مؤمنون أم مسلمون؟
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مؤمنون أم مسلمون؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
من هو المتدين؟
هل المتدين هو فقط الملتزم باللباس الشرعي والمظهر الشرعي ويصلي الخمس فروض ويصوم ويحج ويزكي الى آخر العبادات المفروضة عليه؟
هل المتدين هو ذلك الشخص الذي وصفناه الآن لكنه:
يبني بيته من خلال قرض ربوي؟
يركب سيارة بأقساط ربوية؟
يتحدث بالغيبة عن من غاب من المسلمين؟
لا يهتم بأمر المسلمين ولا شؤونهم فمنهجه في الدنيا نفسي نفسي؟
يتعالى على اخوانه المسلمين في الدول الفقيرة ويتكبر عليهم لأنه من بلد غني؟
يحقد على اخوانه المسلمين الأغنياء ويبغضهم لأنه من بلد فقير؟
يضرب ويسب ويلعن ويشتم ويقذف بالباطل ويقاتل على الدنيا ونجاساتها؟
من هو المتدين الحقيقي؟
لماذا وصلت أمتنا إلى ما وصلت إليه؟
لأنها انقسمت إلى 3 فرق
فريق متدين حقاً شكلاً وظاهراً ومضموناً وهؤلاء لا يعلم عددهم إلا الله تعالى
وفريق متدين ظاهراً وشكلاً فقط متعبداً دون عمل وسلوكه لا ينطلق من عبادته وان كان هناك بعض اخلاقيات في سلوكه
وفريق غير متدين لا يكترث كثيراً للعبادات وسلوكه لا علاقة له بالدين وان كان هناك بعض اخلاقيات في سلوكه
في كل الأحوال نحن بشر. لا نسعى إلى الكمال ولا نسعى إلى الملائكية ولا نعيش أحلام يقظة ولا ينبغي ان نعيش فيها. نخطىء ونصيب، ونحسن ونسيء، ولو لم نفعل كل هذا لذهب الله تعالى بنا وجاء بغيرنا. فالإسلام لا يطلب منا ان نكون بلا أخطاء. فنحن لسنا أنبياء. ومن ادعى انه لم يخطىء قط ولم يسيء إلى أحد قط ولم يقترف ذنباً قط ولم يظلم قط، ولم يسيء الظن بأحد قط، ولم ولم ولم، فهو كاذب.
لماذا يتدين بعض الناس شكلاً وظاهراً فقط بينما سلوكهم لا علاقة له بالدين؟ فتجد الرجل يطيل الصلاة صوام لا يتحدث إلا بقال الله جل جلاله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه أكل مال هذا وبهت هذا واغتاب هذا وافسد بين هذا وهذا وظلم هذا. الجواب البسيط جداً هو "البطن" والشهوات وحب الدنيا وعدم معرفة الآخرة وليس مجرد نسيانها.
المسلم عليه ان يكون مسلم الهيئة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً وعلى قدر استطاعته وعليه في ذات الوقت ان لا يكون منافقاً. فمن علم في نفسه انه لا يأتي أوامر الدين فلا يظهر للناس انه دين رجل دين. بل عليه ان يصلح داخله اولاً ثم يبدأ بإصلاح ظاهره بعد ان يتأكد من صلاح باطنه او ان يمزج بينهما لكن أن لا يتقدم إصلاح الظاهر عنده على إصلاح الباطن.
فإن التقدم في إصلاح الظاهر قبل الباطن يدفع بالمرء إلى توهم صلاح الداخل لأن الانسان معتاد على التأثر بما ترى عينه فكم من عاص تاب وبعد خمس دقائق من توبته بدأ يكفر الناس وكم من مقصر أناب ولم يكد يمر عليه يوم حتى بدأ يفتي في الحلال والحرام فإن صلاح النفس ليس يعرف لصاحبها إلا بعد وقت طويل من الاختبار يضعه المرء لنفسه ليعلم كم من الخطوات مشى على طريق الإصلاح.
فإن كنت عاصياً ووفقك الله تعالى للصلاح والهداية فلا تتعجل معرفة من أنت قبل أن ترى من نفسك التي كانت بالأمس تبيت على المعاصي ما يطمئن له قلبك من مظاهر الثبات. فإن النفس قد تدمن معاقرة الخمر فيتوب صاحبها ثم يعود الى ما أمسك عنه حيناً فيتردى فيها أكثر وأكثر. وإن نفساً استمرأت الغيبة والحديث بالسوء والشر عن المسلمين افراداً أو جماعات لا تأمن العودة إلى ما حرم عليها ولو بعد حين.
وأساس الإصلاح التعود. فمن عود نفسه التقوى لبسته ولبسها ومن لعب على كل الحبال يمسي مؤمناً ويصبح كافراً ويمسي كافراً ويصبح مؤمناً، اليوم يمسك لسانه وغداً يطلقه، وغداً ينتهي عن ظلم وبعدها يبثه في سلوكه من جديد فهو لم يؤمن وإنما تلاعب بنعمة الله تعالى عليه. فإن اردت ان تعتاد ان لا تكون نماماً فاجعل الأمر عادتك الجديدة فكلما جررت الى هذه الخطيئة تنبهت وتوقفت وكلما ناداك شياطين الإنس لتمارس سلوكاً نهيت عنه استعذت بالله المعين منهم وإن كانوا أقرب الناس اليك، زوجتك أو زوجِك أو والديك.
فإن إخراج الذنوب من القلوب كإخراج سفود من صوف مبلول خاصة حين تعشش الذنوب سنين وسنين وسنين في ذلك القلب.
فهل نحن مسلمون خالصي الإسلام؟
كن مسلماً في ظاهرك. مؤمناً في داخلك. لا تحاول ان تقول للناس انظروا الي انا مؤمن. باطنك لا يعلمه إلا الله تعالى لذلك لن يصفك أحد بأنك مؤمن. لكن يمكن ان يصفك الناس بأنك مسلم. عامل الناس باللين، بالقسوة، هذا لن تستطيع أن تضع له معيار ابدي لا يتقلب. عامل الناس باللين ان استطعت دون اي قسوة. فياسعد من استطاع ان يكون كذلك. ولكن لا تظن أنك قادر على تغيير طبيعتك الآدمية. لكن هذه الطبيعة الآدمية لا تعني أن نصبح غيلاناً في غابة ووحوشاً نأكل بعضنا بعضاً كل يوم. حين نعامل الناس بميزان "عدالة" حينها ستصبح الأمور مقبولة. ميزان العدالة غائب في حياة الكثيرين. انصر اخاك ظالما او مظلوماً. لم تعد كما أمرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم. اصبحت "انصر اخاك ظالماً أو مظلوماً" تعني قف معه في ظلمه على من ظلم لأنه ابن عائلتك او ابن قبيلتك او ابن عشيرتك او ابن قريتك. حين تكون هكذا فلا تتحدث كثيرا عن صلاتك وصيامك وقيامك ولحيتك. بل اذهب الى رأس جبل وتعبد وناجي ربك الهادي لعل الله تعالى يهديك.
لا يستقيم ايمان مع يد تبطش. ابناءك وزوجتك من الضعاف الذين أوصانا بهم النبي صلى الله عليه وسلم. لا يبطش باليد ويدمي إلا رجل ناقص الرجولة. اذا كنت ترضى ان تضرب اختك في بيت زوجها فاضرب زوجتك. لكن نعم هناك من سيرضى ان تضرب اخته في بيت زوجها لأنه اصلاً يرى أمه وأخته وزوجته بشر من الدرجة الثانية.
لا تقطع ارزاق زملائك في العمل لأنهم ليسوا من جنسيتك التي تتعصب لها. لا تقطع رزق زميلك في العمل لأنك اختلفت معه خلافاً شديداً ذات يوم. فقطع أرزاق العباد إثم عظيم سيفتح عليك أبواب من الفقر في الدنيا لن تقوى على سدها ولن تستطيع.
هل تثق بيدك ورجلك أم تثق بنصر الله تعالى للمظلوم؟ تعرضت وانا لم اكن من اصحاب الأموال بل كنت من صغار صغار المستثمرين، تعرضت الى موقف أكل فيه مالي الذي كنت قد استدنته من شخص وليس من بنك لذلك المشروع فأكل مالي من أكله. لم اتحدث مع من اكلوا مالي ولا كلمة واحدة وليس للمبالغة فعلا لم اعاتبهم او أجادلهم او اناقشهم ومر عامان وانا لا أقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل. وبعد عامين اذا بهاتفي المحمول يرن. كان على الطرف الآخر الذي أكل مالي يقول لي: لقد انتهينا وتدمرنا ولم نعد نكسب شيئاً. هل ادرك المدركون كم ان الدنيا نجسة؟ لم يدرك الجميع بعد. كان من الممكن ان يصل خبر سقوط من اكلوا مالي لي عبر شخص ثالث. لكن الذي حصل ان المظلوم إن وكل أمره إلى الله تعالى ما خاب ابداً.
خسارتك في المال او الممتلكات هبة من الله تعالى لك وليس عقاباً. أن يقدر عليك رزقك هو حب لك لا غضب عليك ما عدا ما لا نعلمه من احوال للبعض فليس الأمر على إطلاقه. لكن إن كنت متبعاً لأوامر الله تعالى ورزقك على قدر حاجتك فاعلم ان الله تعالى يقربك منه ويدنيك. فإن أنجس ما تراه العين على ظهر هذا الكوكب هو ما يسمى "النقود" فلو ادركت حقيقة نجاستها فلن تطيق انفك رائحتها.
صحيح ان حياتنا دون النقود لا تستقيم. لكن شتان ما بين مسلم رزقه الله تعالى نقوداً كفته وحفظته من سؤال الناس وبين ان يتكالب المسلم فيظلم او يسرق او يقتل او يغتاب او يفجر من أجل رزق مكتوب له سيأتيه هو هو حتى وإن لم يفعل تلك الموبقات التي فعلها.
اولى الناس بمالك ووقتك وحضورك هم اسرتك .. والديك ثم زوجك وابناءك... مالك وللمقاهي واماكن اللهو فإنها يشرب فيها المحرم ويقال فيها المنهي عنه من القول وتعرف فيها أسرار البيوت وتفتح فيها ابواب الخلاف بين الناس. سوف يسألك الله تعالى عن وقتك في حياتك ماذا صنعت به.
الكذب.. اقبح كلمة في الوجود.. انه لا ينجي من ورطة ولا ينقذ من معضلة ولا يحل مشكلة. وما كان الصدق حاضراً إلا وكان التوفيق في حل المشكلة حاضراً وبقوة وما كان الكذب حاضراً إلا وتعقدت المشكلة وتفرعت الى مائة فرع واصبحت خارج نطاق السيطرة. 99% من الذين يكذبون يكذبون لحل مشكلة ما تواجههم. لا يحل الكذب أي مشكلة ابداً باعتراف المجربين فلنستفد من خبرة غيرنا ومن ما وصلوا اليه من حقائق حول الكذب.
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. آية كريمة للزوجين وليست فقط للزوج وحده او الزوجة وحدها. والمودة والرحمة لا تحصل اذا غاب الاحترام. فليكن الاحترام حاضراً وليس على استحياء بين الزوجين لكي تتحقق المودة والرحمة.
أبناؤنا ليسوا من أملاكنا. ابني ليس كسيارتي وهاتفي وبيتي وحذائي. ابني وبنتي هما بشر من لحم ودم. الأبوة أو الأمومة ليسا قضاءاً فالأب أو الأم ليسا قاضيان يصدران الأحكام. ابناءنا هم اصدقاؤنا الجدد بعد ان كبر اصدقاء المدرسة وهرموا كما هرمنا. ابناءنا اصدقاءنا يرجعوننا بصداقتهم الى وقت جميل. فلنكن فقط اصدقاءهم وليس اي شيء آخر. لن يُخرِجْ هذا ابداً من قلوبهم الخوف منا كأوصياء عليهم فهذا فطري ولن يذهب. لكن لنعامل ابناءنا كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل أحفاده وابناء الصحابة حوله وكما كان الصحابة يعاملون ابنائهم.
النوم كل ليلة والقلب فارغ من البغض لكل الناس ليس أمراً سهلاً. لكن يمكننا الآن أن نحقق في قلوبنا هذا الأمر الصعب. يحدث هذا مع الذين ظلمونا ظلماً بيناً ولم نعف عنهم بعد ولم نتصالح معهم. يمكننا ان نتوقف الآن عن كرههم. لكننا بحاجة الى شيء آخر نكرهه بدلاً عنهم. لنكره افعالهم. تشاجرت مع زيد او عمرو. لا تكره زيد وعمرو. اكره سلوك وتصرفات زيد وعمرو وهكذا حين يتغيير سلوك زيد وعمرو فستكونون احبة من جديد حقيقةً وليس تصنعاً. لأنك لم تكره زيد وعمرو اصلاً.
سامحوني على الإطالة. السلام عليكم
من هو المتدين؟
هل المتدين هو فقط الملتزم باللباس الشرعي والمظهر الشرعي ويصلي الخمس فروض ويصوم ويحج ويزكي الى آخر العبادات المفروضة عليه؟
هل المتدين هو ذلك الشخص الذي وصفناه الآن لكنه:
يبني بيته من خلال قرض ربوي؟
يركب سيارة بأقساط ربوية؟
يتحدث بالغيبة عن من غاب من المسلمين؟
لا يهتم بأمر المسلمين ولا شؤونهم فمنهجه في الدنيا نفسي نفسي؟
يتعالى على اخوانه المسلمين في الدول الفقيرة ويتكبر عليهم لأنه من بلد غني؟
يحقد على اخوانه المسلمين الأغنياء ويبغضهم لأنه من بلد فقير؟
يضرب ويسب ويلعن ويشتم ويقذف بالباطل ويقاتل على الدنيا ونجاساتها؟
من هو المتدين الحقيقي؟
لماذا وصلت أمتنا إلى ما وصلت إليه؟
لأنها انقسمت إلى 3 فرق
فريق متدين حقاً شكلاً وظاهراً ومضموناً وهؤلاء لا يعلم عددهم إلا الله تعالى
وفريق متدين ظاهراً وشكلاً فقط متعبداً دون عمل وسلوكه لا ينطلق من عبادته وان كان هناك بعض اخلاقيات في سلوكه
وفريق غير متدين لا يكترث كثيراً للعبادات وسلوكه لا علاقة له بالدين وان كان هناك بعض اخلاقيات في سلوكه
في كل الأحوال نحن بشر. لا نسعى إلى الكمال ولا نسعى إلى الملائكية ولا نعيش أحلام يقظة ولا ينبغي ان نعيش فيها. نخطىء ونصيب، ونحسن ونسيء، ولو لم نفعل كل هذا لذهب الله تعالى بنا وجاء بغيرنا. فالإسلام لا يطلب منا ان نكون بلا أخطاء. فنحن لسنا أنبياء. ومن ادعى انه لم يخطىء قط ولم يسيء إلى أحد قط ولم يقترف ذنباً قط ولم يظلم قط، ولم يسيء الظن بأحد قط، ولم ولم ولم، فهو كاذب.
لماذا يتدين بعض الناس شكلاً وظاهراً فقط بينما سلوكهم لا علاقة له بالدين؟ فتجد الرجل يطيل الصلاة صوام لا يتحدث إلا بقال الله جل جلاله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه أكل مال هذا وبهت هذا واغتاب هذا وافسد بين هذا وهذا وظلم هذا. الجواب البسيط جداً هو "البطن" والشهوات وحب الدنيا وعدم معرفة الآخرة وليس مجرد نسيانها.
المسلم عليه ان يكون مسلم الهيئة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً وعلى قدر استطاعته وعليه في ذات الوقت ان لا يكون منافقاً. فمن علم في نفسه انه لا يأتي أوامر الدين فلا يظهر للناس انه دين رجل دين. بل عليه ان يصلح داخله اولاً ثم يبدأ بإصلاح ظاهره بعد ان يتأكد من صلاح باطنه او ان يمزج بينهما لكن أن لا يتقدم إصلاح الظاهر عنده على إصلاح الباطن.
فإن التقدم في إصلاح الظاهر قبل الباطن يدفع بالمرء إلى توهم صلاح الداخل لأن الانسان معتاد على التأثر بما ترى عينه فكم من عاص تاب وبعد خمس دقائق من توبته بدأ يكفر الناس وكم من مقصر أناب ولم يكد يمر عليه يوم حتى بدأ يفتي في الحلال والحرام فإن صلاح النفس ليس يعرف لصاحبها إلا بعد وقت طويل من الاختبار يضعه المرء لنفسه ليعلم كم من الخطوات مشى على طريق الإصلاح.
فإن كنت عاصياً ووفقك الله تعالى للصلاح والهداية فلا تتعجل معرفة من أنت قبل أن ترى من نفسك التي كانت بالأمس تبيت على المعاصي ما يطمئن له قلبك من مظاهر الثبات. فإن النفس قد تدمن معاقرة الخمر فيتوب صاحبها ثم يعود الى ما أمسك عنه حيناً فيتردى فيها أكثر وأكثر. وإن نفساً استمرأت الغيبة والحديث بالسوء والشر عن المسلمين افراداً أو جماعات لا تأمن العودة إلى ما حرم عليها ولو بعد حين.
وأساس الإصلاح التعود. فمن عود نفسه التقوى لبسته ولبسها ومن لعب على كل الحبال يمسي مؤمناً ويصبح كافراً ويمسي كافراً ويصبح مؤمناً، اليوم يمسك لسانه وغداً يطلقه، وغداً ينتهي عن ظلم وبعدها يبثه في سلوكه من جديد فهو لم يؤمن وإنما تلاعب بنعمة الله تعالى عليه. فإن اردت ان تعتاد ان لا تكون نماماً فاجعل الأمر عادتك الجديدة فكلما جررت الى هذه الخطيئة تنبهت وتوقفت وكلما ناداك شياطين الإنس لتمارس سلوكاً نهيت عنه استعذت بالله المعين منهم وإن كانوا أقرب الناس اليك، زوجتك أو زوجِك أو والديك.
فإن إخراج الذنوب من القلوب كإخراج سفود من صوف مبلول خاصة حين تعشش الذنوب سنين وسنين وسنين في ذلك القلب.
فهل نحن مسلمون خالصي الإسلام؟
كن مسلماً في ظاهرك. مؤمناً في داخلك. لا تحاول ان تقول للناس انظروا الي انا مؤمن. باطنك لا يعلمه إلا الله تعالى لذلك لن يصفك أحد بأنك مؤمن. لكن يمكن ان يصفك الناس بأنك مسلم. عامل الناس باللين، بالقسوة، هذا لن تستطيع أن تضع له معيار ابدي لا يتقلب. عامل الناس باللين ان استطعت دون اي قسوة. فياسعد من استطاع ان يكون كذلك. ولكن لا تظن أنك قادر على تغيير طبيعتك الآدمية. لكن هذه الطبيعة الآدمية لا تعني أن نصبح غيلاناً في غابة ووحوشاً نأكل بعضنا بعضاً كل يوم. حين نعامل الناس بميزان "عدالة" حينها ستصبح الأمور مقبولة. ميزان العدالة غائب في حياة الكثيرين. انصر اخاك ظالما او مظلوماً. لم تعد كما أمرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم. اصبحت "انصر اخاك ظالماً أو مظلوماً" تعني قف معه في ظلمه على من ظلم لأنه ابن عائلتك او ابن قبيلتك او ابن عشيرتك او ابن قريتك. حين تكون هكذا فلا تتحدث كثيرا عن صلاتك وصيامك وقيامك ولحيتك. بل اذهب الى رأس جبل وتعبد وناجي ربك الهادي لعل الله تعالى يهديك.
لا يستقيم ايمان مع يد تبطش. ابناءك وزوجتك من الضعاف الذين أوصانا بهم النبي صلى الله عليه وسلم. لا يبطش باليد ويدمي إلا رجل ناقص الرجولة. اذا كنت ترضى ان تضرب اختك في بيت زوجها فاضرب زوجتك. لكن نعم هناك من سيرضى ان تضرب اخته في بيت زوجها لأنه اصلاً يرى أمه وأخته وزوجته بشر من الدرجة الثانية.
لا تقطع ارزاق زملائك في العمل لأنهم ليسوا من جنسيتك التي تتعصب لها. لا تقطع رزق زميلك في العمل لأنك اختلفت معه خلافاً شديداً ذات يوم. فقطع أرزاق العباد إثم عظيم سيفتح عليك أبواب من الفقر في الدنيا لن تقوى على سدها ولن تستطيع.
هل تثق بيدك ورجلك أم تثق بنصر الله تعالى للمظلوم؟ تعرضت وانا لم اكن من اصحاب الأموال بل كنت من صغار صغار المستثمرين، تعرضت الى موقف أكل فيه مالي الذي كنت قد استدنته من شخص وليس من بنك لذلك المشروع فأكل مالي من أكله. لم اتحدث مع من اكلوا مالي ولا كلمة واحدة وليس للمبالغة فعلا لم اعاتبهم او أجادلهم او اناقشهم ومر عامان وانا لا أقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل. وبعد عامين اذا بهاتفي المحمول يرن. كان على الطرف الآخر الذي أكل مالي يقول لي: لقد انتهينا وتدمرنا ولم نعد نكسب شيئاً. هل ادرك المدركون كم ان الدنيا نجسة؟ لم يدرك الجميع بعد. كان من الممكن ان يصل خبر سقوط من اكلوا مالي لي عبر شخص ثالث. لكن الذي حصل ان المظلوم إن وكل أمره إلى الله تعالى ما خاب ابداً.
خسارتك في المال او الممتلكات هبة من الله تعالى لك وليس عقاباً. أن يقدر عليك رزقك هو حب لك لا غضب عليك ما عدا ما لا نعلمه من احوال للبعض فليس الأمر على إطلاقه. لكن إن كنت متبعاً لأوامر الله تعالى ورزقك على قدر حاجتك فاعلم ان الله تعالى يقربك منه ويدنيك. فإن أنجس ما تراه العين على ظهر هذا الكوكب هو ما يسمى "النقود" فلو ادركت حقيقة نجاستها فلن تطيق انفك رائحتها.
صحيح ان حياتنا دون النقود لا تستقيم. لكن شتان ما بين مسلم رزقه الله تعالى نقوداً كفته وحفظته من سؤال الناس وبين ان يتكالب المسلم فيظلم او يسرق او يقتل او يغتاب او يفجر من أجل رزق مكتوب له سيأتيه هو هو حتى وإن لم يفعل تلك الموبقات التي فعلها.
اولى الناس بمالك ووقتك وحضورك هم اسرتك .. والديك ثم زوجك وابناءك... مالك وللمقاهي واماكن اللهو فإنها يشرب فيها المحرم ويقال فيها المنهي عنه من القول وتعرف فيها أسرار البيوت وتفتح فيها ابواب الخلاف بين الناس. سوف يسألك الله تعالى عن وقتك في حياتك ماذا صنعت به.
الكذب.. اقبح كلمة في الوجود.. انه لا ينجي من ورطة ولا ينقذ من معضلة ولا يحل مشكلة. وما كان الصدق حاضراً إلا وكان التوفيق في حل المشكلة حاضراً وبقوة وما كان الكذب حاضراً إلا وتعقدت المشكلة وتفرعت الى مائة فرع واصبحت خارج نطاق السيطرة. 99% من الذين يكذبون يكذبون لحل مشكلة ما تواجههم. لا يحل الكذب أي مشكلة ابداً باعتراف المجربين فلنستفد من خبرة غيرنا ومن ما وصلوا اليه من حقائق حول الكذب.
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. آية كريمة للزوجين وليست فقط للزوج وحده او الزوجة وحدها. والمودة والرحمة لا تحصل اذا غاب الاحترام. فليكن الاحترام حاضراً وليس على استحياء بين الزوجين لكي تتحقق المودة والرحمة.
أبناؤنا ليسوا من أملاكنا. ابني ليس كسيارتي وهاتفي وبيتي وحذائي. ابني وبنتي هما بشر من لحم ودم. الأبوة أو الأمومة ليسا قضاءاً فالأب أو الأم ليسا قاضيان يصدران الأحكام. ابناءنا هم اصدقاؤنا الجدد بعد ان كبر اصدقاء المدرسة وهرموا كما هرمنا. ابناءنا اصدقاءنا يرجعوننا بصداقتهم الى وقت جميل. فلنكن فقط اصدقاءهم وليس اي شيء آخر. لن يُخرِجْ هذا ابداً من قلوبهم الخوف منا كأوصياء عليهم فهذا فطري ولن يذهب. لكن لنعامل ابناءنا كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل أحفاده وابناء الصحابة حوله وكما كان الصحابة يعاملون ابنائهم.
النوم كل ليلة والقلب فارغ من البغض لكل الناس ليس أمراً سهلاً. لكن يمكننا الآن أن نحقق في قلوبنا هذا الأمر الصعب. يحدث هذا مع الذين ظلمونا ظلماً بيناً ولم نعف عنهم بعد ولم نتصالح معهم. يمكننا ان نتوقف الآن عن كرههم. لكننا بحاجة الى شيء آخر نكرهه بدلاً عنهم. لنكره افعالهم. تشاجرت مع زيد او عمرو. لا تكره زيد وعمرو. اكره سلوك وتصرفات زيد وعمرو وهكذا حين يتغيير سلوك زيد وعمرو فستكونون احبة من جديد حقيقةً وليس تصنعاً. لأنك لم تكره زيد وعمرو اصلاً.
سامحوني على الإطالة. السلام عليكم
عبد من عباد الله- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 729
تاريخ التسجيل : 21/01/2013
رد: مؤمنون أم مسلمون؟
اقراء اركان الاسلام واركان الايمان وانت بتعرف احنا مسلمين او من قريش
تصبحون على خير
تصبحون على خير
الهمداني- عضوية ملغية "ايقاف نهائي"
- عدد المساهمات : 3554
تاريخ التسجيل : 30/04/2013
رد: مؤمنون أم مسلمون؟
مسلمون ومن قريش
وأنت من اهل الخير
عبد من عباد الله- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 729
تاريخ التسجيل : 21/01/2013
رد: مؤمنون أم مسلمون؟
فإن كنت عاصياً ووفقك الله تعالى للصلاح والهداية فلا تتعجل معرفة من أنت قبل أن ترى من نفسك التي كانت بالأمس تبيت على المعاصي ما يطمئن له قلبك من مظاهر الثبات. فإن النفس قد تدمن معاقرة الخمر فيتوب صاحبها ثم يعود الى ما أمسك عنه حيناً فيتردى فيها أكثر وأكثر. وإن نفساً استمرأت الغيبة والحديث بالسوء والشر عن المسلمين افراداً أو جماعات لا تأمن العودة إلى ما حرم عليها ولو بعد حين.
انا افخور لمعرفتي لك جزاك الله خيرا على هذا الموضوع فرصة ذهبية لكل شخص لكي يراجع نفسه
انا افخور لمعرفتي لك جزاك الله خيرا على هذا الموضوع فرصة ذهبية لكل شخص لكي يراجع نفسه
أبومؤيد- اللهم انا نعوذ بك من جهد البلاء
- عدد المساهمات : 330
تاريخ التسجيل : 08/06/2013
رد: مؤمنون أم مسلمون؟
أخي/ عبد من عباد الله
من أجمل ما قرأت ..
بارك الله فيك .. وجزاك الله خيرا
من أجمل ما قرأت ..
بارك الله فيك .. وجزاك الله خيرا
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: مؤمنون أم مسلمون؟
أبومؤيد كتب:فإن كنت عاصياً ووفقك الله تعالى للصلاح والهداية فلا تتعجل معرفة من أنت قبل أن ترى من نفسك التي كانت بالأمس تبيت على المعاصي ما يطمئن له قلبك من مظاهر الثبات. فإن النفس قد تدمن معاقرة الخمر فيتوب صاحبها ثم يعود الى ما أمسك عنه حيناً فيتردى فيها أكثر وأكثر. وإن نفساً استمرأت الغيبة والحديث بالسوء والشر عن المسلمين افراداً أو جماعات لا تأمن العودة إلى ما حرم عليها ولو بعد حين.
انا افخور لمعرفتي لك جزاك الله خيرا على هذا الموضوع فرصة ذهبية لكل شخص لكي يراجع نفسه
بل الفخر للعبد الحقير الجاهل عبد من عباد الله...
عبد من عباد الله- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 729
تاريخ التسجيل : 21/01/2013
رد: مؤمنون أم مسلمون؟
جعبة الأسهم كتب:أخي/ عبد من عباد الله
من أجمل ما قرأت ..
بارك الله فيك .. وجزاك الله خيرا
جزاك الله تعالى الجنة ونعيمها اخي جعبة الأسهم .. منكم ومن الاخوة نستفيد ونفهم .. بارك الله فيكم وحفظكم
عبد من عباد الله- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 729
تاريخ التسجيل : 21/01/2013
رد: مؤمنون أم مسلمون؟
قلنا لكم المنتدى من غير عبد من عباد الله يصبح كئيب
مساء الخير للجميع .. وان شاء الله تكونوا بصحة وسعاده
مساء الخير للجميع .. وان شاء الله تكونوا بصحة وسعاده
الهمداني- عضوية ملغية "ايقاف نهائي"
- عدد المساهمات : 3554
تاريخ التسجيل : 30/04/2013
رد: مؤمنون أم مسلمون؟
الهمداني كتب:قلنا لكم المنتدى من غير عبد من عباد الله يصبح كئيب
مساء الخير للجميع .. وان شاء الله تكونوا بصحة وسعاده
بارك الله تعالى فيك اخي الهمداني
انا موصوف بين من يعرفني اني "محبكها"
فكيف اصبح شخص مثلي مصدر ترويح عن النفس؟
لم يبق والله اعلم من العمر كما مضى
الحمد الله على نعمٍ وفيرة وآلاءٍ عظيمة، لا يزنها ميزان، ولا يحصي عددها عاد في مكان أو زمان.
عبد من عباد الله- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 729
تاريخ التسجيل : 21/01/2013
رد: مؤمنون أم مسلمون؟
أكرمك الله أخي عبد من عباد الله
ودامت رسائل النصح منك لأمتك
ما يؤلم ويدمي القلب أخي أن فهم الإسلام بات مشوهاً، وبات الناس يتعبدون بفهم عجيب بدءاً من المظهر الخارجي الذي يطل إلينا به صاحبه، وهذا نتاج المناهج التربوية التي تقصر كما يقصر الثوب في بلداننا عاماً بعد عام، وكذلك عدم وجود دعاة على قدر العبء والمعضلات التي نعيشها، ورغم أن في داخل كل امرءٍ جرس إنذار يحذره من الخطأ، إلا أن ترك الناس توجه من الإعلام والحكام، ووجود بيئة خصبة بالرذائل، أوجد مسلمون بإيمان مشوه، ولا أدري كم العذر الذي يمكن أن يمنح للدعاة؟!!!
فصلاح رأس الهرم كفيل بتغيير السواد الذي يلف الأمة إلى بياض متلألئ، وهذا يحدث بجهد المخلصين وتدبير الله عز وجل وسنن التدافع التي يشاءها سبحانه في خلقه.
ودامت رسائل النصح منك لأمتك
ما يؤلم ويدمي القلب أخي أن فهم الإسلام بات مشوهاً، وبات الناس يتعبدون بفهم عجيب بدءاً من المظهر الخارجي الذي يطل إلينا به صاحبه، وهذا نتاج المناهج التربوية التي تقصر كما يقصر الثوب في بلداننا عاماً بعد عام، وكذلك عدم وجود دعاة على قدر العبء والمعضلات التي نعيشها، ورغم أن في داخل كل امرءٍ جرس إنذار يحذره من الخطأ، إلا أن ترك الناس توجه من الإعلام والحكام، ووجود بيئة خصبة بالرذائل، أوجد مسلمون بإيمان مشوه، ولا أدري كم العذر الذي يمكن أن يمنح للدعاة؟!!!
فصلاح رأس الهرم كفيل بتغيير السواد الذي يلف الأمة إلى بياض متلألئ، وهذا يحدث بجهد المخلصين وتدبير الله عز وجل وسنن التدافع التي يشاءها سبحانه في خلقه.
عاشقة السماء- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
- عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
رد: مؤمنون أم مسلمون؟
بارك الله تعالى بكم اختنا الفاضلة الكريمة حفظك الله تعالى وجزاكِ خيراً
للأسف نحن في زمن الخوف... العلماء يخافون قول الحق فالحق يقال فقط بأمر الحاكم إن كان الحق يتناسب مع سياسات وأهداف الحاكم وهي تكون سياسات وقتية فحين تنتهي الحاجة لقول الحق يمنع الحاكم قول الحق ويعاقب من يقوله. العلماء لن اخوض فيهم لأني اولاً لا احب نقد انسان مسلم بإسمه فهذا اعتبره من الغيبة وثانياً لا فائدة من نقد عالم او حاكم في هذا الوقت لأن النقد في هذا الوقت يعني التوجيه. لو اننا لسنا في زمن فتنة لاختلف الأمر. لكن اليوم توجيه الناس إلى جهة معينة عبر سلاح الكلمة وهو سلاح فتاك جداً وقوي جدا جداً بل اني اعتبره اقوى من المدفع والقنبلة والصاروخ حقيقة وليس مجازاً حين يعرف الحاكم او الفرد كيف يوظفه في شكله ومضمونه الصحيح. فالنقد اليوم يعني التوجيه. والاتجاهات كلها باطلة لأنها اتجاهات تؤدي الى نتيجة واحدة هي الدماء في الشوارع. فالاخوة الراغبين بتطبيق الشريعة الإسلامية بالقوة في وسط مجتمع يعج بالملايين من الذين لا يريدون الشريعة هم في طريق صدام حتمي ودموي. الشريعة يمكن تطبيقها في حالة واحدة وهي ان يكون الجيش في قبضة النظام ولكن في مصر مثلا منذ اللحظة الأولى كان النظام في قبضة الجيش وهذا كان واضحاً جداً جداً فالجيش ليس مجرد طنطاوي واقالة طنطاوي كانت بمساعدة من داخل الجيش وليست قرارا رئاسياً منفرداً بعيداً عن الجيش. وربما التاريخ سيكشف لاحقاً مدى الطموح في شخصية السيسي وكيف ان الرجل كان هو المحرك الحقيقي لاقالة طنطاوي.
الناس مجبولة على الخوف من القوة. الناس تخاف من الحاكم الظالم الذي يمتلك الجيش. فيخاف منه الانسان البسيط ويحبه صاحب المصالح كاللص الكبير الذي يتآمر معه على الفقراء.
والناس تخاف من الحاكم الصالح الذي يمتلك الجيش. يخاف منه الفاسدون ويحبه الصالحون.
فالخوف قائم من الحاكم سواء كان صالحاً أو طالحاً. في كل عهد وفي كل دولة وعصر وسياسة سيكون هناك دوماً من يحب الحاكم ومن يكره الحاكم. هل كل الناس كانوا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده؟ بالطبع لا لأن البشر لن يتفقوا على الحق ابداً وإلا لما اختلف اثنان من أبناء سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام ولدخل كل الناس الجنة ولما كان هناك نار.
فالعدل لا يعني محبة الناس. احيانا يكون عندنا ولدين او بنتين فنعدل بينهما فيعجب العدل واحداً منهما بينما يغضب الآخر ويقول انا اكبر فلماذا لا آخذ قطعة أكبر وهذا احياناً وليس على الإطلاق. عقل الانسان معقد جداً جداً ولا عجب حين نعرف كما نحن نعرف أن من خلق العقل هو الله سبحانه وتعالى. هذا العقل لا يتشابه. يعني لو جئنا بمجموعة متوافقة دينياً ومذهبياً واجتماعياً فسنجد ان كل فرد من هذه الجماعة له نظرة مختلفة للأمور وان اتفقوا على الافكار فلن ينظر كل واحد منهم لكل فكرة تماما تماما بنفس الطريقة بل الاتفاق دائماً يكون حول الاطار العام او الهدف ولولا وحدة الاهداف والرغبة بتحقيق الاهداف لما اتفق اثنان على وجه الارض. فنحن متفقون كمسلمون سنة لأننا لدينا هدفان مشتركان اولهما نصرة الاسلام وثانيهما حب دخول الجنة. فلو لم يكن بيننا هدف دخول الجنة لقطع المسلمون السنة بعضهم البعض منذ 1400 سنة ولانتهى الاسلام ولما كنا نحن اصلا اليوم مسلمون.
جمع الناس لا يتم إلا من خلال صيغتين متلازمتين. اولهما وجود خطر حقيقي يتهددهم وثانيهما وجود هدف كبير يشتركون في حب تحقيقه. فالأمة اليوم في تفككها وقطريتها لم تصل بعد وحتى الان الى الشعور بالخطر الواحد. وكل قطر له اهدافه الخاصة المحلية القطرية الضيقة فلذلك شعوب الاقطار لم تصل بعد الى درجة اعتناق فكر ومبدأ الهدف الواحد الملح. هناك اهداف غير ملحة مثل الوحدة الاسلامية او حتى الوحدة العربية وغير ذلك هذه اهداف ليست ملحة لذلك لا يمكن تحقيقها عبر القوة الناعمة لأن تحقيقها عبر القوة الناعمة يعني انها لن تتحقق ابداً حتى بعد الف سنة. الوحدة الجغرافية لا تتم الا بقوة السلاح. هكذا توحدت امريكا وهكذا نشأت من قبلها الدولة الاسلامية حين تم فتح جزيرة العرب ثم فتح العراق والشام ثم فتح مصر والسودان والمغرب العربي ثم الاندلس ثم خراسان وما وراء النهرين وهلم جراً. هل ارسل سيدنا عمر الى ملك الفرس رسالة وقال له "بالله عليك دع الاسلام يدخل العراق وفارس وتنحى انت من مكانك خلينا نشوف شغلنا"؟ لا ابداً كما نعلم كان هناك دماء غزية جدا سالت وآلاف الصحابة كما نعلم جميعاً قضوا شهداء في سبيل فتح تلك البلدان ونشر الإسلام فيها. فالوحدة الجغرافية لا تتم إلا عبر قوة ضاربة ولذلك العرب لا يمكن ان يتحدوا ابداً عبر دعوات الوحدة هذا يعتبر "كلام فارغ" مع احترامي لكل من يقوله انما انتقد الكلام وليس من يقولونه.
كل قطر عربي اليوم شعبه غير قادر على التوحد داخلياً فهم في اختلاف كبير. وهذا الاختلاف سيزداد ولن ينقص في الفترة الحالية والقادمة على المستوى القريب والله تعالى أعلى وأعلم. فكيف لأقطار كثيرة مختلفة متناحرة ان تتحد على مستوى الأمة بينما على مستوى القطر هي غير قابلة للذهاب الى خيار وحدة الهدف والتفكير والفعل على الأرض؟
لذلك هناك تغييرات تحدث في الأمم لا تحتاج الى اصلاح الأمة. فأمتنا ليست بحاجة الى اصلاح ديني لكي تتحد. لأن الاصلاح الديني قبل الاتحاد هو عربة امام حصان. فالحصان هو الاتحاد والعربة هي قالب الاصلاح ومحتواه. فخروج حاكم ما في زمن ما لا يعلمه إلا الله تعالى ربما بعد عام او 100 عام يوحد الأمة توحيداً جبرياً عسكرياً بقوة السلاح سيكون قادر على اصلاح الأمة لاحقاً. اما اصلاح الأمة قبل ذلك فهو ينافي العقل والمنطق والتاريخ ويتعارض معهم معارضة شديدة جداً ويخالف سنن الله تعالى في الأرض.
وليست تجارب الأنبياء مقياس لأن الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم لهم حالتهم الخاصة جداً بل شديدة الخصوصية ولا يمكن استلهام كامل التجارب النبوية لكي تكون سياسة للأمة. ومع ذلك علينا ان نتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم تمكن من تطبيق الشريعة حين حكم المدينة المنورة. فالشريعة في مكة المكرمة واصلاح اهل مكة المكرمة لم يكن ممكناً قبل الهجرة وتقوية بذرة الأمة من أهل المدينة المنورة ثم فتح مكة المكرمة. ولذلك الدعوة في مكة المكرمة كانت تقوم بإصلاح الناس عبر دخول من دخلوا إلى الإسلام لكن رغم ذلك لم ينصلح حال اهل مكة ككل واستمرت حربهم للإسلام قائمة وتعذيبهم للمسلمين. فكانت الهجرة النبوية الشريفة بمثابة الانطلاقة نحو تغيير أسس العمل. فانتقل العمل من الدعوة السلمية إلى تأسيس الدولة. فلما تأسست الدولة تم تطبيق أحكام الإسلام على سكان المدينة المنورة وهذه الأحكام حماها المهاجرين والأنصار ودافعوا لاحقاً عن الإسلام بسيوفهم حتى تم فتح جزيرة العرب.
فلذلك حالتنا اليوم هي حالة ليست شديدة الاختلاف. الاسلام كشريعة غير مطبق. الذين ينادون بتطبيق الشرع مستضعفون في كل مكان. الهجرة اليوم في العالم العربي صعبة فالمجتمعات منقسمة على نفسها والخبث كبير جداً ولا انصار بعد انصار المدينة فالمدينة فتحت ابوابها ومن قبل ذلك قلبها للنبي صلى الله عليه وسلم ووفى الانصار الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم عدا ابن سلول ومن تبعه، وفوا ببيعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وكانوا خير القرون، أما اليوم فالحالة مختلفة فالمجتمعات بها ملايين المنافقين الذين لا يريدون لا شرع ولا دين.
ولذلك في أمتنا يبقى الحال على ما هو عليه حتى يأذن الله تعالى لأمتنا أن يقودها رجل كما قادها من قبل رجال بعد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا بعون الله وتوفيقه سبباً في نهضتها فحين يأتي ذلك القائد ويوحد الأمة عسكرياً وبقوة السلاح حينها ستبدأ أحوال الأمة تتغيير أما قبل ذلك فلا اعتقد والله أعلى وأعلم اننا سنرى شيئاً مختلفاً عن الذي يجري الآن بل ربما سنرى الأسوأ.
للأسف نحن في زمن الخوف... العلماء يخافون قول الحق فالحق يقال فقط بأمر الحاكم إن كان الحق يتناسب مع سياسات وأهداف الحاكم وهي تكون سياسات وقتية فحين تنتهي الحاجة لقول الحق يمنع الحاكم قول الحق ويعاقب من يقوله. العلماء لن اخوض فيهم لأني اولاً لا احب نقد انسان مسلم بإسمه فهذا اعتبره من الغيبة وثانياً لا فائدة من نقد عالم او حاكم في هذا الوقت لأن النقد في هذا الوقت يعني التوجيه. لو اننا لسنا في زمن فتنة لاختلف الأمر. لكن اليوم توجيه الناس إلى جهة معينة عبر سلاح الكلمة وهو سلاح فتاك جداً وقوي جدا جداً بل اني اعتبره اقوى من المدفع والقنبلة والصاروخ حقيقة وليس مجازاً حين يعرف الحاكم او الفرد كيف يوظفه في شكله ومضمونه الصحيح. فالنقد اليوم يعني التوجيه. والاتجاهات كلها باطلة لأنها اتجاهات تؤدي الى نتيجة واحدة هي الدماء في الشوارع. فالاخوة الراغبين بتطبيق الشريعة الإسلامية بالقوة في وسط مجتمع يعج بالملايين من الذين لا يريدون الشريعة هم في طريق صدام حتمي ودموي. الشريعة يمكن تطبيقها في حالة واحدة وهي ان يكون الجيش في قبضة النظام ولكن في مصر مثلا منذ اللحظة الأولى كان النظام في قبضة الجيش وهذا كان واضحاً جداً جداً فالجيش ليس مجرد طنطاوي واقالة طنطاوي كانت بمساعدة من داخل الجيش وليست قرارا رئاسياً منفرداً بعيداً عن الجيش. وربما التاريخ سيكشف لاحقاً مدى الطموح في شخصية السيسي وكيف ان الرجل كان هو المحرك الحقيقي لاقالة طنطاوي.
الناس مجبولة على الخوف من القوة. الناس تخاف من الحاكم الظالم الذي يمتلك الجيش. فيخاف منه الانسان البسيط ويحبه صاحب المصالح كاللص الكبير الذي يتآمر معه على الفقراء.
والناس تخاف من الحاكم الصالح الذي يمتلك الجيش. يخاف منه الفاسدون ويحبه الصالحون.
فالخوف قائم من الحاكم سواء كان صالحاً أو طالحاً. في كل عهد وفي كل دولة وعصر وسياسة سيكون هناك دوماً من يحب الحاكم ومن يكره الحاكم. هل كل الناس كانوا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده؟ بالطبع لا لأن البشر لن يتفقوا على الحق ابداً وإلا لما اختلف اثنان من أبناء سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام ولدخل كل الناس الجنة ولما كان هناك نار.
فالعدل لا يعني محبة الناس. احيانا يكون عندنا ولدين او بنتين فنعدل بينهما فيعجب العدل واحداً منهما بينما يغضب الآخر ويقول انا اكبر فلماذا لا آخذ قطعة أكبر وهذا احياناً وليس على الإطلاق. عقل الانسان معقد جداً جداً ولا عجب حين نعرف كما نحن نعرف أن من خلق العقل هو الله سبحانه وتعالى. هذا العقل لا يتشابه. يعني لو جئنا بمجموعة متوافقة دينياً ومذهبياً واجتماعياً فسنجد ان كل فرد من هذه الجماعة له نظرة مختلفة للأمور وان اتفقوا على الافكار فلن ينظر كل واحد منهم لكل فكرة تماما تماما بنفس الطريقة بل الاتفاق دائماً يكون حول الاطار العام او الهدف ولولا وحدة الاهداف والرغبة بتحقيق الاهداف لما اتفق اثنان على وجه الارض. فنحن متفقون كمسلمون سنة لأننا لدينا هدفان مشتركان اولهما نصرة الاسلام وثانيهما حب دخول الجنة. فلو لم يكن بيننا هدف دخول الجنة لقطع المسلمون السنة بعضهم البعض منذ 1400 سنة ولانتهى الاسلام ولما كنا نحن اصلا اليوم مسلمون.
جمع الناس لا يتم إلا من خلال صيغتين متلازمتين. اولهما وجود خطر حقيقي يتهددهم وثانيهما وجود هدف كبير يشتركون في حب تحقيقه. فالأمة اليوم في تفككها وقطريتها لم تصل بعد وحتى الان الى الشعور بالخطر الواحد. وكل قطر له اهدافه الخاصة المحلية القطرية الضيقة فلذلك شعوب الاقطار لم تصل بعد الى درجة اعتناق فكر ومبدأ الهدف الواحد الملح. هناك اهداف غير ملحة مثل الوحدة الاسلامية او حتى الوحدة العربية وغير ذلك هذه اهداف ليست ملحة لذلك لا يمكن تحقيقها عبر القوة الناعمة لأن تحقيقها عبر القوة الناعمة يعني انها لن تتحقق ابداً حتى بعد الف سنة. الوحدة الجغرافية لا تتم الا بقوة السلاح. هكذا توحدت امريكا وهكذا نشأت من قبلها الدولة الاسلامية حين تم فتح جزيرة العرب ثم فتح العراق والشام ثم فتح مصر والسودان والمغرب العربي ثم الاندلس ثم خراسان وما وراء النهرين وهلم جراً. هل ارسل سيدنا عمر الى ملك الفرس رسالة وقال له "بالله عليك دع الاسلام يدخل العراق وفارس وتنحى انت من مكانك خلينا نشوف شغلنا"؟ لا ابداً كما نعلم كان هناك دماء غزية جدا سالت وآلاف الصحابة كما نعلم جميعاً قضوا شهداء في سبيل فتح تلك البلدان ونشر الإسلام فيها. فالوحدة الجغرافية لا تتم إلا عبر قوة ضاربة ولذلك العرب لا يمكن ان يتحدوا ابداً عبر دعوات الوحدة هذا يعتبر "كلام فارغ" مع احترامي لكل من يقوله انما انتقد الكلام وليس من يقولونه.
كل قطر عربي اليوم شعبه غير قادر على التوحد داخلياً فهم في اختلاف كبير. وهذا الاختلاف سيزداد ولن ينقص في الفترة الحالية والقادمة على المستوى القريب والله تعالى أعلى وأعلم. فكيف لأقطار كثيرة مختلفة متناحرة ان تتحد على مستوى الأمة بينما على مستوى القطر هي غير قابلة للذهاب الى خيار وحدة الهدف والتفكير والفعل على الأرض؟
لذلك هناك تغييرات تحدث في الأمم لا تحتاج الى اصلاح الأمة. فأمتنا ليست بحاجة الى اصلاح ديني لكي تتحد. لأن الاصلاح الديني قبل الاتحاد هو عربة امام حصان. فالحصان هو الاتحاد والعربة هي قالب الاصلاح ومحتواه. فخروج حاكم ما في زمن ما لا يعلمه إلا الله تعالى ربما بعد عام او 100 عام يوحد الأمة توحيداً جبرياً عسكرياً بقوة السلاح سيكون قادر على اصلاح الأمة لاحقاً. اما اصلاح الأمة قبل ذلك فهو ينافي العقل والمنطق والتاريخ ويتعارض معهم معارضة شديدة جداً ويخالف سنن الله تعالى في الأرض.
وليست تجارب الأنبياء مقياس لأن الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم لهم حالتهم الخاصة جداً بل شديدة الخصوصية ولا يمكن استلهام كامل التجارب النبوية لكي تكون سياسة للأمة. ومع ذلك علينا ان نتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم تمكن من تطبيق الشريعة حين حكم المدينة المنورة. فالشريعة في مكة المكرمة واصلاح اهل مكة المكرمة لم يكن ممكناً قبل الهجرة وتقوية بذرة الأمة من أهل المدينة المنورة ثم فتح مكة المكرمة. ولذلك الدعوة في مكة المكرمة كانت تقوم بإصلاح الناس عبر دخول من دخلوا إلى الإسلام لكن رغم ذلك لم ينصلح حال اهل مكة ككل واستمرت حربهم للإسلام قائمة وتعذيبهم للمسلمين. فكانت الهجرة النبوية الشريفة بمثابة الانطلاقة نحو تغيير أسس العمل. فانتقل العمل من الدعوة السلمية إلى تأسيس الدولة. فلما تأسست الدولة تم تطبيق أحكام الإسلام على سكان المدينة المنورة وهذه الأحكام حماها المهاجرين والأنصار ودافعوا لاحقاً عن الإسلام بسيوفهم حتى تم فتح جزيرة العرب.
فلذلك حالتنا اليوم هي حالة ليست شديدة الاختلاف. الاسلام كشريعة غير مطبق. الذين ينادون بتطبيق الشرع مستضعفون في كل مكان. الهجرة اليوم في العالم العربي صعبة فالمجتمعات منقسمة على نفسها والخبث كبير جداً ولا انصار بعد انصار المدينة فالمدينة فتحت ابوابها ومن قبل ذلك قلبها للنبي صلى الله عليه وسلم ووفى الانصار الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم عدا ابن سلول ومن تبعه، وفوا ببيعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وكانوا خير القرون، أما اليوم فالحالة مختلفة فالمجتمعات بها ملايين المنافقين الذين لا يريدون لا شرع ولا دين.
ولذلك في أمتنا يبقى الحال على ما هو عليه حتى يأذن الله تعالى لأمتنا أن يقودها رجل كما قادها من قبل رجال بعد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا بعون الله وتوفيقه سبباً في نهضتها فحين يأتي ذلك القائد ويوحد الأمة عسكرياً وبقوة السلاح حينها ستبدأ أحوال الأمة تتغيير أما قبل ذلك فلا اعتقد والله أعلى وأعلم اننا سنرى شيئاً مختلفاً عن الذي يجري الآن بل ربما سنرى الأسوأ.
عبد من عباد الله- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 729
تاريخ التسجيل : 21/01/2013
مواضيع مماثلة
» يا مسلمون : الراية واحده فلنبدأ على بركة الله
» يا مسلمون إني لكم ناصح أمين .. اعتزال ضمني قبل الاعتزال الكلي !!!
» لاحول ولاقوة الا بالله الى متى يا مسلمون نترك هولاء يموتون من الجوع !!
» الشيعة الإثني عشرية والصوفية مسلمون ولكن مبتدعة وإليكم الدليل
» يا مسلمون إني لكم ناصح أمين .. اعتزال ضمني قبل الاعتزال الكلي !!!
» لاحول ولاقوة الا بالله الى متى يا مسلمون نترك هولاء يموتون من الجوع !!
» الشيعة الإثني عشرية والصوفية مسلمون ولكن مبتدعة وإليكم الدليل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى