Prophet Muhammad's Name Found in the Bible
4 مشترك
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)! :: القواصم والعبرة من كوارث آخر الزمان "عربي/مترجم"
صفحة 1 من اصل 1
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: Prophet Muhammad's Name Found in the Bible
gazakm allah kul kheir brother
ذات النطاقين- مراقبة عامة ومعبّرة رؤى
- عدد المساهمات : 1488
تاريخ التسجيل : 23/04/2013
رد: Prophet Muhammad's Name Found in the Bible
Certainly did Allah confer [great] favor upon the believers when He sent among them a Messenger from themselves, reciting to them His verses and purifying them and teaching them the Book and wisdom, although they had been before in manifest error.
. 18'I will raise up a prophet from among their countrymen like you, and I will put My words in his mouth, and he shall speak to them all that I command him. 19It shall come about that whoever will not listen to My words which he shall speak in My name, I Myself will require it of him
Our Lord, and send among them a messenger from themselves who will recite to them Your verses and teach them the Book and wisdom and purify them. Indeed, You are the Exalted in Might, the Wise."
ذات النطاقين- مراقبة عامة ومعبّرة رؤى
- عدد المساهمات : 1488
تاريخ التسجيل : 23/04/2013
رد: Prophet Muhammad's Name Found in the Bible
Jazak Allah Khair
تباشير- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 707
تاريخ التسجيل : 27/05/2013
الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم
الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم
عناصر الخطبة: التواصي بالرحمة. لا يرحم الله من عباده إلا الرحماء. الرحمة من سجايا النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة. كان رحيما بالمؤمنين. رحمته بأهل المعاصي من أمته. رحمته بالجاهل. رحمته بالنساء. رحمته بالأطفال. رحمته بالحيوان. رحمته بالجمادات. رحمته بالأعداء. اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم أسوة.
الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله. أما بعد، فقد ذكر الله تبارك وتعالى في سورة البلد بعد ذكر خلق الإنسان وصية بالتواصي بالرحمة، وذكر أنها مع الإيمان والإنفاق في سبيل الله والتواصي بالصبر تجعل صاحبها من أصحاب اليمين الذين يتجاوزن مشقة الآخرة ويؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين إلى الجنة بإذن الله: {ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة. أولئك أصحاب الميمنة} (البلد 17-18). فرحمة الخلق من أسباب النجاة ونوال رحمة الله تبارك وتعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما يرحم الله من عباده الرحماء) (متفق عليه). وفي رواية: (لا يرحم الله من عباده إلا الرحماء). قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (فيه الترغيب في الشفقة على خلق الله والرحمة لهم، والترهيب من قساوة القلب) (فتح الباري). ولذلك فإن الاتصاف بالرحمة من أجلّ ما يتصف به المؤمن من أخلاق. ولقد كان لنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم السبق في ذلك كعادته في السبق إلى معالي الأخلاق ومكارمها. فقد كانت الرحمة من سجاياه التي يرجو بها رحمة الله. كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالمؤمنين، رحيما بالإنس والجن، رحيما بأهل المعاصي، رحيما بالجاهل، رحيما بالنساء، رحيما بالأطفال، رحيما بالحيوان، رحيما بالجمادات، رحيما حتى بالأعداء! حتى استحق أن يوصف بالرحمة المهداة. وكما قال الله تعالى في سورة الأنبياء: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} (الأنبياء 107). قال المفسرون: رحمة لجميع الناس (التفسير الميسر)، وقالوا: رحمة للناس كافة (في ظلال القرآن 4/2401)، وقالوا: رحمة الله المهداة لعباده (تفسيرالسعدي 2/76)، وقالوا: رحمة للإنس والجن (تفسير الجلالين) مؤمنهم وكافرهم (أيسر التفاسير 3/448)، {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، فصلى الله وسلم وبارك على نبي الرحمة وعلى آله وأصحابه أجمعين.
كانت رحمته صلى الله عليه وسلم سجية حتى قبل بعثته كما قالت له أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها عندما جاءه الملك في أول الوحي، رجع إليها يرجف فؤاده وقال: (زملوني زملوني)، وقال لها: (لقد خشيت على نفسي). فقالت رضي الله عنها: كلا! والله ما يخزيك الله أبدا. إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتَكسِب المعدوم، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الحق (متفق عليه).
كان نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم رحيما بالمؤمنين كما قال تعالى عنه صلى الله عليه وسلم ممتنا به على المؤمنين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} (التوبة 128). وهكذا وصفه أصحابه رضي الله عنهم حيث قال عنه عمران بن حصين: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رقيقا (رواه مسلم). وهكذا قال عنه مالك بن الحويرث رضي الله عنه عندما أتى إليه مع شباب ليتعلموا منه، قال: فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رقيقا، فظن أنا قد اشتقنا أهلنا فسألنا عمن تركنا من أهلنا فأخبرناه، فقال: (ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم) (متفق عليه). وأتاه رجل مرة فكلمه فجعل ترعد فرائصه فقال له: (هون عليك! فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد) (رواه ابن ماجه 3312 وصححه الألباني). فتواضعه من آثار رحمته صلى الله عليه وسلم. ومن رحمته وحرصه على نجاة أمته من عذاب الله قوله صلى الله عليه وسلم في وصف ذلك: (إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد نارا فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه، فأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقحّمون فيه) (متفق عليه).
وكان صلى الله عليه وسلم رحيما بأهل المعاصي من أمته فيستر عليهم، ويحث على ذلك فيقول: (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة) (رواه ابن ماجه 225 وصححه الألباني).
كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالجاهل، يرشده ويعلمه بألطف عبارة وأرق أسلوب. قال أنس بن مالك رضي الله عنه: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه! مه! (يعني اكفف، كف عن هذا الفعل). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزرموه! دعوه) -يعني لا تقطعوا عليه-. قال: فتركوه حتى بال -لاحظ: في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم!-. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه (متفق عليه).
وكان صلى الله عليه وسلم رحيما بالضعفة من الناس كرحمته بالنساء والأطفال. يقول صلى الله عليه وسلم: (إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي (يعني يخففها) مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه) (متفق عليه).
وكذلك كان رحيما بالأطفال. قال أسامة بن زيد رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الأخرى، ثم يضمهما، ثم يقول: (اللهم ارحمهما فإني أرحمهما) (رواه البخاري). وكان يتواضع للأطفال ويلاطفهم، فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدّي أحدهم واحدا واحدا. قال: وأما أنا فمسح خدي فوجدت ليده بردا أو ريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار (رواه البخاري). لم تمنعه مشاغله من قضاء حوائج الصغير والكبير، مع كونه رسولا مبلغا عن الله، وقائدا يحمل هموم أمة! عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن كانت الأمة من أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت من المدينة في حاجتها (رواه ابن ماجه 4177 وصححه الألباني).
وشملت رحمته صلى الله عليه وسلم حتى الحيوان، فلا يرضى أن يعذب أو أن يحمل فوق طاقته، فالحيوان لا يستطيع أن يتكلم فيشتكي. قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه فسكت، فقال: (من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟) فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله. فقال: (أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه) (رواه أبو داود 2186 وصححه الألباني). وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من إيذاء الحيوان وأمر بالإحسان إليه ورحمته، فقد أخبر أن امرأة دخلت النار في هرة، وأخرى غفر لها في كلب. أما التي دخلت النار في هرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض) (متفق عليه). وأما التي غفر لها برحمتها لكلب فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها: (بينما كلب يُطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به) (متفق عليه).
وتعدت رحمته صلى الله عليه وسلم حتى شملت الجمادات التي هي في نظر الناس لا تحس، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن لها إحساسا يليق بها. ألم يقل الله: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} (الإسراء 45). فقد أخبر عن جبل أحد في المدينة أنه يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه صلى الله عليه وسلم بقلبه الرحيم يبادله نفس الشعور. قال الصحابي عبد الرحمن بن سعد رضي الله عنه: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك حتى إذا أشرفنا على المدينة قال: (هذه طابة، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه) (متفق عليه). وحن الجذع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحن عليه نبي الرحمة بقلبه الرحيم. قال ابن عمر رضي الله عنهما: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحن الجذع (وفي رواية قال: فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار، وفي رواية: فصاحت النخلة صياح الصبي). قال: حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسكنت (رواه البخاري)، وفي رواية عند الترمذي قال: حن الجذع حتى أتاه فالتزمه فسكن (صححه الألباني 505).
وقد بلغت رحمة النبي صلى الله عليه وسلم مستوى لم يبلغه بشر فكان رحيما حتى بأعدائه! فقد سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال: (لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يالِـيل بن عبد كُلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال وسلم علي ثم قال: يا محمد! إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت، إن شئت أن أطبق عليم الأخشبين)، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا) (متفق عليه). وقال أبو هريرة رضي الله عنه: قيل يا رسول الله ادع على المشركين. قال: (إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة) (رواه مسلم). وصدق الله تعالى إذ يقول: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}.
فهذا هو نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وهذه هي رحمة النبي صلى الله عليه وسلم التي ما بخل بها على الصغير والكبير، ولا الرجال ولا النساء ولا الأطفال، ولا الحيوان ولا الجمادات، ولا حتى الأعداء. ولو لم يكن في تذاكر سيرة سيد البشر صلى الله عليه وسلم إلا وقوع حبه في قلوبنا لكفى، فإن حبه صلى الله عليه وسلم من أسباب السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة بإذن الله، فقد قال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: (المرء مع من أحب) (متفق عليه). ولكننا مطالبون كذلك بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم في هديه وأخلاقه. فما أحرانا أن نتأسى به وبرحمته، لنكون أهلا لرحمة الله بإذنه تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما يرحم الله من عباده الرحماء) (متفق عليه). وقال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} (الأحزاب 21).
فاللهم اجعلنا من أهل رحمتك. اللهم اجعلنا أهلا لرحمتك. اللهم اجعلنا من المتأسين بنبيك حالا، واجمعنا به مآلا. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. اللهم استرنا في الدنيا والآخرة، واغفر لنا ذنوبنا كلها، ما علمنا منها وما لم نعلم. اللهم تجاوز عنا وعن والدينا وشيوخنا وأرحامنا وولاة أمورنا والمسلمين. ربنا ارحم والدينا كما ربونا صغارا، والحمد لله رب العالمين.
---------------------------------------------------------------
عناصر الخطبة: التواصي بالرحمة. لا يرحم الله من عباده إلا الرحماء. الرحمة من سجايا النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة. كان رحيما بالمؤمنين. رحمته بأهل المعاصي من أمته. رحمته بالجاهل. رحمته بالنساء. رحمته بالأطفال. رحمته بالحيوان. رحمته بالجمادات. رحمته بالأعداء. اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم أسوة.
الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله. أما بعد، فقد ذكر الله تبارك وتعالى في سورة البلد بعد ذكر خلق الإنسان وصية بالتواصي بالرحمة، وذكر أنها مع الإيمان والإنفاق في سبيل الله والتواصي بالصبر تجعل صاحبها من أصحاب اليمين الذين يتجاوزن مشقة الآخرة ويؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين إلى الجنة بإذن الله: {ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة. أولئك أصحاب الميمنة} (البلد 17-18). فرحمة الخلق من أسباب النجاة ونوال رحمة الله تبارك وتعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما يرحم الله من عباده الرحماء) (متفق عليه). وفي رواية: (لا يرحم الله من عباده إلا الرحماء). قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (فيه الترغيب في الشفقة على خلق الله والرحمة لهم، والترهيب من قساوة القلب) (فتح الباري). ولذلك فإن الاتصاف بالرحمة من أجلّ ما يتصف به المؤمن من أخلاق. ولقد كان لنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم السبق في ذلك كعادته في السبق إلى معالي الأخلاق ومكارمها. فقد كانت الرحمة من سجاياه التي يرجو بها رحمة الله. كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالمؤمنين، رحيما بالإنس والجن، رحيما بأهل المعاصي، رحيما بالجاهل، رحيما بالنساء، رحيما بالأطفال، رحيما بالحيوان، رحيما بالجمادات، رحيما حتى بالأعداء! حتى استحق أن يوصف بالرحمة المهداة. وكما قال الله تعالى في سورة الأنبياء: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} (الأنبياء 107). قال المفسرون: رحمة لجميع الناس (التفسير الميسر)، وقالوا: رحمة للناس كافة (في ظلال القرآن 4/2401)، وقالوا: رحمة الله المهداة لعباده (تفسيرالسعدي 2/76)، وقالوا: رحمة للإنس والجن (تفسير الجلالين) مؤمنهم وكافرهم (أيسر التفاسير 3/448)، {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، فصلى الله وسلم وبارك على نبي الرحمة وعلى آله وأصحابه أجمعين.
كانت رحمته صلى الله عليه وسلم سجية حتى قبل بعثته كما قالت له أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها عندما جاءه الملك في أول الوحي، رجع إليها يرجف فؤاده وقال: (زملوني زملوني)، وقال لها: (لقد خشيت على نفسي). فقالت رضي الله عنها: كلا! والله ما يخزيك الله أبدا. إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتَكسِب المعدوم، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الحق (متفق عليه).
كان نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم رحيما بالمؤمنين كما قال تعالى عنه صلى الله عليه وسلم ممتنا به على المؤمنين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} (التوبة 128). وهكذا وصفه أصحابه رضي الله عنهم حيث قال عنه عمران بن حصين: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رقيقا (رواه مسلم). وهكذا قال عنه مالك بن الحويرث رضي الله عنه عندما أتى إليه مع شباب ليتعلموا منه، قال: فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رقيقا، فظن أنا قد اشتقنا أهلنا فسألنا عمن تركنا من أهلنا فأخبرناه، فقال: (ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم) (متفق عليه). وأتاه رجل مرة فكلمه فجعل ترعد فرائصه فقال له: (هون عليك! فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد) (رواه ابن ماجه 3312 وصححه الألباني). فتواضعه من آثار رحمته صلى الله عليه وسلم. ومن رحمته وحرصه على نجاة أمته من عذاب الله قوله صلى الله عليه وسلم في وصف ذلك: (إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد نارا فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه، فأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقحّمون فيه) (متفق عليه).
وكان صلى الله عليه وسلم رحيما بأهل المعاصي من أمته فيستر عليهم، ويحث على ذلك فيقول: (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة) (رواه ابن ماجه 225 وصححه الألباني).
كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالجاهل، يرشده ويعلمه بألطف عبارة وأرق أسلوب. قال أنس بن مالك رضي الله عنه: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه! مه! (يعني اكفف، كف عن هذا الفعل). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزرموه! دعوه) -يعني لا تقطعوا عليه-. قال: فتركوه حتى بال -لاحظ: في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم!-. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه (متفق عليه).
وكان صلى الله عليه وسلم رحيما بالضعفة من الناس كرحمته بالنساء والأطفال. يقول صلى الله عليه وسلم: (إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي (يعني يخففها) مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه) (متفق عليه).
وكذلك كان رحيما بالأطفال. قال أسامة بن زيد رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الأخرى، ثم يضمهما، ثم يقول: (اللهم ارحمهما فإني أرحمهما) (رواه البخاري). وكان يتواضع للأطفال ويلاطفهم، فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدّي أحدهم واحدا واحدا. قال: وأما أنا فمسح خدي فوجدت ليده بردا أو ريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار (رواه البخاري). لم تمنعه مشاغله من قضاء حوائج الصغير والكبير، مع كونه رسولا مبلغا عن الله، وقائدا يحمل هموم أمة! عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن كانت الأمة من أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت من المدينة في حاجتها (رواه ابن ماجه 4177 وصححه الألباني).
وشملت رحمته صلى الله عليه وسلم حتى الحيوان، فلا يرضى أن يعذب أو أن يحمل فوق طاقته، فالحيوان لا يستطيع أن يتكلم فيشتكي. قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه فسكت، فقال: (من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟) فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله. فقال: (أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه) (رواه أبو داود 2186 وصححه الألباني). وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من إيذاء الحيوان وأمر بالإحسان إليه ورحمته، فقد أخبر أن امرأة دخلت النار في هرة، وأخرى غفر لها في كلب. أما التي دخلت النار في هرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض) (متفق عليه). وأما التي غفر لها برحمتها لكلب فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها: (بينما كلب يُطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به) (متفق عليه).
وتعدت رحمته صلى الله عليه وسلم حتى شملت الجمادات التي هي في نظر الناس لا تحس، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن لها إحساسا يليق بها. ألم يقل الله: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} (الإسراء 45). فقد أخبر عن جبل أحد في المدينة أنه يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه صلى الله عليه وسلم بقلبه الرحيم يبادله نفس الشعور. قال الصحابي عبد الرحمن بن سعد رضي الله عنه: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك حتى إذا أشرفنا على المدينة قال: (هذه طابة، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه) (متفق عليه). وحن الجذع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحن عليه نبي الرحمة بقلبه الرحيم. قال ابن عمر رضي الله عنهما: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحن الجذع (وفي رواية قال: فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار، وفي رواية: فصاحت النخلة صياح الصبي). قال: حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسكنت (رواه البخاري)، وفي رواية عند الترمذي قال: حن الجذع حتى أتاه فالتزمه فسكن (صححه الألباني 505).
وقد بلغت رحمة النبي صلى الله عليه وسلم مستوى لم يبلغه بشر فكان رحيما حتى بأعدائه! فقد سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال: (لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يالِـيل بن عبد كُلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال وسلم علي ثم قال: يا محمد! إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت، إن شئت أن أطبق عليم الأخشبين)، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا) (متفق عليه). وقال أبو هريرة رضي الله عنه: قيل يا رسول الله ادع على المشركين. قال: (إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة) (رواه مسلم). وصدق الله تعالى إذ يقول: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}.
فهذا هو نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وهذه هي رحمة النبي صلى الله عليه وسلم التي ما بخل بها على الصغير والكبير، ولا الرجال ولا النساء ولا الأطفال، ولا الحيوان ولا الجمادات، ولا حتى الأعداء. ولو لم يكن في تذاكر سيرة سيد البشر صلى الله عليه وسلم إلا وقوع حبه في قلوبنا لكفى، فإن حبه صلى الله عليه وسلم من أسباب السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة بإذن الله، فقد قال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: (المرء مع من أحب) (متفق عليه). ولكننا مطالبون كذلك بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم في هديه وأخلاقه. فما أحرانا أن نتأسى به وبرحمته، لنكون أهلا لرحمة الله بإذنه تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما يرحم الله من عباده الرحماء) (متفق عليه). وقال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} (الأحزاب 21).
فاللهم اجعلنا من أهل رحمتك. اللهم اجعلنا أهلا لرحمتك. اللهم اجعلنا من المتأسين بنبيك حالا، واجمعنا به مآلا. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. اللهم استرنا في الدنيا والآخرة، واغفر لنا ذنوبنا كلها، ما علمنا منها وما لم نعلم. اللهم تجاوز عنا وعن والدينا وشيوخنا وأرحامنا وولاة أمورنا والمسلمين. ربنا ارحم والدينا كما ربونا صغارا، والحمد لله رب العالمين.
---------------------------------------------------------------
مار- ربنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظالمين
- عدد المساهمات : 63
تاريخ التسجيل : 24/01/2014
رد: Prophet Muhammad's Name Found in the Bible
Hear the truth about Muhammad in the Bible - part 2
https://www.youtube.com/watch?v=0QN5oneMu3c&feature=player_embedded
https://www.youtube.com/watch?v=0QN5oneMu3c&feature=player_embedded
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: Prophet Muhammad's Name Found in the Bible
https://www.youtube.com/watch?v=0QN5oneMu3c&feature=player_embedded
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)! :: القواصم والعبرة من كوارث آخر الزمان "عربي/مترجم"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى