ذبح المصريين المختطفين فى ليبيا ما رأيكم ؟
3 مشترك
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
ذبح المصريين المختطفين فى ليبيا ما رأيكم ؟
https://www.youtube.com/watch?v=S9leyPXUP8M
fuzzy- ضيف كريم
- عدد المساهمات : 116
تاريخ التسجيل : 22/08/2014
رد: ذبح المصريين المختطفين فى ليبيا ما رأيكم ؟
يا اخنا الكريم ماذا تصنع وماذا تريد ان نخبرك ليس لك ولا لاي احد طاقه علي داعش لابد ان تفهم هذا جيدا سوف يمدد طغيانهم قلنا لكم مرارا وذكرنا كثير ليس لاحد طاقه وشرحنا وقلنا هولاء قلوبهم زبر الحديد قلنا نهايتهم الانقلاب علي بعض ولاكن السؤال هنا من بعدهم اصعب منهم معزره لاي واحد من داعش قراء هذا الكلام هذه حقيقه لابد ان تعروفها جيدا ولو اطلعتو علي موضوع من هو المهدي الحقيقي ومن هو الدجال سوف تعرفون وصفكم كفاء استعلاء في الارض استغفر الله
حبيب القرآن- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 709
تاريخ التسجيل : 15/11/2014
رد: ذبح المصريين المختطفين فى ليبيا ما رأيكم ؟
والله يا اخي ما عدت اتحمل كل الذى اراه اسأل الله ان يرزقنا حسن الخاتمه وحسبنا الله ونعم الوكيل
fuzzy- ضيف كريم
- عدد المساهمات : 116
تاريخ التسجيل : 22/08/2014
رد: ذبح المصريين المختطفين فى ليبيا ما رأيكم ؟
استغفر ربك ما تراه الذي قدره الله لعله خير استعن بصلاه والاستغفار دع رب السموات والارض يفعل ما يشاء لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
عدل سابقا من قبل حبيب القرآن في الإثنين فبراير 16, 2015 1:05 am عدل 1 مرات
حبيب القرآن- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 709
تاريخ التسجيل : 15/11/2014
رد: ذبح المصريين المختطفين فى ليبيا ما رأيكم ؟
ونعم بالله. استغفر الله واتوب اليهحبيب القرآن كتب:استغفر ربك ما تراه الذي قدره الله لعله خير استعن بصلاه والاستغفار دع رب السموات يفعل ما يشاء لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
fuzzy- ضيف كريم
- عدد المساهمات : 116
تاريخ التسجيل : 22/08/2014
رد: ذبح المصريين المختطفين فى ليبيا ما رأيكم ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أم على قلوب أقفالها
الحمد لله معز أهل الإيمان بالجهاد ، ومذل أهل الشرك والنفاق والعناد ، ثم الصلاة والسلام على المبعوث رحمة بين يدي الساعة بالحسام ، سيّد الأنام محمد وعلى آله وصحبه الكرام .. أما بعد ..
فإن الأحداث تتسارع ، والمواقف تتوالى ، والكلمات تعجز عن مواكبة الأحداث ، وبين أمواج هذا البحر الهائج تقف الحقيقة ثابتة رغم كل الغبش والزبد الإعلامي الذي طغى على عقول لا تكاد ترى سوى نفسها فتظن أنها الواحدة المتفرّدة في الساحة الفكرية لتلقي بدلوها في الشريعة الإسلامية من تحليل وتحريم ما يوافق هواها مما يكاد يُخرج بقايا فقهاء السلف من قبورهم ليصرخوا بملئ فيهم : كفى عبثاً بدين الله تعالى ..
المشكلة ليست في الأمور العويصة الدقيقة ، بل في تغيير الثوابت الشرعية بحجج واهية غير واقعية فضلاً عن أن تكون علمية : فتجد أحدهم يَنهى أهل الجهاد أن يفتأتوا على الأمة ، وهو عاميّ لا يفقه من الشرع غير كلمات سمعها فلا زال يرددها ، أو "صحفي" ليست له دراية بالعلم الشرعي ولا بالسياسة الشرعية يُلقي على الناس مسائل عظام يفتي فيها دون مبالاة !! أو "داعية" غير فقيه ، أو "فقيه" غير متخصص في فقه السياسة الشرعية ولا مارس الجهاد ولا قارع الأعداء ولا دخل العسكرية ولا عِلم له بالحروب الحديثة ولا أسرارها النفسية ، وقد جاء في الأثر أن عمرو بن العاص رضي الله عنه أمر الناس في غزوة "ذات السلاسل" أن لا يوقدوا ناراً فأنكر ذلك عمرٌ رضي الله عنه ، فقال له أبو بكر رضي الله عنه : دعه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبعثه علينا إلا لعلمه بالحرب ، فسكت عنه عمر . (فتح الباري) .. فأهل الحرب أصحاب صنعة وهم أدرى بصنعتهم من كبار العلماء .. والأدهى والأمر من هذا كله : أن يفتي القساوسة والأحبار ورؤساء الدول الغربية النصرانية في دين الله تعالى "المتسامح" "السلمي" ليوافقهم الإعلاميون والحكّام والجهّال من بني قومنا !!
كيف وصلت هذه الأمة لموقف جعلها توافق بني إسرائيل المُعلنين لموسى {أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا} (الأعراف : 129) ، وقد كانت دعوة موسى لهم قبل هذا الإعلان السخيف : {اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (الأعراف : 128) ، فظن هؤلاء لجهلهم أن النصر في ساعات دون تمحيص وابتلاء وصبر وبذل نفس ومال ودم !!
هي نفس القالة وإن اختلفت الكلمات : المجاهدون يفتأتون على الأمة ويجلبون لها المصائب ويَستعْدون من لا قِبل لهم به ، فالوهن كل الوهن في اعتقاد ضعف النفس كما قالت بنو إسرائيل : {لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} (البقرة : 249) ، وقالوا قبلها {إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} (المائدة : 22)، {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (المائدة : 24) ، فلن نقاتل الأمريكان ولا الأوروبيين لما يملكون من أسلحة فتاكة فاذهبوا أنتم وألقوا بأيديكم إلى التهلكة وقاتلوا ، إنا في بلادنا آمنون !!
هي دعوة المتخاذلين في كل زمان مِلؤها معاني الجبن والخوَر والمهانة التي ترعرع عليها جيل الإستعباد تحت الحكم الفرعوني فنشأ لا يعرف غير الإستسلام للطواغيت ، ولا يستسيغ غير الذلّة والمسكنة ، فظن أن حياة العبودية هي الأصل ، وأن الرضى بالظلم هو الإيمان بالقدر ، وأن عبادة الحاكم هي طاعة ولي الأمر ، وأن كل صوت يريد تغيير هذا الواقع المُشين هو الفتنة ، وأن من لم يقنع برأيه فهو ضال مبتدع ، فلذلك تجده يركن إلى مفاهيم مغلوطة كالتسامح والوسطية والإعتدال ، وهي كلمات حق حرّفوا معانيها لتحقيق باطل من أخطر ما واجه الأمة في عقيدتها وفتك بها وأوهن عزيمتها وقواها فاجترأت عليها الأمم ، وهذا مصداق قول نبينا صلى الله عليه وسلم حين حذّر أمته من الركون للظلم : "كلَّا واللَّه لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر ولتأخذنَّ على يدي الظَّالم ولتَأطُرُنَّهُ على الحقِّ أَطْرًا أو لتَقصُرُنَّهُ على الحقِّ قصراً أو ليضربنَّ اللَّهُ بقلوب بعضِكم على بعضٍ ثمَّ ليلعننَّكم كما لعنَهم" (حسن : انظر تخريج مشكاة المصابيح ، وقد ضعّفه بعضهم) ، وفي رواية "والذي نفسي بيدِه ؛ لتأمرُنَّ بالمعروف ، ولتنهوُنَّ عن المنكر ؛ أو ليوشكَنَّ اللهُ أن يبعثَ عليكم عقابًا منه ، ثم تدْعونه فلا يَستجيبُ لكم" (قال الألباني في صحيح الترغيب : حسن لغيره) ، فالسكوت على الظلم مغبّته وخيمة : فتُطرد الأمة من رحمة الله ، وتشتّت ويُخالف بينها ، وتستحق العقاب والعذاب ، وتُغلق دونها أبواب السماء فلا يُسجاب لها حتى تقوم في وجه الظلم ..
أما أهل الإيمان والتوكّل على الله وأهل الجهاد فإن دعوتهم لم تتغيّر ولم تتبدّل على مر التأريخ {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُو اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (البقرة : 249) ، {قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (المائدة : 23) ، فأهل الإيمان : أهل مقارعة ومجاهدة وكسر للطواغيت وإذلال لهم وإرغام للباطل وإعلاء للحق بالقوة التي تُرعب كل طاغية ، وتُرهب كل من تسوّل له نفسه استعباد بني الإنسان .. قال المجاهدون : ادخلوا على أمريكا والدول النصرانية وطواغيتهم الباب ولا تنظروا إلى العدد والعتاد فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ، اصبروا فالنصر صبر ساعة ، وتوكّلوا على الله فهو حسبكم ، وما النصر إلا من عنده ، لا بسبب الأسلحة الفتاكة ولا القوة الجبارة ، فالله أعلى وأجل وأقوى ، لكن جيل العبودية يأنف القراع والنزال والكرامة والعزة ، ويستعذب والمهانة والخنوع والدونية والذلّة التي يعتقد – جهلاً – أنها مكتسبات لا تقدّر بثمن !!
مشكلتنا الأساسية ليست في معادلة القوة ، بل مشكلتنا في مفهوم الحقائق الشرعية التي غابت عن عقول المسلمين لعقود ، بل لقرون : فأصبح الفرض حراماً ، والحرام واجباً عند كثير من الناس ، وصارت قوة الناس أعظم من قوة الله تعالى ، والخوف من الناس أعظم من الخوف من الله ، واليأس والقنوط هو سيّد الموقف ، ولو أن الناس تركوا الإتكالية العلمية واستنهضوا أدنى همة إنسانية فحملوا أي كتاب معتبر في أي مذهب وقرأوا في العقيدة والجهاد والسياسة الشرعية فإن حقائقهم الثابتة المعشعشة في عقولهم الإنهزامية ستُصدم وتُصعق وربما تنفجر ، لكن الناس حريصون أشد الحرص على ثبات الجهل بطريقة لا تليق ببني البشر ، فضلاً عن أهل الإسلام الذين بدأ وحيهم الرباني بوسيلة العلم الخالدة : {إقرأ} !!
أيها المسلم : {إقرأ} .. لا تقرأ لعلماء قاعدة الجهاد ولا للدولة الإسلامية ولا للجماعة الفلانية ولا الحزب الفلاني .. {إقرأ} سورة التوبة في كتاب ربّك ، {إقرأ} سورة الأنفال بتمعّن ، {إقرأ} باب الجهاد في صحيح البخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي والنَّسائي وابن ماجة والموطّأ وغيرها من كتب الحديث .. {اقرأ} باب الجهاد في كتب الفقه المعتبرة من المذاهب الأربعة لتعرف معنى الجهاد وحقيقة الأحكام الشرعية التي هي حديث الساعة .. {اقرأ} كتب العقيدة واعرف حقيقة الولاء والبراء والحب والبغض في الله ، وحقيقة الإيمان والكفر ، لتعرف المُحقّ من المُبطل .. {اقرأ} كتب الإمام أبي حنيفة ومالك وأحمد والشافعي وعلماء مذاهبهم الكبار كأبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني والكاساني والسرخسي ، وابن عبد البر والقرافي والقرطبي ، وابن قدامة وابن تيمية وابن مفلح ، والعز بن عبد السلام والجويني والنووي والرافعي وأمثال هؤلاء وأشباههم من كبار علماء الأمة وفقهائها الذين جمعوا العلم وبذلوه للناس بكل إخلاص وتجرّد – نحسبهم كذلك والله حسيبهم – لتعرف حقيقة دينك ، وحقيقة الشبهات التي تُلقى في الساحة ..
أنت مُكلّف بتعلّم دينك وما تحتاج إليه في عبادتك ، وإن كنت تحتاج إلى اتخاذ موقف فأنت مُكلّف بمعرفة الحقائق الشرعية الثابتة لمثل هذا الموقف حتى تكون على بيّنة ، فلا يجوز لك موالاة أو معاداة إنسان إلا وأنت تعلم بأن هذا الموقف مبني على أساس شرعي صحيح ، لأن الموالاة والمعاداة عبادة ، وأي عبادة : سأل النبيُّ صلى الله عليه وسلم الصحابَة : "أي عُرى الإيمان أوثق ؟ قالوا : الصلاة . قال : حسَنة ، وما هي بها . قالوا : صيام رمضان : قال : حسنٌ ، وما هو به . قالوا : الجهاد . قال : حسنٌ ، وما هو به . قال : إن أوثق عُرى الإيمان أن تُحبَّ في الله ، وتُبغض في الله" (صحيح الترغيب ، قال الألباني : حسن لغيره) .. فلا تتّخذ موقفاً إن كنت جاهلاً بالحقائق الشرعية والواقع الحسي ، قف على جانب الطريق إن وسعك ذلك حتى تعلم ، فهو أسلم لدينك ، وكم من إنسان تكلّم في أولياء الله فآذاهم وعاداهم وقد آذنه ربّه بالحرب من حيث لا يشعر : "إن الله قال : مَن عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب" (البخاري) .. الأصل أن تتخذ كل مسلمٍ ولياً وتحبّه ، وتعادي كل كافر وتُبغضه ، فإن أبدى لك أحد غير ذلك فعليك بالعلم والفهم ، فقد يرتدّ المُسلم عن دينه فيستحق البُغض والعداوة ، وقد يُسلم الكافر فيستحق المحبة والنُّصرة ، وقد يعصي المسلم فتُبغض معصيته وتحبه لإسلامه ، وقد يُحسن الكافر فتحب فعل الإحسان وتبغضه لكفره ، ولا تُصغِ لمن يقول : أخوّة إنسانية ، وأعراف دولية ، ومساواة بشرية ، فهذه معانٍ ما أنزل الله بها من سلطان ، فالله تعالى فرّق بين بني الإنسان على أساس الدين لا غيره : فلا يستوي الأعمى والبصير ، ولا الظلمات والنور ، ولا الخبيث والطيّب ، لا أصحاب النار وأصحاب الجنّة ، ولا الكافر والمسلم {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (القلم : 35-36) ..
لا تلتفت لمن يقول "تعايش سلمي" فالله تعالى لم يرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليتعايش سلمياً ، بل أرسله بهذا ليُظهره على الدين كله ، وأمره أن يقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، وحتى يُخرج الناس من جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .. هذه وظيفة أهل الإسلام في كل زمان : أن يقاتلوا من يليهم من الكفار ، وأن يقاتلوا اليهود والنصارى حتى يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ، وأن يقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونهم كافة ، وأن يُعدّوا ما استطاعوا من قوة لإرهاب العدو ومَن خلفه ، وأن يضربوا رقاب أئمة الظلم ويقعطوا أعناقهم ويشرّدوا بهم من خلفهم ، فلا يزال جناب الحق مُاهباً ، والباطل مندحرا ..
هناك هجمة إعلامية رهيبة منظمة وعلى مستوى عال من التنسيق لم نره في التاريخ قبل اليوم ، وهذا التنسيق على مستوى جميع القنوات الإعلامية في الأرض : من فضائيات وجرائد ومجلات وبرامج ومنابر وكتب وبيانات وتحليلات ، كلها اتفقت على محاربة المجاهدين عامة و"الدولة الإسلامية" خاصة ، وعلى التفريق بين المجاهدين : فهذا التشكيك في عمليات المجاهدين ، وهذا الإتهام بالعمالة والخيانة بطريقة منظّمة دقيقة ، وهذا التبادل في الأدوار لم نره في حرب الكفار على أي جماعة مجاهدة أو دولة : لا في الحروب الأممية ولا في الحروب العالمية ، فالأمر جد خطير ، ونظرة سريعة على مقالات الجرائد الغربية وتصريحات الساسة في الشرق والغرب وبرامج الفضائيات في وقتنا هذا تُنبئ عن مدى الذعر الذي أحدثه المجاهدون في الأرض ، وخاصة "الدولة الإسلامية" ، فعلى إعلام المجاهدين التصدي لكل هذا بحذر شديد وعقل رشيد وحرص أكيد على جمع الكلمة ووحدة الصف حتى لا يكون الفشل وذهاب الريح ..
لقد آتى بعض الإعلام المعادي أُكله ، فمن غرائب تأثير الإعلام في هذا الزمان : إعفاء الجاني واتهام المجني عليه ، وهو ما حدث في "رابعة" حيث اتهم الإعلام المصري "الإخوانَ" بقتل المتظاهرين رغم رؤية العالم كله ما حصل بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة !! وما حصل في سوريا من اتهام النصيريةُ المجاهدينَ بقتل السوريين ، والبراميل المتفجّرة النصيرية تحرق المسلمين على شاشات الفضائيات !! واتهام المتظاهرين بقتل اليمنيين ، والرافضة يعيثون في اليمن فسادا !! واتهام الطالبان بقتل الأفغان ، والأمريكان يمشطون البلاد الأفغانية بقنابل السجاد التي تقتل كل حي ، وبقنابل نووية مصغّرة !! واتهام المجاهدين بقتل العراقيين ، والرافضة يقتلون المسلمين بالجملة كل يوم بالمثاقيب والسكاكين والنار ويهتكون أعراض المسلمات في السجون !!
هناك صنف من بني الإنسان عنده قابلية عجيبة لإلغاء عقله فتدنت عقليته تحت المستوى الحيواني {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (الأعراف : 179) فجميع الحقائق بين يديه يراها رأي العين : يرى طائرات النصارى تقصف المسلمين ، ويرى إعلان الدول تحالفها وانضمامها تحت راية النصارى الكفار ، ويرى قتلى المسلمين بالمئات كل يوم ثم يبكي ويدمي مقلتيه على من سبّ نبيّه وحارب دينه وقتل المسلمين !! مثل هذا لا يستحق أن يُصنّف في بني البشر لأنه أضل من التيس والبقر ..
وأعجب من هذا ما يصدر مِن بعض مَن ينتمي إلى جماعة "الإخون المسلمين" في شأن المجاهدين ، ولو أن هؤلاء قارنوا بين ما يقوله الإعلام المصري في شأنهم وبين ما يقولون هم في شأن المجاهدين لرأوا التطابق العجيب في الألفاظ والمصطلحات والأفكار وكأنهم يحاكون هذا الإعلام حذو القذّة بالقذّة ، فكما ينظر الإخوان ومناصريهم إلى الإعلام المصري فإن المجاهدين ومناصريهم ينظرون إلى هؤلاء نفس النظرة .. إرهابيون ، متنطعون ، محرّفون للدين ، مستغلون الدين لمآربهم الخبيثة ، متعطّشون للدماء ، أهل فتنة وضلال ، خوارج غلاة ، لا يفهمون الدين ، عملاء لأمريكا والصهيونية ، كلها مصطلحات يستخدمها الإعلام المصري ضد الإخوان ، ويستخدمها الإخوان ضد المجاهدين ، {أتواصوا به} أم {تشابهت قلوبهم} ؟ هذا من الغباء الذي لا تصفه الكلمات ، ولا تتخيله العقول ، ولو أن بعض هؤلاء أعمل عقله قليلاً لعلم أن جميع أفعال المجاهدين تصب في صالحهم ، وأن في "قص ولصق" هذه التهم بالمجاهدين من الإعلام المصري فيه من الضرر عليهم ما يفوق الوصف ، فلا أغبى من إنسان يكسر غمد سيفه ويستغني عن سلاحه وهو مُقبل على معركة ضد عدو شرس !!
كل عملية للمجاهدين تجرّ على الأمة الويلات وتستنفر الأعداء ، فالمجاهدون لا يمكلون من العقل والحكمة والنظر ما يؤهلهم لخوض معركة الأمة ، كذا يزعمون !! ماذا حصل في مصر واليمن وتونس !! ملكوا البلاد ولم يستطيعوا الحفاظ عليها رغم كل العقول والكفاءات التي يزعمون أنهم يملكونها ، لماذا ؟ لماذا يخرج المتظاهرون كل يومن يُقتل منهم العشرات بدم بارد وبلا فائدة !! ماذا نرجو من مظاهرات "سلمية" غير ضياع حياة الشباب وأعراض الفتيات !! أعداء الأمة لا يحتاجون إلى مبرر للتدخل في بلاد المسلمين وإنما يحتاجون القوة التي تمكّنهم من ذلك ، ويحتاجون حساب الأرباح والخسائر ، فمتى كان الربح أكثر من الخسارة : احتلوا بلادنا وقتلونا وسرقوا خيراتنا ، وإذا كانوا يعلمون أن خسائرهم أكثر بكثير مما يرجون فإنهم يفكّرون ألف مرة قبل الجرأة علينا ، ومن شاء فلينظر إلى تأريخ الدولة العثمانية ليعلم أن ما يحدث الآن هو عين ما حدث قبل سقوط الخلافة ، والمصطلحات السياسية هي ذاتها التي استخدموها (إرهاب ، وحماية أقلّيات ، وإصلاحات سياسية ، وحق تقرير المصير ...) ، حتى مواقف حكام بلاد المسلمين لا تختلف كثيراً عن موقفهم آن ذاك ، وقد قامت حركات جهادية في ذلك الوقت قارعت الإحتلال ، ووُجد في ذلك الوقت من قال في المجاهدين ما يُقال عنهم الآن ..
الإخوان يطالبون المجاهدين بأخذ العبرة من التجارب الجهادية السابقة ، وليتهم من فعل ذلك : فقد كانت لهم تجربة قبل ستين سنة في ثورة مصرية تسلّق على أكتافهم العسكر (عبد الناصر) وسامهم سوء العذاب ، وانقلاب السيسي نسخة من انقلاب عبد الناصر ، فهلا كان النصح لأنفسهم قبل غيرهم !! نحن لا نشنّع على الإخوان ، وإنما ننصحهم ونقول : ليس هذا وقت تفنيد أعمال المجاهدين ، وإنما هو وقت مقارعة الطواغيت ، ونحثّهم على استغلال وجود المجاهدين لكسب بعض المواقف السياسية على أقلّ تقدير ، فوجود المجاهدين من أعظم الفرص التي أتيحت لكم بعد الإنقلاب ، فلم تضيعون هذه الفرصة ، ولم تخرّبون بيوتكم بأيديكم ، ولم تستعطفون ودّ أعدائكم باستعداء أهل ملّتكم الذين يقارعون أعداء الإسلام في أكثر من مكان !! وها نحن نراهم يركضون خلف سراب حكومة "آل سعود" بعد كل ما فعلوه بهم ظناً منهم أن سياسة حاكم الرياض الحالي غير سياسة سلفه ، وهل غاب عنهم أن سياسة الرياض يرسمها فنّانو البيت الأبيض !!
لنعود إلى مسألة الإستعداء ولنرجع قليلاً إلى الوراء : الجيش الأمريكي كان يتدرّب في ولاية "نيفادا" الأمريكية على القتال الصحراوي قبل غزو الكويت بعشرين سنة ، ثم تدرّب في جبال الروكي في ولاية "كلورادو" الأمريكية قبل غزو أفغانستان بعشر سنوات ، فاحتلّت أمريكا جزيرة العرب بحجة تحرير الكويت ، وغزت أفغانستان بحجة وجود أسامة – رحمه الله – ثم بحجة نشر الديمقراطية وتحرير المرأة الأفغانية من تسلط الطالبان ، ثم احتلّت العراق ودمرتها وقتلت مليوني عراقي بحجة أسلحة الدمار الشامل التي حقيقتها كحقيقة مهدي الرافضة المسردب ، وكحقيقة عداء الرافضة والنصيرية لأمريكا ..
حاولت أمريكا احتلال الصومال بحجّة تحكي هوان وذل المسلمين : لقد كان سبب التدخّل في الصومال هو "المساعدات الإنسانية" ومحاربة الفقر والجوع !! دخلت أمريكا بجيوشها إلى الصومال لتخلّصهم من الفقر بقتلهم واحتلال بلادهم وجعلها مقابر للنفايات النووية !! تقتل أطفال ونساء المسلمين في سوريا وباكستان واليمن بحجة محاربة "الإرهاب" الذي ترفض تعريفه !! تحتل بلاد الإسلام وتقتل المسلمين لتخليصهم من الفقر والإرهاب والتنطّع ، فليس أفضل من قتل الإنسان لتوفير حياة ديمقراطية كريمة له بحرقه ونسفه وتفجيره بالقنابل الموجّهة المتطورة !! البعض لا زال يشكك في نوايا أمريكا وإخلاصها وتفانيها من أجل غدٍ أفضل للبشرية ، والبعض لا زال يعتقد بأن دفع العدو هو سبب هجومه علينا !! حقاً : عقول في إجازة مفتوحة ..
أمريكا أعلنت الحرب على أفغانستان وعلى قاعدة الجهاد لأن قاعدة الجهاد فجّرت المباني في أمريكا ، وقتلت آلاف الأمريكان ، هذا ما يعتقده البعض !! أمريكا قتلت ما يقارب العشرة ملايين مسلم بطريقة مباشرة وغير مباشرة قبل تفجيرات نيويورك ، فغزو أفغانستان وقتلها للمسلمين لم تكن ردّة الفعل ، بل ردّة الفعل هي تفجير مبانيها لأنها قتلت وأعانت على قتل عشرة ملايين مسلم ، ولأنها تحتل بلاد المسلمين ، وخاصة بلاد الحرمين ، فحرب أمريكا المُعلنة على الإسلام والمسلمين كانت بسبب دفاع المسلمين عن أنفسهم ضد آلة القتل الأمريكية ، وضد احتلالها لبلاد الإسلام ، والغرب يرى بأنه لا حق للمسلمين في الدفاع عن أنفسهم ، بل يجب عليهم تقبّل القتل وهتك العرض وسرقة الأموال ، وهذه النظرة يوافقهم عليها من بني جلدتنا أصحاب نظرية السلمية والإعتدال اللاإرهابية الذي قتلوا في المسلمين روح الجهاد والعزة فأرادوها غانديّة ماندلّية لا عُمريّة خالديّة ..
لنضع صورة أمريكا وتدخلاتها العسكرية نصب أعيننا ولنفكّر قليلاً بما جرى في الفترة الأخيرة : أحرق المجاهدون "طياراً" أردنياً فأعلنت الأردن أنها ستقصف مواقع المجاهدين في سوريا .. هل فكّر البعض ورجع إلى الوراء قليلاً ليعقل الواقع ؟ لا نقول سنوات ولا أشهر ، بل ساعات ودقائق : الأردن كانت تقصف مواقع المجاهدين في سوريا قبل حرق الطيار ، فالطيّار الأردني وقع في يد المجاهدين وهو يقصف المسلمين في سوريا ، أي أن ردّة فعل الأردن لم تكن في الحقيقة ردة فعل .. لنعيد رسم الصورة حتى يفهم العقلاء الأذكياء : الطيار كان يقصف المسلمين في سوريا قبل القبض عليه ، فكان فعل قصف الطائرة الأردنية متقدّم على فعل حرق الطيار ، وردة الفعل تكون بعد الفعل ، وليس قبل الفعل ..
النصارى المصريين قَبض عليهم المجاهدون في ليبيا ونحروهم فأعلن الجيش المصري عن طلعاته الجوية الإنتقامية لهؤلاء النصارى ، ولا ندري لم لم يُعلن الجيش المصري عن طلعات جوية بعد أن قتل السيسي آلاف المصريين المسلمين في مصر ذاتها وأحرقهم أحياء في رابعة والنهضة وسيناء ، وبعد أن قتل الرافضة في العراق آلاف المصريين ، هذا ليس مهم عندهم ، المهم أن نعلم بأن الطيران المصري كان يقصف مواقع المجاهدين في ليبيا ويدمّر بيوت المسلمين ويقتل أطفالهم قبل نحر هؤلاء النصارى بأكثر من ستة أشهر ، إذاً هذه ليست ردّة فعل : لأن فعل القصف متقدّم على النحر ، وردة الفعل تكون متأخرة لا متقدّمة .. أرجو أن يكون الأمر واضحاً ، فليس شرح أبسط من هذا ..
أما الذين استنكروا نحر النصارى في ليبيا فنقول لهم : هلّا كنتم مثل "تواضرس" وقلتم بأن موقفكم من قتلى النصارى في ليبيا هو نفس موقف تواضرس وكنيسته من قتلى المسلمين في رابعة والنهضة !! أخواتنا المسلمات في سجون الكنائس النصرانية المصرية ، والكنيسة المصرية تبارك قتل المسلمين في مصر ، وقد عُلّقت لافتات كبيرة من قِبل الكنيسة في شوارع مصر تقول للنصارى "الرب يسوع [تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً] يأمركم بدعم المشير عبد الفتاح السيسي في الحرب على الإرهاب" ، وقومنا يبكون على منصّرين دخلوا ليبيا بغير أمان لتنصير أبناء المسلمين ، وحتى إن لم يكونوا منصّرين فالأصل في الكافر أنه حلال المال والدم بالإجماع ، إلا أن يكون له عهد من ذمة أو أمان أو غيره ، ونصارى مصر تبع لكبيرهم "تواضرس" ، وتبع لكنيستهم التي وقفت مع ابن اليهودية "السيسي" في حربه ضد الإسلام المسلمين ، وأعلنت تأييدها لقتل المسلمين ، فهي حربية ،قال ابن القيم في زاد المعاد : "وكان هديه صلى الله عليه وسلم أنه إذا صالح قوما فنقض بعضهم عهده ، وصُلحه ، وأقرّهم الباقون ، ورضوا به ، غزا الجميع ، وجعلهم كلهم ناقضين" ... إلى أن قال "وبهذا القول أفتينا ولي الأمر لما أحرقت النصارى أموال المسلمين بالشام ودورهم ، وراموا إحراق جامعهم الأعظم حتى أحرقوا منارته ، وكاد - لولا دفع الله - أن يحترق كله ، وعلم بذلك من علم من النصارى ، وواطئوا عليه وأقروه ورضوا به ، ولم يُعلموا وليّ الأمر ، فاستفتى فيهم وليّ الأمر مَن حضره مِن الفقهاء ، فأفتيناه بانتقاض عهد من فعل ذلك ، وأعان عليه بوجه من الوجوه ، أو رضي به ، وأقرّ عليه ، وأن حدّه القتل حتماً ، لا تخيير للإمام فيه كالأسير بل صار القتل له حداً ، والإسلام لا يسقط القتل إذا كان حداً ممن هو تحت الذمة ..." . (انتهى) ..
إن قتال النصارى في مصر - وخاصة من يعمل في هذه الكنائس - واجب وفرض على المسلمين لاستنقاذ الأسيرات المسلمات ، فلا عهد ولا أمان ولا كلام مع هؤلاء النصارى قبل استخلاص جميع الأسيرات المسلمات ، وحكم النصارى في بلاد الإسلام أن يكونوا أهل عهد يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون ، وتجري عليهم أحكام الإسلام ، وتطبّق عليهم الشروط العمرية التي اتفق على العمل بها الصحابة والتابعون ومن تبعهم إلى وقت قريب ، ومن لم يدفع الجزية أو دفعها بغير صغار أو لم يوافق على جريان أحكام الإسلام عليه : نقض العهد وصار حلال المال والدم ، فكيف بنصارى يحاربون المسلمين ويأسرون المسلمات ويعينون على قتل المسلمين ويعيثون في الأرض الفساد !! أي عهد وأي حرمة للدماء تبقى لهؤلاء !! هؤلاء أهل حرب - لا أهل عهد - حتى نستخلص أخواتنا ، وحتى يبرم لهم حاكم مسلم عهداً شرعياً يلتزمون فيه بدفع الجزية عن يد وهم صاغرون ، وتجري عليهم أحكام الملّة في الأمور العامة ..
أما هذه الكنائس : فما بُني منها بعد دخول المسلمين مصر ، أو بُني في بلدة خطّها وبناها المسلمون فإنها تُهدَم باتفاق العلماء ، فلا يجوز للنصارى إحداث كنيسة في بلاد الإسلام ، فكل كنيسة في القاهرة – مثلاً – يجب أن تُهدم ، لأن القاهرة خطها المسلمون ، وكذا في كل مدينة أحدثها المسلمون ، قال ابن تيمية "وقد اتفق المسلمون على أن ما بناه المسلمون من المدائن لم يكن لأهل الذمة أن يحدثوا فيه كنيسة" (نقلاً عن مجموع الرسائل والمسائل) ، وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في مقدمته لكتاب "حكم بناء الكنائس والمعابد الشركية في بلاد المسلمين ، لمؤلفه : إسماعيل بن محمد الأنصاري : "وقد أجمع العلماء رحمهم الله على تحريم بناء الكنائس في البلاد الإسلامية ، وعلى وجوب هدمها إذا أُحدثت" (انتهى) ، ومثل هذا جاء في فتوى اللجنة الدائمة برئاسته : "أجمع العلماء على تحريم بناء المعابد الكفرية ، مثل : الكنائس في بلاد المسلمين ، وأنه لا يجوز اجتماع قبلتين في بلد واحد من بلاد الإسلام ، وأن لا يكون فيها شيء من شعائر الكفار لا كنائس ولا غيرها ، وأجمعوا على وجوب هدم الكنائس وغيرها من المعابد الكفرية إذا أُحدثت في أرض الإسلام" (انتهى) ..
أما مسألة استعداء المجاهدين للدول الصليبية على ليبيا : فهذا من أبطل الباطل ، ومن أقبح القول وأسفهه ، فهذه الدول كانت ولا زالت تعادي المسلمين قبل أفعال المجاهدين ، بل قبل أن يولد جميع المجاهدين في هذا الزمان بعقود ، بل بقرون {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} (البقرة : 217) ، فالحرب بيننا وبينهم قائمة وباقية ، ونحن الضحايا منذ ثلاثة قرون يقتلوننا في كل مكان ، فبدلاً من الإنكار على القاتل المعتدي : يُنكر البعض على المدافع عن نفسه الذاب عن دينه وحرماته !! فالدول الغربية هي التي تدعم حفتر بالسلاح ، وتسمح بدعمه بالمال ، وهو يقتل المسلمين في ليبيا نيابة عنها ، فمسألة الإستعداء أتفه من أن ننظر فيها ونحن المأمورون بغزو الكفار في عقر دارهم ، وهذا كمن يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : لا تستعدِ قريشاً ، ويقول للصديق : لا تستعدِ فارس والروم ، ويقول لعمر : لا تستعدِ البربر والكرد والترك وأمم الأرض بل كفو عن الجميع وابقوا في مكة واصبروا على تعذيب قريش لكم واخرجوا في مظاهرات علّهم يسمعون نداءاتكم ويملون من مطالباتكم المتكررة فتنالون بعض المناصب وبعض الحريات ، ويكفّون عن غزوكم وقتلكم !! رضي الله عن الصديق إذ قال "والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لجهادتهم عليه" !! عقال بعير ، وليس تنحية الشرع والحكم بغير ما أنزل الله ومحاربة الدين وتولّي الكافرين !! عقال البعير أوجب قتال العرب كلهم ..
دولة مثل فرنسا لم تأت إلى مالي بسبب المجاهدين ، ففرنسا كانت - ولا زالت - راعية الحملات الصليبية على الأمة الإسلامية عبر التأريخ ، وهي لا زالت تعتبر مالي والجزائر وتونس ولبنان وسوريا مستعمرات لها ، فتدخّلها هو لتثبيت احتلالها وليس لمحاربة الإرهاب ، وكذا إيطاليا التي تريد التدخّل الآن في ليبيا !! هل سألنا أنفسنا : لم إيطاليا !! ولم لا تكون أمريكا أو فرنسا أو بريطانيا !! الجواب : أن إيطاليا لا زالت تعتبر ليبيا تحت انتدابها ، وهي صاحبة الحق – عند الغرب – في التدخّل في ليبيا دون غيرها ، وجميع الدول العربية لها نفس حكم مالي وتونس وليبيا والجزائر ، فهذه الدول لا زالت مُستَعمرة من قبل الدول الغربية ، ولا زالت الدول الغربية تعترف بامتيازات بعضها وتحترم الاتفاقات التي وزَّعت هذه الدول بينها ، والبعض عندنا لا زال يحتفل بأعياد التحرير والاستقلال المزيّف !!
إن ما فعله المجاهدون هو كسر هذا التزييف وهذا التمثيل وجعله واقعاً ليعرف المسلمون حقيقة حالهم ويقوم البعض من رقدته التي فاقت رقدة أهل الكهف ، فينفروا خفافاً وثقالاً ويجاهدوا في سبيل الله لتحرير أنفسهم من ربقة العبودية التي استمرأ بعضهم الحياة فيها : فكرِه العتق وأصر على العيش تحت أرجل النصارى يلعق أحذيتهم مستعذباً تلك النجاسة التي تأنف منها الكلاب ..
إن ما نراه من استعذابٍ للذل والمهانة والدونية بحجّة الحفاظ على المصالح المكتسبة لهو الحمق بعينه ، فأي مكتسبات هذه التي يتغنى بها البعض وأعداء الأمة يقصفون المسلمين أينما شاؤوا وكيفما شاؤوا ومتى شاؤوا وبأي حجّة شاؤوا !! أي مكتسبات هذه والدين مُحارب ، والعرض مُنتهك ، والأموال منهوبة ، والبلاد متخلّفة عليها سلاطين متصهينين أكثر من اليهود !! أي مكتسبات هذه وملايين المسلمين لا يجدون قوت يومهم ولا ملجأ يأويهم ، وبضعة أشخاص في الأمة سرقوا من أموال المسلمين ما يكفي أهل الأرض قاطبة لسنوات !! أي مكتسبات هذه والرجل يقول كلمة يُبدي رأيه فتطير رقبته ، ولا يأمن في بيته فيُنتهك عرضه باسم الحفاظ على الأمن القومي !! أي مكتسبات وآلاف الرجال والعلماء والنساء في سجون الطواغيت بسبب تعكيرهم صفو احتلال النصارى لبلاد المسلمين !!
أما الذكور من أصحاب الخدود الحمراء ، والأيدي الناعمة ، والقلوب الرقيقة ، والدموع الرقراقة ، والأحاسيس المرهفة ، والمشاعر الجيّاشة ، الذين تصدمهم المناظر البشعة المهولة من نحر وقتل وحرق أعداء الملّة ، والذين يُقسمون الأيمان المغلّظة أن هذا ليس من الدين ، فنقول لهم : أديروا وجناتكم الصافية ، وأعرضوا بوجوهكم المليحة عن هذه المناظر القبيحة فهي ليست لكم ، ولستم معنيون بها ، إنما هذا شأن رجال الأمة الأعزة على الكفار ، الغلاظ الأشدّاء ، الذين أقسموا بالمنتقم الجبّار أن يقتصّوا لكل مسلم نُحر وحُرق وقُتل من قِبل أعداء الإسلام جزاء وفاقاً ، وأن يُثخنوا في أعداء الأمة بلا هوادة انتقاماً لأعراض المسلمات : فيقطعوا الأعناق ، ويضروا الرقاب ، ويترصّدوا للأعداء ، ويثخنوا فيهم ، ويشرّدوا بهم مَن خلفهم ..
هذا الجنس الناعم من الشواذ عقلياً في هذه الأمة الذين يريدونها مستضعفة مستكينة ذليلة متمسكنة تتلقى الضربات والطعنات بابتسامات هادئة لطيفة تحكي قصة دينهم "السلمي" "الوسطي" "المعتدل" : ليس المهم عندهم أن يُقتل المسلمون بالمئات والآلاف كل يوم ، ولا أن يُحارب الدين ، ولا أن تُنتهك الحرمات ، المهم أن لا يَظهر المسلمون بغير مظهر "الوسطية" والإعتدال" كي لا يعتقد النصارى في المسلمين غير ذلك ، فهذا أهم شيء عندهم ، وكل شيء في سبيل ذلك يهون : فيُنكرون على المسلمين القصاص ، وينكرون عليهم الجهاد ، والبُغض في الله ، والبراء من الكفار ، ويغيّرون مفاهيم الدين ، ويُبطلون الفرائض ، ويحلّون المحرّمات في سبيل الظهور بمظهر الإعتدال والوسطية البعيدة كل البعد عن التطرّف والإرهاب ، فأي مصيبة حلّت بنا أن وُجد فينا أمثال هؤلاء ، لا كثّر الله في الأمة أمثالهم..
إن ما فعلته "الدولة الإسلامية" قليل جداً في حق أعداء الأمة ، وليس هو الإرهاب الإسلامي المطلوب من الأمة ، فالإرهاب الحق أن يمشي المسلم في أي بقعة على وجه الأرض رافع الرأس يهابه كل من يراه ، ولا يجسر على إهانته أحد لعلمه أن خلفه قوة مرعبة مُرهبة قادرة عازمة على الانتصار له ، هذا هو الإرهاب الشرعي المطلوب من الأمة في كل زمان .. عندما يمشي الأراكاني في بورما ويصفع وجه رهبان البوذية ويحطّم أصنامهم ، ويمشي المسلم في تركستان الشرقية فيسفّه أحلام الصينيين ، ويتبختر المسلم في الهند ويهدم معابد الهندوس فلا يجرؤ أحد أن يحدّ النظر في وجه المسلم خوفاً ورعبا ، عندها نقول بأن الإرهاب الإسلامي تحقق في الأرض ..
الدولة الإسلامية لم تصل بعد إلى درجة الإرهاب المطلوب ، وإنما هي أقرب ما تكون إلى قول الله تعالى {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ} (التوبة : 14-15) ، فإثخان الدولة في الأعداء يسر ّكل مؤمن ويغيظ كل كافر ومنافق وأحمق مخذول ، ولا أعلم اليوم من يشف صدور المسلمين ويُذهب غيظ قلوبهم مثل "الدولة الإسلامية" التي تنحر أعداء الله نحراً ، وتحرق من يحرق المسلمين حرقا ، وتُثخن في الروافض والنصيرية والكفار والمرتدين أيما إثخان .. لا نبخس حق بقية الجماعات المجاهدة ، لكن "الدولة الإسلامية" أكثر نكاية في العدو من غيرها هذه الأيام ، فنسأل الله لها العزة والتمكين والنصر المبين ، وأن يجمع بها أو لها كلمة المسلمين..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود
1 جمادى الأولى 1436هـ
أم على قلوب أقفالها
الحمد لله معز أهل الإيمان بالجهاد ، ومذل أهل الشرك والنفاق والعناد ، ثم الصلاة والسلام على المبعوث رحمة بين يدي الساعة بالحسام ، سيّد الأنام محمد وعلى آله وصحبه الكرام .. أما بعد ..
فإن الأحداث تتسارع ، والمواقف تتوالى ، والكلمات تعجز عن مواكبة الأحداث ، وبين أمواج هذا البحر الهائج تقف الحقيقة ثابتة رغم كل الغبش والزبد الإعلامي الذي طغى على عقول لا تكاد ترى سوى نفسها فتظن أنها الواحدة المتفرّدة في الساحة الفكرية لتلقي بدلوها في الشريعة الإسلامية من تحليل وتحريم ما يوافق هواها مما يكاد يُخرج بقايا فقهاء السلف من قبورهم ليصرخوا بملئ فيهم : كفى عبثاً بدين الله تعالى ..
المشكلة ليست في الأمور العويصة الدقيقة ، بل في تغيير الثوابت الشرعية بحجج واهية غير واقعية فضلاً عن أن تكون علمية : فتجد أحدهم يَنهى أهل الجهاد أن يفتأتوا على الأمة ، وهو عاميّ لا يفقه من الشرع غير كلمات سمعها فلا زال يرددها ، أو "صحفي" ليست له دراية بالعلم الشرعي ولا بالسياسة الشرعية يُلقي على الناس مسائل عظام يفتي فيها دون مبالاة !! أو "داعية" غير فقيه ، أو "فقيه" غير متخصص في فقه السياسة الشرعية ولا مارس الجهاد ولا قارع الأعداء ولا دخل العسكرية ولا عِلم له بالحروب الحديثة ولا أسرارها النفسية ، وقد جاء في الأثر أن عمرو بن العاص رضي الله عنه أمر الناس في غزوة "ذات السلاسل" أن لا يوقدوا ناراً فأنكر ذلك عمرٌ رضي الله عنه ، فقال له أبو بكر رضي الله عنه : دعه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبعثه علينا إلا لعلمه بالحرب ، فسكت عنه عمر . (فتح الباري) .. فأهل الحرب أصحاب صنعة وهم أدرى بصنعتهم من كبار العلماء .. والأدهى والأمر من هذا كله : أن يفتي القساوسة والأحبار ورؤساء الدول الغربية النصرانية في دين الله تعالى "المتسامح" "السلمي" ليوافقهم الإعلاميون والحكّام والجهّال من بني قومنا !!
كيف وصلت هذه الأمة لموقف جعلها توافق بني إسرائيل المُعلنين لموسى {أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا} (الأعراف : 129) ، وقد كانت دعوة موسى لهم قبل هذا الإعلان السخيف : {اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (الأعراف : 128) ، فظن هؤلاء لجهلهم أن النصر في ساعات دون تمحيص وابتلاء وصبر وبذل نفس ومال ودم !!
هي نفس القالة وإن اختلفت الكلمات : المجاهدون يفتأتون على الأمة ويجلبون لها المصائب ويَستعْدون من لا قِبل لهم به ، فالوهن كل الوهن في اعتقاد ضعف النفس كما قالت بنو إسرائيل : {لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} (البقرة : 249) ، وقالوا قبلها {إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} (المائدة : 22)، {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (المائدة : 24) ، فلن نقاتل الأمريكان ولا الأوروبيين لما يملكون من أسلحة فتاكة فاذهبوا أنتم وألقوا بأيديكم إلى التهلكة وقاتلوا ، إنا في بلادنا آمنون !!
هي دعوة المتخاذلين في كل زمان مِلؤها معاني الجبن والخوَر والمهانة التي ترعرع عليها جيل الإستعباد تحت الحكم الفرعوني فنشأ لا يعرف غير الإستسلام للطواغيت ، ولا يستسيغ غير الذلّة والمسكنة ، فظن أن حياة العبودية هي الأصل ، وأن الرضى بالظلم هو الإيمان بالقدر ، وأن عبادة الحاكم هي طاعة ولي الأمر ، وأن كل صوت يريد تغيير هذا الواقع المُشين هو الفتنة ، وأن من لم يقنع برأيه فهو ضال مبتدع ، فلذلك تجده يركن إلى مفاهيم مغلوطة كالتسامح والوسطية والإعتدال ، وهي كلمات حق حرّفوا معانيها لتحقيق باطل من أخطر ما واجه الأمة في عقيدتها وفتك بها وأوهن عزيمتها وقواها فاجترأت عليها الأمم ، وهذا مصداق قول نبينا صلى الله عليه وسلم حين حذّر أمته من الركون للظلم : "كلَّا واللَّه لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر ولتأخذنَّ على يدي الظَّالم ولتَأطُرُنَّهُ على الحقِّ أَطْرًا أو لتَقصُرُنَّهُ على الحقِّ قصراً أو ليضربنَّ اللَّهُ بقلوب بعضِكم على بعضٍ ثمَّ ليلعننَّكم كما لعنَهم" (حسن : انظر تخريج مشكاة المصابيح ، وقد ضعّفه بعضهم) ، وفي رواية "والذي نفسي بيدِه ؛ لتأمرُنَّ بالمعروف ، ولتنهوُنَّ عن المنكر ؛ أو ليوشكَنَّ اللهُ أن يبعثَ عليكم عقابًا منه ، ثم تدْعونه فلا يَستجيبُ لكم" (قال الألباني في صحيح الترغيب : حسن لغيره) ، فالسكوت على الظلم مغبّته وخيمة : فتُطرد الأمة من رحمة الله ، وتشتّت ويُخالف بينها ، وتستحق العقاب والعذاب ، وتُغلق دونها أبواب السماء فلا يُسجاب لها حتى تقوم في وجه الظلم ..
أما أهل الإيمان والتوكّل على الله وأهل الجهاد فإن دعوتهم لم تتغيّر ولم تتبدّل على مر التأريخ {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُو اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (البقرة : 249) ، {قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (المائدة : 23) ، فأهل الإيمان : أهل مقارعة ومجاهدة وكسر للطواغيت وإذلال لهم وإرغام للباطل وإعلاء للحق بالقوة التي تُرعب كل طاغية ، وتُرهب كل من تسوّل له نفسه استعباد بني الإنسان .. قال المجاهدون : ادخلوا على أمريكا والدول النصرانية وطواغيتهم الباب ولا تنظروا إلى العدد والعتاد فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ، اصبروا فالنصر صبر ساعة ، وتوكّلوا على الله فهو حسبكم ، وما النصر إلا من عنده ، لا بسبب الأسلحة الفتاكة ولا القوة الجبارة ، فالله أعلى وأجل وأقوى ، لكن جيل العبودية يأنف القراع والنزال والكرامة والعزة ، ويستعذب والمهانة والخنوع والدونية والذلّة التي يعتقد – جهلاً – أنها مكتسبات لا تقدّر بثمن !!
مشكلتنا الأساسية ليست في معادلة القوة ، بل مشكلتنا في مفهوم الحقائق الشرعية التي غابت عن عقول المسلمين لعقود ، بل لقرون : فأصبح الفرض حراماً ، والحرام واجباً عند كثير من الناس ، وصارت قوة الناس أعظم من قوة الله تعالى ، والخوف من الناس أعظم من الخوف من الله ، واليأس والقنوط هو سيّد الموقف ، ولو أن الناس تركوا الإتكالية العلمية واستنهضوا أدنى همة إنسانية فحملوا أي كتاب معتبر في أي مذهب وقرأوا في العقيدة والجهاد والسياسة الشرعية فإن حقائقهم الثابتة المعشعشة في عقولهم الإنهزامية ستُصدم وتُصعق وربما تنفجر ، لكن الناس حريصون أشد الحرص على ثبات الجهل بطريقة لا تليق ببني البشر ، فضلاً عن أهل الإسلام الذين بدأ وحيهم الرباني بوسيلة العلم الخالدة : {إقرأ} !!
أيها المسلم : {إقرأ} .. لا تقرأ لعلماء قاعدة الجهاد ولا للدولة الإسلامية ولا للجماعة الفلانية ولا الحزب الفلاني .. {إقرأ} سورة التوبة في كتاب ربّك ، {إقرأ} سورة الأنفال بتمعّن ، {إقرأ} باب الجهاد في صحيح البخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي والنَّسائي وابن ماجة والموطّأ وغيرها من كتب الحديث .. {اقرأ} باب الجهاد في كتب الفقه المعتبرة من المذاهب الأربعة لتعرف معنى الجهاد وحقيقة الأحكام الشرعية التي هي حديث الساعة .. {اقرأ} كتب العقيدة واعرف حقيقة الولاء والبراء والحب والبغض في الله ، وحقيقة الإيمان والكفر ، لتعرف المُحقّ من المُبطل .. {اقرأ} كتب الإمام أبي حنيفة ومالك وأحمد والشافعي وعلماء مذاهبهم الكبار كأبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني والكاساني والسرخسي ، وابن عبد البر والقرافي والقرطبي ، وابن قدامة وابن تيمية وابن مفلح ، والعز بن عبد السلام والجويني والنووي والرافعي وأمثال هؤلاء وأشباههم من كبار علماء الأمة وفقهائها الذين جمعوا العلم وبذلوه للناس بكل إخلاص وتجرّد – نحسبهم كذلك والله حسيبهم – لتعرف حقيقة دينك ، وحقيقة الشبهات التي تُلقى في الساحة ..
أنت مُكلّف بتعلّم دينك وما تحتاج إليه في عبادتك ، وإن كنت تحتاج إلى اتخاذ موقف فأنت مُكلّف بمعرفة الحقائق الشرعية الثابتة لمثل هذا الموقف حتى تكون على بيّنة ، فلا يجوز لك موالاة أو معاداة إنسان إلا وأنت تعلم بأن هذا الموقف مبني على أساس شرعي صحيح ، لأن الموالاة والمعاداة عبادة ، وأي عبادة : سأل النبيُّ صلى الله عليه وسلم الصحابَة : "أي عُرى الإيمان أوثق ؟ قالوا : الصلاة . قال : حسَنة ، وما هي بها . قالوا : صيام رمضان : قال : حسنٌ ، وما هو به . قالوا : الجهاد . قال : حسنٌ ، وما هو به . قال : إن أوثق عُرى الإيمان أن تُحبَّ في الله ، وتُبغض في الله" (صحيح الترغيب ، قال الألباني : حسن لغيره) .. فلا تتّخذ موقفاً إن كنت جاهلاً بالحقائق الشرعية والواقع الحسي ، قف على جانب الطريق إن وسعك ذلك حتى تعلم ، فهو أسلم لدينك ، وكم من إنسان تكلّم في أولياء الله فآذاهم وعاداهم وقد آذنه ربّه بالحرب من حيث لا يشعر : "إن الله قال : مَن عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب" (البخاري) .. الأصل أن تتخذ كل مسلمٍ ولياً وتحبّه ، وتعادي كل كافر وتُبغضه ، فإن أبدى لك أحد غير ذلك فعليك بالعلم والفهم ، فقد يرتدّ المُسلم عن دينه فيستحق البُغض والعداوة ، وقد يُسلم الكافر فيستحق المحبة والنُّصرة ، وقد يعصي المسلم فتُبغض معصيته وتحبه لإسلامه ، وقد يُحسن الكافر فتحب فعل الإحسان وتبغضه لكفره ، ولا تُصغِ لمن يقول : أخوّة إنسانية ، وأعراف دولية ، ومساواة بشرية ، فهذه معانٍ ما أنزل الله بها من سلطان ، فالله تعالى فرّق بين بني الإنسان على أساس الدين لا غيره : فلا يستوي الأعمى والبصير ، ولا الظلمات والنور ، ولا الخبيث والطيّب ، لا أصحاب النار وأصحاب الجنّة ، ولا الكافر والمسلم {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (القلم : 35-36) ..
لا تلتفت لمن يقول "تعايش سلمي" فالله تعالى لم يرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليتعايش سلمياً ، بل أرسله بهذا ليُظهره على الدين كله ، وأمره أن يقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، وحتى يُخرج الناس من جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .. هذه وظيفة أهل الإسلام في كل زمان : أن يقاتلوا من يليهم من الكفار ، وأن يقاتلوا اليهود والنصارى حتى يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ، وأن يقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونهم كافة ، وأن يُعدّوا ما استطاعوا من قوة لإرهاب العدو ومَن خلفه ، وأن يضربوا رقاب أئمة الظلم ويقعطوا أعناقهم ويشرّدوا بهم من خلفهم ، فلا يزال جناب الحق مُاهباً ، والباطل مندحرا ..
هناك هجمة إعلامية رهيبة منظمة وعلى مستوى عال من التنسيق لم نره في التاريخ قبل اليوم ، وهذا التنسيق على مستوى جميع القنوات الإعلامية في الأرض : من فضائيات وجرائد ومجلات وبرامج ومنابر وكتب وبيانات وتحليلات ، كلها اتفقت على محاربة المجاهدين عامة و"الدولة الإسلامية" خاصة ، وعلى التفريق بين المجاهدين : فهذا التشكيك في عمليات المجاهدين ، وهذا الإتهام بالعمالة والخيانة بطريقة منظّمة دقيقة ، وهذا التبادل في الأدوار لم نره في حرب الكفار على أي جماعة مجاهدة أو دولة : لا في الحروب الأممية ولا في الحروب العالمية ، فالأمر جد خطير ، ونظرة سريعة على مقالات الجرائد الغربية وتصريحات الساسة في الشرق والغرب وبرامج الفضائيات في وقتنا هذا تُنبئ عن مدى الذعر الذي أحدثه المجاهدون في الأرض ، وخاصة "الدولة الإسلامية" ، فعلى إعلام المجاهدين التصدي لكل هذا بحذر شديد وعقل رشيد وحرص أكيد على جمع الكلمة ووحدة الصف حتى لا يكون الفشل وذهاب الريح ..
لقد آتى بعض الإعلام المعادي أُكله ، فمن غرائب تأثير الإعلام في هذا الزمان : إعفاء الجاني واتهام المجني عليه ، وهو ما حدث في "رابعة" حيث اتهم الإعلام المصري "الإخوانَ" بقتل المتظاهرين رغم رؤية العالم كله ما حصل بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة !! وما حصل في سوريا من اتهام النصيريةُ المجاهدينَ بقتل السوريين ، والبراميل المتفجّرة النصيرية تحرق المسلمين على شاشات الفضائيات !! واتهام المتظاهرين بقتل اليمنيين ، والرافضة يعيثون في اليمن فسادا !! واتهام الطالبان بقتل الأفغان ، والأمريكان يمشطون البلاد الأفغانية بقنابل السجاد التي تقتل كل حي ، وبقنابل نووية مصغّرة !! واتهام المجاهدين بقتل العراقيين ، والرافضة يقتلون المسلمين بالجملة كل يوم بالمثاقيب والسكاكين والنار ويهتكون أعراض المسلمات في السجون !!
هناك صنف من بني الإنسان عنده قابلية عجيبة لإلغاء عقله فتدنت عقليته تحت المستوى الحيواني {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (الأعراف : 179) فجميع الحقائق بين يديه يراها رأي العين : يرى طائرات النصارى تقصف المسلمين ، ويرى إعلان الدول تحالفها وانضمامها تحت راية النصارى الكفار ، ويرى قتلى المسلمين بالمئات كل يوم ثم يبكي ويدمي مقلتيه على من سبّ نبيّه وحارب دينه وقتل المسلمين !! مثل هذا لا يستحق أن يُصنّف في بني البشر لأنه أضل من التيس والبقر ..
وأعجب من هذا ما يصدر مِن بعض مَن ينتمي إلى جماعة "الإخون المسلمين" في شأن المجاهدين ، ولو أن هؤلاء قارنوا بين ما يقوله الإعلام المصري في شأنهم وبين ما يقولون هم في شأن المجاهدين لرأوا التطابق العجيب في الألفاظ والمصطلحات والأفكار وكأنهم يحاكون هذا الإعلام حذو القذّة بالقذّة ، فكما ينظر الإخوان ومناصريهم إلى الإعلام المصري فإن المجاهدين ومناصريهم ينظرون إلى هؤلاء نفس النظرة .. إرهابيون ، متنطعون ، محرّفون للدين ، مستغلون الدين لمآربهم الخبيثة ، متعطّشون للدماء ، أهل فتنة وضلال ، خوارج غلاة ، لا يفهمون الدين ، عملاء لأمريكا والصهيونية ، كلها مصطلحات يستخدمها الإعلام المصري ضد الإخوان ، ويستخدمها الإخوان ضد المجاهدين ، {أتواصوا به} أم {تشابهت قلوبهم} ؟ هذا من الغباء الذي لا تصفه الكلمات ، ولا تتخيله العقول ، ولو أن بعض هؤلاء أعمل عقله قليلاً لعلم أن جميع أفعال المجاهدين تصب في صالحهم ، وأن في "قص ولصق" هذه التهم بالمجاهدين من الإعلام المصري فيه من الضرر عليهم ما يفوق الوصف ، فلا أغبى من إنسان يكسر غمد سيفه ويستغني عن سلاحه وهو مُقبل على معركة ضد عدو شرس !!
كل عملية للمجاهدين تجرّ على الأمة الويلات وتستنفر الأعداء ، فالمجاهدون لا يمكلون من العقل والحكمة والنظر ما يؤهلهم لخوض معركة الأمة ، كذا يزعمون !! ماذا حصل في مصر واليمن وتونس !! ملكوا البلاد ولم يستطيعوا الحفاظ عليها رغم كل العقول والكفاءات التي يزعمون أنهم يملكونها ، لماذا ؟ لماذا يخرج المتظاهرون كل يومن يُقتل منهم العشرات بدم بارد وبلا فائدة !! ماذا نرجو من مظاهرات "سلمية" غير ضياع حياة الشباب وأعراض الفتيات !! أعداء الأمة لا يحتاجون إلى مبرر للتدخل في بلاد المسلمين وإنما يحتاجون القوة التي تمكّنهم من ذلك ، ويحتاجون حساب الأرباح والخسائر ، فمتى كان الربح أكثر من الخسارة : احتلوا بلادنا وقتلونا وسرقوا خيراتنا ، وإذا كانوا يعلمون أن خسائرهم أكثر بكثير مما يرجون فإنهم يفكّرون ألف مرة قبل الجرأة علينا ، ومن شاء فلينظر إلى تأريخ الدولة العثمانية ليعلم أن ما يحدث الآن هو عين ما حدث قبل سقوط الخلافة ، والمصطلحات السياسية هي ذاتها التي استخدموها (إرهاب ، وحماية أقلّيات ، وإصلاحات سياسية ، وحق تقرير المصير ...) ، حتى مواقف حكام بلاد المسلمين لا تختلف كثيراً عن موقفهم آن ذاك ، وقد قامت حركات جهادية في ذلك الوقت قارعت الإحتلال ، ووُجد في ذلك الوقت من قال في المجاهدين ما يُقال عنهم الآن ..
الإخوان يطالبون المجاهدين بأخذ العبرة من التجارب الجهادية السابقة ، وليتهم من فعل ذلك : فقد كانت لهم تجربة قبل ستين سنة في ثورة مصرية تسلّق على أكتافهم العسكر (عبد الناصر) وسامهم سوء العذاب ، وانقلاب السيسي نسخة من انقلاب عبد الناصر ، فهلا كان النصح لأنفسهم قبل غيرهم !! نحن لا نشنّع على الإخوان ، وإنما ننصحهم ونقول : ليس هذا وقت تفنيد أعمال المجاهدين ، وإنما هو وقت مقارعة الطواغيت ، ونحثّهم على استغلال وجود المجاهدين لكسب بعض المواقف السياسية على أقلّ تقدير ، فوجود المجاهدين من أعظم الفرص التي أتيحت لكم بعد الإنقلاب ، فلم تضيعون هذه الفرصة ، ولم تخرّبون بيوتكم بأيديكم ، ولم تستعطفون ودّ أعدائكم باستعداء أهل ملّتكم الذين يقارعون أعداء الإسلام في أكثر من مكان !! وها نحن نراهم يركضون خلف سراب حكومة "آل سعود" بعد كل ما فعلوه بهم ظناً منهم أن سياسة حاكم الرياض الحالي غير سياسة سلفه ، وهل غاب عنهم أن سياسة الرياض يرسمها فنّانو البيت الأبيض !!
لنعود إلى مسألة الإستعداء ولنرجع قليلاً إلى الوراء : الجيش الأمريكي كان يتدرّب في ولاية "نيفادا" الأمريكية على القتال الصحراوي قبل غزو الكويت بعشرين سنة ، ثم تدرّب في جبال الروكي في ولاية "كلورادو" الأمريكية قبل غزو أفغانستان بعشر سنوات ، فاحتلّت أمريكا جزيرة العرب بحجة تحرير الكويت ، وغزت أفغانستان بحجة وجود أسامة – رحمه الله – ثم بحجة نشر الديمقراطية وتحرير المرأة الأفغانية من تسلط الطالبان ، ثم احتلّت العراق ودمرتها وقتلت مليوني عراقي بحجة أسلحة الدمار الشامل التي حقيقتها كحقيقة مهدي الرافضة المسردب ، وكحقيقة عداء الرافضة والنصيرية لأمريكا ..
حاولت أمريكا احتلال الصومال بحجّة تحكي هوان وذل المسلمين : لقد كان سبب التدخّل في الصومال هو "المساعدات الإنسانية" ومحاربة الفقر والجوع !! دخلت أمريكا بجيوشها إلى الصومال لتخلّصهم من الفقر بقتلهم واحتلال بلادهم وجعلها مقابر للنفايات النووية !! تقتل أطفال ونساء المسلمين في سوريا وباكستان واليمن بحجة محاربة "الإرهاب" الذي ترفض تعريفه !! تحتل بلاد الإسلام وتقتل المسلمين لتخليصهم من الفقر والإرهاب والتنطّع ، فليس أفضل من قتل الإنسان لتوفير حياة ديمقراطية كريمة له بحرقه ونسفه وتفجيره بالقنابل الموجّهة المتطورة !! البعض لا زال يشكك في نوايا أمريكا وإخلاصها وتفانيها من أجل غدٍ أفضل للبشرية ، والبعض لا زال يعتقد بأن دفع العدو هو سبب هجومه علينا !! حقاً : عقول في إجازة مفتوحة ..
أمريكا أعلنت الحرب على أفغانستان وعلى قاعدة الجهاد لأن قاعدة الجهاد فجّرت المباني في أمريكا ، وقتلت آلاف الأمريكان ، هذا ما يعتقده البعض !! أمريكا قتلت ما يقارب العشرة ملايين مسلم بطريقة مباشرة وغير مباشرة قبل تفجيرات نيويورك ، فغزو أفغانستان وقتلها للمسلمين لم تكن ردّة الفعل ، بل ردّة الفعل هي تفجير مبانيها لأنها قتلت وأعانت على قتل عشرة ملايين مسلم ، ولأنها تحتل بلاد المسلمين ، وخاصة بلاد الحرمين ، فحرب أمريكا المُعلنة على الإسلام والمسلمين كانت بسبب دفاع المسلمين عن أنفسهم ضد آلة القتل الأمريكية ، وضد احتلالها لبلاد الإسلام ، والغرب يرى بأنه لا حق للمسلمين في الدفاع عن أنفسهم ، بل يجب عليهم تقبّل القتل وهتك العرض وسرقة الأموال ، وهذه النظرة يوافقهم عليها من بني جلدتنا أصحاب نظرية السلمية والإعتدال اللاإرهابية الذي قتلوا في المسلمين روح الجهاد والعزة فأرادوها غانديّة ماندلّية لا عُمريّة خالديّة ..
لنضع صورة أمريكا وتدخلاتها العسكرية نصب أعيننا ولنفكّر قليلاً بما جرى في الفترة الأخيرة : أحرق المجاهدون "طياراً" أردنياً فأعلنت الأردن أنها ستقصف مواقع المجاهدين في سوريا .. هل فكّر البعض ورجع إلى الوراء قليلاً ليعقل الواقع ؟ لا نقول سنوات ولا أشهر ، بل ساعات ودقائق : الأردن كانت تقصف مواقع المجاهدين في سوريا قبل حرق الطيار ، فالطيّار الأردني وقع في يد المجاهدين وهو يقصف المسلمين في سوريا ، أي أن ردّة فعل الأردن لم تكن في الحقيقة ردة فعل .. لنعيد رسم الصورة حتى يفهم العقلاء الأذكياء : الطيار كان يقصف المسلمين في سوريا قبل القبض عليه ، فكان فعل قصف الطائرة الأردنية متقدّم على فعل حرق الطيار ، وردة الفعل تكون بعد الفعل ، وليس قبل الفعل ..
النصارى المصريين قَبض عليهم المجاهدون في ليبيا ونحروهم فأعلن الجيش المصري عن طلعاته الجوية الإنتقامية لهؤلاء النصارى ، ولا ندري لم لم يُعلن الجيش المصري عن طلعات جوية بعد أن قتل السيسي آلاف المصريين المسلمين في مصر ذاتها وأحرقهم أحياء في رابعة والنهضة وسيناء ، وبعد أن قتل الرافضة في العراق آلاف المصريين ، هذا ليس مهم عندهم ، المهم أن نعلم بأن الطيران المصري كان يقصف مواقع المجاهدين في ليبيا ويدمّر بيوت المسلمين ويقتل أطفالهم قبل نحر هؤلاء النصارى بأكثر من ستة أشهر ، إذاً هذه ليست ردّة فعل : لأن فعل القصف متقدّم على النحر ، وردة الفعل تكون متأخرة لا متقدّمة .. أرجو أن يكون الأمر واضحاً ، فليس شرح أبسط من هذا ..
أما الذين استنكروا نحر النصارى في ليبيا فنقول لهم : هلّا كنتم مثل "تواضرس" وقلتم بأن موقفكم من قتلى النصارى في ليبيا هو نفس موقف تواضرس وكنيسته من قتلى المسلمين في رابعة والنهضة !! أخواتنا المسلمات في سجون الكنائس النصرانية المصرية ، والكنيسة المصرية تبارك قتل المسلمين في مصر ، وقد عُلّقت لافتات كبيرة من قِبل الكنيسة في شوارع مصر تقول للنصارى "الرب يسوع [تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً] يأمركم بدعم المشير عبد الفتاح السيسي في الحرب على الإرهاب" ، وقومنا يبكون على منصّرين دخلوا ليبيا بغير أمان لتنصير أبناء المسلمين ، وحتى إن لم يكونوا منصّرين فالأصل في الكافر أنه حلال المال والدم بالإجماع ، إلا أن يكون له عهد من ذمة أو أمان أو غيره ، ونصارى مصر تبع لكبيرهم "تواضرس" ، وتبع لكنيستهم التي وقفت مع ابن اليهودية "السيسي" في حربه ضد الإسلام المسلمين ، وأعلنت تأييدها لقتل المسلمين ، فهي حربية ،قال ابن القيم في زاد المعاد : "وكان هديه صلى الله عليه وسلم أنه إذا صالح قوما فنقض بعضهم عهده ، وصُلحه ، وأقرّهم الباقون ، ورضوا به ، غزا الجميع ، وجعلهم كلهم ناقضين" ... إلى أن قال "وبهذا القول أفتينا ولي الأمر لما أحرقت النصارى أموال المسلمين بالشام ودورهم ، وراموا إحراق جامعهم الأعظم حتى أحرقوا منارته ، وكاد - لولا دفع الله - أن يحترق كله ، وعلم بذلك من علم من النصارى ، وواطئوا عليه وأقروه ورضوا به ، ولم يُعلموا وليّ الأمر ، فاستفتى فيهم وليّ الأمر مَن حضره مِن الفقهاء ، فأفتيناه بانتقاض عهد من فعل ذلك ، وأعان عليه بوجه من الوجوه ، أو رضي به ، وأقرّ عليه ، وأن حدّه القتل حتماً ، لا تخيير للإمام فيه كالأسير بل صار القتل له حداً ، والإسلام لا يسقط القتل إذا كان حداً ممن هو تحت الذمة ..." . (انتهى) ..
إن قتال النصارى في مصر - وخاصة من يعمل في هذه الكنائس - واجب وفرض على المسلمين لاستنقاذ الأسيرات المسلمات ، فلا عهد ولا أمان ولا كلام مع هؤلاء النصارى قبل استخلاص جميع الأسيرات المسلمات ، وحكم النصارى في بلاد الإسلام أن يكونوا أهل عهد يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون ، وتجري عليهم أحكام الإسلام ، وتطبّق عليهم الشروط العمرية التي اتفق على العمل بها الصحابة والتابعون ومن تبعهم إلى وقت قريب ، ومن لم يدفع الجزية أو دفعها بغير صغار أو لم يوافق على جريان أحكام الإسلام عليه : نقض العهد وصار حلال المال والدم ، فكيف بنصارى يحاربون المسلمين ويأسرون المسلمات ويعينون على قتل المسلمين ويعيثون في الأرض الفساد !! أي عهد وأي حرمة للدماء تبقى لهؤلاء !! هؤلاء أهل حرب - لا أهل عهد - حتى نستخلص أخواتنا ، وحتى يبرم لهم حاكم مسلم عهداً شرعياً يلتزمون فيه بدفع الجزية عن يد وهم صاغرون ، وتجري عليهم أحكام الملّة في الأمور العامة ..
أما هذه الكنائس : فما بُني منها بعد دخول المسلمين مصر ، أو بُني في بلدة خطّها وبناها المسلمون فإنها تُهدَم باتفاق العلماء ، فلا يجوز للنصارى إحداث كنيسة في بلاد الإسلام ، فكل كنيسة في القاهرة – مثلاً – يجب أن تُهدم ، لأن القاهرة خطها المسلمون ، وكذا في كل مدينة أحدثها المسلمون ، قال ابن تيمية "وقد اتفق المسلمون على أن ما بناه المسلمون من المدائن لم يكن لأهل الذمة أن يحدثوا فيه كنيسة" (نقلاً عن مجموع الرسائل والمسائل) ، وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في مقدمته لكتاب "حكم بناء الكنائس والمعابد الشركية في بلاد المسلمين ، لمؤلفه : إسماعيل بن محمد الأنصاري : "وقد أجمع العلماء رحمهم الله على تحريم بناء الكنائس في البلاد الإسلامية ، وعلى وجوب هدمها إذا أُحدثت" (انتهى) ، ومثل هذا جاء في فتوى اللجنة الدائمة برئاسته : "أجمع العلماء على تحريم بناء المعابد الكفرية ، مثل : الكنائس في بلاد المسلمين ، وأنه لا يجوز اجتماع قبلتين في بلد واحد من بلاد الإسلام ، وأن لا يكون فيها شيء من شعائر الكفار لا كنائس ولا غيرها ، وأجمعوا على وجوب هدم الكنائس وغيرها من المعابد الكفرية إذا أُحدثت في أرض الإسلام" (انتهى) ..
أما مسألة استعداء المجاهدين للدول الصليبية على ليبيا : فهذا من أبطل الباطل ، ومن أقبح القول وأسفهه ، فهذه الدول كانت ولا زالت تعادي المسلمين قبل أفعال المجاهدين ، بل قبل أن يولد جميع المجاهدين في هذا الزمان بعقود ، بل بقرون {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} (البقرة : 217) ، فالحرب بيننا وبينهم قائمة وباقية ، ونحن الضحايا منذ ثلاثة قرون يقتلوننا في كل مكان ، فبدلاً من الإنكار على القاتل المعتدي : يُنكر البعض على المدافع عن نفسه الذاب عن دينه وحرماته !! فالدول الغربية هي التي تدعم حفتر بالسلاح ، وتسمح بدعمه بالمال ، وهو يقتل المسلمين في ليبيا نيابة عنها ، فمسألة الإستعداء أتفه من أن ننظر فيها ونحن المأمورون بغزو الكفار في عقر دارهم ، وهذا كمن يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : لا تستعدِ قريشاً ، ويقول للصديق : لا تستعدِ فارس والروم ، ويقول لعمر : لا تستعدِ البربر والكرد والترك وأمم الأرض بل كفو عن الجميع وابقوا في مكة واصبروا على تعذيب قريش لكم واخرجوا في مظاهرات علّهم يسمعون نداءاتكم ويملون من مطالباتكم المتكررة فتنالون بعض المناصب وبعض الحريات ، ويكفّون عن غزوكم وقتلكم !! رضي الله عن الصديق إذ قال "والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لجهادتهم عليه" !! عقال بعير ، وليس تنحية الشرع والحكم بغير ما أنزل الله ومحاربة الدين وتولّي الكافرين !! عقال البعير أوجب قتال العرب كلهم ..
دولة مثل فرنسا لم تأت إلى مالي بسبب المجاهدين ، ففرنسا كانت - ولا زالت - راعية الحملات الصليبية على الأمة الإسلامية عبر التأريخ ، وهي لا زالت تعتبر مالي والجزائر وتونس ولبنان وسوريا مستعمرات لها ، فتدخّلها هو لتثبيت احتلالها وليس لمحاربة الإرهاب ، وكذا إيطاليا التي تريد التدخّل الآن في ليبيا !! هل سألنا أنفسنا : لم إيطاليا !! ولم لا تكون أمريكا أو فرنسا أو بريطانيا !! الجواب : أن إيطاليا لا زالت تعتبر ليبيا تحت انتدابها ، وهي صاحبة الحق – عند الغرب – في التدخّل في ليبيا دون غيرها ، وجميع الدول العربية لها نفس حكم مالي وتونس وليبيا والجزائر ، فهذه الدول لا زالت مُستَعمرة من قبل الدول الغربية ، ولا زالت الدول الغربية تعترف بامتيازات بعضها وتحترم الاتفاقات التي وزَّعت هذه الدول بينها ، والبعض عندنا لا زال يحتفل بأعياد التحرير والاستقلال المزيّف !!
إن ما فعله المجاهدون هو كسر هذا التزييف وهذا التمثيل وجعله واقعاً ليعرف المسلمون حقيقة حالهم ويقوم البعض من رقدته التي فاقت رقدة أهل الكهف ، فينفروا خفافاً وثقالاً ويجاهدوا في سبيل الله لتحرير أنفسهم من ربقة العبودية التي استمرأ بعضهم الحياة فيها : فكرِه العتق وأصر على العيش تحت أرجل النصارى يلعق أحذيتهم مستعذباً تلك النجاسة التي تأنف منها الكلاب ..
إن ما نراه من استعذابٍ للذل والمهانة والدونية بحجّة الحفاظ على المصالح المكتسبة لهو الحمق بعينه ، فأي مكتسبات هذه التي يتغنى بها البعض وأعداء الأمة يقصفون المسلمين أينما شاؤوا وكيفما شاؤوا ومتى شاؤوا وبأي حجّة شاؤوا !! أي مكتسبات هذه والدين مُحارب ، والعرض مُنتهك ، والأموال منهوبة ، والبلاد متخلّفة عليها سلاطين متصهينين أكثر من اليهود !! أي مكتسبات هذه وملايين المسلمين لا يجدون قوت يومهم ولا ملجأ يأويهم ، وبضعة أشخاص في الأمة سرقوا من أموال المسلمين ما يكفي أهل الأرض قاطبة لسنوات !! أي مكتسبات هذه والرجل يقول كلمة يُبدي رأيه فتطير رقبته ، ولا يأمن في بيته فيُنتهك عرضه باسم الحفاظ على الأمن القومي !! أي مكتسبات وآلاف الرجال والعلماء والنساء في سجون الطواغيت بسبب تعكيرهم صفو احتلال النصارى لبلاد المسلمين !!
أما الذكور من أصحاب الخدود الحمراء ، والأيدي الناعمة ، والقلوب الرقيقة ، والدموع الرقراقة ، والأحاسيس المرهفة ، والمشاعر الجيّاشة ، الذين تصدمهم المناظر البشعة المهولة من نحر وقتل وحرق أعداء الملّة ، والذين يُقسمون الأيمان المغلّظة أن هذا ليس من الدين ، فنقول لهم : أديروا وجناتكم الصافية ، وأعرضوا بوجوهكم المليحة عن هذه المناظر القبيحة فهي ليست لكم ، ولستم معنيون بها ، إنما هذا شأن رجال الأمة الأعزة على الكفار ، الغلاظ الأشدّاء ، الذين أقسموا بالمنتقم الجبّار أن يقتصّوا لكل مسلم نُحر وحُرق وقُتل من قِبل أعداء الإسلام جزاء وفاقاً ، وأن يُثخنوا في أعداء الأمة بلا هوادة انتقاماً لأعراض المسلمات : فيقطعوا الأعناق ، ويضروا الرقاب ، ويترصّدوا للأعداء ، ويثخنوا فيهم ، ويشرّدوا بهم مَن خلفهم ..
هذا الجنس الناعم من الشواذ عقلياً في هذه الأمة الذين يريدونها مستضعفة مستكينة ذليلة متمسكنة تتلقى الضربات والطعنات بابتسامات هادئة لطيفة تحكي قصة دينهم "السلمي" "الوسطي" "المعتدل" : ليس المهم عندهم أن يُقتل المسلمون بالمئات والآلاف كل يوم ، ولا أن يُحارب الدين ، ولا أن تُنتهك الحرمات ، المهم أن لا يَظهر المسلمون بغير مظهر "الوسطية" والإعتدال" كي لا يعتقد النصارى في المسلمين غير ذلك ، فهذا أهم شيء عندهم ، وكل شيء في سبيل ذلك يهون : فيُنكرون على المسلمين القصاص ، وينكرون عليهم الجهاد ، والبُغض في الله ، والبراء من الكفار ، ويغيّرون مفاهيم الدين ، ويُبطلون الفرائض ، ويحلّون المحرّمات في سبيل الظهور بمظهر الإعتدال والوسطية البعيدة كل البعد عن التطرّف والإرهاب ، فأي مصيبة حلّت بنا أن وُجد فينا أمثال هؤلاء ، لا كثّر الله في الأمة أمثالهم..
إن ما فعلته "الدولة الإسلامية" قليل جداً في حق أعداء الأمة ، وليس هو الإرهاب الإسلامي المطلوب من الأمة ، فالإرهاب الحق أن يمشي المسلم في أي بقعة على وجه الأرض رافع الرأس يهابه كل من يراه ، ولا يجسر على إهانته أحد لعلمه أن خلفه قوة مرعبة مُرهبة قادرة عازمة على الانتصار له ، هذا هو الإرهاب الشرعي المطلوب من الأمة في كل زمان .. عندما يمشي الأراكاني في بورما ويصفع وجه رهبان البوذية ويحطّم أصنامهم ، ويمشي المسلم في تركستان الشرقية فيسفّه أحلام الصينيين ، ويتبختر المسلم في الهند ويهدم معابد الهندوس فلا يجرؤ أحد أن يحدّ النظر في وجه المسلم خوفاً ورعبا ، عندها نقول بأن الإرهاب الإسلامي تحقق في الأرض ..
الدولة الإسلامية لم تصل بعد إلى درجة الإرهاب المطلوب ، وإنما هي أقرب ما تكون إلى قول الله تعالى {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ} (التوبة : 14-15) ، فإثخان الدولة في الأعداء يسر ّكل مؤمن ويغيظ كل كافر ومنافق وأحمق مخذول ، ولا أعلم اليوم من يشف صدور المسلمين ويُذهب غيظ قلوبهم مثل "الدولة الإسلامية" التي تنحر أعداء الله نحراً ، وتحرق من يحرق المسلمين حرقا ، وتُثخن في الروافض والنصيرية والكفار والمرتدين أيما إثخان .. لا نبخس حق بقية الجماعات المجاهدة ، لكن "الدولة الإسلامية" أكثر نكاية في العدو من غيرها هذه الأيام ، فنسأل الله لها العزة والتمكين والنصر المبين ، وأن يجمع بها أو لها كلمة المسلمين..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود
1 جمادى الأولى 1436هـ
عاشقة السماء- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
- عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
مواضيع مماثلة
» ذبح المصريين المختطفين فى ليبيا ما رأيكم ؟
» ذبح الاقباط المصريين في قطر وليس ليبيا
» عاجل تم بحمد الله تحرير الأسرى (المصريين) مخطوفين من قطاع طرق مفسدين في(ليبيا)
» 91% من المصريين يرفضون حكم العسكر
» رسالة لمن يشتم الاخوة المصريين
» ذبح الاقباط المصريين في قطر وليس ليبيا
» عاجل تم بحمد الله تحرير الأسرى (المصريين) مخطوفين من قطاع طرق مفسدين في(ليبيا)
» 91% من المصريين يرفضون حكم العسكر
» رسالة لمن يشتم الاخوة المصريين
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى