علاقة احتلال العراق برؤيا يوحنا في الكتاب المقدس رابط الموضوع:
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات المتخصصة :: ملتقى الرؤى عن (الدول العربية ودول الخليج والمغرب الاسلامي واليمن)
صفحة 1 من اصل 1
علاقة احتلال العراق برؤيا يوحنا في الكتاب المقدس رابط الموضوع:
السلام عليكم،
لا نرضى إلا بالإسلام دينا، دين وسط ما فيه تطرف و لا شي،
هذا موضوع منقول:
كان احتلالُ العراق صدمةً للمسلمين، روَّعت الآمنين، وألهبت الحماس للمؤمنين؛ كيما يذودوا عن حياضِ المسلمين، خاصَّة أنَّ إمبراطور واشنطن قد أعلنها حربًا صليبيَّة، فالتبس على البعض الرابط بين الطمع في خيرات بلاد الرافدين، وحملة ألوية الحروب الصليبية نحو أراضي المسلمين[1]، ولكن لا عجبَ فالحروب الصليبية الأولى نفسها لم تكن دينية، بل كانت طمعًا في ثروات المسلمين، غير أنَّها حملت الشعارات الدينية؛ كيما تلهب حماس النصارى، وتحرضهم على القتال باسم الرب؛ دفاعًا عن مملكة السماء، ........ ?مملكة المسيح يسوع[2].
وهي حروب كانت تساندها حركة سياسية واجتماعية ضخمة قادتها النُّخبة الحاكمة (الكنيسة والنبلاء)، ووجدت صدى عميقًا لدى الجماهير الشعبيَّة، التي انضمَّت إليها بأعداد ضخمة لم تضعها النخبة الحاكمة نفسها في الحسبان.
وتلك الأيام يداولها ربُّها بين الناس، اللافتات نفسها، والأسباب عينها، الطَّمع في ممتلكات المسلمين، ورفع شعارات التحريض على قتال أعداء الربِّ........? يسوع، وتنفيذ ما في الكتاب المقدس من نبوءات؛ لأنَّ القومَ يستعجلون نهاية التاريخ؛ لينزل المخلِّص لهم، ويكون الأمر بأيديهم، ولكن هيهات هيهات لما يوعدون!
ديمغرافيا للعراق[3]:
عدد سكان العراق 22 مليون نسمة، سنة 2003م.
الديانات:
الإسلام: 89,6%.
النصرانية: 6,4%.
اليهودية: 0,3%.
الصابئة: اليزيدية "عبدة الشيطان" 0,1%.
ديانات أخرى: 0,3%.
المذاهب الدينية:
• 10 مذاهب، و16 طائفة، أكبرها السنة والشيعة.
في تقرير للدكتور سليمان الظفيري وَرَد:
• السنة: 16 مليون:
• العرب 9 مليون.
• الأكراد 6 مليون.
• تركمان 1 مليون.
• الشيعة: 6 مليون، (أغلبية عربية وأقلية فارسية).
• النصارى واليهود والصابئة: 1 مليون، نصارى العراق آشوريون.
القوميات العرقية: أكثر من 6 قوميات، أهمها:
• العرب: بين 80%، 85%.
• الكرد: 18%، 20%.
• الفرس: 2,25%.
• التركمان: 2,25%.
تقسيم العراق إلى حكومات فيدرالية:
• شمال العراق: كردستان العراق، العاصمة السليمانية.
• وسط العراق: السنة العرب، العاصمة بغداد.
• جنوب العراق: الشيعة، العاصمة البصرة.
حكومة أمريكية نصرانية صهيونية:
مما تواتر بين الباحثين والمحلِّلين أنَّ الرئيسَ الأمريكي جورج دابليو بوش، وبعض من حاشيته يُمثلون التوجه (المسيحي - الصهيوني)، وهو تيار بروتستانتي أصولي، يَميل إلى التقارب مع اليهود، كتابه المرجعي: العهد القديم؛ أي: التوراة وملحقاتها، وهم ممن يعتقد ضرورة عودة اليهود إلى الأراضي المقدسة؛ لتحقيق نبوءة عودة المسيح والأراضي المقدسة تحت سلطان اليهود.
أي: إنَّ الشعارات الدينية التي كانت تتطاير من فم الرئيس الأمريكي لم تكن زلات لسان، بل مُعتقدات دينية، والمصطلحات اللاهوتية الدارجة على لغته الخطابية سبق لرئيس مثله - وهو رونالد ريجان - أنِ استعملها مع الاتحاد السوفياتي وغيره، ورام الهدف نفسه، وتشبع بمعتقدات بوش نفسها، وأوقع الإمبراطورية الأمريكية في الأزمة نفسها، وهي العجز في الميزانية، بصورة فادحة.
ولا أود القول بأنَّ احتلالَ العراق كان داعيه دينيًّا فقط، بل تكالبتِ الأسبابُ لإقناع الشركاء، وإرضاء الحلفاء، وكلٌّ يبغي كتفًا من الصيد الثمين، فلكل ما يصطاد من أجله.
فهناك مَن هَمُّه الذهب الأسود، وآخر همه تشكيل الشرق الجديد، وثالث مجاورة العملاق المستيقظ (الصين)، وللطفيليِّين ما يتكاثرون حوله، فالضباع لا تصطاد؛ لكن تلقم من مخلفات الجيف.
فحشد الشعب لحرب لا يكون إلاَّ بزخرف الكلام، لا بصدقه؛ لأنَّ الحقيقة عفنة، والعفن تنفر منه العامة، فكان لا بد من دغدغة المشاعر الدينيَّة بإيحاءات مسيحية من الكتاب المقدس، وإن كان الرب راض عن الحرب؛ فلِمَ النكير؟! وعلى الكل النفير؛ لأنَّها مشيئة الرب؛ {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [الزخرف: 54].
ومن أهم الأسفار المؤثرة على النصارى الأمريكان في رُؤيتهم لليهود والمسلمين وقضايا الشرق الإسلامي: سفر الرؤيا ليوحنا.
سفر الرؤيا:
سفر "الرؤيا" هو رؤيا من الكاتب للمسيح ولشخصية المسيح الكاملة، يقدِّم بها تحذيرًا ورجاء للمؤمنين، ونبوءات بما سيأتي.
الكاتب هو يوحنا الرسول، للكنائس السبع في آسيا وكل المؤمنين في كل مكان... تاريخ كتابته نحو 95م من جزيرة بطمس... ويعتقد علماء الكنائس في الرُّؤيا أنَّ يوحنا رأى شاهد العيان للمسيح المتجسد، رُؤيا من المسيح الممجد، كما أعلن الله له أيضًا ما سوف يَحدث في المستقبل للدَّينونة؛ وانتصار الله على الشر في النهاية؛ (الرؤيا، 14/14/8)[4].
وسفر الرؤيا أخذ بلبِّ النصارى، خاصة البروتستانت الأمريكيين، وذاك أنَّ السفر كتب في جو الهزيمة بعد إحراق روما، فكان الكاتب يرمي إلى بعث الأمل وتوقع الخلاص الفوري، وقد غذَّى ذاك المعتقد (النصراني) من زاويتين:
أولاً: ساند القناعة النصرانية بعودة المسيح الوشيكة، رغم تنبُّؤ بولس بوقوعها في حياته.
ثانيًا: عودة المسيح لينجز ما لم يتمه في نزوله الأول.
وسفر "الرؤيا" لم يكن مقدسًا وقت كتابته، حتى حلول القرن الرابع الميلادي، وقد كتب ديونيسيوس أسقف الإسكندرية أنَّ يوحنا مؤلف "الرؤيا" ليس الحواري يوحنا ابن زبيدي قطعًا، وأضاف أنه لا يستطيع فهم "الرؤيا"، وأنَّ الكثيرَ من معاصريه انتقدوا "الرؤيا" بشدة، وذكروا أنَّ المؤلف لم يكن حواريًّا ولا قديسًا، ولا حتى عضوًا في الكنيسة، بل هو سيرنثوس الذي تزعم الطائفة المنحرفة المعروفة باسمه.[5]
ورَغم ذلك حرصت الكنيسة على التمسُّك بنبوءة بولس ورُؤيا يوحنا عن نهاية التاريخ، وعودة المسيح ليقود معركةً ضدَّ الوحش الشيطاني، لكنها بدعايتها الإعلامية كانت تبحث في كل فترة عن المحظي بذا اللقب، لقب "الوحش عدو المسيح والمسيحية، قائد محور الشر، لدرجة أنَّهم أوجدوا على مر العصور وفرة لا يُستهان بها من المرشحين لنيل هذا اللقب "وحش الرؤيا"، ومن هؤلاء "صدام العراق"؛ لأنَّ العراق هو المذكور في الرؤيا: "بابل أم العاهرات" (رؤيا 17/5)، وبلغ هذا الاعتقاد مداه قبل وبعد حرب الكويت1991، ثم كان في ذروته لما اعتلا عرش واشنطن زمرة من التيار النصراني المحافظ المتصهين.
فمذ وصف يوحنا بابل بالعاهرة، أصبحت عند النَّصارى أرضُ العراق رمزًا للرذيلة والشر، وعليه يَجب إنزال العقاب بها، على كل من فيها: (طوبى لمن يجازيك - يا بابل - كما جازيتنا، طوبى لمن يمسك أطفالك ويسحقهم على الصخور) (مزامير، 137/8 - 9).
وحقدهم على العراق - وبابل بالأخص - له جذور انتقامية، تعود لعهود ما قبل الميلاد، ففي العام 597 ق.م استولى نبوخذ نصَّر ملك الكلدان على القدس، بعد حصارٍ دامَ ثلاثة شهور، وفي عام 586 ق.م ثار الملك اليهودي سدقيا على البابليِّين، فدمر البابليُّون القدس والمعبد، وكان ما عرف بعد ذاك بالسبي البابلي، فأخذا سدقيا ملك اليهود، والكثير من كبار القوم إلى بابل مكبلين بالحديد، واستمر السبي 48 سنة.
ولما وصف يوحنا في رُؤياه بابل بالعاهرة، صار الوصف لصيقًا بالعراق في أذهان اليهود، والنصارى؛ لأنَّ البروتستانت يقرؤون التوراة كمصدر لعقيدتهم مع الإنجيل.
يقول الباحث فاروق الزين: "ومن أكثر الألغاز غموضًا: السبب الذي من أجله قررت الكنيسة في القرن الرابع أنْ تدرج "رؤيا" يوحنا ضمن الكتاب المقدس، والأكثر غموضًا: كيف أنَّ "الرؤيا" - بعدما أصبحت سفرًا من أسفار الكتاب المقدس - تركت هذا الأثر العجيب، الذي لا يُمحى عبر القرون، ليس في العقل الغربي فحسب، وإنَّما في عملية اتِّخاذ القرارات عند الغربيين تجاه منطقة الشرق الأوسط، حتى بعد ألفي عام من الزمن"[6].
ومن آثار ذلك وفرت الكتب التي تربط بين بابل "أم العاهرات ونجاسات الأرض"، وبين العراق، ومنها "صدام بابل العظيمة" لشارل تايلور، و"صعود بابل" لشارل داير، وعلى غلافه صورة الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وقال شارل داير بعد حرب الخليج وهزيمة العراق: إنَّ العراقَ قد يبرز من جديد بدور "بابل أم العاهرات"، وصدام نفسه قد يعود للظهور بصورة "وحش الرؤيا" عدو المسيح.
سقوط بابل:
في الكتاب المقدس بابل القديمة مدينة شريرة وإمبراطورية فاسدة، ومركز عبادة الأصنام في العالم آنذاك، وقامت بمحاصرة أورشليم، وسبي بني يهوذا؛ (ص242، 2أخ36).
وكما كانت بابل أشر أعداء اليهود، كذلك كانت إمبراطورية روما ألدَّ أعداء النصارى الأوائل.
وبابل اليوم هي العراق؛ لذا أسبغ عليه صفات الشر والخطر القادم على عالم الحرية "عالم الخير"؛ كيما يقع الربط الذهني في عقول متصهينة النصارى، وغالب الأمريكيِّين البروتستانت بين رُؤيا يوحنا بسقوط بابل، وما يتبعه من نزول المسيح، والقضاء على الشر، وبين سقوط العراق، فيعتقد الكل أنَّ احتلال العراق وتدميره شر لا بد منه، بل هو أصل الخير؛ إذ هو القضاء على الشر نهائيًّا، لكن على الدعاية الإعلامية شيطنة العراق أولاً، والترويج لخطورته، والجعل منه بؤرة الشر كله، ومصدر الظلام، بل عرش الشيطان، ووكر "الوحش" عدو المسيح.
ومن هنا نرى الرؤيا المستقبلية ليوحنا تؤوَّل على أنَّها نهاية التاريخ، والتي ستكون أوائل إرهاصاتِها سقوط بابل وتدميرها؛ أي: احتلال العراق.
ورد في "سفر الرؤيا" (16/17): "وجمعت الأرواح الشيطانية جيوش العالم كلها في مكان يسمى بالعبرية "هرمجدون"، ثم سكب الملاك السابع كأسه على الهواء، فدوَّى صوتٌ من العرش في الهيكل السماوي؛ يقول: "قد تمَّ"، فحدثت بروق وأصوات ورعود وزلزال عنيف لن تشهد الأرض له مثيلاً منذ وجد الإنسان على الأرض؛ لأنَّه كان زلزالاً عنيفًا جدًّا، فانقسمت المدينة العُظمى إلى ثلاثة أقسام، وحل الدمار بمدن الأمم، وهربت الجزر كلها، واختفت الجبالُ، وتساقطَ من السماء على الناس بردٌ كبير، كل حبة منه بمقدار وزِنَة واحدة، فجدف الناس على الله بسبب هذه البلية الشديدة جدًّا"، وتقسيم المدينة إلى ثلاثة أقسام رمز لهلاكها التام.
سقوط بابل (رؤيا 18، ص2790): "... بعد هذا رأيت ملاكًا آخر نازلاً من السماء، له سلطان عظيم أضاء بهاؤه الأرض، وصاح بأعلى صوته "سقطت بابل العظمى، وصارت وكرًا للشياطين، ومأوى لكل روح نجس، ولكل طائر نجس مكروه".
ولك أن تُقلِّب في صحف التاريخ: كلُّ الزعماء يعلنون نصرَهم إمَّا على أرض العدو إن كانوا قادة عسكريين، أو من عروشهم، إلاَّ أنَّ إمبراطور واشنطن - وله سلطان عظيم - حقَّق نبوءة الرؤيا - بزعمه - فقد طار الرئيس الأمريكي على متن طائرة حربية إلى الخليج؛ ليهبط من السماء على حاملة الطائرات على البحر؛ ليعلن: "انتهت العمليات العسكرية"، وبأعلى صوته: "سقطت بابل..." عفوًا - الخطأ من الكاتب - "سقطت بغداد".
"... ثم سمعت صوتًا آخر يُنادي من السماء: اخرجوا منها يا شعبي؛ لئلا تشتركوا في خطاياها، فتصابوا ببلاياها، فقد تراكمت خطاياها حتى بلغت السماء، وتذكر الله ما ارتكبته من آثام، افعلوا بها كما فعلتْ بكم، وضاعفوا لها جزاءَ ما اقترفت في الكأس التي مزجت فيها للآخرين، امزجوا لها ضعفًا، أنزلوا بها من العذاب والشقاء على قدر ما عظَّمت نفسها وترفهت".
وهذا كافٍ لتبرير جرائم الحرب، فالعذابُ هنا صادر بمرسوم إلهي، فقد حقت عليهم كلمات رب النصارى، وكان أمرًا مقضيًّا.
"وسيبكي عليها ملوك الأرض الذين زنوا وترفهوا معها، وسينوحون وهم ينظرون إلى دخان حريقها...".
ويشرح هذا: "إنَّ من له الهيمنة في المجال الاقتصادي سينوح على سقوط بابل؛ لأنَّهم كانوا يشرفون على ثروة بابل وغناها؛ إذ كانوا في موضع اغتنموا فيه بصورة كبيرة، وسينوح التجار؛ لأنَّ بابل هي أعظم عميل لبضاعتهم، وقد ذهبت...".
نزول المسيح:
وبعد نهاية المعركة وتدمير بابل العُظمى حتى لا يعود لها وجود..."، رأيت السماء مفتوحة، وإذا فرس أبيض، والجالس عليه يُدعى أمينًا صادقًا، واسمه كلمة الله، وتبعته جيوش السماء على خيول بيضاء، وقد كتب على ثوبه، وعلى فخذه: ملك الملوك، ورب الأرباب، ورأيت الوحش وملوك الأرض وجيوشهم مُجتمعين لشن الحرب على الجالس على الفرس وجيشه، فقُبِضَ على الوحش وعلى النبي الزَّائف معه، وألْقِيَ الاثنان أحياءً في بحيرة النار المتقدة بالكبريت..."؛ (رؤيا، الفصل 19).
سقطت بابل، ووكالة الفضاء الأمريكيَّة تعد النجوم وترصد السماء، هل من نازل مُخلِّص للأرض من شرها؟ انتظر بوش وحاشيته، دعهم فسوف يبصرون أيهم المفتون.
دمرت بابل وجعل أطفالها قربانًا؛ لتستعجل نهاية التاريخ، ولم تُؤَوَّل رُؤياهم بعدُ.
سيخرجون اليوم أو غدًا، طال الزمن أم قصر، سيخرجون وتبقى بابل، فلا مخلصُهم نزل، ولا الدمار والفناء قد حل، ولله في العراق رجالٌ من السنة أولو بأسٍ شديد، يسومون الغزاة مرارة العذاب، ولأهل السنة رب مُعين، وهل ينقمون منهم إلا إحدى الحسنيين؟!
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/9671/#ixzz3ImgR29Fv
لا نرضى إلا بالإسلام دينا، دين وسط ما فيه تطرف و لا شي،
هذا موضوع منقول:
كان احتلالُ العراق صدمةً للمسلمين، روَّعت الآمنين، وألهبت الحماس للمؤمنين؛ كيما يذودوا عن حياضِ المسلمين، خاصَّة أنَّ إمبراطور واشنطن قد أعلنها حربًا صليبيَّة، فالتبس على البعض الرابط بين الطمع في خيرات بلاد الرافدين، وحملة ألوية الحروب الصليبية نحو أراضي المسلمين[1]، ولكن لا عجبَ فالحروب الصليبية الأولى نفسها لم تكن دينية، بل كانت طمعًا في ثروات المسلمين، غير أنَّها حملت الشعارات الدينية؛ كيما تلهب حماس النصارى، وتحرضهم على القتال باسم الرب؛ دفاعًا عن مملكة السماء، ........ ?مملكة المسيح يسوع[2].
وهي حروب كانت تساندها حركة سياسية واجتماعية ضخمة قادتها النُّخبة الحاكمة (الكنيسة والنبلاء)، ووجدت صدى عميقًا لدى الجماهير الشعبيَّة، التي انضمَّت إليها بأعداد ضخمة لم تضعها النخبة الحاكمة نفسها في الحسبان.
وتلك الأيام يداولها ربُّها بين الناس، اللافتات نفسها، والأسباب عينها، الطَّمع في ممتلكات المسلمين، ورفع شعارات التحريض على قتال أعداء الربِّ........? يسوع، وتنفيذ ما في الكتاب المقدس من نبوءات؛ لأنَّ القومَ يستعجلون نهاية التاريخ؛ لينزل المخلِّص لهم، ويكون الأمر بأيديهم، ولكن هيهات هيهات لما يوعدون!
ديمغرافيا للعراق[3]:
عدد سكان العراق 22 مليون نسمة، سنة 2003م.
الديانات:
الإسلام: 89,6%.
النصرانية: 6,4%.
اليهودية: 0,3%.
الصابئة: اليزيدية "عبدة الشيطان" 0,1%.
ديانات أخرى: 0,3%.
المذاهب الدينية:
• 10 مذاهب، و16 طائفة، أكبرها السنة والشيعة.
في تقرير للدكتور سليمان الظفيري وَرَد:
• السنة: 16 مليون:
• العرب 9 مليون.
• الأكراد 6 مليون.
• تركمان 1 مليون.
• الشيعة: 6 مليون، (أغلبية عربية وأقلية فارسية).
• النصارى واليهود والصابئة: 1 مليون، نصارى العراق آشوريون.
القوميات العرقية: أكثر من 6 قوميات، أهمها:
• العرب: بين 80%، 85%.
• الكرد: 18%، 20%.
• الفرس: 2,25%.
• التركمان: 2,25%.
تقسيم العراق إلى حكومات فيدرالية:
• شمال العراق: كردستان العراق، العاصمة السليمانية.
• وسط العراق: السنة العرب، العاصمة بغداد.
• جنوب العراق: الشيعة، العاصمة البصرة.
حكومة أمريكية نصرانية صهيونية:
مما تواتر بين الباحثين والمحلِّلين أنَّ الرئيسَ الأمريكي جورج دابليو بوش، وبعض من حاشيته يُمثلون التوجه (المسيحي - الصهيوني)، وهو تيار بروتستانتي أصولي، يَميل إلى التقارب مع اليهود، كتابه المرجعي: العهد القديم؛ أي: التوراة وملحقاتها، وهم ممن يعتقد ضرورة عودة اليهود إلى الأراضي المقدسة؛ لتحقيق نبوءة عودة المسيح والأراضي المقدسة تحت سلطان اليهود.
أي: إنَّ الشعارات الدينية التي كانت تتطاير من فم الرئيس الأمريكي لم تكن زلات لسان، بل مُعتقدات دينية، والمصطلحات اللاهوتية الدارجة على لغته الخطابية سبق لرئيس مثله - وهو رونالد ريجان - أنِ استعملها مع الاتحاد السوفياتي وغيره، ورام الهدف نفسه، وتشبع بمعتقدات بوش نفسها، وأوقع الإمبراطورية الأمريكية في الأزمة نفسها، وهي العجز في الميزانية، بصورة فادحة.
ولا أود القول بأنَّ احتلالَ العراق كان داعيه دينيًّا فقط، بل تكالبتِ الأسبابُ لإقناع الشركاء، وإرضاء الحلفاء، وكلٌّ يبغي كتفًا من الصيد الثمين، فلكل ما يصطاد من أجله.
فهناك مَن هَمُّه الذهب الأسود، وآخر همه تشكيل الشرق الجديد، وثالث مجاورة العملاق المستيقظ (الصين)، وللطفيليِّين ما يتكاثرون حوله، فالضباع لا تصطاد؛ لكن تلقم من مخلفات الجيف.
فحشد الشعب لحرب لا يكون إلاَّ بزخرف الكلام، لا بصدقه؛ لأنَّ الحقيقة عفنة، والعفن تنفر منه العامة، فكان لا بد من دغدغة المشاعر الدينيَّة بإيحاءات مسيحية من الكتاب المقدس، وإن كان الرب راض عن الحرب؛ فلِمَ النكير؟! وعلى الكل النفير؛ لأنَّها مشيئة الرب؛ {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [الزخرف: 54].
ومن أهم الأسفار المؤثرة على النصارى الأمريكان في رُؤيتهم لليهود والمسلمين وقضايا الشرق الإسلامي: سفر الرؤيا ليوحنا.
سفر الرؤيا:
سفر "الرؤيا" هو رؤيا من الكاتب للمسيح ولشخصية المسيح الكاملة، يقدِّم بها تحذيرًا ورجاء للمؤمنين، ونبوءات بما سيأتي.
الكاتب هو يوحنا الرسول، للكنائس السبع في آسيا وكل المؤمنين في كل مكان... تاريخ كتابته نحو 95م من جزيرة بطمس... ويعتقد علماء الكنائس في الرُّؤيا أنَّ يوحنا رأى شاهد العيان للمسيح المتجسد، رُؤيا من المسيح الممجد، كما أعلن الله له أيضًا ما سوف يَحدث في المستقبل للدَّينونة؛ وانتصار الله على الشر في النهاية؛ (الرؤيا، 14/14/8)[4].
وسفر الرؤيا أخذ بلبِّ النصارى، خاصة البروتستانت الأمريكيين، وذاك أنَّ السفر كتب في جو الهزيمة بعد إحراق روما، فكان الكاتب يرمي إلى بعث الأمل وتوقع الخلاص الفوري، وقد غذَّى ذاك المعتقد (النصراني) من زاويتين:
أولاً: ساند القناعة النصرانية بعودة المسيح الوشيكة، رغم تنبُّؤ بولس بوقوعها في حياته.
ثانيًا: عودة المسيح لينجز ما لم يتمه في نزوله الأول.
وسفر "الرؤيا" لم يكن مقدسًا وقت كتابته، حتى حلول القرن الرابع الميلادي، وقد كتب ديونيسيوس أسقف الإسكندرية أنَّ يوحنا مؤلف "الرؤيا" ليس الحواري يوحنا ابن زبيدي قطعًا، وأضاف أنه لا يستطيع فهم "الرؤيا"، وأنَّ الكثيرَ من معاصريه انتقدوا "الرؤيا" بشدة، وذكروا أنَّ المؤلف لم يكن حواريًّا ولا قديسًا، ولا حتى عضوًا في الكنيسة، بل هو سيرنثوس الذي تزعم الطائفة المنحرفة المعروفة باسمه.[5]
ورَغم ذلك حرصت الكنيسة على التمسُّك بنبوءة بولس ورُؤيا يوحنا عن نهاية التاريخ، وعودة المسيح ليقود معركةً ضدَّ الوحش الشيطاني، لكنها بدعايتها الإعلامية كانت تبحث في كل فترة عن المحظي بذا اللقب، لقب "الوحش عدو المسيح والمسيحية، قائد محور الشر، لدرجة أنَّهم أوجدوا على مر العصور وفرة لا يُستهان بها من المرشحين لنيل هذا اللقب "وحش الرؤيا"، ومن هؤلاء "صدام العراق"؛ لأنَّ العراق هو المذكور في الرؤيا: "بابل أم العاهرات" (رؤيا 17/5)، وبلغ هذا الاعتقاد مداه قبل وبعد حرب الكويت1991، ثم كان في ذروته لما اعتلا عرش واشنطن زمرة من التيار النصراني المحافظ المتصهين.
فمذ وصف يوحنا بابل بالعاهرة، أصبحت عند النَّصارى أرضُ العراق رمزًا للرذيلة والشر، وعليه يَجب إنزال العقاب بها، على كل من فيها: (طوبى لمن يجازيك - يا بابل - كما جازيتنا، طوبى لمن يمسك أطفالك ويسحقهم على الصخور) (مزامير، 137/8 - 9).
وحقدهم على العراق - وبابل بالأخص - له جذور انتقامية، تعود لعهود ما قبل الميلاد، ففي العام 597 ق.م استولى نبوخذ نصَّر ملك الكلدان على القدس، بعد حصارٍ دامَ ثلاثة شهور، وفي عام 586 ق.م ثار الملك اليهودي سدقيا على البابليِّين، فدمر البابليُّون القدس والمعبد، وكان ما عرف بعد ذاك بالسبي البابلي، فأخذا سدقيا ملك اليهود، والكثير من كبار القوم إلى بابل مكبلين بالحديد، واستمر السبي 48 سنة.
ولما وصف يوحنا في رُؤياه بابل بالعاهرة، صار الوصف لصيقًا بالعراق في أذهان اليهود، والنصارى؛ لأنَّ البروتستانت يقرؤون التوراة كمصدر لعقيدتهم مع الإنجيل.
يقول الباحث فاروق الزين: "ومن أكثر الألغاز غموضًا: السبب الذي من أجله قررت الكنيسة في القرن الرابع أنْ تدرج "رؤيا" يوحنا ضمن الكتاب المقدس، والأكثر غموضًا: كيف أنَّ "الرؤيا" - بعدما أصبحت سفرًا من أسفار الكتاب المقدس - تركت هذا الأثر العجيب، الذي لا يُمحى عبر القرون، ليس في العقل الغربي فحسب، وإنَّما في عملية اتِّخاذ القرارات عند الغربيين تجاه منطقة الشرق الأوسط، حتى بعد ألفي عام من الزمن"[6].
ومن آثار ذلك وفرت الكتب التي تربط بين بابل "أم العاهرات ونجاسات الأرض"، وبين العراق، ومنها "صدام بابل العظيمة" لشارل تايلور، و"صعود بابل" لشارل داير، وعلى غلافه صورة الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وقال شارل داير بعد حرب الخليج وهزيمة العراق: إنَّ العراقَ قد يبرز من جديد بدور "بابل أم العاهرات"، وصدام نفسه قد يعود للظهور بصورة "وحش الرؤيا" عدو المسيح.
سقوط بابل:
في الكتاب المقدس بابل القديمة مدينة شريرة وإمبراطورية فاسدة، ومركز عبادة الأصنام في العالم آنذاك، وقامت بمحاصرة أورشليم، وسبي بني يهوذا؛ (ص242، 2أخ36).
وكما كانت بابل أشر أعداء اليهود، كذلك كانت إمبراطورية روما ألدَّ أعداء النصارى الأوائل.
وبابل اليوم هي العراق؛ لذا أسبغ عليه صفات الشر والخطر القادم على عالم الحرية "عالم الخير"؛ كيما يقع الربط الذهني في عقول متصهينة النصارى، وغالب الأمريكيِّين البروتستانت بين رُؤيا يوحنا بسقوط بابل، وما يتبعه من نزول المسيح، والقضاء على الشر، وبين سقوط العراق، فيعتقد الكل أنَّ احتلال العراق وتدميره شر لا بد منه، بل هو أصل الخير؛ إذ هو القضاء على الشر نهائيًّا، لكن على الدعاية الإعلامية شيطنة العراق أولاً، والترويج لخطورته، والجعل منه بؤرة الشر كله، ومصدر الظلام، بل عرش الشيطان، ووكر "الوحش" عدو المسيح.
ومن هنا نرى الرؤيا المستقبلية ليوحنا تؤوَّل على أنَّها نهاية التاريخ، والتي ستكون أوائل إرهاصاتِها سقوط بابل وتدميرها؛ أي: احتلال العراق.
ورد في "سفر الرؤيا" (16/17): "وجمعت الأرواح الشيطانية جيوش العالم كلها في مكان يسمى بالعبرية "هرمجدون"، ثم سكب الملاك السابع كأسه على الهواء، فدوَّى صوتٌ من العرش في الهيكل السماوي؛ يقول: "قد تمَّ"، فحدثت بروق وأصوات ورعود وزلزال عنيف لن تشهد الأرض له مثيلاً منذ وجد الإنسان على الأرض؛ لأنَّه كان زلزالاً عنيفًا جدًّا، فانقسمت المدينة العُظمى إلى ثلاثة أقسام، وحل الدمار بمدن الأمم، وهربت الجزر كلها، واختفت الجبالُ، وتساقطَ من السماء على الناس بردٌ كبير، كل حبة منه بمقدار وزِنَة واحدة، فجدف الناس على الله بسبب هذه البلية الشديدة جدًّا"، وتقسيم المدينة إلى ثلاثة أقسام رمز لهلاكها التام.
سقوط بابل (رؤيا 18، ص2790): "... بعد هذا رأيت ملاكًا آخر نازلاً من السماء، له سلطان عظيم أضاء بهاؤه الأرض، وصاح بأعلى صوته "سقطت بابل العظمى، وصارت وكرًا للشياطين، ومأوى لكل روح نجس، ولكل طائر نجس مكروه".
ولك أن تُقلِّب في صحف التاريخ: كلُّ الزعماء يعلنون نصرَهم إمَّا على أرض العدو إن كانوا قادة عسكريين، أو من عروشهم، إلاَّ أنَّ إمبراطور واشنطن - وله سلطان عظيم - حقَّق نبوءة الرؤيا - بزعمه - فقد طار الرئيس الأمريكي على متن طائرة حربية إلى الخليج؛ ليهبط من السماء على حاملة الطائرات على البحر؛ ليعلن: "انتهت العمليات العسكرية"، وبأعلى صوته: "سقطت بابل..." عفوًا - الخطأ من الكاتب - "سقطت بغداد".
"... ثم سمعت صوتًا آخر يُنادي من السماء: اخرجوا منها يا شعبي؛ لئلا تشتركوا في خطاياها، فتصابوا ببلاياها، فقد تراكمت خطاياها حتى بلغت السماء، وتذكر الله ما ارتكبته من آثام، افعلوا بها كما فعلتْ بكم، وضاعفوا لها جزاءَ ما اقترفت في الكأس التي مزجت فيها للآخرين، امزجوا لها ضعفًا، أنزلوا بها من العذاب والشقاء على قدر ما عظَّمت نفسها وترفهت".
وهذا كافٍ لتبرير جرائم الحرب، فالعذابُ هنا صادر بمرسوم إلهي، فقد حقت عليهم كلمات رب النصارى، وكان أمرًا مقضيًّا.
"وسيبكي عليها ملوك الأرض الذين زنوا وترفهوا معها، وسينوحون وهم ينظرون إلى دخان حريقها...".
ويشرح هذا: "إنَّ من له الهيمنة في المجال الاقتصادي سينوح على سقوط بابل؛ لأنَّهم كانوا يشرفون على ثروة بابل وغناها؛ إذ كانوا في موضع اغتنموا فيه بصورة كبيرة، وسينوح التجار؛ لأنَّ بابل هي أعظم عميل لبضاعتهم، وقد ذهبت...".
نزول المسيح:
وبعد نهاية المعركة وتدمير بابل العُظمى حتى لا يعود لها وجود..."، رأيت السماء مفتوحة، وإذا فرس أبيض، والجالس عليه يُدعى أمينًا صادقًا، واسمه كلمة الله، وتبعته جيوش السماء على خيول بيضاء، وقد كتب على ثوبه، وعلى فخذه: ملك الملوك، ورب الأرباب، ورأيت الوحش وملوك الأرض وجيوشهم مُجتمعين لشن الحرب على الجالس على الفرس وجيشه، فقُبِضَ على الوحش وعلى النبي الزَّائف معه، وألْقِيَ الاثنان أحياءً في بحيرة النار المتقدة بالكبريت..."؛ (رؤيا، الفصل 19).
سقطت بابل، ووكالة الفضاء الأمريكيَّة تعد النجوم وترصد السماء، هل من نازل مُخلِّص للأرض من شرها؟ انتظر بوش وحاشيته، دعهم فسوف يبصرون أيهم المفتون.
دمرت بابل وجعل أطفالها قربانًا؛ لتستعجل نهاية التاريخ، ولم تُؤَوَّل رُؤياهم بعدُ.
سيخرجون اليوم أو غدًا، طال الزمن أم قصر، سيخرجون وتبقى بابل، فلا مخلصُهم نزل، ولا الدمار والفناء قد حل، ولله في العراق رجالٌ من السنة أولو بأسٍ شديد، يسومون الغزاة مرارة العذاب، ولأهل السنة رب مُعين، وهل ينقمون منهم إلا إحدى الحسنيين؟!
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/9671/#ixzz3ImgR29Fv
صم بكم عمي فهم لا يعقلون- ضيف كريم
- عدد المساهمات : 13
تاريخ التسجيل : 11/11/2014
مواضيع مماثلة
» الله اكبر
» غبار الرياض هل له علاقة برؤيا الفيلة
» خطير:20 معلومة خطيرة وسرية عن علاقة ايران باسرائيل#خفايا ليكس العراق
» حماس والتشيع في غزة .. احتلال القلوب ابشع من احتلال الأوطان !!!
» ما صحة حديث : "...ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس"؟
» غبار الرياض هل له علاقة برؤيا الفيلة
» خطير:20 معلومة خطيرة وسرية عن علاقة ايران باسرائيل#خفايا ليكس العراق
» حماس والتشيع في غزة .. احتلال القلوب ابشع من احتلال الأوطان !!!
» ما صحة حديث : "...ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس"؟
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات المتخصصة :: ملتقى الرؤى عن (الدول العربية ودول الخليج والمغرب الاسلامي واليمن)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى