سلسلة أحداث يوم القيامة - الحلقة الأولى - المشهد الاول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

اما بعد

فكما وعدناكم سابقا بسلسلة نتحدث فيها عن مواقف [يوم القيامة] وايفاء بالوعد السابق في الرابط:
https://t3beer.ahlamontada.com/t479-topic

نبدأ معكم بأولى حلقات - سلسلة يوم القيامة - راجين منكم الدعاء والمساندة ولكن قبل البداية لابد من توضيح:

منهجنا
[سيكون منهجنا في هذه السلسلة هو الاعتماد على الكتاب والسنة وبتفسير القرآن وأقوال العلماء في الاحاديث ومعاني مفرداتها سنحاول الوصول معكم إلى نتيجة تقرب لنا - أحداث يوم القيامة - وكيفية الولوج في هذا المبحث العزيز سيكون بدءا من سورة الفاتحة انتهاءً الى سورة الناس استغلالاً لاقتراب شهر رمضان المبارك ولنقرأ سويا من كتاب الله حتى نقف على مشاهد القيامة جميعها إن شاء الله تعالى]

مصادرنا
[كل مشهد نقف عليه سنحاول ذكر اصح التفاسير فيه واقربها للحق ثم ندعم ذلك بالاحاديث المتوفره في ذات المشهد ]

طريقتنا
[بعد السابق نقوم بربط المشهد بالخيال ونقدمه بشكل تخيلي أقرب للواقع ليكون أكثر تأثيرا على القلوب الصدئة الغافلة]

هذا هو - المنهج بمصادره المعتمدة وطريقتنا التخيلية - وندعو الله العلي القدير أن يبارك هذه السلسلة ويجعلها سبباً لنشر الوازع الديني في الناس فيخشون ذلك اليوم الرهيب العصيب فيحاسبوا أنفسهم قبل ان يحاسبوا..

سلسلة يوم القيامة - الحلقة الاولى - قراءة الفاتحة - المشهد [مالك يوم الدين]

قال تعالى: [مالك يوم الدين]

ورد في تفسير الآية ما يلي:

"قرأ بعض القراء : ملك يوم الدين وقرأ آخرون : مالك . وكلاهما صحيح متواتر في السبع" تفسير ابن كثير"وتخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه عما عداه ، لأنه قد تقدم الإخبار بأنه رب العالمين ، وذلك عام في الدنيا والآخرة ، وإنما أضيف إلى يوم الدين لأنه لا يدعي أحد هنالك شيئا" تفسير ابن كثير

"فأما تسمية غيره في الدنيا بملك فعلى سبيل المجاز كما قال تعالى : ( إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا)" تفسير ابن كثير

"قال أبو عبيدة : مالك أجمع وأوسع؛ لأنه يقال مالك العبد والطير والدواب ولا يقال ملك هذه الأشياء؛ ولأنه لا يكون مالكا لشيء إلا وهو يملكه وقد يكون ملك الشيء ولا يملكه . وقال قوم " ملك " أولى لأن كل ملك مالك وليس كل مالك ملكا ولأنه أوفق لسائر القرآن مثل قوله تعالى : " فتعالى الله الملك الحق " ( 114 - طه ) " الملك القدوس " ( 23 - الحشر ) قال مجاهد : الدين الحساب قال الله تعالى : " ذلك الدين القيم "( 36 - التوبة )أي الحساب المستقيم و " ملك الناس " ( سورة الناس ) قال ابن عباس ومقاتل والسدي : ملك يوم الدين قاضي يوم الحساب وقال قتادة : الدين الجزاء . ويقع على الجزاء في الخير والشر جميعا يقال كما تدين تدان . قال محمد بن كعب القرظي : ملك يوم لا ينفع فيه إلا الدين وقال يمان بن رباب الدين القهر . يقال دنته فدان أي قهرته فذل " تفسير البغوي

"فأما ملك فهو مؤذن بإقامة العدل وعدم الهوادة فيه لأن شأن الملك أن يدبر صلاح الرعية ويذب عنهم ، ولذلك أقام الناس الملوك عليهم . ولو قيل رب يوم الدين لكان فيه مطمع للمفسدين يجدون من شأن الرب رحمة وصفحا ، وأما مالك فمثل تلك في إشعاره بإقامة الجزاء على أوفق كيفياته بالأفعال المجزى عليها ." تفسير التحرير والتنوير

"وقوله : ( مالك يوم الدين ) لم يبينه هنا ، وبينه في قوله : (وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ) الآية [ 82 \ 17 ، 18 ، 19 ] . والمراد بالدين في الآية الجزاء . ومنه قوله تعالى : ( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ) أي : جزاء أعمالهم بالعدل ." تفسير اضواء البيان

"وقال أبو حاتم : إن مالكا أبلغ في مدح الخالق من ملك ، وملك أبلغ في مدح المخلوقين من مالك ، لأن المالك من المخلوقين قد يكون غير ملك ، وإذا كان الله تعالى مالكا كان ملكا .واختار هذا القاضي أبو بكر بن العربي .والحق أن لكل واحد من الوصفين نوع أخصية لا يوجد في الآخر ، فالمالك يقدر على ما لا يقدر عليه الملك من التصرفات بما [ ص: 18 ] هو مالك له بالبيع والهبة والعتق ونحوها ، والملك يقدر على ما لا يقدر عليه المالك من التصرفات العائدة إلى تدبير الملك وحياطته ورعاية مصالح الرعية ، فالمالك أقوى من الملك في بعض الأمور ، والملك أقوى من المالك في بعض الأمور .والفرق بين الوصفين بالنسبة إلى الرب سبحانه أن الملك صفة لذاته ، والمالك صفة لفعله .

و ( يوم الدين ) : يوم الجزاء من الرب سبحانه لعباده كما قال : وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله [ الانفطار : 17 - 19 ] وهذه الإضافة إلى الظرف على طريق الاتساع كقولهم : يا سارق الليلة أهل الدار ، و ( يوم الدين ) وإن كان متأخرا فقد يضاف اسم الفاعل وما في معناه إلى المستقبل كقولك : هذا ضارب زيدا غدا .

وقد أخرج الترمذي عن أم سلمة " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ " ( ملك ) بغير ألف " .وأخرج نحوه ابن الأنباري عن أنس .

وأخرج أحمد والترمذي عن أنس أيضا : " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يقرءون ( مالك ) بالألف " .وأخرج نحوه سعيد بن منصور عن ابن عمر مرفوعا .وأخرج نحوه أيضا وكيع في تفسيره وعبد بن حميد وأبو داود عن الزهري يرفعه مرسلا .وأخرجه أيضا عبد الرزاق في تفسيره وعبد بن حميد وأبو داود عن ابن المسيب مرفوعا مرسلا .وقد روي هذا من طرق كثيرة ، فهو أرجح من الأول ." تفسير فتح القدير

بهذا القدر كفاية ونكمل في القريب إن شاء الله..

والسلام عليكم

**عاشقة السماء** الأربعاء يوليو 03, 2013 3:58 pm

أكرمك الله أخي وسددك
وجزاك الله عنا خيرا
نتابع معكم راجين لنا ولكم الأجر وإغناء المعرفة.

**Close** الأربعاء يوليو 03, 2013 5:17 pm

متابعين لك وجزاك الله خيرا ونفع بك انه هو السميع العليم

الهمداني الأربعاء يوليو 03, 2013 9:39 pm

قرأت اخي كل الموضوع .. ولم افهم ماذا تريد سيقاه في كلمة مالك او ملك يوم الدين .. هل تقصد ان المقصود به بملك او مالك يوم الدين هو الله سبحانة وتعالى ام المقصود به عبد من عباد الله الصالحين .. لاحظ اخي هناك تفسيرات للشيعه تقول .. وخلافة في كلمة (مالك وملك) ان المقصود بملك هو عبد من عباد الله .. وتذهب افكارهم انه علي والبعض الحسين والبعض الحسن وغيره من هذه الاقوال ..

ولكن انا احسم لك في هذه النقطة .. بان المقصود بملك او مالك بيوم الدين .. هو الله سبحانة وتعالى .. وهذا واضح وثابت في هذا الحديث الصحيح
(م) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
(" مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ , فَهِيَ خِدَاجٌ (1) فَهِيَ خِدَاجٌ فَهِيَ خِدَاجٌ غَيْرُ تَمَامٍ ") (2) (فَقِيلَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الإِمَامِ، فَقَالَ: اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: " قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ) (3) (فَنِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي) (4) (وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ , صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ , غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ , وَلَا الضَّالِّينَ، قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ (5) ") (6)

واعتقد هذه الجزئية من البحث نستطيع حسمها وعدم الخوض فيها او التفكير بافكار خارجة عن الكتاب والسنة

**محب راكان** الأحد يوليو 07, 2013 1:42 pm

تسجيل متابعة

التائب من قريب

محب راكان

**جعبة الأسهم** الثلاثاء يوليو 09, 2013 10:42 am

اخي/ أحداث يوم القيامة

بارك الله فيك .. وجزاك الله خيرا

متابع معكم .. نسأل الله لك ولنا الاعانة والسداد .. والله الموفق

**الباعث الحثيث** الخميس يوليو 11, 2013 12:24 pm

تسجيل متابعة

سدد الله خطاكم

السلام عليكم ورحمة الله

نكمل المشهد الأول من سلسلتنا بعد أن حدث اضطراب في التفرغ لهذه السلسلة - أحداث يوم القيامة - بدأنا بفاتحة الكتاب ونقلنا الاقوال في اول مشهد من مشاهد يوم القيامة وهو في قوله عز وجل ((مالك يوم الدين))..

ظهر لي بأن بعض الإخوة الفضلاء لم يدرك الغرض من المقدمة حول هذا المشهد - مالك يوم الدين - وأن التساؤل المطروح بعد الاطلاع على ما ذكر آنفا هو وما فائدة الفرق في قراءة الآية الكريمة فتارة تقرأ "مالك" وتارة "ملك" ؟

والجواب تجدوه في استكمال المشهد..

من المشهور عرفا أن هناك من يطلق عليهم وصف "ملك" من بني آدم

لكن من المستحيل أن يطلق عليه وصف "مالك" وذلك لأن مالك أعم وأشمل فيما يخص الملكية والتصرف - فيقال ملك البلاد الفلانية ولا يقال مالكها - فملك بمعنى أن هناك من اوكل له هذه المهمة.. ومالك خلاف ذلك أي أنه يمتلك بالفعل من حيث التصرف والتدبير.. فالله سبحانه تكفل بيوم الدين ولم يكلفه أحد فهو مالك يوم الدين وكذلك هو ملك يوم الدين لانه السلطة المتفرده في ذلك اليوم !

قال عز وجل (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير) سورة آل عمران - آية 26

فهو سبحانه الذي يجعل الملك لبشر في جزء من الارض لهذا ولذاك في جزء آخر أو ينزعه وكلا الأمرين خير لأنها بفعل الله وبيده وهذا البشر في حقيقة أمره ليس بمالك لهذه الارض إنما متصرف فيها لينظر الله ايحسن صنعا أم يفرط في الامانة الموكلة إليه !

كيف لا يكون لله كامل الارادة في ان ينزع الملك او يهبه لأحد من خلقه وهو سبحانه (مالك الملك) ؟؟؟؟

وفوق هذا وذاك فإن الذي وهب صفة الملك للناس هو الذي يملك أجسادهم وأرواحهم ومتحكم في ارزاقهم واعمارهم !

قال الله عز وجل (قل أعوذ برب الناس . ملك الناس) سورة الناس 1-2

وحتى في حياتنا الدنيا فالملك الذي يدعيه الناس من أبناء واموال وقصور وغير ذلك كلها على الحقيقة تحت ملك الله ومشيئته.. وليس لهم فيه حق أصلي فضلا عن الادعاء بأنه ملك جاء بعلم منهم ..

قال الله عز وجل (ام لهم نصيب من الملك فاذا لا يؤتون الناس نقيرا) سورة النساء - آية 53

والمحصلة أنه في ذلك اليوم الرهيب (يوم الدين) لا يتمتع أحد من الخلق بصفة الملكية لا لأرض ولا لأبناء ولا لشيء ولا حتى لنفسه التي بين جوانحه !

قال الله عز وجل (واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون) سورة البقرة - آية 48

المشهد التخيلي:

تخيل نفسك يا عبد الله وتخيلي نفسك يا أمة الله جميعكم وقوف في عرصات القيامة لا تملكون لأنفسكم شيئاً فضلا عن أبنائكم وآبائكم الذين ستفرون منهم !

لا ملك لأحد في ذلك اليوم ولو ملكاً صورياً أو مؤقتاً ولا محسوبية ولا واسطات ولا وجود لحق التصرف حتى في النفس وحتى في المشي أو الجلوس !

فبعد أن ينتهي الله من تهئية ارض الميعاد للحساب وقبض الارواح كلها بما فيهم روح ملك الموت الذي كان يملك قبض أرواح الناس بإذن الله.. تكون كافة الصلاحيات عن الخلائق قد ألغيت عنهم وكذلك المهام من ملك او رياسة أو مسئولية أو شهوة او او او .... جميع هذه الصلاحيات ملغاة عن الخلائق كلهم وحتى انفاسهم توقفت وحياتهم انتهت ولا يملكون لكل هذا أي معنى من معاني التصرف وحقوق الملكية !

لذلك يقول الحق سبحانه في محكم كتابة قبل الحساب (يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) سوة غافر - آية 16

تخيل هذا المشهد الذي لا يوجد فيه سوى الواحد القهار!

أليس بالفعل هو مالك الملك !

أليس هو "مالك" يوم الدين و"ملك" يوم الدين في آن واحد !

إلى ان ألتقي بكم احبتي في - المشهد الثاني من هذه الحلقة أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

والسلام عليكم ورحمة الله

**جعبة الأسهم** الأربعاء يوليو 24, 2013 5:29 pm

بلى والله .. الملك له وحده .. الآن ويوم يقوم الاشهاد

قال تعالى: (الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا) 26 الفرقان

بارك الله فيك .. وجزاك الله خيرا

ما شاء الله عليك ،، متابع لبقية السلسلة ،،

سلسلة أحداث يوم القيامة - الحلقة الأولى - المشهد الاول

سلسلة أحداث يوم القيامة - الحلقة الأولى - المشهد الاول

رد: سلسلة أحداث يوم القيامة - الحلقة الأولى - المشهد الاول

رد: سلسلة أحداث يوم القيامة - الحلقة الأولى - المشهد الاول

رد: سلسلة أحداث يوم القيامة - الحلقة الأولى - المشهد الاول

رد: سلسلة أحداث يوم القيامة - الحلقة الأولى - المشهد الاول

رد: سلسلة أحداث يوم القيامة - الحلقة الأولى - المشهد الاول

رد: سلسلة أحداث يوم القيامة - الحلقة الأولى - المشهد الاول

رد: سلسلة أحداث يوم القيامة - الحلقة الأولى - المشهد الاول

رد: سلسلة أحداث يوم القيامة - الحلقة الأولى - المشهد الاول