الدولة التي رأيت شهادتي للخلافه الموعودة
3 مشترك
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
الدولة التي رأيت شهادتي للخلافه الموعودة
شهادة المجاهد المهاجر أحمد ساهر
من أهم ما كتب ووثق عن حقيقة تنظيم دولة البغدادي وصراعها مع الفصائل الشامية
الدولة التي رأيت
شهادتي للخلافه الموعودة
المقدمة
1) بعد إلحاح عشرات الإخوة وبعد استخارة واستشارة وشعوراً بالمسئولية تجاه شلالات الدماء التي لازالت تجري بأرض المسلمين عموماً وأرض الشام والعراق خصوصاً قررت كتابة مذكرات جديدة أسجل فيها شهادتي على هذه الحقبة الخطرة من تاريخ الجهاد الإسلامي مسلطاً الضوء على تجربة الدولة التي رأيتها بنفسي وسمعت شهودها من الطرفين.
2) أطمع أن تضيف هذه المذكرات لرصيد الجهاد الإسلامي شيئاً يجنبه الوقوع في أخطاء التجربة السورية خصوصاً والتجربة الجهادية عموماً .. سأسجل الحدث وأسجل ردود الأفعال على ذات الحدث حتى أساعد المفتين والشرعيين بالتجارب الجهادية القادمة أن يتصوروا ما يترتب على فتواهم فالقاعدة الشرعية تقول العبرة بالمآلات ..
3) والأحداث التي سنذكرها لا يقصد من سردها مجرد الحكاية بل نهدف لتحليل تجربة الدولة .. وأكثر من ذلك أني سأهدي متابعي هذه السلسلة هدية نادرة حيث سأعرض موقف الدولة في بعض الأحداث وأقارنه بمواقف فصائل أخرى (كأنك تقرأ كتاباً في الفقه المقارن) وذلك كي نتعرف على النتيجة التي جناها كل مسار من هذه المسارات .. وهدفي من كل ذلك كما أسلفت إثراء التجربة الجهادية وتنعيم السبيل للسالكين من بعدنا ..
4) ليست المشكلة في عشرات الأوهام والمعلومات المبتورة والإشاعات التي يرددها آلاف الإخوة حول هذه التجربة (المعارضون والمؤيدون) المشكلة في سطحية تناول الأحداث وعدم الغوص في الدوافع والعقائد التي بناء عليها فعل الفاعل فعله .. هذه المذكرات كتبت بعد فترة طويلة جداً من رفضي الإدلاء بأي كلمة حول الدولة رغم إلحاح كثير من الإخوة فالإجابة على السؤال الشهير (ما رأيك بالدولة؟) لا يمكن تلخيصه في كلمات أو حتى مقال فالأمر أعقد من ذلك بكثير .. الأمر لا يتلخص في (هل) قتلت الدولة فلاناً أم لا ؟ هذا السؤال مهم ولكن الأهم : لماذا قتلته ؟ هل لأنها تراه مرتداً ؟ أم لأنه مفسد ؟ أم أن الدولة لم تقتله أصلاً وإنما قتله أحد أفراد الدولة؟ وهل هذا القاتل قتل المقتول بناء على أفكاره الشخصية أم بناء على عقائد رسختها الدولة في ضميره ؟ فرق كبير بين كل إجابة من هذه الإجابات .. وأنا أزعم أن هذه الجزئيات غير واضحة لأغلب من يحللون ويكتبون من الطرفين ..
5) هذه المذكرات كتبت بعدل وإنصاف وحيادية تامة .. وأعاهد القارئ ألا تؤثر قناعتي على سردي الأمين للأحداث وسرد شهادات الشهود .. سأبذل وسعي في كتابة كل ما للدولة وما عليها ولكني سأكتب رأيي في بعض المنعطفات وسأوضح في كل مرة أن هذا رأيي وتحليلي الخاص حتى يفرق القارئ بين رأيي وبين أحداث التاريخ ..
6) وقد بذلت وسعي في التواصل مع شهود عيان وقادة لا أحصي عددهم (من الدولة ومن خصومها) كي أوثق شهادتهم وحرصت أن أتثبت قدر استطاعتي حتى كنت أبحث للقصة الواحدة عن أكثر من طريق وأحسبني أجريت شيئاً من قواعد الجرح والتعديل في مذكراتي هذه .. ولإن طعن المحدثون في بعض أحاديث البخاري فلا يخلو الأمر أن أكون قد كذبت ساهياً أو ناقلاً فنبهوني مأجورين ..
7) هذه الشهادة على التاريخ مختلفة فعادة يكتب الشهود شهادتهم بعد الأحداث ولكني أكتبها من قلب الحدث حتى أشرك القارئ (المنصف) الذي سيثريها فلا شك أن بعضكم رأى ما لم أره وشهد ما لم أشهده فلينبهني (بلطف) حتى أدون شهادته بعد أن أستوثق منها .. وهذا هو الجديد في هذه المذكرات فهذه المذكرات ستصبح بالتدريج مذكرات تشاركية نكتبها سوياً لذلك أقول تهمني مشاركتكم حتى أوثقها بعد أن أستوثق منها وأسأل عنها باقي الشهود قبل رحيل هذا الجيل وموت الحقيقة بموته .. هذه التشاركية تجعلني مستبشراً بأن هذه المذكرات ستكون الأوثق على الإطلاق في تاريخ التوثيق فقد كتبتها أكثر من عين وأشرف عليها رجل محايد مثلي لم ولن ينتسب لأي فصيل ..
8) بعد أن رأيت كتابات أكثر مؤيدي الدولة وتكاثرهم في الفترة الأخيرة وتأييدهم الأعمى وبعد أن قرأت هجوم المهاجمين أيقنت أن:
أ - لقطات مصيرية كثيرة في الأحداث تم حذفها فأردت أن أعرض تلك اللقطات التي فاتت المتابعين عن بعد ..
ب - وأيقنت أننا محاصرون بمحللين إسلاميين وعلماء بل وبمجاهدين لا يحق لهم الحديث في هذه المسألة وهم نوعان :
الأول: نوع تركيبته النفسية مدنية غير عسكرية ليس لديه جرأة المواجهة ولم تخالط معاني الإثخان في العدو تكوينه الدماغي فتجده دائم الميل للحلول الآمنة ويفضل الوقوف في المنطقة الدافئة ولسنا بحاجة أن نبين أن هذا الصنف سيقف موقفاً متحفزاً من أغلب مواقف الدولة وكلما سالت دماء سيسارع قائلاً: أرأيتم؟ ألم نحذركم؟ وهذا المسكين يصعب أن تفهمه أن الدماء والمواجهة وأحياناً المخاطرة هي جزء من الطريق.
الثاني: عكس الأول تماماً فقد خالط التمكين والإثخان فكره حتى دهس الضوابط الشرعية وزين له شرعيون جهلاء تكفير أكثر مخالفيه فصار قتلهم مبرراً بكلمة (مرتد) التي تهتز لها السماوات والأرض وللأسف فإن شباب الدولة بل وشرعييها غارقون في هذا الداء - كما سنبين - وقد أوقعهم هذا الغلو والتسرع في التكفير في استحلال دماء معصومة وسرقة أموال بعض الكتائب الإسلامية مؤمنين بأنها غنائم تغتنم من مرتدين ..
9) التعاطف مع تمدد الدولة .. التعاطف مع قصف التحالف الغربي للدولة .. التعاطف مع فكرة الخلافة التي تبنتها الدولة .. الانبهار بفيلم لهيب الحرب .. الانبهار بالأقوى .. كلها أشياء أثرت على موقف قطاع كبير من التيار الإسلامي ولكن الشرع لا يعترف بكل هذا عندما يضع تنظيمياً في الميزان ويجري عليه القواعد الشرعية
10) وفي المقابل فإن أكاذيب وإشاعات كثيرة ألصقت بتجربة الدولة سنأتي بإنصاف على شئ منها إن شاء الله (ولا يجرمنكم)..
11) سيلمس القارئ في هذه المذكرات رقياً وأدباً في العبارة وهدوءاً في الطرح وبعداً عن الاستفزاز فمثلاً لن تجدني أصف الدولة ب (داعش) ولا (الخوارج) ولكن في مقابل ذلك أحذر القارئ من أن يؤثر هدوئي في الطرح على تصوره لعظم الجرائم التي سنمر عليها ..
12) مجرد كتابة هذه المذكرات هو خطر كبير على حياتي بدون مبالغة وقد اغتيل في هذه البلاد من هو أفضل مني أعزلاً ولكن (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ) سأكتب ما أدين به لله تحت هذا القصف وأنا أقرب للمغرم مني للمغنم وأعلم قبل أن أسطر سواداً في بياض أن (الشيخ أحمد) عند البعض سيتحول إلى (....) ضع كل ألوان السباب ، ولكن لا بأس فقد نال هذا الشرف من هم خير مني (ما تقولون في عبد الله بن سلام؟ قالوا: سيدنا وابن سيدنا فلما أسلم قالوا: شرنا وابن شرنا) وقد اعتدنا أن نتجاوز المتشنجين وبعض الإخوة الذين يريدون أن يسمعوا أغنية واحدة في رؤوسهم فإن غنيتها كنت المليح الفصيح وإن غنيت أفضل منها فأنت الغبيّ القبيح .. ولكن لا تهاون في التعليقات فسأحذف كل طعن شخصي وكل بذاءة حتى لا أعين الشيطان على نفسي فأبغي لا سمح الله فالقلم يتأثر بمزاج صاحبه نسأل الله أن يعيننا على حظوظ أنفسنا ..
13) اقتناعي بكتابة شهادتي زاد تدريجياً ولكن بلغ ذروته في لحظة فارقة في تاريخ الجهاد السوري (التدخل العسكري للتحالف الغربي) فقد أدركت منذ اللحظة الأولى أن أبرياء سيهلكون وأن دفة التعاطف ستتحول (وقد كان) وأن مرحلة تاريخية جديدة دخلت على الخط فجأة دون أن نوثق سابقتها بعناية والأخطر: أن من يحلل مواقف (اليوم) يحللها بمعزل عن (الأمس) وما فيه من جذور فكرية أثمرت وأينعت اليوم وما زال ينتظرها (غد) ..
14) أما أكثر ما دفعني لكتابة هذه المذكرات فهو أنني أرى في الأفق فرصة عظيمة - سأذكرها قبيل النهاية - ولو اغتنمها الطرفان فإني أطمع أن تصلي كتائب المسلمين في بيت المقدس خلال وقت قليل وبعدها ستنهار أسوار السحر التي حجبت نور الحقيقة عن عيون المسلمين عقوداً طويلة (بإذن الله).
تقرأ في هذه السلسلة:
1. هل هذا هو الوقت المناسب لعرض هذه الشهادة والدولة تحت القصف؟
2. لماذا اختارت باقي الكتائب طريقاً آخر غير طريق الدولة؟
3. لماذا لم تطبق الفصائل الإسلامية الشريعة حتى الآن ولم يعلنوا الخلافة؟
4. ماذا حدث عندما استعجلت الدولة ؟ أحداث "مسكنة" نموذجاً.
5. التركيبة الدماغية والنفسية لأخ الدولة : (باقية وتتمدد).
6. لا تتعب نفسك بالبحث عمن بدأ بالقتل وركز فيما وراء الجريمة من عقيدة ودوافع؟
7. صلب الخلل : الفهم المغلوط عند الدولة لعقيدة الولاء والبراء (بيان الدولة حول الجبهة الإسلامية نموذجاً).
8. نحن لا نكفر المسلمين (معركة رجل القش).
9. أكاذيب حول الدولة.
10. مغالطات شرعية حول الدولة (الدولة محقة في هذه المسائل).
11. السؤال الذي لا فائدة منه : هل الدولة خوارج؟
12. هل الدولة مخترقة؟ تحليل للجملة المسكنة الشهيرة: كلنا مخترقون (الجاسوس المغربي نموذجاً).
13. هل تمدد الدولة تمدد فقاعي ؟ (معارك خسرتها الدولة).
14. كيف يصنعون الأوهام كي يسحبون باقي الفصائل للحرب ضد التحالف الصهيو أمريكي (الآن):
• وهم 1: التحالف الغربي أتى للقضاء على التيار الإسلامي (الآن)؟
• وهم 2: لن يتركوكم إلى أن تقضوا على بشار .. وتحليل أكذوبة (ليس لديكم رفاهية اختيار وقت المعركة).
• وهم 3: بشار والنظام العالمي وجهان لعملة واحدة والهلال الشيعي حليف للنظام العالمي (هكذا بهذا الإطلاق).
• وهم 4: الحرب لا تنتهي من الجو (هكذا بهذا الإطلاق).
• وهم 5: أرغمنا أنوف الأمريكان بالعراق وأفغانستان (هكذا بهذا الإطلاق)؟
• وهم 6: الإرهاب الفكري في ادعاء أن الفصائل التي رفضت محاربة التحالف مخذلة منبطحة؟
• وهم 7: الموقف الحقيقي للحاضنة الشعبية من ضرب التحالف للدولة؟
• وهم 8: سياستكم هي نفس سياسة حزب النور بمصر .. ما الفرق؟
15. البدائل والمسارات الأخرى التي لم تسلكها الدولة (تخيل معي لو فعلت الدولة ...)
16. هل تتمنى هزيمة الدولة أمام التحالف؟
17.شهادتي على 5 منعطفات فاصلة في تاريخ الدولة (تحليل لما وراء الحدث):
• اغتيال أبو خالد الشامي.
• مقتل أبو المقدام صائد الدبابات.
• أحداث الأتارب (تكرار نفس الغلطة).
• تأسيس الجبهة الإسلامية.
• ميثاق الشرف (التطور الفكري الذي حدث للشرعيين بأرض الشام) .
18.لماذا لا أقاتل الدولة وهل أرضى أن أعيش تحت حكمها؟
19. هل حقاً كانت أخطاء فردية؟
20. هل للدولة خلايا نائمة تنفذ اغتيالات؟
21. الخلافة بين الحقيقة الشرعية وأوهام الدولة.
22. تحسن أوضاع الجهاد ضد النظام بعد انشغال الدولة بضربات التحالف.
23. فوائد ظهور الدولة.
24. المخاطر الخفية لمشروع الدولة في المرحلة القادمة.
25. المتعاطفون مع الدولة على الإنترنت.
26. هل الخلاف مع الدولة خلاف سائغ؟
27. هل الخلاف مع الدولة سينتهي؟ وهل تجدي مبادرات التهدئة؟
28. فرص الدولة في البقاء والاستمرار في التمدد .. (رؤية مستقبلية).
مسعر حرب- ضيف كريم
- عدد المساهمات : 535
تاريخ التسجيل : 24/09/2015
رد: الدولة التي رأيت شهادتي للخلافه الموعودة
الجزء الأول
قبل البدء أنبه على أمرين هامين:
أ - ينبغي على القارئ أن يفهم جيداً أن الهدف الأكبر من هذه المذكرات ليس تقييم الدولة بل إثراء التاريخ الجهادي والوقوف على الدروس والعبر المستفادة من التجربة السورية عموماً وتجربة الدولة خصوصاً حتى تنتفع بها أجيال جديدة.
ب - قراءة المقدمة
1- منذ البداية ..
------------------
التحقت بالثورة السورية مبكراً – منذ سنتين - على يد أخي وحبيبي المجاهد الداعية الخلوق الشهيد - نحسبه - أبو معاذ همام رحمه الله وكان جلّ عمله مع حركة أحرار الشام.. وبما أني ضيف على همام فقد وجدت نفسي محاطاً بالأحرار - جزاهم الله خيراً - وبعد 40 يوماً قدمت فيها بعض خدماتي للأحرار قررت الاستقلال التام وعدم الانتماء لأي فصيل .. قررت أن أظل صديقاً وفياً للجميع ولازال هذا حالي للآن ..
وبمناسبة ذكر أحرار الشام فهذه شهادتي عليهم:
دخلت مقراتهم وشاركت في أكثر من معركة معهم ضد النظام ولثقتهم بي (رغم أني لا أنتمي لهم أكرر) رأيت مقراتهم من الداخل وما رأيته يسمح لي أن أقول أنهم : من خير الناس .. أهل رباط وبأس .. آخر من يبدأ بالشر وأكثر من مد يده بالسلام .. لهم منزلة ومحبة بين الناس .. عشرات المشروعات الخدمية والدعوية .. يهتمون بالعلم الشرعي حتى كانوا يُحسدون على اكتظاظ مكتبهم الشرعي الذي خسر 4 من أبرز الشرعيين بالشام في واقعة مقتل قادة الأحرار الشهيرة (لازلت أؤكد أن سبب مقتلهم غير معلوم وراجع http://goo.gl/ZsNuVd) ..
أما في الجبهات فهم من أكثر الفصائل خوضاً للمعارك وتقديماً للشهداء .. ومما أستحسن ذكره هنا أني رأيت غير واحد من شرعيي الأحرار يعلم شبابهم الكفر بالديموقراطية ويحذر من الانخراط في المسالك السياسية الانبطاحية ويؤكد على أهمية الشريعة وعقيدة الولاء والبراء .. ولا أعلم تزكية لهم أكبر من انضمام أبي خالد السوري لصفوفهم .. أبو خالد (رحمه الله) ربيب الجهاد ورفيق ابن لادن وبقية جيل الصفوة .. هؤلاء الأحرار عند الدولة (مرتدون) كما سنبين !!
ملحوظة: رغم كل احترامي للأحرار إلا أني لا أتفق معهم اتفاق تطابق وينبغي أن يوثق التاريخ أمراً هاماً هو : حدوث تغير فكري رهيب لأغلب شرعيي الأحرار وقادتها في الفترة الأخيرة وتحديداً قبل أشهر قليلة من حادثة استشهاد القادة رحمهم الله .. ولا زلت أبحث هذا التطور الذي حدث لهم بعناية للحكم عليه إيجاباً أو سلباً ولكن بوجه عام أستطيع أن أقول بل أجزم أن ثورة فكرية كبيرة حدثت (لعدد كبير) من قادة الأحرار وشرعييها على أفكار التيار الجهادي ورسالة أبو أيمن الحموي (نحو منهج رشيد) خير دليل على ذلك .. ثورة تنقيح لمناهج المدارس السلفية والجهادية تبدأ من المدرسة السلفية النجدية وتنتهي بتجربة الدولة مروراً بفكر القاعدة ..
2 - ما بعد أول 40 يوم ..
----------------------
بعد هذه الفترة التي قضيتها ضيفاً على الأحرار قررت أن أنطلق لأشاهد وأخدم الجهاد مع فصائل أخرى ومن زوايا أخرى .. وبسبب السمعة الطيبة وحرصي على خدمة تلك الكيانات التي استضافتني تكرر نفس المشهد مع عدة كتائب إسلامية ومعسكرات تدريب ومدارس ومعاهد شرعية ففتح الجميع لي صدورهم وكنت أخدم الجميع أخوةً ومحبةً دون انتماء ..
أثناء دورتي هذه لاحظت أن الإخوة متباينون جداً في أفكارهم ولكن كان هناك نوع من الشباب له لهجة لا يخطئها عارف بالتيار الإسلامي .. لهجة ذات نبرة تكفيرية عالية .. تتكرر على ألسنتهم كلمة (مرتد) أكثر من غيرهم .. كنت أتجنب هؤلاء الإخوة ولا تستهويني حواراتهم فقد شبعت منها منذ أكثر من 15 سنة وقرأت أغلب أدبيات التيار الجهادي والحركي الإخواني والمنهجي السلفي وأصبح لا يستهويني إعادة المعاد وتكرار المكرر فكان تركيزي منصباً على الجهاد ضد النظام والدعوة والتربية والتطوير الإداري ..
وبالمناسبة : بعد تأسيس الدولة بقرابة سنة كنت كلما سألت على أحد أصحاب هذه النبرة العالية كان يأتيني الخبر أنه التحق بالدولة ..
3 - مفترق طرق تاريخي:
------------------------
بدأت مشاكل الدولة مع الكتائب الأخرى عقب الانفصال الشهير بين الدولة والنصرة (4 – 2013) أي حتى قبل زمن طويل من إعلانها الخلافة (6 - 2014) وعندما حدث هذا الانفصال ظهر جلياً أننا أمام مسارين في المناطق المحررة:
المسار الأول : يمكن تسميته ب(التطهير الداخلي الفوري) وهذا المسار اختارته الدولة ويقتضي القضاء العاجل على العملاء والجواسيس وبذور الصحوات والمفسدين المنتشرين بيننا والحق أن أغلب من اتهمتهم الدولة بهذه التهم (في البداية) كان ينطبق عليهم هذا الوصف ووضعت كلمة (في البداية) بين قوسين لأنها توسعت بعد ذلك في إلصاق هذه الأوصاف توسعاً عجيباً هيج الجميع ضدها ..
المسار الثاني : وهو مسار جميع المجموعات الأخرى تقريباً ويرى : أن التطهير الداخلي له فاتورة باهظة فالمفسدون كُثر وكذلك بذور الصحوات ورافضو الشريعة واستعداء هؤلاء الآن يفتح علينا جبهة مرهقة إضافة لأن أغلب هؤلاء لهم شوكات وعُصب سواء:
• عصب عشائرية ولاؤها للقبيلة والمساس بأحد أبنائها ربما أقام القبيلة كلها.
• أو عصابات مفسدة سارقة مسلحة تلبس لباس المجاهدين وتظهر بصورة الكتائب الثورية.
• أو شوكات وعُصب ثورية حقيقية مدعومة ومسلحةً غربياً ويجري إعدادها لاستلام البلاد بعد سقوط النظام وإقصاء المشروع الإسلامي وتأسيس دولة ليبرالية.
لكني أشهد أيضاً أن أصحاب المسار الثاني قاموا بمواجهة بعض المفسدين والمندسين ولكن كان هذا في حدود ضيقة ..
هنا أتت واحدة من اللحظات الفارقة .. لحظة تحول كبيرة في تاريخ الثورة السورية ومفترق طرق أدى لانفجار عدة أحداث .. فالدولة اختارت التخلص الفوري من (العدو القريب) بينما اختارت باقي الفصائل الفراغ من (العدو البعيد) أولاً فقد أدركوا أن مسار الدولة سيفتح معركة داخلية كبيرة غير معركة النظام وإضافة لمعركة قد بدأت ضد المشروع الكردي ..
ويلحق بهذه النقطة نقطة أخرى شديدة الالتصاق:
هل نبدأ (الآن) بتطبيق الشريعة والحدود أم نتمهل؟
ومرة أخرى رأت الدولة ضرورة استعجال هذه اللحظة بينما رأى الآخرون أن الوقت لم يحن بعد..
وهنا أذكر واقعتين:
• حدثني أحد الأصدقاء وهو قاض بأحد المحاكم الشرعية التي أسستها بعض الفصائل أنه اعتزل القضاء واعتذر عن استكمال العمل بالمحكمة فلما سألته عن السبب قال: نقضي ولا تنفذ أحكامنا (يقصد أنه لا توجد قوة أمنية شرطية حقيقية قادرة على تنفيذ الحكم).
• وأذكر أني كنت بجوار أحد المحاكم الشرعية وإذا صياح وتجمع كبير حول المحكمة عرفت بعدها أن المحكمة قضت بعقاب أحد السارقين فأتى أخوه ومعه قوة مسلحة ليس فقط لأخذ أخيه بل توعد بتصفية القاضي نفسه وأشهر مسدسه في الهواء مهدداً من يقترب منه (أو شيئاً نحو ذلك) ..
وبالتالي فإن المكون الفكري والشرعي لشباب الدولة في جزئية (استقرار وأمن المناطق المحررة) كان يدفعهم تجاه فكرة واحدة هي:
تأسيس دولة مستقلة والانفصال بها والسيطرة عليها ونزع السلاح من جميع التنظيمات بها عدا الحكومة ولا سبيل لاستتباب الأمن إلا بهذا وإلا سيعيش كل مفسد وجاسوس بيننا معتمداً على شوكته ..
أما أصحاب المدرسة الأخرى فكانت رؤيتهم كالتالي: لا داعي أن تنفصل ببقعة من الأرض وتؤسس عليها دولتك وتستعجل عداء رافضي الفكرة .. يمكنك أن تضم قوتك لقوة المحاكم الشرعية واللجان الأمنية بحيث يتفرق دم المجرم بين الفصائل دون اصطدام بالحاضنة الشعبية ونمر بسلام من مرحلة الحرب مع النظام وبعدها ستأتي مرحلة تأسيس الدولة بطريقة طبيعية .. وكان رد الدولة دائماً على هذا الطرح يتلخص في:
إذا لم نفعلها الآن فلن نفعلها أبداً ..
4 - نفسية ما وراء القتل:
----------------------------
عودة إلى الأحداث .. في البداية (أقصد في الفترة التي بين الانفصال الشهير وبين إعلان الخلافة) لاحظت من خلال تتبعي لنبرة وتصرفات شباب الدولة ثقة كبيرة لعل مصدرها:
• شعورهم بأنهم دولة .. دولة لها ماض بالعراق .. و ولي أمر له بيعة .. دولة لها سيطرة على مساحة كبيرة من الأرض يمكن الاحتجاج بها على الاعتراض الشهير الذي يقول : (أنتم فصيل عادي من ضمن الفصائل) ..
• الثقة بأن التيار الإسلامي الآن أصبح يميل لفكرة الأبيض والأسود بدلاً من الألوان الرمادية خاصة بعد فشل التجارب الإسلامية الديموقراطية التوافقية ..
• الاطمئنان لفكرة أن الناس ستفرح بالتخلص من بعض المفسدين المتواجدين بالمناطق المحررة (وفعلاً فرح أناس كثيرون بذلك) ، حكت لي امرأة أن أحد المجرمين بمنطقتها تحرش بها مراراً وهددها بتشويه سمعتها إذا لم تمكنه من نفسها وكان معروفاً بمجاهرته بشرب المخدرات وغيرها من ألوان الفساد إلى أن قتله شباب الدولة وخلصوا الناس من شروره وبارك الناس ذلك ، وكانت هذه المرأة تحكي لي هذا وتدعو لهم ..
أحد العصابات المشهورة بريف حلب (اسمه مشهور جدا) كان له حاجز معروف يأخذ الإتاوات من الناس وكان يحتجز من يحاول مقاومته وربما فتح النار على من لا يقف على حاجزه وحكى لي أحد أصدقائي كيف اعتقله هذا الحاجز مرة وحكى لي عن وسائل التعذيب داخل حاجز هذه العصابة وأيضاً أتت الدولة ونسفت هذا الحاجز وهذه العصابة نسفاً ولا يزال الناس يسيرون بأمان في هذا الطريق حتى كتابة هذه السطور.
• ثقتهم أن التيار الإسلامي سيتعاطف مع فكرة تأسيس دولة إسلامية تجمع شمله وتحميه من ذلك التشرذم ..
• أضف لكل هذا اجتماع الأسباب المادية أيضاً فقد ورثت الدولة من النصرة تركة كبيرة من السلاح والمستودعات ورؤوس الأموال.
كل هذه الأسباب كونت ثقة داخل صناع القرار بالدولة وجعلتهم يستبشرون بنجاح مهمتهم .. وبالفعل بدأت الدولة بنصب حواجز لها في أماكن كثيرة كي تشرف بنفسها على عملية استتباب الأمن والقبض على المفسدين،
وهنا بدأت الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الدولة وحدثت أول واقعة قتل ..
مسعر حرب- ضيف كريم
- عدد المساهمات : 535
تاريخ التسجيل : 24/09/2015
رد: الدولة التي رأيت شهادتي للخلافه الموعودة
يتبع قريبا ان شاء الله
مسعر حرب- ضيف كريم
- عدد المساهمات : 535
تاريخ التسجيل : 24/09/2015
رد: الدولة التي رأيت شهادتي للخلافه الموعودة
ولطالب الحق أن ينظر هنا ليمسك طرف الخيط ويعلم حقيقة ما يدور، وكيف يزن الشهادات
أسئلة المشككين بجهاد دولة الأنصار والمجاهدين
https://t3beer.ahlamontada.com/t14574-topic#140645
أسئلة المشككين بجهاد دولة الأنصار والمجاهدين
https://t3beer.ahlamontada.com/t14574-topic#140645
عاشقة السماء- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
- عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
رد: الدولة التي رأيت شهادتي للخلافه الموعودة
عاشقة السماء كتب:ولطالب الحق أن ينظر هنا ليمسك طرف الخيط ويعلم حقيقة ما يدور، وكيف يزن الشهادات
أسئلة المشككين بجهاد دولة الأنصار والمجاهدين
https://t3beer.ahlamontada.com/t14574-topic#140645
نعم عليهم ان يعلموا حقيقة التنظيم
من شهادات من عاصرهم وانشق عنهم وليس من يشهد وهو خارجي مثلهم او السلاح مصوب نحو راسه
مسعر حرب- ضيف كريم
- عدد المساهمات : 535
تاريخ التسجيل : 24/09/2015
الدولة التي رأيت شهادتي للخلافه الموعودة / الجزء الثاني والثالث
[B]
الجزء الثاني
توضيح:
1. بالجزء الأول http://goo.gl/kKR8uZ استخدمت بعض العبارات التي تدل على أن (الدولة انفصلت عن النصرة) ويبدو أنني لم أوفق في استخدام الألفاظ التي تعبر عن مرادي لذا أعدت صياغة بعض العبارات بجمل أخرى تشير إلى (انفصال الدولة والنصرة) وليس (عن النصرة) والحقيقة أن هذه النقطة لم تكن في بالي أصلاً حين كتبت الجزء الأول ولا يهمنا في هذه المذكرات من انفصل عن من ومن المصيب ومن المخطئ في هذا الاتفصال وإنما عدلنا العبارة لمنع أي التباس وخروجاً من الخلاف وجزا الله الناصحين (المهذبين) خيراً..
2. واستخدمت تركيباً لغوياً آخر قلت فيه (فقد ورثت الدولة من الجبهة تركة كبيرة) وهذا اللفظ (ورث) لا يلزم منه أبداً ما فهمه البعض .. لا يلزم منه أن ما ورثته الدولة ليس من حقها (ولا يقتضي العكس أيضاً) فلفظ (وَرِثَت) ليس مرادفاً ل(نهبت) أو (سرقت) بل يقصد به الكاتب (آلت) أو (صارت) أي : آلت كثير من ممتلكات الجبهة إلى الدولة ومثله قول الله تعالى (إنا نحن نرث الأرض ومن عليها) أي تؤول وتصير إليه (رغم أنه صــــــــاحبها أصلاً) فتأمل ..
ولكي يلمس القارئ الواقع أكثر استحسنت أن أنقل للقراء عموماً وللمتحسسين خصوصاً عبارة سمعتها من مواطن حلبي بسيط:
(نمنا بالليل صحينا لقينا أي شئ مكتوب عليه جبهة نصرة صار مكتوب عليه الدولة)
فأهل الشام عاشوا أول سنتين بالثورة لا بعرفون شيئاً اسمه (الدولة) فلما حصل الانفصال ظهر هذا المصطلح (الدولة) رغم وجوده سابقاً بالعراق .. ومرة أخرى نؤكد عدم اهتمامنا (هنا) بالتعرف على المستحق لهذا الإرث ومن انفصل عن من إلخ.
3. من حق الكاتب أن يذكر رأيه في الأحداث فأنا مثلك أخي القارئ الكريم لي رأي ومن حقي أن أذكره .. حقك علي أن أنقل ما رأيت وسمعت بأمانة ولا يضرني ولا يطعن في شهادتي أن يكون لي رأي في الأحداث .. الكاتب طرف محايد تماماً وليس خصماً للدولة ولا لغيرها ولا طرفاً في أي نزاع ، وحكمي على ما رأيت لا يؤثر في نزاهة نقلي وقد ذكرت كثيراً مما للدولة (حتى قال البعض عني دولجي متخفي) وكذلك رويت كثيرا مما عليها (حتى قال بعض أنصار الدولة: ثعبان ناعم) ..
أما أن يطلب البعض ذكر ما رأينا فقط دون رأي أو تحليل فهذا يمكن أن يطلبه القاضي من الشاهد في المحكمة أو يُطلب من قناة إخبارية في تقرير إخباري أما هنا فأنا أتقمص دور (أبي مصعب السوري) في شهادته على التجربة الجزائرية و (زليم خان يندربي) في شهادته على التجربة الشيشانية و(عزت بيجوفيتش) في شهادته على التجربة البوسنية وغيرهم وكلهم (روى) و (حلل) وقد وضعت لك علامات في الطريق تفرق بها بين ما هو رأيي وبين ما هو تاريخ ..
قبل أن نبدأ بسرد الأحداث ننبه إلى 3 أمور ستريح القارئ بشدة:
1 – لن أرهقك بذكر تفاصيل الفتن ..
لن نذكر تفاصيل النزاع في كل حادثة حتى لا يتوه القارئ .. عندما تقوم الفتنة تختلط الأحداث ويختلط الحابل بالنابل وسط صور قتلى كلا الفريقين لذا سنأخذ من كل واقعة مشهدا واحدا فقط هو (لحظة الاشتعال الأولى) .. فقط سنسلط الضوء على (كيف بدأ الحدث) .. سنتعرف عن قرب على خطأ الدولة المتكرر الذي كان سبب نزع فتيل الفتنة في كل حادثة تقريباً حتى لو كان القتيل الأول من الدولة ..
2 – اطمئن لصدق ما تقرأ .. فسنعتمد شهادة الفصيل على نفسه:
من أكثر الأمور التي ترهق القارئ وتفقده الاطمئنان لما يقرأ هو مصداقية المحتوى .. وقد انتهجت منهجاً سيريح القارئ جداً .. لن أستشهد في أحداث هذه الحلقة بشهادة الخصوم على بعضهم بل سأدين كل طرف من كلامه هو فقط لا من كلام خصمه ، والقاعدة تقول: الاعتراف سيد الأدلة .. سيفاجأ القارئ أن كلام رموز الدولة نفسه فيه إدانة رهيبة لهم وفيه تفسير ظاهر لكل ما حدث.
3 – الأحداث الثلاثة التي سنرويها في هذا الجزء تستطيع أن تسميها أحداث البداية أو ما قبل اشتعال الأحداث ، فلا تصدق أبداً أخي أن أحداً احتك بالدولة في تلك الفترة بل الثابت أنَّ الدولة كانت محل تكريم وترحيب خلال تلك الفترة ، وأكثر من قتلتهم الدولة لاحقاً وكفرتهم هم أنفسهم من استقبلوا شباب الدولة بل وأعطوهم مقرات مجانية للإقامة وأنا أشهد والله - وهذا مشهور - أن أهل الشام أكرموا المجاهدين عامة والمهاجرين خاصة إكراماً لا يوصف حتى كنت أقول (ليتهم يعاملون بعضهم كما يعاملوننا)..
الزوايا الجديدة في مقتل أبي عبيدة البنشي:
--------------------------------------------------
كانت هذه الحادثة من أوائل أحداث احتكاك الدولة بباقي الفصائل وتوثيق هذه الواقعة سهل لسبب بسيط جداً هو أن أغلب تفاصيلها متفق عليه بين الدولة وخصومها وحتى يستريح القارئ نفسياً فسأنقل مقاطعاً من تقرير الدولة نفسها كتبه قاضيها الذي كلفته الدولة بالنظر في القضية:
((ولقد أفادت شهادة المتهمين أن الموقف الذي تم بسببه إطلاق النار على ساق أبي عبيدة كان أنه قد تواجد ضمن مجموعة من أعضاء منظمات إغاثية من جنسيات غير سورية وتحديدًا من جنسيات شرق أسيوية، ولقد كانت الإفادة قد جاءت إلى أعضاء هذه المفرزة الأمنية أنه ثمة أجانب من جنسيات شرق آسيوية يتجولون في مناطق سورية وبصحبتهم سوريون، هذا .... تحركت المفرزة الأمنية ضمن خطة معينة وقاموا بنصب حاجز في طريق المشتبه فيهم وتم إيقافهم على الحاجز بالفعل ثم سؤالهم عن هوياتهم ثم طلبوا منهم اصطحابهم إلى جهة معينة للتحقيق معهم والتأكد من سبب وجودهم على الأراضي السورية، ولقد كان أحمد نينال (أبو عبيدة البنشي) قد أخبرهم عند سؤالهم الأول أنه عضو في حركة أحرار الشام .... تم اعتقال أحمد نينال ومن معه واصطحابهم في سيارة بصحبة اثنين من الأمنيين، ثم إنهم وفي طريقهم إلى مقر التحقيق حدثت ملاسنة كلامية بين أبي عبيدة وبين أحد الأمنيين والذي كان يجلس بجوار السائق، مما أدى أولًا إلى إنزال أبي عبيدة من مكانه في المقعد الخلفي للسيارة ووضعه في حقيبة السيارة الخلفية، ثم بعد ذلك وبعد أن اخترق أبو عبيدة غطاء الحقيبة الخلفية من داخل السيارة وبدء يتكلم من جديد مع مرافقه من أحد أعضاء المنظمة الإغاثية والذي كان معه في السيارة فكان أن رآه صاحب السائق من الأمنيين وتشاجروا من جديد وتم ضربه في هذه اللحظة على رأسه بقبضة المسدس مما أدى إلى سيلان الدم من رأسه، ثم تم إنزاله بعد ذلك من السيارة وهو يقاوم مقاومة شديدة وحاول انتزاع بارودة أحد الأمنيين بالقوة، فكان أن عالجه أحدهم برصاصات في الفخذ الأيسر أدت إلى توقفه عن المقاومة ووقوعه على الأرض)) انتهى .
هذه (مقاطع) من تقرير قاضي الدولة نفسه وتعمدتُ ذكر الشق المتفق عليه دون الدخول في باقي التفاصيل الموجودة في مذكرات الطرفين .. وصحيح أن الدولة أقرت بأن ما حدث خطأ ويبدو أنها اتخذت إجراءات (داخلية) ضد الفاعل (وهذا لم يرض الطرف الآخر الذي طالب باستلام القاتل) إلا أن كل هذا لا ينفي الحقائق التالية (وهنا الزبدة):
أ - الدولة أعطت نفسها الحق في اعتقال من تشتبه بهم وليس فقط من تلبس بتهمة فورية ..
ب - قرأنا أن قاضي الدولة بنفسه أقر وبشهادة الشهود أن عنصر حاجز الدولة الأول علم من أبي عبيدة أنه عضو بأحرار الشام !!! كيف تعتقل عضواً لفصيل جهادي آخر ؟؟ من أعطاك هذا الحق ؟؟ وما المشكلة في أن يدافع عن نفسه بل وأن يقتلك إن أصررت على الذهاب به لمكان يجهله ؟؟
ج - لا يخفى على من قرأ القصة تأثر شباب الحاجز بوسواس الدولة المشهور تجاه كل ما يُظن أنه عميل مندس (تتحسس الدولة كثيراً من الدعم الخارجي والوجوه الأجنبية الإغاثية) وأنا أؤكد أن هذا الفوج لو مر على ألف حاجز غير حاجز الدولة ما كان ليصاب بأي أذى فالدولة فقط هي من تزرع في أبنائها كل هذا التحسس الذي أدى فيما بعد لتكفير كثير من الفصائل بدعوى موالاة الكافرين ..
د – لو حدثت هذه الواقعة بأراضي الدولة الآن "أي بعد إعلانهم الخلافة" لكنت تفهمت الأمر فهي دولة ولها ان تحطاط وتفرض نفوذها لكن الحدث وقع يوم كانت فصيلاً عادياً .. وكذلك أغلب الأحداث التي سنذكرها بعد قليل (تنبه لهذا) ..
وبغض النظر عن حكم المحكمة (المشتركة) النهائي .. نؤكد أن الأيام مرت وطويت الحادثة من حيث اتخاذ مواقف ضد الدولة وتغاضت الفصائل الأخرى وتعامل الناس مع الدولة بصورة طبيعية وهذا شاهد يستأنس به على بطلان ما ادعته الدولة من أن أحداً بدأها بالعدوان (إلا نادراً) فقد كانت فصيلاً عادياً من ضمن عشرات الفصائل وغفرت زلتها هذه رغم عظمها ولكن التوجس بدأ يزحف في القلوب من هذا الفصيل الجديد.
وهذا تقرير الدولة بالواقعة: http://www.dawaalhaq.com/?p=8114
وهذا تقرير الأحرار بالواقعة: http://ahraralsham.net/?p=2941
مقتل الأخ محمد فارس على يد بعض شباب الدولة:
--------------------------------------------------------
لم تمر الأيام حتى وقعت واقعة الأخ محمد فارس رحمه الله ، وللمرة الثانية قتل بعض شباب الدولة شخصاً آخر من الأحرار وكنت حينها في مدينة حلب بجوار المشفى الذي وقعت فيه الواقعة تماماً ..
ومرة أخرى وجدت نفسي أمام واقعة سهلة في توثيقها ولا تشابك فيها ولا اختلاف في سردها بين الفصيل المعتدي والفصيل المعتدى عليه وهي موثقة بهذا الفيديو الشهير الأليم: http://goo.gl/ItwdQj
محمد فارس رحمه الله كان مصاباً وفي غيبوبة بالمستشفى .. بلغ بعض شباب الدولة بالخطأ أن المصاب عدو شيعي فذبحوه وقطعوا رأسه وألقوا خطبتهم الشهيرة ممسكين برأسه في أحد شوارع حلب .. ثم تبين لهم أنه من خيرة جنود الأحرار ..
هكذا القصة بكل بساطة وبدون دخول في تفاصيل فهذا القدر الواضح محل اتفاق بين الدولة والأحرار والشهود وسأتجاوز بعض التفاصيل التي لا تخدم الشاهد من القصة ..
تأملاتي:
• على فرض أن محمد فارس رحمه الله كان شيعياً فعلاً ؛ من أعطاك الحق أن تذبح مصاباً دون استئذان المستشفى ؟ كيف ذبحته بهذا القدر القليل جداً من المعلومات ودون سؤال المستشفى بعناية عن بياناته الشخصية التي بسهولة جداً كانت ستقودك للحقيقة؟
• كيف لم تسأل عن الفصيل الذي أسره حتى تستأذنه في ذبحه؟ (على فرض أنه أسير)
(هذا الشعور بالانفراد والاستقواء لفت الأنظار أكثر من بشاعة الحدث)
وعلى الطرف الآخر ليس من الإنصاف أن يقال: (الدولة قتلت محمد فارس وأبو عبيدة) لأن التصرف فردي فعلاً .. وصحيح أن الدولة اعترفت بهذا الخطأ الجسيم مرة أخرى (وقالت) أنها عاقبت المخطئين ولكني أتحدث عن أمر آخر هنا:
أتحدث عن الدوافع النفسية والتأصيلات الشرعية التي تؤصلها الدولة في أنفس أبنائها والتكوين الدماغي الهجومي الذي ستلحظه في أحداث مسكنة وغيرها .. كل هذا الحشد الفكري والتحذير المبالغ فيه من الصحوات والداعمين الأجانب والمنظمات الخارجية التي لا ننكر خبث أهداف (بعضها) كل ذلك كان سببا في هذا التحفز والاندفاع (الفردي) الذي أصله (منهجي) كما سنبين بالأجزاء القادمة ..
المفاجأة أن باقي الفصائل بما فيهم الأحرار لم يتخذوا أي موقف عنيف ضد الدولة حتى بعد هذه الواقعة وظلت الدولة بحواجزها ومقراتها آمنة حتى بعد وقت طويل من الحادثتين السابقتين ..
وللتاريخ ولبناء الوعي (لا تبريراً للدولة ولا استهانة بالدماء) نقول: ليس هناك جهاد بدون أخطاء ، ولا يوجد جهاد وردي وبمجرد أن يكون لك حاجز أمني فقد بدأت مواجهتك للجماهير وستصيب وتخطئ ، والخطأ هنا ربما تسبب في إراقة دماء وإزهاق أرواح معصومة ولكن انتبه جيداً لما تزرعه في عقول عناصرك .. انتبه عندما تحدد لهم العدو والصديق (وبالتالي سنجد أنفسنا – في الأجزاء القادمة - مضطرين للحديث عن الولاء والبراء الذي أعتبره زبدة أخطاء الدولة)
أحداث مدينة (مسكنة) رؤية جديدة:
----------------------------------------
لازال الخط الزمني للثورة كما هو:
- الجميع منشغل بمحاربة النظام على الجبهات ..
- الدولة فصيل عادي ضمن الفصائل لكن بدأ البعض ينتبه لخطره ..
- الأمن الداخلي حينها في مرحلة الفراغ المشهورة التي تتخلل الثورات حيث لا حكومة ولا مؤسسات ولا ولي أمر ..
ووقتها نبه أكثر الإخوة الكبار على أن أي محاولة من أي فصيل للتطهير الداخلي الآن سيراها أصحاب الشوكات الأخرى اعتداء عليهم وستسمع الجملة الشهيرة:
من أنت حتى تفعل كذا؟ من أعطاك حق الاعتقال وحق الحساب؟ لذلك كانت تحرص باقي الفصائل على دعم وتقوية المحاكم الشرعية حتى تستمد قوتها من اجتماع الناس عليها وكانت الأمور في تحسن ولكن أصرت الدولة أن تغرد خارج السرب مرة أخرى فكانت أحداث مدينة صغيرة إسمها مسكنة ..
وكعادتنا في هذه المذكرات لن ننظر لما بعد أول نقطة دم بل سننظر لسبب اشتعال الفتيل .. وعادة لا يكون القتل هو سبب اشتعال الأحداث بل يكون القتل ناتج عن شئ قبله ..
البحث عن هذا الشئ هو أصعب ما في التوثيق وكما اتفقنا سنستخدم أسهل الطرق وأقصرها (شهادة الجاني نفسه) .. سأقتطع نصوصاً تفي بالغرض من أهم شهادة للدولة على هذه الأحداث .. الشهادة التي انتشرت بشكل كبير لأحد قيادات الدولة (أبو دجانة الكويتي) وهو شاهد عيان أصيل وشهادته تلك من أوفي الشهادات عندهم على هذه الواقعة ..
قال أبو دجانة:
((ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺑﻴﻦ ﻭﺃﻭﺿﺢ اﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﺴﻜﻨﺔ اﺑﺘﺪاءاً ﻗﺒﻞ اﻟﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺔ .. ﻟﻴﻌﺮﻑ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﻴﻒ ﻗﺎﻣﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﺸﺮاﺭﺓ ﻭﻫﺬﻩ اﻟﻨﻌﺮاﺕ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭاﻟﺤﻤﻴﺔ اﻟﻤﻘﻴﺘﺔ ، ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﻣﺴﻜﻨﺔ ﻭجد اﻷﺧﻮﺓ اﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻓﻲ مقرات اﻟﻨﻈﺎﻡ ﻗﻮاﺋﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻟﻠﺠﺎﻥ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭاﺕ اﻷﺳﺪ ﻭﻫﺬﻩ اﻟﻠﺠﺎﻥ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺴﺘﻠﻤﺔ ﺳﻼﺡ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺭﺋﻴﺲ ، ﻣﻬﻤﺔ ﻫﺬﻩ اﻟلجاﻥ اﻟﺘﺤﺮﻙ ﻭﺿﺮﺏ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ (اﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ) ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺇﺫا ﺗﻄﻠﺐ اﻷﻣﺮ ﺫﻟﻚ ، ﺃﻱ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺧﻼﻳﺎ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ اﻷﺳﺪﻱ ..
وكان أبو جابر قد قام ﺑﺎﺳﺘﺪﻋﺎﺋﻬﻢ وﺳﺤﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﻞ اﻟﺴﻼﺡ اﻟﺬﻱ ﺗﺴﻠﻤﻮﻩ ﻣﻦ اﻟﻨظام ﻭﺃﺻﺪﺭ ﺑﻬﻢ ﻋﻔﻮ ﻋﺎﻡ ﻭﺃﻣّﻨﻬﻢ ﺑﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺳُﻠّﻢ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻤﺤﻠﻲ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﺴﻜﻨﺔ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺮﺏ .. ﺑﺪﺃﻧﺎ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻭﻣﻨﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ ﺑﺠﻤﻊ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻋﻤﻞ ﺩﺭاﺳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻭﻋﻦ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺑﺤﺚ ﻭﺗﺤﺮﻱ ﻋﻦ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﻢ وﺗﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ أن ﺑﻌﺾ هذه اﻷﺳﻤﺎء ﻻ ﺧﻼﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﺜﺎﺭ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺑﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺛﺒﺘﺖ ﻋﻤﺎﻟﺘﻪ ﻭﺭﺩﺗﻪ ﻣﻊ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻨﺼﻴﺮﻱ ، ﻓﺒﺪﺃﻧﺎ ﺑﺤﻤﻠﺔ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻼء ﻭاﻟﻤﺨﺒﺮﻳﻦ اﻟﻤﺘﻮاﺟﺪﻳﻦ .. ﻭﺃﻳﻀﺎً ﺣﻤﻠﺔ ﻭﺿﻊ ﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮاﻝ اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ اﻟﺸﺒﻴﺤﺔ ﻭاﻟﻤﺆﻳﺪﻳﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﺭﺽ اﻟﺸﺎﻡ ، ﺑﺪﺃﻧﺎ باﻟﺨﺒﻴﺚ اﻟﻤﺠﺮﻡ اﻟﻌﻤﻴﻞ (ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻌﻠﻮﻛﺔ) ﻫﺬا ﺃﺣﺪ ﺃﺟﻨﺎﺩ اﻟﻨﺼﻴﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻭﻣﻘﺮﺏ ﻟﻠﻤﻔﺎﺭﺯ اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ اﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ اﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺃﺧﺬ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﺎ ﺟﻬﺪ ﻭﻭﻗﺖ ﻭﻓﻘﻨﺎ اﻟﻠﻪ ﻟﺬﻟﻚ وﻭﺿﻌﻨﺎ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻼﻛﻪ .. ﻭﺣﺪﺛﺖ ﺿﺠﺔ ﻋﻨﺪما ﺑﺪﺃﻧﺎ ﺑﻪ ، ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﺇﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﻭﻛﺎﻥ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻌﻤﻴﻞ اﻟﻤﺨﺒﺮ (ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻼﻭﻱ) ..
ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻼﻭﻱ ﻳﺴﺮﺡ ﻭﻳﻤﺮﺡ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻨﺬ ﻗﺮاﺑﺔ ﺳﻨﺔ ﻭﻧﺼﻒ ، ﻭﻟﻤﺎ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﺑﺎﻟﺤﻤﻠﺔ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﺭﺻﺪ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻭاﻋﺘﻘﻠﻨﺎﻩ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺛﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻋﺘﻘﺎﻝ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺴﺎﻋﺔ ﻭﺑﻌﺪ اﻧﺘﺸﺎﺭ اﻟﺨﺒﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺠﻴﺐ اﻗﺘﺤﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮ اﻟﺪﻭﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻴﻜﺎﺑﻴﻦ (أي سيارتين) اﻏﻠﻘﻮا اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻭاﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺭﺷﺎﺵ ﺑﻲ ﻛﻲ ﺳﻲ ، ﻭﺩﺧﻞ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻮاﺑﺔ اﺛﻨﻴﻦ (ﺃﺑﻮ ﺭﻳﺎﻥ) ﻭ (ﺃﺑﻮ ﺃﺣﻤﺪ) ﺣﺎﻭﻝ اﻷﺥ (الحارس) ﺃﻥ ﻳﻤﻨﻌﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻮﻝ ﺭﻓﻌﻮ اﻟﺴﻼﺡ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻗﺎﻟﻮا ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ “ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻼﻭﻱ ﺑﺪﻭ ﻳﻄﻠﻊ” ﺃﺗﻰ ﺃﺣﺪ اﻷﺧﻮﺓ ﻭﻫﻮ “ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻢ” ﻗﺎﻝ اﻧﺘﻈﺮﻭا اﻷﻣﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺗﻜﻠﻤﻮ ﻣﻌﻪ ﻗﺎﻟﻮ “اﺑﻌﺪ ﻳﺪﻙ ﻻ ﻧﻜﺴﺮﻫﺎ ﺑﺪﻭ ﻳﻄﻠﻊ”
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺣﺠﺘﻬﻢ ﺃﻧﻪ “ﻣﻄﻠﻮﺏ ﻟﺪﻳﻬﻢ” ، ﻃﺒﻌﺎً اﻟﻌﻼﻭﻱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻭﺭﻗﺔ اﺳﺘﺪﻋﺎء ﻣﻦ ﻣﺼﻌﺐ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ ﻭﻣﻜﺘﻮﺏ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ ﻭاﻟﻮﺭﻗﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻟﺪﻱ ، “ﺇﻟﻰ اﻷﺥ اﻟﻌﺰﻳﺰ” ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻼﻭﻱ اﻟﺮﺟﺎء ﻣﺮاجعتنا)) انتهى كلام أبو دجانة.
ولمن أراد المزيد فهذه شهادته كاملة : http://goo.gl/yQ5D8j
وهذه شهادة الطرف الآخر كاملة : http://www.hanein.info/vb/showthread.php?t=342574
وفي الشهادتين تفاصيل عجيبة لدماء كثيرة أريقت كان أعجبها مقتل (أبو ريان) وتذكر هذا الاسم جيداً فسنحتاجه في الحلقة القادمة ..
من شهادة أبي دجانة نفسه نجد التالي:
1. وضعت الدولة قبل ذلك يدها على أملاك رجل يدعى أحمد علوكة دون مشورة أحد ثم اعتقلت علي علاوي ، ولا إشكال في أن المذكورين كانا (قبل تحرير مدينة مسكنة) يخدمان النظام ولكن ..
من قال لك أن أهل البلد يثقون في تقييمكم ؟ لماذا ينزلون على محكمتكم في ظل وجود محكمة سابقة لوجودكم؟ لقد جربوكم قبل ذلك وأخطأتم أخطاء كبيرة في أماكن أخرى فما الذي يجعلهم يصدقون أن أبناءهم لن يكونوا ضحيتكم القادمة التي ستقولون بعدها كالعادة: أخطاء فردية واجتهدنا فأخطأنا ..
وبالفعل لاحظت اختلافاً كبيراً في تقييم حجم الجريمة وسألت بنفسي أحد زملائنا القضاة: ما تقييمك لعلي علاوي هذا؟
فأجابني إجابة دقيقة عجيبة لها مغزى شرعي قال:
(الدولة تعتبره "شبيح" أما نحن فلم نعرف عنه إلا أنه "نبيح").
ملحوظة: تحدثت إلى أكثر من شاهد فأكدوا فعلاً أنه لم يثبت على هؤلاء الذين استلموا السلاح من النظام قبل تحرير مسكنة أنهم استخدموه ضد المجاهدين بعد تحرير مسكنة أبداً ..
2. في نفس الوقت الذي اعتقلت فيه الدولة علاوي كانت (المحكمة الشرعية) قد أرسلت له رسالة تطالبه بالتوجه لمقرها الأمني للتحقيق معه .. إذاً المحكمة تعمل وتحاول أن يكون لها تواجد ، ولتأكيد ذلك فقد ذكر أبو دجانة نفسه أن المحكمة كانت قد سحبت كل السلاح من هؤلاء المجرمين قبل ذلك .. ضربت الدولة عرض الحائط بكل جهود المحكمة الشرعية وراحت تعاقب بنفسها وتتصرف بهذا الاستقواء المستفز ولا زالت الدولة تظن أنها مظلومة ولم تعتدِ على أحد !!
3. ثاني أكبر أسباب هذه الأحداث (وسنذكر السبب الأكبر في آخر هذا الجزء) هو:
شعور الدولة الدفين في ذلك الوقت بأنها دولة بينما كان الجميع ينظر لها على أنها تنظيم.
ولم يبخل علينا أبو دجانة بتوضيح ذلك دون أن ينتبه أنه يلف الحبل حول عنق جماعته حين قال:
((ﺳﺘﻘﻄﻒ ﺩﻭﻟﺔ اﻹﺳﻼﻡ ﺭﺃﺱ ﻛﻞ ﻋﻤﻴﻞ ﻣﺨﺒﺮ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ اﻟﻨﺼﻴﺮﻱ اﻟﻜﺎﻓﺮ ﺛﺎﺑﺘﺔٌ ﺭﺩﺗﻪ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻘﺎﻃﻊ))
هكذا بكل وضوح: سنفعل بكم ما نراه نحن صواباً واذهبوا أنتم للجحيم ..
من قال لك أننا متفقون معك أصلاً في تعريف العمالة أو تعريف الردة التي توسعتم فيها توسعاً أنكره جميع علماء الأمة تقريباً بما فيهم علماء الجهاد والثغور؟؟
هل تريد أن تضحك؟
وتبلغ الكوميديا السوداء مداها عندما تعلم أنه وبعد أن أزهقت أرواح كثيرة في هذه الفتنة (راجع شهادة الأحرار بالرابط الذي تركناه) أ ت الدولة عن (علي علاوي) لأنه لم يثبت عليه جرم !!!
كل هذه دروس جهادية مهمة في التعامل مع الحاضنة الشعبية آمل أن تفيد التجارب الجهادية القادمة.
ورغم كل ما سبق لا زال شباب الدولة يقلب كفاً على كف ويتعجب ويستغرب من أسباب هياج الناس ضدهم ..
لا زال شباب الدولة يدَّعون أنهم لم يبدؤوا أحداً بالعداوة وأنهم هم الضحية:
- نعم .. تعتقل أفراد فصيل آخر لاشتباهك بضيوفهم وتبقى أنت الضحية (أبو عبيدة البنشي) ..
- ثم تنزله من المقعد الأمامي وترغمه على التقوقع في حقيبة السيارة الخلفية تحت تهديد السلاح بل وتضربه بالمسدس على رأسه فتريق دمه وتبقى أنت الضحية ..
- ثم ترميه بالرصاص في ساقه لأنه قاوم الانقياد لك وتبقى أنت الضحية !!
- ثم يتجاوز الناس ذلك فتقتل أحد أبنائهم وتطوف برأسه دون تثبت من هويته وتبقى أنت الضحية (مقتل محمد فارس) ..
- ثم تتجاوز المحاكم الشرعية وأعراف الناس وتعتقل بطريقتك وتبقى أنت الضحية (أحداث مسكنة) ..
من كل ما سبق (وسيأتي) تكتشف بسهولة أن الدولة ترى أن لها منزلة أعلى من الجميع ، وترى أن منهجها هو المنهج الصافي ، ولعلك تستغرب أخي القارئ أني لا أتحفظ على كل هذا .. طبيعي أن أرى جماعتي هي الصواب (أو الأصوب) وإلا لماذا اخترتها إذاً ؟؟
ليست هذه هي المشكلة .. مشكلة الدولة كانت في تعاملها الغير شرعي مع باقي التيار الإسلامي .. ليس معنى أنك ترى أن الصواب معك أن تفعل كل ما سبق ..
ولكن لحظة ..
هل فعلت الدولة ما فعلت لأنها كانت ترى أنها على (صواب) و الآخرون على (خطأ) فقط؟
الإجابة: لا .. الأمر أكبر من ذلك ..
كان هناك سر آخر خلف كواليس كل تلك الأحداث .. سر اكتشفناه مع الوقت..
إن السر الدفين وراء كل الأحداث السابقة هو أن نبتة التكفير كانت قد بدأت تترعرع في جسد الدولة .. طوال هذا الوقت كان عدد ليس بالقليل من رموز الدولة يرى أن باقي الفصائل الإسلامية (مرتدون) .. لم تكن معركة هذا الخط مع أغلب الفصائل (حتى الإسلامية) معركة (صواب وخطأ) بل كانت معركة (إيمان وكفر) .. وانتصر هذا الفكر بعد ذلك وبدأت مرحلة جديدة هي مرحلة التأصيل العلني لتكفير كل من يقف أمام (تمدد) الدولة بدعوى موالاته للكفار وتخلصت الدولة من حيائها في التكفير وانتقلت إلى مرحلة (تأصيل التكفير) وإصدار بيانات تكفيرية علنية بوضوح (كبيانهم المشهور في تكفير الجبهة الإسلامية) وسنأتي على كل ذلك في (الجزء الرابع) من هذه الحلقات بإذن الله ..
الجزء الثاني
توضيح:
1. بالجزء الأول http://goo.gl/kKR8uZ استخدمت بعض العبارات التي تدل على أن (الدولة انفصلت عن النصرة) ويبدو أنني لم أوفق في استخدام الألفاظ التي تعبر عن مرادي لذا أعدت صياغة بعض العبارات بجمل أخرى تشير إلى (انفصال الدولة والنصرة) وليس (عن النصرة) والحقيقة أن هذه النقطة لم تكن في بالي أصلاً حين كتبت الجزء الأول ولا يهمنا في هذه المذكرات من انفصل عن من ومن المصيب ومن المخطئ في هذا الاتفصال وإنما عدلنا العبارة لمنع أي التباس وخروجاً من الخلاف وجزا الله الناصحين (المهذبين) خيراً..
2. واستخدمت تركيباً لغوياً آخر قلت فيه (فقد ورثت الدولة من الجبهة تركة كبيرة) وهذا اللفظ (ورث) لا يلزم منه أبداً ما فهمه البعض .. لا يلزم منه أن ما ورثته الدولة ليس من حقها (ولا يقتضي العكس أيضاً) فلفظ (وَرِثَت) ليس مرادفاً ل(نهبت) أو (سرقت) بل يقصد به الكاتب (آلت) أو (صارت) أي : آلت كثير من ممتلكات الجبهة إلى الدولة ومثله قول الله تعالى (إنا نحن نرث الأرض ومن عليها) أي تؤول وتصير إليه (رغم أنه صــــــــاحبها أصلاً) فتأمل ..
ولكي يلمس القارئ الواقع أكثر استحسنت أن أنقل للقراء عموماً وللمتحسسين خصوصاً عبارة سمعتها من مواطن حلبي بسيط:
(نمنا بالليل صحينا لقينا أي شئ مكتوب عليه جبهة نصرة صار مكتوب عليه الدولة)
فأهل الشام عاشوا أول سنتين بالثورة لا بعرفون شيئاً اسمه (الدولة) فلما حصل الانفصال ظهر هذا المصطلح (الدولة) رغم وجوده سابقاً بالعراق .. ومرة أخرى نؤكد عدم اهتمامنا (هنا) بالتعرف على المستحق لهذا الإرث ومن انفصل عن من إلخ.
3. من حق الكاتب أن يذكر رأيه في الأحداث فأنا مثلك أخي القارئ الكريم لي رأي ومن حقي أن أذكره .. حقك علي أن أنقل ما رأيت وسمعت بأمانة ولا يضرني ولا يطعن في شهادتي أن يكون لي رأي في الأحداث .. الكاتب طرف محايد تماماً وليس خصماً للدولة ولا لغيرها ولا طرفاً في أي نزاع ، وحكمي على ما رأيت لا يؤثر في نزاهة نقلي وقد ذكرت كثيراً مما للدولة (حتى قال البعض عني دولجي متخفي) وكذلك رويت كثيرا مما عليها (حتى قال بعض أنصار الدولة: ثعبان ناعم) ..
أما أن يطلب البعض ذكر ما رأينا فقط دون رأي أو تحليل فهذا يمكن أن يطلبه القاضي من الشاهد في المحكمة أو يُطلب من قناة إخبارية في تقرير إخباري أما هنا فأنا أتقمص دور (أبي مصعب السوري) في شهادته على التجربة الجزائرية و (زليم خان يندربي) في شهادته على التجربة الشيشانية و(عزت بيجوفيتش) في شهادته على التجربة البوسنية وغيرهم وكلهم (روى) و (حلل) وقد وضعت لك علامات في الطريق تفرق بها بين ما هو رأيي وبين ما هو تاريخ ..
قبل أن نبدأ بسرد الأحداث ننبه إلى 3 أمور ستريح القارئ بشدة:
1 – لن أرهقك بذكر تفاصيل الفتن ..
لن نذكر تفاصيل النزاع في كل حادثة حتى لا يتوه القارئ .. عندما تقوم الفتنة تختلط الأحداث ويختلط الحابل بالنابل وسط صور قتلى كلا الفريقين لذا سنأخذ من كل واقعة مشهدا واحدا فقط هو (لحظة الاشتعال الأولى) .. فقط سنسلط الضوء على (كيف بدأ الحدث) .. سنتعرف عن قرب على خطأ الدولة المتكرر الذي كان سبب نزع فتيل الفتنة في كل حادثة تقريباً حتى لو كان القتيل الأول من الدولة ..
2 – اطمئن لصدق ما تقرأ .. فسنعتمد شهادة الفصيل على نفسه:
من أكثر الأمور التي ترهق القارئ وتفقده الاطمئنان لما يقرأ هو مصداقية المحتوى .. وقد انتهجت منهجاً سيريح القارئ جداً .. لن أستشهد في أحداث هذه الحلقة بشهادة الخصوم على بعضهم بل سأدين كل طرف من كلامه هو فقط لا من كلام خصمه ، والقاعدة تقول: الاعتراف سيد الأدلة .. سيفاجأ القارئ أن كلام رموز الدولة نفسه فيه إدانة رهيبة لهم وفيه تفسير ظاهر لكل ما حدث.
3 – الأحداث الثلاثة التي سنرويها في هذا الجزء تستطيع أن تسميها أحداث البداية أو ما قبل اشتعال الأحداث ، فلا تصدق أبداً أخي أن أحداً احتك بالدولة في تلك الفترة بل الثابت أنَّ الدولة كانت محل تكريم وترحيب خلال تلك الفترة ، وأكثر من قتلتهم الدولة لاحقاً وكفرتهم هم أنفسهم من استقبلوا شباب الدولة بل وأعطوهم مقرات مجانية للإقامة وأنا أشهد والله - وهذا مشهور - أن أهل الشام أكرموا المجاهدين عامة والمهاجرين خاصة إكراماً لا يوصف حتى كنت أقول (ليتهم يعاملون بعضهم كما يعاملوننا)..
الزوايا الجديدة في مقتل أبي عبيدة البنشي:
--------------------------------------------------
كانت هذه الحادثة من أوائل أحداث احتكاك الدولة بباقي الفصائل وتوثيق هذه الواقعة سهل لسبب بسيط جداً هو أن أغلب تفاصيلها متفق عليه بين الدولة وخصومها وحتى يستريح القارئ نفسياً فسأنقل مقاطعاً من تقرير الدولة نفسها كتبه قاضيها الذي كلفته الدولة بالنظر في القضية:
((ولقد أفادت شهادة المتهمين أن الموقف الذي تم بسببه إطلاق النار على ساق أبي عبيدة كان أنه قد تواجد ضمن مجموعة من أعضاء منظمات إغاثية من جنسيات غير سورية وتحديدًا من جنسيات شرق أسيوية، ولقد كانت الإفادة قد جاءت إلى أعضاء هذه المفرزة الأمنية أنه ثمة أجانب من جنسيات شرق آسيوية يتجولون في مناطق سورية وبصحبتهم سوريون، هذا .... تحركت المفرزة الأمنية ضمن خطة معينة وقاموا بنصب حاجز في طريق المشتبه فيهم وتم إيقافهم على الحاجز بالفعل ثم سؤالهم عن هوياتهم ثم طلبوا منهم اصطحابهم إلى جهة معينة للتحقيق معهم والتأكد من سبب وجودهم على الأراضي السورية، ولقد كان أحمد نينال (أبو عبيدة البنشي) قد أخبرهم عند سؤالهم الأول أنه عضو في حركة أحرار الشام .... تم اعتقال أحمد نينال ومن معه واصطحابهم في سيارة بصحبة اثنين من الأمنيين، ثم إنهم وفي طريقهم إلى مقر التحقيق حدثت ملاسنة كلامية بين أبي عبيدة وبين أحد الأمنيين والذي كان يجلس بجوار السائق، مما أدى أولًا إلى إنزال أبي عبيدة من مكانه في المقعد الخلفي للسيارة ووضعه في حقيبة السيارة الخلفية، ثم بعد ذلك وبعد أن اخترق أبو عبيدة غطاء الحقيبة الخلفية من داخل السيارة وبدء يتكلم من جديد مع مرافقه من أحد أعضاء المنظمة الإغاثية والذي كان معه في السيارة فكان أن رآه صاحب السائق من الأمنيين وتشاجروا من جديد وتم ضربه في هذه اللحظة على رأسه بقبضة المسدس مما أدى إلى سيلان الدم من رأسه، ثم تم إنزاله بعد ذلك من السيارة وهو يقاوم مقاومة شديدة وحاول انتزاع بارودة أحد الأمنيين بالقوة، فكان أن عالجه أحدهم برصاصات في الفخذ الأيسر أدت إلى توقفه عن المقاومة ووقوعه على الأرض)) انتهى .
هذه (مقاطع) من تقرير قاضي الدولة نفسه وتعمدتُ ذكر الشق المتفق عليه دون الدخول في باقي التفاصيل الموجودة في مذكرات الطرفين .. وصحيح أن الدولة أقرت بأن ما حدث خطأ ويبدو أنها اتخذت إجراءات (داخلية) ضد الفاعل (وهذا لم يرض الطرف الآخر الذي طالب باستلام القاتل) إلا أن كل هذا لا ينفي الحقائق التالية (وهنا الزبدة):
أ - الدولة أعطت نفسها الحق في اعتقال من تشتبه بهم وليس فقط من تلبس بتهمة فورية ..
ب - قرأنا أن قاضي الدولة بنفسه أقر وبشهادة الشهود أن عنصر حاجز الدولة الأول علم من أبي عبيدة أنه عضو بأحرار الشام !!! كيف تعتقل عضواً لفصيل جهادي آخر ؟؟ من أعطاك هذا الحق ؟؟ وما المشكلة في أن يدافع عن نفسه بل وأن يقتلك إن أصررت على الذهاب به لمكان يجهله ؟؟
ج - لا يخفى على من قرأ القصة تأثر شباب الحاجز بوسواس الدولة المشهور تجاه كل ما يُظن أنه عميل مندس (تتحسس الدولة كثيراً من الدعم الخارجي والوجوه الأجنبية الإغاثية) وأنا أؤكد أن هذا الفوج لو مر على ألف حاجز غير حاجز الدولة ما كان ليصاب بأي أذى فالدولة فقط هي من تزرع في أبنائها كل هذا التحسس الذي أدى فيما بعد لتكفير كثير من الفصائل بدعوى موالاة الكافرين ..
د – لو حدثت هذه الواقعة بأراضي الدولة الآن "أي بعد إعلانهم الخلافة" لكنت تفهمت الأمر فهي دولة ولها ان تحطاط وتفرض نفوذها لكن الحدث وقع يوم كانت فصيلاً عادياً .. وكذلك أغلب الأحداث التي سنذكرها بعد قليل (تنبه لهذا) ..
وبغض النظر عن حكم المحكمة (المشتركة) النهائي .. نؤكد أن الأيام مرت وطويت الحادثة من حيث اتخاذ مواقف ضد الدولة وتغاضت الفصائل الأخرى وتعامل الناس مع الدولة بصورة طبيعية وهذا شاهد يستأنس به على بطلان ما ادعته الدولة من أن أحداً بدأها بالعدوان (إلا نادراً) فقد كانت فصيلاً عادياً من ضمن عشرات الفصائل وغفرت زلتها هذه رغم عظمها ولكن التوجس بدأ يزحف في القلوب من هذا الفصيل الجديد.
وهذا تقرير الدولة بالواقعة: http://www.dawaalhaq.com/?p=8114
وهذا تقرير الأحرار بالواقعة: http://ahraralsham.net/?p=2941
مقتل الأخ محمد فارس على يد بعض شباب الدولة:
--------------------------------------------------------
لم تمر الأيام حتى وقعت واقعة الأخ محمد فارس رحمه الله ، وللمرة الثانية قتل بعض شباب الدولة شخصاً آخر من الأحرار وكنت حينها في مدينة حلب بجوار المشفى الذي وقعت فيه الواقعة تماماً ..
ومرة أخرى وجدت نفسي أمام واقعة سهلة في توثيقها ولا تشابك فيها ولا اختلاف في سردها بين الفصيل المعتدي والفصيل المعتدى عليه وهي موثقة بهذا الفيديو الشهير الأليم: http://goo.gl/ItwdQj
محمد فارس رحمه الله كان مصاباً وفي غيبوبة بالمستشفى .. بلغ بعض شباب الدولة بالخطأ أن المصاب عدو شيعي فذبحوه وقطعوا رأسه وألقوا خطبتهم الشهيرة ممسكين برأسه في أحد شوارع حلب .. ثم تبين لهم أنه من خيرة جنود الأحرار ..
هكذا القصة بكل بساطة وبدون دخول في تفاصيل فهذا القدر الواضح محل اتفاق بين الدولة والأحرار والشهود وسأتجاوز بعض التفاصيل التي لا تخدم الشاهد من القصة ..
تأملاتي:
• على فرض أن محمد فارس رحمه الله كان شيعياً فعلاً ؛ من أعطاك الحق أن تذبح مصاباً دون استئذان المستشفى ؟ كيف ذبحته بهذا القدر القليل جداً من المعلومات ودون سؤال المستشفى بعناية عن بياناته الشخصية التي بسهولة جداً كانت ستقودك للحقيقة؟
• كيف لم تسأل عن الفصيل الذي أسره حتى تستأذنه في ذبحه؟ (على فرض أنه أسير)
(هذا الشعور بالانفراد والاستقواء لفت الأنظار أكثر من بشاعة الحدث)
وعلى الطرف الآخر ليس من الإنصاف أن يقال: (الدولة قتلت محمد فارس وأبو عبيدة) لأن التصرف فردي فعلاً .. وصحيح أن الدولة اعترفت بهذا الخطأ الجسيم مرة أخرى (وقالت) أنها عاقبت المخطئين ولكني أتحدث عن أمر آخر هنا:
أتحدث عن الدوافع النفسية والتأصيلات الشرعية التي تؤصلها الدولة في أنفس أبنائها والتكوين الدماغي الهجومي الذي ستلحظه في أحداث مسكنة وغيرها .. كل هذا الحشد الفكري والتحذير المبالغ فيه من الصحوات والداعمين الأجانب والمنظمات الخارجية التي لا ننكر خبث أهداف (بعضها) كل ذلك كان سببا في هذا التحفز والاندفاع (الفردي) الذي أصله (منهجي) كما سنبين بالأجزاء القادمة ..
المفاجأة أن باقي الفصائل بما فيهم الأحرار لم يتخذوا أي موقف عنيف ضد الدولة حتى بعد هذه الواقعة وظلت الدولة بحواجزها ومقراتها آمنة حتى بعد وقت طويل من الحادثتين السابقتين ..
وللتاريخ ولبناء الوعي (لا تبريراً للدولة ولا استهانة بالدماء) نقول: ليس هناك جهاد بدون أخطاء ، ولا يوجد جهاد وردي وبمجرد أن يكون لك حاجز أمني فقد بدأت مواجهتك للجماهير وستصيب وتخطئ ، والخطأ هنا ربما تسبب في إراقة دماء وإزهاق أرواح معصومة ولكن انتبه جيداً لما تزرعه في عقول عناصرك .. انتبه عندما تحدد لهم العدو والصديق (وبالتالي سنجد أنفسنا – في الأجزاء القادمة - مضطرين للحديث عن الولاء والبراء الذي أعتبره زبدة أخطاء الدولة)
أحداث مدينة (مسكنة) رؤية جديدة:
----------------------------------------
لازال الخط الزمني للثورة كما هو:
- الجميع منشغل بمحاربة النظام على الجبهات ..
- الدولة فصيل عادي ضمن الفصائل لكن بدأ البعض ينتبه لخطره ..
- الأمن الداخلي حينها في مرحلة الفراغ المشهورة التي تتخلل الثورات حيث لا حكومة ولا مؤسسات ولا ولي أمر ..
ووقتها نبه أكثر الإخوة الكبار على أن أي محاولة من أي فصيل للتطهير الداخلي الآن سيراها أصحاب الشوكات الأخرى اعتداء عليهم وستسمع الجملة الشهيرة:
من أنت حتى تفعل كذا؟ من أعطاك حق الاعتقال وحق الحساب؟ لذلك كانت تحرص باقي الفصائل على دعم وتقوية المحاكم الشرعية حتى تستمد قوتها من اجتماع الناس عليها وكانت الأمور في تحسن ولكن أصرت الدولة أن تغرد خارج السرب مرة أخرى فكانت أحداث مدينة صغيرة إسمها مسكنة ..
وكعادتنا في هذه المذكرات لن ننظر لما بعد أول نقطة دم بل سننظر لسبب اشتعال الفتيل .. وعادة لا يكون القتل هو سبب اشتعال الأحداث بل يكون القتل ناتج عن شئ قبله ..
البحث عن هذا الشئ هو أصعب ما في التوثيق وكما اتفقنا سنستخدم أسهل الطرق وأقصرها (شهادة الجاني نفسه) .. سأقتطع نصوصاً تفي بالغرض من أهم شهادة للدولة على هذه الأحداث .. الشهادة التي انتشرت بشكل كبير لأحد قيادات الدولة (أبو دجانة الكويتي) وهو شاهد عيان أصيل وشهادته تلك من أوفي الشهادات عندهم على هذه الواقعة ..
قال أبو دجانة:
((ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺑﻴﻦ ﻭﺃﻭﺿﺢ اﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﺴﻜﻨﺔ اﺑﺘﺪاءاً ﻗﺒﻞ اﻟﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺔ .. ﻟﻴﻌﺮﻑ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﻴﻒ ﻗﺎﻣﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﺸﺮاﺭﺓ ﻭﻫﺬﻩ اﻟﻨﻌﺮاﺕ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭاﻟﺤﻤﻴﺔ اﻟﻤﻘﻴﺘﺔ ، ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﻣﺴﻜﻨﺔ ﻭجد اﻷﺧﻮﺓ اﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻓﻲ مقرات اﻟﻨﻈﺎﻡ ﻗﻮاﺋﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻟﻠﺠﺎﻥ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭاﺕ اﻷﺳﺪ ﻭﻫﺬﻩ اﻟﻠﺠﺎﻥ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺴﺘﻠﻤﺔ ﺳﻼﺡ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺭﺋﻴﺲ ، ﻣﻬﻤﺔ ﻫﺬﻩ اﻟلجاﻥ اﻟﺘﺤﺮﻙ ﻭﺿﺮﺏ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ (اﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ) ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺇﺫا ﺗﻄﻠﺐ اﻷﻣﺮ ﺫﻟﻚ ، ﺃﻱ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺧﻼﻳﺎ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ اﻷﺳﺪﻱ ..
وكان أبو جابر قد قام ﺑﺎﺳﺘﺪﻋﺎﺋﻬﻢ وﺳﺤﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﻞ اﻟﺴﻼﺡ اﻟﺬﻱ ﺗﺴﻠﻤﻮﻩ ﻣﻦ اﻟﻨظام ﻭﺃﺻﺪﺭ ﺑﻬﻢ ﻋﻔﻮ ﻋﺎﻡ ﻭﺃﻣّﻨﻬﻢ ﺑﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺳُﻠّﻢ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻤﺤﻠﻲ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﺴﻜﻨﺔ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺮﺏ .. ﺑﺪﺃﻧﺎ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻭﻣﻨﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ ﺑﺠﻤﻊ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻋﻤﻞ ﺩﺭاﺳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻭﻋﻦ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺑﺤﺚ ﻭﺗﺤﺮﻱ ﻋﻦ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﻢ وﺗﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ أن ﺑﻌﺾ هذه اﻷﺳﻤﺎء ﻻ ﺧﻼﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﺜﺎﺭ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺑﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺛﺒﺘﺖ ﻋﻤﺎﻟﺘﻪ ﻭﺭﺩﺗﻪ ﻣﻊ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻨﺼﻴﺮﻱ ، ﻓﺒﺪﺃﻧﺎ ﺑﺤﻤﻠﺔ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻼء ﻭاﻟﻤﺨﺒﺮﻳﻦ اﻟﻤﺘﻮاﺟﺪﻳﻦ .. ﻭﺃﻳﻀﺎً ﺣﻤﻠﺔ ﻭﺿﻊ ﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮاﻝ اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ اﻟﺸﺒﻴﺤﺔ ﻭاﻟﻤﺆﻳﺪﻳﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﺭﺽ اﻟﺸﺎﻡ ، ﺑﺪﺃﻧﺎ باﻟﺨﺒﻴﺚ اﻟﻤﺠﺮﻡ اﻟﻌﻤﻴﻞ (ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻌﻠﻮﻛﺔ) ﻫﺬا ﺃﺣﺪ ﺃﺟﻨﺎﺩ اﻟﻨﺼﻴﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻭﻣﻘﺮﺏ ﻟﻠﻤﻔﺎﺭﺯ اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ اﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ اﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺃﺧﺬ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﺎ ﺟﻬﺪ ﻭﻭﻗﺖ ﻭﻓﻘﻨﺎ اﻟﻠﻪ ﻟﺬﻟﻚ وﻭﺿﻌﻨﺎ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻼﻛﻪ .. ﻭﺣﺪﺛﺖ ﺿﺠﺔ ﻋﻨﺪما ﺑﺪﺃﻧﺎ ﺑﻪ ، ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﺇﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﻭﻛﺎﻥ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻌﻤﻴﻞ اﻟﻤﺨﺒﺮ (ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻼﻭﻱ) ..
ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻼﻭﻱ ﻳﺴﺮﺡ ﻭﻳﻤﺮﺡ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻨﺬ ﻗﺮاﺑﺔ ﺳﻨﺔ ﻭﻧﺼﻒ ، ﻭﻟﻤﺎ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﺑﺎﻟﺤﻤﻠﺔ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﺭﺻﺪ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻭاﻋﺘﻘﻠﻨﺎﻩ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺛﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻋﺘﻘﺎﻝ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺴﺎﻋﺔ ﻭﺑﻌﺪ اﻧﺘﺸﺎﺭ اﻟﺨﺒﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺠﻴﺐ اﻗﺘﺤﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮ اﻟﺪﻭﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻴﻜﺎﺑﻴﻦ (أي سيارتين) اﻏﻠﻘﻮا اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻭاﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺭﺷﺎﺵ ﺑﻲ ﻛﻲ ﺳﻲ ، ﻭﺩﺧﻞ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻮاﺑﺔ اﺛﻨﻴﻦ (ﺃﺑﻮ ﺭﻳﺎﻥ) ﻭ (ﺃﺑﻮ ﺃﺣﻤﺪ) ﺣﺎﻭﻝ اﻷﺥ (الحارس) ﺃﻥ ﻳﻤﻨﻌﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻮﻝ ﺭﻓﻌﻮ اﻟﺴﻼﺡ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻗﺎﻟﻮا ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ “ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻼﻭﻱ ﺑﺪﻭ ﻳﻄﻠﻊ” ﺃﺗﻰ ﺃﺣﺪ اﻷﺧﻮﺓ ﻭﻫﻮ “ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻢ” ﻗﺎﻝ اﻧﺘﻈﺮﻭا اﻷﻣﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺗﻜﻠﻤﻮ ﻣﻌﻪ ﻗﺎﻟﻮ “اﺑﻌﺪ ﻳﺪﻙ ﻻ ﻧﻜﺴﺮﻫﺎ ﺑﺪﻭ ﻳﻄﻠﻊ”
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺣﺠﺘﻬﻢ ﺃﻧﻪ “ﻣﻄﻠﻮﺏ ﻟﺪﻳﻬﻢ” ، ﻃﺒﻌﺎً اﻟﻌﻼﻭﻱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻭﺭﻗﺔ اﺳﺘﺪﻋﺎء ﻣﻦ ﻣﺼﻌﺐ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ ﻭﻣﻜﺘﻮﺏ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ ﻭاﻟﻮﺭﻗﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻟﺪﻱ ، “ﺇﻟﻰ اﻷﺥ اﻟﻌﺰﻳﺰ” ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻼﻭﻱ اﻟﺮﺟﺎء ﻣﺮاجعتنا)) انتهى كلام أبو دجانة.
ولمن أراد المزيد فهذه شهادته كاملة : http://goo.gl/yQ5D8j
وهذه شهادة الطرف الآخر كاملة : http://www.hanein.info/vb/showthread.php?t=342574
وفي الشهادتين تفاصيل عجيبة لدماء كثيرة أريقت كان أعجبها مقتل (أبو ريان) وتذكر هذا الاسم جيداً فسنحتاجه في الحلقة القادمة ..
من شهادة أبي دجانة نفسه نجد التالي:
1. وضعت الدولة قبل ذلك يدها على أملاك رجل يدعى أحمد علوكة دون مشورة أحد ثم اعتقلت علي علاوي ، ولا إشكال في أن المذكورين كانا (قبل تحرير مدينة مسكنة) يخدمان النظام ولكن ..
من قال لك أن أهل البلد يثقون في تقييمكم ؟ لماذا ينزلون على محكمتكم في ظل وجود محكمة سابقة لوجودكم؟ لقد جربوكم قبل ذلك وأخطأتم أخطاء كبيرة في أماكن أخرى فما الذي يجعلهم يصدقون أن أبناءهم لن يكونوا ضحيتكم القادمة التي ستقولون بعدها كالعادة: أخطاء فردية واجتهدنا فأخطأنا ..
وبالفعل لاحظت اختلافاً كبيراً في تقييم حجم الجريمة وسألت بنفسي أحد زملائنا القضاة: ما تقييمك لعلي علاوي هذا؟
فأجابني إجابة دقيقة عجيبة لها مغزى شرعي قال:
(الدولة تعتبره "شبيح" أما نحن فلم نعرف عنه إلا أنه "نبيح").
ملحوظة: تحدثت إلى أكثر من شاهد فأكدوا فعلاً أنه لم يثبت على هؤلاء الذين استلموا السلاح من النظام قبل تحرير مسكنة أنهم استخدموه ضد المجاهدين بعد تحرير مسكنة أبداً ..
2. في نفس الوقت الذي اعتقلت فيه الدولة علاوي كانت (المحكمة الشرعية) قد أرسلت له رسالة تطالبه بالتوجه لمقرها الأمني للتحقيق معه .. إذاً المحكمة تعمل وتحاول أن يكون لها تواجد ، ولتأكيد ذلك فقد ذكر أبو دجانة نفسه أن المحكمة كانت قد سحبت كل السلاح من هؤلاء المجرمين قبل ذلك .. ضربت الدولة عرض الحائط بكل جهود المحكمة الشرعية وراحت تعاقب بنفسها وتتصرف بهذا الاستقواء المستفز ولا زالت الدولة تظن أنها مظلومة ولم تعتدِ على أحد !!
3. ثاني أكبر أسباب هذه الأحداث (وسنذكر السبب الأكبر في آخر هذا الجزء) هو:
شعور الدولة الدفين في ذلك الوقت بأنها دولة بينما كان الجميع ينظر لها على أنها تنظيم.
ولم يبخل علينا أبو دجانة بتوضيح ذلك دون أن ينتبه أنه يلف الحبل حول عنق جماعته حين قال:
((ﺳﺘﻘﻄﻒ ﺩﻭﻟﺔ اﻹﺳﻼﻡ ﺭﺃﺱ ﻛﻞ ﻋﻤﻴﻞ ﻣﺨﺒﺮ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ اﻟﻨﺼﻴﺮﻱ اﻟﻜﺎﻓﺮ ﺛﺎﺑﺘﺔٌ ﺭﺩﺗﻪ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻘﺎﻃﻊ))
هكذا بكل وضوح: سنفعل بكم ما نراه نحن صواباً واذهبوا أنتم للجحيم ..
من قال لك أننا متفقون معك أصلاً في تعريف العمالة أو تعريف الردة التي توسعتم فيها توسعاً أنكره جميع علماء الأمة تقريباً بما فيهم علماء الجهاد والثغور؟؟
هل تريد أن تضحك؟
وتبلغ الكوميديا السوداء مداها عندما تعلم أنه وبعد أن أزهقت أرواح كثيرة في هذه الفتنة (راجع شهادة الأحرار بالرابط الذي تركناه) أ ت الدولة عن (علي علاوي) لأنه لم يثبت عليه جرم !!!
كل هذه دروس جهادية مهمة في التعامل مع الحاضنة الشعبية آمل أن تفيد التجارب الجهادية القادمة.
ورغم كل ما سبق لا زال شباب الدولة يقلب كفاً على كف ويتعجب ويستغرب من أسباب هياج الناس ضدهم ..
لا زال شباب الدولة يدَّعون أنهم لم يبدؤوا أحداً بالعداوة وأنهم هم الضحية:
- نعم .. تعتقل أفراد فصيل آخر لاشتباهك بضيوفهم وتبقى أنت الضحية (أبو عبيدة البنشي) ..
- ثم تنزله من المقعد الأمامي وترغمه على التقوقع في حقيبة السيارة الخلفية تحت تهديد السلاح بل وتضربه بالمسدس على رأسه فتريق دمه وتبقى أنت الضحية ..
- ثم ترميه بالرصاص في ساقه لأنه قاوم الانقياد لك وتبقى أنت الضحية !!
- ثم يتجاوز الناس ذلك فتقتل أحد أبنائهم وتطوف برأسه دون تثبت من هويته وتبقى أنت الضحية (مقتل محمد فارس) ..
- ثم تتجاوز المحاكم الشرعية وأعراف الناس وتعتقل بطريقتك وتبقى أنت الضحية (أحداث مسكنة) ..
من كل ما سبق (وسيأتي) تكتشف بسهولة أن الدولة ترى أن لها منزلة أعلى من الجميع ، وترى أن منهجها هو المنهج الصافي ، ولعلك تستغرب أخي القارئ أني لا أتحفظ على كل هذا .. طبيعي أن أرى جماعتي هي الصواب (أو الأصوب) وإلا لماذا اخترتها إذاً ؟؟
ليست هذه هي المشكلة .. مشكلة الدولة كانت في تعاملها الغير شرعي مع باقي التيار الإسلامي .. ليس معنى أنك ترى أن الصواب معك أن تفعل كل ما سبق ..
ولكن لحظة ..
هل فعلت الدولة ما فعلت لأنها كانت ترى أنها على (صواب) و الآخرون على (خطأ) فقط؟
الإجابة: لا .. الأمر أكبر من ذلك ..
كان هناك سر آخر خلف كواليس كل تلك الأحداث .. سر اكتشفناه مع الوقت..
إن السر الدفين وراء كل الأحداث السابقة هو أن نبتة التكفير كانت قد بدأت تترعرع في جسد الدولة .. طوال هذا الوقت كان عدد ليس بالقليل من رموز الدولة يرى أن باقي الفصائل الإسلامية (مرتدون) .. لم تكن معركة هذا الخط مع أغلب الفصائل (حتى الإسلامية) معركة (صواب وخطأ) بل كانت معركة (إيمان وكفر) .. وانتصر هذا الفكر بعد ذلك وبدأت مرحلة جديدة هي مرحلة التأصيل العلني لتكفير كل من يقف أمام (تمدد) الدولة بدعوى موالاته للكفار وتخلصت الدولة من حيائها في التكفير وانتقلت إلى مرحلة (تأصيل التكفير) وإصدار بيانات تكفيرية علنية بوضوح (كبيانهم المشهور في تكفير الجبهة الإسلامية) وسنأتي على كل ذلك في (الجزء الرابع) من هذه الحلقات بإذن الله ..
مسعر حرب- ضيف كريم
- عدد المساهمات : 535
تاريخ التسجيل : 24/09/2015
رد: الدولة التي رأيت شهادتي للخلافه الموعودة
الجزء الثالث
الشام تشتعل (أحداث الأتارب وما بعدها)
1 - تذكير
-----------
ذكرنا في الحلقة السابقة متى وكيف وأين اشتعلت الأحداث تحديداً ووضحنا كيف كانت الدولة فصيلاً مرحباً به كباقي الفصائل قبل الأحداث الثلاثة (أبو عبيدة البنشي – محمد فارس – مسكنة) ووضحنا كيف اعتقل حاجز الدولة أبو عبيدة البنشي قبل أن يطلق عليه النار ، ثم وضحنا أن المجاهدين غفروا لها هذه الزلة إلى أن قام بعض أفراد الدولة بقتل محمد فارس ، ومرة أخرى غفر المجاهدون هذه الزلة ، ولكن بعد أحداث مدينة مسكنة بدا واضحاً لباقي الفصائل أن الأمر أكبر من أن يكون أخطاء فردية وأن شيئاً آخر خلف تلك التجاوزات وأن سياسة العفو هذه لا يمكن أن تستمر ضد فصيل صار واضحاً أنه يزرع في عقول شبابه أفكاراً تسببت في إراقة هذه الدماء حتى وإن لم يأمرهم بها مباشرة ..
وقلنا كلمتنا الشهيرة : هذه الأخطاء فردية في ظاهرها منهجية فكرية في باطنها .. وبدأت الشام تسمع لهجة تكفيرية غريبة على الآذان خاصة بعد أحداث مسكنة التي تعرضنا في الحلقة السابقة لأسباب اشتعالها (فقط) دون الخوض في تفاصيلها ..
2 - أصعب أيام عاشتها المناطق المحررة
---------------------------------------------
ثم أتت أحداث الأتارب وكانت أول مواجهة مسلحة مفتوحة بين الدولة وعدة كتائب سواء إسلامية أو غير إسلامية ..
هذه المرحلة كانت من أصعب المراحل على المستوى النفسي والأمني فقد عاش أهل المناطق المحررة أياماً صعبة ، فتجمد الزحف ضد العدو النصيري وتحولت فوهات السلاح للداخل ودب الذعر بين الناس ، وكنا ننام ونصحو فنجد قتلى بالطرقات لا نعرف من القاتل ومن المقتول وفيمَ قُتل ، وانتشر الهلع واختلطت الأوراق والتزم الناس بيوتهم ، و وجد الذعار واللصوص ضالتهم في هذا المناخ الهوليودي ، و (بدأت) الدولة في استخدام وسائل غريبة جداً لتأديب خصومها كإرسالها انتحاريين داخل سيارات مفخخة ، ولم تستمع الدولة لأي ناصح أو داعٍ للتهدئة (ورغم ذلك كنت ألمس للدولة منزلة في قلوب البعض ، وكان الناس يستوقفوننا ويسألوننا السؤال الشهير:
يا شيخ ما رأيك في الدولة؟)
وسواء كنت من محبي الأخ عبد الله المحيسني أو تتحفظ عليه تبقى شهادة الرجل الشهيرة معبرة جداً عن تلك الحقبة الزمنية ، وكان لشهادته أصداء واسعة (وإن كنت لا أوافقه على قليل مما جاء فيها) ، وسأقتبس من شهادته بتصرف يسير بعض العبارات التي وصفت حال تلك الأيام بسلاسة أغبطه عليها فقد أغنتني عن كتابة الكثير:
جاء ذلك اليوم، يومَ الخميس يومَ بدايةِ الأحداثِ (يقصد أحداث الأتارب) ومن قَدَر اللهِ أن كنتُ حاضراً لأول طلقةٍ أُطلقتْ في هذه الأحداثِ في الأتارب، فدخلتُ حينها فإذا بأهلِ الأتارب في شدةِ الغضبِ، وأُطلقَ النارُ باتجاهنا ظناً منهم أننا من الدولةِ ، فدخلتُ فسألتُ: ما الأمرُ؟ عسى اللهُ أن يَحقنَ بي الدماءَ.. فقالوا لي:
دخلتْ الدولةُ على الأتارب وأرادتْ اعتقالَ أحدِنا فقلنا لا يُمكنُ أن يُؤخذَ إلا عن طريقِ محكمةٍ شرعيةٍ ، فذهب من جاء من الدولة، فلما كان من الغد خُطفَ الأخُ المطلوبِ ووجدنا جثتَه، يقولُ أهلُ الأتارب قتلَهُ خطابُ الليبي (من الدولة) ، فقلتُ لهم ألا تنتظرون لعلي أن أتفاوضَ مع الدولةِ ؟ قالوا كيف تتفاوضُ معهم وهم في كلِ مرةٍ يرفضون مبادراتك ويرفضون المحاكمَ الشرعية ؟!
فخرجتُ حينها هائماً حزيناً أشكو إلى الله بثي وهمي، فاندلَعَتِ الاشتباكاتُ بالثقيل في الأتارب فانسحبتْ الدولة، وبجوار الأتارب (موقع الفوج٤٦) وفيه عددٌ من الكتائبِ منها شهداءُ الأتاربِ ومنها جبهةُ النصرةِ ومنها جبهةُ ثوارِ سوريا ، فاقتحمتْ الدولةُ على الفوجِ فَقُتِلَ من النصرةِ ١٠ وعددٌ من غيرهِم وعلى إِثْرِ ذلك اتسعتْ رقعةُ المعاركِ ضد الدولةِ لتصلَ جبل الزاويةِ والرقةَ وحماةَ، وكلُ فصيلٍ له في الفوج ٤٦ حقٌ اشتبك مع الدولةِ في مناطقَ أخرى (غضباً لمن قتلتهمُ الدولةُ في الفوج 46) ، وهنا جاءت مساندةٌ من الدولةِ للأتارب، وطريقُها يمرُ بكتائبِ نورِ الدين زنكي فرفضَ جنودُ زنكي مرورَ المساندةِ (قائلين): لا يُمكن أن نسمحَ لكم ولا للجيش الحر بالمرور، فلن نكون جسراً للفتنة ، فأرادتْ الدولةُ الدخولَ بالقوةِ فرفضَ زنكي، وتم الاشتباكُ فاشتعلتْ مناطقُ حلبِ الغربية، بالرغم من كون زنكي له علاقةٌ طيبةٌ بالدولةِ (سابقاً) ، وعلى الرغم من أن كتائبَ زنكي كانت معروفةً ببلائها الحسنِ في الجهادِ ضد النظام.
ثم مع ما كان عندَ الكتائبِ من مظالمَ سابقةٍ مع الدولةِ حاولتْ كلُ كتيبةٍ أن تَستَرِدَّ مظلمَتَها، وقام كلُ من له مظلمةٌ سابقةٌ مع الدولة باستردادِ مظلمتِه ، فاشتعلت الشام ، ثم تسلقَ بعد ذلك السُراقُ والخونةُ وطَفِقَ النظامُ يُشعلُ هنا وهناك فاختلطَ الأمرُ .. فليس الأمرُ كما يُصورُ البعضُ (أنها) حربٌ على الإسلام أو على إقامةِ دولةِ الإسلامِ ، وإلا فلو كان كذلك فَلِم لم تَحدثْ تلك الأحداث ، ولِمَ لم تنفتحْ تلك الجبهاتُ على جبهةِ النصرةِ تنظيمِ القاعدةِ الذي عُرف عداءُ أنظمةِ العالمِ كلِّها له ، ذلك التنظيمُ الذي بدأه شيخُ المجاهدين أسامةُ تقبله الله ثم تلاه حكيمُ الأمةِ الشيخُ الظواهري حفظه الله ، وليس عداءَ الناسِ دليلٌ على صدقِ منهجِك ..
فمن التغريرِ بالناسِ زعمُ أن كثرةَ الخصومِ دليلٌ على صحةِ المنهجِ ، بل قد يكون دليلاً على كثرةِ المظالمِ والشدةِ على الناس ، وهو والذي نفسي بيده رأيتُه ، وسَأُسْأَلُ عنه أمامَ الله، ولن أنسى ذلك اليوم حينما خطبتُ في جامعِ الأتارب قبلَ الأحداث ، فاحتشد الناسُ حولي يشكونَ لي مظالمَ كبيرةً وقعتْ عليهم من الدولةِ ، ولا أَملِكُ لهم حولاً ولا قوة، وإني لأقسمُ بالله لقد رأيتُ مظالمَ يشيبُ لها الولدانُ ، ارتُكبتْ مِن قِبَلِ الدولةِ في الشامِ ، وكانت سبباً لما وصلنا له اليوم، والله المستعان..
فكم رأينا من معتقلين في السجونِ بلا ذنبٍ أو تُهمة.. وكم رأينا قتلاً بالشُّبهة وتصفياتٍ لمعتقَلين ، ولعل آخرَها في هذه الأحداث حينما كنت أتفاوضُ لإطلاقِ سراحِ إخوتي أسرى الدولة ومبادلتِهم ، ففوجئتُ بقاضيْ الدولةِ يقولُ: قد اجتهدنا فصفّيناهم.. فَصُعِقْتُ من هذا الكلام، وقلتُ: هل ترونهم مرتدين؟ قال: لا، ولكن اجتهدنا في ذلك، قلت: وإخوانُنا الأسرى الذين نريدُ أن نبادلَ بهم ما حالهم؟ فقال هذا اجتهادُنا !!
وليست أحداثُ قصفِ مدينةِ عويجل بقذائفِ الهاونِ وقتلِ النساءِ والأطفال منا ببعيد، وقد وقفت على ذلك بنفسي ، وحين قلتُ لقادةِ الدولةِ: كيف تضربون الناسَ بالمفخخاتِ والله يقول ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا))؟!
فقال: مفخخةٌ واحدةٌ تقتلُ عشرين يعصمُ اللهُ بها المئات!!
فحسبنا الله ونعم الوكيل..
ولسنا ننكرُ وجودَ مظالمَ بل فظائعَ من جماعاتٍ في الجيشِ الحُرّ وغيرها، ولكننا نتكلمُ عن مشروعٍ إسلاميٍّ يُرادُ له أن يكون أنموذجاً لتحكيمِ شرعِ اللهِ والاهتداءِ بهدي رسولِه ..
... ثم بعد أن استعرَ الأمرُ واختلطَ على الناسِ .. قلتُ لا حلَ لهذا الخلافِ إلا بشرعِ الله .. وقلتُ إن في إطلاق مبادرةٍ تدعو لتحكيمِ شرعِ الله في ظل هذا النزاعِ قطعٌ للطريق على الصحواتِ وغيرِهم فأطلقنا (مبادرة الأمة)،واشترطنا فيها أن يكونَ القضاةُ ممن عُرف منهجُهم لاسيما في مسألةِ تحكيمِ شرعِ اللهِ تعالى والكفرِ بالطاغوتِ ونبذِ كل ما يخالفُ المشروعَ الإسلاميَّ ، وعرضنا مدةً لقبولِ هذه المبادرةِ فإذا بالأمةِ وعلمائِها يؤيدونها وعلى رأسهِم علماءٌ كبارٌ ابتُلوا في ذات الله بلاءً عظيماً (بل بعضُهم لا يزالُ في السجون) فمن المؤيدين: الشيخ المجاهدُ أبو قتادةَ الفلسطيني وأبو محمدِ المقدسي و د. إياد قنيبي و د.يوسف الأحمد و د. أكرم حجازي والشيخ حسين محمود وغيرُهم، ثم أعلنتِ الجماعاتُ المختلفةُ بصالحِها وطالحِها القبولَ بشرعِ الله حكماً بينها ؛ لينتهي الخلاف في الشام ولنعود لقتال النظام النصيري الذي بغى وطغى على المستضعفين ، فوافقت كلُ الكتائبِ على التحاكمِ لشرعِ الله ، أما إخوانُنا في الدولةِ هداهم اللهُ فقد أصدروا بياناً مفادُه عدمُ القبولِ بالتحاكم لشرعِ الله إلا بشروط فرضوها على خصومهم ليست في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ..
فاتّسعَت رقعةُ القتالُ وبدأتِ الأخبارُ تُشاعُ، والأكاذيبُ تُذاعُ، وأن هناك أخواتٌ يُغتصَبن، ويعلمُ اللهُ لقد ذهبت في أكثرَ من موقفٍ فوجدتُ الأمرَ مجردَ إشاعةٍ لا وجود لها ، وربما وقعت بعضُ الأمورِ والأحداثُ، ولكن الحديثَ عنها يتمُّ بطريقة يُرادُ منها تجييشُ الشبابِ للانخراطِ في اقتتالِ المسلمين فيما بينهم..
فأصبح كلُّ من أراد التورُّعَ وأحجم عن القتالِ يقالُ له: كيف تخذلُ إخوانَك وكيف تتركُ أخواتِك يُغتصبن؟! فيا سبحان ربي، إن كنا حقاً نريدُ نصرةَ أخواتِنا وصيانةَ أعراضِهنَّ فلنرضَ بشرعِ اللهِ تعالى حكماً بيننا لتتوقفَ الفوضى ويستمرَّ الجهادُ فلا تُراقُ حينئذٍ الدماءُ ولا تُنتهكُ يومئذ الأعراض.. ولما دعونا الناسَ لاعتزالِ الفتنةِ فإذا بالمفخخاتِ تضربُ في أماكنَ عامةٍ ، ووالذي نفسي بيده لقد وقفتُ بنفسي على كثير منها، على مفخخةٍ في دركوش انفجرتْ في مكانٍ عامٍ فسألتُ واليَ الدولةِ قلت: من استهدفتم؟
قال: قتلتْ ثلاثين من خصومِنا..
فذهبت رغم المخاطرة ووقفتُ بنفسي عليها فإذا بها لم تَقتلْ سوى من فجَّر نفسَه ورجلاً من عامةِ الناسِ وجرحتْ أربعةَ أطفالٍ، ومثلُها وقفتُ عليها في كفرناها قُتلَ فيها طفلٌ ومن فجر نفسَه ، وأخرى في ك وم قُتل فيها من فجر نفسَه فقط !!
وقفتُ على كل هذه بنفسي، يعلمُ اللهُ أنها شهادةٌ سأشهدُ بها بين يديْ ربِّ العالمين، فأستحلفكم بالله إخوتي ،،أمِن أجلِ هذا خرجنا من بيوتِنا؟
أهذه نصرةُ المستضعفين الذين قال الله فيهم: ((وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ))
يا سبحان ربي هل أرواحُ شبابِنا رخيصةً إلى هذا الحدّ؛ فيُزَجُّ بها في المفخخاتِ لتقتلَ أطفالاً ورجالاً عصم الله دماءهم..
ثم بأيِّ حقٍّ تُفجّرُ المفخخاتُ في مقرّاتِ إخوانِكم من الأحرارِ والتوحيدِ وغيرِهم فتقتلَ إخوانًا لكم يجاهدون ولم يثبتْ على أعيانِهم دمٌ ولا رِدّةٌ؟
ثم على فرضِ أنّ بينَكم وبين فصائلِهم مظالمُ؛ أفيكونُ القصاصُ بهذا الشكلِ؟
ألم يقُلِ اللهُ: ((وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا))؟!
يا الله !! ماذا سيفعلُ من فخَّخَ ومن فجّرَ ومن أرسلَ ومن أيّد.. ماذا سيفعلون بـ “لا إله إلا الله” إذا جاءتهم يوم القيامة؟!
ماذا سيقولون لذلك الطفلِ الصغير، ولذلك الشيخِ الكبير، ماذا سيقولون للنفوسِ الزكيةِ المعصومةِ التي ضربتها تلك المفخخةُ بلا ذنب!!
حاولوا إسقاطَ جميعِ العلماءِ حتى علماءَ الجهادِ الذين ابتُلوا في دينِ الله كشيخِنا الأسيرِ سليمانَ العلوان فك اللهُ أسرَهُ وشيخِ المجاهدين المقدسيِّ وأبي قتادةَ الفلسطينيِّ ود. إياد قنيبي والشيخ المحدث عبدالعزيز الطريفي والشيخ يوسف الأحمد.. بل وحتى حكيمِ الأمة (يقصد الظواهري) الذي أفنى عمرَه في الجهادِ وكتب اللهُ على يديه إحياءَ روحِ الجهادِ في الأمةِ بدأ بعضُهم يهمزُ به ويلمز..!
أسألك بالله.. ألم تتساءل: لماذا كلما خالفَ أحدُ العلماءِ والمصلحين الدولةَ في تصرفاتِها ومظالمِها انطلقوا في إسقاطه واتهموه ليصرفوا الناس عن الحقِّ الذي يقولُه؟ فهذا عالمٌ يقالُ عنه: بعيدٌ لا يعرفُ الواقعَ! وآخرُ أسيرٌ لم تُنقل له الحقيقةُ كما هي! وثالثٌ: متحاملٌ! ورابعٌ: جديدٌ لا يعرفُ الساحةَ!! وفي الأخيرِ لا يسلمُ أحدٌ من مثلِ هذا النقدِ إلا من وافقَ الدولة..!
وإنني والله لم أرَ علماءَ الجهادِ في الأرضِ اتفقوا على نقدِ مشروعٍ (إسلاميٍّ) ومخالفتِه كما اتفقوا على نقدِ مشروعِ الدولةِ في الشامِ،
أخي الحبيب.. يعلمُ الله أنني لستُ معادياً لمشروعِ قيامِ الخلافةِ الإسلاميةِ، بل لأجلِها نبذلُ مُهجَنا ودماءَنا، لكن على نهجِ النبوةِ، لا بتنفيرِ الناسِ وظلمهمِ وشقِّ صفِّ الجهادِ ورفضِ مبادرات التحاكم لشرعِ الله تحتَ ذرائعَ واهيةٍ ما أنزل الله بها من سلطان لا يصلحُ أن تكونَ حُجةً لصاحبِها))
انتهى كلام المحيسني
3 - الرعونة والتصعيد المستمر
-----------------------------------
وللأمانة التوثيقية نقول: قد تكون الدولة ظُلمت في بداية أحداث الأتارب .. وأقول (قد) لأني لم أطمئن بنسبة 100% لشهادات الشهود الذين حققت معهم بنفسي في هذه الواقعة (عكس الوقائع السابقة والقادمة التي لا أشك في دقتها) ، ولكن الذي لا أشك فيه أن الدولة استفزت الناس قبل ذلك مراراً بإصرارها على سياسة التطهير المنفرد بنفسها دون اللجوء للمحاكم الشرعية ودون تنسيق مع الفصائل الأخرى وباقي الشوكات والعُصَب ، وياليت قراراتها كانت صحيحة حتى يرى الناس فيها "روبن هود" المخلص بل رافق قراراتها أخطاء كبيرة أزهقت معها أرواح أبرياء (راجع الجزء الثاني).
ورغم أني تركت احتمالاً بأن ظلماً ما قد يكون وقع على الدولة (في بداية) أحداث الأتارب إلا أن ردود فعل الدولة على أحداث ا"لأتارب" و "مسكنة" تحديداً أكدت لي أن الدولة تعاني من رعونة شديدة في أدائها فقد كان شعارها (التصعيد المستمر وقطع طريق العودة) كان واضحاً جداً عدم اهتمامها بمحاولات الصلح والتهدئة ، واتضح لي بجلاء نقطة ضعف رهيبة جداً عند هذا التنظيم الوليد هي : ضعف الجانب التفاوضي الدبلوماسي ، فلا أعرف مشكلة انتهت معهم بالتفاهم والتفاوض - إلا نادراً - وكان الوسطاء والصالحون يرجعون عادة محبطين خالين الوفاض (راجع مبادرات المحيسني والأحمد وغيرهم) ..
كانت الدولة تصنع خصوماً جدداً يومياً بطريقة دراماتيكية عجيبة جداً مثل تلك التي ذكرها المحيسني عندما قتلت الدولة 10 من جنود النصرة بالفوج 46 ( وهذه تقريباً أول دماء تقع بين هذين الفصيلين تحديداً عكس ما تروج الدولة) ومثل تلك الواقعة التي صنعت فيها الدولة عدواً عنيداً ك(كتائب نور الدين زنكي) ذلك الفصيل الذي كان له دور في طرد الدولة من المنطقة فيما بعد وهكذا كانت تفقد الدولة أرصدتها يومياً في قلوب أهل الشام وتستجلب عليها العداوات ودعوات أهالي خيرة المجاهدين الذين قتلوا على يدها ..
4 - متواليات القتل والتكفير
-------------------------------
أحد أشهر الملاحظات التي أفزعت أهل الشام من الدولة أيضاً هو القتل ب(الانتساب) وهذه نقطة شديدة الحساسية وتحتاج لتوثيق خاص فمثلاً:
أنت أخ من صقور الشام .. وصقور الشام كانت بجوار الجيش الحر في الأحداث .. الجيش الحر صحوات مرتد .. إذاً حكم الصقور مثل حكم الجيش الحر وبالتالي حكمك مثل حكم الصقور .. حتى لو لم تشارك في أي اقتتال ضد الدولة (راجع قصة قتلهم لأبي المقدام بالجزء الرابع حيث سنعلن عن أسرار جديدة إن شاء الله حول هذه الحادثة المريرة العجيبة)
وهو نفس الشئ الذي فعلوه بعد ذلك بأخ مصري اسمه أحمد عندما اقتحموا مقرات الأحرار بالمنطقة الشرقية ، وكان الأخ قد قدِمَ من مصر منذ أيام فقط ولا يعرف شيئاً عما يحدث ، وكان مُحفِّظاً للقرآن ومعلماً لا علاقة له بالقتال وقد وضَّح لهم ذلك ، ولكنهم قتلوه لمجرد انتمائه للأحرار المرتدين عندهم ..
5 - خصوم الدولة ليسوا سواء
----------------------------------
ولا أنفي أن (بعض) خصوم الدولة (خاصة من الجيش الحر لا الكتائب الإسلامية) توسع في قتل عناصر الدولة بطريقة غير شرعية ، بل اشتهر أن بعض مجرمي الجيش الحر صار يقتل كل مهاجر ظناً منه أن المهاجرين كلهم في صف الدولة ، حتى كنت أتواصل مع بعض إخواني المهاجرين فيخبروني أنهم يختبئون في أماكن سرية كي لا يقتلهم أعداء الدولة رغم أن هؤلاء المهاجرين أنفسهم ضد الدولة
(لكم الله أيها المهاجرون)
وما أشهد به أن أعداداً هائلة من المهاجرين ضد الدولة لا كما يعتقد كثير من أهل الشام ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولا داعي أن نكرر أن "من" الجيش الحر (لا الكتائب الإسلامية) مجرمين يستحقون أن يصلبوا وتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ، ووسط هذه الأجواء ومع اشتعال أحداث الأتارب قررت على المستوى الشخصي التأني التام ، فاعتزلت كل هذه الأحداث وأمسكت لساني ولزمت بيتي إلى أن هدأت ، ولا والله ما تلطخت يدي بدم امرئ مسلم ولا حرضت بلساني على أحد الطرفين ، ولكني لا أنكر على من قاتل من يراهم الفئة الباغية ولا أعتبر نفسي أكثر منه ورعاً (باختصار رأي شخصي لم أدعُ إليه ولم أنهَ عن غيره).
كل مظاهر التعنت والرعونة السابقة أدت إلى اشتعال الأحداث ، وفي المقابل استبسل خصوم الدولة استبسالاً عجيباً حتى انتهت تلك الأحداث بطرد الدولة من المناطق الغربية المحررة كاملة واستقرت الدولة في المناطق الشرقية بعد أحداث أخرى دامية يطول شرحها.
6 - لماذا لا يتعاطف أهل الشام مع الدولة؟
------------------------------------------------
مهم جداً هنا أن نقول:
كل ما تعرضه الدولة من مقاطع وصور لضحاياها كان في هذه الفترة (أي بعد أحداث مسكنة) لذلك لا يتعاطف أغلب أهل الشام مع كل صور وفيديوهات ضحايا الدولة ، لأنها مقتطعة من الخط الزمني الكلي للأحداث ، ومقتطعة من التحليل الفكري لمنظري الدولة وثلاثية:
(التحكم والاستعلاء) راجع الجزء الأول http://goo.gl/kKR8uZ
(التحريض الغير مباشر والشحن العقدي والنفسي لأعضائها) راجع الجزء الثاني http://goo.gl/L6C3Mw
(التكفير) انتظر الجزء الرابع ..
وبما أن القتل والتكفير صديقان حميمان عبر التاريخ ، فقد قررت أن أُفرِدَ الجزء الرابع لكل مشاهداتي التكفيرية عند الدولة التي رأيت بعضها بعيني أو حكاها لي الثقات الذين وثقتُ شهادتهم بنفسي بسند متصل ، ومنهم من اعتقل داخل سجون الدولة فسمع من شرعييها بنفسه ورآها من داخل الداخل.
وقبل أن ننتقل إلى الجزء الرابع والذي أراه أخطر الأجزاء أستحسن أن أترككم مع جملة بليغة قالها المحيسني في شهادته ، أظنُّ أن أكثرنا بحاجة أن يذكر نفسه بها رغم بساطتها وشهرة محتواها :
((إن القضية ليست قضية عواطف وشعارات ولكنها قضية مشروع تفنى دونه أرواحنا ودماؤنا))
مسعر حرب- ضيف كريم
- عدد المساهمات : 535
تاريخ التسجيل : 24/09/2015
الدولة التي رأيت شهادتي للخلافه الموعودة / الجزء الرابع والخامس الاخير
الجزء الرابع
بَذَلت الدولة جهداً كبيراً لتدفع عن نفسها شبهة القتل والتكفير ، ورَدًّدَت عشرات المرات أنها لا تكفر المسلمين وأنها لم تبدأ خصومها بالعداوة ، وقد وضحنا بجلاء في الأجزاء السابقة http://goo.gl/Qxiu7j وبالتسلسل التاريخي ومن كلامها هي أنها هي من بدأت الاعتداء والاستعلاء على باقي إخواننا المجاهدين .
وفي هذا الجزء سنبين بوضوح أن الدولة غارقة في مستنقع التكفير الذي أدى بها لكل تلك الجرائم .. سأسرد بعض القصص التي عشتها بنفسي وسأنقل شهادة بعض الشهود الذين وثقت شهادتهم بنفسي ، وسأسلط الضوء ببساطة على بعض بيانات الدولة التي لم ينتبه أغلب الإخوة لما فيها من تكفير صريح لخيرة المجاهدين ، أدى بعد ذلك لاستحلال دمائهم.
أُذَكّر القارئ أني أكتب مذكرات ، والمذكرات هي مجموعة قصص وأحداث عاشها صاحبها ، ومعلوم أن الاقتناع بفكرة يمر بعدة مراحل ، وكنت في بداية الأحداث ميالاً للدولة ، وكان هذا الميل يزيد كلما سمعت شبهات (بل أكاذيب) عن الدولة لا زال بعض الإخوة يرددها حتى اليوم ، ولازلت أذكر أكثر من مجلس دافعت فيه عن الدولة (في البداية) حتى بدأت أسمع همس الهامسين بأني (متعدشن على الطريق).
1. مواقف تكفيرية متفرقة قبل الاشباكات
---------------------------------------
في البداية لم أكن ألقي بالاً لعشرات العبارات والمشاهد التكفيرية التي كنت أظنها مجرد أفكار شاذة لا يترتب عليها عمل أو خطورة ، ولكني أدركت بعد ذلك أني كنت متهاوناً في تقدير حجم الخطر ، وشيئاً فشيئاً وقصة تلو أخرى بدأ جهاز الاستقبال عندي يصبح أكثر حساسية..
ولا زلت أذكر أول تلك المشاهدات "المضحكة المبكية" قصة حكاها لي أحد الإخوة الثقات وكان شاهد عيان على بعض تفاصيلها:
أمر أحدُ الشرعيين بالدولة أحدَ الآباء (منتسب للدولة أيضاً) أن يُفَرِّق بين ابنته وبين زوجها (زوجها هذا هو صديق صديقي الذي يروي القصة) ؛ لأن زوجها هذا مرتد فقد شارك في الانتخابات المصرية !!
وبالفعل امتثل الأبُ لأمر ذلك الشرعي ومنع ابنته من زوجها ولم تَعُد له حتى وَقَّع الزوج على ورقة استتابة !!
وكان هذا قبل وقوع أيِّ صدامات بين الدولة وخصومها ..
الله أعلم بدقة هذه القصة وهي لا تهمنا كثيراً ولكني أشرك القارئ في التدرج النفسي الذي مرَّ بي تجاه الدولة منذ البداية ، ومثل تلك القصص على بساطتها عندما تضمها لبعضها قد يتضح لك شئ ما .. ولكني لم أكن أعتمد مثل هذه القصص مهما كثرت لتغلب المنهج البحثي الاستقصائي على شخصيتي..
موقف آخر .. أخبرني أحد الإخوة مستغرباً أنه حضر دورة شرعية عند الدولة سمع فيها بأذنه تكفير الدولة للشيخ ابن باز رحمه الله (وغفر له زلته) بسبب فتواه الشهيرة بجواز الاستعانة بالأمريكان أيام حرب العراق الأولى.
ومرة ثالثة كنتُ في زيارة لمقرٍ به عشرات المهاجرين ، وبعد أن صلينا الفجر قدمني أحد من يعرف عني اهتمامي بباب السياسة الشرعية ، فسألني أحد الإخوة السؤال المُلَغّم الشهير:
ما رأيك في مرسي؟
(وكان مرسي لازال يحكم مصر)
ولخبرتي بهذا النوع من الأسئلة اعتذرتُ عن الإجابة ونصحت بأن نكمل أذكار الصباح ، فألحَّ باقي الإخوة عليَّ أن أُجيب ، ولكن ليقيني أن السائل يريد أن يسمع إجابة معينة ، ولعلمي بتنوع معتقدات الحاضرين ، وأن ردي ربما يسبب فتنة كررت الاعتذار عن الإجابة ، فما كان من أحد الحضور إلا أن قال -باندفاع متوَّقع- كلاماً معناه:
(لماذا تتهرب من الإجابة .. مرسي والإخوان مرتدون ردة أوضح من الشمس)
وبعدها علمت أن كل هؤلاء الإخوة التحقوا بالدولة ..
مواقف عديدة جداً (قبل أي اشتباكات) كانت تقول لي:
هؤلاء الإخوة سيتسسبون في مشاكل كثيرة مستقبلاً .
2. تفاصيل جديدة عن قتل الدولة لأبي المقدام (صائد الدبابات)
---------------------------------------------------------------------
بعد مقتل أبي المقدام بعدة أسابيع راسلتُ أحد الإخوة القريبين جداً منه ، وسألته:
ما سر تأكد الأحرار أن الدولة هي من قتلت أبي المقدام؟
فقال لي: سألتَ خبيراً.
ثم أردف قائلاً: سأروي لك بعض التفاصيل التي لم يتيسر نشرها ولازال لا يعرفها إلا أسرة أبي المقدام وقلة من أصدقائه رحمه الله.
فسررت أني وصلت لخيط جديد في توثيق هذه اللقطة الدموية من تاريخ الثورة.
قال لي: أرسلت الكتيبة الخضراء وفداً صغيرا لمنزل أبي المقدام بعد استشهاده ليقصوا على أسرته تفاصيل اعتقاله قبل قتله ، وكنت حاضراً لهذا المجلس ، وكان في هذا الوفد شهود عيان يحكون لنا ما رأوه مباشرة دون وسيط ..
ثم توقف هذا الراوي عن الحديث لانشغاله فقد كنت أحادثه على الإنترنت ووعدني بإرسال ما سمعه من وفد الكتيبة الخضراء كاملاً وبالفعل أرسل لي الأسطر التالية بعد عدة أيام (تركت أغلب أخطائه اللغوية كما هي وصححت فقط ما يستعصي على القارئ فهمه):
قصة أبو المقدام - تقبله الله
تراسل الأخ أبو المقدام مع الأخوة في جبهة القلمون وأخبروه بأنه يوجد عندهم صواريخ كونكرس ولا يوجد شخص محترف ، والمعركة هناك عصبها الحيوي المضادات بعيدة المدى ، ومع أن المسافة بعيدة جدا كونه يقيم في مناطق قريبة من الحدود التركية ويلزمه أن يقطع سورية كاملة حتى يصل إلى حدود لبنان ، والطريق فيه ما فيه ، فاعتبر هذا النداء أمانة يُسأل عنها يوم القيامة ، وبالفعل ذهب بمفرده واصطحب معه قاعدة إطلاق كونكرس ، وكان برفقة الكتيبة الخضراء ، وهي كتيبة مستقلة أغلبها من المهاجرين ولها شبه هدنة مع داعش ، وتستطيع المرور من مناطقهم ، وبالفعل ذهب متخفياً على أنه تابع لهم ضمن قافلة إغاثة ، وأخفى قاعدة الإطلاق ضمن الإغاثة ، و وصل إلى القلمون وخاض معارك ودمرَ دبابات ، ووفقه الله أن يوقف رتل لحزب اللات ، واوجع الإحتلال هناك كثيرا ، وسطر بطولات وملاحم ، وفكر أن يبقى يعمل في ذاك الثغر كونه يسده ، ثمَّ عاد ليزور عائلته ويخبرهم بقراره ، وفي طريق عودت أبو المقدام رحمه الله تعالى أوقفت داعش الرتل التابع للكتيبة الخضراء ، فقال له أبو عويد مسؤول المنطقة لداعش لك الأمان إن اخبرتنا بالجهة التي تتبع لها ، فأخبره أبو المقدام أنه من أحرار الشام ، وقد كان الوحيد الذي تورع في قتالهم ، ولعله حين أخبرهم بهويته ظن أن هذا يشفع له عندهم ؛ لأنه فعلاً يوم المعركة معهم لبس لباس مدني وذهب لأحد أصدقائه من الدولة "أبو البراء الجزائري" ، وأخبره أنه شخصيا لن يقاتلهم ، فلما تعرف الحاجو على شخصيته اعتقلوه ، وغادرت الكتيبة الخضراء بدونه ، وعندما عاد قيادات الكتيبة الخضراء شاهدوا أبو أيمن العراقي يجر أبو المقدام من رأسه ويضعه في سيارته ، وجاء إليهم وقال لهم : لم تنقلون معكم أحرار الشام ؟
وفي اليوم الثاني أو الثالث من هذا الكلام ظهرت صور نحره ، والذي تعرَّفَ على شخصيته بالحاجز هو سائق "أبو ... قيادي معروف بالدولة" ، والذي اعتقله "أبو .... قيادي بالدولة" وهذه القصة أنقلها عن إخوة الكتيبة الخضراء الذين كانوا معه منذ خروجه إلى القلمون حتى اعتقل من بينهم))
انتهت شهادة صديق أبي المقدام.
ومرت الأيام وهذه الرواية لا تفارق رأسي ، حتى كنت مرة بمدينة سراقب فقررت زيارة أسرة أبي المقدام وقابلت أحد إخوة أبي المقدام ، فحكى لي نفس الرواية تقريباً من أولها إلى أن زارهم وفد الكتيبة الخضراء بالبيت وحكوا لأسرته التفاصيل السابقة.
وبالأمس فقط 20 – 10 – 2014 قابلت أحد أصدقاء أبي المقدام فقال لي:
مرة كان أبو المقدام في السوق عند محل حلويات فسأله أحد الإخوة قائلاً:
ماذا ستفعل لو دخلت الدولة مقر كتيبتكم ؟ فقال : سأضيفهم بهذه الحلوى.
وهذا الفيديو الهام http://goo.gl/6uAZJ7 بجوار هذه الرواية كاف جداً للرد على إنكار مشجعي الدولة ، وأنا مؤمن جداً بمحتوى هذا الفيديو لأني رأيت بنفسي جميع هذه الصور المعروضة بالفيديو على حساب قاتل أبي المقدام قبل أن يحذف.
نقطة التحول الكبرى (البيان الذي أزال الغموض)
-------------------------------------------------------
من أعجب الأمور أن مئات المعجبين بالدولة ينفون عنها تهمة الغلو في التكفير بينما الدولة نفسها لا تنفي أنها تكفر خيرة الجماعات الجهادية ، وليس هذا رأياً فرديا من بعض شرعييها بل هذا موقف رسمي يُدَّرسُ في معسكراتهم ودوراتهم الشرعية ، بل ومذكور في بياناتهم الرسمية ، ويكفي أن تقرأ فقط بيانهم في الجبهة الإسلامية الطافح بالتكفير ..
لازلت أذكر لهفتي وكيف كنت ألتهم هذا البيان حين نزل ، ولازلت أذكر الصدمة التي صدمتها عند قراءتي بعض الجمل التي وردت فيه مثل:
((إن أمراء ما يسمى بالجبهة الإسلامية قد تلبسوا بمناطات كفرية قبل إنشاء جبهتهم وبعدها، ومن أهمها: تقرير وتصحيح مذهب الكفار فضلا عن تولي المرتدين في هيئة كفرية، وهي هيئة الأركان))
ولن أقف عند تكفيرهم لهيئة الأركان هنا (بالقبول أو الرفض) ولنا عودة علمية تأصيلية خارج هذه المذكرات إن شاء الله ، وإنما هالني ما تلى ذلك من تحكم وتعنت في إلصاق حكم الردة عنوة بالجبهة الإسلامية وإلزامها بما ليس بلازم واقرأ:
•(( فإذا عُلم حكم هيئة الأركان، تقرر لدينا الناقض الأول الذي تلبس به أمراء ما يسمى بالجبهة الإسلامية وهو: تولي أمراء الجبهة للمرتدين وموافقتهم لما هم عليه من الكفر وذلك لعضويتهم في هيئة الأركان))
ولم يكتفِ البيان بتكفير الجبهة الإسلامية بل قعَّدَ قاعدةً تكفيرية عجيبة تقول:
• ((وكل من تولى الأركان والائتلاف، أو ناصرهم، أو أعانهم، أو قاتل تحت رايتهم، فحكمه حكمهم سواء بسواء قال تعالى ومن يتولهم منكم فإنه منهم)) انتهى
بل راحوا لأبعد من ذلك فقد كفروا الجبهة الإسلامية حتى لو كانت تنكر في باطنها على الأركان:
• ((فإذا تقرر هذا فمن ادعى من أمراء الجبهة أنه يخالف هيئة الأركان ومجلسها العسكرَّي في الباطن مع موافقته لهم في الظاهر، تحت أي ذريعة كانت، فإن هذا الادعاء لا يرفع عنه حكم الردة)) انتهى
بل انظر إلى التحكم العجيب في إسقاط الأحكام فالإنكار بالقلب عندهم في هذه المحنة الملتبسة المتشابكة لا يخرجك من الردة (رغم أن رموز الجبهة الإسلامية أنكروا أصلاً كل مشروع يفكر بعلمنة سوريا) لكن هذا لا يكفي عندهم بل ولا يكفي حتى ترك هيئة الأركان:
• ((ولو أن أمراء ما يسمى بالجبهة الإسلامية تركوا العمل في هيئة الأركان، فإن مجرد الترك - على فرض حصوله - لا يكفي لإعادتهم إلى دائرة الإسلام ما لم يستوفوا شروط التوبة الآتي ذكرها، ويعلنوا أنهم تركوا العمل في هيئة الأركان لكونها موطن ردة)) انتهى.
ورغم صفرية حججهم في تكفير الجبهة الإسلامية عند البحث العلمي
(الذي أعد القراء مرة أخرى أن أفرده برد خاص ويمكن مراجعة هذا الرد مؤقتاً http://justpaste.it/i2s5 )
فقد ضربوا عرض الحائط بباقي أدبياتها وصيحاتها المحكمة التي تنادي بالشريعة فقال البيان:
• ((فإذا تقررت ّردة أمراء ما يسمى بالجبهة الإسلامية بما تقدم من النواقض قبل تشكيلها ... فلا اعتبار بما أوردوا من بيانات ومواثيق وتصريحات؛ إذ ليس فيها ما يدل على تحقق أي شرط من شروط التوبة)) انتهى بتصرف يسير
ولمن ظن أنهم يكفرون القادة لا الجنود نقول اسمع لهذا المقطع الطافح بالتكفير الجمعي:
• ((فإذا تقررت ردة أمراء ما يعرف بالجبهة الإسلامية .... فليعلم أن كل من التحق بهؤلاء المرتدين بعد العلم بحالهم وقاتل تحت رايتهم فحكُمه حكُمهم سواء بسواء، فلا خلاف بين أمة التوحيد في حكم من صار مع المرتدين وأعداء الدين ، في أنه من جملتهم وحكَمه حكُمهم))
وقد وردت جملة جعلت بعض الإخوة يظن أن الدولة لا تكفر قواعد الجبهة الإسلامية:
(فإذا تقرر هذا فليعلم أن حكم الردة لا يطَّرد عندنا في أفراد وأتباع ما يسمى بالجبهة الإسلامية))
وللإجابة نقول لمن ظن هذا الظن أكمل باقي المقطع واقرأه كاملاً:
• (حكم الردة لا يطَّرد عندنا في أفراد وأتباع ما يسمى بالجبهة الإسلامية، إلا بعد علمهم بحال رايتهم المتمثلة في امرائهم، فلا يحكم بردة أعيان هذه الطائفة إلا بعد علمهم بحال أمرائهم وردة هؤلاء الأتباع يكون من جهة اتباعهم المرتدين من أمراء ما يسمى بالجبهة الإسلامية)) انتهى
لم يقولوا (أتباع الجبهة الإسلامية مسلمون) بل قالوا (نحن لا نكفر أتباع الجبهة الإسلامية إلا بعد علمهم بحال رايتهم) وهذا يعني أنهم يكفرون الأتباع أيضاً (بشرط معرفتهم بتلك الأحكام التي بينها البيان) ، فلا يقولن قائل أنهم لا يكفرون الأتباع بهذا الإطلاق مجدداً بل يكفرونهم بأعيانهم ويقتلون الإخوة في المعركة قتال المرتدين ، لذلك يُجهزون على الجريح ويتتبعون الفار ويغتنمون أموال إخواننا بالجبهة إلى آخر أحكام قتال الردة لا البغي ، وبذلك تعرف سبب ذبحهم لأبي المقدام وغيره رغم القبض عليهم في أوضاع مدنية ورغم ثبوت عدم مشاركتهم في قتال الدولة وهو ما أكده البيان عندما ختم هذه الفقرة بقوله:
(فالقاعدة أن التابع له حكم المتبوع، وهذه التبعية والمشاركة لهؤلاء الأمراء ردة عن دين الإسلام، فهم كالطائفة الواحدة في الأحكام الدنيوية وكذلك في الأخروية) انتهى
بعد هذا البيان اتضح لي كل شئ واتضح لي مصدر الخلل عند الدولة ، ورغم أن الدولة هي من كتبته لتوضيح موقفها ، فقد كان هذا البيان نقطة تحول كبيرة عندي وعند كثير من الباحثين وطلاب العلم ، وبدأْتُ رحلة بحثية جديدة هي رحلة البحث عن إجابة هذا السؤال :
هل الدولة تكفر (جبهة نصرة/القاعدة بالشام) أيضاً؟
لم يكن سؤالاً فضولياً ، لكن كان لي هدف بحثي من ورائه هو:
التعرف على حدود التكفير عند الدولة .. أين تتوقف الدولة عن التكفير بدعوى الولاء والبراء؟
إذا كانت (جبهة نصرة/القاعدة بالشام) التي رماها العالم كله بالإرهاب كافرة مرتدة عند الدولة فأين تقف الدولة عن التكفير؟
والحقيقة أن رحلتي في توثيق إجابة هذا السؤال لم يكن لها معنى فلو صبرت قليلاً لتكشفت الإجابة بيسر، ففيديو واحد كهذا الفيديو كان كفيلاً بتوقفي عن البحث http://goo.gl/eXUZr9
ولكن قدر الله وما شاء فعل فقد استفدت من تلك الرحلة أشياء أخرى كثيرة ، وغصتُ في بحث مسائل جديدة في بابي المفضل (السياسة الشرعية) ، ولكن دعوني أثبت لكم أن هذا الفيديو ليس حالة فردية ..
4. مكالمة سكاي بي مع أحد المنتمين للدولة:
----------------------------------------------------
في رحلة الإجابة عن هذا السؤال: (هل تكفر الدولة جبهةالنصرة؟) حدثت هذه المكاملة على السكاي بي بيني وبين صديق سوري تعرفت عليه في المناطق المحررة قبل أن يبايع الدولة ، وفجأة اختفى ، فلما سألت عنه قالوا: بايع الدولة ..
تواصلت معه على السكاي بي ودار بيني وبينه حوار طويل أقتطع ما يعنينا منه ولن أتصرف في شئ من كلامه بل سأنقله بكل أخطائه الكتابية
(ملحوظة : gam هي أول حروف اسم حسابي على السكاي):
10/04/2014 08:23:49 م] gam : هل الدولة تعتقد بكفر أحرار الشام ؟ اريد أجابة دقيقة مقتضبة جدا يا (ابو ...)
[10/04/2014 08:25:23 م] (ابو ....) : اخي الكريم انا حجوبك على بعرفو ويلي مابعرفو رح اخلي الشرعي يجاوب ان شاء الله
[10/04/2014 08:26:18 م] (ابو ....): اخي الدولة حكمت على احرار الشام بلردة لتعاونه مع الجيش الحر على قتال الدولة ولغدر عناصر احرار الشام بلدولة
[10/04/2014 08:28:34 م] gam: جزاك الله خيرا
[10/04/2014 08:28:41 م] gam: السؤال الثاني
[10/04/2014 08:28:45 م] (ابو ....): بدك جواب شرعي مع أدلة ان شاء الله الشرعي يعطيك الجواب المفيد
[10/04/2014 08:29:09 م] gam: هل الدولة تعتقد بردة جبهة النصرة ايضا ؟
[10/04/2014 08:34:56 م] (ابو ....): نعم اخي لشتراكها القتال معى الجيش الحر والبيككه (الأكراد) ضد الدولة وكانت تكفر الجيش الحر والبيككه ، كيف تقاتل معهم وتكفرهم؟
[10/04/2014 08:35:55 م] gam: جميل .. أنا سعيد جدا بتعاونك معي وسعيد اكتر بهذا الوضوح
[10/04/2014 08:36:09 م] gam: هل ممكن اكمل اسئلتي؟
[10/04/2014 08:38:00 م] (ابو ....): هههههههههه اخي انا ما عم اوضحلك شي ان شاء الله الشرعي سوف يعطيك الجواب المفيد اكثر من ذلك شكرا اخي على المجاملة
[10/04/2014 08:38:11 م] (ابو ....): تفضل اخي اكمل اسئلتك ,, قال شيخ الإسلام ابن تيمية : لو رأيتموني أقاتل في صفوف التتار وعلى رأسي مصحفا فاقتلوني ! فكيف لو رأى طائرات ابن سعود تقاتل في صفوف الصليبين ؟
[10/04/2014 08:42:59 م] gam: جميل.. لكن قبل ما اكمل خليني اتاكد من شئ .. انت سمعت الاجابات السابقة على السؤالين اللي فاتوا بأذنك ولا اجاباتك مجرد استنتاجات منك؟
[10/04/2014 08:44:03 م] (ابو ....): اخي انا اعرف انت ماذا تريد ان شاء الله الشرعي حيشفي صدرك وحيجاوبك على كل الأسألة .. انت اكيد عم تشوف اعلام شو رايك بيلي عم يصير اخي انت جاوبني
[10/04/2014 08:45:47 م] gam: انا الاعلام كله لا يعنيني بشئ وانا يا ابو .... لا احكم على الاخوة الا اذا سمعت منهم بنفسي الاعلام كذاب ولو صدقته ما سألتك يا أخي ... س قبل ما ننتقل لأي نقطة خلينا نقفل النقطتين السابقتين تماما .. واسمحلي اعيد السؤال .. اجاباتك السابقة انت سمعتها بنفسك صح؟ يعني ليست استنتاجات لاني لا اريد ان اُُكوّن فكرة ثم يقال لي : هذا الكلام كلام اخ بالدولة لا يعبر عنها لذلك اسألك هل هذا كلام الشرعيين ولا توقعاتك
[10/04/2014 08:50:28 م] (ابو ...) : هذا كلام شرعيين طبعا اخي بس مو دقيق الشرعي حيجاوبك جواب دقيق وان متأكد رح يشفيلك صدرك ويغيرلك رايك بلدولة
[10/04/2014 08:52:21 م] gam: صدقني انا ابحث عن الحق ومشتاق جدا للحديث مع شرعي فعلا لان المعلومات اللي بتوصل للعالم عنكم غير دقيقة وانا اوعدك اني ابلغ صوتكم بدقة .. لكن عفوا ما قصدك بكلمة (غير دقيق؟) يعني هل ممكن اسمع من الشرعي كلام مختلف كعدم كفر النصرة والاحرار ولا انت قصدك انهم كفار اكيد والتوضيح اكتر سيكون عنده؟
[10/04/2014 08:55:20 م] (ابو ....): وين رحت اخي
[10/04/2014 09:42:28 م] (ابو ....): اخي ان شاء الله حتسمع جواب موضح وجيد ومن اجل كفرهم لا مجال الى الكلام فيه
ثم ختم بهذه الجملة الصادمة ذات الدلالات البعيدة:
((( اخي نسينا تكفيرهم من زمان الان المشكلة فيمن لا يكفرهم ))) !!!!!!
5. صلاح الدين الشيشاني يدق مسمار التكفير الأخير
----------------------------------------------------------------
هناك فصائل قليلة جداً بالشام تأذن لها الدولة بالمرور على أراضيها: جند الأقصى - الفجر - جيش المهاجرين والأنصار ويرأسه صلاج الدين الشيشاني ، وقد اندمجت تحته الكتيبة الخضراء ، ثم اجتمعت هذه الفصائل في تجمع أطلقوا عليه (أنصار الدين) ، وبالتالي لا يمكن الطعن في شهادة الرجل بحجة عدم الحياد، فالدولة تفرق بين خصومها وبين هذه الفصائل الثلاثة بالذات ، وكانت تعاملهم في أشد أوقات الفتنة معاملة مختلفة ، ومن عاش بالشام يعرف معنى أن يسمح لك حاجز الدولة أن تمر بسلام وأنت تنتمي لفصيل آخر.
خرج صلاح الدين منذ أيام في مقطع فيديو قال فيه أنه ذهب للدولة في محاولة تهدئة يبدو أن (الجبهة الإسلامية) و (جبهة النصرة) كانوا موافقين عليها ولكن الدولة قابلت ذلك بالرفض بل قال ما نصه في الترجمة:
فأجاب تنظيم الدولة بالرفض وعللوا ذلك بأنهم كفــــــــــار ولا عهود لهم (يقصدون النصرة والجبهة الإسلامية)
https://www.youtube.com/watch?v=qoNPvnFrkEU
وكالعادة شغب بعضهم على هذه الشهادة وطعنوا فيها بحجة أن الأحرار لم يفوضوه!
وهذا لا يسقط شهادة هذا القائد الثقة فالمتأمل يلحظ أن الرجل لم يقل أن
(جبهة النصرة والأحرار) هم من فوضوه بل قال (جبهة النصرة والجبهة الإسلامية)
ومعروف أن الجبهة الإسلامية لا تتكون من الأحرار فقط ولعل بعض عناصر أو قيادات آخرين بالجبهة الإسلامية هم من طلبوا منه ذلك باسم تنظيماتهم أو بصفة شخصية.
6. منوعات تكفيرية
---------------------
إذا تكرر فكرة معينة بكثرة داخل تنظيم معين لدرجة أن تصبح سمة بارزة على أفراده فلا يمكن أن يقال حينها (التنظيم غير مسؤول) أو (تصرفات فردية) فما بالك عندما يبارك التنظيم القواعد الاستدلالية التي تؤدي لهذه الأفكار ويؤصل لها ويجودها ؟
وقد تيسر لي أن أتتبع في صمت بعض عبارات شباب الدولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، فلاحظت كما لاحظ الجميع نبرة التكفير الغير منضبطة ، وعلم الله أني كنت أتلمس بعض الأعذار ك(لعلها حسابات وهمية) و (ربما لا ينتمون للدولة) إلخ
ولكن لحسن الظن حدود وإلا تحول لخداع للنفس وإنكار للواقع .. عندما تتطابق مئات التغريدات الدموية التكفيرية مع فيديوهات عفوية لشباب التنظيم مع بيانات الدولة الرسمية مع شهادات عشرات الشهود الثقات فلا مجال حينها لورع في غير محله من جنس: (لا أستطيع أن أحكم حتى أسمع منهم بنفسي)
وغالباً لا ينتبه من يقول ذلك أنه بالفعل يسمع منهم بنفسه دون أن يشعر ففيديوهاتهم أنت تسمعها منهم بنفسك .. وبياناتهم أنت تقرأها منهم بنفسك ..
** لا زلت أذكر كيف كنت أكذب نفسي وألتمس الأعذار وأنا أشاهد عدة فيديوهات لإخوة انشقوا من الدولة يروون ما شاهدوه من غلو في التكفير وتساهل في الدماء.
** ولازلت أذكر كيف كنت أكذب نفسي وأنا أسمع بأذني مباشرة من أحد الإخوة الذين أسرتهم الدولة وهو يحكي لي ما لاقاه من تعذيب في سجونهم
بل كنت أكذب عيني وأنا أرى يده المكسورة وإصبعه المسحول الذي دقوه بالشاكوش قبل أن يطلقوا سراحه لعدم ثبوت أي تهمة عليه (أي والله رأيت يده بعيني عقب خروجه من سجونهم)
[B]** ولا زلت أذكر كيف كنا نضحك من طرافة الكوميديا السوداء للمدعو أبو ذر الجزراوي وهو يقول لمحدثه في الفيدو الشهير:
أبو تركي إنت حكمك ما دمت تقاتل تحت راية الجولاني فأنت مرتد انفد بجلدك .. والله مرتد يا ابو تركي .. والله لو يمكنا الله منكم أقسم بالله ما نرحمكم .. انفد بجلدك وانا اخوك" [URL='[MEDIA=youtube]PSuPGcpJl9o[/MEDIA][MEDIA=youtube]PSuPGcpJl9o[/MEDIA][/URL]
وكالعادة كنت أُعمل ماكينة الأعذار فأقول لعله فرد متهور أو لعل الفيديو مفبرك أو لعل بعض الحاقدين هو من سجل هذه الكلمات ليورط الدولة ومن أدراني أنه من الدولة .. إلخ
** ولازلت أذكر كيف كنت أُغلب المنهج العلمي التحقيقي البحثي وأقول على مثل هذه المادة أنها مهاترات صبية ومبالغات فردية لايمكن أن نحاسب التنظيم كله عليها:[URL='[URL]https://www.facebook.com/l.php?u=https%3A%2F%2Fwww.youtube.com%2Fwatch%3Fv%3DdBXepPGtR3A&h=AAQGl5Gbg&enc=AZPCsDRgTko6hfhotQ52BV5QHy_b2-aCM3eahJVnnloKMoTX5HWjEFQSFItK5Fo8Drhy2lv-4Lr1FmUxWojabItPdCcL6Bzv-Gyb0BjvUVsAgaBVjdwhdCD-Z-QH2J3Gb5bbSXeCwozIyc9DazCxiEQKfoCccpC8jV9_8V0sRKHoOA&s=1'][/URL][B][MEDIA=youtube]dBXepPGtR3A[/MEDIA][/URL][/B]
[B]** لا زلت أذكر كيف كنت أكذب نفسي وألتمس الأعذار وأنا أشاهد ذلك الشاب الجزراوي الانغماسي المنشق عن الدولة الذي بكى ندماً وهو يروي شهادته التي جاء فيها (كان يأتينا الشرعيون ويقولون أن الجبهة الإسلامية مرتدين .. وبعدها قالوا جبهة النصرة مرتدين) [URL='[URL]https://www.facebook.com/l.php?u=https%3A%2F%2Fwww.youtube.com%2Fwatch%3Fv%3DjAnDEdclqc8&h=xAQFPuroU&enc=AZPjoG3igf6PMF9thzgNKdAHxibjfp3Dgu6QpxaPhrxTd6IjFBMWueTzS0IM1NNacrB6tWyLpN8V7MptmoS36VPgrh8a0ljcnaKYDNcJl1s1rQQHvtuQVJ1DtmYoXFduJnPb5TXhJ2DWgYRJkxXMN01QMkAzDt0z4njGF7_6lxg3cA&s=1'][/URL][MEDIA=youtube]jAnDEdclqc8[/MEDIA][/URL]
** ولازلت أذكر كيف كنت أحسن الظن عندما أقرأ مثل هذه التغريدات على حساباتهم وأقول لعلها حسابات مزورة:
1 - الله أكبر الآن تم تطهير مركدة من صحوات جبهة الجولانى و أذنابه من قبل أسود الدولة الإسلامية فى ولاية البركة (والصحوات عندهم مرتدون).
2 - أدين الله أن الجولاني ومن معه طائفة ردة عن شرع الله لإعانتهم للمرتدين ومناصرتهم والقتال في صفهم.
3 - الجبهة في الرقة وقائدهم ابو عيسى قاتلناهم قتال مرتدين وليسوا بغاة وكذلك الاحرار
** ولكني أذكر أيضاً كيف كان يزول كل حسن الظن الذي كنت أتكلفه بداخلي عندما أقرأ بياناً رسمياً واحداً للدولة يتناغم تماماً مع كل تلك التصرفات والشهادات الفردية كذلك البيان الذي أصدرته الدولة في 9/ 2/ 2014 ب(ولاية الخير) يصفون فيها (جبهة النصرة/القاعدة بالشام) بالتالي:
(فقد بان الآن لكل ذي لبٍّ وعينين أنّ هؤلاء قد انتكسوا وارتكسوا في خندقٍ واحدٍ مع صحوات الخيانة والعمالة، ومع الذين يريدون تحقيق مآرب الغرب ويسعون في إرضائهم) انتهى
وللقارئ أن يتخيل التركيب الفكري والدماغي لتنظيم يصف القاعدة بأنها وقفت في خندق واحد مع الذين يريدون تحقيق مآرب الغرب ، فما بالك بما دون القاعدة !!
وللأمانة أحب أن أثبت أيضاً أن بعض الشرعيين بالدولة لا يكفر جبهة النصرة بالتحديد ، ولكن هذا لا يجدي مع ذلك التيار التكفيري الجارف الذي تناولنا بعض صوره العملية والنظرية.
7. !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
----------------------------
سأفرد للمشاهدة رقم 7 بالذات الجزء القادم (الخامس) إن شاء الله ، ففيها تفاصيل هامة وخطيرة تنشر لأول مرة.[/B]
مسعر حرب- ضيف كريم
- عدد المساهمات : 535
تاريخ التسجيل : 24/09/2015
رد: الدولة التي رأيت شهادتي للخلافه الموعودة
الجزء الخامس
لا أدري لماذا تأخر هذا الجزء؟شئ ما كان يدفعني للتأني قبل نشره .. لكن يبدو أني عرفت شيئاً من حكمة الله في ذلك ..يبدو أن الله أراد أن أنتظر حتى ينزل ذلك العدد الشهير من مجلة الدولة باللغة الإنجليزية (دابق) ليعضد ويمتن محتوى حلقة اليوم.المجلة حوت طعنا مباشرا وغير مباشر في رموز وقامات جهادية عديدة وتجلى ذلك في كل شئ حتى في تصميمات الصور والعناوين فهذه مثلاً صورة تجمع المقدسي والفلسطيني كتبوا أسفلها Misleading Scholars وتعني علماء الضلال ..
ولعلك تسأل الآن : ما العلاقة بين هذا الجزء من السلسلة وبين عدد مجلة دابق الشهير؟
الإجابة هي : (هدم الرموز)
إسقاط الجميع عادة قديمة
---------------------------------
عود نفسك أخي الكريم على النظرة السونارية .. النظرة السونارية هي تلك النظرة التي تهتم بما وراء الحدث .. لا تستغرقك تلك الحكايات التي نذكرها في هذه السلسلة ولا حتى تلك التي تقرأها في التاريخ .. كن عميقاً وانظر للدوافع .. إسبق نفسك بخطوة ..
المنحرف لا يستطيع أن يتحمل سياط الحقيقة التي يجلده بها الراسخون .. لذلك فالحل بسيط:
إهدم هؤلاء الأفاضل حتى يخلو لك الجو إهدمهم حتى لو كانوا .. حتى لو كانوا رسول الله نفسه (لا تستغرب .. سأثبت لك)؟
هل تعرف ما هي أول كلمة قالها الخوارج في التاريخ كله ؟تنقل لنا السنة أن أول كلمة سمعناها من أقدم خارجي (ذي الخويصرة) :
(إعدل يا محمد فإنك لا تعدل)
هي هي نفس الطريقة مع اختلاف نوعية الاتهامات: مخابرات – مرتد – صحوات – عميل – مرجئ – ضال مضل – مدلس – هي هي عقلية: (أسقطهم حتى تعبر على أشلاء عدالتهم).
إنها عقلية ذي الخويصرة الذي طعن في عدالة النبي صلى الله عليه وسلم تمهيدا لقتل مئات الصحابة بعد عدة سنوات ..
صحيح أني تعهدت في المقدمة أني لن أصف الدولة بالخوارج لكنك عندما توثق تجربة الدولة لا يمكنك أن تتجاهل بعض الصفات المشتركة مع الخوارج مثل (إسقاط الرموز والقامات) ويعرف ذلك سياسياً وإعلامياً بال Character ِAssassination أي (الاغتيال المعنوي) ..
الخوارج حاولوا الطعن في عدالة الصحابة وراجع أسباب طعنهم الواهية بعثمان وكذلك فعلوا مع علي فادعوا أنه (لا يطبق الشريعة !! انتبه) وكذلك فعلت الدولة مع كل خصومها الصالحين والطالحين ..
أنا القاضي والخصم
-------------------------
بدأت متوالية إسقاط الجميع مبكرا منذ كانت الدولة تعيش بيننا في كرامة وسلام ثم حدث الانفصال الشهير بينها وبين جبهة النصرة .. منذ ذلك الوقت والدولة لا تقبل أي احتكام لأي محكمة أو قاض إلا قضاتها وهذا متواتر (لا تنكره الدولة نفسها) وفي أحسن الأحوال كانت تقبل بمحاكم مشتركة أي قاض من عندها وقاض من الطرف الآخر إلا أنها لم تكن تنزل أبدا على حكم القاضي الآخر إلا إذا وافق حكم قاضيها ..
أثناء توثيقي أخذت شهادة الأخ الحبيب والقاضي الرحيم أبو شعيب المصري أحد قضاة أحرار الشام الأفاضل فأفادني أن الحوار التالي دار بينه بين أحد قضاة الدولة عندما طالبت الفصائل بحَكَم محايد للبت في خصوماتهم مع الدولة .. والكلمات لأبي شعيب بحروفها:
قلت له مرة (أي لقاضي الدولة) : نريد محايدا، فقال: من بالخارج لا يعلمون الواقع، ومن بالداخل مؤطرون، فقلت: يعني لا يصلح للقضاء إلا من بالدولة؟ قال: اعتبر ذلك !!
(كلمة مؤطرون التي قالها شرعي الدولة تعني أن كل القضاة بالشام يعيشون في إطار منهجي وعقدي مخالف)
شهادة جديدة ومباشرة
-----------------------------
هل تذكرون هذا المقطع الذي انتشر منذ عام بعنوان الدولة تكفر طالبان؟
(شاهده بالتعليق الأول)
ذلك المقطع الذي سُئل فيه أحد شرعيي الدولة عن حكم ما فعلته طالبان لما صار لها سفير بالأمم المتحدة فأجاب:
(لو صح هذا فهذه ردة) !!وأضاف قائلا:
(مجرد الوقوف على باب الأمم المتحدة ردة) !!فلما سئل عن الشيخ أسامة بن لادن كيف يسكت عن هذا فأجاب:
(إذا رأى الشيخ أسامة مثل هذه المكفرات ولم يكفر طالبان فحكمه حكمهم).
(قبل أن تواصل القراءة أخي محب الدولة أعرف أن الدولة تبرأت من هذا الكلام .. ولكني أوردته لأمر آخر يأتي ذكره .. تابع)
أثناء توثيقي وجمع شهادات الشهود صادفت شهادة شديدة الأهمية يقبع صاحبها في زاوية من زوايا الثورة .. إنه ذلك الرجل الذي يظهر صوته في هذا المقطع وهو يدير الحوار مع شرعيي الدولة ويوجه لهم الأسئلة ..
هذا الرجل هو شرعي الأحرار بالرقة ويعرف ب (أبو سليمان) وقد يسر الله لي أن أتواصل معه وأوثق شهادته .. كان كل همي في البداية أن أوثق شهادته على هذا الحوار فقط فإذا به كنز ثمين حيث اعتقلته الدولة وظل محبوسا عند شرعييها 50 يوما رأى فيها الدولة من الداخل بل رأى أحد أهم المطابخ الشرعية للدولة ..وبعيداً عما نقله لي عن المستوى العلمي الضحل جداً لشرعيي الدولة وحداثة أعمارهم والجرأة على الفتوى فقد أخبرني بعدة أمور خفية حول الحوار الذي دار بالمقطع السابق:
أخبرني أبو سليمان أن المشاركين في الحوار الذين تظهر أصواتهم في التسجيل هم:
أبو محمد التونسي شرعي الدولة على الحسكة.أبومصعب التونسي شرعي الدولة على ديرالزور (قتلته الدولة فيما بعد) .أبو أسامة العراقي والي الدولة على الحسكة (ومؤخراً محافظة ديالى).
في نفس المجلس قال القيادي البارز في الدولة (وقريب البغدادي) أبو أسامة العراقي (الذي سنصفه بالعراقي تسهيلاً) عن الشيخ الشهيد والوالد الحبيب أبو خالد السوري رفيق ابن لادن والظواهري ومسؤول الأحرار بحلب:
(هذا الرجل حاقد على المجاهدين) !!ووصفه بأنه ( ينعق ) !!بل .. بل صرح بكفر أبو خالد و قال نصا :
(أبو خالد السوري مرتد)شاهده بالتعليق الثاني
دقق معي فيما سيلي ..لو استمعت للمقطع السابق ستلاحظ أن العبارة التي تلت قول العراقي (أبو خالد السوري مرتد) لم تكن واضحة في الشريط فسألت أبو سليمان ماذا قال العراقي بعد هذه الجملة؟ فأجابني أبو سليمان:يقول (عنا هذا الخليط صاروا مرتدين)فسألته سؤالين الأول :ماذا كان يقصد العراقي بكلمة (الخليط)؟فأجابني أبو سليمان: يقصد خليط الجبهة الإسلامية (راجع السياق)أما السؤال الثاني فرغم ما يبدو من سذاجته في البداية إلا أن له هدفاّ عميقاً حيث سألت أبو سليمان عن كلمة وردت في جملة العراقي السابقة (عنا هذا الخليط مرتد):ما معنى هذه الكلمة ( عنا ) ؟فأجابني أبو سليمان: هي نفس كلمة (عِندَنا) لكن باللهجة الشامية والعراقية.فقلت له إذاً لم يكن هذا رأياً شخصياً منهم فأجابني أبو سليمان قائلا :أكدنا عليهم أكثر من مرة هل هذا رأيكم الخاص أم رأي الدولة فكانوا يؤكدون أن هذا رأي الدولة.وأضاف أبو سليمان أنه نظر للتونسي متسائلا : مرتد ؟ (تظهر هذه الكلمة بسرعة في المقطع) فوجده يبتسم ابتسامة تأييد للعراقي في حين أجاب الأخير بقوله (طبعاً) !!
ذكرتني ابتسامة التونسي بابتسامة أخرى له في مجلس آخر كفر فيه الظواهري (راجع التعليق الثالث):
هل قتلت الدولة أبو خالد السوري؟
-----------------------------------------
الآن دعونا نجيب عن هذا السؤال المتكرر (هل قتلت الدولة أبو خالد السوري؟)
لن أُكَذّب قادة الدولة في أنهم (لم يأمروا بقتل أبو خالد ولم يُستأمروا في ذلك) على حد تعبيرهم في بيانهم المشهور إلا أن هذا لا يعني أن الدولة ليس لها علاقة بقتل أبو خالد البتة ولذلك أدعي أن من الخطأ القول بأن:الدولة قتلت أبو خالد .. وكذلك من الخطأ أن ننفي صلة الدولة بمقتل أبو خالد .. وتفصيل ذلك كالتالي:
خطط لقتل أبي خالد رجل أمني رفيع المستوى بالدولة هو أبو عبيدة المغربي وقد يكون فعلاً قام بذلك دون الرجوع لقياداته ويشهد لذلك أن الدولة قامت بتصفيته بعد ذلك عندما اكتشفوا أنه جاسوس (على حد وصف بعض شباب الدولة)هذا بشأن المخطط أما المنفذون فهم من شباب الدولة قطعاً والدليل على كل ذلك ستراه في اعترافات أحمد لولو (أحد المشاركين في اغتيال أبي خالد رحمه الله) بهذا الفيديو (راجعه بالتعليق الرابع)ولا أدري كيف لم ينتشر هذا الفيديو رغم الجهد الرهيب الذي بذل في الكشف عن تلك الخلية التي ينتسب أفرادها للدولة .. وقبل التشكيك في مصداقية الفيديو كعادة شباب الدولة الذين يكذبون الجميع أقول:
1 - وجود خلايا استخباراتية للدولة في المناطق المحررة لاغتيال خصومها ليس أمراً غريباً .. شاهد مثلاً هذا الفيديو (التعليق الخامس).
2 - أما شهادتي على هذه الواقعة فأعترف أنها محدودة وتتلخص في أني سألت 2 من أحرار الشام أحدهما كان مرافقاً لأبي خالد والآخر رفيع المستوى بالحركة فأكدا لي شخصيا أن الأحرار: قتلوا أحمد لولو (صاحب الاعترافات السابقة بالفيديو) .. ما بالفيديو ليس مزحة يا سادة !!
إسمعني أخي الكريم ودعني أكون أميناً مع نفسي قبل أن أكون أميناً معك:أنا أعذرك إن كنت تشكك في اعترافات أحمد لولو التي روى فيها بالتفاصيل قصة اغتيال أبو خالد ولا أدعي أني أملك (لك) دليلاً قاطعاً بالنفي أو الإثبات ولكن بالنسبة لي (أنا) فلا أستطيع أن أُكَذِّب نفسي وأُكَذِّب 3 سنوات من العشرة والجهاد بجوار الأحرار .. وأقسم بالله أني ما جربت على الأحرار الكذب في مثل هذه المواقف فديانتهم تمنعهم من تلفيق فيديو كهذا أو إجبار أسير على اعترافات معينة وقد رأيت منهم ورعاً عن استخدام مثل تلك الألاعيب القذرة وانظر في وجوه وسير قادتهم الراحلين من بذل وديانة لتلمس ما أقول .. هذا إضافة لباقي القرائن اليقينية التي ذكرتها طوال هذه السلسلة والتي بضمها بجوار بعضها تتضح لك الصورة كاملة.
ملحوظة: بذلت وسعي لتوثيق شهادة من حققوا مع أحمد لولو فوجدتهم قد استشهدوا (أبو حمزة شرقية - أبو الزبير الحموي) رحمهما الله.
هل طهرت الدولة صفوفها من الغلاة فعلا ؟
--------------------------------------------------
لا شك أن بالدولة تياراً شديد الغلو وصحيح أنها تقوم باستئصاله والتبرؤ من غلوه .. لكن هذا لا ينفي عنها الغلو في ذاتها .. وإلا فبماذا تفسر وجود قيادة كبيرة كأبي أسامة العراقي مثلاً الذي كفر أبو خالد رفيق ابن لادن والظواهري وكبار القاعدة .. لا عجب فالدولة تكفر الأحرار أصلا!!وقد تحدثت بنفسي وتحدث غيري مع بعض شرعييهم فتبين لنا بالتواتر ومن أكثر من طريق أن كل الآتية أسماؤهم أغلبهم عند الدولة كافر وأقلهم ساقط:
• العلوان.
• المقدسي.
• الفلسطيني.
• شافي العجمي
• العريدي.
• النظاري.
• أبو مارية القحطاني.
• إياد قنيبي.
• الأحمد.
• الطريفي.
• الطرطوسي.
• طارق عبد الحليم.
• الباحثون بهيئة الشام الإسلامية.
وجميع طلاب العلم والقيادات والقضاة بحركات كاملة كأحرار الشام وصقور الشام وجيش الإسلام ولواء نور الدين زنكي وجيش المجاهدين والتوحيد ك(أبو يزن و كأبو عبد الملك وأبو سارية وعبد القادر رحمهم الله (راجع الجزء الرابع)
لاحظ أني فقط ذكرت فيما سبق المقبولين عند التيار الجهادي وإلا فمئات الرموز والقيادات عندهم كذلك ك:
حاكم المطيري - أردوغان – عبد الرحمن عبد الخالق - محمد عبد المقصود – الزنداني – المحيسني –محمد مرسي
هذا على مستوى الأفراد .. أما على مستوى الهيئات فالفاجعة أكبر:
جماعة الإخوان المسلمين ..كفار قطعاً
• الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بكل شيوخها الذين دعوا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية والتصويت على دستور 2012 بمصر.
• والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بكل رموزه من الشيخ (علي قرة داغي) إلى أصغر باحث فيه كلهم ساقطون عند الدولة .. كيف لا وقد أصدروا بياناً ببطلان إعلان الدولة للخلافة فضلاً عن كون (كبير المرتدين!!) القرضاوي يرأسهم.
• الجماعة الإسلامية بمصر وذراعها السياسي حزب البناء والتنمية.
• جماعة الدعوة السلفية وذراعها السياسي جزب النور.
• حزب التنمية والعدالة بتركيا.
• حزب النهضة وحركة الإصلاح بتونس.
• حزب الأمة الكويتي.
• ولا داعي للحديث طبعا عن هيئة كبار العلماء بالجزيرة فكل عالم أفتى بجواز الاستعانة بالأمريكان أيام غزو العراق كافر بعينه كابن باز والفوزان وآل الشيخ إلخ
تنبيه هـــــام: لا شك أن كل بصير صحيح المنهج يختلف مع بعض أو أكثر هذه الأسماء ولكن جهة واحدة فقط هي التي أسقطت كل هؤلاء وكفرت أغلبهم .. إنها الدولة.
انتهى
مسعر حرب- ضيف كريم
- عدد المساهمات : 535
تاريخ التسجيل : 24/09/2015
رد: الدولة التي رأيت شهادتي للخلافه الموعودة
الجزء الأول
https://t3beer.ahlamontada.com/t16200-topic
الجزء الثاني والثالث
https://t3beer.ahlamontada.com/t16202-topic
الجزء الرابع والخامس الاخير
https://t3beer.ahlamontada.com/t16203-topic
مسعر حرب- ضيف كريم
- عدد المساهمات : 535
تاريخ التسجيل : 24/09/2015
رد: الدولة التي رأيت شهادتي للخلافه الموعودة
الجزء الأول
https://t3beer.ahlamontada.com/t16200-topic
الجزء الثاني والثالث
https://t3beer.ahlamontada.com/t16202-topic
الجزء الرابع والخامس الاخير
https://t3beer.ahlamontada.com/t16203-topic
https://t3beer.ahlamontada.com/t16200-topic
الجزء الثاني والثالث
https://t3beer.ahlamontada.com/t16202-topic
الجزء الرابع والخامس الاخير
https://t3beer.ahlamontada.com/t16203-topic
مسعر حرب- ضيف كريم
- عدد المساهمات : 535
تاريخ التسجيل : 24/09/2015
رد: الدولة التي رأيت شهادتي للخلافه الموعودة
الجزء الأول
https://t3beer.ahlamontada.com/t16200-topic
الجزء الثاني والثالث
https://t3beer.ahlamontada.com/t16202-topic
الجزء الرابع والخامس الاخير
https://t3beer.ahlamontada.com/t16203-topic
مسعر حرب- ضيف كريم
- عدد المساهمات : 535
تاريخ التسجيل : 24/09/2015
رد: الدولة التي رأيت شهادتي للخلافه الموعودة
هذا أنسب رد على اجترار موضوعات حدثت في الماضي بالتزامن مع شدة الحملة الصليبية على بلدان المسلمين:
https://t3beer.ahlamontada.com/t16188p50-topic#140698
يغلق الموضوع درءا للفتنة وحسبن الله ونعم الوكيل ،،،
https://t3beer.ahlamontada.com/t16188p50-topic#140698
يغلق الموضوع درءا للفتنة وحسبن الله ونعم الوكيل ،،،
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
مواضيع مماثلة
» الدولة الاسلامية حقيقة الحياة من داخل الدولة مؤثر
» رأيت أن رجال الدولة الاسلامية يزحفون زحفاً على ايديهم وأرجلهم نحو الاردن بسرعة فائقة
» مبادرة الشيخ ابي عمر الكويتي التي وافقت عليها الدولة الاسلامية وبعض الفصائل بحلب
» يهودي يحمد الله على أن جبهة النصرة هي التي تسيطر على حدودها وليس الدولة الإسلامية !!!
» الخلافة الموعودة
» رأيت أن رجال الدولة الاسلامية يزحفون زحفاً على ايديهم وأرجلهم نحو الاردن بسرعة فائقة
» مبادرة الشيخ ابي عمر الكويتي التي وافقت عليها الدولة الاسلامية وبعض الفصائل بحلب
» يهودي يحمد الله على أن جبهة النصرة هي التي تسيطر على حدودها وليس الدولة الإسلامية !!!
» الخلافة الموعودة
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى