماً أن الخارطة صارت سوداء مظلمة من كثرة التقاطعات المتنافرة!
وأشد منطقة سواداً فيها أرض يحكمها آل سلول وخليج يحكمه صغارٌ رعاة الشاة الذين تطاولوا في البنيان!
وتذكر أن [دولة الخلافة] هنا قائمة وهنا تتمدد
فهل أنت لاحقٌ بالركب؟؟
أم مازلت تنتظر؟؟
وماذا تنتظر والخارطة أمامك واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار؟؟
تذكر أن السبع القادمات سيشهدنَّ بإذن الله لا أقول زوال إسرائيل وتحرير أرض المعراج بل أقول
أنَّ السبع القادمات سيشهدنَّ عودة الأندلس الى حضنها الإسلامي الدافىء!
فإنما هي سبعٌ سيعبر فيها كثيرون جسر الشهادة أو ينتصرون بإذن الله
فأنفض عنك غبار العجز والكسل وأسرج جوادك الى الهدف ويَمم المسير صَوبَ صوت الهدير الكبير ولا تتأخر بعد الساعة عن النفير
ولا يَغُرَّنَّكَ ضُلال المفتين المتفيهقين المخذلين والمُعَوقين فقد بان عجزهم وفضحهم خورهم وجبنهم وصاروا الى دنيا فانية تعس من طلبها لذاتها فكان عبداً لها.

[ أبو شادية ]
السادس من محرم 1436 المصادف الخميس30 أكتوبر 2014

https://twitter.com/abo_shadya2