لا خلافة على منهاج النبوة إلا خلافة المهدي
صفحة 1 من اصل 1
لا خلافة على منهاج النبوة إلا خلافة المهدي
لا خلافة على منهاج النبوة إلا خلافة المهدي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
أيها المسلمون في كل مكان: لقد روى الإمام أحمد في مسنده وابن ماجة وابن أبي شيبة وأبو يعلى وغيرهم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(المهدي منّا أهل البيت يُصلحه الله في ليلة) هذا حديث حسنه السيوطي في الجامع الصغير والبستوي في المهدي المنتظر وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وأحمد شاكر في شرح مسند أحمد.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج في آخر أُمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتُخرج الأرض نباتها ويُعطي المال صحاحاً) رواه الحاكم في المستدرك وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وعن أُم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( المهدي من عترتي من ولد فاطمة) رواه أبو داوود في سننه وابن ماجة والحاكم والطبراني في المعجم الكبير، ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بالصحة، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير، وحسّنه العزيزي في السراج المنير، وكذلك البستوي في المهدي المنتظر.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يكون في أُمتي المهدي إن قصّر فسبع وإلا فثمان وإلا فتسع تنعم أُمتي فيها نعمة لم ينعموا مثلها يُرسل السماء عليهم مدراراً ولا تدّخر الأرض شيئاً من النبات، والمال كدوس يقوم الرجل يقول: يا مهدي أعطني فيقول: خذ) قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا) رواه أبو داوود في سننه وابن حبان في صحيحه والحاكم وغيرهم، قال الحاكم: طُرق عاصم عن زر عن عبد الله كلها صحيحة إذ عاصم إمام من أئمة المسلمين، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير، وكذلك البستوي في المهدي المنتظر.
وروى ابن ماجة والحاكم والبيهقي وغيرهم عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( يقتتل عند كنـزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالا لم يقاتله قوم، ثم ذكر شيئاً فقال: إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج فإنه خليفة الله المهدي)هذه رواية الحاكم، وفي دلائل البيهقي( ثم تجيء الرايات السود فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ثم يجيء خليفة الله المهدي) قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وقال البوصيري في الزوائد: هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( تُملأُ الأرض جوراًَ وظلماً فيخرج رجل من عترتي يملك سبعاً أو تسعاً فيملأُ الأرض قسطاً وعدلاً) رواه أحمد في المسند والحاكم في المستدرك وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أُبشّركم بالمهدي يبعث على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض) قال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد بأسانيد وأبو يعلى باختصار كثير ورجالهما ثقات، وقال السيوطي في الحاوي: أخرجه أحمد وأبو يعلى بسند جيد.
وروى الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث السفياني جاء فيه(ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليه جُنداً من جنده فيهزمهم فيسير السفياني بمن معه حتى إذا صاروا ببيداء من الأرض خُسف بهم فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم) قال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص على المستدرك.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ينـزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا، فيقول: لا، إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأُمة) رواه الحارث بن أبي أُسامة في مسنده وأبو نعيم في أخبار المهدي، قال ابن القيم في المنار المنيف: هذا إسناد جيد.
أيها المسلمون:هذه جملة من الأحاديث في خبر المهدي اخترناها لكم في هذه العجالة وهي كما ترون أحاديث صحيحة الإسناد من أصل خمسين حديثاً أو يزيدون عن عدد من الصحابة بلغوا مبلغ التواتر، بل المتواتر يثبت بأقل من ذلك عند أئمة هذا الشأن، وقد وردت أحاديث المهدي عن قرابة عشرين صحابياً ولا يسع المقام لذكرها هنا، غير أنه قد نشأت ناشئة في هذا العصر من مشايخ وأبناء تكتلات يقولون بأن خلافة النبوة ليست للمهدي الذي بُشّر به في آخر الزمان افتراءً منهم على الله ورسوله، فهؤلاء الناشئة ليسوا من أهل العلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بحقيقة المهدي رضي الله عنه، وجل اعتمادهم فيه هو مقالة أحزابهم ومشايخهم دون الاستضاءة بنور العلم ، وإنّ المرء ليعجب من إصرار هؤلاء الناشئة على رفض فكرة كون خلافة النبوة الثانية لا تكون إلا للمهدي، ولا ندري أمن جهل هو أم من عصبية لأحزابهم ومشايخهم؟!! وربما من الجهتين معاً، عِلماً أنهم لا ولم ولن يستطيعوا أن يثبتوا خلاف ذلك، وكل ما قالوه فيه هو كلام في كلام، على نحو: (هل يعني ذلك أن نقعد في البيوت ولا نعمل) وعلى نحو: ( هل نضع أيدينا على خدنا ولا نعمل) والجواب على هذا التنطع وهذا الإرجاف: أولاً: إن من يسمع هذا الكلام منهم يظن أنهم قد أقاموا الدين، ويظن أن فكرة كون خلافة النبوة هي للمهدي تمنع إقامة الدين أو تهدمه!!، علماً أنهم لم يقدموا شيئاً لا للأُمة ولا لفكرة الخلافة سوى الخطب والمواعظ والتحليلات، فعلام هذه الضجة وهذا الإنكار؟!، أضف إليه أن الكثير من الحركات الجهادية في الأُمة لا تعمل لإقامة الخلافة، فهل يقال إنهم قاعدون في بيوتهم ولا يعملون؟!!، أم يقال ذلك لمن يدعي العمل للخلافة ولا يقدم شيئاً لأُمة الإسلام؟!! ثم قد وردت نصوص صحيحة تأمر بالقعود في البيوت في عصر الفتن كما جاء في الصحيح من حديث حذيفة بن اليمان المطول جاء فيه(فما تأمرني إن أدركني ذلك قال: فالزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال:فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك) فهل يقال بأن هذا الحديث يدعو إلى الإحباط والتثبيط والهزيمة؟!!!، ثم قد رواه أحمد في المسند بلفظ مثير للاهتمام قال: ( ثم تكون دعاة الضلالة فإن رأيت يومئذ خليفة الله في الأرض فالزمه وإن نهك جسمك وأخذ مالك وإن لم تره فاضرب في الأرض ولو أن تموت وأنت عاض بجذل شجرة) ومعلوم أنه لم تطلق لفظة خليفة الله في الأرض على أحد من خلفاء المسلمين إلا على المهدي خليفة آخر الزمان كما علمت أنفاً، فيفهم منه أنه لا يمكن أن يكون خليفة بعد عصر الفتن ودعاة الضلالة إلا خليفة الله المهدي.ثانياً: إننا لم نقل إلا أن خلافة النبوة الثانية لا تكون إلا للمهدي، على اعتبار أنه خليفة آخر الزمان كما جاءت به الأخبار الصحيحة آنفاً وهذا موافق لكون خلافة النبوة الثانية هي آخر خلافة ولا يكون بعدها إلا عيسى بن مريم عليه السلام، وموافق لكونها على منهاج النبوة أن يكون قائدها من قريش كما كانت خلافة النبوة الأُولى وكما في الحديث المتواتر(الأئمة من قريش) وموافق أيضاً لاتصاف أصحاب خلافة النبوة الأُولى بالمهدوية كما جاء في الحديث(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ) ولم ننف وجود خلافة على غير منهاج النبوة، علماً أن هذه أيضاً لا يمكن إثباتها إلا بخبر صحيح متواتر لأنها من الغيبيات ولا تثبت بالآحاد أو بالاستنتاج، بل بالقطع ولم يثبت لها شيء من ذلك، وأما استدلالهم بحديث أُم سلمة رضي الله عنها الذي رواه أبو داوود وأحمد وغيرهما ( يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام) فإن هذا الحديث فوق كونه خبر آحاد لا يصلح دليلاً على الغيبيات فإنه حديث مضطرب الإسناد مداره على قتادة وهو مدلس من الطبقة الثالثة على ما ذكره العسقلاني في طبقات المدلسين، فقد عنعنه ولم يصرح بالسماع، فرواه مرة موصولاً معنعناً ومرة منقطعاً ومرة مرسلاً ومرة عن مجهول، وبالجملة فقد قال الألباني عنه كما في تحقيقه لمشكاة المصابيح: إسناده ضعيف، وكذلك البستوي في المهدي المنتظر، وأكثر ما يمكن أن يقال عنه أنه حديث مختلف على صحته، وما كان هذا حاله فلا يرقى حتى إلى الظن ولا يصح الإحتجاج به في الغيبيات.ثالثاً:إن حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه(ثم تكون خلافة على منهاج النبوة) هو خبر آحاد وإن كان صحيح الإسناد، لأن مداره على رجل واحد، بينما أخبار خلافة المهدي فقد ثبتت بالتواتر، فإذا تعارض المتواتر مع الآحاد ولم يمكن الجمع بينهما قُدم المتواتر عليه اتفاقاً، وإذا تعارض عموم خلافة النبوة مع خصوص خلافة المهدي حمل العموم على الخصوص، أي حملت خلافة النبوة في آخر الزمان على خلافة المهدي، وكلا الحالتين تدلل قطعاً أن الخلافة الموعودة والمنتظرة إنما هي خلافة المهدي محمد بن عبد الله الحُسني السُّني لا غيره. رابعاً: لو سلمنا جدلاً أنه يمكن أن يكون هنالك خلافة قبل خلافة المهدي، فبئست تلك الخلافة التي سَتمتلئُ الأرض في عهدها ظلماً وجوراً، ثم بئست تلك الخلافة التي لن تنشر العدل ولن ترفع الظلم والجور عن الأُمة، ثم بئست تلك الخلافة التي يكون قائدها أو أحد قادتها السفياني الذي يملأُ الأرض ظلماً وجوراً، ثم بئست تلك الخلافة التي سيُجند قادتها جنداً لمحاربة من بَشّر به صلى الله عليه وسلم والذي سَيخسف الله بهم بالبيداء كما أثبتناه آنفاً، ثم بئست تلك الخلافة التي يكون عصرها عصر اختلاف وفتن وفرقة، ثم ما هذه الخلافة التي لن تحرر بيت المقدس ولن تفتح روما والقسطنطينية والديلم وسائر مدائن الشرك؟!، لذا فلا تستحق هذه الخلافة من أحد من المسلمين أن يتباكى عليها، بل لا بد من الاستعاذة منها ومن شرورها.
يا دعاة الخلافة في كل مكان: لا تكونوا ممن قال الله فيهم( يحسبون كل صيحة عليهم) ولا تأخذكم العزة بالإثم بإنكار ما لم يوافق هواكم فتكونوا ممن يفتري على الله ورسوله، واعلموا أن صحة الآراء والأحكام بصحة دليلها لا لأنها قول أمير أو حزب، فكيف إذا كان الأمر غيبياً أو من العقائد؟!، وكونوا من العاملين لموعود الله موطئين وممهدين له، فإنّ مما يغلب على الظن وربما يصل إلى حد القطع من أن عصرنا هو عصر خليفة الله المهدي فكل المؤشرات والعلامات التي ذُكرت في شأنه الصحيحة والضعيفة منها تنص على ذلك، ولامجال لذكرها في هذه العجالة، فاسألوا الله أن يكون هذا عصره وأن يكون هو المجدد الموعود .
منقول
?- زائر
رد: لا خلافة على منهاج النبوة إلا خلافة المهدي
الله يفتح على وعليك
امر الله- عضو مشارك
- عدد المساهمات : 83
تاريخ التسجيل : 13/07/2013
مواضيع مماثلة
» لا خلافة على منهاج النبوة إلا خلافة المهدي
» الكتاب والباحثين هل القادم خلافة على منهاج النبوة ام مهدي وخلافة على منهاج النبوة
» ثم تكون خلافة على منهاج النبوة .
» مؤسسة الفرقان تقدم: على منهاج النبوة
» خلافة المهدي
» الكتاب والباحثين هل القادم خلافة على منهاج النبوة ام مهدي وخلافة على منهاج النبوة
» ثم تكون خلافة على منهاج النبوة .
» مؤسسة الفرقان تقدم: على منهاج النبوة
» خلافة المهدي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى