قال تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا)

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى ((وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا )

ما لفت انتباهي في هذه الايات الكريمة .. كلمة ( فيها ) كيف يتم نسف الجبال وتفتيتها وتحويلها الى تراب وتصبح قاع مستوي .. ومع ذلك لا نرى في الجبال مرتفع ولا منخفض.. تضارب واضح في الفهم .. اذا كان المقصود بالجبال التي على ارضنا .. المفروض لا نرى في الارض اي ارتفاع او انخفاض لان الجبال بالاصل اختفت وتفتت .. الجانب الاخر ما لفت انتباهي .. ان المفسرين وكثير من الدارسين يقول هذه الاية بعد قيام الساعة .. ولكن هناك احاديث صحيحة تقول ان هذا النسف قبل قيام الساعة فكيف ذلك ..

ان شاء الله نحاول نجتهد في هذه الايات ومعرفه ما تخفيه من اسرار وفهم حقيقي للقصة .. انا حقيقة لست مفسر او عالم متمرس في هذا العلم العظيم ولكن باذن الله سبحانة وتعالى بامكانياتي البسيطة وفهمي ممكن نصل الى فهم معين ..

نبدأ من كلمة .. (يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا) هل النسف يعني الطحن والسحق والتدمير للشئ او هناك معنى اخر .. وتعني الاقتلاع والانتزاع والارتفاع

قال تعالى (قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا )

معروف ان العجل من المعدن وهو الذهب والحلي الي جمعها السامري من بني اسرائيل .. اذن بعد الاحراق .. للمعدن يصبح سائل او مذاب او كتلة لا شكل لها .. ولا يصبح مطلقاً تراب او رماد او يتحول الى بخار او عدم.. وهذه قاعدة فيزيائة وقانون آلاهي .. المادة لا تفنى ولا تستحدث .. اذن النسف في هذه الاية بعد الاحراق هو رمية قطعة كاملة او رفعه او بعثرته في الماء ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنّ الفتنة تجيء فتنسف العباد نسفاً وينجو العالم بعلمه)
في هذا الحديث معنى النسف ((تفرق)) الناس ولا تعني تحول الناس الى تراب او مسحوق لان الناس في الفتن ما زالوا كتلة كاملة من جسم واعضاء ..


تفسير ابن عباس رضي الله عنه
{ويسألونك} يَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَأَلته بَنو ثَقِيف {عَن الْجبَال} عَن حَال الْجبَال يَوْم الْقِيَامَة {فَقُلْ} لَهُم يَا مُحَمَّد {يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً} يقلعها رَبِّي قلعاً

التفسير بيقول يقلعها اي ينتزعها او يرفعها يعني كتلة كاملة هذا موافق لمفهوم نسف عجل السامري .. ولا يعني يفتتها او يحولها الى غبار وتراب متطاير ..

تفسير القرطبي يقول ((يَنْسِفُها) 20: 105 يُطَيِّرُهَا))

اذن لا يوجد ان الجبال تفتت او طحنت او اختفت وانما يوجد انها يطيرها

تفسير ابن كثير (يَقُولُ تَعَالَى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ} أَيْ هَلْ تَبْقَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْ تَزُولُ؟ {فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً} أَيْ يُذْهِبُهَا عَنْ أَمَاكِنِهَا ويمحقها ويسيرها تسييراً )

نسف)
الإناء نسفا امتلأ وفاض والماشي أسرع والشيء اقتلعه من أصله وفي التنزيل العزيز) ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا (ويقال نسفت الدواب الكلأ والشيء فرقه وأذراه يقال نسفت الريح التراب والحافر الأرض سحقها ورمى بترابها والشيء غربله ونقاه يقال نسف الحب بالمنسف والطائر اللحم بمخلبه نتفه والحمل أو الركض جنب الدابة أسقط شعرها أو وبرها و الحمار الأتان نسفا ومنسفا عضها..

من هذا نفهم ان النسف ليس شئ مدمر وانما النسف تعني شئ يقتلع ويرفع وينتزع كتلة كاملة ..

من الاشياء التي لم يلفت اليها الدارسين .. لماذا يتم السؤال عن الجبال .. وهل الناس مهتمه بالجبال اين تذهب يوم القيامة .. اذا كان يوم القيامة الارض كلها بتخرب والقرى .. فما اهمية ان نسأل عن جبل على سطح ارضنا اين يذهب يوم القيامة .. وقد اخبرنا الله سبحانة وتعالى بقولة (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) اذن الجبال هنا ليس المقصود بها الجبال المشاهدة لانها لا تهم البشر في شئ حتى يسئل اين تذهب والارض كلها على كلها سوف تتحول خراب ودمار يوم يهلك القرى ويوم تنتهي العمر الافتراضي لكل امة ..


نبحث الان عن كلمة (فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا)

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَذَرِ الْمُخَابَرَةَ فَلْيَؤْذَنْ بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ»
عقبة بن عامر يقول إن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قال المؤمن أخو المؤمن ولا يحل لمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه حتى يذر ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر)))

اذن كلمة يذر تعني يترك .. من هذا فالجبال بعد اقتلاعها وانتزاعها ورفعها يتركها .. قاعا صفصفا

ما تعني قاع

في الحديث (وَلَا تَبْرَحْ حَتَّى آتِيَكَ) (15) (فَأَجْلَسَنِي فِي قَاعٍ (16) حَوْلَهُ حِجَارَةٌ)

عن سعيد بن المسيب قال: لما احتضر أبو بكر الصديق حضره ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا: يا خليفة رسول الله زودنا فإنا نراك لما بك قال: كلمات من قالهن حين يمسي ويصبح جعل الله روحه في الأفق المبين قالوا: وما الأفق المبين؟ قال: قاع تحت العرش فيه رياض وأشجار وأنهار يغشاه كل يوم ألف رحمة..

اذن كلمه قاع تعني ارض او مكان بغض النظر تزرع او لا تزرع مستوية او غير مستوية .. ولا اعرف من اين اتوا بهذا المفهوم (قِيعَان): جَمْع قَاع , وَهُوَ الْأَرْض الْمُسْتَوِيَة الْمَلْسَاء الَّتِي لَا تُنْبِت .. بالله عليكم هؤلاء اعلم بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته .. شئ غريب .. في الحديث الاول يقول القاع مكان او ارض حوله حجاره لا يوجد اي شئ له علاقة بالاستواء او الاملس والحديث الثاني القاع ارض او مكان تحت العرش فيها اشجار ورياض وانهار .. وعلى فكره كلمة قاع لليوم تستخدم في تسمية الارض او المكان .. نقول قاع فلان يعني ارض فلان او مكان الفلاني .. وعندنا اسماء مثل قاع العلفي وقاع باب السلام وحاره اسمها القاع ..

من هذا نفهم ان الجبال بعد اقتلاعها ورفعها وانتزاعها يتركها ارض او مكان .. صفصفا

ما تعني صفصفا ..

الفراء الصَّفْصَفُ الذي لا نبات فيه، وقال ابن الأَعرابي: الصفصف القَرْعاء، وقال مجاهد: قاعاً صفصفاً، مستوياً. أَبو عمرو: الصفصف المستوي من الأَرض، وجمعه صَفاصِفُ .. اثنين من العلماء قالوا الصفصف الارض الخالية من الزرع واثنين قالوا الارض المستوية

قال الشاعر ..تَرْوي لَقىً أُلْقِيَ في صَفْصَفٍ،===تَصْهَرُه الشَّمس فما يَنْصَهِرْ.. يعني القطه وابنها رميت في مكان خالي بين الشمس فاحرقته الشمس ولم يحترق .. وأنشد سيبويه : وَكَمْ دُونَ بَيْتِكَ مِنْ صَفْصَفٍ ... وَدَكْدَاكِ رَمْلٍ وأعقادها.. يعني وكم خلف بيتك من مكان خالي وكومه من الرمل واحجارها ..

قام خالد بن عرفطة في العرب خطيبا وقال : يا معشر العرب، إن هذه بلاد قد أذَلَّ الله لكم أهلها، فأنتم تقتلونهم وتُغيُرون عليهم منذ حَوْلَين كاملين، وقد جاءكم منهم هذه الجموع، وأنتم لها ميم العرب وساداتهم وخيار كل حي : وعز من وراءكم، فإن صدقتموهم الطعن والضرب كانت لكم بلادهم وذرايهم، وإن تقتلوا لم يبق منكم باقية، ألا ترون الأرض من خلفكم صفصفا قفرا، ليس فيها ملجأ ولا وزر، فلتكن حصونكم سيوفكم ورماحكم، ثم زحف الفريقان بعضهم إلى فالتقوا واقتتلوا قتالا شديدا لم يسمع السامعون بمثله،


من هذا نفهم ان كلمة صفصفا .. المكان الخالي اي الفاضي من اي شئ ..


اذن الجبال بعد اقتلاعها ورفعها وانتزاعها يتركها مكان خالي .. لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا

معنى لا ترى فيها اي الجبال مرتفع او امنخفض ..

اذن الاية لا يوجد فيها اي شئ له علاقة بالتدمير او الخراب او سحقها او يكون الجبال حصلها اي شئ ..ولذلك قال المفسرين يتركها ارض مستوية ملساء .. يعني لا شئ عليها والمقصود بالجبال وليس الارض .. اذن الجبال المقصود بها هنا في الاية هي نفسها الجبال المسخره لسيدنا داود عليه السلام ونفسها الجبال التي تسير سير السحاب ..ونفسها الجبال التي تبس بسا .. والحديث الصحيح يؤكد هذا الكلام ان هذه الجبال التي يحشر الناس بها تكون خاليه من الناس ولا تشاهد فيها شخص ينزل او يطلع فيها .. وهذا قبل قيام الساعة..

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَبَدَأُوا بِإِبْرَاهِيمَ فَسَأَلُوهُ عَنِ السَّاعَةِ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْمٌ، فَسَأَلُوا مُوسَى فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْمٌ، فَرَدُّوا الْحَدِيثَ إِلَى عِيسَى، فَقَالَ: عَهْدُ اللَّهِ إِلَيَّ فِيمَا دُونَ وَجْبَتِهَا، فَأَمَّا وَجْبَتُهَا فَلَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَذَكَرَ مِنْ خُرُوجِ الدَّجَّالِ، فَأَهْبِطُ فَأَقْتُلُهُ فَيَرْجِعُ النَّاسُ إِلَى بِلَادِهِمْ، فَيَسْتَقْبِلُهُمْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، لَا يَمُرُّونَ بِمَاءٍ إِلَّا شَرِبُوهُ، وَلَا بِشَيْءٍ إِلَّا أَفْسَدُوهُ، فَيَجْأَرُونَ إِلَيَّ فَأَدْعُوا اللَّهَ فَيُرْسِلُ السَّمَاءَ بِالْمَاءِ فَيَحْمِلُهُمْ فَيَقْذِفُ أَجْسَامَهُمْ فِي الْبَحْرِ، ثُمَّ تُنْسَفُ الْجِبَالُ وَتُمَدُّ الْأَرْضُ مَدَّ الْأَدِيمِ، وَعَهْدُ اللَّهِ إِلَيَّ أَنَّهُ إِذَا كَانَ السَّاعَةُ مِنَ النَّاسِ كَالْحَامِلِ الْمُتِمِّ لَا يَدْرِي أَهْلُهَا مَتَى تَفْجَأُهُمْ بِوِلَادَتِهَا أَلَيْلًا أَمْ نَهَارًا " قَالَ الْعَوَّامُ: " فَوَجَدْتُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ قَرَأَ: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}


الايات السابقة تتكلم عن الحشر الذي يكون قبل الساعة .. وعن النار التي تحشر الناس وتسوقهم سوق البعير ..

قال تعالى (وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا ) تفسير ابن عباس رضي الله عنه
{وَبُسَّتِ الْجبَال بَسّاً} سيرت الْجبَال عَن وَجه الأَرْض كسير السَّحَاب وَيُقَال قلعت قلعاً وَيُقَال جثت جثا وَيُقَال فتت فتاً كَمَا يبس السويق أَو علف الْبَعِير

قال تعالى ( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)
اذن هذه الجبال صنع الله سبحانة وتعالى الذي اتقن كل شئ صنعة .. ولا تعني الجبال التي نشاهدها وهي جزء من خلق الارض .. والتي لا يوجد فيها عبره لطاعة نبي او تسخر لعمل معين ..

وقال تعالى (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا )

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنْ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ وفي رواية: أَمَّا أَوَّلُ شَيْءٍ يَحْشُرُ النَّاسَ فَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَتَحْشُرُهُمْ إِلَى الْمَغْرِبِ)) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ , وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ) (6) (مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ (7) تَسُوقُ النَّاسَ) (8) (إِلَى مَحْشَرِهِمْ (9)) (10) (فَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا , وَتَقِيلُ (11) مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا)) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «تُبْعَثُ نَارٌ تَسُوقُ النَّاسَ مِنْ مَشَارِقِ الْأَرْضِ إِلَى مَغَارِبِهَا كَمَا يُسَاقُ الْجَمَلُ الْكَسِيرُ لَهَا، مَا تَتَخَلَّفَ مِنْهُمْ، إِذَا قَالُوا قَالَتْ، وَإِذَا بَاتُوا بَاتَتْ»


وَعَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
" يُفْتَحُ الْيَمَنُ , فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ (1) فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ , وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ يُفْتَحُ الشَّامُ , فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ , فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ , ثُمَّ يُفْتَحُ الْعِرَاقُ , فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ , فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ , وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ "

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
" (يُحْشَرُ النَّاسُ) (1) (يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (2) (عَلَى ثَلَاثِ طَرَائِقَ (3): رَاغِبِينَ , وَرَاهِبِينَ , وَاثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ، وَثَلَاثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَعَشَرَةٌ عَلَى بَعِيرٍ (4)) (5) (وَتَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمْ النَّارُ , تَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا , وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ أَصْبَحُوا , وَتُمْسِي مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا

قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَذَا الْحَشْر يَكُون قَبْل قِيَام السَّاعَة , يُحْشَر النَّاسُ أَحْيَاءً إِلَى الشَّام , وَأَمَّا الْحَشْر مِنْ الْقُبُور إِلَى الْمَوْقِف فَهُوَ عَلَى خِلَاف هَذِهِ الصُّورَة مِنْ الرُّكُوب عَلَى الْإِبِل وَالتَّعَاقُبِ عَلَيْهَا , وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى مَا وَرَدَ فِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس فِي الْبَاب " حُفَاةً عُرَاةً مُشَاةً "

والله المستعان

أخي/ حر بلا قيود

لاداعي للتعرجات في التفسير .. فلم لم تفسر القرآن بالقرآن اولا .. فهناك آيات تفسر بعضها البعض :

قال تعالى: (وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة) الآية

اخي الكريم جعبة ..

قال تعالى (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً )

تلاحظ اخي الكريم .. ان الجبال في الاية مضاف الية .. بمعنى ان الجبال الموجوده في الاية ليست من ضمن الارض .. فهل بالعقل ان تحمل الجبال لوحدها والارض لوحدها .. شئ غير ممكن وغير طبيعي .. اذن الجبال التي فيه ليست الجبال المشاهدة وتعتبر من ضمن تركيبة وجزء من الارض ..


أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَاشَانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} [الحاقة: 14] قَالَ: " يَصِيرَانِ غَبَرَةً عَلَى وُجُوهِ الْكُفَّارِ لَا عَلَى وُجُوهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} [عبس: 41] «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ»

الاية لا تتكلم عن تحطم او دمار او اندثار .. الاية تتكلم عن اهتزاز وتحرك وزلزال .. لذلك تصير على الكفار غبره .. وهو الدخان .. الذي يصبح على الكفار اليم وعلى المؤمنين مثل الزكمة ..

قال تعالى (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ) قال ابن عباس رضي الله عنه ({كَلاَّ} وَهُوَ رد عَلَيْهِ {إِذَا دُكَّتِ الأَرْض دَكّاً دَكّاً} يَقُول إِذا زلزلت الأَرْض زَلْزَلَة بعد زلَّة)

اذن الاية تتكلم عن اهتزاز الارض والجبال هزه واحدة ..

قال تعالى ( {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ }البقرة214

قال تعالى ( {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً }الأحزاب11)

من هذا فالاية السابقه .. تتكلم عند النفخ في الصور الله اعلم النفخة الاولى او الثانية .. فصعق من في السماوات ومن في الارض .. لاحظ ان الارض ما زالت غير مدمره ولا الجبال ولكن صعق منفيها ..

وهذه الاية توضوح نفس الاية السابقة

قال تعالى (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)


الكثير فسر بان اثقالها .. الذهب والفضة او ما في باطن الارض او الجبال الذي عليها .. هذا ليس صحيح .. اثقال الارض .. هم نفسهم الثقلين .. الانس والجن .. اما كل ما يحتوي او من ضمن مكونات مخلوق .. فهو ليس ثقيل عليها ولكن جزء من تركيبها ..

قال تعالى ( {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }فصلت39

تشاهد الان ان الاية لا تتكلم عن الجبال التي على سطح ارضنا .. ولكن تتكلم عن الجبال الاوتاد او المراسي التي تثبت الارض ..

والله المستعان

يسالونك عن الجبال
المعنى واضح ان المسئول هو الرسول وكعادة الصحابة وغيرهم كانو يسالون عن كل شىء

الجبال غير الارض بل هى مثبتات للارض وهذا واضح فى اكثر من اية وابرز دليل (انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال ) لكن الجبال تعمل كاوتاد لتثبيت الارض ومع حركة الارض المستمرة ودورانها تتحرك الجبال لاعلى جزء بسيط ومع تزايد الحركة وسرعة الدوران واختلال نظام الارض لدرجة ان الارض تغير اتجاه دورانها فتشرق الشمس من المغرب هنا تنقلع الجبل عن الارض نهائيا ( وترى الجبال كالعهن المنفوش )
عندما تنخلع الحجبال من الارض تترك مكانها قاعا هذا القاع مستوى تمام لا ترى فيه عوجا ولا امتا