فكرة التوافق التي أضرت بالإسلاميين كثيراً: دروس من أحداث مصر
2 مشترك
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
فكرة التوافق التي أضرت بالإسلاميين كثيراً: دروس من أحداث مصر
د. إياد قنيبي
تُرى هل كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم دعوة إلى التوافق ولو على حساب الشريعة؟ نعم! ما الدليل؟ هناك آيات إخواني عندما نقرأها بعد هذه الأحداث نحس وكأننا نقرأها للمرة الأولى، وأتمنى على "الإسلاميين" أن يقرأوها بتجرد وطلب للهداية. قال الله تعالى في سورة النساء:
(( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان... أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63)))
(( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت))
أي أنهم تحاكموا إلى رجل من أهل الكتاب كما قال المفسرون.
الدستور الذي يجعل التشريع للبشر من دون الله كما بينا في حلقات كثيرة، هذا الدستور طاغوت تحاكموا إليه وأقسموا عليه ومنعوا من الاستثناء في هذا القسم. لماذا؟ لأنه دستور "توافقي".
قال تعالى:
((وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) ))
لا تنفر أيها المستمع لوجود كلمة (المنافقين)، حاول الاهتداء بالآيات هداك الله وسنعود للكلمة بعد قليل.
ظهرت الدعوة إلى تحكيم الشريعة والنزول في جمعات المطالبة بها وأتى الإعلان من أحزاب "إسلامية": (لن نشارك)، وخذَّلوا الناس عنها. لماذا؟ لأنها تفسد حالة التوافق!
ثم قال تعالى:
((فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) ))
((فكيف إذا أصابتهم مصيبة))...أنتم في مصيبة الآن أيها الإسلاميون، ليس لها من دون الله كاشفة، وهي: ((بما قدمت أيديهم)).
((ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا)): قال ابن كثير: (أي: يعتذرون إليك ويحلفون: ما أردنا بذهابنا إلى غيرك، وتحاكمنا إلى عداك إلا الإحسان والتوفيق، أي: المداراة والمصانعة، لا اعتقادا منا صحة تلك الحكومة).
إذن كانوا يقولون: نحن نريد الإحسان، أي مصلحة المسلمين، حقن الدماء والتوفيق بين الأطياف كلها وعدم إحداث شرخ في أبناء المجتمع الواحد...(إحسانا وتوفيقا)...ونداري أهل الكتاب الذين نحتكم إليهم، وإلا فنحن لا نعتقد صحة حكمهم ولا أفضليته على حكم الله ورسوله).
هل نحن بتحذيرنا من التوافق على حساب الشريعة ندعو إلى ظلم غير المسلمين؟ أبدا. النبي صلى الله عليه وسلم اتفق مع غير المسلمين بالمدينة على وثيقة المدينة المعروفة وأعطاهم حقوقهم، لكن كل هذا تحت مظلة الشريعة: (وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله).
بل نقول إخواني: مفاصلة الناس على أساس العقيدة هي التي تؤدي إلى التوافق الحقيقي!
في سورة الممتحنة قال الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق)) إلى أن قال: ((ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل (1) إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون (2) )). ثم قال الله تعالى:
((عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم (7) ))
تصور! بمنطق البشر القاصر: علينا أن نلقي بالمودة لأعداء الله حتى نحافظ على التوافق ونتقي شرهم.
بينما سنة الله تقول: إذا استجبنا لربنا وعاديناهم في الله والتمسنا رضا الله مهما سخط الناس علينا فالله سيجعل بيننا وبينهم مودة بأن يدخلوا في دين الله أفواجا عندما يروننا أعزة متمسكين بديننا.
العقل البشري بدون وحي الله تعالى لا يصل إلى هذه النتيجة. ولهذا: ((والله يعلم وأنتم لا تعلمون)).
تُرى هل كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم دعوة إلى التوافق ولو على حساب الشريعة؟ نعم! ما الدليل؟ هناك آيات إخواني عندما نقرأها بعد هذه الأحداث نحس وكأننا نقرأها للمرة الأولى، وأتمنى على "الإسلاميين" أن يقرأوها بتجرد وطلب للهداية. قال الله تعالى في سورة النساء:
(( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان... أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63)))
(( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت))
أي أنهم تحاكموا إلى رجل من أهل الكتاب كما قال المفسرون.
الدستور الذي يجعل التشريع للبشر من دون الله كما بينا في حلقات كثيرة، هذا الدستور طاغوت تحاكموا إليه وأقسموا عليه ومنعوا من الاستثناء في هذا القسم. لماذا؟ لأنه دستور "توافقي".
قال تعالى:
((وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) ))
لا تنفر أيها المستمع لوجود كلمة (المنافقين)، حاول الاهتداء بالآيات هداك الله وسنعود للكلمة بعد قليل.
ظهرت الدعوة إلى تحكيم الشريعة والنزول في جمعات المطالبة بها وأتى الإعلان من أحزاب "إسلامية": (لن نشارك)، وخذَّلوا الناس عنها. لماذا؟ لأنها تفسد حالة التوافق!
ثم قال تعالى:
((فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) ))
((فكيف إذا أصابتهم مصيبة))...أنتم في مصيبة الآن أيها الإسلاميون، ليس لها من دون الله كاشفة، وهي: ((بما قدمت أيديهم)).
((ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا)): قال ابن كثير: (أي: يعتذرون إليك ويحلفون: ما أردنا بذهابنا إلى غيرك، وتحاكمنا إلى عداك إلا الإحسان والتوفيق، أي: المداراة والمصانعة، لا اعتقادا منا صحة تلك الحكومة).
إذن كانوا يقولون: نحن نريد الإحسان، أي مصلحة المسلمين، حقن الدماء والتوفيق بين الأطياف كلها وعدم إحداث شرخ في أبناء المجتمع الواحد...(إحسانا وتوفيقا)...ونداري أهل الكتاب الذين نحتكم إليهم، وإلا فنحن لا نعتقد صحة حكمهم ولا أفضليته على حكم الله ورسوله).
هل نحن بتحذيرنا من التوافق على حساب الشريعة ندعو إلى ظلم غير المسلمين؟ أبدا. النبي صلى الله عليه وسلم اتفق مع غير المسلمين بالمدينة على وثيقة المدينة المعروفة وأعطاهم حقوقهم، لكن كل هذا تحت مظلة الشريعة: (وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله).
بل نقول إخواني: مفاصلة الناس على أساس العقيدة هي التي تؤدي إلى التوافق الحقيقي!
في سورة الممتحنة قال الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق)) إلى أن قال: ((ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل (1) إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون (2) )). ثم قال الله تعالى:
((عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم (7) ))
تصور! بمنطق البشر القاصر: علينا أن نلقي بالمودة لأعداء الله حتى نحافظ على التوافق ونتقي شرهم.
بينما سنة الله تقول: إذا استجبنا لربنا وعاديناهم في الله والتمسنا رضا الله مهما سخط الناس علينا فالله سيجعل بيننا وبينهم مودة بأن يدخلوا في دين الله أفواجا عندما يروننا أعزة متمسكين بديننا.
العقل البشري بدون وحي الله تعالى لا يصل إلى هذه النتيجة. ولهذا: ((والله يعلم وأنتم لا تعلمون)).
عاشقة السماء- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
- عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
رد: فكرة التوافق التي أضرت بالإسلاميين كثيراً: دروس من أحداث مصر
بارك الله فيكم .. وجزاكم الله خيرا
هذا المقطع من أهم ما يحل الاشكالية في مصر الآن .. ولو تم نشره على نطاق واسع وخصوصا بين المهتمين والشيوخ لكان أكثر فائدة ووقعاً وحجة .. والله الموفق
هذا المقطع من أهم ما يحل الاشكالية في مصر الآن .. ولو تم نشره على نطاق واسع وخصوصا بين المهتمين والشيوخ لكان أكثر فائدة ووقعاً وحجة .. والله الموفق
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: فكرة التوافق التي أضرت بالإسلاميين كثيراً: دروس من أحداث مصر
أكرمك الله أخي جعبة الأسهم، وشكراً لطيب مرورك
متابعي الدكتور إياد ولله الحمد عددهم لا بأس به، ونسأل الله أن تصل نصائح الخير لكل المسلمين وأن تفتح آذانهم وقلوبهم لها.
متابعي الدكتور إياد ولله الحمد عددهم لا بأس به، ونسأل الله أن تصل نصائح الخير لكل المسلمين وأن تفتح آذانهم وقلوبهم لها.
عاشقة السماء- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
- عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
مواضيع مماثلة
» خطير.. حقيقة أحداث باريس التي لم تكن تعلم
» أريد أن أعرف أي شيء عن التوافق الروحي بين شخصين
» تقرير: دروس معركة " يبرود " القاسية
» الغرب يغدق في تلقيننا دروس في حقوق الطفل لكن ؟؟؟
» مجلس النواب الايراني يعتدون بالضرب على العضو علي مطهري لطرحه فكرة إقامةمسجد للسنة في طهران !
» أريد أن أعرف أي شيء عن التوافق الروحي بين شخصين
» تقرير: دروس معركة " يبرود " القاسية
» الغرب يغدق في تلقيننا دروس في حقوق الطفل لكن ؟؟؟
» مجلس النواب الايراني يعتدون بالضرب على العضو علي مطهري لطرحه فكرة إقامةمسجد للسنة في طهران !
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى