الحلم صفة من صفات الله وخلق الانبياء
5 مشترك
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
الحلم صفة من صفات الله وخلق الانبياء
موقف الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة، بعدما أُخرج منها وهي أحب البلاد إليه، وجاء النصر من الله تعالى، وأعزه سبحانه بفتحها، قام فيهم قائلاً: ( ما تقولون أني فاعل بكم ؟ ) قالوا : خيراً ، أخ كريم ، وابن أخ كريم ، فقال: ( أقول كما قال أخي يوسف ) :﴿ { لا تثريب عليكم اليوم يغفر اللَّه لكم وهو أرحم الراحمين } ﴾(يوسف:92)، ( اذهبوا فأنتم الطلقاء )
ولمحة أخرى من حلمه في حياته عليه السلام، أنه لم يُعهد عليه أنه ضرب خادماً، أو امرأة، ولم ينتقم من أحد ظلمه في المال أو البدن ، بل كان يعفو ويصفح بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم تقول عائشة رضي الله عنها: ( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل )
ذات ليلة، خرج الخليفة عمر بن عبد العزيز ليتفقد أحوال رعيته، وكان في صحبته شرطي، فدخلا مسجدًا، وكان المسجد مظلمًا، فتعثر عمر برَجُلٍ نائم، فرفع الرجل رأسه وقال له: أمجنون أنت؟ فقال عمر: لا. وأراد الشرطي أن يضرب الرجل، فقال له عمر: لا تفعل، إنما سألني: أمجنون أنت؟ فقلت له: (لا)فقد سبق حلم الخليفة غضبه، فتقبل ببساطة أن يصفه رجل من عامة الناس بالجنون، ولم يدفعه سلطانه وقوته إلى البطش به.
ما هو الحلم؟
الحلم هو ضبط النفس، وكظم الغيظ، والبعد عن الغضب، ومقابلة السيئة بالحسنة. وهو لا يعني أن يرضي الإنسان بالذل أو يقبل الهوان، وإنما هو الترفع عن شتم الناس، وتنزيه النفس عن سبهم وعيبهم.
حلم الله:
الحلم صفة من صفات الله -تعالى- فالله -سبحانه- هو الحليم، يرى معصية العاصين ومخالفتهم لأوامره فيمهلهم، ولا يسارع بالانتقام منهم. قال تعالى: {واعلموا أن الله غفور حليم} [البقرة: 235].
حلم الأنبياء:
الحلم خلق من أخلاق الأنبياء، قال تعالى عن إبراهيم: {إن إبراهيم لأواه حليم} [التوبة: 114]، وقال عن إسماعيل: {فبشرناه بغلام حليم} [الصافات: 101].
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أحلم الناس، فلا يضيق صدره بما يصدر عن بعض المسلمين من أخطاء، وكان يعلم أصحابه ضبط النفس وكظم الغيظ.
فضائل الحلم:
* الحلم صفة يحبها الله -عز وجل-، قال صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة: (إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة) [مسلم].
* الحلم وسيلة للفوز برضا الله وجنته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهْ، دعاه الله -عز وجل- على رءوس الخلائق يوم القيامة، يخيره من الحور العين ما شاء) [أبو داود والترمذي].
* الحلم دليل على قوة إرادة صاحبه، وتحكمه في انفعالاته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصُّرْعَة (مغالبة الناس وضربهم)، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) [مسلم].
* الحلم وسيلة لكسب الخصوم والتغلب على شياطينهم وتحويلهم إلى أصدقاء، قال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت: 34].
* الحلم وسيلة لنيل محبة الناس واحترامهم، فقد قيل: أول ما يُعوَّض الحليم عن حلمه أن الناس أنصاره.
* الحلم يُجنِّب صاحبه الوقوع في الأخطاء، ولا يعطي الفرصة للشيطان لكي يسيطر عليه.
ولمحة أخرى من حلمه في حياته عليه السلام، أنه لم يُعهد عليه أنه ضرب خادماً، أو امرأة، ولم ينتقم من أحد ظلمه في المال أو البدن ، بل كان يعفو ويصفح بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم تقول عائشة رضي الله عنها: ( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل )
ذات ليلة، خرج الخليفة عمر بن عبد العزيز ليتفقد أحوال رعيته، وكان في صحبته شرطي، فدخلا مسجدًا، وكان المسجد مظلمًا، فتعثر عمر برَجُلٍ نائم، فرفع الرجل رأسه وقال له: أمجنون أنت؟ فقال عمر: لا. وأراد الشرطي أن يضرب الرجل، فقال له عمر: لا تفعل، إنما سألني: أمجنون أنت؟ فقلت له: (لا)فقد سبق حلم الخليفة غضبه، فتقبل ببساطة أن يصفه رجل من عامة الناس بالجنون، ولم يدفعه سلطانه وقوته إلى البطش به.
ما هو الحلم؟
الحلم هو ضبط النفس، وكظم الغيظ، والبعد عن الغضب، ومقابلة السيئة بالحسنة. وهو لا يعني أن يرضي الإنسان بالذل أو يقبل الهوان، وإنما هو الترفع عن شتم الناس، وتنزيه النفس عن سبهم وعيبهم.
حلم الله:
الحلم صفة من صفات الله -تعالى- فالله -سبحانه- هو الحليم، يرى معصية العاصين ومخالفتهم لأوامره فيمهلهم، ولا يسارع بالانتقام منهم. قال تعالى: {واعلموا أن الله غفور حليم} [البقرة: 235].
حلم الأنبياء:
الحلم خلق من أخلاق الأنبياء، قال تعالى عن إبراهيم: {إن إبراهيم لأواه حليم} [التوبة: 114]، وقال عن إسماعيل: {فبشرناه بغلام حليم} [الصافات: 101].
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أحلم الناس، فلا يضيق صدره بما يصدر عن بعض المسلمين من أخطاء، وكان يعلم أصحابه ضبط النفس وكظم الغيظ.
فضائل الحلم:
* الحلم صفة يحبها الله -عز وجل-، قال صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة: (إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة) [مسلم].
* الحلم وسيلة للفوز برضا الله وجنته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهْ، دعاه الله -عز وجل- على رءوس الخلائق يوم القيامة، يخيره من الحور العين ما شاء) [أبو داود والترمذي].
* الحلم دليل على قوة إرادة صاحبه، وتحكمه في انفعالاته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصُّرْعَة (مغالبة الناس وضربهم)، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) [مسلم].
* الحلم وسيلة لكسب الخصوم والتغلب على شياطينهم وتحويلهم إلى أصدقاء، قال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت: 34].
* الحلم وسيلة لنيل محبة الناس واحترامهم، فقد قيل: أول ما يُعوَّض الحليم عن حلمه أن الناس أنصاره.
* الحلم يُجنِّب صاحبه الوقوع في الأخطاء، ولا يعطي الفرصة للشيطان لكي يسيطر عليه.
ابو صالح- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 1757
تاريخ التسجيل : 29/04/2013
رد: الحلم صفة من صفات الله وخلق الانبياء
بارك الله فيك .. وجزاك الله خيرا
وخاتم الأنبياء هو اسوتنا
قال تعالى: (ولكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يريد الله واليوم الآخر ..) الآية
وخاتم الأنبياء هو اسوتنا
قال تعالى: (ولكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يريد الله واليوم الآخر ..) الآية
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: الحلم صفة من صفات الله وخلق الانبياء
جزاك الله خيرا اخي الفاضل الكريم ابو صالح حفظك الله
عبد من عباد الله- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 729
تاريخ التسجيل : 21/01/2013
رد: الحلم صفة من صفات الله وخلق الانبياء
الحلم صفة من صفات الله وخلق الانبيا
هل نقراء فقط للقراءة ام لنستفيد ونطبق ما نقرأه في حياتنا يفترض علينا
ان نهتم بما ينفعنا ويعيننا على الخير ونرقى في تعاملنا مع بعضنا البعض
والذي يكون له اثره والفلاح في الدنيا و في الاخرة
هل نقراء فقط للقراءة ام لنستفيد ونطبق ما نقرأه في حياتنا يفترض علينا
ان نهتم بما ينفعنا ويعيننا على الخير ونرقى في تعاملنا مع بعضنا البعض
والذي يكون له اثره والفلاح في الدنيا و في الاخرة
ابو صالح- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 1757
تاريخ التسجيل : 29/04/2013
رد: الحلم صفة من صفات الله وخلق الانبياء
اخي ابو صالح انا استمعت لتسجيل يقول ابن عثيمين
انه مايجوز للانسان ان يقول نتخلق باخلاق الله او هكذا
ان اردت تظرب امثله للحلم فلايوجد افضل ولا اجمل واكمل من اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين لهم باحسان
انه مايجوز للانسان ان يقول نتخلق باخلاق الله او هكذا
ان اردت تظرب امثله للحلم فلايوجد افضل ولا اجمل واكمل من اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين لهم باحسان
علاء- اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال
- عدد المساهمات : 1603
تاريخ التسجيل : 31/07/2013
رد: الحلم صفة من صفات الله وخلق الانبياء
علاء كتب:اخي ابو صالح انا استمعت لتسجيل يقول ابن عثيمين
انه مايجوز للانسان ان يقول نتخلق باخلاق الله او هكذا
ان اردت تظرب امثله للحلم فلايوجد افضل ولا اجمل واكمل من اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين لهم باحسان
أخي علاء شكرا على مرورك واعتذر عن التاخير على الرد
لم أجد في الموضوع ما يشير الى قولك اعلاه ولكن عنوان الموضوع الحلم صفة من صفات الله ولم اقول نتخلق بخلق الله... تعالى الله عن التشبيه واستغفر الله من هذه العبارة
اي احد من الاخوة عنده تعقيب فليتفضل لنستفيد ونصحح وجزاكم الله خيرا
ابو صالح- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 1757
تاريخ التسجيل : 29/04/2013
رد: الحلم صفة من صفات الله وخلق الانبياء
الحلم هو ضبط النفس، وكظم الغيظ، والبعد عن الغضب، ومقابلة السيئة بالحسنة. وهو لا يعني أن يرضي الإنسان بالذل أو يقبل الهوان، وإنما هو الترفع عن شتم الناس، وتنزيه النفس عن سبهم وعيبهم.
سبحان الله بعض الاخوة في المنتدى ينال منهم السبابون واصحاب الكلمات الخادشة للاخلاق والادب ونجدهم صابرين على الاذى هم قدوة في الحلم والصبر فهم سائرون على منهج سلف الامة ان شاء الله فلا يسعني الا ان اقول بارك فيكم ولن يضروكم الا أذى وحسبنا الله ونعم الوكيل...
سبحان الله بعض الاخوة في المنتدى ينال منهم السبابون واصحاب الكلمات الخادشة للاخلاق والادب ونجدهم صابرين على الاذى هم قدوة في الحلم والصبر فهم سائرون على منهج سلف الامة ان شاء الله فلا يسعني الا ان اقول بارك فيكم ولن يضروكم الا أذى وحسبنا الله ونعم الوكيل...
ابو صالح- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 1757
تاريخ التسجيل : 29/04/2013
رد: الحلم صفة من صفات الله وخلق الانبياء
اخي ابو صالح
ان كنت تقصدني
انا اعتذر من كل الاعظاء والزوار
وانا اقل منهم وانا بي من العيوب اكثر مما سببت
واعلموا ان كل من سبيته بسب معين فليعلم ان هذه الخصله بي
وان كنت تقصد لطفي او عبد من عباد الله
ان شاء الله انهم يتوبون
ان كنت تقصدني
انا اعتذر من كل الاعظاء والزوار
وانا اقل منهم وانا بي من العيوب اكثر مما سببت
واعلموا ان كل من سبيته بسب معين فليعلم ان هذه الخصله بي
وان كنت تقصد لطفي او عبد من عباد الله
ان شاء الله انهم يتوبون
علاء- اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال
- عدد المساهمات : 1603
تاريخ التسجيل : 31/07/2013
رد: الحلم صفة من صفات الله وخلق الانبياء
أخي علاء بارك الله فيك انا اقصد الجميع بدون استثناء
أخي الغالي على الرغم من العيوب فانني ارى فيك خيرا كثير فانت يوجد عندك شيئ عظيم وهو الخوف من الله وهذه نعمة عظيمة انعم الله بها عليك فمن خلال مداخلاتك ارى انه عندما يتم تخويفك بعقاب الله وانك اخطأت تتراجع وتطلب السماح من الاخرين فهذه من اعظم النعم التي يغبطك عليها كثير من المسلمين (((الخوف من الله واصلاح النفس والتوبة والاقلاع عن المعصية وعدم العودة)))
أخي الغالي على الرغم من العيوب فانني ارى فيك خيرا كثير فانت يوجد عندك شيئ عظيم وهو الخوف من الله وهذه نعمة عظيمة انعم الله بها عليك فمن خلال مداخلاتك ارى انه عندما يتم تخويفك بعقاب الله وانك اخطأت تتراجع وتطلب السماح من الاخرين فهذه من اعظم النعم التي يغبطك عليها كثير من المسلمين (((الخوف من الله واصلاح النفس والتوبة والاقلاع عن المعصية وعدم العودة)))
ابو صالح- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 1757
تاريخ التسجيل : 29/04/2013
رد: الحلم صفة من صفات الله وخلق الانبياء
اخي ابو صالح .. هل الله سبحانة وتعالى من اسمائة الصبور ؟؟
حر بلا قيود- عضوية ملغية "ايقاف نهائي"
- عدد المساهمات : 1130
تاريخ التسجيل : 10/08/2013
رد: الحلم صفة من صفات الله وخلق الانبياء
فالصبور اسم من أسماء الله تعالى، وقد ورد في أسمائه التسعة والتسعين في رواية الترمذي والبيهقي وابن حبان ومعناه كما قال النووي في شرحه على صحيح مسلم قال: قال القاضي: والصبور من أسماء الله تعالى، وهو الذي لا يعاجل العصاة بالانتقام وهو بمعنى الحليم في أسمائه سبحانه وتعالى، والحليم هو الصفوح مع القدرة على الانتقام.
وكذلك قال ابن حجر في الفتح، وقال المناوي في فيض القدير: والصبور الذي لا يستعجل في مؤاخذة العصاة أو الذي لا تحمله العجلة على المنازعة إلى الفعل قبل أوانه.
المصدر اسلام يب
وكذلك قال ابن حجر في الفتح، وقال المناوي في فيض القدير: والصبور الذي لا يستعجل في مؤاخذة العصاة أو الذي لا تحمله العجلة على المنازعة إلى الفعل قبل أوانه.
المصدر اسلام يب
ابو صالح- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 1757
تاريخ التسجيل : 29/04/2013
رد: الحلم صفة من صفات الله وخلق الانبياء
الصبور ليست من اسمائة .. الصبر من طبيعة الخلق لانها يتسبب لها اذاء وابتلاء ومشاكل فتصبر وليس من طبيعة الخالق .. الله سبحانة وتعالى حليم على الناس وليس صبور .. يصبر على ماذا ؟؟ والله سبحانة وتعالى .. لا احد يستطيع يعمله اي شئ ..
وهذا بحث لاحد الكتاب يوضح بعض المسائل .
هل الله صبور؟ كيف يكون الله صبورا؟ إن معنى الصبر لا يتفق مع الله, فمن أين أتت هذه التسمية؟! ومن ثم عزمت على البحث في الأسماء المنسوبة إلى الله والتي لا تتفق مع جلال الله وكماله!
إذا نحن نظرنا في كتاب الله تعالى, وجدنا أنه قد ورد فيه اسم "الصبر" كما استعمل اسم الفاعل "صابر" مع الإنسان, وأكثره على هيئة الجمع "صابرون/صابرين", وجاء كذلك "صابرة/صابر", وجاء كذلك بالصيغة الفعلية "صبر, تصبروا, نصبر, وكل هذا أتى مع الإنسان, فلم يأت مرة واحدة مع الله العزيز!
كما أنه لم تأت كلمة "صبور" فيه مطلقا, لا مع الله ولا مع الإنسان, وإنما استعمل مع الإنسان صيغة المبالغة "فعّال" "صبّار" في أربعة مواطن, جاءت كلها متبوعة ب "شكور", وهي:
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [إبراهيم : 5]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [لقمان : 31]
فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [سبأ : 19]
إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [الشورى : 33]
فكما رأينا لم يستعمل القرآن الصبر مع الرب العزيز, فإذا عرجنا على اللسان لننظر ما هو معنى الصبر, وجدنا ابن منظور يقول في معجم لسان العرب:
وأَصل الصَّبْر الحَبْس، وكل من حَبَس شيئاً فقد صَبَرَه؛ ومنه الحديث: نهى عن المَصْبُورة ونَهَى عن صَبْرِ ذِي الرُّوح؛ والمَصبُورة التي نهى عنها؛ هي المَحْبُوسَة على المَوْت.
فكما رأينا فأصل الصبر هو الحبس على المكروه أو الصعب, فالإنسان عندما ينزل به ضر أو أذى أو يحدث له ما لا يريد, يصبر على هذا, وهذا مما لا يكون مع الله بحال, فلن ينزل بالله تعالى أي شيء من هذا! فنحن لن نبلغ نفع الله فننفعه ولا ضره فنضره!
لهذا وجدنا أن الذين تناولوا هذا الاسم وضعوه في غير موضعه, فمما قاله أحدهم تعليقا له على الاسم:
" دلالات هذا الاسم وردت كثيراً في القرآن الكريم فالصبور هو الذي لا يُعجّل بالعقوبة لِمَنْ عصاه فهو يُمهل ولا يُهمل ، وقد ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة جداً تتحدث عن مدلول هذا الاسم الذي ورد في السنة ولم يَرِدْ صراحةً في القرآن الكريم قال تعالى:
" وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً [فاطر : 45]
الإنسان أحياناً ، إذا تولى أمر عشرة أو أكثر ، فحينما يغضب منهم يتمنى أن يُنزِل فيهم أشدَّ العقوبة ، "ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجلٍ مسمى" فتأخير العقوبة هو مدلول اسم الصبور ، مرّت معنا آية من قبل وهي قوله تعالى :
وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى [طه : 129]
عني كان لِزاماً أن ينزل الله بالعُصاة أشد العقاب ، وأن يُنهِيَهم ويبيدهم ، ولكنَّ كلمة سبقت من الله عز وجل هي التي تجعل العقوبة متأخرة . فما هي هذه الكلمة ؟ هي : إن رحمتي سبقت غضبي ، ماهذه الكلمة ؟ إن الله خلق الخلق ليرحمهم ، ما الذي يؤخر إنزال العقوبات الحاسمة ؟ هو رحمة الله عزّ وجل ؛ يعني كأن الله عزّ وجل يُعطي الناس فرصةً ليتوبوا ، يُعطيهم فرصةً ليرجعوا لِيُنيبوا ليصححوا ليستغفروا ...... " ا.هـ
فكما رأينا فحديث هذا الكاتب ليس عن الصبر بحال وإنما عن الإمهال وعن الحلم, والحليم الممهل ليس صابرا, لأن الصابر يحبس نفسه على ما يكره, بينما الله الحليم يؤخر عقابه لحكمة فهو لعلم وحكمة!! وإذا كان الله العظيم يصبر –تعالى عن ذلك- فمن يرفع عنه ما به؟!!
وعندما تفكرت في كيفية قبول الآخرين لهذا النعت مع الله, وجدت أنهم استعملوه بنفس الاستعمال العامي الخاطئ والذي يجعل الإمهال صبرا, فلأن الله تعالى يمهل ولا يعجل بالعذاب قالوا أن هذا صبر! كما تقول لإنسان:
أنا صابر عليك, إنما للصبر حدود!!
ولكن هذا ليس صبرا من الإنسان وإنما هو حلم وتملية, وهو كذلك من الله:
وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [الأعراف : 183]
وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ [الرعد : 32]
فتملية الله للمكذبين ليس صبرا عليهم وإنما هو كيد من الله العزيز بهم, ومن ثم فإذا أردنا دعاء الله باسم ينطبق مع هذه الحالة فمن المفترض أن ندعوه ب "المملي" فهو أدق من الصبور!!
ولكن هذا الاسم ثقيل على اللسان, كما أن هذا فعل لله وليس اسما, والله لم يسم نفسه بهذا, ومن ثم فنحن لا نسمي الله به!!
فإذا كان معنى الصبر مما هو واضح بمكان فمن أين أتى هذا الاسم؟!
إذا نظرنا في السنة وجدنا أنه لم يُنعت الله في حديث بأنه صبور أو صبار, وإنما وردت رواية استعملت الفعل مع الله, فقالت: " عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَ أَحَدٌ أَوْ لَيْسَ شَيْءٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنْ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَدْعُونَ لَهُ وَلَداً وَإِنَّهُ لَيُعَافِيهِمْ" وَيَرْزُقُهُمْ"
وكما رأينا فهناك شك من الراوي في الرواية, فما المانع من أن يكون قد نسي ووضع "أصبر" مكان "أحلم"؟!
ولقد سببت هذه الرواية إشكالية للعلماء, لذلك وجدنا من يفسر الصبر بمعنى الحلم فيقول:
(أصبر على أذى) هو بمعنى الحلم، أو أطلق الصبر لأنه بمعنى الحبس والمراد بهحبس العقوبة على مستحقها عاجلا وهذا هو الحلم.
والحلم ليس صبرا فتأمل, فإذا نظرنا في أقوال العلماء وجدناهم متفقين على أن الصبور لا يطلق على الله, ومن أقوالهم في هذا:
قال الخطابي في ((شأن الدعاء)) (ص 98) : ((معنى الصبور في صفة الله سبحانه قريب من معنى الحليم ؛ إلا أن الفرق بين الأمرين أنهم لا يأمنون العقوبة في صفة الصبور كما يسلمون منها في صفة الحليم ، والله أعلم بالصواب)).
قال قَوَّام السنة الأصبهاني في ((الحجة)) (2/456) : ((قال بعض أهل النظر : لا يوصف الله بالصبر ، ولا يقال : صبور ، وقال : الصبر تحمل الشيء ، ولا وجه لإنكار هذا الاسم ؛ لأن الحديث قد ورد به ؛ ولولا التوقيف ؛ لم نقله)).اهـ.
فكما رأينا فهو لولا الرواية الواردة لم يقل به, وهذا دليل كبير على أن الاسم لا يتفق مع الله! والرواية نفسها مشكوك فيها, كما أنه ليس ثمة عالم فسّر الصبر فيها بمعنى الصبر, وإنما جعله بمعنى الحلم! ناهيك عن أن الرواية لم تقل أن الله صبور أو صبار! والأسماء الحسنى يُفترض فيها أنها أسماء كمالات تدل دلالة صريحة على ظهور مدلولها في الله ظهورا كاملا, ومن ثم فهي غنية عن الشرح أو التوضيح! فإذا احتاج اسم إلى تأويل, دلّ ذلك دلالة واضحة على أنه ليس من الكمال, وأنه ليس من الأسماء الحسنى!!
وفي الختام نقول لمن يريد أن يدعو الله أو يشكره على حلمه عليه وتأجيل إنزال العقوبة به أو بغيره:
ادع الله بالحليم, فهو حليم, وادعه بصيغة الفعل مع الإملاء:
يا من يملي ولا يعجل ولا يهمل!
وإذا كنت تسأل الصبر فقل كما جاء في القرآن:
" رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [البقرة : 250]"
فالله سبحانه هو الذي يعطي الصبر فهو تجاوزا "المُصبّر" ولكنه لا يكون بحال صابرا .... ناهيك عن أن يكون صبورا!!
(( منقول ))
وهذا بحث لاحد الكتاب يوضح بعض المسائل .
هل الله صبور؟ كيف يكون الله صبورا؟ إن معنى الصبر لا يتفق مع الله, فمن أين أتت هذه التسمية؟! ومن ثم عزمت على البحث في الأسماء المنسوبة إلى الله والتي لا تتفق مع جلال الله وكماله!
إذا نحن نظرنا في كتاب الله تعالى, وجدنا أنه قد ورد فيه اسم "الصبر" كما استعمل اسم الفاعل "صابر" مع الإنسان, وأكثره على هيئة الجمع "صابرون/صابرين", وجاء كذلك "صابرة/صابر", وجاء كذلك بالصيغة الفعلية "صبر, تصبروا, نصبر, وكل هذا أتى مع الإنسان, فلم يأت مرة واحدة مع الله العزيز!
كما أنه لم تأت كلمة "صبور" فيه مطلقا, لا مع الله ولا مع الإنسان, وإنما استعمل مع الإنسان صيغة المبالغة "فعّال" "صبّار" في أربعة مواطن, جاءت كلها متبوعة ب "شكور", وهي:
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [إبراهيم : 5]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [لقمان : 31]
فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [سبأ : 19]
إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [الشورى : 33]
فكما رأينا لم يستعمل القرآن الصبر مع الرب العزيز, فإذا عرجنا على اللسان لننظر ما هو معنى الصبر, وجدنا ابن منظور يقول في معجم لسان العرب:
وأَصل الصَّبْر الحَبْس، وكل من حَبَس شيئاً فقد صَبَرَه؛ ومنه الحديث: نهى عن المَصْبُورة ونَهَى عن صَبْرِ ذِي الرُّوح؛ والمَصبُورة التي نهى عنها؛ هي المَحْبُوسَة على المَوْت.
فكما رأينا فأصل الصبر هو الحبس على المكروه أو الصعب, فالإنسان عندما ينزل به ضر أو أذى أو يحدث له ما لا يريد, يصبر على هذا, وهذا مما لا يكون مع الله بحال, فلن ينزل بالله تعالى أي شيء من هذا! فنحن لن نبلغ نفع الله فننفعه ولا ضره فنضره!
لهذا وجدنا أن الذين تناولوا هذا الاسم وضعوه في غير موضعه, فمما قاله أحدهم تعليقا له على الاسم:
" دلالات هذا الاسم وردت كثيراً في القرآن الكريم فالصبور هو الذي لا يُعجّل بالعقوبة لِمَنْ عصاه فهو يُمهل ولا يُهمل ، وقد ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة جداً تتحدث عن مدلول هذا الاسم الذي ورد في السنة ولم يَرِدْ صراحةً في القرآن الكريم قال تعالى:
" وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً [فاطر : 45]
الإنسان أحياناً ، إذا تولى أمر عشرة أو أكثر ، فحينما يغضب منهم يتمنى أن يُنزِل فيهم أشدَّ العقوبة ، "ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجلٍ مسمى" فتأخير العقوبة هو مدلول اسم الصبور ، مرّت معنا آية من قبل وهي قوله تعالى :
وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى [طه : 129]
عني كان لِزاماً أن ينزل الله بالعُصاة أشد العقاب ، وأن يُنهِيَهم ويبيدهم ، ولكنَّ كلمة سبقت من الله عز وجل هي التي تجعل العقوبة متأخرة . فما هي هذه الكلمة ؟ هي : إن رحمتي سبقت غضبي ، ماهذه الكلمة ؟ إن الله خلق الخلق ليرحمهم ، ما الذي يؤخر إنزال العقوبات الحاسمة ؟ هو رحمة الله عزّ وجل ؛ يعني كأن الله عزّ وجل يُعطي الناس فرصةً ليتوبوا ، يُعطيهم فرصةً ليرجعوا لِيُنيبوا ليصححوا ليستغفروا ...... " ا.هـ
فكما رأينا فحديث هذا الكاتب ليس عن الصبر بحال وإنما عن الإمهال وعن الحلم, والحليم الممهل ليس صابرا, لأن الصابر يحبس نفسه على ما يكره, بينما الله الحليم يؤخر عقابه لحكمة فهو لعلم وحكمة!! وإذا كان الله العظيم يصبر –تعالى عن ذلك- فمن يرفع عنه ما به؟!!
وعندما تفكرت في كيفية قبول الآخرين لهذا النعت مع الله, وجدت أنهم استعملوه بنفس الاستعمال العامي الخاطئ والذي يجعل الإمهال صبرا, فلأن الله تعالى يمهل ولا يعجل بالعذاب قالوا أن هذا صبر! كما تقول لإنسان:
أنا صابر عليك, إنما للصبر حدود!!
ولكن هذا ليس صبرا من الإنسان وإنما هو حلم وتملية, وهو كذلك من الله:
وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [الأعراف : 183]
وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ [الرعد : 32]
فتملية الله للمكذبين ليس صبرا عليهم وإنما هو كيد من الله العزيز بهم, ومن ثم فإذا أردنا دعاء الله باسم ينطبق مع هذه الحالة فمن المفترض أن ندعوه ب "المملي" فهو أدق من الصبور!!
ولكن هذا الاسم ثقيل على اللسان, كما أن هذا فعل لله وليس اسما, والله لم يسم نفسه بهذا, ومن ثم فنحن لا نسمي الله به!!
فإذا كان معنى الصبر مما هو واضح بمكان فمن أين أتى هذا الاسم؟!
إذا نظرنا في السنة وجدنا أنه لم يُنعت الله في حديث بأنه صبور أو صبار, وإنما وردت رواية استعملت الفعل مع الله, فقالت: " عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَ أَحَدٌ أَوْ لَيْسَ شَيْءٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنْ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَدْعُونَ لَهُ وَلَداً وَإِنَّهُ لَيُعَافِيهِمْ" وَيَرْزُقُهُمْ"
وكما رأينا فهناك شك من الراوي في الرواية, فما المانع من أن يكون قد نسي ووضع "أصبر" مكان "أحلم"؟!
ولقد سببت هذه الرواية إشكالية للعلماء, لذلك وجدنا من يفسر الصبر بمعنى الحلم فيقول:
(أصبر على أذى) هو بمعنى الحلم، أو أطلق الصبر لأنه بمعنى الحبس والمراد بهحبس العقوبة على مستحقها عاجلا وهذا هو الحلم.
والحلم ليس صبرا فتأمل, فإذا نظرنا في أقوال العلماء وجدناهم متفقين على أن الصبور لا يطلق على الله, ومن أقوالهم في هذا:
قال الخطابي في ((شأن الدعاء)) (ص 98) : ((معنى الصبور في صفة الله سبحانه قريب من معنى الحليم ؛ إلا أن الفرق بين الأمرين أنهم لا يأمنون العقوبة في صفة الصبور كما يسلمون منها في صفة الحليم ، والله أعلم بالصواب)).
قال قَوَّام السنة الأصبهاني في ((الحجة)) (2/456) : ((قال بعض أهل النظر : لا يوصف الله بالصبر ، ولا يقال : صبور ، وقال : الصبر تحمل الشيء ، ولا وجه لإنكار هذا الاسم ؛ لأن الحديث قد ورد به ؛ ولولا التوقيف ؛ لم نقله)).اهـ.
فكما رأينا فهو لولا الرواية الواردة لم يقل به, وهذا دليل كبير على أن الاسم لا يتفق مع الله! والرواية نفسها مشكوك فيها, كما أنه ليس ثمة عالم فسّر الصبر فيها بمعنى الصبر, وإنما جعله بمعنى الحلم! ناهيك عن أن الرواية لم تقل أن الله صبور أو صبار! والأسماء الحسنى يُفترض فيها أنها أسماء كمالات تدل دلالة صريحة على ظهور مدلولها في الله ظهورا كاملا, ومن ثم فهي غنية عن الشرح أو التوضيح! فإذا احتاج اسم إلى تأويل, دلّ ذلك دلالة واضحة على أنه ليس من الكمال, وأنه ليس من الأسماء الحسنى!!
وفي الختام نقول لمن يريد أن يدعو الله أو يشكره على حلمه عليه وتأجيل إنزال العقوبة به أو بغيره:
ادع الله بالحليم, فهو حليم, وادعه بصيغة الفعل مع الإملاء:
يا من يملي ولا يعجل ولا يهمل!
وإذا كنت تسأل الصبر فقل كما جاء في القرآن:
" رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [البقرة : 250]"
فالله سبحانه هو الذي يعطي الصبر فهو تجاوزا "المُصبّر" ولكنه لا يكون بحال صابرا .... ناهيك عن أن يكون صبورا!!
(( منقول ))
حر بلا قيود- عضوية ملغية "ايقاف نهائي"
- عدد المساهمات : 1130
تاريخ التسجيل : 10/08/2013
رد: الحلم صفة من صفات الله وخلق الانبياء
ابو صالح كتب:الحلم صفة من صفات الله وخلق الانبيا
هل نقراء فقط للقراءة ام لنستفيد ونطبق ما نقرأه في حياتنا يفترض علينا
ان نهتم بما ينفعنا ويعيننا على الخير ونرقى في تعاملنا مع بعضنا البعض
والذي يكون له اثره والفلاح في الدنيا و في الاخرة
ابو صالح- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 1757
تاريخ التسجيل : 29/04/2013
مواضيع مماثلة
» صفات أولياء الله مجملة
» صفات النبي صلى الله عليه وسلم الجسدية
» رداً على كرتون mbc3.. العلامة الفوزان: لا يجوز تمثيل صفات الله
» الحلم الكاذب والكذب في المنام هو كذب على الله
» لن يخرج المهدي حتي بعد عشر سنوات قادمه
» صفات النبي صلى الله عليه وسلم الجسدية
» رداً على كرتون mbc3.. العلامة الفوزان: لا يجوز تمثيل صفات الله
» الحلم الكاذب والكذب في المنام هو كذب على الله
» لن يخرج المهدي حتي بعد عشر سنوات قادمه
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى