أنفع الحلول لأصحاب المشاكل
3 مشترك
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
أنفع الحلول لأصحاب المشاكل
موعظة قصيرة وبليغة
كتبها د. إياد قنيبي أكرمه الله
2013-10-05
من أنفع الأشياء للعبد أن ينسب مشاكله إلى نفسه، فإذا أساء إليه أحد قال: (إنما هذه ذنوبي سلطها الله علي)، فإن أساءت إليه زوجته قال: (لعل هذا جزاء نظرة إلى امرأة متبرجة أو ممازحة موظفة في العمل، استجلبت أنس القلب بحرام فحُرمته من بابه الحلال. ولو أني كففت عن الحرام لألقى في قلب زوجتي محبتي وطاعتي).
إن أساء إليه الناس وظلموه قال: (لعل هذا جزاء أني مُدحتُ بما ليس فيَّ فسكتُّ وأعجبني، أو لم أنصف غيري فسلط الله علي من لم ينصفني).
إن قال قولا صحيحا ففهمه الناس على غير مراده وآذوه لذلك فوجد في صدره غُمة قال: (لعلي قصرت في قيام الليل والاستعانة بالله فوكلني الله إلى نفسي لأعلم حقارتها دون عون مولاها، وأنها مهما أوتيَتْ من فهم أو حسن بيان فإنها مخذولة إن لم يجعل الله لها قبولا).
فإن فعل العبد ذلك عاد إلى نفسه يصلحها، وصان جهده عن مجادلة الناس وإثبات خطأهم وإصابته هو، ولم يعد يشعر بالحنق عليهم والغيظ منهم، لأنه يراهم –ببساطة- مظاهر معاصيه، سلطهم الله عليه ليتوب، فيحصر تفكيره في إصلاح علاقته مع مالك القلوب. وهذا أنفع له من التبرم من الناس والشكوى منهم وتخطئتهم.
في اللحظة التي يفتح الله عليك بهذا التفكير ويشرح صدرك للعمل بمقتضاه فاعلم أن الله أراد بك خيرا. وما تقدم إنما هو تفسير قوله تعالى: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير))، وقوله تعالى: ((قل هو من عن أنفسكم)). فانجُ بنفسك أن تكون ممن قال الله فيهم:
((وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور)).
هذا المعنى نخاطب به الأفراد الشعوب والحركات المنتسبة للعمل الإسلامي، لكننا نحتاج أن نخاطب به أنفسنا أولا، حتى لا تتشتت الجهود عن المهمة الأصيلة ولا نكون ممن قال الله فيهم: ((أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)).
وأراني أنسى هذا المعنى أحيانا، فأحببت أن أوصي به نفسي وإخواني.
والسلام عليكم
كتبها د. إياد قنيبي أكرمه الله
2013-10-05
من أنفع الأشياء للعبد أن ينسب مشاكله إلى نفسه، فإذا أساء إليه أحد قال: (إنما هذه ذنوبي سلطها الله علي)، فإن أساءت إليه زوجته قال: (لعل هذا جزاء نظرة إلى امرأة متبرجة أو ممازحة موظفة في العمل، استجلبت أنس القلب بحرام فحُرمته من بابه الحلال. ولو أني كففت عن الحرام لألقى في قلب زوجتي محبتي وطاعتي).
إن أساء إليه الناس وظلموه قال: (لعل هذا جزاء أني مُدحتُ بما ليس فيَّ فسكتُّ وأعجبني، أو لم أنصف غيري فسلط الله علي من لم ينصفني).
إن قال قولا صحيحا ففهمه الناس على غير مراده وآذوه لذلك فوجد في صدره غُمة قال: (لعلي قصرت في قيام الليل والاستعانة بالله فوكلني الله إلى نفسي لأعلم حقارتها دون عون مولاها، وأنها مهما أوتيَتْ من فهم أو حسن بيان فإنها مخذولة إن لم يجعل الله لها قبولا).
فإن فعل العبد ذلك عاد إلى نفسه يصلحها، وصان جهده عن مجادلة الناس وإثبات خطأهم وإصابته هو، ولم يعد يشعر بالحنق عليهم والغيظ منهم، لأنه يراهم –ببساطة- مظاهر معاصيه، سلطهم الله عليه ليتوب، فيحصر تفكيره في إصلاح علاقته مع مالك القلوب. وهذا أنفع له من التبرم من الناس والشكوى منهم وتخطئتهم.
في اللحظة التي يفتح الله عليك بهذا التفكير ويشرح صدرك للعمل بمقتضاه فاعلم أن الله أراد بك خيرا. وما تقدم إنما هو تفسير قوله تعالى: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير))، وقوله تعالى: ((قل هو من عن أنفسكم)). فانجُ بنفسك أن تكون ممن قال الله فيهم:
((وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور)).
هذا المعنى نخاطب به الأفراد الشعوب والحركات المنتسبة للعمل الإسلامي، لكننا نحتاج أن نخاطب به أنفسنا أولا، حتى لا تتشتت الجهود عن المهمة الأصيلة ولا نكون ممن قال الله فيهم: ((أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)).
وأراني أنسى هذا المعنى أحيانا، فأحببت أن أوصي به نفسي وإخواني.
والسلام عليكم
عاشقة السماء- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
- عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
رد: أنفع الحلول لأصحاب المشاكل
جزاك الله خيراً
ضوء القمر- اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال
- عدد المساهمات : 120
تاريخ التسجيل : 08/10/2013
رد: أنفع الحلول لأصحاب المشاكل
بارك الله فيكم .. وجزاكم الله خيرا
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: أنفع الحلول لأصحاب المشاكل
أكرمكما الله أخوي ضوء القمر وجعبة الأسهم
شكراً لطيب مروركما
-----
وفي مقال ذي صلة كتب د. إياد قنيبي:
ماذا لو؟
2013-10-20
ماذا لو كانت المصائب والمسرات تصيب الناس بلا تقدير، بل تدور خبط عشواء، فقد تصيبك وتترك غيرك لا لحكمة ولا لسابق علم؟
ماذا لو أن الله وكل تقدير الأقدار إلى ملائكة لا نعلم عن رحمتهم ولا حكمتهم ولا عدلهم؟
ماذا لو كانت البلايا منفكةعن الجزاء، بحيث تُبتلى ويُنعم غيرك، ثم تستويان في الجزاء والمصير إن استوى عملكما، وضاع صبرك على بلائك سدىً؟
أسئلة غريبة، أليس كذلك؟ لكني وجدت فيها إجابة لسؤال قديم لطالما كنت أتساءله في نفسي، وهو: ما المعنى في أن يصبر الله أصحاب المصائب بأن مصائبهم هذه مقدرة من قديم؟ كقوله تعالى:
((ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير (22) لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور (23) )) (الحديد)
إذن فهذه المصائب ليست خبط عشواء، بل مقدرة قبل ظهورها، فلا داعي للأسى. والله لم يوكل أحدا –لا نعلم عنه شيئا- ليقدرها، بل: ((ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله)) (التغابن)...الله الذي أنه:
1. عليم يجعل في المحن منحا من حيث لا ندري: ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)).
2. ونعلم عنه أنه ((لطيف بعباده)) فيقدر ما يقدره علينا بلطف.
3. ونعلم عنه أنه حكيم كما قال يوسف عليه السلام –بعدما رأى فتوحات ربه عليه في البلاء-: ((إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم)).
4. ونعلم عن عدله إذ–كما قال يوسف عليه السلام أيضا- ((إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)).
إذن فعندما نسمع الآيات التي تتكلم عن القدر، والأحاديث مثل ((واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك)) فلنعلم أنها تذكرنا بحقيقة أن هذه الأقدار إنما قدرها الله الذي نعلم عن علمه وحكمته ولطفه ورحمته وعدله، فلنسلم له أنفسنا بطمأنينة.
والسلام عليكم.
شكراً لطيب مروركما
-----
وفي مقال ذي صلة كتب د. إياد قنيبي:
ماذا لو؟
2013-10-20
ماذا لو كانت المصائب والمسرات تصيب الناس بلا تقدير، بل تدور خبط عشواء، فقد تصيبك وتترك غيرك لا لحكمة ولا لسابق علم؟
ماذا لو أن الله وكل تقدير الأقدار إلى ملائكة لا نعلم عن رحمتهم ولا حكمتهم ولا عدلهم؟
ماذا لو كانت البلايا منفكةعن الجزاء، بحيث تُبتلى ويُنعم غيرك، ثم تستويان في الجزاء والمصير إن استوى عملكما، وضاع صبرك على بلائك سدىً؟
أسئلة غريبة، أليس كذلك؟ لكني وجدت فيها إجابة لسؤال قديم لطالما كنت أتساءله في نفسي، وهو: ما المعنى في أن يصبر الله أصحاب المصائب بأن مصائبهم هذه مقدرة من قديم؟ كقوله تعالى:
((ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير (22) لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور (23) )) (الحديد)
إذن فهذه المصائب ليست خبط عشواء، بل مقدرة قبل ظهورها، فلا داعي للأسى. والله لم يوكل أحدا –لا نعلم عنه شيئا- ليقدرها، بل: ((ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله)) (التغابن)...الله الذي أنه:
1. عليم يجعل في المحن منحا من حيث لا ندري: ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)).
2. ونعلم عنه أنه ((لطيف بعباده)) فيقدر ما يقدره علينا بلطف.
3. ونعلم عنه أنه حكيم كما قال يوسف عليه السلام –بعدما رأى فتوحات ربه عليه في البلاء-: ((إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم)).
4. ونعلم عن عدله إذ–كما قال يوسف عليه السلام أيضا- ((إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)).
إذن فعندما نسمع الآيات التي تتكلم عن القدر، والأحاديث مثل ((واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك)) فلنعلم أنها تذكرنا بحقيقة أن هذه الأقدار إنما قدرها الله الذي نعلم عن علمه وحكمته ولطفه ورحمته وعدله، فلنسلم له أنفسنا بطمأنينة.
والسلام عليكم.
عاشقة السماء- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
- عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
مواضيع مماثلة
» حل لجميع المشاكل والمصاعب والمخاطر ويستجلب بها كل خير
» هل هناك انهيار اقتصادي عالمي وما الحلول ؟
» (لعبة ريزدنت) يريدون هدم الكعبة .. فهل هم يجهلون ما حدث لأصحاب الفيل؟!!!
» نداء عاجل لأصحاب الضمائر الحية الشيخ أبو معاذ الجعيتني يتعرض للتعذيب في سجون حماس
» هل هناك انهيار اقتصادي عالمي وما الحلول ؟
» (لعبة ريزدنت) يريدون هدم الكعبة .. فهل هم يجهلون ما حدث لأصحاب الفيل؟!!!
» نداء عاجل لأصحاب الضمائر الحية الشيخ أبو معاذ الجعيتني يتعرض للتعذيب في سجون حماس
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى