المصلحة والمفسده ووحدة الصف
3 مشترك
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
المصلحة والمفسده ووحدة الصف
المصلحة والمفسدة ووحدة الصف الإسلامي.!
لقد جاء الإسلام والناس يعيشون في فرقة وتمزق وشتات، ويعيشون حالة من الفوضى في الدماء والأموال والأعراض والحقوق، إلا أن ذلك لم يكن مانعاً لهم من أن يكون لهم حلفاً يجمعهم ضد عدوهم، ويوحد كلمتهم فيما بينهم، ويكون سبباً في نصرة مظلومهم، ويحفظ للجميع حقوقهم، ولاشك أن هذا عين العقل والحكمة، وقد جاء الإسلام مؤكداً على هذه الأصول الاجتماعية الهامة، لأنها تؤكد الحقيقة التي جاء من أجلها، " ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث: (شهدت بدار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت لمثله في الإسلام لأجبت).! وهذا الحلف: هو حلف الفضول، الذي قصد منه مناصرة المظلوم، وإعانة المحروم والحاج والمنقطع، ونحو ذلك من الأمور التي لا تخالف شرع الله عز وجل".
لقد استحضر الجاهليون - مع جهلهم بالشرائع السماوية - قاعدة المصلحة والمفسدة من أجل حفظ هذه الأخلاق الكريمة والخصال النبيلة في حياتهم، وهذا التفكير الإيجابي منهم يبعثنا على التساؤل عن الأسباب التي ألجأتهم إلى ذلك.؟ وحتى لا نطيل عند هذه النقطة أقرأ معي ما بين القوسين لتدرك سبب ذلك، إنه (حب المصلحة وبغض المفسدة) لا غير.!
ما أحوجنا اليوم إلى هذا البند المركزي داخل مصاف التيارات الإسلامية: (حب المصلحة العامة وتغليبها، وبغض المفسدة العامة وتقليلها) بمعنى أن هناك مساحات كلية تهم الجميع من شأنها أن توحد الصف الإسلامي، وتلملم شعثه دون حاجة إلى هذا النزيف الفكري المؤلم الناتج عن الخلط بين الكلي والجزئي في مسائل الإسلام وشرائعه، وهنا ندرك أن الأخطار التي تحيق بطرف إسلامي معين هي في حقيقتها خطر على بقية الأطراف، لأن الإسلام واحد لا يتعدد، والعداء الذي نصب للمسلمين في أي جهة كانوا، وفي أي قطر حلوا إنما كان لأجل ما يحملونه من عقيدة وقيم ومبادئ منبعها هذا الدين.!
لقد سمعنا في محاضرات شتى ودورس كثيرة عن فقه المصلحة والمفسدة، وقمنا بعملية التطبيق في باب العبادات والبيوع، وكذلك في أبواب الجهاد والحدود وغيرها، لكننا لم نقم بمحاولة يسيرة في تطبيق ذلك في باب (فقه الخلاف مع الآخر، والآخر القريب).! ذلك أن الاعتداد الذاتي أو الجماعي يسيطر على تصرفاتنا الإيجابية نحو الآخر، ويجعلنا في جمود وتقوقع يمنعنا من الاتصال المباشر به، وفي أحيان كثيرة ندرك أن لا خلاف بيننا، غير أن العناد والغرور وحب التغطرس يحجبنا عن فضيلة الاجتماع (قال أنا خير منه) قال سبحانه (فاخرج منها) في الجنة لا يوجد مكان للقلوب المريضة.!
ولذا تأسف كثيراً حين ترى جماعةً محسوبةً على الدين والإسلام تفرح وتسعد لكبوة حصلت من جماعة إسلامية أخرى، ويزداد ألمك وحزنك حين ترى صفحات المواقع الإلكترونية التي تمثل تلك الجهة تزف مئات الكلمات، وتسطر عشرات المقالات في نقد تلك الجماعة نقداً ذاتياً تشعر من خلاله بلذة التشفي والسخرية والاستهزاء.!
ومع أن الخطأ حاصل من الجهة المنقودة إلا أن المبالغة في نقد أصحابها بهذه الصورة يفسد ولا يصلح (والله لا يحب المفسدين) وشر المفسدين ذاك الذي يأتي بثوب صلاح وتقى.!
إن الصف الإسلامي اليوم بحاجة ماسة إلى إعادة حشد وترتيب، لأن الحملة على الإسلام أعظم من أن تصور في مقال، والجميع - قيادات وقامات الإسلام من العلماء والمفكرين وقواعدهم - يدركون خطورة هذه الحملة، ويدركون أن المواجهة لابد أن تكون بحجم القوة المعادية وزيادة، إلا أن حب الأثرة، والركون إلى النفس، والانحصار خلف أقبية الماضي وخلافاته المشينة انتصرت على مصلحة الاجتماع والألفة بين أبناء التيار الإسلامي، وجعلت درء المفسدة مقيدة بأحوال لا تتعدى الكيان الجمعي الصغير، مع أن الأحلام الشابة لا ترضى بغير مظلة الإسلام التي تسعُ الجميع بمرونتها وحكمتها وتوسطها واعتدالها.!
يا قادة العُرْب والإسلام قاطبةً
لموا الجهود فإن الوقت قد ذهبا
لا ينصر الله أشياعاً مفرقةٍ
من سره النور فليجمع له الحطبا
إذا أدرك الإسلاميون أهمية تغليب مصلحة الأمة في حفظ هويتها من الانحرافات العقدية والأخلاقية والفكرية، وأهمية درء مفسدة ما هو في الإطار السلبي السابق، الذي اتحدت على رسم سبله فرق الضلال والهوى، وجماعات الفساد والغي، سينعم الإسلاميون حينها بالأمن والهدى الذي يرسو على سفينة التوحيد: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82] وستذوب حينها الخلافات الشخصية والخلافات ذات الإطار الفئوي المحصور، وستسقى شجرتهم بمياه العدل والإنصاف الذي يجعل كل الأطراف تعترف بالخطأ الذي كان سبباً في تعثر المشروع الإسلامي العظيم، وكان وسيلة لنهضة المشاريع الصغيرة التي تحمل شعاراً طائفياً أو مناطقياً أو علمانياً، ولاشك أن هذا الاعتراف لا يكفي.. بل لابد من المبادرات التي تحمي بيضة الإسلام وأهله، وتعيد الخير والسؤدد للأمة، وتدعوا للاستمرار والمواجهة العادلة، وفي هذا يكون الخير المنتظر، والنصر المكين المظفر.!
علاء- اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال
- عدد المساهمات : 1603
تاريخ التسجيل : 31/07/2013
رد: المصلحة والمفسده ووحدة الصف
أخي/ علاء
بارك الله فيك .. وجزاك الله خيراً
بارك الله فيك .. وجزاك الله خيراً
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: المصلحة والمفسده ووحدة الصف
أخي علاء أكرمك الله وأعزنا وإياكم بحكم الاسلام
ومن العجب أن نجد كل ملل الكفر والضلال تتحزب لحرب السنة، وأن لا نفتح قلوبنا وعقولنا لنستوعب بعضنا البعض، ونزيل العقبات الفكرية والمنهجية بتصويب بعضنا البعض لنرفع عن أمتنا الذل، ولنوقف مشاريع أعداءنا ومخططاتهم.
ويجمعنا جميعاً ما اجتمع عليه الصحابة الكرام والسلف الصالح.
ومن العجب أن نجد كل ملل الكفر والضلال تتحزب لحرب السنة، وأن لا نفتح قلوبنا وعقولنا لنستوعب بعضنا البعض، ونزيل العقبات الفكرية والمنهجية بتصويب بعضنا البعض لنرفع عن أمتنا الذل، ولنوقف مشاريع أعداءنا ومخططاتهم.
ويجمعنا جميعاً ما اجتمع عليه الصحابة الكرام والسلف الصالح.
عاشقة السماء- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
- عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
مواضيع مماثلة
» ركن المصلحة !
» الفرق بين المصلحة والبدعة
» نبذ الخلاف وتوحيد الصف
» رؤيت الصف في المنام
» من أجل وحدة الصف - د. إياد قنيبي
» الفرق بين المصلحة والبدعة
» نبذ الخلاف وتوحيد الصف
» رؤيت الصف في المنام
» من أجل وحدة الصف - د. إياد قنيبي
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى