اختلاف الليل والنهار وعلاقتها ب( لآيات لقوم يتقون )
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات الدعوية ومنبر القرآن وعلومه و الحديث والفقه :: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن (تدبر، مواعظ، فوائد، تجارب)
صفحة 1 من اصل 1
اختلاف الليل والنهار وعلاقتها ب( لآيات لقوم يتقون )
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ}
من تفسير السعدي :
لما قرر ربوبيته وإلهيته، ذكر الأدلة العقلية الأفقية الدالة على ذلك وعلى كماله، في أسمائه وصفاته، من الشمس والقمر، والسماوات والأرض وجميع ما خلق فيهما من سائر أصناف المخلوقات، وأخبر أنها آيات {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} و {لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ}
فإن العلم يهدي إلى معرفة الدلالة فيها، وكيفية استنباط الدليل على أقرب وجه، والتقوى تحدث في القلب الرغبة في الخير، والرهبة من الشر، الناشئين عن الأدلة والبراهين، وعن العلم واليقين.
وحاصل ذلك أن مجرد خلق هذه المخلوقات بهذه الصفة، دال على كمال قدرة الله تعالى، وعلمه، وحياته، وقيوميته، وما فيها من الأحكام والإتقان والإبداع والحسن، دال على كمال حكمة الله، وحسن خلقه وسعة علمه. وما فيها من أنواع المنافع والمصالح ـ كجعل الشمس ضياء، والقمر نورا، يحصل بهما من النفع الضروري وغيره ما يحصل ـ يدل ذلك على رحمة الله تعالى واعتنائه بعباده وسعة بره وإحسانه، وما فيها من التخصيصات دال على مشيئة الله وإرادته النافذة.
وذلك دال على أنه وحده المعبود والمحبوب المحمود، ذو الجلال والإكرام والأوصاف العظام، الذي لا تنبغي الرغبة والرهبة إلا إليه، ولا يصرف خالص الدعاء إلا له، لا لغيره من المخلوقات المربوبات، المفتقرات إلى الله في جميع شئونها.
وفي هذه الآيات الحث والترغيب على التفكر في مخلوقات الله، والنظر فيها بعين الاعتبار، فإن بذلك تنفتح البصيرة، ويزداد الإيمان والعقل، وتقوى القريحة، وفي إهمال ذلك، تهاون بما أمر الله به، وإغلاق لزيادة الإيمان، وجمود للذهن .
------------------------------------------
وقال الشوكاني في فتح القدير :
وخصهم بهذه الآيات لأنهم الذين يمعنون النظر والتفكر في مخلوقات الله سبحانه ، حذرا منهم عن الوقوع في شيء مما يخالف مراد الله سبحانه ، ونظرا لعاقبة أمرهم ، وما يصلحهم في معادهم .
قال القفال : من تدبر في هذه الأحوال علم أن الدنيا مخلوقة لبقاء الناس فيها ، وأن خالقها وخالقهم ما أهملهم بل جعلها لهم دار عمل ، وإذا كان كذلك فلا بد من أمر ونهي .]انتهى .
----------------------------------------------
وفي نظم الدرر في تناسب الآيات والسور قال :
لما أشار سبحانه إلى الاستدلال على فناء العالم بتغيره وإلى القدرة على البعث بإيجاد كل من الملوين بعد إعدامه في قوله - مؤكدا له لإنكارهم أن يكون في ذلك دلالة: إن في اختلاف الليل أي على تباين أوصافه والنهار أي كذلك وما أي وفيما خلق الله أي الذي له الإحاطة الكاملة في السماوات والأرض من أحوال السحاب والأمطار وما يحدث من ذلك الخسف والزلازل والمعادن والنبات والحيوانات وغير ذلك من أحوال الكل التي لا يحيط البشر بإحصائها; لما أشار إلى ذلك ختمها بقوله: لآيات أي دلالات بينة جدا لقوم يتقون أي أن من نظر في هذا الاختلاف وتأمل تغير الأجرام الكبار كان جديرا بأن يخاف من أن تغير أحواله وتضطرب أموره فيتقي الله لعلمه قطعا بأن أهل هذه الدار غير مهملين، [ ص: 77 ] فلا بد لهم من أمر ونهي وثواب وعقاب
---------------------------------------------------
الحق واحد- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 579
تاريخ التسجيل : 29/11/2015
مواضيع مماثلة
» بحث رائع: معجزة اختلاف الألوان
» فضل قيام الليل
» اختلاف كلام الفوزان مع ابن باز واللجنة الدائمة
» شمس الليل
» الحجامة وعلاقتها بفوران الدم
» فضل قيام الليل
» اختلاف كلام الفوزان مع ابن باز واللجنة الدائمة
» شمس الليل
» الحجامة وعلاقتها بفوران الدم
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات الدعوية ومنبر القرآن وعلومه و الحديث والفقه :: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن (تدبر، مواعظ، فوائد، تجارب)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى