ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حَقُّ اَلْمُسْلِمِ عَلَى اَلْمُسْلِمِ سِتٌّ

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

حَقُّ اَلْمُسْلِمِ عَلَى اَلْمُسْلِمِ سِتٌّ Empty حَقُّ اَلْمُسْلِمِ عَلَى اَلْمُسْلِمِ سِتٌّ

مُساهمة  ام يحيى السبت نوفمبر 16, 2013 12:46 am

حَقُّ اَلْمُسْلِمِ عَلَى اَلْمُسْلِمِ سِتٌّ

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (( حَقُّ اَلْمُسْلِمِ عَلَى اَلْمُسْلِمِ سِتٌّ)) ثمّ ذكرها، هذه الحقوق للمُسلمين بعضُهم على بعض فيما بينهُم، وجاء في بعض الطُّرق لهذا الحديث خمس بحذف النصيحة بحذف ((وَإِذَا اِسْتَنْصَحَكَ)).

فالشّاهد:

المسألة الأولى: مسألة السّلام، حقُّ المسلم على المُسلم أن يسلِّم عليه إذا لقِيه، وطرحُ السّلام سُنّة وردُه واجِبٌ لقوله -جلّ وعلا-: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: ٨٦] ، فطرحه سُنّة لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ))، فأمر بِإفشَاءِ السّلام -صلّى الله عليه وسلّم- وذلك لأنّه يُورثُ الأُلفة والمحبّة للمُسلِّم من قبل المُسلَّم عليه، فإذا تكرَّر ذلك منه أنِس إليه ثمّ جاءت المعرِفة، وحصلت المُخالطة، فحصلت الأُخوّة والتَّآلف فأمر به -صلّى الله عليه وسلّم-، وهو مِفتاحٌ لما بعده، قيل في السِّر في البدءِ به لأنّه مِفتاحٌ لما بعده، لأنّه لا يُمكِن أن يستنصِحك وهو لا يعرِفك، لكن إذا حصلت المعرفة والمَعرِفة تحصُل بالسّلام لأنّ السّلام يجلِبُ المحبّة، فحِينئذٍ إذا أنِس إليك استنصحك، فهُنا أمر النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- في أوّل ما أمر بإلقاء السلام، والسّلام دُعاءٌ من المُسلِّم للمُسلّمِ عليه بالسّلامة.

فإذا قال "السّلامُ عليكُم" أنِس المُسلّم عليه وأقلُّه هو هذا، أقلُّه أن تقُول "السّلامُ عليكُم:" ، وأكملُه "السّلامُ عليكُم ورحمَةُ الله وبركاتُه" ثلاثون حسنة وإن اجتَزأ بالأوّل أجزأ، وإن قال: "السّلامُ عليكُم ورحمَةُ الله" فلا بأس بذلك كلُّه مُجزِئ، ولكن الإكمالُ أحسن لعِظمِ الأجر فيه فينبغِي للمُسلمين أن يُفشُوا هذا لأنّه الطّريق إلى المحبّة فهذه هي الخصلَة الأُولى من حقِّ المُسلم على المُسلم.

والثّانيّة: ((وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ)) إجابُة الدّعوة وهل الإجابة هنا عامّة في كُلِّ دعوة، أم أنّها من العُموم الذي أُريد به الخُصُوص، قولان من أهل العِلم:

§ فمنهُم من ذهب إلى أنّها عامّة في كلِّ دعوة.

§ ومنهُم من قال إنّ الوُجوب إنّما هُو في إجابة دعوة الوَليمَة، ولِيمَة العُرس وما عادَاهَا فمُستحَب، لأنّه قد جاء في التّشديد في دعوة الوَليمة، ما لم يأتِ في غيرها، فإنّ النّبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- أخبر عن من لم يأتها بأنّه قد عصى أبا القَاسم -صلّى الله عليه وسلّم- والسِّر في هذا أنّ في إجابة الدّعوة إكرامًا للدّاعي، والمرءُ إذا أكرمتَه أحبّك، إذا أجبتَ دعوته فقد أكرمته، وإذا أكرمتهُ بإجابة دعوتِه وقعت محبَّتُك في قلبِه، فهذا من أسباب المودّة الجالبَة للموَدّة والمحبّة فينبغي للمُسلِم أن لا يُفرِّط في ذلك.

والحقُّ الثّالث: قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: ((وَإِذَا اِسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْهُ)) إذا استنصحَك فانصَحهُ فيهِ بيان هذا الحق للمُسلِم على أخيه وهو حقّ النَصيحة، وهُنا تكون النّصيحة واجِبة إذا طُلبَت أمّا إذا لم تُطلب وإنّما أردت بذلها ابتِداءً فهي مُستحبّة، بذلُ النّصيحة ابتِداءً من غيرِ طَلب مُستَحَب، أمّا بعد الطّلب فإنّها تجِب لأنّه إذا استنصحك وجبت له عليك النّصيحة.

والنّصيحة مأخوذة من النُّصح وهو الإخلاص والصّفا فيما تُقدِّمه، يُقال نصَح العسَل إذا صَفا وخلَص من الغِشّ فهَكذا إذا نصَحت لأخيك تصفُو له ولا تغُشّه فإنّه من أشَار على أخِيه بأمرٍ وهُو يعلمُ أنّ الرُّشد في غَيرِه فقد خَانَه فإذا استنصَحك فيجِبُ عليك أن تنصح له وتُقدِّم له النَّصيحة النّافعة التِي تنفعُه.

والأمر الرّابع: ((وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اَللَّهَ فَشَمِّتْهُ)) وهذا فيه بيانٌ أنّه يجِب على العاطِس أن يحمد الله -تبارك وتعالى- فإنّه عافاهُ وسلَّمَه من أثَر هذَه الرّجّة العظيمة وهذا الاضطِراب العظيم فإنّ المَرء حِينما يَعطُس يرتَجّ جِسمُه كُلُّه من رأسِه إلى أخمصِ قدمَيه، فلو لم يكُن هذا الإنسَان قد أحكَم الله خلقَه وأتقنَه وشدّه لتفَجَّر من هذه العطسة، فيحمد الله على نِعمة السلامة "الحمد لله" وإن زاد "ربّ العالمين" فلا بأس بذلك، فإنها قد وردت عن رسُول الله -صلّى الله عليه وسلّم- واختلف أهل العِلم فيها هل تصِحّ؟ أو لا تصِحّ؟ فطائفةٌ من أهل يذهب إلى تحسينِها، وطائفة من أهل العلم يذهب إلى أنّها ضعِيفة.

وعلي كل حال الواجب علي العبد إذا عطس أن يحمد الله -جل وعلا- فإذا سمعه أخوه وجب عليه أن يشمته لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : ((فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ)) كل من سمعه فإذا سمعته وجب عليك أن تشمته، فالتشميت واجب علي كل من سمع حمد العاطس، أما إذا لم يسمع حمده فلا يجب عليه أن يشمته.

وهل يُذكَّر ؟ يعني يقال له احمد الله أو لا يُذكَّر؟ ذهب طائفة من أهل العلم إلي أن يُذكَّر لأن هذا من باب الأمر بالمعروف، ومال إلي هذا الشارح صاحب السبل، وذهب آخرون إلي أنه لا يذكر، وأنه قد تركه هو فلا يستحق أن يشمت.

والأحسن أن يُذكَّر بطريقة لطيفة كأن يقال له ماذا يقول من عطس؟ هكذا مثلًا فتذكره بأسلوب لطيف فيتذكر فيحصل لك الأجر من هنا ومن هنا، يتذكر فتأمره بسنة فيحمد الله وتشمته أنت فيحصل لك أيضًا هذا الأجر، وكذا عيادة المريض.

الأمر الخامس: عيادة المريض وهي زيارة المريض، فينبغي للمسلم أن يعود أخاه المسلم إذا مرض، إذا علم بمرضه ينبغي له أن يعوده، وإذا عاده يلتزم آداب العيادة فيخفف الزيارة ولا يثقل ويدعو له فيضع يده على موضع الألم يقول: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، يدعو له لأن النبي -صلى الله عليه وسلم-كان يفعل ذلك فينبغي له أن يزور أخاه ويكسب الأجر ((مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِى خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ)) كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم -.

والحق السادس: أن تتبع جنازته إذا مات وهذا الأمر ما أكثر التفريط عندنا اليوم فيه، وذلك لكثرة المشاغل وقلة العلم في كثير من الأحيان بأن فلان توفي، بأن فلانًا من الناس توفي ما يعلم به إلا بعد ما دفن وربما بيوم أو يومين أو نحو ذلك، فحق المسلم هذا أيضًا على أخيه المسلم إذا مات أن يتبع جنازته أن يصلي عليه ويتبع جنازته وله في ذلك الأجر، وهذا يدلنا على عظمة الإسلام بأنها راعت حق المسلم على أخيه حتى بعد موته، فهو لا يتملقه في حياته قد يكون إذا كان هذا الأمر حاصل منه في حياته يريد منه جزاءًا ربما، لكن بعد الموت يدل هذا على صدق الأخوة والمحبة في الله -تبارك وتعالى- فإنه قد مات وقد انقطع ما يرجوه من النوال إذا كان من أهل النوال، ما يأمل منه شيئًا فاتباعه له، لجنازته لا لشيء إلا ليبين أن هذا الدين قد أمره بذلك فهذا فيه عظمة هذا الدين حيث أمر أتباعه أن يبروا بعضهم بعضًا ولو بعد الممات.

مستفاد من: شرح كتاب الجامع من بلوغ المرام - الدرس 01 | للشيخ: محمد بن هادي المدخلي
ام يحيى
ام يحيى
ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين

عدد المساهمات : 73
تاريخ التسجيل : 06/10/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حَقُّ اَلْمُسْلِمِ عَلَى اَلْمُسْلِمِ سِتٌّ Empty رد: حَقُّ اَلْمُسْلِمِ عَلَى اَلْمُسْلِمِ سِتٌّ

مُساهمة  الحالم الأربعاء مارس 26, 2014 3:35 am

اياك نعبد واياك نستعين

الحالم
موقوووووووف

عدد المساهمات : 1116
تاريخ التسجيل : 27/01/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» حَقُّ اَلْمُسْلِمِ عَلَى اَلْمُسْلِمِ سِتٌّ
»  يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّت قَلْبِي عَلَى دِينِكَ
» لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُ
» وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِى ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَٮِٕمَّةً۬ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٲرِثِينَ
» يَقُولُ الله تعالى: أَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ، فَبِي حَلَفْتُ لَأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ مِنْهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانًا

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى