بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
فائدة:
قال أيوب عليه السلام: اللهم إنك تعلم أنه ما عرض أمران أحدهما في رضاك، والآخر في هوا نفسي إلا قدمت الذي في رضاك؛ فنودي من غمامة من عشرة آلاف صوت: يا أيوب من فعل ذلك بك؟!!!
فوضع التراب على رأسه، ثم قال: أنت أنت يا رب. اهـ[1].
وقال سفيان: دخل أبو حازم على أمير المدينة؛ فقال تكلم؛ فقلت انظر الناس ببابك إذا أدنيت أهل الخير ذهب أهل الشر؛ وإن أدنيت أهل الشر ذهب أهل الخير.
وقال ابن عيينة: سمعت مساور الوراق يقول: إنما تطيب المجالس بخفة الجلساء.
وعن سفيان عن مسعر أن رجلاً ركب البحر فكسر به؛ فوقع في جزيرة فمكث ثلاثة أيام لا يرى أحداً، ولم يأكل طعاماً ولا شراباً، فقال:
إذا شاب الغراب أتيت أهلي
وصار القار كاللبن الحليب
فأجابه مجيب لا يراه:
عسى الكرب الذي أمسيتَ فيه
يكون وراءه فرج قريب
فنظر؛ فإذا سفينة قد أقبلت فلوح لهم فحملوه فأصاب خيراً كثيراً.
فائدة:
حديث الحية التي طلبت من الرجل الصالح أن يجيرها من عدوها:
أن رجلاً كان يعرف بمحمد بن حمير وكان مبتلاً بالقنص فخرج ذات يوم يتصيد؛ إذ عرضت له حية خرجت من بين قوائم شعب دابته فقامت على ذنبها، ثم قالت: أجرني أجارك الله. قال لها: من أنت؟ قالت: من أهل شهادة أن لا إله إلا الله. قال: وممن أجيرك؟ قالت: من هذا الذي خلفك إن قدر علي قطعني. قال: وأين أخبئك؟ قال: ففتحت ردائي، فقلت: ادخلي فيه. فقالت: يراني عدوي. قال فشلت طمري قلت: ادخلي بين أطماري وبطني. قالت يراني عدوي. قلت لها: فما الذي أصنع بك؟ قالت إن أردت اصطناع المعروف؛ فافتحلي فاك حتى أنساب فيه. قال. أخشى أن تقتليني. قالت: لا والله لا أقتلك. الله شاهد علي بذلك، وملائكته، وحملة عرشه، وسكان سماواته. قال محمد: فاطمأننت إلى يمينها ففتحت فمي فانسابت فيه، ثم مضيت إذ عارضني رجل ومعه صمصامة فقال: لقيت عدوي؟ قلت وما عدوك؟ قال: حية. قلت اللهم لا. واستغفرت ربي من قولي لا، مئة مرة، ثم مضيت فأخرجت رأسها من فمي؛ ثم قالت انظر؛ مضى هذا العدو؟ فالتفت فلم أرَ إنساناً. فقلت ليس أرى إنساناً؛ إن أردت أن تخرجي فاخرجي. قالت انظر ملياً. قال محمد فرميت حماليق عينيّ في الصحراء فلم أرى شبحاً ولا شخصاً. فقلت: إن أردت أن تخرجي فاخرجي فليس أرى إنساناً. قالت: الآن يا محمد اختر واحدة من اثنتين. قلت: وما هي؟ قالت: إما أن أنكت كبدك فأفتها في جوفك، أو أنكتك نكتةً فأطرح جسدك بلا روح. قال قلت: يا سبحان الله! أين العهد الذي عهدتي إلي؟؟!
قالت: أنسيت العداوة التي كانت بيني وبين أبيك آدم؟ فقلت لها: وليس بدٌّ من أن تقتليني؟ قالت: والله إن كان بد من قتلك. قلت لها: أمهليني حتى أصير إلى تحت هذا الجبل؛ فأمهد لنفسي موضعاً أموت فيه.
قالت شأنك. قال محمد:
فمضيت أريد الجبل، وقد أيست من الحياة؛ إذ رميت حماليق عيني نحو العرش. ثم قلت: يا لطيف الطف بلطفك الخفي، يا لطيف بالقدرة التي استويت بها على عرشك؛ إلا كفيتنيها. ثم مشيت فعارضني رجل صالح صبيح الوجه، طيب الرائحة فقال لي: سلام عليكم. فقلت: وعليك السلام يا أخي. قال: مالي أراك قد تغير لونك؟ فقلت يا أخي من عدوٍ ظلمني. قال: وأين عدوك؟ قلت: في جوفي. قال لي: افتح فاك ففتحت فمي. فوضع فيه مثل ورقة زيتونة خضراء، ثم قال: امضغ وابلع؛ فمضغت وبلعت. قال: فلم ألبث إلا يسير حتى مغصتني بطني، فرميت بها من أسفل قطعةً قطعة. فتعلقت بالرجل، ثم قلت يا أخي أحمد الله الذي منّ علي بك. ثم قال: ألا تعرفني؟ قلت الله لا. قال: إنه لما كان بينك وبين الحية ما كان ودعوت بذلك الدعاء ضجت ملائكة السبع سماوات إلى الله - عز وجل - فقال الله وعزتي وجلالي وجودي وارتفاعي في علو مكاني قد كان بعيني كل ما فعلت الحية بعبدي فأمرني الله - وأنا الذي يقال لي المعروف، مستقري في السماء الرابعة -: أن انطلق إلى الجنة فخذ طاقةً خضراء فالحق بها عبدي محمد بن حمير، يا ابن حمير عليك باصطناع المعروف؛ فإنه يقي مصارع السوء؛ وإنه إن ضيعه المصطنع إليه لم يضع عند الله - عز وجل - اهـ[2].
فائدة:
عن عمرو بن عثمان الرقي قال كنت عند سفيان بن عيينة فقال رجل: يا أبا محمد ما تقول: الإيمان يزيد وينقص؟ قال: يزيد ما شاء الله، وينقص حتى لا يبقى منه شيء، بعث الله النبي محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس أن يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها حقنوا بها دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم أمره بأن يأمرهم؛ أن يقيموا الصلاة فأمرهم ففعلوا، ولو لم يفعلوا؛ ما نفعهم الإقرار الأول، فلما علم الله تعالى صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم أن يهاجروا إلى المدينة، فأمرهم ففعلوا. ولو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول، ولا الصلاة، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم، أن يرجعوا إلى مكة؛ فيقاتلوا آباءهم وأبناءهم؛ حتى يقروا بمثل إقرارهم، ويشهدوا بمثل شهادتهم، فأمرهم ففعلوا، ولو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ولا الصلاة، ولا الهجرة، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم أن يطوفوا بالبيت تعبداً ويحلقوا رؤوسهم تذللاً، ففعلوا ولو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول، ولا الصلاة، ولا الهجرة، ولا الرجوع إلى مكة، ولا طوافهم بالبيت، ولا حلقهم رؤوسهم. فلما علم الله ما تتابع عليهم من الفرائض ومثولهم لها قال له قل لهم: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ﴾ [المائدة: 3]، فمن ترك شيئاً من ذلك كسلاً أو مجوناً أدبناه عليه، وكان ناقص الإيمان ومن تركها عامداً كان بها كافراً. هذه السنة أبلغ عني من سألك من المسلمين [3].
فائدة:
عن سفيان بلغ عمر بن الخطاب أن رجلاً بنى بالآجر فقال: ما كنت أحسب أن في هذه الأمة مثل فرعون يريد قوله تعالى ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [القصص: 38].
وقال رحمه الله بلغني أن الدجال يسأل عن بناء الآجر هل ظهر بعد؟
وعن سفيان بلغ عمر بن الخطاب أن أبا الدرداء ابتنى كنيفاً بحمص فكتب إليه: أما بعد يا عويمر أما كانت لك كفاية فيما بنت الروم؟ - عن تزيين الدنيا وتجديدها وقد أذن الله بخرابها فإذا أتاك كتابي هذا فانتقل من حمص إلى دمشق. قال سفيان عاقبه بهذا.
فائدة:
الليث بن سعد وقصته مع هارون الرشيد:
حينما حصل منه طلاق ابنة عمه زبيدة وكانا قد تلاحيا في أمر من الأمور فقال هارون: إن لم أكن من أهل الجنة فأنت طالق. فاستفتى العلماء الذين عنده وأقدم علماء الأمصار فلم يحصل له منهم الجواب عن يمينه، وقد اغتم هو وزوجته ابنة عمه غماً شديداً وكان ممن قدم عليه الليث بن سعد، فقال له الرشيد: تكلم. فقال: يخلي أمير المؤمنين مجلسه إن أراد أن يسمع كلامي. فانصرف من كان في مجلسه من الفقهاء والعلماء والناس، ثم قال: تكلم. فقال: أتكلم يا أمير المؤمنين على الأمان والطاعة لي من أمير المؤمنين في جميع ما آمر به. فقال: لك ذلك. قال: يدعو أمير المؤمنين بالمصحف. فأمره به فأحضر. فقال يأخذه أمير المؤمنين فيتصفحه. فأخذه فتصفحه حتى وصل إلى سورة الرحمن حتى قرأ ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46]، فحلفه بالله الذي لا إله إلا هو أنك تخاف مقام الله؟ فقال: إني أخاف مقام الله. فقال: يا أمير المؤمنين فهي جنتان وليست بواحدة كما ذكر الله في كتابه، فسمعت التصفيق والفرح من خلف الستر، وقال هارون: أحسنت والله بارك الله فيك. ثم أمر بالجوائز والخلع لليث بن سعد، وأمرت له زبيدة بضعف ما أمر به الرشيد إلخ اهـ[4].
فائدة:
عن علي بن المنذر قال:
سمعت الحسن بن صالح بن حي يقول: لما احتضر أخي علي بن صالح رفع بصره، ثم قال: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، ثم خرجت نفسه رحمه الله.
وكان يقول على قوله تعالى﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 24]، قال بلغنا أنه الصيام، أو سمعنا أنه الصيام. اهـ[5]
[1] حلية ج7.
[2] حلية ص345 ج7.
[3] حلية ص346 ج7.
[4] حلية ص377 ج7.
[5] حلية ص386 ج7.
الحسين بن علي- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 02/12/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (3)
قال: من أي وجهٍ أزال الرجل اللائمة عمن أساء إليه؟ قلت: لا أدري. قال من أنه قد علم أن الله تعالى هو الذي ابتلاه به.
وقال رحمه الله: شهدت مع أبي الأشعب جنازةً فسمعته يقول: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داوود حذر، أنذر أصحابك أكل الشهوات فإن القلوب المتعلقة بشهوات الدنيا؛ عقولها محجوبة عني.
قال أحمد بن أبي الحواري قلت لأبي سليمان: سهرت الليلة في ذكر النساء إلى الصباح فتغير وجهه وغضب علي، وقال: ويحك! أما استحيت منه يراك ساهراً في ذكر النساء، ولكن كيف تستحي ممن لا تعرف؟ اهـ[1].
فائدة: قال أبو سليمان: إذا صلى - يعني العارف - ركعتين لم ينصرف عنهما حتى يجد طعمهما.
وقال: ما أحسب عملاً لا يوجد له في الدنيا لذة يكون له في الآخرة ثواب.
وقال: إذا لذت لك القراءة فلا تركع ولا تسجد، وإذا لذّ لك السجود فلا تركع ولا تقرأ، الأمر الذي يفتح لك فيه الزمه.
فائدة:
قال أحمد بن أبي الحواري كان أبو سليمان يقول: من عمل شيئاً من أنواع الخير بلا نية؛ أجزأته النية الأولى حين اختار الإسلام على الأديان كلها؛ لأن هذا العمل من سنن الإسلام وشعائره.
وقال: ما أوتي من أوتي إبليس، وقارون، وبلعام؛ إلا لأن أصل نياتهم على غشٍ فرجعوا إلى الغش الذي قام في قلوبهم، والله أكرم من أن يمن على عبد بصدقٍ ثم يسلبه إياه. اهـ[2].
قال أبو سليمان: كم بين من هو في صلاته لا يحس أو لا يشعر من مر به، وبين آخر يتوقع خفق النعال؛ حتى يجئ من ينظر إليه.
وقال قلت لأبي سليمان: جاء في الحديث (من أراد الحظوة فليتواضع في الطاعة) فقال لي: أي شيء التواضع في الطاعة أن لا تعجب بعملك.
قال وسمعته يقول: العارف إذا صلى ركعتين لم ينصرف منهما حتى يجد طعمهما، والآخر يصلي خمسين ركعة؛ لا يجد لها طعماً.
فائدة:
قال أبو سليمان الداراني: أنجى الأسباب من الشر الاعتزال في البلد الذي يعرف فيه والتخلص إلى خمول الذكر أين كنت، وطول الصمت، وقلة المخالطة، والاعتصام بالرب تبارك وتعالى، والعض على فلق الكسر وما نؤمن اللباس ما لم يكن مشهوراً، والتمسك بعنان الصبر، والانتظار للفرج، وترقب الموت، والاستعداد - يعني للقاء الله- مع شدة الخوف ومن لم يحسن رعاية نفسه؛ أسرع به هواه إلى الهلكة، ومن لم ينظر لنفسه لم ينظر لها غيره.
وكان يقول: طوبى لمن لزم الجادة بالانكماش، والحذر، وجعل الدنيا مزرعةً، وتنوّق في البذر؛ ليفرح غداً بالحصاد، طوبى لمن انتقل بقلبه من دار الغرور ولم يسع لها سعيها، الفكر في الدنيا حجاب عن الآخرة.. الخ.
فائدة: أحمد بن عاصم الأنطاكي:
كان يقول كل نفسٍ مسئولة فمرتهنة أو مخلصة، وفِكاك الرهون بعد قضاء الديون؛ فإذا أغلقة الرهون أكدت الديون، وإذا أكدت الديون استوجبوا السجون.
وكان رحمه الله يقول: إذا صارت المعاملة إلى القلب استراحت الجوارح.
ويقول: استح من قبولك من نفسك، ودعواها الصدق، وقد افتضحت عندك - يعني تعلم منها عدم الصدق -.
وكان يقول: احذر هذا الوعيد، وخذ بالمحاسبة، واعقل درجتك، ولا تزهو عند الخلائق بكثرة تَقِيَّاتِك، وجوهرك جوهر الفضائح، وسيماك سيما الأبرار، واستح من الله - عز وجل - من تضييعك من قبل أن لا تستح الخزنة من المبالغة في عذابك، وليكن لك في الحق حظ ونصيب بإقرارك لله عليها بكذبها، وكن سخين العين على ما ظهر لك منها، ولتكن عندك في عداد المستدرجين، وأجرها في ميزان الكذابين.
فائدة:
قال رحمه الله تعالى: غنيمة باردة أصلح فيما بقي يغفر لك فيما مضى. ويقول: ليس المعرفة الإقرار به ولكن المعرفة التي إذا عرفت استحييت منه.
فائدة:
وكان يقول: أنفع الخوف ما حجزك عن المعاصي، وأطال منك الحزن على ما قد فات، وألزمك الفكر في بقية عمرك، وخاتمة أمرك، وأنفع الرجاء ما سهل عليك العمل؛ لإدراك ما ترجو وأنفع الإخلاص ما نفى عنك الرياء والتزين للناس، وأنفع الشكر أن تعرف منه ما ستر عليك من مساويك؛ فلم يطلع أحداً من المخلوقين عليك، وأضر الكلام ما كان الصمت خيراً لك منه، وألزم الحق أن تلزم نفسك بأداء ما ألزمها الله تعالى من حقه وإن كان في ذلك خلاف هواك، وتلزم والديك وولدك ثم الأقرب فالأقرب فألزمهم من الحق وإن كان في ذلك خلاف هواك وخلاف أهوائهم، وأنفع العلم ما ردك عن الجهل والسفه.
فائدة:
قال رحمه الله التزين اسم لمعانٍ ثلاث: فمتزين بعلم، ومتزين بجهلٍ، ومتزين بترك التزين وهو أعمقها وأحبها إلى إبليس.
فائدة:
قال أبو عبد الله الأنطاكي: كتب أخ ليونس بن عبيد أما بعد يا أخي كيف أنت وكيف حالك؟ فكتب إليه يونس: سألتني عن حالي وأخبرك أن نفسي قد ذلت لي بصوم يومٍ بعيد الطرفين شديد الحر، ولن تذل لي بترك الكلام فيما لا يعني.
فائدة:
قال أبو عبد الله الساجي أحبوا ما شاء الله - يعني كلمة ما شاء الله - فإنه من أحب ما شاء الله لم ينزل به شيء من مقادير الله إلا أحبه. أوحى الله إلى موسى عليه السلام: يا موسى ما استحثني عبد على قضاء حاجته بمثل ما شاء الله. اهـ[3].
عن أبي عبد الله الساجي ينبغي لنا أن نكون بدعاء إخواننا أوثق منا بأعمالنا، وكان يقول: وقف أعرابي على أخٍ له حضري، فقال الحضري: كيف تجدك أبا كثير، قال: أحمد الله أي أخي ما بقاء عمر تقطعه الساعات وسلامة بدن معرض للآفات، ولقد عجبت للمؤمن كيف يكره الموت وهو سبيله إلى الثواب، وما أرانا إلا سيدركنا الموت، ونحن أبق - يعني آبقين -.
فائدة:
دعاء يعقوب عليه السلام: يا دائم المعروف الذي لا ينقطع أبداً، ولا يحصيه غيره رد علي ابني.
قال أبو عبد الله الساجي: قال بكر بن حنيش كيف يتقي من لا يدري من يتقي.
وقال يونس عليه السلام: يا رب أرني أحب خلقك إليك. فدفع إلى رجلٍ قد أكلت محاسن وجهه فلم يبق إلا عيناه. قال: وقد أمرني ربي أن أسلبه عينيه. فقال الرجل: الحمد لله متعتني ببصري ثم قبضته إليك وأبقيت في الأمل فيما عندك فلم تسلبنيه. اهـ[4].
المصدر: مجمع الفوائد
[1] حلية 278 ج9.
[2] حلية 284 ج9.
[3] حلية 325 ج9.
[4] حلية 325 ج9.
الحسين بن علي- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 02/12/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (2)
قال إن لإبليس شيطانًا يقال له المتقاضي، يتقاضى من ابن آدم بعد عشرين سنة ليخبر بعملٍ قد عمله سرًّا ليظهره، فيربح عليه ما بين السر والعلانية.
قال له رجل: إني صليت صلاةً، فوجدت لها لذة، فقال: أي شيء لذَّ لك منها؟ قلت: لم يرني أحد، قال: أنت ضعيف حين خطر الناس على قلبك في الخلاء.
فائدة:
قال الكرابيسي: مثل الذين يذكرون أحمد بن حنبل مثل قومٍ يجيئون إلى أبي قبيس يريدون أن يهدموه بنعالهم.
وقال يحيى بن الجلا: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني في المنام - وأشار إلى ابن أبي دؤاد، فقال: ﴿ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴾ [الأنعام: 89]، وأشار إلى أحمد بن حنبل؛ ا .هـ[1].
فائدة:
قال عبدالرحمن بن مهدي لفتى يتكلم في صفات الرب - تبارك وتعالى - ويشبه، رويدك حتى نتكلم أولاً في صفة المخلوق، فإن عجزنا عن صفة المخلوف، فنحن عن صفة الخالق أعجز، ثم ساق الحديث عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴾ [لنجم: 18]، قال: رأى جبريل له ست مائة جناح، فبقي الغلام ينظر، فقال عبدالرحمن بن مهدي: يا بني، إني أهون عليك المسألة، وأضع عنك خمس مائة وسبع وتسعين جناح، صف لي خلقًا بثلاثة أجنحة، ركب الجناح الثالث منه موضعًا غير الموضعين الذين ركَّبهما الله - عز وجل - حتى أعلم، فقال: يا أبا سعيد، قد عجزنا والله عن صفة المخلوق، ونحن عن صفة الخالق أعجز، فأشهدك أني قد رجعت عن ذلك، وأستغفر الله تعالى؛ ا. هـ[2].
قيل لعبدالرحمن بن مهدي: إن فلانًا صنَّف كتابًا في السنة ردًّا على فلان، فقال عبدالرحمن ردًّا بكتاب الله وسنة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم؟ قيل بكلام، قال: ردَّ باطلاً بباطل.
وقال عبدالرحمن بن مهدي: كنت أجلس يوم الجمعة في مسجد الجامع، فيجلس إليّ الناس، فإذا كانوا كثيرًا فرِحت، وإذا قلوا حزِنت، فسألت بشر بن منصور، فقال: هذا مجلس سوء لا تَعُد إليه، قال: فما عدتُ إليه؛ ا.هـ[3].
وكان يقول وذكر عنده المحدثون: لهذا الأمر قوم، العلم كثير، والعلماء قليل.
ويقول: ما يغبط اليوم إلا مؤمن في قبره.
ويقول في موت الفجأة: تخفيف على المؤمن، وأسف على الكافر، وساق السند إلى عبدالله.
وعن أبي عمار - مولى بني هاشم - قال: سألت أبا هريرة عن القدر؟ فقال: اكتفِ منه بآخر سورة الفتح: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ.. ﴾ [الفتح: 29]، إلى آخر السورة، قال عبدالرحمن بن مهدي: يعني نَعتهم قبل أن يخلقهم؛ ا. هـ[4].
وحدث بالسند عن الحسن عن قيس بن عبادة، قال: كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يكرهون الصوت عند ثلاث: عند القتال، وعند الجنائز، وعند الذكر.
وحدث بالسند إلى عثمان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من قال إذا أصبح: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، لم يفجأه بلاءٌ حتى يمسي، وإذا قالها حين يمسي، فمثل ذلك.
المصدر: مجمع الفوائد
[1] حلية، ص384، ج9.
[2] حلية، ص8، ج9.
[3] حلية، ص11، ج9.
[4] حلية، ص59، ج9.
الحسين بن علي- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 02/12/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
إبراهيم المغربي
رفسته بغلة فكسرت رجله، فقال: لولا مصائب الدنيا لقدمنا على الله مفاليس.
سعيد الشهيد المقنع بالحديد:
قال الراوي غزونا في بعض الغزوات فصاففنا العدو، فإذا بفتى إلى جانبي، وإذا هو مقنع في الحديد، فحمل على الميمنة حتى ثناها، وحمل على الميسرة حتى ثناها، وحمل على القلب حتى ثناها. ثم أنشأ يقول:
أحسن بمولاك سعيدُ ظنا
هذا الذي كنت له تمنى
تنح يا حور الجنان عنا
مالك قاتلنا ولا قتلنا
لكن إلى سيدكنَّ اشتقنا
قد علم السر وما أعلنا
قال: فحمل فقاتل فقتل منهم عددًا ثم رجع إلى مصافه، فتكالب عليه العدو، فإذا به قد حمل على الناس وأنشأ يقول:
قد كنت أرجو ورجائي لم يخب
أن لا يضيع اليوم كدي والطلب
يا من ملا تلك القصور باللعب
لولاك ما طابت ولا طاب الطرب
فحمل الثالثة وأنشأ يقول:
يا لعبة الخلد قفي ثم اسمعي
مالك قاتلنا فكفي وارجعي
ثم ارجعي إلى الجنان فاسرعي
لا تطمعي لا تطمعي لا تطمعي
قال: فحمل فقاتل حتى قتل رحمه الله.
فائدة:
قال الراوي: رأيت في تيه بني إسرائيل فتى بلا زادٍ ولا راحلة فقلت له وهو يأم البيت العتيق: كيف؟ قال يا شيخ: ارفع رأسك هل ترى غيره؟ فقلت اذهب حيث شئت. اهـ.
زهير البابي:
عن عمشط بن زياد يقول: سمعت زهير بن نعيم يقول: جالست الناس منذ خمسين سنة فما رأيت أحدًا إلا وهو يتبع هواه، حتى أنه ليخطئ فيحب أن الناس قد أخطئوا. قال سهل: وسمعت من سمع زهيرًا يحلف بالله الذي لا إله هو لأنا بمن لا يؤمن بالله أشبه مني بمن يؤمن بالله. فذكرت هذا القول لعشرة من أهل الصفاء فمنهم من بكى ومنهم من صاح، ومنهم من انتفض، ومنهم من بهت[1].
فائدة:
قال سهل بن عبد الله: لا تفتش عن مساوئ ورداءة أخلاق الناس، ولكن فتش وابحث في أخلاق الإسلام مالك فيه حتى تسلم، ويعظم قدره في نفسك. قال: الصبر صنفان: أهل الدنيا يصبرون للدنيا حتى ينالوا منها، وأهل الآخرة يصبرون على آخرتهم؛ حتى ينالوا منها. اهـ.
وقال: المؤمن من راقب ربه وحاسب نفسه وتزود لمعاده.
وقال: من اشتغل بما لا يعنيه نال العدو منه حاجته في يقظته ومنامه.
وقال: من أخلاق الصديقين أن لا يحلفوا بالله لا صادقين ولا كاذبين، ولا يغتابون، ولا يغتاب عندهم، ولا يشبعون بطونهم، وإذا وعدوا لم يخلفوا، ولا يتكلمون إلا والاستثناء في كلامهم، ولا يمزحون أصلاً.
ويقول: المؤمن أكرم على الله أن يجعل رزقه من حيث يحتسب يطمع المؤمن في موضع فيمنع من ذلك ويأتيه من حيث لا يحتسب.
ويقول: أيما عبد لم يتورع ولم يستعمل الورع في عمله؛ انتشرت جوارحه في المعاصي وصار قلبه بيد الشيطان؛ فإذا عمل بالعلم دله على الورع فإذا تورع صار القلب مع الله، وإنما سموا ملوك لأنهم ملكوا أنفسهم وقهروها فالعارفون مالكون لأنفسهم مستظهرون عليها، والغافلون ملكتهم أنفسهم واستظهرت عليهم بتلوين أهوائها وبلوغ محابها ومناها في الأقوال والأحوال وسائر الأفعال.
وقال رحمه الله: يرفع من المنسوبين إلى الصلاح في آخر الزمان الخشية والورع والمراقبة؛ فيكون بدل الخشية وساوس الدنيا، وبدل الورع وساوس العدو، وبدل المراقبة حديث النفس ووساوسها لأنه لا يبالي بما أكل ولا ما اغتاب ولا ما نظر إلى الحرام وما نهى الله عنه[2].
فائدة:
أذن معاوية للناس يومًا فدخلوا عليه فاحتفل المجلس وهو على سريره، فأجال بصره فيهم فقال: أنشدوني لقدماء العرب ثلاثة أبيات جامعة من أجمع ما قالتها العرب، ثم قال: يا أبا خبيب فقال: مهيم، قال أنشد ذلك، فقال: نعم يا أمير المؤمنين بثلاثمائة ألف كل بيت بمائة ألف، قال: نعم إن ساوت، قال أنت بالخيار، وأنت واف كاف، فأنشده للأفوه الأزدي:
بلوت الناس قرنًا بعد قرن
فلم أر غير ختال وقال
فقال معاوية: صدق.
ولم أرفي الخطوب أشدو قعًا
وكيدًا من معادات الرجال
فقال معاوية: صدق.
وذقت مرارة الأشياء طرًّا
فما شيء أمر من السؤال
فقال: صدق[3].
فائدة:
قال أبو حازم: إن بضاعة الآخرة كاسدة؛ فاستكثروا منها في أوان كسادها؛ فإنه لو قد جاء أوان نفاقها لم تصل منها لا إلى قليلٍ ولا إلى كثير.
سئل أبو حازم عن حب الدنيا. قال: إن الله حببها إلينا فإذا لم نأخذ شيئًا يكرهه الله، ولم نمنع شيئًا يحبه الله لم يضرنا حبنا إياها.
فائدة:
كان ربيعة بن عبد الرحمن يومًا جالسًا؛ فغطى وجهه وبكى. فقيل له في ذلك. فقال رياء ظاهر وشهوة خفية، والناس عند علمائهم كالصبيان ما أمروهم به ائتمروا، وما نهوهم عنه انتهوا[4].
فائدة:
كتاب أبي حازم الأعرج إلى الزهري:
كتب أبو حازم الأعرج إلى الزهري: عافانا الله وإياك أبا بكر من الفتن، ورحمك من النار. فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك منها، أصبحت شيخًا كبيرًا قد أثقلتك نعم الله عليك، بما أصح من بدنك وأطال من عمرك، وعلمت حجج الله تعالى مما حملك من كتابه، وفقهك فيه من دينه، وفهمك من سنة نبيك - صلى الله عليه وسلم - . فرمى بك في كل نعمة أنعمها عليك، وكل حجة يحتج بها عليك، الغرض الأقصى. ابتلى في ذلك شكرك، وأبدى فيه فضله عليك، وقد قال: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم:7]، انظر أي رجل تكون إذا وقفت بين يدي الله - عز وجل -؟ فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها، وعن حججه عليك كيف قضيتها، ولا تحسبن الله راضيًا منك بالتغرير، ولا قابلاً منك التقصير، هيهات ليس كذلك، أخذ على العلماء في كتابه إذ قال تعالى: ﴿ لتُبَيِّنُنَّهُ للناس وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ ﴾ [آل عمران: 187]، الآية. إنك تقول جدل، ماهر عالم قد جادلت الناس فجدلتهم، وخاصمتهم فخصمتهم، إدلالاً منك بفهمك، واقتدارًا منك برأيك، فأين تذهب، عن قول الله - عز وجل -: ﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [النساء: 109]، الآية. اعلم أن أدنى ما ارتكبت، وأعظم ما احتقبت، أن آنست الظالم وسهلت له طريق الغي بدنوك، حين أدنيت، وإجابتك حين دعيت، فما أخلقك أن تبوء بإثمك غدًا مع الجرمة، وأن تسأل عما أردت بإغضائك عن ظلم الظلمة، إنك أخذت ما ليس لمن أعطاك، ودنوت ممن لا يرد على أحد حقًا ولا ترك باطلاً حين أدناك، وأحببت من أراد التدليس بدعائه إياك حين دعاك، جعلوك قطبًا تدور رحى باطلهم عليك، وجسرًا يعبرون بك إلى بلائهم، وسلمًا إلى ضلالتهم وداعيًا إلى غيهم، سالكًا سبيلهم. يدخلون بك الشك على العلماء، ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم، فلم تبلغ أخص وزرائهم، ولا أقوى أعوانهم لهم، إلا دون ما بلغت من إصلاح فسادهم، واختلاف الخاصة والعامة إليهم، فما أيسر ما عمروا لك في جنب ما خربوا عليك، وما أقل ما أعطوك في كثير ما أخذوه منك. فانظر لنفسك فإنه لا ينظر لها غيرك، وحاسبها حساب رجل مسئول. وانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيرًا وكبيرًا، وكيف قربك وبعدك ممن أمرك أن تكون منه قريبًا. مالك لا تنتبه من نعستك. وتستقيل من عثرتك، فتقول والله ما قمت لله مقامًا واحدًا أحيى له فيه دينًا، ولا أميت له فيه باطلاً، إنما شكرك لمن استحملك كتابه، واستودعك علمه. ما يؤمنك أن تكون من الذين قال الله تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى ﴾ [لأعراف: 169]، الآية. إنك لست في دار مقام. قد أوذنت بالرحيل، ما بقاء المرء بعد أقرانه. طوبى لمن كان مع الدنيا في وجل، يا بؤس من يموت وتبقى ذنوبه من بعده. إنك لم تؤمر بالنظر لوارثك على نفسك، ليس أحد أهلاً أن تردفه على ظهرك.
ذهبت اللذة، وبقيت التبعة، ما أشقى من سعد بكسبه غيره، احذر فقد أتيت، وتخلص فقد أدهيت، إنك تعامل من لا يجهل، والذي يحفظ عليك لا يغفل، تجهز فقد دنا منك سفر، وداو دينك فقد دخله سقم شديد، ولا تحسبن أني أردت توبيخك أو تعييرك وتعنيفك، ولكني أدرت أن تنعش ما فات من رأيك، وترد عليك ما عزب عنك من حلمك، وذكرت قوله تعالى: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55]، أغفلت ذكر من مضى من أسنانك وأقرانك وبقيت بعدهم كقرن أعضب. فانظر هل ابتلوا بمثل ما ابتليت به. أو دخلوا في مثل ما دخلت فيه. وهل تراه ادخر لك خيرًا منعوه. أو علمك شيئًا جهلوه. بل جهلت ما ابتليت به من حالك في صدور العامة, وكلفهم بك أن صاروا يقتدون برأيك ويعملون بأمرك، إن أحللت أحلوا، وإن حرمت حرموا، وليس ذلك عندك. ولكنهم إكبابهم عليك، ورغبتهم فيما في يديك ذهاب عملهم، وغلبة الجهل عليك وعليهم، وطلب حب الرياسة وطلب الدنيا منك ومنهم، أما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرة. وما الناس فيه من البلاء والفتنة؟ ابتليتهم بالشغل عن مكاسبهم، وفتنتهم بما رأوا من أثر العلم عليك، وتاقت أنفسهم إلى أن يدركوا بالعلم ما أدركت، ويبلغوا منه مثل الذي بلغت، فوقعوا بك في بحر لا يدرك قعره، وفي بلاء لا يقدر قدره، فالله لنا ولك ولهم المستعان.
واعلم أن الجاه جاهان: جاه يجريه الله تعالى على يدي أوليائه لأوليائه، الخامل ذكرهم، الخافية شخوصهم، ولقد جاء نعتهم على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إن الله يحب الأخفياء الأتقياء الأبرياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا شهدوا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل فتنة سوداء مظلمة". فهؤلاء أولياء الله الذي قال الله تعالى فيهم: ﴿ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 22]، وجاه يجريه الله تعالى على يدي أعدائه لأوليائه، ومقت يقذفها الله في قلوبهم لهم، فيعظمهم الناس بتعظيم أولئك لهم، ويرغب الناس فيما في أيديهم لرغبة أولئك فيه إليهم: ﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المجادلة: 19]، وما أخوفني أن تكون ممن ينظر لمن عاش مستورًا عليه في دينه، مقتورًا عليه في رزقه، معزولة عنه البلايا، مصروفة عنه الفتن في عنفوان شبابه، وظهور جلده، وكمال شهوته، فعنى بذلك دهره، حتى إذا كبر سنه، ورق عظمه، وضعفت قوته، وانقطعت شهوته ولذته، فتحت عليه الدنيا شر فتوح، فلزمته تبعتها، ولقته فتنتها، وأعشت عينيه زهرتها، وصفت لغيره منفعتها، فسبحان الله ما أبين هذا الغبن، وأخسر هذا الأمر، فهلا إذا عرضت لك فتنتها ذكرت أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه في كتابه إلى سعد حين خاف عليه مثل الذي وقعت فيه عند ما فتح الله على سعد:
أما بعد فأعرض عن زهرة ما أنت فيه حتى تلقى الماضين الذين دفنوا في أسمائهم، لاصقة بطونهم بظهورهم، ليس بينهم وبين الله حجاب، لم تفتنهم الدنيا ولم يفتنوا بها، رغبوا فطلبوا فما لبثوا أن لحقوا. فإذا كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا في سنه، والجاهل في علمه، المأفون في رأيه المدخول في عقله. إنا لله وإنا إليه راجعون. على من المعول؟ وعند من المستعتب. نحتسب عند الله مصيبتنا، ونشكو إليه بثنا، وما نرى منك ونحمد الله الذي عافانا مما ابتلاك به، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته[5].
المصدر: مجمع الفوائد
[1] حلية الأولياء - ( ج10/ ص157).
[2] حلية الأولياء - (ج10/ص215).
[3] البداية والنهاية - (ج8/ص371).
[4] حلية الأولياء - (ج10/ص197).
[5] حلية الأولياء - (ج3م ص 386، 285، 284، 283).
الحسين بن علي- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 02/12/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (5)
فائدة:
قال عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - كنا مواقفي العدوَّ يوم بدر، وابنا عفراء الأنصاريان مكتنفاي، وليس قربي أحد غيرهما، فقلت في نفسي: ما يوقفني ها هنا؟! فلو كان شيء لأجلي هذان الغلامان عني، وتركاني. فبينا أنا أحدث نفسي أن أنصرف إذ التفت إلي أحدهما فقال: أي عم، هل تعرف أبا جهل؟ فقلت: نعم، وما تريد منه يا ابن أخي؟ فقال: أرنيه، فإني أعطيت الله عهدًا إن عاينته أن أضربه بسيفي حتى أقتله أو يحال بيني وبينه. فالتفت إلى الآخر فسألني عن مثل ما سألني عنه أخوه، وقال مثل مقالته، فبينا أنا كذلك إذا برز أبو جهل على فرس ذنوب يقوم الصف. فقالت: هذا أبو جهل. فضرب أحدهما فرسه، حتى إذا اجتمع له حمله عليه، فضربه بسيفه فأندر فخذه، ووقع أبو جهل، وتحمل عضروط كان مع أبي جهل - على ابن عفراء فقتله، فحمل ابن عفراء الآخر على الذي قتل أخاه فقتله. وكانت هزيمة المشركين[1].
فائدة:
قيل لسهل بن عبد الله كيف يقوى إيمانه - يعني العبد - قال: بعلمه أنه عبد الله وأن الله مولاه وشاهده، عالم به وبضمائره، قائم عليه.
قال الله - عز وجل -: ﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ﴾ [الرعد: 33]، ويعلم أن مضرته ومنفعته بيده، قادر على فرحه وسروره، قادر على غمه وأنه به رءوف رحيم. ولابد أن يلزم قلبه مشاهدة الله إياه، وقيامه عليه وأنه مطلع على ضميره، قال الله - عز وجل -: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ﴾ [البقرة: 235]، فيراه بقلبه قريبًا منه فيستحي منه ويخافه ويرجوه ويحبه ويؤثره ويلتجئ إليه ويظهر فقره وفاقته له، وينقطع إليه في جميع أحواله. فهذه ما لابد للخلق أجمعين منها أن يعملوا بها، بعث الله تعالى أنبياءه عليهم الصلاة والسلام بهذا ولهذا وفي هذا، وأنزل الكتاب لهذا، وجاءت الآثار عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- على هذا، وعن أصحابه والتابعين وعملوا به حتى فارقوا الدنيا، وكانوا على هذا، لا ينكر إلا جاهل[2].
فائدة:
قال في حاشية الزاد (ورطوبة فرج المرأة طاهر كالعرق والريق، والمخاط). اهـ[3].
فائدة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وقد تنازع العلماء في السنن الرواتب مع الفريضة. فمنهم من لم يوقت في ذلك شيئًا. ومنهم من وقت أشياء بأحاديث ضعيفة؛ بل أحاديث يعلم أهل العلم بالحديث أنها موضوعة كمن يوقت ستًا قبل الظهر وأربعًا بعدها وأربعًا قبل العصر وأربعًا قبل العشاء وأربعًا بعدها ونحو ذلك. والصواب في هذا الباب القول بما ثبت في الأحاديث الصحيحة دون ما عارضها وقد ثبت في الصحيح ثلاثة أحاديث: حديث ابن عمر قال: "حفظت عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر" وحديث عائشة "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي قبل الظهر أربعًا" وهو في الصحيح أيضًا وسائره في صحيح مسلم كحديث ابن عمر وهكذا في الصحيح وفي رواية صححها الترمذي صلى قبل الظهر ركعتين. وحديث أم حبيبة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير فريضة بنى الله له بيتًا في الجنة " وقد جاء في السنن تفسيرها: (أربعًا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر فهذا الحديث الصحيح فيه أنه رغب بقوله في ثنتي عشرة ركعة. وفي الحديثين الصحيحين: أنه كان يصلي مع المكتوبة إما عشر ركعات وإما اثنتي عشرة ركعة وكان يقوم من الليل إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة فكان مجموع صلاة الفريضة والنافلة في اليوم والليلة نحو أربعين ركعة كان يوتر صلاة النهار بالمغرب ويوتر صلاة الليل بوتر الليل[4].
سهل بن عبد الله:
فائدة:
قال: البلوى من الله على وجهين: بلوى رحمة، وبلوى عقوبة. فبلوى الرحمة تبعث صاحبها على إظهار فقره إلى الله تعالى وترك التدبير. وبلوى العقوبة تبعث صاحبها على اختياره وتدبيره[5].
عن ابن عمر- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن لله - عز وجل - عبادًا خصهم بالنعم لمنافع العباد يقرها فيهم ما بذلوها؛ فإذا منعوها حولها منهم وجعلها في غيرهم".
فائدة:
بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الزبير إمساك "فأخذ بعمامته فجذبها إليه وقال: يا ابن العوام أنا رسول الله إليك وإلى الخاص والعام، يقول الله - عز وجل -: أَنفِق أُنفِق عليك، ولا ترد فيشتد عليك الطلب، إن في هذه السماء بابًا مفتوحًا ينزل منه رزق كل امرئ بقدر نفقته أو صدقته ونيته، "فمن قلل قلل عليه، ومن كثر كثر عليه "فكان الزبير بعد ذلك يعطي يمينًا وشمالاً[6].
علي بن معبد:
فائدة:
يقول كتبت كتابًا فأخذت طينًا من حائط - يعني يتربه - فوقع في نفسي منه شيء فقلت: تراب، وما تراب؛ فرأيت فيما يرى النائم كأني يقال لي سيعلم الذي يقول وما تراب!
المصدر: مجمع الفوائد
[1] أسد الغابة- (ج4/ص382).
[2] حلية الأولياء - (ج10/ص220).
[3] الروض المريع حاشية الزاد ج1 ص364.
[4] مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج22/ص281، 280).
[5] حلية الأولياء - (ج10/ص227).
[6] حلية الأولياء - (ج10/ص227).
الحسين بن علي- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 02/12/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (6)
فائدة:
عن أبي عبدالله المغربي، كان يقول لي شيخ أصحبه يشرب في كل أربعة أشهر شربة من ماء - يعني بصاحبه: علي بن رزين - عاش مئة وعشرين سنة.
وكان أبو عبد الله المغربي مات عن مئة وعشرين سنة.
فائدة:
قال أبو عبدالله المغربي: المخصوصون من الله - عز وجل - على منازل ثلاثة: منهم من ضن بهم عن البلاء لكيلا يستغرق الجزع صبرهم فيجدون في صدورهم حرجًا من قضائه أو يكرهون حكمه. ومنهم من يضن بهم عن مجاورة العصاة ومخالطتهم لتسلم قلوبهم وصدورهم للعالم. ومنهم من صب عليهم البلاء صبًّا وأمدهم بالصبر والرضا، فما ازدادوا بالبلاء إلا حبًّا ورضًا بحكمه. ولله عباد أوجدهم نعمًا مجردة عليهم، وأسبغ عليهم ظاهر العلم وباطنه، وأحمل عن الناس ذكرهم[1].
قال حمدون بن أحمد: لا أحد أدون ممن يتزين لدار فانية، ويتحمد إلى من لا يملك ضره، ولا نفعه.
وتسفه رجل عليه فسكت - حمدون - وقال: تسفه رجل على إسحاق الحنظلي فاحتمله وقال: لأي شيءٍ تعلمنا العلم. اهـ
يوسف الرازي:
كان يقول علم القوم بأن الله يراهم فاستحيوا من نظره أن يراعوا شيئًا سواه، ومن ذكر الله بحقيقة ذكره؛ نسي ذكر غيره ومن نسي ذكر كل شيءٍ في ذكره؛ حفظ عليه كل شيء إذ كان الله له عوضًا من كل شيء.
وسئل: فيما يجد العبد الخلاص؟ قال: الخلاص في الإخلاص؛ فإذا أخلص تخلص. قيل: فما علامة الإخلاص؟ قال إذا لم يكن في عملك محبة حمد المخلوقين، ولا مخافة ذمهم؛ فأنت مخلص. اهـ[2].
فائدة:
قال أبو عبد الله: خمسة أدعوا لهم في دبر كل صلاة؛ أبواي، والشافعي، وأبو زرعة، وآخر ذهب عني اسمه.
قال أبو عثمان الحيري: موافقة الإخوان خير من الشفقة عليهم. وكان يقول الخوف من الله يوصلك إلى الله. والكبر والعجب في نفسك؛ يقطعك عن الله، واحتقار الناس في نفسك مرض لا يداوى[3].
فائدة:
قال الجنيد بن محمد: علمنا مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث ولم يتفقه؛ لا يقتدى به.
وكان يقول: الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول واتبع سنته، ولزم طريقته.
قال علي بن حبيش: سمعت محمد الجنيد يقول: سألت عن المعرفة. كيف تحيط المعرفة بمن لا تلحقه الفكرة، ولا تحيط به العقول ولا تتوهمه الأذهان، وأعلم خلقه به، أشدهم إقرارًا بالعجز عن إدراك عظمته سبحانه الله وتعالى.
وقال رحمه الله:
إن لله عبادًا صحبوا الدنيا بأبدانهم، وفارقوها بعقود إيمانهم، أشرف بهم على اليقين على ما هم إليه صائرون، وفيه مقيمون وإليه راجعون، فهربوا من مطالبة نفوسهم الأمارة بالسوء، الداعية إلى المهالك، المعينة للأعداء المتبعة للهوى، المنغمسة في البلاء إلى قبول داعي التنزيل، المحكم الذي لا يحتمل التأويل، إذ سمعوه يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [لأنفال: 24]، فأسرعوا إلى حذف العلائق المشغلة قلوبهم، وصدقوا الله في معاملته، وأحسنوا الأدب فيما توجهوا إليه، وهانت عليهم المصائب، وعرفوا قدر ما يطلبون، فاغتنموا سلامة الأوقات وسلامة الجوارح، وأماتوا شهوات النفوس، وسجنوا همومهم عن التلفت إلى مذكور سوى وليهم! وحرسوا قلوبهم عن التطلع في مراقي الغفلة، وأقاموا عليها رقيبًا من علم من لا يخفى عليه مثقال ذرة في بر ولا بحر، فانقادت تلك النفوس بعد اعتياصها، واستبقت منافسة لأبناء جنسها، فصار شغلها بالله متصل وعن غيره منفصل، نظروا بقلوبهم قوله تعال: ﴿ لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ﴾ [الأنبياء: 103]، وقوله تعالى﴿ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾ [فصلت: 31][4].
المصدر: مجمع الفوائد
[1] حلية الأولياء - (ج10/ص242).
[2] حلية الأولياء - (ج10/ص260).
[3] حلية الأولياء - (ج10/ص261).
[4] حلية الأولياء - (ج10/ص280) بتصرف.
الحسين بن علي- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 02/12/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (7)
فائدة:
كان الجنيد يقول: الورع في الكلام أشد منه في الاكتساب. وكان يقول: لا تسكن إلى نفسك وإن دامت طاعتها لك في طاعة ربك.
وسئل عن الدنيا ماهي؟ قال ما دنى من القلب وشغل عن الله. اهـ[1].
فائدة:
أبو جعفر بن الفرجي:
رأى رجلاً يضرب ثم رد إلى السجن، والناس يتعجبون من صبره على الجلد؛ فجئت إليه. فقلت: مسالة؟ قال: ما مسألتك؟ قلت: أسهل ما يكون الضرب عليكم أي وقتٍ؟ قال: إذا كان من ضُربنا له يرانا. قال: فصحت ولم أملك السكوت.
فائدة:
أبو عبدالله البخاري:
قال محمد البلخي: سمعت أبي يقول: ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره؛ فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام فقال: يا هذه! قد رد الله على ابنك بصره؛ لكثرة بكائكِ أو لكثرة دعائك؛ فأصبحنا وقد رد الله عليه بصره.
فائدة:
سعيد بن حامد:
قلت لأبي عبد الله كيف كان بدء أمرك؟ قال: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب. قلت كم كان سنك؟ قال: عشر سنين أو أقل.
وقال قبل موته بشهر: كتبت عن ألف وثمانين رجلاً ليس فيهم إلا صاحب حديث، كانوا يقولون: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
وقال حججت ورجع أخي بأمي وتخلفت في طلب الحديث، فلما طعنت في ثماني عشرة؛ جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم.
وقال رحمه الله: ما وضعت في كتابي - الصحيح - حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.
فائدة:
محمد بن يوسف:
سمعت النجم بن الفضيل يقول: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم، كأنه يمشي، ومحمد بن إسماعيل يمشي خلفه، فكلما رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - قدمه، وضع محمد بن إسماعيل قدمه في المكان الذي رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - قدمه.
وسمعت إبراهيم الخواص يقول: رأيت أبا زرعة كالصبي بين يدي محمد بن إسماعيل يسأله عن علل الحديث.
وقال محمد بن أبي حاتم الوراق: سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان: كان أبو عبد الله البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام، فلا يكتب، حتى أتى على ذلك أيام، فكنا نقول له: إنك تختلف معنا ولا تكتب، فما تصنع؟ فقال لنا يومًا بعد ستة عشر يوما: إنكما قد أكثرتما علي وألححتما، فاعرضا علي ما كتبتما.
فأخرجنا إليه ما كان عندنا، فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر قلب، حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه.
ثم قال: أترون أني أختلف هدرًا، وأضيع أيامي؟! فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.
قال: وسمعتهما يقولان: كان أهل المعرفة من البصريين يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه، ويجلسوه في بعض الطريق، فيجتمع عليه ألوف، أكثرهم ممن يكتب عنه.
وكان شابًا لم يخرج وجهه.
وقال أبو أحمد عبدالله بن عدي الحافظ: سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد، فسمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا وعمدوا إلى مئة حديث، فقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا لإسناد هذا، وإسناد هذا لمتن هذا، ودفعوا إلى كل واحد عشرة أحاديث ليلقوها على البخاري في المجلس، فاجتمع الناس، وانتدب أحدهم، فسأل البخاري عن حديث من عشرته، فقال: لا أعرفه.
وسأله عن آخر، فقال: لا أعرفه. وكذلك حتى فرغ من عشرته.
فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض، ويقولون: الرجل فهم.
ومن كان لا يدري قضى على البخاري بالعجز، ثم انتدب آخر، ففعل كما فعل الأول. والبخاري يقول: لا أعرفه. ثم الثالث وإلى تمام العشرة أنفس، وهو لا يزيدهم على: لا أعرفه. فلما علم أنهم قد فرغوا، التفت إلى الأول منهم، فقال: أما حديثك الأول فكذا، والثاني كذا، والثالث كذا إلى العشرة، فرد كل متن إلى إسناده. وفعل بالآخرين مثل ذلك. فأقر له الناس بالحفظ.
وكان رحمه الله يقول: أحفظ مئة ألف حديث صحيح، ومئتي ألف غير صحيح.
وكان رحمه الله يختم في رمضان كل يومٍ ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليال بختمة.
ويقول: أرجوا أن ألقى الله، ولا يحاسبني أني اغتبت أحدًا.
ويقول: ما اغتبت أحدًا قط منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها.
وعن الفربري: قال رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم فقال لي: أين تريد فقلت أريد محمد بن إسماعيل البخاري. فقال: أقرئه مني السلام[2].
المصدر: مجمع الفوائد
[1] حلية الأولياء - (ج10/ص292).
[2] مختصر أعلام النبلاء (ص1013ج3).
الحسين بن علي- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 02/12/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (8)
فائدة:
قال أبو حفص النيسابوري: من لم يزن أحواله كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره؛ فلا تعده.
مسلم بن الحجاج:
كان يقول صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثة مئة ألف حديث[1].
فائدة:
قال ابن منده: سمعت أبا علي النيسابوري الحافظ يقول: ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم.
وقال مسلم رحمه الله عرضت كتابي هذا على أبي زرعة؛ فكل ما أشار علي في هذا الكتاب المسند أن له علة وسببًا تركته، وكل ما قال إنه صحيح ليس له علة؛ فهو الذي أخرجت.
فائدة:
قال يحيى بن معاذ: لست أبكي على نفسي أن ماتت؛ إنما أبكي على حاجتي أن فاتت.
وقال: لا يفلح من شمت منه رائحة الرئاسة.
وقال: مسكين ابن آدم قلع الأحجار أهون عليه من ترك الأوزار.
وقال: لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقها بالذنوب.
فائدة:
ابن عبدوس أتاه رجلٌ فقال: ما تقول في الإيمان؟ قال: أنا مؤمن. فقال: عند الله؟ قال: أما عند الله فلا أقطع لنفسي بذلك؛ لأني لا أدري بم يختم لي؛ فبصق الرجل في وجهه فعمي الرجل من وقته[2].
فائدة:
عن ابن وارة يقول: حضرت أنا وأبو حاتم عند وفاة أبي زرعة، فقلنا: كيف نلقن مثل أبي زرعة؟ فقلت: حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الحميد بن جعفر.
وقال أبو حاتم: حدثنا بندار في آخرين، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبدالحميد، ففتح عينيه، وقال: حدثنا بندار، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا عبد الحميد، حدثنا صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله» وخرج روحه معه.
ورئي أبو زرعة يؤم الملائكة في السماء الرابعة؛ فقيل بم نلت هذه المنزلة قال برفع اليدين في الصلاة عند الركوع وعند الرفع منه.
ورئي في المنام: ألحقوا أبا عبيدالله بأصحابه - يعني أبا زرعة - وهم: أبو عبدالله، وأبو عبدالله، وأبو عبدالله سفيان ومالك وأحمد بن حنبل[3].
أبو داوود:
قال إبراهيم الحربي: لما صنف أبو داوود كتاب السنن ألين لأبي داوود الحديث كما ألين لداود الحديد.
وجاء إليه سهل بن عبد الله التستري؛ فرحب به أبو داوود، وأجلسه إلى جنبه، فقال سهل: لي إليك حاجة. قال: وما هي؟ قال سهل: حتى تقول قضيتها إن أمكن. قال: نعم. قال سهل: أخرج إلي لسانك الذي تحدث به أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أقبله، فأخرج إليه لسانه فقبله.
قال أبو داوود في سننه: شبرت قثاةً بمصر ثلاثة عشر شبرًا، ورأيت أترجةً على بعيرٍ وقد قطعت قطعتين، وعملت مثل عدلين. اهـ.
كان أبو داوود رحمه الله على مذهب السلف في اتباع السنة، والتسليم لها، وترك الخوض في الكلام، وهو من نجباء أصحاب الإمام أحمد رحمه الله، ولازم مجلسه مدة وسأله عن دقائق المسائل في الفروع والأصول، وكان يشبه بأحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى[4].
فائدة:
كتب الأوزاعي إلى أخٍ له: أما بعد فإنه قد أحيط بك من كل جانب، واعلم أنه يسار بك في كل يومٍ وليلة؛ فاحذر الله والمقام بين يديه، وأن يكون آخر عهدك به، والسلام[5].
عن الأوزاعي: كنا نمزح ونضحك، فأما إذ صرنا يقتدى بنا؛ فما أرى يسعنا التبسم، وقال رحمه الله: من أكثر ذكر الموت؛ كفاه اليسير، ومن علم أن منطقه من عمله قل كلامه.
قال بعض السلف: ما جاء الأوزاعي بشيء أعجب إلينا من هذا.
قال بشر بن الوليد: رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع، وكان لا يكلم أحدًا بعد صلاة الفجر؛ حتى يذكر الله تعالى فإن كلمه أحد أجابه.
وقال رحمه الله: اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح؛ فإنه يسعك ما وسعهم؛ فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق ذلك بعمله فتلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدقه بعمله لم يقبل منه، وكان من الخاسرين[6].
المصدر: مجمع الفوائد
[1] مختصر أعلام النبلاء (ص1035ج3).
[2] مختصر أعلام النبلاء (ص1051ج3).
[3] مختصر أعلام النبلاء (ص1054ج3).
[4] مختصر أعلام النبلاء (ص1070ج3).
[5] الحلية (ج6 ص151).
[6] الحلية (ج6 ص154).
الحسين بن علي- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 02/12/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (9)
فائدة:
قال في نيل الأوطار: وأخرج مسلم من حديث البراء أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول بعد الصلاة (رب قني عذابك يوم تبعث عبادك)[1].
فائدة:
ذكر آيات السكينة في كتاب الله تعالى:
قوله تعالى ﴿ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 248].
﴿ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ﴾ [التوبة: 26].
﴿ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا ﴾ [التوبة: 40].
﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾ [الفتح: 4].
﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 18].
﴿ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [الفتح: 26].
فائدة:
في الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم - أخذ قبضةً من التراب فألقاها في القبر، ثم قال ﴿ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ﴾ [طـه: 55][2].
فائدة:
عن الحارث بن عبدالله الثقفي، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من حج أو اعتمر فليكن آخر عهده أن يطوف بالبيت"[3] واللفظ ظاهر في العموم.
فائدة:
عن عبد الله بن عمرو بن الفغواء الخزاعي عن أبيه قال دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أراد أن يبعثني بمال إلى أبي سفيان يقسمه في قريش بمكة بعد الفتح فقال التمس صاحبًا قال فجاءني عمرو بن أمية الضمري فقال بلغني أنك تريد الخروج وتلتمس صاحبًا قال قلت أجل قال فأنا لك صاحب قال فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت قد وجدت صاحبًا قال فقال من قلت عمرو بن أمية الضمري قال إذا هبطت بلاد قومه فاحذره فإنه قد قال القائل أخوك البكري لا تأمنه فخرجنا حتى إذا كنت بالأبواء قال إني أريد حاجة إلى قومي بودَّان فتلبث لي قلت راشدًا فلما ولى ذكرت قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فشددت على بعيري حتى خرجت أوضعه حتى إذا كنت بالأصافر إذا هو يعارضني في رهط قال وأوضعت فسبقته فلما رآني قد فته انصرفوا وجاءني فقال كانت لي إلى قومي حاجة قال قلت أجل ومضينا حتى قدمنا مكة فدفعت المال إلى أبي سفيان[4].
[1] نيل الأوطار (ج2 ص351).
[2] حاشية الزاد (ص91).
[3] شرح العمد في بيان مناسك الحج والعمرة (ج3 ص571).
[4] سنن أبي داود - (ج12/ص500).
الحسين بن علي- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 02/12/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (10)
فائدة:
قال شيخ الإسلام: إذا ذبحت الذبيحة لغير الأكل فإنها لا تحل[1].
فائدة:
ذكر ابن القيم في الفوائد: من ترك الاختيار والتدبير في رجاء زيادة أو خوف نقصان أو طلب صحة أو فرار من سقم وعلم أن الله على كلٍ شيءٍ قدير، وأنه المتفرد بالاختيار والتدبير، وأن تدبيره لعبده خير من تدبير العبد لنفسه، وأنه أعلم بمصلحته من العبد، وأقد على جلبها وتحصيلها، وعلم مع ذلك أنه لا يستطيع أن يتقدم بين يدي تدبيره خطوة واحدة ولا يتأخر، فألقى نفسه بين يديه، وسلم الأمر كله إليه فاستراح حينئذٍ من الهموم والغموم والأنكاد، فتولى سبحانه أمره وأراه لطفه وبره ورحمته وإحسانه من غير تعبٍ من العبد ولا نصب؛ لأنه قد صرف اهتمامه كله إليه وجعله وحده همه؛ فما أطيب عيشه، وما أنعم قلبه، وأعظم سروره.
وإن أبى العبد إلا تدبيره هو لنفسه واختياره لها دون ربه خلاه وما اختاره، وولاه ما تولى، فحظره الهم والغم والحزن والنكد وسوء الحال؛ فلا قلب يصفو ولا عمل يزكو ولا راحة يفوز بها؛ فهو يكدح في الدنيا كدح الوحش ولا يظفر منها بأمل.
فائدة:
ذكر ابن النحاس في التنبيه قال: وفي صحيح ابن خزيمة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة ولا تصعد إلى السماء ولا تجاوز رؤوسهم؛ رجل أم قومًا وهم له كارهون، رجل صلى على جنازة ولم يؤمر، وامرأة دعاها زوجها من الليل فأبت عليه"[2].
فائدة:
قال ابن القيم في الفوائد: إذا دفعت الخاطر الوارد عليك؛ اندفع عنك ما بعده، وإن قبلته صار فكرًا جوالاً، ومن المعلوم أن إصلاح الخاطر أسهل من إصلاح الأفكار؛ فالفكر فيما لا يعني باب كل شر.
وقال رحمه الله: العمر بآخره، والعمل بخاتمته، من أحدث قبل السلام بطل ما مضى من صلاته، ومن أساء في آخر عمره لقي ربه بذلك الوجه[3].
فائدة:
ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في التاريخ فتح المدائن وهي مستقر ملك كسرى وذلك بإمرة سعد بن أبي وقاص فليراجع ص64 ج7.
المصدر: مجمع الفوائد.
[1] فتاوى شيخ الإسلام (ج6 ص58).
[2] التنبيه لابن النحاس (ص184)، وصحيح ابن خزيمة - باب الزجر عن إمامة المرء من يكره إمامته
[3] الفوائد ص159.
الحسين بن علي- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 02/12/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (11)
فائدة:
قال في الإنصاف: ومنها إذا سبق ببعض تكبيرات الجنازة؛ فعلى المذهب يتابع الإمام في الذكر الذي هو فيه ثم يقرأ في أول تكبيرة يقضيها.
فائدة:
قال ابن القيم رحمه الله العجب ممن تعرض له حاجة فيصرف رغبته وهمته فيها إلى الله ليقضيها له، ولا يتصدى للسؤال لحيات قلبه من موت الجهل والإعراض وشفائه من داء الشهوات والشبهات، ولكن إذا مات القلب لم يشعر بما ينفعه.
فائدة:
حديث "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة" أخذ بظاهره أبو حنيفة فلم يوجب القراءة للفاتحة، والثلاثة على الوجوب؛ لأن حديث عبادة في الصحيح "لما ثقلت القراءة على النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهم أن لا يقرؤوا خلف الإمام إلا بفاتحة الكتاب"، وأما حديث "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة " فهو ضعيف عند الحفاظ، كما بينه الدارقطني[1]. وهو محمول على قراءة السورة[2].
فائدة:
سئل شيخ الإسلام عن رجل له دكان مستأجرة بخمسة وعشرين كل شهر وله فيها عدة وقماش فجاء إنسان فقال: أنا أستأجر هذه الدكان بخمسة وأربعين وأقعد بالعدة والقماش أبيع فيه وأشتري. فهل يجوز ذلك أم لا؟ فأجاب: هذا قد جمع بين بيع وإجارة معًا وذلك جائز في أظهر قولي العلماء. والله أعلم[3].
فائدة:
قال ابن القيم رحمه الله بعدما تكلم على فضل سورة الفاتحة في رقية اللديغ: حقيق بسورة هذا بعض شأنها أن يستشفى بها من كل داء. اهـ[4].
فائدة:
سئل سهل بن عبدالله عن الإيمان ما هو؟ فقال: قولٌ وعمل ونيةٌ وسنة؛ لأن الإيمان إذا كان قولاً بلا عمل فهو كفر، وإذا كان قولاً وعملاً بلا نيه فهو نفاق، وإذا كان قولاً وعملاً ونية بلا سنة فهو بدعة[5].
فائدة:
الجَبْل: ورد في حديث أشج عبد القيس، والجَبْر لم يرد لأن الله قادر على أن يجعل العبد مريدًا فلا يكون الجبر إلا في حق المخلوق بل أنكر ذلك في حق الرب الأئمة كأحمد والأوزاعي والثوري وغيرهم. إلخ[6].
فائدة:
ذكر الحافظ ابن حجر على حديث أبي لما قال - صلى الله عليه وسلم - إن الله أمرني أن أقرأ عليك ﴿ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [البينة: 1]، فبكى أبي عند ذلك. أنه إنما بكى من الفرح، أو خشية ألا يقوم بشكر هذه النعمة التي حصلت له.
يؤخذ من هذا: أن العبد إذا حدث له نعمة أن يظهر من نفسه الشكر لله خشية السلب.
فائدة:
قال في الكشاف: ولا يسجد لشكه هل سها؟ لأن الأصل عدمه، أو شك في زيادةٍ بأن شك في التشهد هل زاد شيئًا أو لا. لم يسجد لأن الأصل عدم الزيادة؛ إلا إذا شك فيها وقت فعلها بأن شك في الأخيرة هل هي زائدة أو لا؟ أو وهو ساجد هل سجوده زائدٌ أو لا؟ سجد لذلك؛ جبرًا للنقص الحاصل فيه بالشك. اهـ[7].
المصدر: مجمع الفوائد.
[1] فيض القدير (ج6 ص208).
[2] حاشية فيض القدير (ج6 ص208).
[3] مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج29/ ص237).
[4] شرح السنة للبغوي ص222 ص5.
[5] الفتاوى (ج7 ص171).
[6] الفتاوى (ج8 ص463).
[7] الكشاف (ص537 ج1).
نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
مقالات ذات صلة
الحسين بن علي- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 02/12/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (12)
فائدة:
رؤيا: كان الشيخ عبدالله جالسًا وأنا حوله قريب فوخّر المهفة عن وجهه؛ وقال أبشر بسالم. وذلك ظهر الجمعة. وهذا فأل بالسلامة إن شاء الله تعالى.
فائدة:
ذكر ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية قصة مرض النبي - صلى الله عليه وسلم -:
عن عروة أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده، فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه - صلى الله عليه وسلم - طفقت أنفث عليه بالمعوذات التي كان ينفث بها وأمسح بيد النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه. رواه مسلم والسياق للبخاري[1].
فائدة:
ذكر في الحلية أن عمر بن الخطاب كان يقول: اللهم إني أعوذ بك أن تأخذني على غرة، أو تذرني في غفلة، أو تجعلني من الغافلين.
فائدة:
حديث عبدالله بن الزبير أنه كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة حين يسلم: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون" قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهلل بهن دبر كل صلاةٍ. رواه أحمد ومسلم.
وفي المتفق عليه عن المغيرة "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد"[2].
فائدة:
فصل: قال محمد بن الحسين: ينبغي لمن علمه الله القرآن وفضله على غيره أن يحرص كل الحرص على تلاوته وتفهمه والعمل به، فيتأدب بآدابه فيستعمل تقوى الله في السر والعلانية باستعمال الورع في مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه ومعاملته وبيعه وشرائه، وأن يكون بصيرًا بزمانه وأهل زمانه فيحذرهم على دينه، وأن يكون مقبلاً على شأنه مهتمًا بإصلاح ما فسد من أمره، وأن يكون حافظًا للسانه؛ إن تكلم تكلم بعلم، وأن يكون قليل الضحك؛ إن سر بشيءٍ مما يوافق الحق تبسم، ويجتنب كثرة المزاح وأن يكون رفيقًا في أموره صبورًا على تعليم الخير - القرآن والسنة مؤدبان له - يحزن بعلم ويبكي بعلم ويتصدق بعلم ويصوم بعلم ويحج بعلم ويجاهد بعلم ويكتسب بعلم وينفق بعلم وينبسط في الأمور بعلم وينقبض عنها بعلم. اهـ[3].
المصدر: مجمع الفوائد.
[1] صفحة 226 ج5.
[2] موارد الظمآن (ج1 ص251).
[3] موارد الظمآن (ص457ج1).
الحسين بن علي- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 02/12/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (13)
فائدة:
عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال زيد يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله - عز وجل - ملائكة في السماء أبصر بعمل بني آدم من بني آدم بنجوم السماء، فإذا نظروا إلى عبد يعمل بطاعة الله ذكروه بينهم فسموه، وقالوا: أفلح الليلة فلان، فاز الليلة فلان، وإذا رأوا رجلاً يعمل بمعصية الله تعالى، قالوا: خسر الليلة فلان، هلك الليلة فلان".
هذا حديث غريب من حديث محمد تفرد به عنه منصور بن زاذان وهو تابعي من قرى واسط وعنه زيد العمي حدث به الأئمة الأعلام، عن أبي النضر، عن سلام[1].
فائدة:
قال رحمه الله قال أبو قلابة: إذا أحدث الله تعالى لك علمًا فأحدِث له عبادة؛ شكرًا لله، ولا يكون همك ما تحدث به الناس.
فائدة:
قسم الأمير على قراءة البصرة مالاً، فبعث إلى مالك بن دينار فقبله، وأبى محمد بن واسع أن يقبله، ثم قال: يا مالك قبلت جوائز السلطان؟!
فقال: يا أبا بكر سل جلسائي. فقالوا: اشترى بها رقابًا فأعتقها، فقال له محمد بن واسع: أنشدك الله أقلبك الساعة على ما كان عليه قبل؟ فقال: اللهم لا. قال: ترى أي شيءٍ دخل عليك؟ فقال مالك لجلسائه: إنما مالك حمار؛ إنما يعبدالله مثل محمد بن واسع[2].
فائدة:
من فضائل لا إله إلا الله أنها أمانٌ من وحشة القبر، في المسند عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم" وفي حديث مرسل: "من قال لا إله إلا الله الملك الحق المبين، كل يومٍ مئة مرة كانت أمانًا من الفقر وأنسًا من وحشة القبر، واستجلب به الغنى، واستقرع به باب الجنة، وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم"[3].
فائدة:
قال أبو قلابة لما سمع صوت قاصٍ قد ارتفع في المقبرة إن كانوا - يعني السلف - ليعظمون الموت بالسكينة[4].
[1] حلية الأولياء - (ج2/ص281).
[2] حلية الأولياء (ج2/ص354).
[3] موارد الظمآن (ج1/ص298).
[4] حلية الأولياء (ج2/ص323).
الحسين بن علي- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 02/12/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (14)
فائدة:
وقال رحمه الله: إذا بلغك عن أخيك شيءٌ تكرهه؛ فالتمس له العذر جهدك؛ فإن لم تجد؛ فقل في نفسك لعل لأخي عذرٌ لا أعلمه.
فائدة:
قال ابن القيم - رحمه الله - في المدارج (ج3): فصل: باب التحقيق. إلى أن قال: إذا عرف هذا فمصحوب العبد من الحق سبحانه هو معرفته ومحبته وإرادة وجهه الكريم وما يستعين به على الوصول إليه وما هو محتاج إليه في سلوكه. إلى أن قال: فصاحب مقام التحقيق لا يقف مع العوارض المحبوبة فإنها تقطعه عن محبوبه، ولا مع العوارض المكروهة أيضًا فإنها قواطع ويتغافل عنها ما أمكنه فإنها تمرّ بالمكاثرة والتغافل مرًّا سريعًا، لا يوسع دوائرها؛ فإنها كلما وسعها اتسعت ووجدت مجالاً فسيحًا فصالت به وجالت ولو ضيقها بالإعراض عنها والتغافل لاضمحلت وتلاشت. اهـ[1].
فائدة:
قال عبدالرحمن بن مهدي كنت أستقرض للسائل درهمًا أو بعض درهم؛ فأنسى أرده عليه فأسهر لذلك.
فائدة:
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: حكي عن جماعة كثيرة ممن أدركه الأجل وهو حريص طالب للقرآن أنه رئي بعد موته وأخبر أنه في تكميل مطلوبه وأنه يتعلم في البرزخ بعد موته[2].
فائدة:
وقال - رحمه الله - في مختصر المدارج: فصل: فإن قيل ما تقولون في صلاة من عدم الخشوع فيها؛ هل يعتد بها أم لا؟
قيل: أما الاعتداد له بالثواب فلا؛ إلا بما عقل منها وخشع فيه لربه، قال ابن عباس: ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها.
وساق - رحمه الله - الكلام إلى قوله: فإن أردتم وجوب الإعادة لتحصل هذه الثمرات والفوائد؛ فذاك إليه إن شاء أن يحصلها وإن شاء أن يفوتها على نفسه، وإن أردتم وجوبها أنا نلزمه بإعادتها ونعاقبه على تركها ونرتب عليه أحكام تارك الصلاة فلا. وهذا القول - الثاني - أرجح القولين. اهـ[3].
فائدة:
قال رحمه الله: فصل: الأدب حفظ الحد بين الغلو والجفاء. قال بعض السلف: دين الله بين الغالي والجافي. ثم ذكر من الأمثلة الوضوء والصلاة، وأنه لا عبرة بالموسوس ولا بصلاة النقارين؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن ليأمر بالتخفيف ويخالفه وصانه الله من ذلك فكان يؤمهم بالصافات، ويذهب الذاهب إلى البقيع فيقضي حاجته ويأتي أهله فيتوضأ ويدرك الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الركعة الأولى. فهذا هو التخفيف الذي أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم.
فائدة:
الإشارة بالأصبع تارةً تكون في الدعاء كما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يفعله في دعائه على المنبر، وتارةً في الثناء على الله كما في التشهد، وكما أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - بأصبعه بعرفة وقال: اللهم اشهد.
وروي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: إذا دعا أحدكم فهكذا ورفع أصبعه المشيرة، وهكذا ورفع يديه جميعًا.
وروي عن ابن عباس: قال الاستغفار أن يشير بأصبع واحدة.
وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن الله يحب أن يدعى هكذا وأشارت بالسبابة.
وروي عن ابن الزبير قال: إنكم تدعون أفضل الدعاء هكذا، وأشار بأصبعه[4].
فائدة:
على قوله: ويقول بعد وتره ثلاثًا: سبحان الملك القدوس. زاد ابن القيم وغيره (رب الملائكة والروح) ويقول: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناءً عليك) [5].
فائدة:
قال في فتح الباري للإمام ابن رجب: حديث ابن مسعود. قال في آخره: وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه، ثم يسلم، ثم يسجد سجدتين - يعني ويسلم.
فائدة:
قال رحمه الله: عن الثوري قال كانوا يقولون: إن كان أول ما شك فإنه يبني على اليقين، وإن ابتلي بالشك - يعني أنه يتحرى - وإن زاد به الشك ورأى أنه من الشيطان لم يلتفت إليه.
فائدة:
حكي عن الحسن بن علي أنه سجد من غير سهوٍ ظهر منه، وقال إني حدثت نفسي.
وروي عن أحمد أنه سجد للسهو في صلاته؛ وقال: إني لحظت ذلك الكتاب. ثم ذكر اختلاف العلماء في وجوب سجود السهو فذهب كثير من العلماء إلى وجوبه. ثم قال: وقال الشافعي: هو سنة بكل حال. وحكي رواية عن أحمد[6].
المصدر: مجمع الفوائد
[1] المدارج (ج3/ص389).
[2] طريق الهجرتين (ص112).
[3] مختصر المدارج (ص129).
[4] فتح الباري شرح البخاري لابن رجب (ج6/ص302).
[5] حاشية الزاد (ج2/ص199).
[6] فتح الباري لابن رجب (ج6/ 516).
الحسين بن علي- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 02/12/2013
علي بن الموفق
Share on favoritesShare on facebook Share on twitter Share on hotmailShare on gmail
Share on bloggerShare on myspaceShare on digg شارك وانشر
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (24)
فائدة:
قال علي بن الموفق: حججت نيفًا وخمسين حجة فجعلت ثوابها للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ولأبوي. وبقيت حجة فنظرت إلى أهل الموقف بعرفات وضجيج أصواتهم، فقلت: اللهم إن كان في هؤلاء أحد لم تقبل منه حجته فقد وهبت له هذه الحجة، ليكون ثوابها له. قال: فبت تلك الليلة بالمزدلفة فرأيت ربي - عز وجل - في المنام، فقال لي: يا علي بن الموفق علي تتسخى؟ قد غفرت لأهل الموقف ومثلهم وأضعاف ذلك، وشفعت كل رجل منهم في أهل بيته وخاصته وجيرانه، وأنا أهل التقوى وأهل المغفرة [1].
وعن العباس بن يوسف الشكلي، قال: سمعت علي بن الموفق يقول: حججت سنة من السنين في محمل فرأيت رجالة فأحببت المشي معهم، فنزلت وأقعدت واحدًا في محملي ومشيت معهم، فعدلنا عن الطريق فنمنا فرأيت في منامي جواري معهن طسوت ذهب وأباريق فضة يغسلن أرجل المشاة، فبقيت أنا، فقالت إحداهن لصاحبتها: ليس هذا منهم، هذا له محمل. فقالت: بل هو منهم لأنه أحب المشي معهم. فغسلن رجلي فذهب عني كل تعب كنت أجده [2].
فائدة:
قال أحمد بن أبي الورد: إن ولي الله إذا زاد ثلاثة أشياء زاد منها ثلاثة أشياء؛ إذا زاد جاهه زاد تواضعه، وإذا زاد ماله زاد سخاؤه، وإذا زاد عمره زاد اجتهاده[3].
فائدة:
قال إبراهيم الخواص: علم العبد بأن الخلق مسلطون مأمورون يزيل عنه خوفهم، ويقيم في قلبه خوف المسلط لهم.
وكان يقول دواء القلب خمسة: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين.
فائدة:
سمعت أبا يعقوب الزيات وقال لمريد: تحفظ القرآن؟ فقال: لا فقال: واغوثاه بالله؛ مريد لا يحفظ القرآن كأترجة لا ريح لها، فبم يتنغم، فبم يترنم، فبم يناجي ربه، أما علمت أن عيش العارفين سماع النغم من أنفسهم ومن غيرهم[4].
وكان ابن الفرغاني يقول: ابتلينا بزمان ليس فيه آداب الإسلام ولا أخلاق الجاهلية، ولا أحلام ذوي المروءة.
فائدة:
محفوظ بن محمود: كان يقول: من أبصر محاسن نفسه ابتلي بمساوئ الناس، ومن أبصر عيوب نفسه سلم من رؤية مساوئ الناس، ومن ظن بمسلم فتنة فهو المفتون. وكان يقول: أكثر الناس خيرًا؛ أسلمهم صدرًا للمسلمين. وقال: لا تزن الخلق بميزانك وزن نفسك بميزان المؤمنين لتعلم فضلهم وإفلاسك. وقال بعضهم: أحسن الناس حالاً من أسقط عن نفسه رؤية الخلق وكان صادقًا في الخلوات؛ لسره راعيًا، واعتمد في جميع أحواله على من كان له كافيًا [5].
فائدة:
يقول أبو بكر الكتاني: الشهوة زمام الشيطان؛ من أخذ بزمامه كان عبده.
قال بعض السلف: إن الله يرزق العبد حلاوة ذكره فإن فرح به وشكره آنسه بقربه، وإن قصر في الشكر أجرى الذكر على لسانه وسلبه حلاوته به.
سئل بعض السلف: ما خير ما أعطي العبد؟ قال: فراغ القلب عما لا يعنيه ليتفرغ إلى ما يعنيه. وكان يقول: أفضل أعمال العباد حفظ أوقاتهم وهو أن لا يقصروا في أمره ولا يتجاوزوا عن حده. وقال: العارف من جعل قلبه لمولاه وجسده لخلقه. وقال: أفضل ما يلقى به العبد ربه نصيحة من قلبه وتوبة من ذنوبه [6].
فائدة:
قال رجل لعمر بن عبد العزيز: جزاك الله عن الإسلام خيرًا. قال: لا بل جزى الله الإسلام عني خيرًا[7].
عن ابن عمر: تعلم عمر البقرة في ثنتي عشرة سنة فلما تعلمها نحر جزورًا[8].
المصدر: مجمع الفوائد
[1] حلية الأولياء (ج10/ص332).
[2] حلية الأولياء (ج10/ص332).
[3] المرجع السابق.
[4] حلية الأولياء (ج10/ص365).
[5] حلية الأولياء (ج10/ص377).
[6] حلية الأولياء (ج10/ص386).
[7] مختصر النبلاء (ص592).
[8] مختصر النبلاء (ص47/ج1).
معاوية- زائر
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (16)
فائدة:
قال وهب كان لسليمان عليه السلام ألف بيت أعلاه قوارير وأسفله حديد، فركب الريح يومًا فمر بحراث يحرث فنظر إليه الحراث، فقال: لقد أوتي آل داود ملكًا عظيمًا، فحملت الريح كلامه فألقته في أذن سليمان عليه السلام، قال: فنزل حتى أتى الحراث، وقال: إني سمعت قولك وإنما مشيت إليك لئلا تمنى ما لا تقدر عليه، لتسبيحة واحدة يقبلها الله تعالى منك خير مما أوتي آل داود، فقال الحراث: أذهب الله همك كما أذهبت همي[1].
فائدة:
قال وهب بن منبه: إن الله تعالى دارًا في السماء الرابعة يقال لها البيضاء فيها أرواح المؤمنين، فإذا مات الميت من أهل الدنيا تلقته الأرواح فيسألونه عن أخبار الدنيا كما يسأل الغائب أهله إذا قدم عليهم[2].
فائدة:
سئل ابن خزيمة: من أين أوتيت العلم؟ فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ماء زمزم لما شرب له" وإني لما شربت سألت الله علما نافعا[3].
فائدة:
قال أبو عيسى الترمذي لما صنفت هذا الكتاب وعرضته على علماء الحجاز والعراق وخراسان فرضوا به، ومن كان هذا الكتاب - يعني الجامع - في بيته فكأنما في بيته نبي يتكلم[4].
فائدة:
الحبلي، الإمام الشهيد قاضي مدينة برقة، محمد بن الحبلي.
أتاه أمير برقة، فقال: غدًا العيد، قال: حتى نرى الهلال، ولا أفطر الناس، وأتقلد إثمهم، فقال: بهذا جاء كتاب المنصور- وكان هذا من رأي العبيدية يفطرون بالحساب، ولا يعتبرون رؤية - فلم ير هلال، فأصبح الأمير بالطبول والبنود وأهبة العيد.
فقال القاضي: لا أخرج ولا أصلي، فأمر الأمير، رجلاً فخطب.
وكتب بما جرى إلى المنصور، فطلب القاضي إليه، فأحضر، فقال له: تنصل، وأعفو عنك، فامتنع، فأمر، فعلق في الشمس إلى أن مات، وكان يستغيث العطش، فلم يسق. ثم صلبوه على خشبة. فلعنة الله على الظالمين[5].
فائدة:
قال الإمام الصبغي: رأيت في منامي كأني في دار فيها عمر، وقد اجتمع الناس عليه يسألونه المسائل، فأشار إلي: أن أجيبهم، فمازلت أسأل وأجيب وهو يقول لي: أصبت، امض، أصبت امض، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما النجاة من الدنيا أو المخرج منها؟ فقال لي بإصبعه: الدعاء، فأعدت عليه السؤال فجمع نفسه كأنه ساجد لخضوعه.
ثم قال: الدعاء[6].
فائدة:
قال إبراهيم الحربي: ليس كل غيبة جفوة ولا كل لقاءٍ مودة؛ وإنما هو تقارب القلوب.
فائدة:
يقول سليمان المسيطير يقول أبو عبد الرحمن فهد العبيد وبيده تمرة: والله ما نستحق هذه التمرة - يعني على الله -.
فائدة:
وكان يذكر عن الأوزاعي أنه قال: ثلاثة لا حساب عليهم في مطعمهم: المتسحر، والصائم حين يفطر، وطعام الضيف[7].
فائدة:
في تحفة الأحوذي شرح الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم بينهن بسوء عدلن له بعبادة ثنتي عشرة سنة"[8].
المصدر: مجمع الفوائد
[1] حلية الأولياء (ج4/ص59).
[2] حلية الأولياء (ج4/ص60).
[3] مختصر سير أعلام النبلاء (ج3/ص1160).
[4] مختصر سير أعلام النبلاء (ج3/ص1081).
[5] مختصر سير أعلام النبلاء (ج3/ص1238).
[6] مختصر سير أعلام النبلاء (ج3/ص1250).
[7] جامع العلوم والحكم لابن رجب (ص193).
[8] (ص298/ج2) ذكره الألباني في السلسلة الضعيفة وقال: ضعيف جدًّا، وهو عن عمر بن أبي خثعم قال الذهبي في ترجمته: له حديثان منكران هذا أحدهما.
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (17)
فائدة:
أول من أحدث الشرفات والمحراب والمنارات الأربع عمر بن عبدالعزيز في إمارة الوليد بن عبدالملك لما حج قدم المدينة فقال لأبان: أين بنياننا من بنيانكم؟ فقال أبان: بنيناه بنيان المساجد، وبنيتموه بنيان الكنائس[1].
فائدة:
قال ابن القيم رحمه الله في مختصر المدارج: الدرجة الأولى/ أن تؤثر الخلق على نفسك في ما لا يخرم عليك دينًا، ولا يقطع عليك طريقًا - يعني إلى الله - ولا يفسد عليك وقتًا مع الله. قوله "ولا يقطع عليك طريقًا" أي لا يقطع عليك طريق الطلب إلى الله تعالى مثل أن تؤثر جليسك على ذكر الله وتوجهك وجمعيتك على الله فتكون قد آثرت على الله بنصيبك من الله وهذا عين الغبن. قال وكل سبب يعود عليك بصلاح قلبك ووقتك وحالك مع الله فلا تؤثر به أحدًا؛ فإن آثرت به فإنما تؤثر الشيطان على الله وأنت لا تعلم[2].
فائدة:
قال رحمه الله: قول صاحب المنازل: لا يلح في الدعاء فإن ذلك يقدح في رضاه. قال إذا كان الداعي يلح في الدعاء بأغراضه وحضوضه العاجلة؛ أما إذا ألح على الله بما فيه سؤال رضاه والقرب منه فإن ذلك لا يقدح في مقام الرضا. وفي الأثر: إن الله يحب الملحين في الدعاء.
فائدة:
قال الشافعي رحمه الله: رضا الناس غاية لا تدرك فعليك بما فيه صلاح نفسك فالزمه.
فائدة:
قال حرب الكرماني في باب: إلى أين يرفع يديه في التكبير، من فتح الباري لابن رجب: ربما رأيت أحمد يرفع يديه إلى فروع أذنيه، وربما رفعها إلى منكبيه، وربما رفعهما إلى صدره، ورأيت الأمر عنده واسعًا.
فائدة:
وقد روي عن ابن عمر وغيره: استحباب رفع رأسه ووجهه إلى السماء أيضا مع التكبيرة للإحرام. خرجه حرب بإسنادٍ صحيح عن ابن جريج قال سألت نافعًا فقلت: أكان ابن عمر إذا كبر بالصلاة يرفع رأسه ووجهه إلى السماء؟ فقال: نعم قليلاً. اهـ[3].
فائدة:
قال ابن القيم رحمه الله في مختصر المدارج: حقيقة التوبة ثلاثة. الندم على ما سلف منه في الماضي، والإقلاع عنه في الحال، والعزم على أن لا يعاوده. وهذه شروط التوبة، يندم ويقلع ويعزم.
قال: (وأما اتهام التوبة) فلأنها حق عليه ولا يتيقن أنه أدى هذا الحق على الوجه المطلوب؛ فيخاف أنه ما وفى التوبة حقها، وأنها لم تقبل منه وأنها توبة علّة كتوبة أرباب الحوائج والمحافظين على منازلهم بين الناس، أو أنه تاب محافظة على حاله فتاب للحال لا خوفًا من ذي الجلال، أو أنه تاب طلبًا للراحة، أو اتقاء ما يخافه على عرضه وماله ومنصبه، أو لضعف داعي المعصية في قلبه وخمود نار شهوته، ونحو ذلك من العلل التي تقدح في كون التوبة خوفًا من الله وتعظيمًا لحرماته وإجلالاً له وخوفًا من سقوط المنزلة عنده.
ومن اتهام التوبة أيضًا: ضعف العزيمة والتفات القلب إلى الذنب الفينة بعد الفينة وتذكر حلاوة مواقعته فربما تنفس وربما هاج هائجه.
ومن اتهام التوبة طمأنينته ووثوقه من نفسه بأنه قد تاب حتى كأنه أعطي منشورًا بالأمان[4].
فائدة:
في صفة جلسة الاستراحة روايات ثلاث.
أحدها: كالجلسة بين السجدتين.
والثانية: على قدميه وإليتيه.
والثالثة: على قدميه ولا يلصق إليتيه بالأرض[5].
فائدة:
قال ابن القيم رحمه الله في مختصر المدارج: فاحذر كل الحذر أن تسأله شيئًا معينًا خيرته وعاقبته مغيبةٌ عنك؛ فإذا لم تجد من سؤاله بدًا فعلقه على شرط علمه تعالى فيه الخيرة، وقدم بين يدي سؤالك الاستخارة استخارة من لا علم له بمصالحه ولا قدرة له عليها ولا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا.
فائدة:
وقال رحمه الله: وبالجملة فمن قرئ عليه القرآن فليقدر نفسه كأنما يسمعها من الله يخاطبه به فإذا حصل له مع ذلك السماع - له وبه وفيه - ازدحمت معاني المسموع ولطائفه وعجائبه على قلبه وازدلفت إليه بأيها يبدأ فما شئت من علمٍ وحكمةٍ وتعرفٍ وبصيرة وهداية وعبرة، إلى غير ذلك، وأما الوقوف على الغاية في كل حين فهو التطلب والسفر إلى الغاية المقصودة بالمسموع الذي جعل وسيلةً إليها، وهو الحق سبحانه وتعالى؛ فإنه غاية كل مطلب وأن إلى ربك المنتهى، وليس وراء الله مرمى، ولا دونه مستقر، ولا تقر العين بغيره البتة، وكل مطلوب سواه فظل زائل وخيال مفارق مائل وإن تمتع به صاحبه فمتاع الغرور. اهـ [6].
المصدر: مجمع الفوائد
[1] منسك إبراهيم الحربي (368).
[2] (ص239).
[3] من شرح البخاري لابن رجب (ج4/301).
[4] مختصر المدارج (ص51).
[5] الإنصاف (ج2/ ص72).
[6] مختصر المدارج (120).
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (18)
فائدة: باب اسم الله الأعظم:
1- اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.
2- اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم.[1]
3- ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 163].
4- ﴿ الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [آل عمران:1، 2].
5- ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]. دعوة ذي النون.
فائدة:
قال ابن عباس - رضي الله عنه - في قوله تعالى ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾ [البقرة: 255]، قال علمه.
وعنه أيضا قال سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾ [البقرة: 255]، قال ﴿ كُرْسِيُّهُ ﴾ موضع قدميه والعرش لا يقدر قدره إلا الله - عز وجل.
وروى ابن جرير من طريق جويبر عن الحسن البصري أنه كان يقول الكرسي هو العرش والصحيح أن الكرسي غير العرش. اهـ من تفسير ابن كثير [2].
فائدة:
قال في الإنصاف: لو أدرك ركعتين من الرباعية المعادة لم يسلم مع إمامه بل يقضي ما فاته. نص عليه وهذا الصحيح من المذهب.
وقال الآمدي: له أن يسلم.
وقال في كشاف القناع:
والمسبوق في المعادة يتمها؛ فلو أدرك من رباعية ركعتين قضى ما فاته منها ركعتين ولم يسلم معه. نصا لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وما فاتكم فأتموا"، وقيل يسلم معه. إ هـ[3].
فائدة:
قال في حاشية الروض ويحرم على الذكر استعمال منسوج بذهبٍ أو فضة. وقال الشيخ: لما ذكر علم الحرير، وفي العلم الذهب نزاع بين العلماء والأظهر جوازه أيضا؛ فإن في السنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن لبس الذهب إلا مقطعا. وحكى في موضعٍ أربعة أقوال؛ ثم قال الرابع وهو الأظهر: أنه يباح يسير الذهب في اللباس والسلاح؛ فيباح طراز الذهب إذا كان أربعة أصابع فما دون. وقال أبو بكر: يباح. واختاره المجد وهو رواية عن أحمد ولأنه يسير أشبه الحرير ويسير الفضة[4].
فائدة:
قوله وسرائرهم مصونة - يعني مستورة - لم يكشفوها لمن انبسطوا له وإن كان البسط يقتضي الإلف واطلاع كل من المتباسطين على سر صاحبه؛ فإياك ثم إياك أن تطلع من باسطته على سرك مع الله ولكن اجذبه وشوقه للخير واحفظ وديعة الله عندك لا تعرضها للاسترجاع. إ هـ من مختصر المدارج[5].
فائدة:
قال ابن كثير على قوله تعالى: ﴿ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ﴾ [البقرة: 222]، مفهومه حل قربانهن إذا انقطع الدم وقد قال به طائفة من السلف.
قال مجاهد وعكرمة وطاووس: انقطاع الدم يحلها لزوجها لكن بأن تتوضأ[6].
فائدة:
قال ابن القيم رحمه الله فصل: منزلة الغيرة. ثم قال بعد كلام سبق: وغيرة العبد لربه نوعان: غيرة من نفسه أن لا يجعل شيئًا من أعماله وأقواله وأحواله وأوقاته وأنفاسه لغير ربه. وغيرةٌ من غيره؛ وهي أن يغضب لمحارمه إذا انتهكت ولحقوقه إذا تهاون بها المتهاونون.. إلى أن قال: وأما تدارك قوته فيغار ببذلها في الطاعة قبل أن تتبدل بالضعف فهو يغار عليها أن تذهب في غير طاعة الله ويتدارك قوى العمل الذي لحقه الفتور بأن يكسوه قوة ونشاطا غيرة له عليه[7].
فائدة:
ذكر الإمام ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية ترجمة أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه -، ثم قال: فصل: ومن مناقبه الكبار وحسناته العظيمة أنه جمع الناس على قراءة واحدة[8].
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في المدارج:
قرة عين المحب ونعيمه ولذته ونعيم روحه في طاعة محبوبه بخلاف المطيع كرهًا يرى أنه لولا ذلّ قهره وعقوبة سيده لما أطاعه بخلاف المحب.. الخ.
فائدة:
ابن خطل إنما أبيح قتله يوم الفتح؛ لأنها مباحة للنبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الساعة.
فائدة:
قال ابن القيم رحمه الله في المدارج: ومنها أن كل قدرٍ يكرهه العبد لا يلائمه؛ لا يخلو إما أن يكون عقوبة على ذنب فهو دواء لمرض لولا تدارك الحكيم إياه بالدواء لترامى به المرض إلى الهلاك أو يكون سببًا لنعمة لا تنال إلا بذلك المكروه؛ فالمكروه ينقطع ويتلاشى وما يترتب عليه من النعمة دائمٌ لا ينقطع فإذا شهد العبد هذين الأمرين انفتح له باب الرضا عن ربه في كل ما يقضيه له ويقدره[9].
المصدر: مجمع الفوائد.
[1] مجموعة التوحيد (ج2/ص735).
[2] ص 685.
[3] (ص 602 ج1).
[4] حاشية الروض (ص 518 ج1).
[5] (ص 283).
[6] (ص 591 ج1).
[7] المدارج (ص 326).
[8] (ج7 ص 216).
[9] مختصر المدارج (ص 209).
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (19)
فائدة:
قال الشيخ علي بن إبراهيم المشيقح - من تلاميذ الشيخ عمر بن سليم - ضبطت على الشيخ عمر في اليوم والليلة أربعين جزءًا مع ما هو فيه من التدريس والقضاء والعبادة - رحمه الله.
وقال أيضا: لما أراد الشيخ محمد بن عبدالله السليم أن يكبر للصلاة أول ما قدم لبريده أمسكه الشيخ عبدالله بن فدا، ثم قال: أين تريد من تدخل عليه؟ يعني تأهب لأمرك في هذه الصلاة، واحذر وأقبل على صلاتك.
فائدة:
حديث عائشة رواه البخاري رقم 1393 قالت قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا".
فائدة:
قال شيخ الإسلام في ذكر ما يعرض للعبد من الوساوس:
ولا بد لعامة الخلق من هذه الوساوس؛ فمن الناس من يحييها فيصير كافرًا أو منافقًا، ومنهم من قد غمر قلبه الشهوات والذنوب فلا يحس بها إلا إذا طلب الدين فإما أن يصير مؤمنًا وإما أن يصير منافقًا، ولهذا يعرض للناس من الوساوس في الصلاة ما لا يعرض لهم إذا لم يصلوا؛ لأن الشيطان يكثر تعرضه للعبد إذا أراد الإنابة إلى ربه والتقرب إليه والاتصال به؛ فلهذا يعرض للمصلين ما لا يعرض لغيرهم ويعرض لخاصة أهل العلم والدين أكثر مما يعرض للعامة ولهذا يوجد عند طلاب العلم والعبادة من الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم؛ لأنه لم يسلك شرع الله ومنهاجه، بل هو مقبل على هواه في غفلة عن ذكر ربه. وهذا مطلوب الشيطان بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة فإنه عدوهم يطلب صدهم عن الله. قال تعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6]، ولهذا أمر قارئ القرآن أن يستعيد بالله من الشيطان الرجيم فإن قراءة القرآن على الوجه المأمور به تورث القلب الإيمان العظيم وتزيده يقينًا وطمأنينة وشفاء. وقال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾. وهذا مما يجده كل مؤمن من نفسه؛ فالشيطان يريد بوساوسه أن يشغل القلب عن الانتفاع بالقرآن؛ فأمر الله إذا قرأ القرآن أن يستعيذ منه قال تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [النحل: 98]،.. إلخ من الفتاوى[1].
فائدة:
وقال رحمه الله: فصل ولا بد من التنبيه على قاعدة تحرك القلوب إلى الله تعالى فتعتصم به فتقل آفاتها أو تذهب عنها بالكلية بحول الله وقوته. فنقول: اعلم أن محركات القلوب إلى الله - عز وجل - ثلاثة: المحبة والخوف والرجاء. وأقواها المحبة وهي مقصودة تراد لذاتها لأنها تراد في الدنيا والآخرة بخلاف الخوف فإنه يزول في الآخرة قال الله تعالى ﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62]، والخوف المقصود منه الزجر والمنع من الخروج عن الطريق، والمحبة تلقي العبد في السير إلى محبوبه وعلى قدر ضعفها وقوتها يكون سيره إليه والخوف يمنعه أن يخرج عن طريق المحبوب والرجاء يقوده فهذا أصل عظيم يجب على كل عبد أن يتنبه له فإنه لا تحصل له العبودية بدونه وكل أحد يجب أن يكون عبدًا لله لا لغيره. فإن قيل فالعبد في بعض الأحيان قد لا يكون عنده محبة تبعثه على طلب محبوبه؛ فأي شيء يحرك القلوب؟ قلنا يحركها شيئان -:
أحدهما كثرة الذكر للمحبوب لأن كثرة ذكره تعلق القلوب به ولهذا أمر الله - عز وجل - بالذكر الكثير فقال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 41]، الآية.
والثاني: مطالعة آلائه ونعمائه قال الله تعالى ﴿ فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 69]، وقال تعالى ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [النحل: 53]، وقال تعالى ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20]، وقال تعالى ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18]، فإذا ذكر العبد ما أنعم الله به عليه من تسخير السماء والأرض وما فيها من الأشجار والحيوان وما أسبغ عليه من النعم الباطنة من الإيمان وغيره فلا بد أن يثير ذلك عنده باعثًا وكذلك الخوف تحركه مطالعة آيات الوعيد والزجر والعرض والحساب ونحوه وكذلك الرجاء يحركه مطالعة الكرم والحلم والعفو وما ورد في الرجاء والكلام في التوحيد واسع وإنما الغرض التنبيه على تضمنه الاستغناء بأدنى إشارة والله - سبحانه وتعالى - أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم[2].
فائدة:
التسليم: عدم المعارضة بشبهةٍ تعارض الخبر أو شهوةٍ تعارض الأمر، أو إرادةٍ تعارض الإخلاص أو اعتراض يعارض القدر والشرع. وصاحب هذا التخلص هو صاحب القلب السليم الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به[3].
فائدة:
قال بعض السلف: هممت أن أسأل الله أن يكفيني مؤونة النساء ثم قلت شيء لم يسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ثم إن الله كفاني فكانت المرأة والجدار عندي شيء واحد.
فائدة:
عن يعلى بن عبيد قال سمعت سفيان الثوري يقول: لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشيءٍ؟ قلنا: لا. قال فإن معكم من يرفع الحديث. [4]
وقال سفيان: خرجت أنا وشيبان الراعي مشاةً إلى الحج؛ فلما صرنا ببعض الطريق إذا نحن بأسد قد عارضنا، فقلت لشيبان: أما ترى هذا الكلب قد عرض لنا. فقال لي: لا تخف يا سفيان، ثم صاح بالأسد فبصبص وضرب بذنبه مثل الكلب فأخذ شيبان بأذنه فعركها، فقلت له: ما هذه الشهرة. فقال لي: وأي شهرة ترى يا ثوري. لولا كراهية الشهرة ما حملت زادي إلى مكة إلا على ظهره.
المصدر: مجمع الفوائد.
[1] مجموع فتاوى ابن تيمية (ج7/ص282).
[2] مجموعة فتاوى ابن تيمية (ج1/ص95).
[3] مختصر المدارج (ص184).
[4] الحلية (ج7ص73).
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (20)
فائدة:
قال ابن مفلح في الآداب: ينبغي الإشارة إلى ذكر العمل بالحديث الضعيف فيما ليس فيه تحليل ولا تحريم كالفضائل، وعن أحمد ما يوافق هذا؛ كقوله نكتب هذه الأحاديث - يعني المغازي ونحوها - أما إذا جاء الحلال والحرام أردنا أقوامًا هكذا. فقبض كفيه جميعًا وأقام إبهاميه.
وروى أبو بكر بن الخطيب: سمعت أبا عبدالله أحمد بن حنبل يقول: إذا روينا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحلال والحرام شددنا في الأسانيد، وإذا روينا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فضائل الأعمال وما لا يضع حكمًا ولا يرفعه؛ تساهلنا في الأسانيد. [1]
فائدة:
عبد الواحد بن زيد، قال: خرجت أنا ومحمد بن واسع ومالك بن دينار نحو بيت المقدس فسمعنا مناديًا من تلك الرمال: يا محفوظ يا مستور اعقل في ستر من أنت؛ فإن كنت لا تعقل فاحذر الدنيا، وإن كنت لا تحسن أن تحذر الدنيا؛ فاجعلها شوكةً وانظر أين تجعل رجلك.
عن أبي سلمان الداراني قال أصاب عبدالواحد بن زيد الفالج فسأل الله أن يطلقه في وقت الوضوء فإذا أراد أن يتوضأ انطلق، وإذا رجع إلى سريره عاد عليه الفالج.
قال عبدالواحد بن زيد: الرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين.[2]
فائدة:
قال ابن القيم في بدائع التفسير: ولكن لا نزاع أن هذه الصلاة لا يثاب على شيءٍ منها إلا بقد حضور قلبه وخضوعه كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إن العبد لينصرف من الصلاة ولم يكتب له إلا نصفها، ثلثها، ربعها، حتى بلغ عشرها"، وقال ابن عباس - رضي الله عنه - ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها، ثم قال: والمقصود أن يكون ملك الأعضاء وهو القلب قائمًا بعبوديته لله سبحانه هو ورعيته. اهـ.
فائدة:
فصل في الفصد والحجامة، قال في الطب النبوي للبغدادي في ص 41: الأخدعان عرقان في جانبي العنق، والكاهل مقدم أعلى الظهر. وقال أنس: احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - على ظهر قدمه.
أما الأيام التي يستحب فيها الحجامة فقال أبو هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من احتجم بسبع عشر، وإحدى وعشرين؛ كان شفاءً من كل داء " رواه أبو داوود وهو على شرط مسلم.
وكان أبو بكر ينهى أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء ويذكره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - اهـ[3].
فائدة:
فصل: منزلة التهذيب والتصفية. قال وهو على ثلاث درجات. الأولى / تهذيب الخدمة؛ ألا يخالج العبودية جهالة ولا عادة كمن اعتاد الصيام وتمرن عليه حتى ألفته نفسه فيظنه محض العبودية. وتهذيب القصد وهو تصفيته من الإكراه بأن لا يسوق نفسه إلا الله كرهًا بل تكون دواعي نفسه منساقة إلى الله طوعًا ومحبة وإيثارًا كجريان الماء إلى منحدره؛ وهذه حال المحبين الصادقين؛ ففيها قرة عيونهم وسرور قلوبهم كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "جعلت قرة عيني في الصلاة" وكان يقول: "يا بلال.. أرحنا بالصلاة" بخلاف المطيع كرهًا المتحمل للخدمة ثقلاً. [4].
فائدة:
وقرأ ابن مسعود وابن عباس ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لا مُسْتَقَر لَهَا ﴾ [يس: 38]، أي لا قرار لها ولا سكون، والقول الأول: أن مستقرها تحت العرش. [5]
فائدة:
وعن طاووس قال: رأيت علي بن الحسين ساجدًا في الحجر فقلت: رجل صالح من أهل بيتٍ طيب، لأسمعن ما يقول. فأصغيت إليه فسمعته يقول: عُبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، سائلك بفنائك، فقيرك بفنائك، فوالله ما دعوت الله بها في كرب إلا كشف الله عني.[6]
فائدة:
قال عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: عقلت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألف مثل. قال ابن كثير رحمه الله وهذه منقبة عظيمة لعمرو بن العاص - رضي الله عنه - حيث يقول الله تعالى ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 43][7].
فائدة:
وعن سالم أبي بسطام قال: كان عمر بن المنكدر لا ينام الليل يُكثر البكاء على نفسه فشق ذلك على أمه فقالت لأخيه محمد بن المنكدر: إن الذي يصنع عمر يشقّ عليّ فلو كلّمته في ذلك. فاستعان عليه بأبي حازم فقالا له: إن الذي تصنع يشق على أمك. قال: فكيف أصنع؟ إن الليل إذا دخل عليَّ هالني فأستفتح القرآن وما تنقضي نهمتي فيه. قالا: فالبكاء؟ قال: آية من كتاب الله أبكتني قالا وما هي؟ قال: قوله - عز وجل - ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47].
وعن عبدالرحمن بن حفص القرشي قال: بعث بعض الأمراء إلى عمر بن المنكدر بمال فجاء به الرسول فوضعه بين يديه فجعل عمر ينظر إليه ويبكي ثم جاء أبو بكر فلما رأى عمر يبكي جلس يبكي لبكائه ثم جاء محمد فجلس يبكي لبكائهما. فاشتد بكاؤهم جميعًا. فبكى الرسول أيضًا لبكائهم ثم أرسل إلى صاحبه فأخبره بذلك فأرسل ربيعة بن أبي عبدالرحمن ليستعلم علم ذلك البكاء فجاء ربيعة فذكر ذلك لمحمد فقال محمد: سله فهو أعلم ببكائه فاستأذن عليه ربيعة فقال: يا أخي ما الذي أبكاك من صلة الأمير؟ قال: والله إني خشيت أن تغلب الدنيا على قلبي فلا يكون للآخرة فيه نصيب فذلك الذي أبكاني قال: وأمر بالمال فتصدق به على فقراء أهل المدينة، قال: فجاء ربيعة فأخبر الأمير بذلك فبكى وقال: هكذا يكون والله أهل الخير رحمه الله.[8]
المصدر: مجمع الفوائد
[1] الآداب الشرعية (ج2/ص286).
[2] الحلية (ج6/ص167).
[3] الطب النبوي للبغوي (47).
[4] مختصر المدارج (ص164).
[5] تفسر ابن كثير سورة (يس).
[6] صفة الصفوة (ج2/ص100).
[7] تفسير ابن كثير سورة (العنكبوت) ص260.
[8] صفة الصفوة (ج2/ص145).
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (21)
فائدة:
قال محمد بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: كان أبي يحتبي فما يحل حبوته حتى يقرأ القرآن.
فائدة:
قال في الحلية ترجمة شريح بن يونس: قال أحمد الضحاك الخشاب يقول - وكان من البكائين -: رأيت فيما يرى النائم شريح بن يونس فقلت: ما فعل بك ربك يا أبا الحارث؟ فقال: غفر لي، ومع ذلك جعل قصري إلى جنب قصر محمد بن بشير بن عطاء الكندي، فقلت: يا أبا الحارث، أنت عندنا أكبر من محمد بن بشير. فقال: لا تقل ذاك فإن الله تعالى جعل لمحمد بن بشير حظًّا في عمل كل مؤمن ومؤمنة، لأنه كان إذا دعا الله قال: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، والكائنين منهم[1].
فائدة:
قال أحمد بن أبي الحواري: من أحب أن يعرف بشيءٍ من الخير أو يذكر به فقد أشرك في عبادته.
قاعدة:
درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
قال في الدرر:
رئي أن السلطان ظل الله في الأرض، ويقال ستون سنة من إمام جائر؛ أصلح من ليلة واحدة بلا سلطان؛ ولهذا كان السلف - كالفضيل وأحمد بن حنبل وغيرهما - يقولون: لو كان لنا دعوة مستجابة لصرفتها للإمام. [2]
فائدة:
مر معروف الكرخي على سقاءٍ يسقي الماء وهو يقول: رحم الله من شرب. فشرب وكان صائمًا وقال: لعل الله أن يستجيب له.
فائدة:
قال في الكواشف الجلية عن معاني الواسطية صفحة 545 على قوله «ومن الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بكل ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يكون بعد الموت » إلى ص561 بحث مفيد فليراجع.
فائدة:
نظم أسماء الفقهاء السبعة:
إذا قيل من في الفقه سبعة أبحر
روايتهم ليست عن العلم خارجة
فقل هم عبيد الله عروة قاسم
سعيد أبو بكر سليمان خارجة
فائدة:
قال مالك: إنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما سمع[3].
فائدة:
قال شيخ الإسلام وابن القيم وغيرهما في تزيين الصوت في القرآن: هو التحسين والترنم بخشوعٍ وحضور قلب؛ لا صرف الهمة إلى ما حجب به أكثر الناس بالوسوسة في خروج مخارج الحروف وترقيقها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وشغله بالوصل والفضل والإرجاع مما هو مفضٍ إلى تغير كتاب الله والتلاعب به مما هو حائلٌ للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، ومن تأمل هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك تبين له أن التنطع بالوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته ولا من هدي أصحابه - رضي الله عنهم -.[4]
فائدة:
قاعدة: فيما إذا رجع الأصل إلى صاحبه أن الزائد لا يرجع.
زكاة وبيع مع صداق ولقطة
وقرض وإفلاس ووهبة والدِ
إذا رجعت أربابها بأصولها
فزائده المفصول ليس بعائد
وثامنها أخذ النخيل بشفعة
فكن حافظًا ترقى أجل المقاصد
فائدة:
الزنديق: هو المنافق الذي أظهر نفاقه؛ فإذا لم يتكلم فهو منافقٌ فقط.
المصدر: مجمع الفوائد
[1] حلية الأولياء (ص116).
[2] الدرر السنية (ج9/118).
[3] مختصر سير أعلام النبلاء (ج2/ص728).
[4] حاشية الروض المربع (ج2/ص209).
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (22)
فائدة:
قال الأصحاب: لو سجد على حشيش أو قطنٍ ونحوه ولم يجد حجمه لم يصح لعدم المكان المستقر [1].
فائدة:
ويكره أن يقدم إحدى رجليه إذا قام للصلاة. ذكره في الغنية، وعن ابن عباس أنه يقطع الصلاة[2].
فائدة:
الدليل ليس على النافي؛ بل على المثبت؛ فإذا لم يرد دليل عن الشارع أن هذا مشروع؛ فالأصل مع النافي وهو أنه لا دين إلا ما شرعه الله ورسوله [3].
فائدة:
وأجاب الشيخ عبد اللطيف في باب الوقف؛ الذي أوصى فيما خلف بثلاث حجج وثلاث أضاحي، وباقي الثلث وقفًا على عياله.. الخ: فما أوصى به الميت من الوقف باطل فلا وصية لوارث؛ وإنما يثبت ما فيها من الوصية بالحجج والأضاحي، والباقي ميراث على ما بينه الله في كتابه[4].
فائدة:
ذكر الشيخ إبراهيم بن سليمان العمر: أن يحيى بن عبيد المذحجي أم في مسجد حمص ستين سنة وأنه لم يسهُ في صلاته ولا مرةً، فقيل له في ذلك. فقال: إني إذا دخلت في الصلاة لم يكن في قلبي إلا الله.
فائدة:
يذكر أن الشيطان أوقع بعض الصالحين في ذنبٍ؛ فراغمه فأصبح صائمًا؛ مراغمةً للشيطان.
فائدة:
حدث إسحاق بن راهويه أن الشعبي قال: ما كتبت سوداء في بيضاء، ولا حدثني رجلٌ بحديث قط إلا حفظته، وكأني أنظر إلى سبعين ألف حديث في كتبي. اهـ[5].
فائدة:
عن حماد، وأبي عوانة، قالا: شهدنا حبيبًا الفارسي يومًا فجاءته امرأة، كأنها تريد الصدقة ولها عيال، فقام حبيب إلى وضوئه فتوضأ ثم جاء إلى الصلاة فصلى بخضوع وسكون، فلما فرغ، قال: يا رب إن الناس يحسنون ظنهم بي وذلك من سترك علي فلا تخلف ظنهم بي، ثم رفع حصيره فإذا بخمسين درهمًا فأعطاها إياها، ثم قال: يا حماد اكتم ما رأيت حياتي.
فائدة:
قال حبيب: أتانا سائل وقد عجنت عمرة وذهبت تجيء بنار تخبزه، فقلت للسائل: خذ العجين، قال: فاحتمله فجاءت عمرة، فقالت: أين العجين؟ فقلت: ذهبوا يخبزونه فلما أكثرت علي أخبرتها، فقالت: سبحان الله لا بد لنا من شيء نأكله، قال: فإذا رجل قد جاء بجفنة عظيمة مملؤة خبزًا ولحمًا، فقالت عمرة: ما أسرع ما ردوه عليك، وقد خبزوه وجعلوا معه لحمًا[6].
فائدة:
قال عبد الواحد بن زيد: جالسوا أهل الدين؛ فإن لم تجدوهم فجالسوا أهل المروءات فإنهم لا يرفثون في مجالسهم.
قيل: لو قسم بث عبد الواحد بن زيد على أهل البصرة لوسعهم؛ فإذا أقبل سواد الليل نظرت إليه كأنه فرس رهان مضمر؛ فيقوم إلى محرابه كأنه رجل مخاطب [7].
فائدة:
يحيى بن معين. قال أحمد بن عقبة سألت يحيى بن معين: كم كتبت من الحديث؟ قال: كتبت بيدي هذه ست مئة ألف حديث.
وقال يحيى بن معين: كنت إذا دخلت منزلي بالليل أقرأ آية الكرسي على داري وعيالي خمس مرات؛ فبينا أنا أقرأ إذا شيء يكلمني: كم تقرأ هذا.. كأن ليس إنسان يحسن يقرأ غيرك؟! فقلت: أرى هذا يسوؤك، والله لأزيدنك.
فائدة:
يروى أن سفيان بن عيينة كان يقول في كل موقف: اللهم لا تجعله آخر العهد منك، فلما كان العام الذي مات فيه لم يقل شيئًا. وقال: قد استحييت من ربي، وقال: شهدت ثمانين موقفًا.
المصدر: مجمع الفوائد
[1] الإنصاف (ص 70/ج 2).
[2] الكشاف (ج 1/ص 474).
[3] الدرر السنية (ج 7/33).
[4] الدرر السنية (ج 7/51).
[5] مختصر سير أعلام النبلاء (ج 2/ص 953).
[6] حلية الأولياء (ج 6/ص 164).
[7] حلية الأولياء.
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (23)
فائدة:
سمعت بشر بن الحارث يقول: حدثنا حماد بن زيد ثم قال: أستغفر الله. إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء.
وقال سفيان الثوري: كان المال فيما مضى يكره؛ فأما اليوم فهو ترس المؤمن. وقال: لولا هذه الدنانير لتمندل بنا الملوك.
فائدة:
قال سفيان بن عيينة: الأيام ثلاثة: فأمس حكيم مؤدب ترك حكمته وأبقاها عليك، واليوم صديق مودع كان عنك طويل الغيبة حتى أتاك ولم تأته وهو عنك سريع الظعن وغدًا لا تدري أتكون من أهله أو لا تكون.
وعن عبدالله بن وهب قال: ثنا سفيان بن عيينة قال: لم يجتهد أحد قط اجتهادًا ولم يتعبد أحد قط عبادة أفضل من ترك ما نهى الله عنه.
وقال: كان يقال أشد الناس حسرة يوم القيامة ثلاثة رجل كان له عبد فجاء يوم القيامة أفضل عملاً منه ورجل له مال فلم يتصدق منه فمات فورثه غيره فتصدق منه، ورجل عالم لم ينتفع بعلمه فعلم غيره فانتفع به[1].
فائدة:
قال محمد بن المنكدر: كم من عينٍ ساهرة في رزقي في ظلمات البر والبحر. وقال ابن عيينة: تبع ابن المنكدر جنازة سفيه؛ فعوتب. فقال: والله إني لأستحي من الله أن أرى رحمته عجزت عن أحد.
وقال مالك بن دينار: إذا تعلم العالم العلم للعمل كسره علمه، وإذا تعلمه لغير العمل زاده فخرًا وكبرًا.
وعن الحسن البصري: يا ابن آدم والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به؛ ليطولن في الدنيا حزنك، وليشتدن في الدنيا خوفك، وليكثرن في الدنيا بكاؤك.
وكان يقول: الفقيه هو الزاهد في الدنيا البصير بدينه المداوم على عبادة ربه.
فائدة:
أبو بكر بن عياش. قال للحسن بن الحسن بالمدينة: ما أبقت الفتنة فيك؟ قال: وأي فتنة رأيتني فيها؟ قال: يقبلون يدك ولا تمنعهم. وقال أيضًا رحمه الله: أدنى نفع السكوت السلامة؛ وكفى به عافية، وأدنى ضرر المنطق الشهرة؛ وكفى بها بلية.
فائدة:
قال الحسن بن أحمد الأوقي: كانوا يأتون السلفي ويطلبون منه دعاءً لعسر الولادة. فيكتب لمن يقصده؛ فلما كثر ذلك نظرت فيما يكتب فوجدته يكتب: اللهم إنهم أحسنوا ظنهم بي فلا تخيب ظنهم فيّ. [2]
فائدة:
عبدالله بن الزبير: عن عبدالله بن الزبير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشير بأصبعه إذا دعا ولا يحركها.
قال ابن جريج وزاد عمرو قال أخبرني عامر بن عبدالله بن الزبير عن أبيه أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو كذلك ويتحامل بيده اليسرى على رجله اليسرى. [3]
فائدة:
أبو العباس في القرن الخامس. قيل إنه أقسم على أصحابه إن كان فيه عيب ينبهونه عليه، فقال أحدهم: أنا أعلم فيك عيبًا. فقال: ما هو؟ قال: أننا من أصحابك. فبكى الشيخ، وقال: إن سلم المركب حمل من فيه. وقال: أقرب الطريق الانكسار والذل والافتقار، تعظم أمر الله، وتشفق على خلق الله، وتقتدي بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
وقيل: كان شافعيًا يعرف الفقه.
وقيل: كان يجمع الحطب، ويجئ به إلى بيوت الأرامل، ويملأ لهم بالجرة.
وقيل: أحضر بين يديه طبق تمر، فبقي ينقي لنفسه الحشف يأكله، ويقول: أنا أحق بالدون، فإني مثله دون.
وكان لا يقوم للرؤساء، ويقول: النظر إلى وجوههم يقسي القلب وكان كثير الاستغفار، عالي المقدار، رقيق القلب[4].
فائدة:
الحافظ عبد الغني المقدسي. كان لا يرى منكرًا إلا غيره بيد أو بلسانه وكان لا تأخذه في الله لومة لائم.
وقد رأيته مرة يهريق خمرًا فجبذ صاحبه السيف فلم يخف منه، وأخذه من يده، وكان قويًا في بدنه، وكثيرًا ما كان بدمشق ينكر ويكسر الطنابير والشبابات.
وسمعت أبا بكر بن أحمد الطحان، قال: كان بعض أولاد صلاح الدين قد عُملت لهم طنانير، وكانوا في بستان يشربون، فلقي الحافظ الطنابير فكسرها.
وسمعت أبا بكر ابن الطحان، قال: كان في دولة الأفضل جعلوا الملاهي عند الدرج، فجاء الحافظ فكسر شيئًا كثيرًا، ثم صعد يقرأ الحديث، فجاء رسول القاضي يأمره بالمشي إليه ليناظره في الدف والشبابة فقال: ذاك عندي حرام ولا أمشي إليه، ثم قرأ الحديث.
فعاد الرسول فقال: لابد من المشي إليه، أنت قد بطلت هذه الأشياء على السلطان، فقال الحافظ: ضرب الله رقبته ورقبة السلطان، فمضى الرسول وخفنا، فما جاء أحد[5].
شعبة بن الحجاج:
قال أبو بحر: ما رأيت أعبد لله من شعبة؛ عبدالله حتى جف جلده على عظمه.
قال البغوي: ما رأيت شعبة ركع إلا ظننت أنه نسي، ولا قعد بين السجدتين إلا ظننت أنه نسي.
وقال يحيى القطان: كان شعبة من أرق الناس؛ يعطي السائل ما أمكنه.
وقال النظر بن شميل: ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة.
وقال ابن مهدي: سمعت شعبة يقول: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتهم منتهون.
قال مسلم بن إبراهيم: كان شعبة إذا قام سائل في مجلسه لا يحدث حتى يعطى، أو يضمن له[6].
سفيان الثوري:
من سمع ببدعة فلا يحكيها لجلسائه؛ لا يلقيها الشيطان في قلوبهم.
قال عطاء الخفاف: ما لقيت سفيان إلا باكيًا. فقلت: ما شأنك؟ قال: أتخوف أن أكون في أم الكتاب شقيًا.
قال ابن وهب: رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب صلى ثم سجد سجدةً فلم يرفع حتى نودي بالعشاء.
فائدة:
بحث نفيس في طواف الإفاضة للحائض المضطرة في ص217 ج26 من فتاوى شيخ الإسلام رحمه الله. فليراجع.
المصدر: مجمع الفوائد.
[1] صفة الصفوة (ج2/ص235).
[2] مختصر النبلاء (ج4/1593).
[3] سنن النسائي (ص194).
[4] مختصر سير أعلام النبلاء (ج4/ص1601).
[5] مختصر سير أعلام النبلاء (ج4/ص1646).
[6] مختصر سير أعلام النبلاء (ج4/ص693).
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (24)
فائدة:
قال علي بن الموفق: حججت نيفًا وخمسين حجة فجعلت ثوابها للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ولأبوي. وبقيت حجة فنظرت إلى أهل الموقف بعرفات وضجيج أصواتهم، فقلت: اللهم إن كان في هؤلاء أحد لم تقبل منه حجته فقد وهبت له هذه الحجة، ليكون ثوابها له. قال: فبت تلك الليلة بالمزدلفة فرأيت ربي - عز وجل - في المنام، فقال لي: يا علي بن الموفق علي تتسخى؟ قد غفرت لأهل الموقف ومثلهم وأضعاف ذلك، وشفعت كل رجل منهم في أهل بيته وخاصته وجيرانه، وأنا أهل التقوى وأهل المغفرة [1].
وعن العباس بن يوسف الشكلي، قال: سمعت علي بن الموفق يقول: حججت سنة من السنين في محمل فرأيت رجالة فأحببت المشي معهم، فنزلت وأقعدت واحدًا في محملي ومشيت معهم، فعدلنا عن الطريق فنمنا فرأيت في منامي جواري معهن طسوت ذهب وأباريق فضة يغسلن أرجل المشاة، فبقيت أنا، فقالت إحداهن لصاحبتها: ليس هذا منهم، هذا له محمل. فقالت: بل هو منهم لأنه أحب المشي معهم. فغسلن رجلي فذهب عني كل تعب كنت أجده [2].
فائدة:
قال أحمد بن أبي الورد: إن ولي الله إذا زاد ثلاثة أشياء زاد منها ثلاثة أشياء؛ إذا زاد جاهه زاد تواضعه، وإذا زاد ماله زاد سخاؤه، وإذا زاد عمره زاد اجتهاده[3].
فائدة:
قال إبراهيم الخواص: علم العبد بأن الخلق مسلطون مأمورون يزيل عنه خوفهم، ويقيم في قلبه خوف المسلط لهم.
وكان يقول دواء القلب خمسة: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين.
فائدة:
سمعت أبا يعقوب الزيات وقال لمريد: تحفظ القرآن؟ فقال: لا فقال: واغوثاه بالله؛ مريد لا يحفظ القرآن كأترجة لا ريح لها، فبم يتنغم، فبم يترنم، فبم يناجي ربه، أما علمت أن عيش العارفين سماع النغم من أنفسهم ومن غيرهم[4].
وكان ابن الفرغاني يقول: ابتلينا بزمان ليس فيه آداب الإسلام ولا أخلاق الجاهلية، ولا أحلام ذوي المروءة.
فائدة:
محفوظ بن محمود: كان يقول: من أبصر محاسن نفسه ابتلي بمساوئ الناس، ومن أبصر عيوب نفسه سلم من رؤية مساوئ الناس، ومن ظن بمسلم فتنة فهو المفتون. وكان يقول: أكثر الناس خيرًا؛ أسلمهم صدرًا للمسلمين. وقال: لا تزن الخلق بميزانك وزن نفسك بميزان المؤمنين لتعلم فضلهم وإفلاسك. وقال بعضهم: أحسن الناس حالاً من أسقط عن نفسه رؤية الخلق وكان صادقًا في الخلوات؛ لسره راعيًا، واعتمد في جميع أحواله على من كان له كافيًا [5].
فائدة:
يقول أبو بكر الكتاني: الشهوة زمام الشيطان؛ من أخذ بزمامه كان عبده.
قال بعض السلف: إن الله يرزق العبد حلاوة ذكره فإن فرح به وشكره آنسه بقربه، وإن قصر في الشكر أجرى الذكر على لسانه وسلبه حلاوته به.
سئل بعض السلف: ما خير ما أعطي العبد؟ قال: فراغ القلب عما لا يعنيه ليتفرغ إلى ما يعنيه. وكان يقول: أفضل أعمال العباد حفظ أوقاتهم وهو أن لا يقصروا في أمره ولا يتجاوزوا عن حده. وقال: العارف من جعل قلبه لمولاه وجسده لخلقه. وقال: أفضل ما يلقى به العبد ربه نصيحة من قلبه وتوبة من ذنوبه [6].
فائدة:
قال رجل لعمر بن عبد العزيز: جزاك الله عن الإسلام خيرًا. قال: لا بل جزى الله الإسلام عني خيرًا[7].
عن ابن عمر: تعلم عمر البقرة في ثنتي عشرة سنة فلما تعلمها نحر جزورًا[8].
المصدر: مجمع الفوائد
[1] حلية الأولياء (ج10/ص332).
[2] حلية الأولياء (ج10/ص332).
[3] المرجع السابق.
[4] حلية الأولياء (ج10/ص365).
[5] حلية الأولياء (ج10/ص377).
[6] حلية الأولياء (ج10/ص386).
[7] مختصر النبلاء (ص592).
[8] مختصر النبلاء (ص47/ج1).
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (25)
فائدة:
ذكر في منسك ابن جاسر ص114 قال: صرح الأصحاب أن أول وقت ذبح الهدي والأضاحي وذبح هدي التمتع والقرآن ونحوهما هو بعد صلاة العيد يوم النحر.
فائدة:
قال بعض السلف: من أحب أن يطلع الناس على عمله فهو مرائي، ومن أحب أن يطلع الناس على حاله فهو كذاب.
فائدة:
قال الشافعي: كان غلامي أعشى لا يبصر باب الدار فأخذت له زيادة الكبد فكحلته فأبصر. وكان رحمه الله له يد في الطب. وعنه: الفول يزيد في الدماغ؛ والدماغ يزيد في العقل[1].
فائدة:
وقال بعضهم: ما بلغ أحد حالة شريفة إلا بملازمة الأدب، وأداء الفريضة، ومحبة الصالحين، وخدمة الفقراء الصادقين.
وكان يقول: القلوب ظروف، فقلب مملوء إيمانًا وعلامته الشفقة على جميع المسلمين والاهتمام بما يهمهم، ومعاونتهم على مصالحهم. وقلب مملوء نفاقًا وعلامته الحقد والغل والغش والحسد[2].
فائدة:
قال بعض السلف: لا يجد العبد لذة العبادة مع لذة النفس؛ لأن أهل الحقائق قطعوا العلائق التي تقطعهم عن الحق.
• وكان أبو بكر الطمستاني يقول: جالسوا الله كثيرًا وجالسوا الناس قليلاً.
• وكان يقول: الطريق واضح والكتاب والسنة قائمة بين أظهرنا، فمن صحب الكتاب والسنة وعزف عن نفسه والخلق والدنيا، وهاجر إلى الله بقلبه فهو الصادق المصيب المتبع لآثار الصحابة، لأنهم سموا السابقين لمفارقتهم الآباء والأبناء المخالفين، وتركوا الأوطان والإخوان، وهاجروا وآثروا الغربة والهجرة على الدنيا والرخاء والسعة وكانوا غرباء، فمن سلك مسلكهم واختار اختيارهم كان منهم ولهم تابعًا.
• وكان يقول: لا يمكن الخروج من النفس بالنفس، وإنما يمكن الخروج من النفس بالله وبصحة الإرادة لله.
• وكان يقول: من استعمل الصدق بينه وبين ربه حماه صدقه مع الله عن رؤية الخلق والأنس بهم.
• وكان يقول: من لم يكن الصدق وطنه فهو في فضول الدنيا وإن كان ساكنًا.
• وكان يقول: العلم قطعك عن الجهل فاجتهد ألا يقطعك عن الله.
• وكان يقول: النفس كالنار إذا أطفئ من موضع تأجج من موضع، كذلك النفس إذا هدأت من جانب ثارت من جانب.
• وكان يقول: كيف أصنع والكون كله لي عدو، وإياك والاغترار بلعل وعسى، وعليك بالهمة فإنها مقدمة الأشياء وعليها مدارها وإليها رجوعها[3].
فائدة:
كان - صلى الله عليه وسلم - يقول دبر كل صلاة "اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل وأن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر" رواه البخاري.
فائدة:
قال بعض السلف: لا بلاغ إلى مراتب الأخيار إلا بالصدق وكل وقت وحال خلا من الصدق فهو باطل.
قال أحمد بن عطاء الروذباري: الخشوع في الصلاة علامة الفلاح، قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون الآية 2]، قال ابن عمر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلع معاوية ثم قال من الغد مثل ذلك فطلع معاوية ثم قال من الغد مثل ذلك فطلع معاوية".
فائدة:
أحمد بن مهدي: جاءتني امرأة ببغداد ليلة ً فذكرت أنها أكرهت على نفسها وأنها حبلى؛ تقول وذكرت الناس أنك زوجي فلا تفضحني واسترني سترك الله. قال: فأظهرتُ للناس حينما جاؤا يهنئوني بالمولود، فلما توفي أظهرت لهم التسليم والرضا، وقد كنت أدفع لها كل شهر دينارين، فجاءتني المرأة بعد ذلك ومعها الدنانير وقالت: سترك الله كما سترتني، فقلت هذه الدنانير صلة مني للمولود وهي لك؛ لأنك ترثينه فاعملي فيها ما تريدين.[4] ص120.
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهي عن سب الأموات وقال: (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا).
وعن محمد بن الشخير: من صفى صفي له ومن خلط خلط عليه. قال بعض السلف: لا تخاصم لنفسك فإنها ليست لك؛ دعها لمالكها يفعل بها ما يشاء. وقال بعضهم إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى، فاغسل يديك منه.
وقال بعضهم: إذا تواضعت فقد أدركت جميع الفضائل، وإذا حفظت لسانك فقد حفظت جميع جوارحك، وإذا أخلصت الأعمال فقد أحكمت جميع عملك. وقال: إن من التوفيق ترك التأسف على ما فات، والاهتمام بما هو آت، ومن أراد تعجيل النعم فليكثر من مناجاة الخلوة [5].
فائدة:
كان رفقةٌ لإبراهيم بن أدهم معه في سفر، فقالوا: إن الأسد قد وقف على طريقنا: فأتاه إبراهيم وقال: يا أبا الحارث إن كنت أمرت فينا بشيءٍ فامضِ لما أمرت به، وإلا فتنح عن طريقنا؛ فمضى وهو يهمهم فقال لنا إبراهيم ابن أدهم: وما على أحدكم إذا أصبح وإذا أمسى أن يقول: اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام واحفظنا بركنك الذي لا يرام، وارحمنا بقدرتك علينا ولا تهلكنا وأنت الرجاء، قال إبراهيم: إني لأقولها على ثيابي ونفقتي فما فقدت منها شيئًا.
وقيل لإبراهيم بن أدهم: هو هذا السبع قد ظهر لنا، فقال: أرنيه، قال: فلما نظر إليه ناداه: يا قسورة إن كنت أمرت فينا بشيء فامض لما أمرت به وإلا فعودك على بدئك، قال: فضرب بذنبه وولى ذاهبًا، قال: فعجبنا منه حين فقه كلامه، ثم أقيل علينا إبراهيم، فقال: قولوا: اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، اللهم واكنفنا بكنفك الذي لا يرام، اللهم وارحمنا بقدرتك علينا ولا تهلكنا وأنت الرجاء، قال خلف: فأنا أسافر منذ نيف وخمسين سنة فأقولها لم يأتني لص قط ولم أر إلا خيرًا [6].
ولما عصفت الريح واشتدت جاء إليه رجل وهو ملفوفٌ في كسائه؛ فقال: ما ترى ما نحن فيه من الهول؟ فرفع رأسه إلى السماء فقال اللهم أريتنا قدرتك فأرنا عفوك. قال: فسكن البحر حتى صار كالدهن.
فائدة:
قوله "ثم يقرأ الفاتحة وهي ركن في كل ركعة لحديث عبادة مرفوعًا: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" متفق عليه. قال البخاري رحمه الله: باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات. وقال مسلم في صحيحة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة. اهـ من الكشاف [7].
المصدر: مجمع الفوائد
[1] سير أعلام النبلاء (ج10).
[2] حلية الأولياء (ج10/ص407).
[3] حلية الأولياء (ج10/ص413).
[4] حلية الأولياء (ج10/ص430).
[5] حلية الأولياء (ج10/ص437).
[6] حلية الأولياء (ج5/ص5).
[7] (ج1/ص450).
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (26)
فائدة:
من أراد الآخرة كان الناس منه في راحة، لا يجزع من ذلها، ولا ينازعهم في عزها، هو من نفسه في شغل، والناس منه في راحة، فاتق الله وعليك بالسداد، فإن من مضى إنما قدموا على أعمالهم، ولم يقدموا على الشرف والصوت والذكر، فإن الله تعالى أبى إلا عدلا، أعاننا الله وإياكم على ما خلقنا له، وبارك لنا ولكم في بقية العمر.[1]
فائدة:
قال يحيى بن آدم سمعت شريكًا يقول: سألت إبراهيم بن أدهم عما كان بين علي ومعاوية فبكى، فندمت على سؤالي إياه، ثم رفع رأسه فقال: إنه من عرف نفسه اشتغل بنفسه ومن عرف ربه اشتغل بربه عن غيره.
فائدة:
سئل إبراهيم بن أدهم: بم يتم الورع؟ قال بتسوية كل الخلق من قلبك، واشتغالك عن عيوبهم بذنبك، وعليك باللفظ الجميل من قلبٍ ذليل لربٍ جليل؛ فكر في ذنبك وتب إلى ربك يثبت الورع في قلبك، واحسم الطمع إلا من ربك.
قيل لإبراهيم إن فلانًا يتعلم النحو. فقال: هو أن يتعلم الصمت أحوج. ثم قال: اللهم لا تمقتنا. ثم قال: تكلمنا بالعربية فما نكاد نلحن، ولحنا بالعمل فما نكاد نعرب.
ثم قال: ينبغي للعبد أن يصمت أو يتكلم بما ينتفع به، أو ينفع به من موعظة أو تنبيه أو تخويف أو تحذير، ثم قال: مثل لبصر قلبك حضور ملك الموت وأعوانه لقبض روحك، فانظر كيف تكون، ومثل له هول المطلع ومساءلة منكر ونكير، فانظر كيف تكون، ومثل له القيامة وأهوالها وأفزاعها، والعرض والحساب والوقوف، فانظر كيف تكون، ثم صرخ صرخة وقع مغشيًا عليه. ص125.
كتب عمر بن المنهال القرشي إلى إبراهيم بن أدهم وهو بالرملة: أن عظني عظة أحفظها عنك، فكتب إليه: أما بعد فإن الحزن على الدنيا طويل، والموت من الإنسان قريب، وللنفس منه في كل وقت نصيب، وللبلى في جسمه دبيب، فبادر بالعمل قبل أن تنادى بالرحيل، واجتهد في العمل في دار الممر قبل أن ترحل إلى دار المقر.
قال إبراهيم بن بشار: سمعت إبراهيم يقول: بلغني أن عمر بن عبدالعزيز قال لخالد بن صفوان: عظني وأوجز، فقال خالد: يا أمير المؤمنين إن أقواما غرهم ستر الله وفتنهم حسن الثناء، فلا يغلبن جهل غيرك بك علمك بنفسك، أعاذنا الله وإياك أن نكون بالستر مغرورين، وبثناء الناس مسرورين، وعما افترض الله علينا متخلفين ومقصرين، وإلى الأهواء مائلين. قال: فبكى ثم قال: أعاذنا الله وإياك من اتباع الهوى.
قال إبراهيم بن أدهم: أشد الجهاد جهاد الهوى، من منع نفسه هواها فقد استراح من الدنيا وبلاها، وكان محفوظًا ومعافى من أذاها. وكان يقول: الهوى يردي وخوف الله يشفي، وأعلم أن ما يزيل عن قلبك هواك إذا خفت من تعلم أنه يراك.
وكان يقول: اذكر ما أنت صائر إليه حق ذكره، وتفكر فيما مضى من عمرك هل تثق به وترجو النجاة من عذاب ربك، فإنك إذا كنت كذلك شغلت قلبك بالاهتمام بطريق النجاة عن طريق اللاهين الآمين المطمئنين الذين أتبعوا أنفسهم هواها فأوقعتهم على طريق هلكاتهم لا جرم سوف يعلمون، وسوف يتأسفون، وسوف يندمون: ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227]، [2] ص126.
فائدة:
وكان السلف يوصون بإتقان العمل وتحسينه دون الإكثار منه؛ فإن العمل القليل مع التحسين والإتقان أفضل من الكثير مع الغفلة وعدم الإتقان.
قال بعض السلف: إن الرجلين ليقومان في الصف وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض، كم بين من تصعد صلاته لها نور تقول حفظك الله كما حفظتني، وبين من تلف صلاته كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجه صاحبها وتقول: ضيعك الله كما ضيعتني.
قال ابن عباس وغيره: صلاة ركعتين في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساهٍ؛ فمن اتقى الله في العمل قبله منه، ومن لم يتقه فيه لم يقبله منه، والتقوى في العمل أن يأتي به على وجه إكمال واجباته الظاهرة والباطنة وإن ارتقى إلى الإتيان بآدابه وفضائله كان أكمل كما رئي بعض العلماء المفرطين في النوم فسئل عن حالة فقال: غفر لي وأعرض عني وعن جماعة من العلماء لم يعملوا بعلمهم. [3]
فائدة:
كتب إبراهيم بن أدهم إلى بعض إخوانه: أما بعد فعليك بتقوى الله الذي لا تحل معصيته، ولا يرجى غيره، واتق الله، فإن من اتقى الله - عز وجل - عز وقوي، وشبع وروي، ورفع عقله عن الدنيا، فبدنه منظور بين ظهراني أهل الدنيا، فقدر حرامها وجانب شهواتها، وأضر بالحلال الصافي منها إلا ما لابد له من كسرة يشد بها صلبه، أو ثوب يواري به عورته، ليس له ثقة ولا رجاء إلا بالله، فأبدله الله تعالى بذلك زيادة في عقله، وقوة في قلبه، وما ذخر له في الآخرة أكثر، فارفض يا أخي الدنيا فإن حب الدنيا يصم ويعمي، ويذل الرقاب، ولا تقل في نفسك غدًا وبعد غد فإنما هلك من هلك بإقامتهم على الأماني حتى جاءهم الحق بغتة وهم غافلون، فنقلوا على إصرارهم إلى القبور المظلمة الضيقة، وأسلمهم الأهلون والولد، فانقطع إلى الله بقلب منيب، وعزم ليس فيه شك والسلام. [4]
فائدة:
كان إبراهيم يقول: حب لقاء الناس من حب الدنيا، وتركهم من ترك الدنيا. وكان يقول: أقلوا من الإخوان والأخلاء. ويقول: لم يصدق الله من أحب الشهرة.
ورئي إبراهيم بن أدهم خارجًا من الجبل، فقيل من أين؟ فقال: من الأنس بالله - عز وجل.[5]
فائدة:
قال مخلد بن الحسين: ما انتبهت من الليل إلا وإبراهيم يذكر الله فأغتم، ثم أتعزى بهذه الآية ﴿ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [المائدة: 54]، قال إبراهيم بن أدهم عن ابن عجلان: ليس شيء أشد على إبليس من عالم حليم إن تكلم تكلم بعلم، وإن سكت سكت بحلم، وقال إبليس: لسكوته أشد عليه من كلامه. ص128.
فائدة:
قال عبدالله بن مسعود: نعم كنز الصعلوك البقرة وآل عمران يقوم بهما في آخر الليل.[6]
فائدة:
كان الحسن إذا قرأ هذه الآية ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ [فصلت: 30]، يقول اللهم أنت ربنا فرزقنا الاستقامة. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا ما يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".
قال الراوي: بلغني أن إبراهيم بن أدهم رأى في المنام كأن جبريل عليه السلام نزل إلى الأرض فقال له لم نزلت إلى الأرض؟ فقال: لأكتب المحبين. قال: مثل من؟ قال: مثل مالك بن دينار، وثابت البناني، وأيوب السختياني، وعد جماعاتٍ كثيرة. قال: أنا منهم؟ قال: لا. قلت فإذا كتبتهم فاكتب تحتهم: محبٌ للمحبين. قال: فنزل الوحي: اكتبه أولهم.[7]
فائدة:
قال إبراهيم بن أدهم: رأيت في النوم كأن قائلاً يقول لي: أو يحسن بالحر المريد أن يتذلل للعبيد وهو يجد عند مولاه ما يريد.
قال ابن مسهر: قال إبراهيم: محال أن تواليه ولا يواليك.
المصدر: مجمع الفوائد
[1] حلية الأولياء (ج8/ص15).
[2] حلية الأولياء (ج8/ص18).
[3] مجموع ابن رجب (ج1/352).
[4] حلية الأولياء (ج8/ص19).
[5] حلية الأولياء (ج8/ص20).
[6] مجموع ابن رجب (ج1/338).
[7] حلية الأولياء (ج8/ص35).
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (27)
فائدة:
قال في المدارج: غيرة المريد وهي غيرة على وقت فات؛ فإن الوقت وحي التقضي بطيء الرجوع، والمريدون هم أرباب الأحوال والعباد أرباب الأوراد والعبادات وهما متلازمان وكل مريدٍ لا يكون عابدًا فزنديق، وكل عابد لا يكون مريدًا فمُراءٍ، والوقت عند المريد وقت الإقبال على الله وهو أعز شيءٍ عليه فهو يغار أن ينقضي بدون إقبالٍ على الله؛ فإن فاته الوقت لا يمكنه استدراكه لأن الوقت الثاني حضر واستحق واجبه ولذلك يقال: الوقت سيف إن لم تقطعه قطعك. فمن غفل عن نفسه تصرمت أوقاته وعظم فواته واشتدت حسراته، فكيف حاله إذا علم مقدار ما أضاع وطلب الرجعى وحيل بينه وبين الاسترجاع؛ فكيف يرد الأمس في اليوم الجديد ومنع مما يحبه ويرتضيه، وعلم أن ما اقتناه ليس ينبغي للعقل كما قيل:
فيا حسراتٍ ما إلى ردِّ مثلها
سبيلٌ ولو ردت لهان التحسرُ
هي الشهوات اللاتِ كانت تحولت
إلى حسراتٍ حين عز التصبرُ
فلو أنها ردت بصبرٍ وقوةٍ
تحولن لذاتٍ وذو اللب يبصرُ
والمقصود أن الواردات سريعة الزوال تمر أسرع من السحاب وينقضي الوقت بما فيه؛ فلا يعود عليك إلا أثره وحكمه، فاختر لنفسك ما يعود عليك من وقتك فإنه عائدٌ عليك لا محالة؛ لهذا يقال: للسعداء ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 24]، ويقال للأشقياء ﴿ ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ﴾ [غافر: 75][1].
فائدة:
قال حاتم الأصم: كنا مع شقيق البلخي ونحن مصافو الترك، في يوم لا أرى فيه إلا رؤوسًا تندر، وسيوفًا تقطع، ورماحًا تقصر، فقال لي شقيق ونحن بين الصفين: كيف ترى نفسك يا حاتم؟ تراه مثله في الليلة التي زفت إليك امرأتك؟ قلت: لا والله! قال: لكني والله أرى نفسي في هذا اليوم مثله في الليلة التي زفت فيها امرأتي. قال: ثم نام بين الصفين ودرقته تحت رأسه، حتى سمعت غطيطه، قال حاتم: ورأيت رجلاً من أصحابنا في ذلك اليوم يبكي، فقلت، مالك؟ قال: قتل أخي، قلت: حظ أخيك صار إلى الله وإلى رضوانه، قال: فقال لي: اسكت، ما أبكي أسفًا عليه ولا على قتله، ولكني أبكي أسفًا أن أكون دريت كيف كان صبره لله عند وقوع السيف به. قال حاتم: فأخذني في ذلك اليوم تركي فأضجعني للذبح فلم يكن قلبي به مشغولاً، كان قلبي بالله مشغولاً، أنظر ماذا يأذن الله له في، فبينا هو يطلب السكين من جفنته إذ جاءه سهم غائر فذبحه فألقاه عني.[2]
فائدة:
قال شقيق بن إبراهيم: استتمام صلاح عمل العبد بست خصال، تضرع دائم، وخوف من وعيده، والثاني حسن ظنه بالمسلمين، والثالث اشتغاله بعيبه لا يتفرغ لعيوب الناس، والرابع يستر على أخيه عيبه ولا يفشي في الناس عيبه رجاء رجوعه عن المعصية، واستصلاح ما أفسده من قبل، والخامس ما اطلع عليه من خسة عملها استعظمها، والسادسة أن يكون صاحبه عنده مصيب.[3]
فائدة:
أمر ابن عمر أن يقرأ عليه فواتح البقرة وخواتمها بعد موته. ذكره الشيخ.
حديث الحلة: قال علي - رضي الله عنه -: شققتها بين الفواطم: بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبنت حمزة وأم علي - رضي الله عنه -.
فائدة:
وقد جاء في الأثر: من لا يستحي من الحلال خفت مؤنته وقل كبرياؤه، ومن يستحي من الحلال فهو متكبر. يعني يقدم لمن دخل عليه الميسور ولا يقول أستحي أن أقدم للناس هذا الشيء الرديء. وكان نبينا لا يدخر موجودًا ولا يتكلف مفقودًا. اهـ - من كلام الشيخ علي بن عبد الله الصقعبي.
وقال شقيق: إذا أصبحت فلا يكون همك في طلب رضا الخلق وسخطهم، ولا يكون خوفك إلا ما قدمت من الذنوب، ولا يكون استعدادك إلا للموت، فإذا كان استعدادك للموت لو جعلت لك الدنيا لم ترغب فيها.
وقال إبراهيم بن أدهم: يكتفي من الأحاديث والقيل والقال، وما كان وما يكون بقول الله تعالى ﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 14]، قال شقيق: قال إبراهيم فمن فهم هذا بقلبه استنار وأشرق وهدي وأيقن إن شاء الله.[4]
قال شقيق: طريق الاستقامة لا يترك أمر الله لشدة تنزل به ولا لشيءٍ يقع في يده من الدنيا فلا يعمل بهوى أحد، ولا يعمل بهوى نفسه؛ لأن الهوى مذموم بل يعمل بالكتاب والسنة.
فائدة:
قال حاتم الأصم رحمه الله: تعاهد نفسك في ثلاث مواضع، إذا علمت فاذكر نظر الله تعالى عليك وإذا تكلمت فاذكر سمع الله تعالى منك وإذا سكت فاذكر علم الله تعالى فيك. وقال: لا أدري أيهما أشد على الناس اتقاء العجب، أو الرياء، ومثلهما أن يكون معك في البيت كلب عقور وآخر خارج البيت فأيهما أشد عليك؟ فالداخل العجب والخارج الرياء؛ فالعجب أشد عليك من الرياء.[5]
المصدر مجمع الفوائد.
[1] المدارج (ج3/50).
[2] حلية الأولياء (ج8/ص67).
[3] حلية الأولياء (ج8/ص69).
[4] حلية الأولياء (ج8/ص73).
[5] حلية الأولياء (ج8/ص80).
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (28)
فائدة:
استسقى عمر بالعباس ومعاوية بن يزيد بن الأسود الجرشي لصلاحه - يعني بدعائهما -.
قال الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به. ذكره في مجموع ابن رجب.
فائدة:
عن حاتم: العجلة من الشيطان إلا في خمس: إطعام الطعام إذا حضر الضيف، وتجهيز الميت إذا مات، وتزويج البكر إذا أدركت، وقضاء الدين إذ وجب، والتوبة من الذنب إذا أذنب.
وعنه: لي أربع نسوة وتسعة من الأولاد ما طمع الشيطان أن يوسوس إلي في شيء من أرزاقهم.
فائدة:
قيل لأحمد: تجيب دعوة الذمي؟ قال: نعم. قال الشيخ: قد يحمل كلامه على الوجوب لأنه - صلى الله عليه وسلم - دعاه يهودي فأجابه. ا.هـ حاشية الروض[1].
الغضب وعلاجه:
من خطبة لمحمد بن علي السعوي: أيها الناس اتقوا الله في أنفسكم وراقبوه في أعمالكم؛ إن الله خبير بما تعملون. أيها المسلمون هناك ظاهرة نفسية لا ينفك عنها الإنسان بحال ألا وهي ظاهرة الغضب التي تحتاج إلى تهذيب وتدريب وذلك بمعرفة أسبابه وآثاره وكيفية علاجه مع التذكير بفضيلة الحلم والاقتداء بالحلماء.
أيها المسلمون:
إن الغضب حرارة تنتشر داخل الإنسان عند وجود ما يغضب فيغلي عندها الدم طالبًا للانتقام؛ فهو سلوك غير محمود العواقب؛ لأنه يشل التفكير ويعطل المروءة ويحرك في النفس نوازع البغي والشر، ويفقد الرشد، وإن الإنسان الغاضب يتصرف في غير اتزان، روى البخاري رحمه الله حديث: (لا تغضب. فردد مرارًا قال: لا تغضب) قال ابن القيم: جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله "لا تغضب" خير الدنيا والآخرة.
فائدة:
روي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - إذا قرأ آخر سورة المرسلات ﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 185]، فليقل آمنت بالله وبما أنزل.
الفضيل بن عياض:
ما رأيت أحدًا كان الله في صدره أعظم من الفضيل، كان إذا ذكر الله أو ذكر عنده أو سمع القرآن ظهر به من الخوف والحزن، وفاضت عيناه وبكى حتى يرحمه من بحضرته، وكان دائم الحزن شديد الفكرة، ما رأيت رجلاً يريد الله بعلمه وأخذه وإعطائه ومنعه وبذله وبغضه وحبه وخصاله كلها غيره، يعني الفضيل. وكنا إذا خرجنا مع الفضيل في جنازة لا يزال يعظ ويذكر ويبكي حتى لكأنه يودع أصحابه، ذاهب إلى الآخرة حتى يبلغ المقابر فيجلس، فكأنه بين الموتى جلس من الحزن والبكاء حتى يقوم.
قال رجل للفضيل: كيف أصبحت يا أبا علي؟ فكان يثقل عليه كيف أصبحت وكيف أمسيت، فقال: في عافية، فقال: كيف حالك؟ فقال: عن أي حال تسأل؟ عن حال الدنيا أو حال الآخرة؟ إن كنت تسأل عن حال الدنيا فإن الدنيا قد مالت بنا وذهبت بنا كل مذهب، وإن كنت تسأل عن حال الآخرة فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعف عمله وفني عمره، ولم يتزود لمعاده، ولم يتأهب للموت، ولم يخضع للموت، ولم يتشمر للموت، ولم يتزين للموت، وتزين للدنيا، هيه. وقعد يحدث يعني نفسه واجتمعوا حولك يكتبون عنك، بخٍ فقد تفرغت للحديث، ثم قال: هاه، وتنفس طويلاً؟ ويحك أنت تحسن تحدث؟! أو أنت أهل أن يحمل عنك، استحِ يا أحمق بين الحمقان، لولا قلة حياتك وسفاهة وجهك ما جلست تحدث وأنت أنت، أما تعرف نفسك؟ أما تذكر ما كنت، وكيف كنت؟ أما لو عرفوك ما جلسوا إليك، ولا كتبوا عنك، ولا سمعوا منك شيئًا أبدًا، فيأخذ في مثل هذا، ثم يقول: ويحك أما تذكر الموت؟ أما للموت في قلبك موضع؟ أما تدري متى تؤخذ فيرمي بك في الآخرة فتصير في القبر وضيقه ووحشته، أما رأيت قبرًا قط؟ أما رأيت حين دفنوه؟ أما رأيت كيف سلوه في حفرته وهالوا عليه التراب والحجارة؟ ثم قال: ما ينبغي لك أن تتكلم بفمك كله - يعني نفسه - تدري من تكلم بفمه كله، عمر بن الخطاب كان يطعمهم الطيب ويأكل الغليظ، ويكسوهم اللين ويلبس الخشن، وكان يعطيهم حقوقهم ويزيدهم، أعطى رجلاً عطاءه أربعة آلاف درهم وزاده ألفًا، فقيل له: ألا تزيد فلاناً كما زدت هذا؟ فقال: إن أبا هذا ثبت يوم أحد ولم يثبت أبو هذا.
قال إسحاق بن إبراهيم:
ما رأيت أحدًا أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل، كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنسانًا، وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة تردد فيها، وسأل، وكانت صلاته بالليل أكثر ذلك قاعدًا، يلقى له حصير في مسجده فيصلي من أول الليل ساعة حتى تغلبه عينه، فيلقي نفسه على الحصير فينام قليلاً، ثم يقوم فإذا غلبة النوم نام ثم يقوم هكذا حتى يصبح، وكان دأبه إذا نعس أن ينام وهذا أشد ما يكون في العبادة، وكان صحيح الحديث صدوق اللسان شديد الهيبة للحديث إذا حدث، وكان يثقل عليه الحديث جدًا، ربما قال لي: لو أنك تطلب مني الدراهم كان أحب إلي من أن تطلب مني الأحاديث. وسمعته يقول: لو طلبت مني الدنانير كان أيسر علي من أن تطلب مني الحديث، فقلت له: لو حدثتني بأحاديث فوائد ليست عندي كان أحب إلي من أن تهب لي عددها دنانير، قال: إنك مفتون، أما والله لو عملت بما سمعت من سليمان بن مهران يقول: إذا كان بين يديك طعام تأكله فتأخذ اللقمة فترمي بها خلف ظهرك كلما أخذت لقمة رميت بها خلف ظهرك متى تشبع.
وقال رحمه الله:
لا تجعل الرجال أوصياءك، كيف تلومهم أن يضيعوا وصيتك وأنت قد ضيعتها في حياتك، وأنت بعد هذا تصير إلى بيت الوحشة وبيت الظلمة، وبيت الدود، ويكون زائرك فيها منكرًا ونكيرًا وقبرك روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، ثم بكى الفضيل وقال: أعاذنا الله وإياكم من النار.
فائدة:
في الصحيحين عن ابن عباس "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند الكرب: لا إله إلا الله الحليم العظيم، لا إلا الله رب العرش العظيم، لا إلا الله رب السموات السبع والأرض رب العرش الكريم".
وعن أنس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا حزبه أمر قال: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث".
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أهمه الأمر رفع طرفه إلى السماء فقال: سبحان الله العظيم، وإذا اجتهد في الدعاء قال: يا حي يا قيوم " رواهما الترمذي وإسناد الثاني ضعيف.
وروى النسائي الأول من حديث ربيعة بن عامرٍ والحاكم من حديث أبي هريرة.
وعن علي - رضي الله عنه - قال: "لما كان يوم بدر قاتلت شيئًا من قتال ثم جئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنظر ما صنع فجئت فإذا هو ساجد يقول: يا حي يا قيوم: يا حي يا قيوم ثم رجعت إلى القتال ثم جئت فإذا هو ساجد يقول يا حي يا قيوم لا يزيد على ذلك ثم ذهبت إلى القتال ثم جئت فإذا هو ساجد يقول ذلك ففتح الله عليه".
وعنه قال "علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل بي كرب أن أقول لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين " رواهما النسائي والحاكم وروى ابن حبان الثاني.
وعن أبي هريرة مرفوعًا "ما كربني أمر إلا تمثل لي جبريل فقال: يا محمد قل توكلت على الحي الذي لا يموت ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ رواه الحاكم.
وعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "دعوة المكروب اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت" وعن أسماء بنت عميس قالت قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب: الله ربي لا أشرك به شيئًا" وفي رواية "أنها تقال سبع مرات".
وعن أبي سعيد الخدري قال "دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة فقال يا أبا أمامة ما لي أراك في المسجد في غير وقت الصلاة؟ فقال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله قال: ألا أعلمك كلامًا إذا أنت قلته أذهب الله - عز وجل - همك وقضى دينك؟ قال: قلت بلى يا رسول الله قال قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.
قال: فقلت ذلك فأذهب الله - عز وجل - همي وقضى عني ديني".
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب" رواهن أبو داود.
وروى ابن ماجه حديث أسماء. ورواه النسائي في اليوم والليلة.
وعن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "ما أصاب عبدًا هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك، أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرجًا" رواه ابن حبان في صحيحه وأحمد وفيه قيل يا رسول الله ألا نتعلمها؟ قال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. وقال حذيفة ابن اليمان "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر يصلي "[2] ص136.
المصدر: مجمع الفوائد
[1] (ج6/409).
[2] الآداب الشرعية (ج1/ص161).
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (29)
فائدة:
قال المزني: إن كان أحد يخرج ما في ضميري، وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فالشافعي، فصرت إليه، وهو في مسجد مصر، فلما جثوت بين يديه، قلت: هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أن أحدًا لا يعلم علمك، فما الذي عندك؟ فغضب، ثم قال: أتدري أين أنت؟ قلت: نعم، قال: هذا الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون.
أبلغك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بالسؤال عن ذلك؟ قلت: لا، قال: هل تكلم فيه الصحابة؟ قلت: لا، قال: تدري كم نجمًا في السماء؟ قلت: لا، قال: فكوكب منها: تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، مم خلق؟ قلت: لا، قال: فشيءٌ تراه بعينك من الخلق لست تعرفه، تتكلم في علم خالقه؟! ثم سألني عن مسألة في الوضوء، فأخطأت فيها، ففرعها على أربعة أوجه، فلم أصب في شيء منه، فقال: شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات، تدع علمه، وتتكلف علم الخالق، إذ هجس في ضميرك ذلك، فارجع إلى الله، وإلى قوله تعالى: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 163، 164]، فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك. قال: فتبت[1].
وعن ابن وهب يقول: نذرت أني كلما اغتبت إنسانًا أن أصوم يومًا، فأجهدني، فكنت أغتاب وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم، فمن حب الدراهم تركت الغيبة [2].
فائدة:
عن عبيدالله بن شميط بن عجلان، عن أبيه أنه كان يقول في مواعظه: إذا أصبحت آمنًا في سربك معافى في بدنك، عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء وعلى من يحزن عليها، إن المؤمن يقول لنفسه: إنما هي ثلاثة أيام فقد مضى أمس بما فيه وغدًا أمل لعلكِ لا تدركه، إنما هو يومك هذا فإن كنت من أهل غدٍ فسيجيء رب غدٍ برزق غد إن دون غد يومًا وليلة تخترم فيه أنفس كثيرة فلعلك المخترم فيه. كفى كل يوم همه ثم حملت على قلبك الضعيف هم السنين والدهور والأزمنة وهم الغلاء والرخص وهم الشتاء قبل أن يجيء وهم الصيف قبل أن يجيء، فماذا أبقيت من قلبك الضعيف للآخرة؟ ما تطلب الجنة بهذا، متى تهرب من النار؟ كل يوم ينقص من أجلك ثم لا تحزن. أعطيت ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك، لا بقليل تقنع ولا من كثير تشبع، فكيف لا يستبين للعالم جهله، وقد عجز عن شكر ما هو فيه، وهو مفتن في طلب الزيادة؟ أم كيف يعمل للآخرة من لا تنقضي من الدنيا شهوته ولا تنقطع عنها رغبته فالعجب كل العجب لمن صدق بدار الحيوان كيف يسعى لدار الغرور.
وكان يقول: إن أولياء الله آثروا رضا ربهم تعالى على هوى أنفسهم، فأرغموا أنفسهم كثيرًا في رضا ربهم فأفلحوا والله وأنجحوا، وإن المنافق عبدهواه وعبد بطنه وعبد فرجه وعبده جلده، عبدالدنيا وعبد أهل الدنيا.
وكان يقول: الناس رجلان، فمتزود من الدنيا ومتنعم فيها فانظر أي الرجلين أنت. إني أراك تحب طول البقاء في الدنيا فلأي شيء تحبه؟ أن تطيع الله - عز وجل - وتحسن عبادته وتتقرب إليه بالأعمال الصالحة؟ فطوبى لك، أم لتأكل وتشرب وتلهو وتلعب وتجمع الدنيا وتثمرها وتنعم زوجتك وولدك؟ فلبئس ما أردت له البقاء.
وكان يقول إذا وصف المؤمنين: أتاهم عن الله تبارك وتعالى أمر وقذهم عن الباطل فأسهروا الأعين وأجاعوا البطون وأظمؤوا الأكباد وأنفقوا الأموال واهتضموا التالد والطارف في طلب ما يقربهم إلى الله - عز وجل - وفي طلب النجاة مما خوفهم به.
وكان يقول: إن المؤمن اتخذ كتاب الله - عز وجل - مرآة فمرة ينظر إلى ما نعت الله - عز وجل - به المؤمنين، ومرة ينظر إلى ما نعت الله - عز وجل - به المغترين، ومرة ينظر إلى الجنة وما وعد الله - عز وجل - فيها، ومرة ينظر إلى النار وما أعد الله - عز وجل - فيها. تلقاه حزينًا كالسهم المرمى به شوقًا إلى ما شوقه الله - عز وجل - إليه وهربًا مما خوفه الله - عز وجل - منه.
وكان يقول: بلغنا أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام، يا داود ألا ترى إلى المنافق كيف يخدعني وأنا أخدعه؟ يسبِّحني ويوقر بلسانه وقلبه مني بعيد، يا داود قل للملأ من بني إسرائيل لا يدعوني والخطايا في أضبانهم[3]. ليضعوها ثم ليدعوني أستجب لهم.
وكان يقول: اللهم اجعل القليل من الدنيا يكفينا كما يكفي الكثير أهله، اللهم ارفع رغبتنا إليك واقطع رجاءنا ممن سواك، اللهم اجعل طاعتك ألذ عندنا من الطعام عند الجوع، ومن الشراب عند الظمأ، اللهم اجعل غفلة الناس لنا ذكرًا ومرح الناس لنا شكرًا، اللهم إذا تنعم المتنعمون بالدنيا فاجعلنا نتنعم بذكرك.
وكان يقول: بالدراهم والدنانير أزمة المنافقين تقودهم إلى السوءات. وكان يقول إذا وصف أهل الدنيا: حيارى سكارى فارسهم يركض ركضًا وراجلهم يسعى سعيًا، لا غنيهم يشبع، ولا فقيرهم يقنع.
وكان يقول إذا وصف المقبل على الدنيا: دائم البطنة قليل الفطنة إنما همه بطنه وفرجه وجلده، متى أصبح فآكل وأشرب وألهو وألعب، متى أمسى فأنام، جيفة بالليل بطال بالنهار ويحك ألهذا خلقت؟ أم بهذا أمرت؟ أم بهذا تطلب الجنة وتهرب من النار؟ وكان يقول: إن العافية سترت البر والفاجر، فإذا جاءت البلايا استبان عندها الرجلان. [4].
فصل: قال ابن القيم رحمه الله في المدارج:
المرتبة الثامنة من مراتب الحياة: حياة الفرح والسرور، وقرة العين بالله. وهذا الحياة إنما تكون بعد الظفر بالمطلوب، الذي تقر به عين طالبه؛ فلا حياة نافعة له بدونه. وحول هذه الحياة يدندن الناس كلهم؛ وكلهم قد أخطأ طريقها وسلك طرقًا لا تفضي إليها بل تقطع إلا أقل القليل. فدار طلب الكل حول هذه الحياة وحرمها أكثرهم؛ وسبب حرمانهم إياها ضعف العقل والتمييز والبصيرة وضعف الهمة والإرادة؛ فإن مادتها بصيرة وقادة وهمة نقادة والبصيرة كالبصر تكون عمىً وعورًا وعمشًا ورمدًا وتامة النور والضياء وهذه الآفات قد تكون بالخلقة بالأصل وقد تحدث لها بالعوارض الكسبية، والمقصود أن هذه المرتبة من مراتب الحياة هي أعلى مراتبها؛ ولكن كيف يصل إليها من قلبه مسبيٌّ في بلاد الشهوات وأمله موقوف على اجتناء اللذات وسيرته جارية على أسوء العادات وهمته واقفة مع السفليات قلبه في كل وادٍ هائم فلو أنه تجرد من نفسه ورغب عن مشاركة أبناء جنسه وخرج من ضيق الجهل إلى فضاء العلم ومن سجن الهوى إلى ساحة الهدى لرأى الإلف الذي نشأ بنشأته وشرف عند نفسه وأبناء جنسه بحصوله قذى في عين بصيرته وشجًا في حلق إيمانه ومرضًا متراميًا به إلى هلاكه والله المستعان وعليه التكلان.
فإن قلت قد أشرت إلى حياة غير معهودة بين أمواتٍ غير أحياء فهل يمكنك وصف طريقها لأصل إلى شيءٍ من أذواقها؛ فقد بان لي أن ما نحن فيه من الحياة حياة بهيمية بل أردى. قلت لعمر الله إن اشتياقك إلى هذه الحياة وطلب علمها ومعرفتها لدليل على حياة قلبك وعلى حياتك وأنك لست من جملة الأموات، فأول طريقها أن تعرف الله وتهتدي إليه طريقًا يوصلك إليه ويحرق ظلمات الطبع بأشعة البصيرة فيقوم بقلبك شاهدٌ من شواهد الآخرة فينجذب إليها ويزهد بالتعلقات الفانية، ويدأب في تصحيح التوبة ثم يقوم حارسًا على قلبه فلا يسامحه بخطرة يكرهها الله تعالى ولا بخطرة فضول لا تنفعه؛ فيصفوا بذلك قلبك عن حديث النفس ووساوسها فحينئذٍ يجتمع قلبك وخواطره وحديث نفسه على إرادة ربه وطلبه والشوق إليه؛ فإذا صدق بذلك رزق محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - واستولت على قلبه فجعله إمامه ومعلمه وشيخه وقدوته فإذا رسخ قلبه في ذلك فتح عليه بفهم الوحي المنزل عليه من ربه فإذا تمكن من ذلك انفتح في قلبه عين أخرى يشاهد بها صفات الرب - عز وجل - فيشاهد قلبه ربًا قاهرًا فوق عباده آمرًا ناهيًا باعثًا لرسله منزلاً لكتبه معبودًا مطاعًا لا شريك له ولا مثيل تعالى وتقدس فيشهد ربه سبحانه قائمًا بالملك والتدبير فلا حركة ولا سكون ولا نفع ولا ضر ولا عطاء ولا منع ولا قبض ولا بسط إلا بقدرته وتدبيره فحينئذٍ يشد مئزر الجد في طلب محبة حبيبه له بأنواع التقرب إليه فقلبه للمحبة والإنابة والتوكل والخوف والرجاء، ولسانه للذكر وتلاوة كلام حبيبه وهذا هو السير المفضي إلى هذه الغاية التي لا تنال إلا به. [5] ص138.
فائدة:
قال مطرف بن عبدالله: لأن يسألني الله يوم القيامة لمَ لم تفعل كذا أحب إلي من أن يسألني لم فعلت كذا.
فائدة:
قال في الدرر: سؤال عن فرش المسجد هل يجوز أخذ شيءٍ منه؟ فأجاب الشيخ عبدالله العنقري: قال في المقنع وشرحه الإنصاف للمرداوي: وما فضل من حصره وزيته جاز صرفه إلى مسجد آخر، والصدقة به على فقراء المسلمين.. الخ. [6]
المصدر: مجمع الفوائد
[1] مختصر أعلام النبلاء (2/847).
[2] مختصر أعلام النبلاء (2/819).
[3] مفردها ضِبن بكسر الضاد وسكون الياء وهو ما بين الكشح والإبط.
[4] صفة الصفوة (ج3/ص342).
[5] مدارج السالكين (ج3/271).
[6] (ص77/ج7).
فائدة:
قال المزني: إن كان أحد يخرج ما في ضميري، وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فالشافعي، فصرت إليه، وهو في مسجد مصر، فلما جثوت بين يديه، قلت: هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أن أحدًا لا يعلم علمك، فما الذي عندك؟ فغضب، ثم قال: أتدري أين أنت؟ قلت: نعم، قال: هذا الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون.
أبلغك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بالسؤال عن ذلك؟ قلت: لا، قال: هل تكلم فيه الصحابة؟ قلت: لا، قال: تدري كم نجمًا في السماء؟ قلت: لا، قال: فكوكب منها: تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، مم خلق؟ قلت: لا، قال: فشيءٌ تراه بعينك من الخلق لست تعرفه، تتكلم في علم خالقه؟! ثم سألني عن مسألة في الوضوء، فأخطأت فيها، ففرعها على أربعة أوجه، فلم أصب في شيء منه، فقال: شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات، تدع علمه، وتتكلف علم الخالق، إذ هجس في ضميرك ذلك، فارجع إلى الله، وإلى قوله تعالى: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 163، 164]، فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك. قال: فتبت[1].
وعن ابن وهب يقول: نذرت أني كلما اغتبت إنسانًا أن أصوم يومًا، فأجهدني، فكنت أغتاب وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم، فمن حب الدراهم تركت الغيبة [2].
فائدة:
عن عبيدالله بن شميط بن عجلان، عن أبيه أنه كان يقول في مواعظه: إذا أصبحت آمنًا في سربك معافى في بدنك، عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء وعلى من يحزن عليها، إن المؤمن يقول لنفسه: إنما هي ثلاثة أيام فقد مضى أمس بما فيه وغدًا أمل لعلكِ لا تدركه، إنما هو يومك هذا فإن كنت من أهل غدٍ فسيجيء رب غدٍ برزق غد إن دون غد يومًا وليلة تخترم فيه أنفس كثيرة فلعلك المخترم فيه. كفى كل يوم همه ثم حملت على قلبك الضعيف هم السنين والدهور والأزمنة وهم الغلاء والرخص وهم الشتاء قبل أن يجيء وهم الصيف قبل أن يجيء، فماذا أبقيت من قلبك الضعيف للآخرة؟ ما تطلب الجنة بهذا، متى تهرب من النار؟ كل يوم ينقص من أجلك ثم لا تحزن. أعطيت ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك، لا بقليل تقنع ولا من كثير تشبع، فكيف لا يستبين للعالم جهله، وقد عجز عن شكر ما هو فيه، وهو مفتن في طلب الزيادة؟ أم كيف يعمل للآخرة من لا تنقضي من الدنيا شهوته ولا تنقطع عنها رغبته فالعجب كل العجب لمن صدق بدار الحيوان كيف يسعى لدار الغرور.
وكان يقول: إن أولياء الله آثروا رضا ربهم تعالى على هوى أنفسهم، فأرغموا أنفسهم كثيرًا في رضا ربهم فأفلحوا والله وأنجحوا، وإن المنافق عبدهواه وعبد بطنه وعبد فرجه وعبده جلده، عبدالدنيا وعبد أهل الدنيا.
وكان يقول: الناس رجلان، فمتزود من الدنيا ومتنعم فيها فانظر أي الرجلين أنت. إني أراك تحب طول البقاء في الدنيا فلأي شيء تحبه؟ أن تطيع الله - عز وجل - وتحسن عبادته وتتقرب إليه بالأعمال الصالحة؟ فطوبى لك، أم لتأكل وتشرب وتلهو وتلعب وتجمع الدنيا وتثمرها وتنعم زوجتك وولدك؟ فلبئس ما أردت له البقاء.
وكان يقول إذا وصف المؤمنين: أتاهم عن الله تبارك وتعالى أمر وقذهم عن الباطل فأسهروا الأعين وأجاعوا البطون وأظمؤوا الأكباد وأنفقوا الأموال واهتضموا التالد والطارف في طلب ما يقربهم إلى الله - عز وجل - وفي طلب النجاة مما خوفهم به.
وكان يقول: إن المؤمن اتخذ كتاب الله - عز وجل - مرآة فمرة ينظر إلى ما نعت الله - عز وجل - به المؤمنين، ومرة ينظر إلى ما نعت الله - عز وجل - به المغترين، ومرة ينظر إلى الجنة وما وعد الله - عز وجل - فيها، ومرة ينظر إلى النار وما أعد الله - عز وجل - فيها. تلقاه حزينًا كالسهم المرمى به شوقًا إلى ما شوقه الله - عز وجل - إليه وهربًا مما خوفه الله - عز وجل - منه.
وكان يقول: بلغنا أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام، يا داود ألا ترى إلى المنافق كيف يخدعني وأنا أخدعه؟ يسبِّحني ويوقر بلسانه وقلبه مني بعيد، يا داود قل للملأ من بني إسرائيل لا يدعوني والخطايا في أضبانهم[3]. ليضعوها ثم ليدعوني أستجب لهم.
وكان يقول: اللهم اجعل القليل من الدنيا يكفينا كما يكفي الكثير أهله، اللهم ارفع رغبتنا إليك واقطع رجاءنا ممن سواك، اللهم اجعل طاعتك ألذ عندنا من الطعام عند الجوع، ومن الشراب عند الظمأ، اللهم اجعل غفلة الناس لنا ذكرًا ومرح الناس لنا شكرًا، اللهم إذا تنعم المتنعمون بالدنيا فاجعلنا نتنعم بذكرك.
وكان يقول: بالدراهم والدنانير أزمة المنافقين تقودهم إلى السوءات. وكان يقول إذا وصف أهل الدنيا: حيارى سكارى فارسهم يركض ركضًا وراجلهم يسعى سعيًا، لا غنيهم يشبع، ولا فقيرهم يقنع.
وكان يقول إذا وصف المقبل على الدنيا: دائم البطنة قليل الفطنة إنما همه بطنه وفرجه وجلده، متى أصبح فآكل وأشرب وألهو وألعب، متى أمسى فأنام، جيفة بالليل بطال بالنهار ويحك ألهذا خلقت؟ أم بهذا أمرت؟ أم بهذا تطلب الجنة وتهرب من النار؟ وكان يقول: إن العافية سترت البر والفاجر، فإذا جاءت البلايا استبان عندها الرجلان. [4].
فصل: قال ابن القيم رحمه الله في المدارج:
المرتبة الثامنة من مراتب الحياة: حياة الفرح والسرور، وقرة العين بالله. وهذا الحياة إنما تكون بعد الظفر بالمطلوب، الذي تقر به عين طالبه؛ فلا حياة نافعة له بدونه. وحول هذه الحياة يدندن الناس كلهم؛ وكلهم قد أخطأ طريقها وسلك طرقًا لا تفضي إليها بل تقطع إلا أقل القليل. فدار طلب الكل حول هذه الحياة وحرمها أكثرهم؛ وسبب حرمانهم إياها ضعف العقل والتمييز والبصيرة وضعف الهمة والإرادة؛ فإن مادتها بصيرة وقادة وهمة نقادة والبصيرة كالبصر تكون عمىً وعورًا وعمشًا ورمدًا وتامة النور والضياء وهذه الآفات قد تكون بالخلقة بالأصل وقد تحدث لها بالعوارض الكسبية، والمقصود أن هذه المرتبة من مراتب الحياة هي أعلى مراتبها؛ ولكن كيف يصل إليها من قلبه مسبيٌّ في بلاد الشهوات وأمله موقوف على اجتناء اللذات وسيرته جارية على أسوء العادات وهمته واقفة مع السفليات قلبه في كل وادٍ هائم فلو أنه تجرد من نفسه ورغب عن مشاركة أبناء جنسه وخرج من ضيق الجهل إلى فضاء العلم ومن سجن الهوى إلى ساحة الهدى لرأى الإلف الذي نشأ بنشأته وشرف عند نفسه وأبناء جنسه بحصوله قذى في عين بصيرته وشجًا في حلق إيمانه ومرضًا متراميًا به إلى هلاكه والله المستعان وعليه التكلان.
فإن قلت قد أشرت إلى حياة غير معهودة بين أمواتٍ غير أحياء فهل يمكنك وصف طريقها لأصل إلى شيءٍ من أذواقها؛ فقد بان لي أن ما نحن فيه من الحياة حياة بهيمية بل أردى. قلت لعمر الله إن اشتياقك إلى هذه الحياة وطلب علمها ومعرفتها لدليل على حياة قلبك وعلى حياتك وأنك لست من جملة الأموات، فأول طريقها أن تعرف الله وتهتدي إليه طريقًا يوصلك إليه ويحرق ظلمات الطبع بأشعة البصيرة فيقوم بقلبك شاهدٌ من شواهد الآخرة فينجذب إليها ويزهد بالتعلقات الفانية، ويدأب في تصحيح التوبة ثم يقوم حارسًا على قلبه فلا يسامحه بخطرة يكرهها الله تعالى ولا بخطرة فضول لا تنفعه؛ فيصفوا بذلك قلبك عن حديث النفس ووساوسها فحينئذٍ يجتمع قلبك وخواطره وحديث نفسه على إرادة ربه وطلبه والشوق إليه؛ فإذا صدق بذلك رزق محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - واستولت على قلبه فجعله إمامه ومعلمه وشيخه وقدوته فإذا رسخ قلبه في ذلك فتح عليه بفهم الوحي المنزل عليه من ربه فإذا تمكن من ذلك انفتح في قلبه عين أخرى يشاهد بها صفات الرب - عز وجل - فيشاهد قلبه ربًا قاهرًا فوق عباده آمرًا ناهيًا باعثًا لرسله منزلاً لكتبه معبودًا مطاعًا لا شريك له ولا مثيل تعالى وتقدس فيشهد ربه سبحانه قائمًا بالملك والتدبير فلا حركة ولا سكون ولا نفع ولا ضر ولا عطاء ولا منع ولا قبض ولا بسط إلا بقدرته وتدبيره فحينئذٍ يشد مئزر الجد في طلب محبة حبيبه له بأنواع التقرب إليه فقلبه للمحبة والإنابة والتوكل والخوف والرجاء، ولسانه للذكر وتلاوة كلام حبيبه وهذا هو السير المفضي إلى هذه الغاية التي لا تنال إلا به. [5] ص138.
فائدة:
قال مطرف بن عبدالله: لأن يسألني الله يوم القيامة لمَ لم تفعل كذا أحب إلي من أن يسألني لم فعلت كذا.
فائدة:
قال في الدرر: سؤال عن فرش المسجد هل يجوز أخذ شيءٍ منه؟ فأجاب الشيخ عبدالله العنقري: قال في المقنع وشرحه الإنصاف للمرداوي: وما فضل من حصره وزيته جاز صرفه إلى مسجد آخر، والصدقة به على فقراء المسلمين.. الخ. [6]
المصدر: مجمع الفوائد
[1] مختصر أعلام النبلاء (2/847).
[2] مختصر أعلام النبلاء (2/819).
[3] مفردها ضِبن بكسر الضاد وسكون الياء وهو ما بين الكشح والإبط.
[4] صفة الصفوة (ج3/ص342).
[5] مدارج السالكين (ج3/271).
[6] (ص77/ج7).
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (30)
فائدة: عن لوين قال: أراد داود الطائي أن يجرب نفسه هل تقوى على العزلة. فقعد في مجلس أبي حنيفة سنة. قال فكانت المسألة تجيء وأنا أشد شهوة للجواب من العطشان إلى الماء؛ فلا أجيب. قال: فاعتزل الناس.
فائدة:
رئي داود الطائي في المنام يعدو في صحراء الحيرة. فقيل له: ما هذا؟ قال: الساعة خرجت من السجن. فنظروا فإذا هو قد مات في ذلك الوقت[1].
وكان يقول: ما أخرج الله عبدًا من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه بلا مال وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس.
عوتب داود في التزوج. فقيل: لو تزوجت؟ فقال: كيف بقلبٍ ضعيف ليس يقوم بهمه يجتمع عليه همان.
فائدة:
عن أم سعيد النخع الطائية قالت: كان بيننا وبين داود جدار قصير فكنت أسمع حنينه عامة الليل لا يهدأ، ولربما سمعته في جوف الليل يقول: اللهم همك عطل عليّ الهموم، وحال بيني وبين السهاد، وشوقي إلى النظر إليك منع مني اللذات والشهوات فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب. قالت: ولربما ترنم في السحر بشيءٍ من القرآن؛ فأرى أن جميع نعيم الدنيا جمع في ترنمه تلك الساعة. قالت: وليس عنده في البيت مصباح[2].
فائدة:
قال ابن السماك: أوصاني أخي داود بوصية: انظر لا يراك حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك، واستح من قربه منك وقدرته عليك. قيل لداود الطائي: أرأيت رجلاً دخل على هؤلاء الأمراء فأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر؟ قال: أخاف عليه السوط. قال: إنه يقوى. قال: أخاف عليه السيف. قال: إنه يقوى. قال: أخاف عليه الداء الدفين من العجب [3].
قال رحمه الله: واعلم يا أخي أن كلما يشغلك عن الله فهو عليك مشئوم وأن أهل الدنيا جميعًا من أهل القبور إنما يفرحون بما يقدمون من خير ويندمون على ما يخلفون.
فائدة:
قال سيف بن هناس الطائي قال سمعت أحمد بن شراعة قال: كنت أسبل الماء بالليل فرأيت عند قبر داود الطائي سراج؛ فذهبت أنظر إليه؛ فإذا هو قد ذهب. قال: ثم عدت إلى تسبيل الماء فإذا أنا بالسراج؛ فذهبت فغاب حتى فعل ذلك ثلاثًا. قال: ثم نمت فرأيت فيما يرى النائم كأن إنسانًا يقول: لا تسبل الماء عند القبر، ولا تدنو منه. قال: فابتلي بالسل حتى مات.
وكان رحمه الله يقول: اليأس سبيل أعمالنا هذه؛ ولكن القلوب تحن إلى الرجاء.
عن أبي نعيم قال: رأيت داود الطائي تدور في وجهه نملة عرضًا وطولا لا يفطن بها من الهم[4].
إبراهيم بن أدهم:
مرّ مع أصحاب له بنهر وهم مسافرون إلى الإسكندرية فأكلوا كسرًا معهم وشربوا من النهر فشرب إبراهيم وحمد الله ثم خرج من النهر ومدد رجليه ثم قال: يا أبا يوسف: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السرور والنعيم إذًا لجالدونا على ما نحن فيه بأسيافهم أيام الحياة، فقلت له: يا أبا إسحاق طلب القوم الراحة والنعيم فأخطؤوا الطريق المستقيم. فتبسم ثم قال: من أين لك هذا الكلام؟[5] ص141.
فائدة:
ذكر النسائي في باب الصلاة على الميت أن ابن عباس كان يقرأ الفاتحة وسورة.
فائدة:
قال ابن القيم رحمه لله في مختصر المدارج: وقد جمعت الفاتحة الوسيلتين وهما التوسل بالحمد والثناء عليه وتمجيده سبحانه والتوسل إليه بعبوديته وتوحيده، ثم جاء سؤال أهم المطالب وأنجح الرغائب وهو الهداية بعد الوسيلتين فالداعي به حقيق بالإجابة[6].
فائدة:
قال الفضيل: تريد الجنة مع النبيين والصديقين، وتريد أن تقف الموقف مع نوح وإبراهيم ومحمد عليهم الصلاة والسلام، بأي عمل؟ وأي شهوة تركتها لله - عز وجل - وأي قريب باعدته في الله، وأي بعيد قربته في الله، قال: وسمعت فضيلاً يقول: لا يترك الشيطان الإنسان حتى يحتال له بكل وجه، فيستخرج منه ما يخبر به من عمله فإن استطعت أن لا تكون محدثًا ولا متكلمًا ولا قارئًا، وإن كنت بليغًا، قالوا: ما أبلغه وأحسن حديثه وأحسن صوته، فيعجبك ذلك فتنتفخ، وإن لم تكن بليغا ولا حسن الصوت قالوا ليس يحسن يحدث وليس صوته بحسن أحزنك وشق عليك، فتكون مرائيًا، وإذا جلست فتكلمت ولم تبال من ذمك ومن مدحك من الله - يعني من أجل الله - فتكلم.
وسئل الفضيل: ما التواضع؟ قال: أن تخضع للحق وتنقاد له، ولو سمعته من صبي قبلته منه، ولو سمعته من أجهل الناس قبلته منه [7].
فائدة:
قال ابن كثير في آية المائدة في وصف النصارى:
﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ * فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة: 83-85]، أي باتباعهم الحق وانقيادهم له حيث كان وأين كان ومع من كان[8]. ص148.
فائدة:
قال الربيع بن سليمان رأيت البويطي على بغلٍ في عنقه غلٌ وفي رجليه قيد وبين الغل والقيد سلسلة فيها طوبة حديد وزنها أربعون رطلاً وهو يقول: إنما خلق الله الخلق بـ (كن) فإذا كانت (كن) مخلوقة كانت مخلوقًا خلق مخلوقًا؛ فوالله لأموتن في حديدي حتى يأتي بعدي قومًا يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قومٌ في حديدهم.
وكتب إلي وهو في السجن أن يأتي عليّ أوقات ما أحس بالحديد حتى أمسه بيدي، وأنت حسن خلقك مع أهل خاصتك[9].
وهذه الفائدة وردت عليّ من الأخ الشيخ محمد بن سليمان حفظه الله وجزاه الله خيرًا.
المصدر: مجمع الفوائد
[1] حلية الأولياء (ج7/ص411).
[2] حلية الأولياء (ج7/ص412).
[3] حلية الأولياء (ج7/ص414).
[4] حلية الأولياء (ج7/ص416).
[5] حلية الأولياء (ج7/ص428).
[6] المدارج (ص19).
[7] حلية الأولياء (ج8/ص94).
[8] مختصر تفسير ابن كثير للرفاعي (ج2/76).
[9] حلية الأولياء (ج9/ص148).
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (31)
فائدة:
عن عبدالصمد البغدادي سمعت الفضيل بن عياض، يقول: لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام، قيل له: وكيف ذلك يا أبا علي؟ قال: متى ما صيرتها في نفسي لم تجزني، ومتى صيرتها في الإمام فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد، قيل: وكيف ذلك يا أبا علي؟ فسر لنا هذا، قال: أما صلاح البلاد فإذا أمن الناس ظلم الإمام عمروا الخرابات ونزلوا الأرض، وأما العباد فينظر إلى قوم من أهل الجهل فيقول: قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم من تعلم القرآن وغيره فيجمعهم في دارٍ خمسين خمسين أقل أو أكثر، يقول للرجل: لك ما يصلحك، وعلم هؤلاء أمر دينهم. قال: فكان صلاح العباد والبلاد، فقبل ابن المبارك جبهته وقال: يا معلم الخير من يحسن هذا غيرك.
وعنه قال: سمعت الفضيل، يقول: إنما هما عالمان عالم دنيا وعالم آخرة، فعالم الدنيا علمه منشور، وعالم الآخرة علمه مستور، فاتبعوا عالم الآخرة واحذروا عالم الدنيا، لا يصدكم بسكره، ثم تلا هذه الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [التوبة: 34]، تفسير الأحبار: العلماء، والرهبان: العباد، ثم قال الفضيل: إن كثيرًا من علمائكم زيه أشبه بزي كسرى وقيصر منه لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، إن محمدًا لم يضع لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة، لكن رفع له علم فشمر إليه[1].
ويقول: إن حامل القرآن حامل راية الإسلام؛ لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو ولا يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له إلى الخلق حاجة، وينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه. ص150.
وكان يقول: ما من ليلة اختلط ظلامها وأرخى الليل سربال سترها إلا نادى الجليل جل جلا لله: من أعظم مني جودًا، والخلائق لي عاصون، وأنا لهم مراقب، أكلؤهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصونِ، وأتولى حفظهم كأنهم لم يذنبوا، أجود بالفضل على العاصي، وأتفضل على المسيء، من ذا الذي دعاني فلم أسمع إليه؟ أو من ذا الذي سألني فلم أعطه؟ أم من ذا الذي أناخ ببابي ونحيته، أنا الفضل ومني الفضل، أنا الجواد ومني الجود، أنا الكريم ومني الكرم، ومن كرمي أن أغفر للعاصي بعد المعاصي، ومن كرمي أن أعطي التائب كأنه لم يعصني، فأين عني تهرب الخلائق، وأين عن بابي يتنحى العاصون؟[2].
فائدة:
قال في الإنصاف:
"وعنه يسقط الاستقبال أيضا إذا تنفل في الحضر كالراكب السائر في مصره، وقد فعله أنس". قال في الحاشية عليه: قال: ابن حزم: وقد روينا عن وكيع عن سفيان عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي قال كانوا يصلون على رحالهم ودوابهم حيثما توجهت. قال: وهذا حكاية عن الصحابة والتابعين عمومًا في الحضر والسفر. قال النووي في شرح مسلم: وهو محكي عن أنس رضي الله عنه.[3]
فائدة:
كتب الأوزاعي إلى أخ له: أما بعد فإنه قد أحيط بك من كل جانب، واعلم أنه يسار بك في كل يوم وليلة، فاحذر الله والمقام بين يديه، وأن يكون آخر عهدك به والسلام.
وقال إبراهيم بن أدهم: كنت في بعض السواحل وكانوا يستخدمونني ويبعثونني في حوائجهم، وربما يتبعني الصبيان حتى يضربوا ساقي بالحصى، إذ جاء قوم من أصحابي فأحدقوا بي وأكرموني، فلما رأى أولئك إكرامهم لي أكرموني، فلو رأيتموني والصبيان يرموني بالحصى وذلك أحلى في قلبي منهم حين أحدقوا بي [4].
فائدة:
عن أبي الجلد، أن عيسى عليه السلام: أوصى الحواريين فقال: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم، وإن القاسي قلبه بعيد من الله ولكن لا يعلم، ولا تنظروا إلى ذنوب الناس كأنكم أرباب، ولكن انظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، والناس رجلان؛ مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء، واحمدوا الله على العافية. [5] ص151.
فائدة:
عن أبي الجلد، أن داود عليه السلام: أمر مناديًا ينادي الصلاة جامعة، فخرج الناس وهم يرون أنه ستكون منه يومئذ موعظة وتأديب ودعاء، فلما وافى مكانه قال: اللهم اغفر لنا، وانصرف، فاستقبل أواخر الناس أوائلهم، فقالوا: مالكم؟ قالوا: إن النبي عليه السلام: إنما دعا بدعوة واحدة ثم انصرف، فقالوا: سبحان الله، كنا نرجو أن يكون هذا اليوم يوم عبادة ودعاء وموعظة وتأديب، فما دعا إلا بدعوة واحدة، فأوحى الله تعالى إليه أن أبلغ قومك: أني من أغفر له أصلح له أمر آخرته ودنياه [6].
فائدة:
اعتم شهر بن حوشب وهو يريد سلطانًا يأتيه، ثم نقض عمامته وجعل يقول: السلطان بعد الشيب. السلطان بعد الشيب.
فائدة:
عن حسان، قال: إن القوم ليكونون في الصلاة الواحدة وإن بينهم كما بين السماء والأرض، وتفسير ذلك: أن الرجل يكون خاشعًا مقبلاً على صلاته، والآخر ساهيًا غافلاً.
وعنه: كانوا يمسكون عن ذكر النساء وعن الخنا في المساجد. وعن حسان بن عطية: إذا حدث الرجل القوم فإن حديثه يقع من قلوبهم موقعه من قلبه.
وعن الأوزاعي، عن حسان، أنه كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من شر الشيطان ومن شر ما تجري به الأقلام، وأعوذ بك أن تجعلني عبرة لغيري، وأعوذ بك أن تجعل غيري أسعد بما آتيتني مني، وأعوذ بك أن استعين بشيء من معصيتك عند ضر ينزل بي، وأعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك، وأعوذ بك أن أقول قولاً لا أبتغي به غير وجهك. اللهم اغفر لي فإنك بي عالم، ولا تعذبني فإنك علي قادر[7].
وعن الأوزاعي، عن حسان، قال: حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت حسن رخيم قال فيقول أربعة منهم: سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك، وتقول الأربعة الآخرون: سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك.
فائدة:
عن الأوزاعي، عن حسان، قال: بلغني أن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا بني آدم إنا قد أنصتنا لكم منذ خلقناكم، فأنصتوا لنا اليوم تقرأ عليكم أعمالكم، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد شرًا فلا يلومن إلا نفسه، إنما هي أعمالكم ترد عليكم.
فائدة:
كان القاسم بن مخيمرة إذا دعي إلى الولائم لا يأكل إلا من لونٍ واحد.
وعن الأوزاعي، حدثنا القاسم - وتليت عنده هذه الآية: ﴿ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195]، فتأولها بعض من كان عنده على الرجل يحمل على القوم، فقال القاسم: لو حمل رجل على عشرين ألفًا لم يكن به بأس، إنما ذلك في ترك النفقة في سبيل الله. وعنه: لو حمل على عشرة آلاف لم نر بذلك بأسًا [8].
فائدة:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يكون في آخر الزمان قومٌ إخوان العلانية أعداء السريرة. فقيل: يا رسول الله كيف يكون ذلك؟ قال: ذلك لرغبة بعضهم إلى بعض ورهبة بعضهم عن بعض"[9].
عن عتبة بن ضمرة عن أبيه قال: لقيت عمتي في النوم، فقلت لها: كيف أنت يا عمة؟ قالت: أنا والله يا ابن أخي بخير وفيت عملي كله حتى أعطيت ثواب أخلاط أطعمته. ص153.
أبو عمرو الأوزاعي. كان رحمه الله تعالى لا تأخذه في الله لومة لائم، كتب إلى أبي جعفر المنصور كتابًا في فك أسرى المسلمين.. فحصل مفاداتهم [10].
قال سليمان عليه السلام: من عمل سوءًا فبنفسه بدأ. وقال: كل عمى ولا عمى القلب.
قال الأوزاعي رحمه الله:
بلغني أنه ما وعظ رجلٌ قومًا لا يريد به وجه الله تعالى إلا زلت عنه القلوب كما زل الماء عن الصفا. وكان يقول: ليس ساعة من ساعات الدنيا إلا وهي معروضة على العبد يوم القيامة يومًا فيومًا وساعة فساعة، ولا تمر به ساعة لم يذكر الله تعالى فيها إلا تقطعت نفسه عليها حسرات، فكيف إذا مرت به ساعة مع ساعة ويوم مع يوم وليلة مع ليلة؟
ويقول: إن المؤمن يقول قليلاً ويعمل كثيرًا، وإن المنافق يقول كثيرًا ويعمل قليلاً.
ويقال: خمس كان عليها أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - والتابعون بإحسان، لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المسجد، وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل الله.
وقال الأوزاعي: رأيت كأن ملكين عرجا بي وأوقفاني بين يدي رب العزة، فقال لي: أنت عبدي عبد الرحمن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ فقلت: بعزتك أي رب أنت أعلم، قال: فهبطا بي حتى رداني إلى مكاني.
وفي رواية أن الأوزاعي قال: رأيت رب العزة في المنام فقال لي عبد الرحمن: أنت الذي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ قلت: بفضلك يا رب، فقلت: يا رب أمتني على الإسلام، فقال: وعلى السنة.
وعن موسى بن أعين، قال: قال لي الأوزاعي: يا أبا سعيد كنا نمزح ونضحك، فأما إذا صرنا يقتدى بنا، ما أرى يسعنا التبسم.
وقال: من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير، ومن علم أن منطقه من عمله قل كلامه، قال أبو حفص: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ما جاء الأوزاعي بشيء أعجب إلينا من هذا.
وقال: لو قبلنا من الناس كلما يعطونا لهنّا عليهم.
وكان رحمه الله لا يكلم أحدًا بعد صلاة الفجر حتى يذكر الله، فإن كلمه أحد أجابه [11].
فائدة: من شرح كتاب آداب المشي إلى الصلاة للعباد ص74 قال: قال رحمه الله "وسجود السهو يشرع للزيادة والنقص وشك في فرض ونفل إلا أن يكثر؛ فيصير كوسواس فيطرحه، وكذا مثله في الوضوء والغسل وإزالة النجاسة" قال الشارح: لا يلتفت إلى شيءٍ من ذلك.
فائدة:
حديث فتح النبي - صلى الله عليه وسلم - الباب لعائشة وهو في الصلاة رواه أبو داود والترمذي وقال حسن غريب، وحديث حمله - صلى الله عليه وسلم - أمامة بنت زينب وهو في الصلاة رواه البخاري ومسلم عن أبي قتادة [12].
فائدة:
عن الأوزاعي: اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم. ولا يستقيم الإيمان إلا بالقول، ولا يستقيم القول إلا بالعمل، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بالنية موافقة للسنة. وكان من مضى من سلفنا لا يفرقون بين الإيمان والعمل؛ العمل من الإيمان، والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم جامع كما يجمع هذه الأديان اسمها، ويصدقه العمل فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق ذلك بعمله فتلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدقه بعمله لم يقبل منه وكان في الآخرة من الخاسرين[13].
فائدة:
قال حرملة سمعت الشافعي يقول: ما في أهل الأهواء قومٌ أشهد بالزور من الرافضة[14].
فائدة:
قال في الإنصاف قوله "وهل يمسح وجهه بيديه في دعاء القنوت؟" على روايتين. إحداهما يمسح وهو المذهب فعله الإمام أحمد، قال المجد في شرحه: هذا أقوى الروايتين. وقال في الكافي: هذا أولى. قال: ويفرد المنفرد الضمير على الصحيح من المذهب. وعند الشيخ تقي الدين: لا يفرده بل يجمعه؛ لأنه يدعو لنفسه وللمسلمين.
فائدة:
قال أحمد في رواية حرب: ما يعجبني الكي - يعني في باب التداوي - وللحاقن ونحوه نظر موضع الحقنة، وللقابلة ونحوها نظر موضع الولادة[15].
فائدة:
ذكر السامري أن أحمد رحمه الله: كره التفل في الرقية، وأنه لا بأس بالنفخ. وجزم بعض متأخري الأصحاب: أنه لا بأس بالنفخ والتفل؛ لأنه إذا قويت كيفية النفس - نفس القارئ - كانت الرقية أتم تأثيرًا وأقوى فعلاً، ولقصة اللديغ. [16] ص155.
فائدة:
عن الفضيل: لو قيل لك "يا مرائي" لغضبت وشق عليك وتشكو تقول: قال لي يا مرائي. وعسى قال حقا من حبك للدنيا، تزينت للدنيا وتصنعت للدنيا، ثم قال: اتق لا تكن مرائيًا وأنت لا تشعر، تصنعت وتهيأت حتى عرفك الناس فقالوا: هو رجل صالح فأكرموك وقضوا لك الحوائج ووسعوا لك في المجلس، وإنما عرفوك بالله. لولا ذلك لهنت عليهم كما هان عليهم الفاسق لم يكرموه ولم يقضوا له ولم يوسعوا له في المجلس[17].
فائدة:
قال عبد الواحد بن زيد: أصابتني علة في ساقي فكنت أتحامل عليها للصلاة قال فقمت عليها من الليل فأجهدت وجعًا، فجلست ثم لففت إزاري في محرابي ووضعت رأسي عليه فنمت، فبينا أنا كذلك إذا أنا بجارية تفوق الدنيا حسنًا تخطر بين جوارٍ مزينات حتى وقفت عليّ وهن من خلفها، فقالت لبعضهن: ارفعنه ولا تهجنه، قال: فأقبلن نحوي فاحتملنني، عن الأرض وأنا أنظر إليهنّ في منامي، ثم قالت لغيرتهن من الجواري اللاتي معها افرشنه ومهدنه ووطئن له ووسدنه، قال: ففرشن تحتي سبع حشايا لم أر لهن في الدنيا مثلاً ووضعن تحت رأسي مرافق خضرًا حسانًا ثم قالت للاتي حملنني: اجعلنه على الفرش رويدًا لا تهجنه، قال: فجعلت على تلك الفراش وأنا أنظر إليها وما تأمر به من شأني، ثم قالت: احففنه بالريحان، قال فأتي بياسمين فحفت به الفرش ثم قامت إلي فوضعت يدها على موضع علتي التي كنت أجدها في ساقي فمسحت ذلك المكان بيدها، ثم قالت: قم شفاك الله إلى صلاتك غير مضرور قال فاستيقظت والله وكأني قد نشطت من عقال فما اشتكيت تلك العلة بعد ليلتي تلك، ولا ذهب حلاوة منطقها من قلبي: قم شفاك الله إلى صلاتك غير مضرور. [18] ص156.
فائدة:
قال صالح المري: يا عجبًا لقوم أمروا بالزاد، وأذنوا بالرحيل، وحبس أولهم على آخرهم، وهم يلعبون.
وكان يتمثل بهذا البيت في قصصه:
وغائب الموت لا ترجون رجعته
إذا ذوو غيبة من سفرة رجعوا
قال: ثم يبكي ويقول: هو والله السفر البعيد، فتزودوا لمراحله ﴿ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197]، واعلموا أنكم في مثل أمنيتهم فبادروا الموت واعملوا له قبل حلوله، ثم يبكي.
وقال: أصاب أهلي ريح الفالج فقرأت عليها القرآن ففاقت، فحدثت به غالب القطان فقال: وما تعجب من ذلك؟ والله لو أنك حدثتني أن ميتًا قرئ عليه القرآن فحيي، ما كان ذلك عندي عجبًا.
فائدة:
عمران القصير. قالت ابنته رأيت أبي في منامي فقلت: يا أبت كيف حالك منذ فارقتنا؟ قال: خير حال يا بنية بوئنا المنازل ومهدت لنا المضاجع نغدى ونراح برزقنا من الجنة. قالت: فقلت فما الذي بلغكم هذا؟ قال: الضمير الصالح، وكثرة التلاوة لكتاب الله تعالى.[19] ص157.
فائدة:
قدم غيلان القدري في خلافة هشام بن عبد الملك فتكلم غيلان وكان رجلاً مفوهًا، فلما فرغ من كلامه قال لحسان: ما تقول فيما سمعت من كلامي؟ فقال له حسان: يا غيلان إن يكن لساني يكل عن جوابك، فإن قلبي ينكر ما تقول[20].
فائدة:
عن ضمرة بن أبي حبيب عن أبيه قال: موطنان لا ينبغي لأحد أن يضحك فيهما: معاينة القرد، واطلاعك إلى القبر.
المصدر: مجمع الفوائد.
[1] حلية الأولياء (ج8/ص95).
[2] حلية الأولياء (ج8/ص95).
[3] الإنصاف (ج2/ص3).
[4] حلية الأولياء.
[5] حلية الأولياء (ج6/ص58).
[6] حلية الأولياء (ج6/ص53).
[7] حلية الأولياء (ج6/ص75).
[8] حلية الأولياء (ج6/ص83).
[9] حلية الأولياء (ج6/ص109).
[10] حلية الأولياء (ج6/ص147).
[11] حلية الأولياء (ج6/ص153).
[12] شرح آداب المشي للعبّاد (ص75).
[13] حلية الأولياء (ج6/ص154).
[14] الآداب الشرعية (ج2/ص144).
[15] الآداب الشرعية (ج2/ص443).
[16] الآداب الشراعية (ج2/ص442).
[17] حلية الأولياء (ج8/ص97).
[18] حلية الأولياء (ج6/ص173).
[19] حلية الأولياء (ج6/ص192).
[20] حلية الأولياء (ج6/ص74).
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (32)
فائدة:
أعطى محمد بن زياد الألهاني بقية دينارًا فقال: اشتر به زيتًا ولا تماكس؛ فإني أدركت القوم إذا اشترى أحدهم البضاعة لم يماكس في شيءٍ مما يشتريه.
فائدة:
عبدة بن أبي لبابة. قال: كانت فتنة ابن الزبير تسع سنين فما أخبر شريح عنها ولا استخبر.
فائدة:
قال عبدالله بن عمر: أنا لا أسأل أحدًا شيئًا وما رزق الله لا أرده. وكان رضي الله عنه يتصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفًا، وأعتق مئة رقبة لوجه الله.
فائدة:
عن صالح المري قال: لما مات عطاء السليمي حزنت عليه حزنًا شديدًا فرأيته في منامي، فقلت: يا أبا محمد ألست في زمرة الموتى، قال: بلى، قلت: فماذا صرت إليه بعد الموت. فقال: صرت والله إلى خير كثير ورب غفور شكور، قال: قلت: أما والله لقد كنت طويل الحزن في دار الدنيا، قال: فتبسم وقال: أما والله يا أبا بشر لقد أعقبني ذلك راحة طويلة وفرحًا دائمًا، قلت: ففي أي الدرجات أنت. قال: أنا ﴿ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69][1].
فائدة:
ومما يذكر عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «إن الله عز وجل يقول: أنا الله لا إله إلا أنا مالك الملك ومالك الملوك قلوب الملوك بيدي وإن العباد إذا أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة، وإن العباد إذا عصوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالسخط والنقمة فساموهم سوء العذاب؛ فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك ولكن اشغلوا أنفسكم بالذكر والتضرع إلي أكفكم ملوككم »[2].
فائدة:
قال غالب القطان فاتتني صلاة العشاء في جماعة فصليت خمسًا وعشرين مرة أبتغي به الفضل، ثم نمت فرأيت في منامي كأني على فرس جواد أركض، وهؤلاء في المحامل لا ألحقهم، فقيل إنهم صلوا في جماعة وصليت وحدك.
وقال: رأيت الحسن في المنام فقلت: أخبرني بأمر يسير عظيم الأجر، قال نعم! نصيحة بقلبك، وذكر بلسانك، انقلب بهما.
وقال: قلت للحسن: إن من جلسائك من يقول إذا كان يوم الجمعة فلا تقل اللهم اغفر لنا، فإن في المسجد الشرطي واللوطي وذكر أشياء من هذا النحو؟ فقال: أيها الرجل اجتهد في الدعاء، وعم في النصيحة، فإنما أنت شافع، فإن أعطاك الله ما تريد فذاك، وإلا رد عليك فضل نصيحتك[3].
فائدة:
قال حوشب بن مسلم سألت الحسن: قلت يا أبا سعيد، رجل آتاه الله مالاً فهو يحج منه، ويصل منه، ويتصدق منه، أله أن يتنعم فيه؟ فقال الحسن: لا، لو كانت الدنيا له ما كان له إلا الكفاف، ويقدم فضل ذلك ليوم فقره وفاقته، إنما كان المتمسك من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن أخذ عنهم من التابعين كانوا يكرهون أن يتخذوا العقد والأموال في الدنيا ليركنوا إليها، فكانوا ما آتاهم الله من رزق أخذوا منه الكفاف، وقدموا فضل ذلك ليوم فقرهم وفاقتهم، ثم حوائجهم بعد في أمر دينهم ودنياهم، وفيما بينهم وبين الله عز وجل.
فائدة:
قال عبدالواحد بن زيد لحوشب: يا أبا بشر إن قدمت على ربك قبلنا فقدرت على أن تخبرنا بالذي صرت إليه فافعل، قال: فمات حوشب في الطاعون قبل عبدالواحد بزمان، قال عبدالواحد: ثم رأيته في منامي فقلت: يا أبا بشر ألم تعدنا أن تأتينا. قال: بلى، إنما استرحت الآن، فقلت: كيف حالكم؛ فقال: نجونا بعفو الله، قال: قلت: فالحسن؟ قال: ذاك في عليين لا يرى ولا يرانا، قلت: فما الذي تأمرنا به. قال: عليكم بمجالس الذكر، وحسن الظن بمولاك. وكفاك بهما خيرًا [4].
فائدة:
عن نافع: أن بن عمر كان يدعو على الصفا: اللهم اعصمني بدينك وطواعيتك وطواعية رسولك، اللهم جنبني حدودك، اللهم اجعلني ممن يحبك ويحب ملائكتك ويحب رسلك ويحب عبادك الصالحين، اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك وإلى رسلك وإلى عبادك الصالحين، اللهم يسرني لليسرى، وجنبني العسرى، واغفر لي في الآخرة والأولى، واجعلني من أئمة المتقين. اللهم إنك قلت ادعوني استجب لكم، وإنك لا تخلف الميعاد. اللهم إذ هديتني للإسلام فلا تنزعني منه، ولا تنزعه مني حتى تقبضني وأنا عليه. كان يدعو بهذا الدعاء من دعاء له طويل على الصفا والمروة وبعرفات وبجمع وبين الجمرتين وفي الطواف [5].
فائدة:
عن أبي الأسود، قال: سمعت عروة بن الزبير يقول: خطبت إلى عبدالله بن عمر ابنته ونحن في الطواف، فسكت ولم يجبني بكلمة، فقلت: لو رضي لأجابني، والله لا أراجعه فيها بكلمة أبدًا. فقدر له أن صدر إلى المدينة قبلي، ثم قدمت فدخلت مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه وأديت إليه من حقه ما هو أهله، فأتيته ورحب بي، وقال: متى قدمت. فقلت: هذا حين قدومي، فقال: أكنت ذكرت لي سودة بنت عبدالله ونحن في الطواف نتخايل الله عز وجل بين أعيننا، وكنت قادرًا أن تلقاني في غير ذلك الموطن، فقلت: كان أمر قدر، قال: فما رأيك اليوم. قلت: أحرص ما كنت عليه قط، فدعا ابنيه سالمًا وعبد الله فزوجني[6].
فائدة: فتنة ابن الزبير:
عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه قال: إنما كان مثلنا في الفتنة كمثل قوم كانوا يسيرون على جادة يعرفونها، فبينما هم كذلك إذ غشيتهم سحابة وظلمة فأخذ بعضهم يمينًا وشمالاً فأخطأ الطريق، وأقمنا حيث أدركنا ذلك حتى جلا الله ذلك عنا فأبصرنا طريقنا الأول فعرفناه وأخذنا فيه، وإنما هؤلاء فتيان قريش يقتتلون على السلطان وعلى هذه الدنيا، ما أبالي أن يكون لي ما يقل بعضهم بعضًا بنعلي هاتين الجرداوين. [7] ص162.
فائدة:
عن عمران بن حصين، قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطرف عمامتي من ورائي فجذبها فقال: «يا عمران أنفق ولا تصر صرًا فيعسر عليك الطلب أما علمت أن الله تعالى يحب السماحة ولو على تمرات، ويحب الشجاعة ولو على قتل حية، ويحب العقل الكامل عند هجم الشبهات»[8].
فائدة:
قال الجريري أوحى الله تعالى إلى عيسى -عليه السلام-: تزعم أنك لا تسألني شيئًا فإذا قلت ما شاء الله فقد سألتني كل شيء.
قال وهب بن منبه: كان ملك من ملوك الأرض أراد أن يركب إلى أرضٍ، فدعا بثياب يلبسها فجئ بثياب فلم تعجبه، فقال: ائتوني بثياب كذا وكذا حتى عد أصنافًا من الثياب، كل ذلك لا يعجبه حتى جيء بثياب وافقته، فلبسها، ثم قال: جيئوني بدابة كذا، فجيء بها فلم تعجبه، ثم قال: جيئوني بدابة كذا؛ فجئ بها فلم تعجبه، حتى جيء بدابة وافقته فركبها. فلما ركبها جاء إبليس فنفخ في منخره نفخة فعلاه كبرًا، قال وسار وسارت الخيول معه، قال فهو رافع رأسه لا ينظر إلى الناس كبرًا وعظمًا، فجاءه رجل ضعيف رث الهيئة فسلم عليه فلم يرد عليه السلام ولم ينظر إليه فقال له إنه لي إليك حاجة، فلم يسمع كلامه قال فجاء حتى أخذ بلجام دابته، فقال أرسل لجام دابتي فقد تعاطيت مني أمرًا لم يتعاطه مني أحد، قال: إن لي إليك حاجة، قال: أنزل فتلقاني، قال: لا الآن، قال: فقهره على لجام دابته، فلما رأى أنه قد قهره قال: حاجتك؟ قال: إنها سر أريد أن أسرها إليك، قال فأدنى رأسه إليه فساره، قال: أنا ملك الموت، قال: فانقطع وتغير لونه واضطرب لسانه، ثم قال: دعني حتى آتي أرضي هذه التي خرجت إليها وأرجع من موكبي ثم تمضي في أمرك، قال والله لا ترى أرضك أبدًا، ولا والله لا ترجع من موكبك هذا أبدًا، قال دعني حتى أرجع إلى أهلي فأقضي حاجة إن كانت، قال: لا والله لا ترى أهلك أبدًا، قال فقبض روحه مكانه فخر كأنه خشبة. قال الجريري: وبلغني أيضًا أنه لقي عبدًا مؤمنًا في تلك الحال فسلم عليه فرد عليه السلام، فقال: إن لي إليك حاجة. قال: هلم فاذكر حاجتك، قال: إنها سر فيما بيني وبينك، قال فأدنى إليه رأسه ليساره بحاجته، فساره فقال أنا ملك الموت، قال: مرحبًا وأهلاً، مرحبًا بمن طالت غيبته علي، فوالله ما كان في الأرض غائب أحب إلي أن ألقاه منك، قال: فقال له ملك الموت: اقض حاجتك التي خرجت لها، قال: مالي حاجة أكبر عندي ولا أحب إلي من لقاء الله، قال: فاختر على أي شيء أقبض روحك، قال وتقدر على ذلك؟ قال: نعم، أمرت بذلك، قال: نعم إذًا، فقام وتوضأ ثم ركع وسجد فلما رآه ساجدًا قبض روحه. [9] ص164.
فائدة:
قال بعض العارفين لو طالعت قلوب المتقين بفكرها إلى ما قدر من خير الآخرة لم يصف لهم عيش في الدنيا ولم تقر لهم عين فيها.
وقال الحسن: طول الوحدة أتم للفكرة، وطول الفكرة دليل على طريق الجنة. وقال وهب: ما طالت فكرة أحد قط إلا علم وما علم إلا عمل. وقال عمر بن عبدالعزيز: الفكرة في نعم الله من أفضل العبادة. وقال أبو سليمان: الفكر في الدنيا حجاب عن الآخرة، وعقوبة لأهل الولاية، والفكرة في الآخرة تورث الحكمة وتحيي القلوب؛ فما قطع العبد من كماله وفلاحه وسعادته العاجلة والآجلة قاطع أعظم من الوهم الغالب على النفس والخيال الذي هو مركبها بل بحرها الذي لا تنفك سابحة فيه، وإنما يقطع هذا العارض بفكرة صحيحة وعزمٍ صادق يميز به بين الوهم والحقيقة، وكذلك إذا فكر في عواقب الأمور وتجاوز بفكره مباديها من اللذة والشهوة وفرح النفس به إلى سوء عاقبته وما يترتب عليه من الألم والحزن الذي لا يقاوم تلك اللذة والفرحة؛ فإنه لا يقدم عليه مع علمه بذلك، وكذلك إذا ورد على قلبه وارد الدعة والراحة والكسل والتقاعد عن مشقة الطاعات وتعبها حتى عبر بفكره إلى ما يترتب عليها من اللذات والخيرات والأفراح التي تغمر تلك الآلام التي في مباديها بالنسبة إلى كمال عواقبها، وكلما غاص فكره في ذلك اشتد طلبه لها وسهل عليه معاناتها واستقبلها بنشاطٍ وقوة وعزيمة، وكذا لو فكر فيما يستعبده من مال أو جاهٍ أو صورة استحيى من عقله ونفسه أن يكون عبدًا لذلك؛ إذا كانت نفسه حرة أبية. [10].
فائدة:
في البخاري: المصافحة معناها: جعل كف الرجل بين كفيه كما في الحديث «علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التشهد كفي بين كفيه..» الحديث [11].
فائدة:
كتب الفضل إلى أخٍ له: أما بعد؛ فإن الدار التي أصبحنا فيها دار بالبلاء محفوفة، وبالفناء موصوفة، كل ما فيها إلى زوال ونفاد، بينا أهلها منها في رخاء وسرور، إذ صيرتهم في وعثاء ووعور؛ أحوالها مختلفة، يضربون ببلائها، ويمتحنون برخائها العيش فيها مذموم، والسرور فيها لا يدوم، وكيف يدوم عيش تغيره الآفات، وتنوبه الفجيعات، وتفجع فيها الرزايا، وتسوق أهلها المنايا. إنما هم فيها أعراض مستهدفة، والحتوف لهم مستشرفة، ترميهم بسهامها، وتغشاهم بحمامها، ولا بد من الورود بمشارعه، والمعاينة لفظائعه، أمر سبق من الله قضاؤه، وعزم عليه في إمضائه. فليس منه مذهب، ولا عنه مهرب، ألا فأخبث بدار يقلص ظلها ويفنى أهلها، إنما هم بها سفر نازلون، وأهل ظعن شاخصون، كأن قد انقلب الحال، وتنادوا بالارتحال، فأصبحت منهم قفارًا قد انهارت دعائمها، وتنكرت معالمها، واستبدلوا بها القبور الموحشة، التي استبطنت بالخراب، وأسست بالتراب، فمحلها مقترب، وساكنها مغترب، بين أهل موحشين، وذوي محلة متشاسعين. لا يستأنسون بالعمران، ولا يتواصلون تواصل الإخوان، ولا يتزاورون تزاور الجيران، قد اقتربوا في المنازل، وتشاغلوا، عن التواصل، فلم أر مثلهم جيران أهل محلة لا يتزاورون على ما بينهم من الجوار، وتقارب الديار، وأنى ذلك منهم وقد طحنهم بكلكله البلى، وأكلتهم الجنادل والثرى، وصاروا بعد الحياة رفاتًا. قد فجع بهم الأحباب، وارتهنوا فليس لهم إياب، وكأن قد صرنا إلى ما صاروا، فنرتهن في ذلك المضجع، ويضمنا ذلك المستودع، يؤخذ بالقهر والاعتسار، وليس ينفع من شفق الحذار، والسلام. قال: قلت له: فأي شيء كتبت إليه؟ قال لم أقدر له على الجواب. [12] ص165.
فائدة:
كهمس الدعا: كان عمرو بن عبيد يأتي كهمسًا يسلم عليه ويجلس عنده هو وأصحابه، فقالت له أمه: إني أرى هذا وأصحابه وأكرههم وما يعجبوني فلا تجالسهم، قال: فجاء إليه عمرو وأصحاب فأشرف عليهم، فقال: إن أمي قد كرهتك وأصحابك فلا تأتوني.
فائدة:
عطاء السلمي: كان كل عشيةٍ بعد العصر يقول: غدًا عطاء في القبر، غدًا عطاء في القبر. وكان لا يتكلم فإذا تكلم قال: غدًا عطاء هذه الساعة في القبر. وكان كالشن البالي، وإذا رأيته قلت: كأنه رجل ليس من أهل الدنيا. كان إذا قالوا له: ادع لنا. قال: اللهم لا تمقتنا، فإن كنت مقتنًا فاغفر لنا [13].
فائدة:
نازعت عُتبة الغلام نفسه لحمًا فقال لها: اندفعي عني إلى قابل، فما زال يدافعها سبع سنين حتى إذا كان في السابعة أخذ دانقًا ونصف فأتى بها صديقًا له من أصحاب عبدالواحد بن زيد خبازًا، فقال: يا أخي إن نفسي تنازعني لحمًا منذ سبع سنين وقد استحييت منها كم أعدها وأخلفها، فخذ لي رغيفين وقطعة من لحم بهذا الدانق والنصف، فلما أتاه به إذا هو بصبي، قال: يا فلان ألست أنت ابن فلان وقد مات أبوك؟ قال: بلى، قال: فجعل يبكي ويمسح رأسه، وقال: قرة عيني من الدنيا أن تصير شهوتي في بطن هذا اليتيم، فناوله ما كان معه ثم قرأ: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾ [الإنسان: 8].
فائدة:
قال مسلم العباداني: قدم علينا مرة صالح المري وعبد الواحد بن زيد وعتبة الغلام وسلمة الإسواري فنزلوا على الساحل قال فهيأت لهم ذات ليلة طعامًا فدعوتهم إليه فجاؤوا فلما وضعت الطعام بين أيديهم إذا قائل يقول من بعض أولئك المطوعة وهو على ساحل البحر مارًا رافعًا صوته يقول:
وتلهيك عن دار الخلود مطاعم
ولذة نفس غِبُّها غير نافع
قال: فصاح عتبة صيحة فسقط مغشيًّا عليه وبكى القوم ورفعنا الطعام وما ذاقوا منه والله لقمة واحدة.
فائدة:
نظر بعض الولاة إلا حال عتبة الغلام فقال: كيف أنت يا عتبة؟ قال: بحال بين حالين، قال: ما هما؟ قال: قدوم على الله بخير أو بشر؟ ثم نكس رأسه وجعل ينكت الأرض، فقال له الوالي: أرى عتبة قد أحرز نفسه ولا يبالي ما أصبحنا فيه وأمسينا، ثم قال: يا عتبة قد أمرت لك بألفي درهم، قال: أقبلها منك أيها الأمير على أن تقضي لي معها حاجة، قال: نعم، وسر بذلك، فقال: وما حاجتك، فقال: تعفيني منها، قال: قد فعلت، قال: ثم ولى عنه منصرفًا وهو يبكي ويقول: قصر إلينا عتبة ما نحن فيه.[14].
المصدر: مجمع الفوائد
[1] حلية الأولياء (ج6/ص184).
[2] حلية الأولياء (ج6/ص148).
[3] حلية الأولياء (ج6/ص200).
[4] حلية الأولياء (ج6/ص215).
[5] حلية الأولياء (ج1/ص381).
[6] حلية الأولياء (ج1/ص382).
[7] حلية الأولياء (ج1/ص383).
[8] حلية الأولياء (ج6/ص215) مسند الشهاب للقضاعي.
[9] حلية الأولياء (ج6/ص219).
[10] مفتاح دار السعادة (ج1/541).
[11] البخاري (ج5/2312).
[12] حلية الأولياء (ج6/ص224).
[13] حلية الأولياء (ج6/ص242).
[14] حلية الأولياء (ج6/ص251).
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (33)
فائدة:
قال رياح القيسي: قال عتبة: لولا ما قد نهينا عنه من تمني الموت لتمنيته، قلت: ولم تتمنى الموت؟ قال: لي فيه خلتان حسنتان، قلت: ما هما؟ قال: الراحة من معاشرة الفجار، ورجاء لمجاورة الأبرار، قال: ثم بكى وقال: أستغفر الله وما يؤمنني أن يقرن بيني وبين الشيطان في سلسلة من حديد ثم يقذف بي في النار.
فائدة:
بشر بن منصور السليمي.. قيل لعبد الرحمن بن مهدي: أيبعث الرجل بالسلام إلى أهل الرجل؟ قال: نعم، وقد كان بشر بن منصور - ولم أر مثله قط - إذا أتاني بعث إلى أهلنا بالسلام، وإن حفظ الإخاء من الدين، والكرم من الدين، قال، وسألت عبد الرحمن بن مهدي، عن الرجل يسلم على القوم وهم يأكلون وهو صاحب هوى أو فاسق، أيدعونه إلى طعامهم. قال: نعم، قال لي بشر بن منصور: إني لأدعو إلى طعامي من لو نبذت إلى كلبٍ كان أحب إلي من أن يأكله، قال عبد الرحمن: وليتق الرجل دناءة الأخلاق كما يتقي الحرام. [1] ص166.
فائدة:
قال عبد الرحمن بن مهدي: ربما قبض بشر بن منصور على لحيته ويقول: أطلب الرياسة بعد سبعين سنة!!. وعن بشر بن المفضل قال: رأيت بشر بن منصور في المنام فقلت: يا أبا محمد.. ما صنع الله بك؟ قال: وجدت الأمر أهون مما كنت أحمل على نفسي. [2].
المغيرة بن حبيب:
قال عبد الله الحداني لما برز إلى العدو: على ما آسى من الدنيا؟ فو الله ما فيها لِلَبيب جَذَلٌ ووالله لولا محبتي لمباشرة السهر بصفحة وجهي، وافترش الجبهة لك يا سيدي، والمراوحة بين الأعضاء والكراديس في ظلم الليل رجاء ثوابك، وحلول رضوانك، لقد كنت متمنيًا لفراق الدنيا وأهلها - قال: ثم كسر جفن سيفه ثم تقدم فقاتل حتى قتل، فحمل من المعركة وإن له لرمقًا فمات دون العسكر، قال: فلما دفن أصابوا من قبره رائحة المسك، قال: فرآه رجل من إخوانه في منامه، فقال: يا أبا فراس ما صنعت؟ قال: خير الصنيع، قال: إلى ما صرت؟ قال: إلى الجنة، قال: بم؟ قال: بحسن اليقين، وطول التهجد، وظمأ الهواجر، قال: فما هذه الرائحة الطيبة التي توجد من قبرك؟ قال: تلك رائحة التلاوة والظمأ، قال: قلت: أوصني، قال: اكسب لنفسك خيرًا لا تخرج عنك الليالي والأيام عطلاً، فإني رأيت الأبرار قالوا: البر بالبر.[3]
فائدة:
قال جعفر: سمعت مالك بن دينار يقول للمغيرة بن حبيب ما لا أحصي - وكان ختنه -: يا مغيرة كل أخٍ وجليس وصاحب لا تستفيد منه في دينك خيرًا فانبذ عنك صحبته. ص167.
حماد بن سلمة:
عاد حماد بن سلمة سفيان الثوري، فقال سفيان: يا أبا سلمة أترى يغفر الله لمثلي؟ فقال حماد: والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوي لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوي، وذلك أن الله تعالى أرحم بي من أبوي.
عن أبي أبجر قال: لما حضرت سفيان الوفاة قال: يا ابن أبجر قد نزل بي ما قد ترى فانظر من يحضرني. فأتيته بقوم فيهم حماد بن سلمة، وكان حماد من أقربهم إلى رأسه. قال: فتنفس سفيان فقال له حماد أبشر فقد نجوت مما كنت تخاف. وتقدم على رب كريم قال: فقال: يا أبا سلمة أترى الله يغفر لمثلي؟ قال: إي والله الذي لا إله إلا هو، قال: فكأنما سري عنه.
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: بات سفيان عندي فلما اشتد به الأمر جعل يبكي، فقال له رجل: يا أبا عبد الله أراك كثير الذنوب؟ فرفع شيئًا من الأرض فقال: والله لذنوبي أهون عندي من ذا، إني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت [4].
فائدة:
عن أبان بن عبد الرحمن قال: رئي حماد بن زيد في المنام فقيل له: ما فعل الله بك قال: غفر لي. قيل: فما فعل بحماد بن سلمة؟ هيهات هيهات ذاك في أعلى عليين.
زياد بن عبد الله النمري:
عن صالح المري قال: قال لي زياد النمري: أتاني آت في منامي فقال يا زياد قم إلى عبادتك من التهجد وحظك من قيام الليل فهو والله خير لك من نومة توهن بدنك، وينكسر لها قلبك؛ قال: فاستيقظت فزعًا ثم غلبني واللهِ النومُ، فأتاني ذلك أو غيره، فقال: قم يا زياد فلا خير في الدنيا إلا للعابدين، قال: فوثبت فزعًا.
وكان يقول: لو كان لي من الموت أجلٌ أعرفه؛ لكنت حريًا بطول الحزن حتى يأتي وقته؛ فكيف وأنا لا أعلم؟!
فائدة:
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 163].
هشام الدستوائي:
ويلكم علماء السوء، الأجر تأخذون، والعمل تضيعون، يوشك رب العمل أن يطلب عمله وتوشكون أن تخرجوا من الدنيا العريضة إلى ظلمة القبر وضيقه، الله ينهاكم عن الخطايا كما يأمركم بالصلاة والصيام، كيف يكون من أهل العلم من سخط رزقه، واحتقر منزلته، وقد علم أن ذلك من علم الله وقدرته؟ كيف يكون من أهل العلم من اتهم الله فيما قضى له، فليس يرضى بشيء أصابه.
كيف يكون من أهل العلم من دنياه عنده آثر من آخرته، وهو في دنياه أفضل رغبة؟ كيف يكون من أهل العلم من مسيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه، وما يضره أشهى إليه - أو قال: أحب إليه - مما ينفعه؟[5].
فائدة:
قال في المغني ص 470/ج6:
مسألة؛ قال: (والزوجة إذا لم يدخل بها تبينها تطليقة وتحرمها الثلاث من الحر والاثنتان من العبد) أجمع أهل العلم على أن غير المدخول بها تبين بطلقة واحدة ولا يستحق مطلقها رجعتها؛ وذلك لأن الرجعة إنما تكون في العدة ولا عدة قبل الدخول؛ لقول الله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً ﴾ [الأحزاب: 49]، فبين الله سبحانه أنه لا عدة عليها فتبين بمجرد طلاقها وتصبر كالمدخول بها بعد انقضاء عدتها لا رجعة عليها ولا نفقة لها وإن رغب مطلقها فيها فهو خاطب من الخطاب يتزوجها برضاها بنكاح جديد.
فائدة:
قال في حاشية الزاد لابن قاسم على قوله (وإن شك فيها- أي النية أو التحريمة يعني تكبيرة الإحرام - استأنفها؛ لأن الأصل عدم النية أو التحريمة. ثم قال: وقال شيخنا: إذا اهتم الإنسان للصلاة وقام في الصف وفي ظنه أنه كبر تكبيرة الإحرام لكن اعتراه شك هل كبر أو لا؟ فهذا يستأنف تكبيرة الإحرام إلا أن يكثر فيصير كوسواس فيطرحه ويبني على غالب ظنه[6].
فائدة:
عن شقيق بن إبراهيم قال: قيل لابن المبارك: إذا صليت لم تجلس معنا؟ قال: أذهب أجلس مع الصحابة والتابعين. قلنا له: ومن أين الصحابة والتابعون؟ قال: أذهب أنظر في علمي فأدرك آثارهم وأعمالهم، ما أصنع معكم؟ أنتم تغتابون الناس [7].
فائدة:
سويد بن سعيد.. قال رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منها ثم استقبل الكعبة فقال: اللهم إن ابن أبي الموالي حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ماء زمزم لما شرب له" وهذا أشربه لعطش القيامة. ثم شربه.
فائدة:
قيل لعبد الله بن المبارك: إلى متى تكتب هذا الحديث؟ فقال: لعل الكلمة التي أنتفع بها ما كتبتها بعد. وقال: ما أعياني شيءٌ كما أعياني أني لا أجد أخًا في الله عز وجل[8].
فائدة:
عن فضيل بن عياش سئل ابن المبارك: من الناس؟ قال: العلماء قيل: فمن الملوك؟ قال: الزهاد. قيل: فمن السفلة؟ قال: الذين يأكلون بدينهم.
وعن ابن المبارك: طلبنا العلم للدنيا فدلنا على ترك الدنيا[9] ص170.
فائدة:
قيل لعبد الله بن المبارك: إن إسماعيل بن علية قد ولي الصدقات. فكتب إليه ابن المبارك:
يا جاعل العلم له بازيًا
يصطاد أموال المساكين
احتلت للدنيا ولذاتها
بحيلة تذهب بالدين
فصرت مجنونًا بها بعد ما
كنت دواءً للمجانين
أين رواياتك في سردها
عن ابن عون وابن سيرين؟
أين رواياتك والقول في
لزوم أبواب السلاطين؟
إن قلت أكرهتُ فماذا كذا
زل حمار العلم في الطين
فلما قرأ الكتاب بكى واستعفى[10].
فائدة: عن عبدة بن سليمان قال: كنا في سرية مع عبد الله بن المبارك في بلاد الروم فصاففنا العدو فلما التقى الصفان خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز، فخرج إليه رجل ملثم فطارده ساعة فطعنه فقتله، ثم آخر ققتله؛ ثم دعا إلى البراز فخرج إليه رجل فطارده ساعة فطعنه فقتله؛ فازدحم عليه الناس وكنت فيمن ازدحم عليه فإذا هو ملثم وجهه بكمه فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو عبد الله بن المبارك فقال: وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا [11].
فائدة:
من سرته حسنته، وساءته سيئته، فهو مؤمن[12].
فائدة:
قال الإمام أحمد حدثنا مروان الفزاري، لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استووا حتى أثني على ربي عز وجل، فصاروا خلفه صفوفًا، فقال: " اللهم لك الحمد كله. اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت. ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت. ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت. اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك. اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول. اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة، والأمن يوم الخوف. اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا، ومن شر ما منعتنا. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين. اللهم، توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين. اللهم، قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك. اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب، إله الحق""[13].
فائدة:
قال أبو جعفر الحذاء: كتبت إلى يوسف بن أسباط أشاوره في التحويل إلى الحجاز فكتب إلي: أما ما ذكرت من تحويلك إلى الحجاز فليكن همك خيرك، وما أرى موضعك إلا أضبط للخير من غيره، وما أحسب أحدًا يفر من شيء إلا وقع في أشد منه، وإنما يطيب الموضع بأهله، وقد ذهب من يؤنس به ويستراح إليه، وإن علم الله منك الصدق رجوت أن يصنع الله لك، وإن كان الصدق يخشى أنه قد رفع من الأرض.
عن عبد الله بن حبيق قال: كنت عند يوسف بن أسباط إذ جاء الأمير وعليه قلنسوة شاشية فسأله عن مسألة، فقال: إن أستاذنا سفيان كان لا يفتي من على رأسه مثل هذا، قال: فوضعه على الأرض فأفتاه.
عن ابن المبارك قال: كتب وهيب ابن الورد إلى أخٍ له: قد بلغت بظاهر علمك عند الناس منزلة وشرفًا فاطلب بباطن علمك عند الله منزلة وزلفى واعلم أن إحدى المنزلتين تمنع الأخرى.
قال ابن المبارك:
الله يدفع بالسلطان معضلة
عن ديننا رحمة منه وإحسانا
لولا الأئمة لم يأمن لنا سبلٌ
وكان أضعفنا نهباً لأقوانا
فائدة:
قيل لابن المبارك: من تجالس بخراسان، قال: أجالس شعبة وسفيان، قال أبو داود: يعني أنظر في كتبهما.
فائدة:
قال عمر بن عبد العزيز في أبياتٍ له يتمثل بها.
يرى مستكينًا وهو للهو ماقت
به عن حديث القوم ما هو شاغله
وأزعجه علم عن الجهل كله
وما عالم شيئًا كمن هو جاهله
عبوس عن الجهال حين يراهم
فليس له منهم خدين يهازله
تذكر ما يبقى من العيش آجلاً
فأشغله عن عاجل العيش آجله[14]
فائدة:
قال ابن المبارك: أقعد إلى سفيان الثوري فيحدث فأقول ما بقي من علمه شيءٌ إلا سمعته؛ ثم أقعد عنده مجلسًا آخر فيحدث؛ فأقول ما سمعت من علمه شيئًا.
فائدة:
عن شيخ من أهل هراة يقال له عبد الله الهروي - رجل صدق - قال: دخلت زمزم في السحر فإذا بشيخ ينزع الدول الذي يلي الركن، فلما شرب أدخل الدلو فأخذته فشربت فضله، فإذا هو سويق لوز لم أذق سويق لوز أطيب منه، فلما كان في القابلة رصدته، فلما كان في ذلك الوقت دخل فسدل ثوبه على وجهه فنزع بالدلو مما يلي الركن ثم شرب وأدخل الدلو، فأخذت فضله فشربت فإذا ماء مضروب بعسل لم أشرب عسلاً قط أطيب منه، قال: فأردت أن آخذ بطرف ثوبه أنظر من هو ففاتني، فلما كانت الليلة الثالثة قعدت قبالة باب زمزم، فلما كان في ذلك الوقت دخل قد سدل ثوبه على وجهه، فدخلت فأخذت بطرف ثوبه، فلما شرب من الدلو أرسله قلت: يا هذا أسألك برب هذ البنية من أنت؟ قال: تكتم علي حتى أموت؟ قلت: نعم، قال: أنا سفيان بن سعيد الثوري، فأرسلته وشربت من الدلو فإذا لبن مضروب بسكر لم أر لبنًا قط أطيب منه قال: وكانت الشربة تكفيني إذا شربتها إلى مثلها، لا أجد جوعًا ولا عطشًا.
فائدة:
عن أبي حاتم الرازي سمعت قبيصة يقول: رأيت سفيان الثوري في النوم. فقلت: ما فعل بك ربك؟ فقال:
نظرت إلى ربي كفاحًا فقال لي
هنيئًا رضائي عنك يا بن سعيد
فقد كنت قوامًا إذا أقبل الدجى
بعبرة مشتاق وقلب عميد
فدونك فاختر أي قصر أردته
وزرني فإني منك غير بعيد
عن عبدالرحمن بن مهدي قال: لما مات سفيان أردنا أن ندفنه ليلاً - من أجل السلطان - فأخرجناه فلم ننكر الليل من النهار.[15] ص175.
فائدة:
على قوله تعالى: ﴿ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور: 32]، الآية.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: رغبهم الله في التزويج وأمر به الأحرار والعبيد ووعدهم عليه الغني. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة حق على الله عونهم الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والغازي في سبيل الله"[16].
فائدة:
عن يعلي بن عبيد قال سمعت سفيان الثوري يقول: لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشيء؟ قلنا: لا. قال: فإن معكم من يرفع الحديث.
وعن يحيى بن يمان سمعت الثوري يقول: من بلغ سن النبي - صلى الله عليه وسلم - فليرتد لنفسه كفنًا.
عن معاوية بن عمرو كنا عند داود الطائي يومًا فدخلت الشمس من الكوة، فقال له بعض من حضر: لو أذنت لي سددت هذه الكوة، فقال: كانوا يكرهون فضول النظر. وكنا عنده يوم آخر فإذا فرو قد تخرق وخرج خملة، فقال له بعض من حضر: لو أذنت لي خيطته، فقال: كانوا يكرهون فضول الكلام.
وقال رجل لداود: يا أبا سليمان ألا ترى إلى نعليك عن يمينك؟ لو جعلتها بين يديك أو عن يسارك، قال: بارك الله لك في فقهك.[17]
المصدر: مجمع الفوائد
[1] حلية الأولياء (ج6/ص258).
[2] حلية الأولياء (ج6/ص260).
[3] حلية الأولياء (ج6/ص267).
[4] صفة الصفوة (ج3/ص151).
[5] حلية الأولياء (ج6/ص304).
[6] ص568/ج1.
[7] صفة الصفوة (ج4/137).
[8] صفة الصفوة (ج4/139).
[9] صفة الصفوة (ج4/145).
[10] صفة الصفوة (ج4/140).
[11] صفة الصفوة (ج4/).
[12] تفسير ابن كثير.
[13] تفسير ابن كثير (ج4/ص373).
[14] حلية الأولياء (ج8/ص).
[15] حلية الأولياء (ج7/ص77).
[16] مختصر ابن كثير (ج3/280).
[17] حلية الأولياء (ج7/ص417).
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (34)
فائدة:
عن أيوب السختياني قال: إنما يحمد الناس على عافية الله إياهم وستره، وما يبلغ عملنا كله جزاء شربة من ماء باردٍ شربها أحدنا وهو عطشان؛ فكيف بالنعم بعد؟!
قال رجل لأيوب: أوصني: قال: أقل الكلام. ص176.
فائدة:
عن حماد بن زيد قال: سئل أيوب عن شيءٍ فقال: لم يبلغني فيه شيء. فقيل: قل فيه برأيك. فقال: لم يبلغه رأيي. قيل لمسعر: تحب أن تهدى إليك عيوبك؟ قال: أما من ناصح فنعم، وأما موبخ فلا.
عن حماد بن زيد قال: كان أيوب إذا هنأ رجلاً بمولود، قال: جعله الله تعالى مباركًا عليك وعلى أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وقال: ما رأيت رجلاً قط أشد تبسمًا في وجوه الرجال من أيوب. وكان يقول: اللهم إني أسألك الإيمان وحقائقه ووثائقه، وكريم ما مننت به علي من الأعمال التي ينال بها منك حسن الثواب، واجعلنا ممن يتقيك ويخافك ويرجوك ويستحييك، اللهم استرنا بالعافية[1].
فائدة:
يونس بن عبيد: عن جعفر بن برقان قال بلغني عن يونس بن عبيد فضلٌ وصلاح، فكتبت إليه: يا أخي اكتب إلي بما أنت عليه، فكتب إليه: أتاني كتابك تسألني أن أكتب إليك بما أنا عليه، وأخبرك أني عرضت على نفسي أن تحب للناس ما تحب لها وتكره لهم ما تكره لها؛ فإذا هي من ذاك بعيد، ثم عرضت عليها مرة أخرى ترك ذكرهم. هذا أمري يا أخي والسلام.
قال يونس: ما لي تضيع لي الدجاجة فأجد لها، وتفوتني الصلاة فلا أجد لها. ويقول: خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح ما سواهما من أمره؛ صلاته ولسانه.
جاء رجل إلى يونس فقال: أتنهانا عن مجالسة عمرو بن عبيد[2] وقد دخل عليه ابنك، فقال له يونس: اتق الله. فتغيظ فلم يبرح أن جاء ابنه، فقال: يا بني قد عرفت رأيي في عمرو فتدخل عليه؟ فقال: يا أبت كان معي فلان. فجعل يعتذر إليه، فقال: أنهاك عن الزنا والسرقة وشرب الخمر ولأن تلقى الله عز وجل بهن؛ أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو وأصحابه.[3] ص177.
سليمان التيمي:
عن معمر مؤذن التيمي قال: صلى إلى جنبي سليمان التيمي بعد العشاء الآخرة وسمعته يقرأ: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ [الملك: 1]،. قال: فلما أتى على هذه الآية: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [الملك: 27]. جعل يرددها حتى خف أهل المسجد فانصرفوا، قال: فخرجت وتركته، قال: وغدوت لأذان الفجر فنظرت فإذا هو مقامه، قال: فسمعت فإذا هو فيها لم يجزها، وهو يقول: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [الملك: 27].
وقال: الحسنة نور في القلب وقوة في العمل، والسيئة ظلمة في القلب وضعف في العمل.
وقيل لسليمان التيمي: أنت أنت ومن مثلك؟ قال: لا تقولوا هكذا لا أدري ما يبدو لي من ربي عز وجل. سمعت الله عز وجل يقول: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47].
وقال معتمر بن سليمان التيمي: سقط بيت لنا كان أبي يكون فيه فضرب أبي فسطاطًا فكان فيه حتى مات، فقيل له: لو بنيته، فقال: الأمر أعجل من ذلك، غدًا الموت.
وقال مهدي بن سليمان: أتيت سليمان فوجدت عنده حماد بن زيد، ويزيد بن زريع، وبشر بن المفضل وأصحابنا البصريين، فكان لا يحدث أحدًا حتى يمتحنه، فيقول له: الزنا بقدر؟ فإن قال: نعم، استحلفه أن هذا دينك الذي تدين الله به فإن حلف أن هذا دينة حدثه خمسة أحاديث وإن لم يحلف لم يحدثه[4].
وكان يقول: أما والله لو كشف الغطاء لعلمت القدرية أن الله ليس بظلام للعبيد.
وقال: سليمان التيمي: لو أخذت برخصة كل عالم أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر كله. وقال معتمر بن سليمان: كان على أبي دين فكان يستغفر الله تعالى، فقيل له: سل الله يقضي عنك الدين، قال: إذا غفر لي قضي عني الدين[5]. ص178.
عبد الله بن عون:
قال يحيى القطان: ما ساد ابن عون الناس أن كان أتركهم للدنيا، ولكن إنما ساد ابن عون الناس بحفظ لسانه.
وقال شعبة: ما رأيت مثل أيوب، ولا يونس، ولا ابن عون قط.
جاء غلام لابن عون، قال: فقأت عين الناقة، قال: بارك الله فيك، قال: قلت: فقأت عينها فتقول بارك الله فيك؟ قال: أقول أنت حر لوجه الله. وكان لا يغضب، فإذا أغضبه الرجل، قال: بارك الله فيك. ونادته أمه فأجابها فعلا صوته صوتها فأعتق رقبتين.
عن حماد بن زيد، عن محمد بن فضالة، قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم فقال: زوروا ابن عون فإن الله يحبه - أو إنه يحب الله ورسوله.
عن محمد بن عباد المهلبي، عن أبيه، قال: أتيت ابن عون فسلمت عليه، قال: فرجعت إلى البيت فإذا أنا بإنسان قد ضرب الباب فإذا هو ابن عون، فقلت: ادخل، فما جاء به إلا أمر وإنما فارقته الساعة، فقلت: يا ابن عون مه؟ قال: أردت أن آتيك فأسلم عليك فكرهت أن أعود نفسي هذه العادة أن أنوي شيئًا ثم لا أفي به.
عن معاذ بن مكرم، قال: رآني ابن عون مع عمرو بن عبيد في السوق فأعرض عني فاعتذرت إليه، فقال: أما إني قد رأيتك، فما زادني.
فرقد السبخي:
قال فرقد لإبراهيم: - يعني النخعي - يا أبا عمران أصبحت اليوم وأنا مهتم لضريبتي وهي ستة دراهم، وقد أهل الهلال وليس عندي فدعوت؛ فبينما أنا أمشي على شط الفرات فإذا أنا بستة دراهم، فأخذتها فوزنتها فإذا هي ستة دراهم لا تزيد ولا تنقص، قال: تصدق بها فإنها ليست لك[6].
يزيد الرقاشي:
قال يزيد على قوله تعالى ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ﴾ [الزمر: 18]، ألا تحمد من تعطية فانيًا فيعطيك باقيًا، درهم يفنى بعشرة تبقي إلى سبعمائة ضعف، أما لله عندك مكافأة مطعمك ومسقيك وكافيك، حفظك في ليلك وأجابك في ضرائك، كأنك نسيت وجع الأذن، أو ليلة وجع العين، أو خوفًا في بَر، أو خوفًا في بحر، دعوته فاستجاب لك[7]. ص179.
أبو الشعثاء:
عن الضحاك الضبي قال: لقي ابن عمر جابر بن زيد في الطواف فقال: يا جابر بن زيد إنك من فقهاء أهل البصرة وإنك ستستفتي، فلا تفتين إلا بقرآن ناطق، أو سنة ماضية، فإنك إن فعلت غير ذلك فقد هلكت وأهلكت.
فضيل بن يزيد الرقاشي:
عن فضيل بن يزيد الرقاشي - وكان غزا مع عمر سبع غزوات - قال: لا يلهينك الناس عن ذات نفسك فإن الأمر يخلص إليك دونهم، ولا تقطع النهار بكيت وكيت فإنه محفوظ عليك ما قلت، ولم نر شيئًا أحسن طلبًا ولا أسرع إدراكًا من حسنةٍ حديثة لذنب قديم. وكان يقول: روحوا القلوب تعي الذكر.
فائدة:
مرّ حسان بن أبي سنان بغرفةٍ فقال: منذ كم بنيت هذه الغرفة؟ قال: ثم رجع إلى نفسه فقال: وما عليك منذ كم بنيت! تسألين عما لا يعنيك! فعاقبها بصوم سنة.
اشترى أصحاب لحسان أرزًا فربحوا فيه فأتوه بقسطه من الربح. فقال: أرأيتم لو بعتموه بوضيعة أكانت تلزمني الوضيعة معكم؟ قالوا: لا. قال: لا حاجة لي بها.
شميط بن عجلان:
كان يقول: يا ابن آدم إنما الدنيا غداء وعشاء؛ فإن أخرت غداءك إلى عشائك أمسى ديوانك في ديوان الصائمين.
وعنه: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام؛ ألا ترى إلى المنافق كيف يخادعني وأنا أخدعه، يسبحني بطرف لسانه، وقلبه بعيد مني، يا داود قل للملأ من بني إسرائيل لا يدعوني والخطايا بين أضبانهم ليلقوها ثم يدعوني أستجب لهم.
فائدة:
عن عبد الرحمن بن مطرف قال: كان الحسن بن حي إذا أراد أن يعظ أخًا له كتبه في لوح وناوله إياه. ومما كان ينشد:
نهارك يا مغرور سهو وغفلة
وليلك نوم والردى لك لازم
وتنصب فيما سوف تكره غبه
كذلك في الدنيا تعيش البهائم
قال شريك:
أكرهت على القضاء. قال بعض إخوانه فأكرهت على أخذ الرزق - يعني الدراهم.
قال محمد بن واسع: لو كان للذنوب ريح ما جلس إلي أحد.
قال حماد بن زيد: قال رجل لمحمد بن واسع، أوصني.قال: أوصيك أن تكون ملكًا في الدنيا والآخرة. قال: كيف؟ قال: ازهد في الدنيا.
قال الأصمعي: لما صاف قتيبة بن مسلم للترك، وهاله أمرهم، سأل عن محمد بن واسع. فقيل: هو ذاك في الميمنة جامح على قوسه، يبصبص بأصبعه نحو السماء. قال: تلك الأصبع أحب إلي من مئة ألف سيف شهير وشاب طرير[8].
فائدة:
عن محمد بن سيرين قال: إذا أراد الله عز وجل بعبده خيرًا جعل له واعظًا من قلبه يأمره وينهاه.
عن هشام، قال: أوصى أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن يغسله محمد ابن سيرين فقيل له في ذلك وكان محبوسًا، فقال: أنا محبوس قالوا: قد استأذنا لك الأمير فأذن لك، قال: إن الأمير لم يحبسني إنما حبسني الذي له الحق، فأذن له صاحب الحق فخرج فغسله.
فائدة:
عن ابن عون سمعت بن سيرين يقول في شيءٍ راجعته فيه: إني لم أقل لك ليس به باس إنما قلت لك: لا أعلم به باسًا. ص181.
فائدة:
قال الفضيل: يعرف عقل الرجل عند المحاورة؛ إن كان له عقل عرفته لا يقدر يتصنع.
عن عون بن عبدالله قال: كان أهل الخير يكتب بعضهم إلى بعض بهؤلاء الكلمات الثلاث ويلقى بها بعضهم بعضًا: من عمل لآخرته كفاه الله عز وجل دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته[9].
فائدة:
عن إبراهيم النخعي يقول: كنا إذا حضرنا جنازة أو سمعنا بميت عرف فينا أيامًا لأنا قد عرفنا أنه قد نزل به أمر صيره إلى الجنة أو النار قال: وإنكم في جنائزكم تحدثون بأحاديث دنياكم[10].
فائدة:
قال شميط بن عجلان: يا ابن آدم؛ إنك ما دمت ساكنًا فإنك سالم، فإذا تكلمت فخذ حذرك. ويقول: من جعل الموت نصب عينيه لم يبالي بضيق الدنيا ولا بسعتها. ويقول: من رضي بالفسق فهو من أهله، ومن رضي أن يعصى الله عز وجل لم يرفع له عمل. ويقول لجلسائه: ساعة للدنيا وساعة للآخرة، وقولوا في خلال الحديث اللهم اغفر لنا.
زين العابدين:
عن جعفر، عن أبيه: أن علي بن الحسين، قال: يا بني لو اتخذت لي ثوابًا للغائط، رأيت الذباب يقع على الشيء ثم يقع عليَّ، ثم انتبه، فقال: فما كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا لأصحابه إلا ثوب. فرفضه.
وكان رحمه الله يقول: من ضحك ضحكة، مج مجة من العلم، ويقول: من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس.
وعن علي بن الحسين أنه أتاه نفر من أهل العراق فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان y. فلما فرغوا قال ألا تخبروني: أنتم المهاجرون الأولون ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحشر: 8]؟ قالوا: لا. قال فأنتم ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾ [الحشر: 9]؟ قالوا: لا. قال: أما أنتم فقد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين. ثم قال: أشهد أنكم لستم من الذين قال الله عز وجل ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الحشر: 10]، اخرجوا فعل الله بكم.
وكان علي بن الحسين يتخطى حلق قومه حتى يأتي زيد بن أسلم فيجلس عنده، فقال: إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه.
حج هشام بن عبد الملك قبل أن يلي الخلافة، فاجتهد أن يستلم الحجر فلم يمكنه، وجاء علي بن الحسين فوقف له الناس وتنحوا حتى استلمه، قال: ونصب لهشام منبر فقعد عليه فقال له أهل الشام: من هذا يا أمير المؤمنين. فقال: لا أعرفه، فقال الفرزدق: لكني أعرفه، هذا علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما:
هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحل والحرم
يكاد يمسكه عرفان راحته
عند الحطيم إذا ما جاء يستلم
إذا رأته قريش قال قائلها
إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم
أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله
بجده أنبياء الله قد ختموا
وليس قولك من هذا بضائره
العرب تعرف ما أنكرت والعجم
يغضي حياء ويغضى من مهابته
ولا يكلم إلا حين يبتسم
وعن علي بن الحسين، قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ليقم أهل الفضل، فيقوم ناس من الناس، فيقال: انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقولون: إلى أين. فيقولون: إلى الجنة، قالوا: قبل الحساب، قالوا: نعم، قالوا: من أنتم. قالوا: أهل الفضل، قالوا: وما كان فضلكم. قالوا: كنا إذا جهل علينا حلمنا وإذا ظلمنا صبرنا وإذا أسيء علينا غفرنا، قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم ينادي مناد: ليقم أهل الصبر، فيقوم ناس من الناس، فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة، فيقال لهم مثل ذلك، فيقولون: نحن أهل الصبر، قالوا: ما كان صبركم. قالوا: صبرنا أنفسنا على طاعة الله، وصبرناها عن معصية الله عز وجل، قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم ينادي مناد: ليقم جيران الله في داره، فيقوم ناس من الناس وهم قليل، فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة، فيقال لهم مثل ذلك، قالوا: وبما جاورتم الله في داره، قالوا: كنا نتزاور في الله عز وجل ونتجالس في الله ونتباذل في الله، قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.
ويقول: التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كنابذ كتاب الله وراء ظهره، إلا أن يتقي تقاة. قيل: وما تقاته. قال: يخاف جبارًا عنيدًا أن يفرط عليه أو أن يطغى.
ويقول: لا يقولن أحدكم اللهم تصدق عليَّ بالجنة، فإنما يتصدق أصحاب الذنوب، ولكن ليقل اللهم ارزقني الجنة، اللهم منّ علي بالجنة[11].
فائدة:
عن أبي قلابة قال: أي رجل أعظم أجرًا من رجل ينفق على عيال له صغار يعفهم الله به ويغنيهم.[12] وقال: الزم سوقك فإن الغنى من العافية.
فائدة:
قال سفيان ابن عيينة: أصابتني ذات يوم رقة فبكيت فقلت في نفسي لو كان بعض أصحابنا لرق معي ثم غفوت فأتاني آتٍ في منامي فرفسني وقال: يا سفيان خذا أجرك ممن أحببت أن يراك.
ويقول إذا وافقت السريرة العلانية فذلك العدل، وإذا كانت السريرة أفضل من العلانية فذلك الفضل وإذا كانت العلانية أفضل من السريرة فذلك الجور.
وبعدما أسنّ وكبر جعل يتمثل بهذا البيت:
يعمرَّ واحد فيغر قومًا
وينسى من يموت من الصغار
ويقول: لولا أن الله عز وجل طمأن ابن آدم بثلاث ما أطاقه شيء وإنهن لفيه وإنه على ذلك لوثاب الفقر والمرض والموت. وكان يقول: ليس يضر المدح من عرف نفسه. وكان يقول: إن من توقير الصلاة أن تأتي قبل الإقامة[13].
محمد بن إدريس الشافعي:
قال رحمه الله: استعينوا على الكلام بالصمت وعلى الاستنباط بالفكر. وكان يقول: قبول السعاية شرٌ من السعاية.
ويقول: الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة، والانبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء. فكن بين المنقبض والمنبسط. ويقول: ليس من المروءة أن يخبر الرجل بسنه لأنه إن كان صغيرًا استحقروه وإن كان كبيرًا استهرموه.
وسأله رجل عن مسألة فقال: روي فيها كذا وكذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال له السائل: يا أبا عبد الله تقول به فأرعد الشافعي وانتفض وقال يا هذا أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا رويت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا صحيحًا فلم أقل به نعم على السمع والبصر. [14] ص184.
فائدة:
قال ابن القيم رحمه الله في الاستشفاء بماء زمزم: وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورًا عجيبة؛ واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله، وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبًا من نصف الشهر أو أكثر ولا يجد جوعًا، ويطوف مع الناس كأحدهم، وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يومًا، وكان له قوة يجامع بها أهله ويصوم ويطوف مرارًا[15].
فائدة:
قيل لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما: توفي زيد بن حارثة. قال: رحمه الله. قيل له: إنه ترك مئة ألف. قال: لكن هي لم تتركه. وسمع رجلاً يقول: أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة. فأراه قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر. وقال: عن هؤلاء تسأل؟
عن نافع أن رجلاً قال لابن عمر: يا خير الناس، أو يا ابن خير الناس. فقال ابن عمر: ما أنا خير الناس ولا ابن خير الناس؛ ولكني عبد من عباد الله أرجو الله تعالى وأخافه، لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه[16].
فائدة:
كان رجل من ولد عبدالله بن مسعود يجلس في مجلس ابن السماك فكان يطيل السكوت، فقيل له في ذلك. فقال: إنما قعدت لأسمع وأنصت لأفهم، وما كان من الحديث لغير الله فعاقبته الندم. فقال - يعني ابن السماك -: خرجت والله من معدن[17].
فائدة:
عن ابن المبارك: الحديث مع الاثنين أو الثلاثة أو الأربعة فإذا عظمت الحلقة فأنصت أو انشز.
فائدة:
رأى رجل أخًا له في المنام فقال: ما فعل الله بك؟ قال: نجوت بكلمة علمنيها ابن المبارك. قلت: ما الكلمة؟ قال: قول الرجل يا رب عفوك. يا رب عفوك.
فائدة:
قال بعض أئمة هذه الدعوة في معرض القراءة خلف الإمام: ما ورد في حديث عبادة وحديث أبي بكرة أن حديث عبادة وما في معناه مع وجود التمكن من قراءة الفاتحة، وحديث أبي بكرة وما في معناه مع عدم التمكن وهذا أحوط لئلا يترك العمل بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغير سبب يوجب ترك العمل به إما نسخ أو غيره من الأسباب. والله أعلم[18].
فائدة:
ذكر أبو الوفاء بن عقيل: أن القاضي أبا الطيب الطبري قفز إلى الشط. فقال من حضر: لا تفعل هذا؛ فإن أعضاءك تضعف وربما أورث فتقًا. فقال: هذه أعضاء حفظناها عن معاصي الله فحفظها الله علينا. وكان صحيح العقل ثابت الفهم يقضي ويفتي إلى حين وفاته، وبلغ من السنّ مئة وستين سنة - رحمه الله -.
المصدر: مجمع الفوائد
[1] حلية الأولياء (ج2/ص9).
[2] وكان قدريًّا.
[3] حلية الأولياء (ج3/ص23).
[4] حلية الأولياء (ج3/ص37).
[5] حلية الأولياء (ج3/ص36).
[6] حلية الأولياء (ج3/ص60).
[7] حلية الأولياء (ج3/ص60).
[8] مختصر سير أعلام النبلاء (ج2/ص638).
[9] صفة الصفوة (3/104).
[10] صفة الصفوة (3/87).
[11] حلية الأولياء (ج3/ص60).
[12] صفة الصفوة (ج3/238).
[13] صفة الصفوة (ج3/235).
[14] صفة الصفوة (ج2/256).
[15] الطب النبوي لابن القيم (ص361).
[16] حلية الأولياء (ج1/ص181).
[17] حلية الأولياء (ج8/ص228).
[18] الدرر السنية (ج4/385).
زيـاد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 01/09/2013
رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد (35)
فائدة:
عن عبدالرزاق، قال: كنت جالسًا مع أبي حنيفة في دبر الكعبة، فجاء رجل، فقال: يا أبا حنيفة ألا أعجبك من الثوري - رأيته يلبي على الصفا، قال: اذهب ويحك فالزمه فإنه لا يلبي على الصفا إلا لعلم. قال عبدالرزاق: فتعجب منه، فقلت: ألم تسمع حديث مسروق، عن عبدالله أنه لبي على الصفا[1].
فائدة:
قال أبو حازم: إن بضاعة الآخرة كاسدة فاستكثروا منها في أوان كسادها، فإنه لو قد جاء يوم نفاقها لم تصل منها لا إلى قليل ولا إلى كثير. وكان يقول: عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر، وإذا عزم العبد على ترك الآثام أتته الفتوح. وكان يقول: ما في الدنيا شيء يسرك إلا وقد لزق به شيء يسوؤك. وقال رحمه الله: عجبًا لقومٍ يعملون لدارٍ يرحلون عنها كل يومٍ مرحلة، ويدعون أن يعملوا لدارٍ يرحلون إليها كل يوم مرحلة.
وقال: إني لأعظ وما أرى موضعًا، وما أريد إلا نفسي. ويقول: ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم، وما كرهت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم[2].
فائدة:
سري السقطي
رآه بعض إخوانه في النوم فقال: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي ولمن حضر جنازتي وصلى عليّ. فقلت: فإني ممن حضر جنازتك وصلى عليك. فأخرج درجًا فنظر فيه فلم يرَ لي فيه اسمًا. فقلت: بلى قد حضرت. قال فنظر فإذا اسمي في الحاشية[3].
فائدة:
قال ابن القيم رحمه الله: فإن الطاعة لله هي موافقة الأمر، (لا موافقة القدر والمشيئة) ولو كانت موافقة القدر طاعة لله لكان إبليس من أعظم المطيعين لله، وكان قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وقوم فرعون كلهم مطيعين له، فيكون قد عذبهم أشد العذاب على طاعته وانتقم منهم لأجلها. وهذا غاية الجهل بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله سبحانه وتعالى[4].
فائدة:
عن رجل من بني عبس قال: صبحت سلمان رضي الله عنه فذكر ما فتح الله على المسلمين من كنوز كسرى، وقال: إن الذي أعطاكموه وفتحه لكم وخولكم؛ لممسكٌ خزائنه ومحمد -صلى الله عليه وسلم- حيُ ولقد كانوا يصبحون وما عندهم دينارٌ ولا درهم، ولا مدٌ من طعام ثم ذاك يا أخا بني عبس.
ثم مررنا ببيادر تذرى فقال: إن الذي أعطاكموه وخولكم وفتحه لكم لممسك خزائنه ومحمد -صلى الله عليه وسلم- حيٌ ولقد كانوا يصبحون وما عندهم دينارٌ ولا درهم، ولا مدٌ من طعام ثم ذاك يا أخا بني عبس.
فائدة:
• قال شيخ الإسلام رحمه الله: ومن كرر النظر إلى الأمرد أو أدامه وقال إني لا أنظر بشهوة فقد كذب.
• وقال المصنف في المغني: إذا كان الأمرد جميلاً يخاف الفتنة بالنظر إليه لم يجز تعمد النظر إليه.
• قال في الفروع: يحرم النظر - يعني إلى الأمرد خوف الشهوة -.
• قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومن استحله كفر إجماعًا[5].
فائدة:
قال في صحيح مسلم بشرح النووي: إنه - صلى الله عليه وسلم - إذا استيقظ توضأ وصلى ركعتين خفيفتين ثم يقرأ ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 164]، إلى آخر السورة[6].
فائدة:
سئل أحمد عن رجل اشتدت علته فلم يتداوى ويخاف عليه. قال: لا هذا يذهب مذهب التوكل. وكذا سأله أبو إسحاق في الرجل يمرض (يترك الأدوية أو يشربها) فقال: إذا توكل فتركها أحب إلي. والدليل عليه ما روي عن ابن عباس: أن امرأة جاءت للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ادع الله لي أن يشفيني. فقال: إن شئت دعوت الله فشفاك، وإن شئت صبرت ولك الجنة. قالت: يا رسول الله: لا بل أصبر. الحديث رواه البخاري ومسلم. اهـ[7].
فائدة:
كان - صلى الله عليه وسلم - يستعين بالخاصة على العامة ويقول: "أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغي فإنه من أبلغ حاجة من لا يستطيع إبلاغها أمنه الله يوم الفزع الأكبر". وفي رواية ثبت الله قدميه يوم القيامة. اهـ[8]
فائدة:
قال في المنتهى وشرحه في باب الفدية: ويفدي من رفض إحرامه، ثم فعل محظورًا يفدي للمحظور (الذي فعله) لأن التحلل من الإحرام ما يكون إلا بإكمال النسك، أو عند الحصر أو بالعذر إذا شرط. ثم قال صاحب المغني: لا يحصل التحلل إلا بثلاثة أشياء إكمال أفعال النسك، أو عند الحصر أو بالعذر إذا شرط، وما عدا هذا فليس له أن يتحلل، ولا يفسد الإحرام برفضه[9].
فائدة:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: شغلوا قلوبهم بالدنيا ولو شغلوها بالله والدار الآخرة لجالت في معاني كلامه تعالى وآياته المشهودة ورجعت إلى أصحابها بغرائب الحكم وطرائف الفوائد.
وقال رحمه الله: خراب القلب من الغفلة وعمارته من الخشية والذكر. ثم قال: إذا زهدت القلوب في موائد الدنيا قعدت على موائد الآخرة، وإذا رضيت بموائد الدنيا فاتتها موائد الآخرة. الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب يروح عنه وهج الدنيا. من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق. لا تدخل محبة الله في قلب فيه حب الدنيا وإيثارها؛ إذا أحب الله عبدًا اصطنعه لنفسه، القلب يمرض كما يمرض البدن وشفاؤه في التوبة وجلاؤه بالذكر، المتوكل لا يسأل غير الله، من شغل بنفسه شغل عن غيره ومن شغل بربه شغل عن نفسه، الإخلاص: هو ما لا يعلمه ملك فيكتبه ولا عدو فيفسده ولا يعجب به صاحبه فيبطله[10].
فائدة:
وقال رحمه الله إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله، و إذا تعرفوا على ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم وتملقوهم لينالوا بهم العزة والرفعة، فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه تنل بذلك غاية العز والرفعة.
وقال رحمه الله: علامة صحة الإرادة أن يكون هم المريد رضا ربه واستعداده للقائه وحزنه على وقت مر في غير مرضاته، وأسفه على قربه والأنس به وجماع ذلك أن يصبح ويمسي وليس له هم غيره[11].
فائدة:
على حديث عبدالله ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أصاب أحدًا قط همٌ ولا حزن فقال اللهم إني عبدوابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدًا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجًا قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها ما) مسند أحمد.
فتضمن هذا الحديث العظيم أمورًا من المعرفة والتوحيد والعبودية؛ فقوله (إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك) يتناول من فوقه من آبائه وأمهاته إلى أبويه آدم وحواء. وفي ذلك تملق له واستخذاء له بين يديه واعتراف بأنه مملوك وآباءه مماليك له وأن العبد ليس له غير باب سيده وفضله وإحسانه وأن سيده إن أهمله وتخلى عنه هلك ولم يؤوه أحد ولم يعطف عليه بل يضيع أعظم ضيعة فتحت هذا الاعتراف أني لا غني بي عنك طرفة عين... الخ[12].
فائدة:
قال في الروض المربع وحاشيته: أربع قبل العصر وأربع بعد المغرب وأربع بعد العشاء. قال جمع من أهل العلم: يحافظ عليها لحديث ابن عمر مرفوعا: "رحم الله امرًا صلى قبل العصر أربعًا" رواه الترمذي وغيره وله شواهد تدل على استحبابها وما رتب عليه من الأجر مما يتنافس فيه المتنافسون وليست راتبة ولا تلحق بالرواتب وللشيخ قاعدة معروفة وهي: أن ما ليس من السنن الراتبة لا يداوم عليها. اهـ [13]
فائدة:
المشهور عند كثير من العلماء أن الذي زوج موسى عليه السلام هو شعيب النبي عليه السلام. روى الطبراني عن سلمة بن سعد الغزي: أنه وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: "مرحبًا بقوم شعيب وأختان موسى". اهـ[14]
فائدة:
قال في الروض: وإذا أراد السجود يعني للتلاوة فإنه يكبر وإذا رفع سواء ذلك في الصلاة أو خارجها ويجلس ويسلم. قال ابن القيم في الحاشية: لم يذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يكبر للرفع من هذا السجود. قال الشيخ: بلا تحليل ولا تحريم للسجود هذا هو السنة المعروفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه عامة السلف. قال أحمد: أما التسليم فلا أدري ما هو. وقال ابن القيم أيضا: وهذا هو الصواب الذي لا ينبغي غيره ولا نقل فيه تشهدٌ ولا سلام ولا جلوس البتة[15].
فائدة:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه كان إذا فرغ من سورة البقرة: ﴿ فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 286]، قال آمين.
فائدة:
على قوله "الكفاءة دين ومنصب" يعني ليست شرطًا في صحة النكاح لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فاطمة بنت قيس القرشية الفهرية أن تنكح أسامة بن زيد فنكحها بأمره. متفق عليه.
وكانت من المهاجرات الأول ذات جمال وفضل وكمال، وهو مولى.
وللبخاري عن عائشة رضي الله عنها أن أبا حذيفة تبنى سالمًا وأنكحه ابنة أخيه الوليد بن عتبة. رواه البخاري. وسالم رضي الله عنه مولى لامرأة من الأنصار، وزوّج "يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - " زيد بن حارثة ابنة عمته زينب بنت جحش الأسدية، وغير ذلك مما يدل على صحت ذلك. اهـ[16]
فائدة:
في التربع وصفته "ثم قال: وكيف قعد جاز لخبر "صل قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا" ولم يخص جلسة دون جلسة. وذكر ابن أبي شيبة عن جماعة من التابعين أنهم كانوا إذا صلوا جلوسًا جثوا. اهـ[17]
فائدة:
على قوله: "يصلي المريض قائمًا فإن لم يستطع صلى قاعدًا.. " إلى قوله "مستلقيًا رجلاه مما يلي القبلة" روي عن علي رضي الله عنه، فإن عجز عن الإيماء أومأ بعينه. قال النووي: ضعيف، لكن له شواهد عند البزار والبيهقي والطبراني. قال في الحاشية: إن عجز عن الإيماء برأسه لركوعه وسجوده أومأ بعينيه؛ لما ذكره من الخبر قال ابن قندس: موضع الإيماء هو الرأس والوجه، والطرف من ذلك الموضع بخلاف اليدين. اهـ[18]
فائدة:
لما حضرت معاوية الوفاة قيل له: يا أمير المؤمنين: ألا توصي؟ فقال رضي الله عنه:
هو الموت لا منجى من الموت والذي
نحاذر بعد الموت أدهى وأفظع
ثم قال: اللهم أقل العثرة واعف عن الزلة وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرجُ غيرك، فما وراءك مذهب. ثم مات رحمه الله وعفا عنه[19].
المصدر: مجمع الفوائد
[1] حلية الأولياء (ج6/ص396).
[2] صفة الصفوة (ج2/166).
[3] صفة الصفوة (ج2/286).
[4] مختصر المدارج (206).
[5] الإنصاف (ج8/ص24، 25).
[6] (ج5، 6/ص50).
[7] الطب النبوي للبغدادي.
[8] الشفاء للقاضي عياض (ص272).
[9] (ص188/ج2).
[10] الفوائد لابن القيم (ص238).
[11] الفوائد ص270.
[12] الفوائد ص73.
[13] حاشية الروض (ج2/218).
[14] مختصر تفسير ابن كثير الرفاعي (ج3/388).
[15] حاشية الروض (ج2/240).
[16] حاشية الروض (ج6/280).
[17] الحاشية (ج2/362).
[18] حاشية الروض 369.
[19] أخبار موت السعداء، جمع الجميزي.
علاء- اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال
- عدد المساهمات : 1603
تاريخ التسجيل : 31/07/2013
مواضيع مماثلة
» صيد الفوائد
» تسونامي في مجمع الراشد بالخبر
» نصائح مختصره وغزيرة الفوائد للعلامه بن عثيين
» إخلاء مجمع تجارى فى مقاطعة "كنت" البريطانية بعد العثور على عبوة مشتبه بها
» الفوائد المستخلصة من حديث: (( بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ))
» تسونامي في مجمع الراشد بالخبر
» نصائح مختصره وغزيرة الفوائد للعلامه بن عثيين
» إخلاء مجمع تجارى فى مقاطعة "كنت" البريطانية بعد العثور على عبوة مشتبه بها
» الفوائد المستخلصة من حديث: (( بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ))
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى