صرخة الميلاد

صرخة الميلاد

تبدأ الحياة بصرخة أنت من يطلقها،
وتنتهي بصرخة من أوجعه فراقك هو من يطلقها،
وبين الصرختين تتزاحم الأحداث، تعانقك تارة، تؤلمك تارة،
وفي أحايين تحمل لك مزيجاً مختلطاً من المشاعر،
وفي مجموعها عمرك أيها الإنسان فتأمل...

وأنت توقظ نفسك في الصباح، تقوم من موتتك الصغرى؛
لتُهَب يوماً جديداً يضاف لمجموع عمرك،
كيف تمضي ساعاته؟ مغتاباً، معطاءً، ذباحاً، مواسياً؟
هنا أنت من يحدد..
في كل عمل تقوم به، تكون قد ادخرت لنفسك كماً من الحسنات أو السيئات،
فأنت من يدخر لنفسه فتأمل...

تتراءى أمام عينيك في الحياة عناوين عديدة، منها إن أقدمت عليه رفعك،
ومنها إن أقدمت عليه وضعك، وما يختاره لك الله، قد لا تراه في هذه العناوين،
وفي كلا الاختيارين ما يحمل لك سعادة أو ابتلاء، ولكن فيما يختاره الله لك دائماً الخير،
فهيا تأمل...

إن كان محصلة عمرك صفر أو ما فوقه، فقراءتك لعناوين الحياة هي من قادت أقدامك؛
لتريك النتيجة...
إذن يا عزيزي غفلة واحدة منك تضعك على طريق، قد يستهلك جل عمرك للرجوع منه،
كيف تحمي نفسك وتمنع أن تزل قدمك، الجواب في كلمة واحدة:
الله
على قدر ما تطيعه، يهبك بصيرة ترى من خلالها ما لا تستطيع أن تراه عينيك،
وقدرة تجعل من كم الآلام التي تجابهك، قلادة منح تحرص على نظمها،
وكم الهبات، بوابة تنطلق منها لتهب من حولك..
أنت من يحدد موقعك على اليمين أو الشمال، إلى الجنة أو النار،
هيا تأمل...

هكذا هي الحياة سراب تبدأ بصرخة وتنتهي بصرخة،
فاحذر، ولا تفتأ أن تقول يا الله، فهذا النداء يخترق سبع سموات،
بينما قد تصرخ منادياً من يجاور غرفتك فلا يسمعك،
فهلا تأملت...


عاشقة السماء
9/9/2013