ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حوار مع .......عن رؤيا النبي في الاحلام

اذهب الى الأسفل

حوار مع .......عن رؤيا النبي في الاحلام  Empty حوار مع .......عن رؤيا النبي في الاحلام

مُساهمة  الحسين بن علي الإثنين ديسمبر 02, 2013 1:43 am


حوار أيان إدغار عن رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأحلام


لدينا فرصة جديدة للتفكير عالميًّا حول رؤيا النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - في الأحلام، في هذه الفرصة البروفيسور "أيان إدغار" - واحد من كبار المتخصصين والمحاضرين في الأحلام عالميًّا - لن يتحدث عن وجهات نظره في رؤيا النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - في الأحلام فقط، ولكن يتحدَّث عن الأحلام في الإسلام وفي القرآن أيضًا.



إيان إدغار Iain Edgar:

هو عالِم "الأنثروبولوجيا" الاجتماعية في جامعة "دورهام"، خبير بارز في مجال الأحلام، ومتخصص في الأحلام والصحة النفسية، بدأ حياته المهنية في العمل الاجتماعي، وحصل "إدغار" على درجة الدكتوراه من جامعة "كيلي"؛ حيث درس تحت البروفيسور "روني فرانكنبرغ" Ronnie Frankenberg، أطروحته: (الأحلام، علم الإنسان ورعاية المهن: النهج الثقافي في الأحلام)، ناقش مجموعة واسعة من احتمالات المتغيرات النفسية، وتطوير أسلوب العمل مع أحلام في بيئة الرعاية المهنية، حاضر الدكتور "إدغار" على نطاق واسع حول هذا الموضوع، وقدَّم العشرات من المقابلات الإعلامية فيما يتعلق بالأحداث العالمية المتعلقة (بالإرهاب، الجهاد)، قدم الدكتور "إدغار" محادثات وورش العمل في المهرجانات؛ كمهرجان الكتاب والعلوم والفنون شلتنهام وينشستر.



من مؤلفاته:

• الأحلام في الإسلام 2011م: من التقاليد إلى إلهام الجهاد القرآني.

• توجيه عمل الصورة 2004م: مناهج البحث القائم على الخيال.

• الأحلام، علم الإنسان ورعاية المهن 1995م: النهج الثقافية إلى الأحلام.

• تشكيل الأمة: دراسة التربية والتعليم في باكستان 2010م.

• تعلم الحقول، الممارسات التربوية الحالية في علم الإنسان الاجتماعي الأوروبي 2004م.

• قصص تربية للأنثروبولوجيا الأوروبية 2003م.

• أنثروبولوجيا الرعاية 1998م؛ مجلة أوراق: الأكاديمية.



ونشر أبحاثًا كثيرة؛ لعل أهمها: ما نشره في مجلة أوراق أكاديمية، الاستخارة: التوجيه وممارسة الحضانة، الحلم الإسلامي من خلال مقارنة إثنوغرافية، التاريخ وعلم الإنسان 2010م.



الحوار:

س: من المعروف أن المجالات ذات الاهتمام الخاصة بك هي الأحلام، ما الذي جعلك تتخصص في الأحلام وفهم أهمية ما تشير إليه الرؤيا؟

إيان إدغار:

أثارتني الأحلام صغيرًا؛ فعندما كنت صغيرًا كنتُ أقوم بمساعدة أمي في المطبخ، وكانتْ تحكي لي عن الأحلام، استمرَّ اهتمامي بالأحلام عندما كان عمري 19 سنة، تحديدًا في عام 1967، بدا وكأن هناك حلمًا حاسمًا حول هُوِيَّتِي الكبيرة، بدا منذ وقتٍ مبكر عندما كانت طالبًا في جامعة "يورك" بالمملكة المتحدة.



جاءت الأحلام أحيانًا مثيرة للاهتمام على طول ليلة، قبل أن يولد طفلي الأول "نيكولاس" بشكل ملحوظ، في وقت قريب كنت ذاهبًا لدراسة المجتمع العلاجي للمراهقين بالمملكة المتحدة، وكانتْ لدي سلسلة من الأحلام مثيرة جدًّا للاهتمام، حتى إنني كتبت عنها فصلاً في كتابي "دليل عمل الصورة Imagework: مناهج البحث القائم على الخيال" 2004م، ثم قررتُ الاهتمام بالأحلام، والعمل كفريق مع صديقي الذي توفِّي الآن، وخلال ذلك العام هربنا كمجموعة تتابع الكثير مما حدث في الأحلام باهتمام كبير، استخدمنا أساليب تجريبية عديدة للتعامل مع الأحلام؛ مثل الأعمال الفنية، والدراما النفسية، والتصورات الموجهة، و(الجشجالت) وغيرها، أدركتُ حينها محتوى الحلم، وخاصة العمليات التفسيرية، فضلاً عن وجود فائدة كبيرة للفريق والأفراد؛ لأنه ظهر لنا كيف يؤثِّر الإحساس الثقافي على أحلام المشاركين معنا! فكتبتُ هذه الدراسة: "الأحلام، علم الإنسان والعاملين بالرعاية الصحية: نهج الثقافة في الأحلام".



بدأت في أفيبري، 1995، وأحاضر في الأنثروبولوجيا الاجتماعية في جامعة دورهام، بعد أحداث سبتمبر بدأتُ دراسة ميدانية هائلة عن الإسلام والأحلام أدَّت إلى كتابي الأخير: "الأحلام في الإسلام: من التفسير القرآني إلى إلهام الجهاد" 2011م.



س: الأحاديث النبوية تشير إلى أن الأحلام تتكون من ثلاثة أنواع، قسَّم العلماء المسلمون الأحلام منذ وقت مبكر أيضًا إلى ثلاثة أنواع: الرؤيا الصادقة، والأحلام الكاذبة، والأحلام (حديث النفس)، هل يمكن توضيح ذلك من فضلك؟

إيان إدغار:

أنا سعيد لأعلِّق قليلاً على هذا السؤال العميق؛ كثير من المجتمعات يبدو أن لديها عمقًا في تقاليد الأحلام، والعديد منها يقسم الأحلام إلى الجيد، والسيئ وغير المهم، وربما مشابه إلى حد ما كيف يمكننا تصنيف تجاربنا النهارية أيضًا؟!



الأحلام في الإسلام: تم التعرف على ثلاثة أنواع من الأحلام في الإسلام، عرفها النبي، ومضى على نهجِها الكتَّاب في وقت لاحق؛ مثل ابن سيرين.



أولاً: الأحلام التي تتحقق؛ أي: الأحلام الروحية، الرؤيا المستوحاة من الله، وينطبق على هذا النوع فقط اسم الرؤيا.

ثانيًا: الأحلام المستوحاة من الشيطان.

ثالثًا: أحلام لا معنى لها، وإلى حدٍّ كبير تنتج من النفس (الأنا، أو الذات كما هو موضح في علم النفس الإسلامي)، يمكن أن يكون سبب هذا النوع الثالث من الأحلام، hulm، من خلال ما تم تناوله من طعام من قبلُ، وما كان مرغوبًا من قِبَل الحالِم، وينتج ذلك "مزيجًا من الأحلام المشوشة، والأحلام المختلطة، والهلوسة المجردة، والكوابيس؛ (Gouda 1991: 4).



ظهور النبي "محمد" - صلى الله عليه وسلم - في المنام له أهمية خاصة، تقول معاني الأحاديث النبوية: إذا ظهر النبي "محمد" - صلى الله عليه وسلم - في المنام؛ فإنه حلم حقيقي؛ على سبيل المثال، ذكر حديث البخاري (1979: 9:104) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن رآني في المنام فقد رآني؛ فإن الشيطان لا يتمثَّل في صورتي))؛ (2003: 287 - 313)، هذه نظرة عامة ممتازة في الأحلام من وجهة نظر الإسلام، "لكن الأحلام التي يُرَى فيها النبي، شكَّلت واحدة من التعبيرات الأقرب دائمًا للتقوى الإسلامية.



الأحلام برؤيا النبي لا تزال الأهمَّ بالنسبة للمؤمنين في هذا العصر الحديث، كثير من الناس تحدث على تأكيد هذا لغير المسلمين، والاقتناع بأن الحلم برؤيا النبي كتلقِّي الهُدَى من الله، يمكن أن ينظر إليها على أنها فتح صندوق (باندورا)، ومع ذلك هناك شروط في رؤيا النبي؛ وهي: يجب أن يكون كاملاً في شكله، ولا يكون الحلم عكس سلوك تعاليم القرآن والأحاديث، ويقتبس تقليدًا معروفًا في التقاليد الإسلامية، على الأرجح أن ابن سيرين يرى أن الرائي لو ظهر له شخصٌ ميت في المنام يؤخذ هذا على أنه حلم صادق؛ لأنهم يعيشون في "عالَم الحقيقة" (دار الحق)، وقد كتبت في كتابي بشكل عام حول كيفية تصنيف الأحلام في المجتمعات؛ هذا الاقتباس في الصفحة 19.



النظريات التفسيرية للأحلام غالبًا ما تكون انطلاقًا من تطورات لنظريات المجتمعات، كما هو الحال في نظرية الحلم الإسلامي، الذي له جذور قوية وخاصة، كذلك نظرية حلم اليونانيين القدماء، ولا سيما الواردة في Oneiocritica من Artemidorus، أيضًا نظرية الحلم لها جذور في التقاليد المصرية القديمة والآشورية، والنظريات اليهودية والمسيحية، على سبيل المثال، Macrobius، في وقت متأخر في الأحلام القديمة، يعرض خمس فئات مختلفة بَدْءًا من الأحلام الصحيحة، وأحلام الوحي والرؤيا، والكاذبة، والدنيوية، وهناك الوسطى التي تقع بين الرؤيا الصادقة والرؤيا الكاذبة، يشار إلى وجودِ نوعٍ من الحلم الأوسط (somnium)، والذي يمثل في الحقيقة في شكلٍ خيالي، واستعاري مجازي، النظرية الإسلامية للرؤيا الصادقة والكاذبة متطابقة مع هذا، وربما تستمد من النظريات التفسيرية للحلم في وقت سابق، يمكن القول: إن أكثر ما يميز نظرية الأحلام الإسلامية ليس تصنيفها الثلاثي، ولكن المثال النبوي وموقعه التاريخي والثقافي في النظرة الإسلامية.



س: آمل ألا تشير إلى رؤيا النبي بصندوق (باندورا)، أعتقد أننا يجب أن نتجنَّب التعميمات؛ لأن من الخطأ التعميم، فهناك بعض من غير المسلمين الذين رأوا النبي، لا شك أنك سمعتَ عن بعض المسيحيين رأى النبي محمد في حلمه، وهنا واحد منهم، في اليوتيوب: www.youtube.com/watch؟v=w12pXKzQX0U، المسيحي الذي رأى النبي محمد في الحلم، رأيت النبي في حلمي - roadside2islam الأخ عمر المكسيكي يفسِّر كيف أنه شاهد النبي محمدًا - عليه الصلاة والسلام - في حلمه، ويشرح كيف جاء إلى الإسلام.



www.roadside2islam.com

www.twitter.com/roadside2islam

www.facebook.com/roadside2islam


وشاهد امرأة يهودية رأت النبي محمد أيضًا؛ من En.Wikipedia، ذكر ذلك في مراجع غربية: "دون بربارا" - "ستواسر" - "ووليام ميور" في 627م، أو في وقت مبكر من 628م، عندما وجد بخدها لطمة قال: (ما هذه؟)، فقالت: إني رأيتُ كأن القمر أقبل من يثربَ فسقط في حجري، فقصصتُ المنام على ابن عمي ابن أبي الحُقَيق فلطمني، وقال: تتمنين أن تتزوجي بمحمد، لطمها بعنف لطمة لا يزال أثرها واضحًا، رأى "محمد" - صلى الله عليه وسلم - عند أول لقاء بها هذا الأثر الواضح على وجهِها، سألها عنه، فقصَّت له قصة الرؤيا، إن أفضل وسيلة لفهم دور رؤيا النبي "محمد" - صلى الله عليه وسلم - في الإسلام هو دراسة الدور الذي تؤديه الأحلام في مختلف البلاد.



س: لا شكَّ أنك تعرف أن ابن سيرين كان مشهورًا بتفسير الرؤيا، ألَّف عدة كتب: تعبير الرؤيا، والمنتخب في تعبير الأحلام، وكتاب عن الأحلام، هل قرأت كتابه؟

إيان إدغار:

نعم لقد قرأتُ عدَّة إصداراتٍ من كتبه نُشِرت في قارَّات مختلفة، الأعمال الشخصية التاريخية من (ابن سيرين) هي في الغالب تستخدم عادةً في قاموس الأحلام الإسلامية، ويعد (ابن سيرين) أول مرفأ لدعوة ملايين المسلمين في جميع أنحاء العالَم، حتى سجَّل كتابُه لقب أكثر الكتب شعبية في معرض الكتاب الجزائري للعام 2007م.



ويستند جزئيًّا عمل ينسب إلى (ابن سيرين) على القواميس في وقت سابق من قبل؛ مثل تلك الأعمال القديمة التي ترجمت في اليونانية، وأوجه التشابه واضحة، فضلاً عن وجود بعض الاختلافات التي تحدث عادة، بالرغم من أن هناك دراسة مستفيضة للنصوص في تفسير الأحلام خلص الباحث إلى أن (ابن سيرين) ليس هو الصاحب الفعلي لكتاب الأحلام الإسلامية الأكثر شهرة في القاموس، يكتب "لامورو" في وقت لاحق أن كتب تفسير الأحلام تعتمد على التقاليد القصصية، وتفسيرات (ابن سيرين) في تعبير الرؤيا، ويذكر أن تفسير (ابن سيرين) هبة إلهية في هذا المجال، وعلاوة على ذلك، تم مراجعة مئات كتيبات تفسير الأحلام المتنوعة في مختلف اللغات.



يؤكد "لامورو" أن هناك أدلة على أن (ابن سيرين) أخذ اهتمامًا كبيرًا في تفسير الأحلام، يقال: إن النبي يوسف ظهر (لابن سيرين) في أحلامه، وهذه إشارة تدلل على تمكنه من تعبير الرؤيا بكفاءة، أيضًا لقد قمتُ بدراسة ثلاثة إصدارات معاصرة لكتب (ابن سيرين) نشرت في لندن، ودلهي، وكراتشي، يعد العثور على هذه النسخ ميزة تقريبًا.



س: قمت بنشر كتابك: "الأحلام في الإسلام: من التقاليد إلى تفسير الجهادي للقرآن"، أنا أتساءل عما تريد أن تضيفه؟

إيان إدغار:

لا أستطيع التفكير في إضافة أي شيء كبير!



لدي اهتمام بمجموعة الشعر المصري المعاصر، والحلم في القاهرة عن مصر الفرعونية القديمة، كما أدرس أشرطة الفيديو التي تبثُّ في الفضائيات العربية، وأشاهد المناقشات التي كتبها شيوخ تعبير الأحلام، لا شكَّ هناك بعض الدوائر بشأن الأحلام ذات الأحداث المتصلة بالربيع العربي مهمة، ربما أتمكن من جمعها عبر شبكة الإنترنت؟



س: لا أستطيع أن أمنع نفسي من أن أذكر لك رؤيا نور الدين، وقعت هذه الرؤيا سنة (557هـ) في عهد السلطان العادل نور الدين زنكي - رحمه الله - رأى السلطان في نومه النبي محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وهو يشير إلى رجلين أشقرين، ويقول: أنجدني، أنقذني من هذين؛ فاستيقظ فزعا، ثم توضأ وصلى ونام، فرأى المنام بعينه، فاستيقظ وصلى ونام، فرآه أيضًا مرة ثالثة، فاستيقظ وقال: لم يبقَ نوم، وكان له وزير صدق من الصالحين - يقال له جمال الدين الموصلي - فأرسل إليه، وحكى له ما وقع له، فقال له: وما قعودك؟ اخرج الآن إلى المدينة المنورة، واكتمْ ما رأيتَ، فتجهَّز في بقية ليلته، وخرج إلى المدينة المنورة، وفي صحبته الوزير جمال الدين، فقال الوزير - وقد اجتمع أهل المدينة في المسجد -: إن السلطان قصد زيارة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأحضر معه أموالاً للصدقة، فاكتبوا من عندكم، فكتبوا أهل المدينة كلهم، وأمر السلطان بحضورهم، وكل مَن حضر يأخذ ويتأمله السلطان؛ لعله يجد فيه الصفة التي أراها النبي - صلى الله عليه وسلم - له؛ فلم يجد تلك الصفة، فيعطيه ويأمره بالانصراف، إلى أن انفضَّت الناس، فقال السلطان: هل بقي أحد لم يأخذ شيئًا من الصدقة؟ قالوا: لا، فقال: تفكروا وتأملوا، فقالوا: لم يبقَ أحدٌ إلا رجلينِ مغربيين لا يتناولان من أحدٍ شيئًا، وهما صالحان غنيَّان يكثران الصدقة على المحاويج؛ فانشرح صدره، وقال: عليَّ بهما، فأُتِي بهما فرآهما الرجلين اللذين أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهما بقوله: أنجدني أنقذني من هذين، فقال لهما: من أين أنتما؟ فقالا: من بلاد المغرب، جئنا حاجَّين، فاخترنا المجاورة في هذا المقام عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: اصدقاني، فصمَّما على ذلك، فقال: أين منزلهما؟


فأخبر بأنهما في رباطٍ بقرب الحجرة الشريفة، وأثنَى عليهما أهل المدينة بكثرة الصيام والصدقة، وزيارة البقيع وقُبَاء، فأمسكهما وحضر إلى منزلهما، وبقي السلطان يطوف في البيت بنفسه، فرفع حصيرًا في البيت، فرأى سردابًا محفورًا ينتهي إلى صوب الحجرة الشريفة، فارتاعت الناس لذلك، وقال السلطان عند ذلك: اصدقاني حالَكما، اعترفا بأنهما كانا على وشكِ اقتراف الجريمة.



ويقال: إن القائد الأعظم "محمد علي جناح" قد عاد من لندن إلى الهند في نهاية عام 1934، وقرر إنهاءَ منفاه الاختياري بعد رؤيا النبي محمد - عليه الصلاة والسلام - الذي طلب منه أن يذهب إلى الهند ليقودَ المسلمين من أجل تأسيس وطنٍ مستقلٍّ في جنوب آسيا، أودُّ أن أعرف كيف وجدتَ كتاب "تفسير الأحلام وفقًا للقرآن والسنة" الذي كتبه الدكتور بلال فيليبس، وكيف ترى الأحلام في الإسلام، وفي القرآن؟



إيان إدغار:

قرأت كتاب تفسير الأحلام للدكتور بلال فيليبس، ووجدت أنه وضح وجهة النظر الإسلامية في الأحلام، اقتبست جزءًا صغيرًا من مراجعتي لكتابه، كتاب فيليب يحتوي على أوضح الإشارات إلى الأحلام التي وردتْ في القرآن والأحاديث، في حين يشير إلى قضايا تفسيرية أخرى تعد رئيسية في تفسير الأحلام الإسلامية، يحتوى كتاب فيليب أيضًا على معرض يوضح الفرق بين الأحلام والتشريع العام في الإسلام.



الأحلام في معظم القواميس الإسلامية تعطي تفسيرًا بمعنى التوجيه في كثير من الأحيان، دون الاعتراف بأي مصادر، يوضح فيليبس أمرًا بالغ الأهمية لهذا النهج، وَفْقًا لذلك يسعى لتضمين تفسيراته في السرد بأمثلة من رؤيا النبي محمد وبعض من أصحابه، على هذا النحو عمله يقر بالأهمية المركزية لمعانٍ رمزية وردت في القرآن والأحاديث، ومما رواه البخاري ومسلم، يحتوي على العديد من الأمثلة على تفسير الأحلام النبوية أيضًا، عمل فيليبس يحتوي على أقسام تندرج ضمن نظرية الرؤيا الإسلامية وممارساتها؛ مثل هذا النموذج إلى ثلاثة أقسام للأحلام بأنها "الأحلام الحقيقية"، والكاذبة (من الشيطان)، والأحلام غير المهمة من الأنا (النفس)، فيليبس يصف الرؤيا الصادقة على أنها الشكل الوحيد من الوحي إلى البشر، لم تبقَ إلا الرؤية المبشرة متوفرة في الوقت الحاضر بعد انتهاء النبوة بالنبي محمد، وعلاوة على ذلك هذا الكتاب يتضمن فصلاً عن كيفية الإعداد للنوم، ودعاء النوم".



في قسم تفسير الأحلام يبدأ بتذكرةِ الممارسة النبوية؛ حيث كان النبي محمد يسأل أصحابَه عن أحلامهم بعد صلاة الصباح: هل أيٌّ منكم رأي رؤيا ليلة أمس؟ تفسير الأحلام بالحظ من الأشياء التي حرَّمها الإسلام، وفقًا لأحد أحلام صحابة النبي الذين لديهم حاجة إلى أن تفسر: "إن الحلم يرفرف على الرجل طالما لم يتم تفسير ذلك، ولكن عندما يتم تفسير ذلك، فإنه يقع"، "وأعتقد أن (النبي محمدًا) قال: ((لا تُخبِر به إلا صديقًا أو حبيبًا يملك الحكم الجيد))؛ (المرجع نفسه 43).



ينبغي تفسير الأحلام الجيدة فقط، ولا ينبغي تفسير الأحلام الكاذبة؛ لأنها لو فسرت سوف تخلط، أو حتى يمكن أن تؤدي بهم إلى الضلال، من المثير للاهتمام أن الأحلام الجيدة يجب أن تفسَّر بشكل إيجابي؛ لِما قد تحدثه من أحداث عبر التفسير، مثلها مثل فكرة حلم النبوءة في الثقافة الغربية، هذه الأحلام هي الوحيدة التي تتحقق ولو بعد مدة طويلة نسبيًّا، فيليبس كتب ما يلي: "في الواقع، الأحلام تحدث تبعًا لطريقة تفسيرها، يمكن تمثيل ذلك بالرجل الذي يرفع قدمه وينتظر أين يضعها؛ لذا إذا رأى واحد منكم حلمًا لا يوضحها إلا لأحد المقربين إليه، أو لعالِم يعرف بالتعبير"؛ (المرجع نفسه 44).



الأنبياء فقط - دائمًا وبشكل صحيح - يمكنهم تفسير الأحلام؛ (المرجع نفسه 46).



وعلاوة على ذلك، ينبغي أن تؤدي الأحلام إلى حُسن العمل، على سبيل المثال: عندما يرى شخص ما نفسه على وشك القيام بشيء إيجابي؛ فإنه يجوز"؛ (المرجع نفسه 48)، تنفيذ مثل هذا العمل في الواقع، هنا نرى موضوع استمرار العَلاقة بين محتوى الحلم وأحداث الواقع واضحة، وهذا ما مثل سمة من سمات النظرية والممارسة الإسلامية للأحلام.



وأخيرًا، يؤكد فيليبس على الأهمية المركزية للنصوص الإسلامية المقدسة - القرآن والحديث - لتفسير الأحلام: "إن أساس كل المعارف الإسلامية هو الوحي الوارد في القرآن والسنة؛ لأن الأحلام الجيدة هي أيضًا شكل من أشكال الوحي من الله، وينبغي في أية محاولة مشروعة لتفسير الأحلام أن تعتمد في المقام الأول على رمزية وجدت في القرآن والسنة"؛ (المرجع نفسه 49).



س: لعبتِ الاستخارةُ دورًا في توسيع دائرة الأحلام، هل يمكن أن توضح ذلك؟

إيان إدغار:

أرفق بشيء كتبته في وقت سابق حول هذا الموضوع: (الاستخارة حلم الحضانة الإسلامية) جزءًا هامًّا من ممارسة الحلم في الإسلام، وهي من الظواهر غير المعروفة.



الاستخارة تعتبر عملاً رئيسيًّا لممارسة حدث ما، إما بتوجيهات أو إرشادات نهارية، وقد يترتَّب من خلال رمزية الحلم، في بحثي ركزتُ على استخدام الاستخارة في الأحلام عبر التقاليد الإسلامية، لقد وجدتُ أن الاستخارة هي ميزة كبيرة خاصة في اختيار الزوج، وأيضًا في بعض الأحيان في القرار السياسي، وقرارات العمل أيضًا، في هذه الدراسات تم استنتاج أن الاستخارة تمارَس من قِبَل الصغار والكبار على حد سواء، وقد وجد علماء (الأنثروبولوجيا) الاجتماعية بسبب الاستخارة كثيرًا من المتغيرات في أحلام بلاد شمال وغرب إفريقيا على مدى السنوات الـ 40 الماضية.



على الرغم من أن ممارسة الاستخارة تختلف من دولة لدولة، ومن فرد لفرد، ويمكن أن أذكر إضافتين، عادة ما تمارس صلاة الاستخارة في الليل، ثم ينام المستخير وهو يركز على السؤال موضعِ الاستخارة، بعض أصحاب المستخير يسألونه عن إجابة في صباح اليوم التالي.



في مناطق مختلفة تمارس صلاة الاستخارة لمدة سبع ليال، يعتمد الناس الذين يصلون صلاة الاستخارة على الرمزية في اتخاذ قراراتهم، فإن الألوان البيضاء أو الخضراء، أو رؤية بعض الشخصيات الدينية الهامة، أو الأشياء الجميلة - تشير إلى الإيجابية، وينظر إلى الألوان، الأصفر أو الأسود، أو الأحمر، على أنها غير سارَّة وسلبية، وهكذا يتضح للمستخير الجواب، لا بدَّ من استخدام المشورة كما ينبغي أن ينظر إليها على أنها إرادة الله، سواء كانت الإشارة سلبية أو إيجابية.



على الرغم من أن صلاة الاستخارة يمكن أن تصلى نهارًا وتوجه إلى الإرشاد نحو التوجه الصحيح، كما يقال: إن النبي محمدًا كان يعلِّم هذه الممارسة لأصحابه، لكن الاعتماد على حضانة الحلم هو واسع النطاق، يمكن القول إضافة للممارسة الثقافية: يعتقد أنها شرعية للمسلمين من قِبَل النبي محمد، وهناك احترام عميق للرؤيا الصادقة؛ لأنها تحتمل بأن تكون رؤيا من الله.



جدير أن أذكر بأني ركزتُ في بحثي على إجراء مقابلات مع أعضاء الجالية الباكستانية في المملكة المتحدة، وفي باكستان، وتركيا، وشمال قبرص، والبوسنة، وفي بعض البيئات الثقافية المحلية، وأشار بعض المسلمين اليوم إلى القيام بالاستخارة، وفهم المغزى عبر الحلم، والبعض الآخر قال: لا نقوم بالاستخارة فقط لأنفسنا، ولكن نمارسها للآخرين.



في البوسنة وجدنا احتراف الاستخارة يتمُّ من قِبَل الممارسين الذين يقومون بالإعلان، ويقوم العملاء بالدفع.



في سراييفو، قابلت السيدة لدينا (70 - عامًا)، متخصصة، تمارس الاستخارة للواتي يقدمن على اختيارات الزواج، أفادت في دليل أحلامها بأنها رأت شابًّا وسيمًا يرتدي الأبيض، هذا ما يساعد على الإيجاب.



ووضحتْ لي امرأةٌ باكستانية - تقيم في المملكة المتحدة - أنها صلَّت صلاة الاستخارة لأجل زواج ابنتها في المستقبل، حلمت بوعاء شربت منه، غير أنها لم تذقْ للشراب طعمًا لطيفًا، أفادت هذه الرؤيا بالنتيجة المتوقعة لهذا الزواج.



وقالتْ طالبة باكستانية - تدرس في المملكة المتحدة -: إن معظم الإناث اللاتي يدرسن هنا منذ العشرينيات، يقمن بممارسة الاستخارة للمساعدة في اختيار الزوج، وكيف أنها عارضت والدَيها على الزواج، لكنها كانتْ تعرف النهاية منذ خمس سنوات، وكانتْ حريصة على استمرار العلاقة، وحدث هذا مع اثنين من الأصدقاء، والدتها أيضًا لم تقم بالاستخارة، كما فعل أحد أصدقاء الأسرة من الذكور في الولايات المتحدة، فقد حلم بفقدان السيطرة على سيارته وتحطمها في جانب الجبل، في حين أن الطقس كان سيئًا؛ هذه التجربة مقنعة بأنها كابوس، وتدلل على المشاعر السلبية الأخرى، وأنها لا ينبغي أن تتزوَّج هذا الرجل، بالمثل حدث فيما يتعلق من زواج أخيها؛ فقد قامت جَدَّتُها بصلاة الاستخارة، وحلمت بشقيقها وعروسه المحتملة في حقل مع امرأة ترتدي وشاحًا أخضر للزفاف؛ اعتبر هذا الحلم علامةً جيدةً، ومضيا في الزواج قدمًا.



عادةً - وبناءً على النصيحة من تجربةِ الاستخارة - يكتسب الشخص الثقة في اختياره للزواج/ العمل، وكما نعلم من خلال فكرة الرؤيا الصادقة التي تعد نبوءة تحقق بعد حين؛ تعدُّ الرؤيا الصادقة موقفًا إيجابيًّا يبارك مسعى المرء ويبشره بالنتيجة.



س: أنت تبذل قصارى ما لديك للمساهمة في فهم أهمية الأحلام، هل يمكن أن توضح ما تعنيه الأحلام بالنسبة لليهود والنصارى؟

إيان إدغار:

هذا موضوع كبير، إنني أعرف القليل عن الأحلام في اليهودية والمسيحية؛ لأنني ركزت أساسًا على تفسير الحلم في التقاليد الإسلامية، ربما يكون من المفيدِ أن نذكر كتابًا عن الأحلام في التقاليد الأخرى، في الأديان الإبراهيمية الثلاثة لديهم نفس الجذور في تجربة ذكرت تضحية إبراهيم بابنه إسماعيل بالنسبة للمسلمين، وإسحاق للمسيحيين واليهود؛ ويتحدث القرآن أن إبراهيم رأى أنه يذبح ابنَه في الأحلام، في حين أنه في الكتاب المقدَّس العبري، الله يتحدَّث لإبراهيم من دون إشارةٍ للأحلام؛ لذا فمن الحق أن أذكر بأن هذه الديانات التوحيدية الثلاثة الكبرى تختلف فيما بينها في تقييم دور الحلم، ومع ذلك لا تزال الأحلام مهمة جدًّا في التقاليد اليهودية، فالمثال في حلم يعقوب وقدرة يوسف في تفسير الأحلام موجودٌ في كلِّ الكتب العبرية المقدَّسة وفي القرآن، وعلاوة على ذلك "دانيال" هو أيضًا مترجم الحلم الشهير في الكتب المقدَّسة العبرية، ربما يكون الشخص الوحيد الذي يقال بأنه كان يعلم ما حلم به الشخص قبل أن يبلِّغه الشخص برؤياه (أي من قبل نبوخذ نصر الملك؛ دانيال 2-4).



بولكلي يكتب بشكل جيد عن التوتر بين الكتاب المقدَّس العبري والأحلام والاتصالات الأصيلة من الله، أو أوهام العقل، وهو موضوع نراه مرة أخرى في التقاليد المسيحية.



في حين أن ظروف ولادة يسوع تزخر بالأحلام، والمسيحية بعد عدة قرون راعت اعتبار الأحلام، قد تحتمل أن تكون خطرة أو توجيهًا كاذبًا، كما يكتب بولكلي (168) إنجيل متَّى يبدأ بيوسف والد يسوع، تلقى الأحلام التي "هَدَتْه لرعاية وحماية يسوع، ومع ذلك لا يوجد في العهد الجديد، ولا نقرأ عن وجود يسوع أو الإبلاغ عنه بواسطة الأحلام، وبمضي الوقت من القرنين الرابع والخامس بعد ولادة يسوع؛ أصبح وجود يسوع في الأحلام مشكلة، على سبيل المثال: بولكلي أوغسطين (يقال: إنه قد تحول جزئيًّا في التقاليد اليهودية على أساس تفسيرات حلم والدته؛ 179 -180)، وجيروم الطريق إلى إعادة العلامة الوهمية والأحلام، كما يحتمل أن تكون الأحلام خطرة، ومع ذلك لا تزال تعتبر اليوم في أجزاء كثيرة من العالَم المسيحي أن الأحلام مهمة جدًّا، على سبيل المثال في الكنائس المسيحية الشرقية والإفريقية، أيضًا بمقارنة شاملة للأحلام في الإسلام والمسيحية، يتبين هناك اختلاف في الثقافة، والصراع، والإبداع.



عبد الرحمن:

للأسف، هناك أناس تشوِّه رؤيا النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - في أوروبا الغربية وبعض المسلمين أيضًا؛ لذلك ليس من قبيل المبالغة أن نُشِير إلى أن بعض الناس يقوم بذلك؛ للحصول على المزيد من الاهتمام الذي لا تستحقه، وأنها للأسف في بعض الأحيان تشوه صورة حلم النبي؛ لتحقيق مكاسب سياسية، من المبالغة أن نشير إلى أن جميع غير المسلمين - أو حتى الأغلبية منهم في معظم البلدان - مذنبون بنفس القدر في هذا التشويه، شكرًا جزيلاً لك، يا بروفيسور إيان إدغار.


الحسين بن علي
موقوووووووف

عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 02/12/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى