النبؤات والخرافات وراء رغبة الامريكيين بــ "تدمير الأقصى"
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
النبؤات والخرافات وراء رغبة الامريكيين بــ "تدمير الأقصى"
تشير استطلاعات الرأي التي تصدرها مؤسسات بحثية تابعة لـ “ساوزرن بابتيست تشيرش” بأن اغلبية اتباع تلك الكنيسة الواسعة النفوذ في السياسة وجنود الجيش الاميركي وجنرالاتها يؤيدون اقامة الهيكل اليهودي من جديد وعلى انقاض المسجد الاقصى، ذلك ما هو وارد في كتب مؤسسي العقل العنصري للكنائس التي خرجت من رحم المعمدانيين لتبني صروحا للخرافات المستندة الى تفاسير مغرضين اغلبهم من الصهاينة المعلنين لتحولهم الى المسيحية لأهداف سياسية لا دينية.
فهل الحملة الصهيونية ضد المسجد الأقصى جاءت مصادفة بتنفيذ مخطط له انصاره الكثر لا في اسرائيل بل في اميركا وهم بعشرات الملايين؟
اتباع العقائد التي تؤمن بالخرافات هي الاكثر تقدما على الصعيد الشعبي في اميركا، هؤلاء مثل اتباع تلك الكنيسة التي تؤمن بشواهد معاصرة ترجح قرب يوم الدينونة وحرب هارمجيدون يزيدون من انصارهم بمعدل مئات الاف المؤمنين الجدد سنويا.
في بلد يلعب العلم فيه الدور الرئيسي في حياة شعبه، من المخيف حقا ان يعلم المرء بأن رئيسا اميركيا استخدم القوة بتشجيع من قسيسه لأن الاخير يعتقد بأنه لا عودة ثانية للمسيح ” ان لم يتصاعد صراخ ابليس فوق بابل” (فرانكلين غراهام المقرب من جورج بوش الآب والابن).
من المولودون الجدد ولماذا يريدون تدمير الاقصى؟
هذه الأيديولوجية التي بدأت في العام ١٨٣٠ مع رؤية لعرافة تدعى مارغريت ماكدونالدز التي التقت برجل الكنيسة جون نلسون داربي الايرلندي ومؤسس كنيسة الأخوة الصهيونية المتطرفة والذي استطاع عبر نشاطه المكثف ورحلاته المتعددة إلى أمريكا في نهاية القرن التاسع عشر من أن ينشر نبؤة مارغريت بين كنائس متعددة أصولية في الولايات المتحدة الأمريكية و عبر العالم.
هذه الخرافة التي أخذت دفعاً قوياً مع كتاب سايروس سكوفيلد الذي نشر عام ١٩٠٩ والذي باع خمسة ملايين نسخة عن منشورات أكسفورد (Scofield Bible Reference) والذي شرح فيه رؤية داربي كما يلي:
١) أن عصر النعمة التي بدأت مع يسوع المسيح لا تلغي حق اليهود وكونهم شعب الله المختار.
٢) لا يجب على المسيحيين أن يبشروا اليهود.
٣) على المسيحيين أن يساعدوا اليهود لإعادة بناء الهيكل بعد تدمير المكان المقدس للمسلمين (لمسجد الأقصى)!!
٤) كل مؤمن يجب أن يستعد لعودة المسيح القريبة جدا جدا، والتي من إشاراتها عودة اليهود إلى الأرض المقدسة وبناء هيكلهم من جديد حينها فقط سيحصل (الاختطاف) ثم تستمر زلازل ومصائب لمدة سبع سنوات, بعدها ينزل المسيح على متن (المركبة) السماوية أورشليم المبنية من ذهب (مركز ملكوته مع القديسين الذين..) كانوا قد اختطفوا من الأرض بوصفهم الفئة الناجية .
انتشار الفكرة بشكل مثير للدهشة بين السياسيين البريطانيين مطلع القرن العشرين وتأثير هذا الكتاب الذي تجاوز أمريكا إلى بريطانيا مع النشاط المكثف الذي قام به داربي قبل وفاته وتلامذته من بعده، أدى بشكل مباشر إلى وعد بلفور.
وقد اكتسبت هذه الخرافة العقائدية العنصرية دفعاً ومصداقية بعد إعلان قيام اسرائيل, ١٩٤٨ وخصوصاً بعد احتلال القدس الشرقية عام ١٩٦٧ ولا فضل للعرب.
مهدت هذه الأحداث الطريق لكتب كان تأثيرها على العامة صاعقاً وأقل ما يقال عن كتابها بأنهم أصحاب خيال دموي يربط فكرة دينية بهدف سياسي لا يمر إلى ساحة الواقع حس اعتقادهم بدون ملايي تقتل وبلدان تزلزل حتى يعطي الله لهؤلاء المفروض أنهم مختاروه أيضاً (هم واليهود فقط أبناء الله) إشارات عن قرب النهاية.
كتاب هال ليندسي (The Last Great Planet Earth) نشر عام ١٩٧٠ عمّق إيمان اليمين المسيحي الأمريكي بفكرة داربي عن نهاية العالم وعودة المسيح إلى مدى لم ينافسه فيه إلاّ سلسلة كتب (Left Behind) للإنجيلي الصهيوني تيم ليهي يعاونه جيري جنكينز الذان فسّرا أعداد وطلاسم غامضة وردت في سفر الرؤيا المشهور بـapocalips عام ١٩٩٥ بسلسلة من آلاف الصفحات، باعت أكثر من ٧٥ مليون نسخة حتى تاريخه وأنتجت ثلاثة أجزاء من فيلم يصور الأهوال التي ستجري على من لم يلتحق بركب المسيحية الصهيونية حيث أن هؤلاء سيبقون على الأرض ليعانوا مع البشرية جمعاء، بينما السادة ليندسي وروبرتسون وأتباعهم سيحظون برحلة خاصة إلى السماء على متن الغيم الذي سيظهر فيه يسوع ومعه الملائكة, وعند سماع البوق, كل المسيحيين الصهاينة حتى الأموات منهم, سيخرجون من قبورهم ليختطفهم المسيح من الأرض قبل حلول المصائب الكوارث التي ستستمر ٧ سنوات متواصلة, يسيطر خلالها عدو المسيح على الأمم المتحدة ومن خلالها يحكم العالم مع شريكه الوحش!!! حيث تجري الدماء ما بين البحر الميت وإيلات كأنهار.
ولكن هل يعقل أن يسيطر أحد بخرافة على عقول الأمريكيين؟؟ بالطبع ليس كل الأمريكيين متأثرون بهذا التيار ولكنهم القوة الصاعدة والأكثر تمويلاً وتنظيماً وحماساً (بعض الدراسات تدّعي أنهم يكسبون كل عام إلى صفوفهم ما يقارب المليون مؤمن خصوصاً وأنهم يمتلكون محطات إذاعية تزيد عن الى ١٤٠٠٠ وتلفزيونية وفضائية ٢٥٥ وتبث خطبهم بـ ١٤٧ لغة في كافةأنحاء العالم. ويدّعي هؤلاء أن عددهم في الولايات المتحدة فاق ال ٧٠ مليون مرشح للطيران!! ولكن هل لهؤلاء مصداقية؟؟؟
أن هؤلاء وعلى رأسهم روبرتسون تورطوا بتحديد نبؤات بتواريخ وأحداث أظهرت السنوات الماضية كذبها .
وكانت الأحداث تساعدهم على إدعاء الصدق، مثل قيام إسرائيل عام ١٩٤٨ وحرب ١٩٦٧ ونجاح بوش، ولكن المؤمنين بهم دائماً ما يجدون لهم أعذاراً إن كذبت نبؤاتهم، وذلك لشدة تعصب عامة جماهيرهم المدفوع بالخوف من إغضاب الرب وبالتالي البقاء في هذه الأرض بعد الاختطاف، وربما هذا ما يفسر مسارعة هؤلاء الوعاظ لتوزيع) الشربات (عند كل مصيبة تحل بالكون كتسونامي وكاترينا بوصفها الإشارات التي تحدثوا عنها عن نهاية العالم).
المؤكد أن هؤلاء الوعاظ لا يدفعهم إيمانهم الى التعامل مع أعمالهم التجارية بطريقة توحي بأنهم ذاهبون إلى السماء قريباً، ويكادون يشتركون جميعاً في سلسلة من الفضائح المالية والاحتيالات الضريبية، وكما قال صديقي الأمريكي “كل تصريح من روبرتسون بعد كارثة تقع، يعود عليه بآلاف المشتركين الجدد في شبكته التلفزيونية CBN الذي يطلب إليهم إضافة إلى دفع الاشتراك الشهري المحدد، وخصوصاً خلال العروض الحية لعمليات الشفاء بالصلوات التي يقوم بها على الهواء حيث يطلب بعدها إرسال الإيداعات على رقم حساب البرنامج للمساعدة في استمراره!!
الأمر نفسه فعله هال ليندسي ولكن بطريقة أطرف إذ أنه وخلال حملة دعم لإسرائيل عبر برنامجه التلفزيوني “تقرير الاستخبارات”، أعلن أنه حصل على رؤية من الله تفيد بوجود بترول في إسرائيل، ولذلك طلب من المشاهدين شراء أسهم في شركة Zion Oil للتنقيب، الأمر الذي تم، وضخت الملايين في أسهم هذه الشركة التي لم تكن إلا واحدة من مشاريعه الشخصية، وبعد إفلاسها لعدم اكتشاف أي بئر منتجة، أعلن مساعديه أن نبؤته عن بترول إسرائيل صحيحة ولكنهم لم يحفروا إلى العمق المطلوب!!!
ليندسي، ملهم رونالد ريغان وصديقه وعرافه الشخصي، كان قد حدد عام ١٩٨٠ موعداً لنهاية الكون، ثم عاد وقال أنه كان يجب أن ينتبه إلى أن الله يستعمل التقويم العبري فأعلن عام ٢٠٠٠ موعداً لنهاية العالم!!!
أما روبرتسون الذي أصدر كتاباً عن…. الطبخ، حقق من خلاله أرباحاً قدرت بالملايين فقد قام سابقاً بإطلاق حملة لإغاثة المهجرين بسبب المجازر الجماعية في رواندا، وبعد أن امتلأ حسابه البنكي من جمع التبرعات، بدأ بالتردد على مخيمات اللاجئين في أفريقيا حسب ادعاءه مستخدماً طائرة إغاثة خاصة معفاة من الضرائب، ويمولها المؤمنون المتبرعون، ولكن أحد شركائه التجاريين أعلن بعد فترة: “لقد كنا نسافر على طائرة الإغاثة وبات لنقل معدات إلى مناجم الألماس التي يمتلكها في زائير”.
الشريك الذي فضح روبرتسون أضاف: طوال ساعات الرحلات، لم أشاهده يلهج بقراءة الكتاب المقدس بل كان مشغولاً طوال الوقت بقراءة جريدة وول ستريت جورنال ومجلال استشارية أخرى. وقد افتضح أمر روبرتسون بعد هذه الأنباء فقام المدعي العام في ولاية فيرجينيا، مقر مؤسسة روبرتسون، بفتح تحقيق في أنشطته.
في النظام القضائي الأمريكي يعتمد القضاة بشكل كبير على مصداقية الشاهد للأخذ بها لذا يتم فحص تاريخ الشاهد قبل تقديم شهادته، لذا وعملاً بهذا المبدأ، فإن شهادات روبرتسون ساقطة سلفاً ودينياً أيضاً حيث يقول الكتاب المقدس: “ليس أحد يعلم وقت الساعة إلا الآب.. ولا حتى أنا”.
أما في العهد القديم الذي يحبه مسيحيو الصهيونية ووعاظهم، فقد كتب: “السرائر للرب، والمعلنات لنا”.
شهادة هؤلاء عن نهاية العالم تصدر عن مستفيدين وأصحاب مصلحة من تجارة بيع صكوك غفران جديدة ومبتكرة، هؤلاء الذين يدعمون إسرائيل كواجب ديني:
١) مادياً عبر جمع التبرعات
٢) إعلامياً وسياسياً.
(طلب الرئيس بوش سحب القوات الإسرائيلية من شوارع جنين بعد المجزرة الشهيرة، في رسالة علنية إلى الحكومة الاسرائيلية للإلتزام بأوسلو، فأرسل له مؤمنو الخرافة الأبوكاليبسية مائة ألف رسالة في يوم واحد، لم يسمع بعدها أي ذكر للموضوع على لسان الرئيس بوش، وبقيت الدبابات في مكانها).
٣) الدعم العسكري، عبر التطوع في قوات الجيش الإسرائيلي.
٤) مخابراتياً كما رأينا مؤخراً في قضية تجسس إيباك على البنتاغون.: “لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم” } يوحنا {.
دعاة المحبة كما يسمون أنفسهم أطلق كبيرهم بات خلال مقابلة بثت عبر شبكته التلفزيونية بتاريخ ٠٩/١٠/ تهديداً لوزارة الخارجية بضربها بقنبلة نووية احتجاجاً على عدم شدتها وتساهلها مع أعداء إسرائيل، أمر لم يحتمله أحد مشاهير اليمين المسيحي من وعاظ التلفزيون “فان أيمب” الذي علّق على فلتات روبرتسون الدموية، خاصة بعد دعوته لقتل الرئيس الفنزويلي هيوغو شافيز، قائلاً: “لا نريد بن لادن (يقصد روبرتسون) على رأس تحالفنا المسيحي”!!!!
السيد روبرتسون وخلال برنامجه نادي ال ٧٠٠ التلفزيوني اتصلت به فتاة فلسطينية مسيحية لتخبره أنها تحب أرضها وأنها لا تفهم سبباً يجعله لا يدعم حقوق الفلسطينيين!! فأجابها: “الأمر واضح، لقد أعطى الله هذه الأرض لنسل إبراهيم إلى الأبد”.
وحين علّقت بأنها مع جميع العرب من نسل إبراهيم، قال نسل سارة وإبراهيم، أما العرب الفلسطينيين فهناك أراضي شاسعة يمكنهم أن يعيشوا فيها ولكن الأرض التي أعطاها الرب ليشوع هي من حق إسرائيل “النيل والفرات هي حدود يشوع”.
وبعد، إن كان داربي وحده أنتج بلفور ودولة إسرائيل، فماذا ينتظر العالم مع أمثال روبرتسون النوويون، الذي يقول عنهم الأكاديمي الأمريكي Paul S. Boyer “أنهم يدفعون بسياسة الإدارة الأمريكية الخارجية، لتتطابق مع ما يرونه من نبؤات الكتاب المقدس ، ليضيف لو سألت أربعة من كل عشرة أمريكيين الأسئلة التالية:
١) هل تجد حرب العراق طابقة لنبؤات الانجيل المقدس؟
٢) هل تعتقد أن دولة إسرائيل هي من عمل الله بيديه صنعها؟
٣) هل تعتقد بأن تسونامي وكاترينا دلائل على قرب عودة المسيح؟
فإن جوابهم سوف يكون بـ “نعم”.|
كاتب ليبرالي آخر يقول: بين إسرائيل، وحسم الضرائب، النظام الصحي الأمريكي، الإجهاض، التعليم الديني في المدارس الحكومية، زواج المثليين، فإن إسرائيل وحدها تمثل جلّ اهتمام التيار المسيحي الصهيوني وقبل أي أمر آخر… ليضيف قولاً لجيري فالويل: “الله يتعامل مع الأمم بحسب تعاملهم وحبهم لإسرائيل”…
ف. ع
فهل الحملة الصهيونية ضد المسجد الأقصى جاءت مصادفة بتنفيذ مخطط له انصاره الكثر لا في اسرائيل بل في اميركا وهم بعشرات الملايين؟
اتباع العقائد التي تؤمن بالخرافات هي الاكثر تقدما على الصعيد الشعبي في اميركا، هؤلاء مثل اتباع تلك الكنيسة التي تؤمن بشواهد معاصرة ترجح قرب يوم الدينونة وحرب هارمجيدون يزيدون من انصارهم بمعدل مئات الاف المؤمنين الجدد سنويا.
في بلد يلعب العلم فيه الدور الرئيسي في حياة شعبه، من المخيف حقا ان يعلم المرء بأن رئيسا اميركيا استخدم القوة بتشجيع من قسيسه لأن الاخير يعتقد بأنه لا عودة ثانية للمسيح ” ان لم يتصاعد صراخ ابليس فوق بابل” (فرانكلين غراهام المقرب من جورج بوش الآب والابن).
من المولودون الجدد ولماذا يريدون تدمير الاقصى؟
هذه الأيديولوجية التي بدأت في العام ١٨٣٠ مع رؤية لعرافة تدعى مارغريت ماكدونالدز التي التقت برجل الكنيسة جون نلسون داربي الايرلندي ومؤسس كنيسة الأخوة الصهيونية المتطرفة والذي استطاع عبر نشاطه المكثف ورحلاته المتعددة إلى أمريكا في نهاية القرن التاسع عشر من أن ينشر نبؤة مارغريت بين كنائس متعددة أصولية في الولايات المتحدة الأمريكية و عبر العالم.
هذه الخرافة التي أخذت دفعاً قوياً مع كتاب سايروس سكوفيلد الذي نشر عام ١٩٠٩ والذي باع خمسة ملايين نسخة عن منشورات أكسفورد (Scofield Bible Reference) والذي شرح فيه رؤية داربي كما يلي:
١) أن عصر النعمة التي بدأت مع يسوع المسيح لا تلغي حق اليهود وكونهم شعب الله المختار.
٢) لا يجب على المسيحيين أن يبشروا اليهود.
٣) على المسيحيين أن يساعدوا اليهود لإعادة بناء الهيكل بعد تدمير المكان المقدس للمسلمين (لمسجد الأقصى)!!
٤) كل مؤمن يجب أن يستعد لعودة المسيح القريبة جدا جدا، والتي من إشاراتها عودة اليهود إلى الأرض المقدسة وبناء هيكلهم من جديد حينها فقط سيحصل (الاختطاف) ثم تستمر زلازل ومصائب لمدة سبع سنوات, بعدها ينزل المسيح على متن (المركبة) السماوية أورشليم المبنية من ذهب (مركز ملكوته مع القديسين الذين..) كانوا قد اختطفوا من الأرض بوصفهم الفئة الناجية .
انتشار الفكرة بشكل مثير للدهشة بين السياسيين البريطانيين مطلع القرن العشرين وتأثير هذا الكتاب الذي تجاوز أمريكا إلى بريطانيا مع النشاط المكثف الذي قام به داربي قبل وفاته وتلامذته من بعده، أدى بشكل مباشر إلى وعد بلفور.
وقد اكتسبت هذه الخرافة العقائدية العنصرية دفعاً ومصداقية بعد إعلان قيام اسرائيل, ١٩٤٨ وخصوصاً بعد احتلال القدس الشرقية عام ١٩٦٧ ولا فضل للعرب.
مهدت هذه الأحداث الطريق لكتب كان تأثيرها على العامة صاعقاً وأقل ما يقال عن كتابها بأنهم أصحاب خيال دموي يربط فكرة دينية بهدف سياسي لا يمر إلى ساحة الواقع حس اعتقادهم بدون ملايي تقتل وبلدان تزلزل حتى يعطي الله لهؤلاء المفروض أنهم مختاروه أيضاً (هم واليهود فقط أبناء الله) إشارات عن قرب النهاية.
كتاب هال ليندسي (The Last Great Planet Earth) نشر عام ١٩٧٠ عمّق إيمان اليمين المسيحي الأمريكي بفكرة داربي عن نهاية العالم وعودة المسيح إلى مدى لم ينافسه فيه إلاّ سلسلة كتب (Left Behind) للإنجيلي الصهيوني تيم ليهي يعاونه جيري جنكينز الذان فسّرا أعداد وطلاسم غامضة وردت في سفر الرؤيا المشهور بـapocalips عام ١٩٩٥ بسلسلة من آلاف الصفحات، باعت أكثر من ٧٥ مليون نسخة حتى تاريخه وأنتجت ثلاثة أجزاء من فيلم يصور الأهوال التي ستجري على من لم يلتحق بركب المسيحية الصهيونية حيث أن هؤلاء سيبقون على الأرض ليعانوا مع البشرية جمعاء، بينما السادة ليندسي وروبرتسون وأتباعهم سيحظون برحلة خاصة إلى السماء على متن الغيم الذي سيظهر فيه يسوع ومعه الملائكة, وعند سماع البوق, كل المسيحيين الصهاينة حتى الأموات منهم, سيخرجون من قبورهم ليختطفهم المسيح من الأرض قبل حلول المصائب الكوارث التي ستستمر ٧ سنوات متواصلة, يسيطر خلالها عدو المسيح على الأمم المتحدة ومن خلالها يحكم العالم مع شريكه الوحش!!! حيث تجري الدماء ما بين البحر الميت وإيلات كأنهار.
ولكن هل يعقل أن يسيطر أحد بخرافة على عقول الأمريكيين؟؟ بالطبع ليس كل الأمريكيين متأثرون بهذا التيار ولكنهم القوة الصاعدة والأكثر تمويلاً وتنظيماً وحماساً (بعض الدراسات تدّعي أنهم يكسبون كل عام إلى صفوفهم ما يقارب المليون مؤمن خصوصاً وأنهم يمتلكون محطات إذاعية تزيد عن الى ١٤٠٠٠ وتلفزيونية وفضائية ٢٥٥ وتبث خطبهم بـ ١٤٧ لغة في كافةأنحاء العالم. ويدّعي هؤلاء أن عددهم في الولايات المتحدة فاق ال ٧٠ مليون مرشح للطيران!! ولكن هل لهؤلاء مصداقية؟؟؟
أن هؤلاء وعلى رأسهم روبرتسون تورطوا بتحديد نبؤات بتواريخ وأحداث أظهرت السنوات الماضية كذبها .
وكانت الأحداث تساعدهم على إدعاء الصدق، مثل قيام إسرائيل عام ١٩٤٨ وحرب ١٩٦٧ ونجاح بوش، ولكن المؤمنين بهم دائماً ما يجدون لهم أعذاراً إن كذبت نبؤاتهم، وذلك لشدة تعصب عامة جماهيرهم المدفوع بالخوف من إغضاب الرب وبالتالي البقاء في هذه الأرض بعد الاختطاف، وربما هذا ما يفسر مسارعة هؤلاء الوعاظ لتوزيع) الشربات (عند كل مصيبة تحل بالكون كتسونامي وكاترينا بوصفها الإشارات التي تحدثوا عنها عن نهاية العالم).
المؤكد أن هؤلاء الوعاظ لا يدفعهم إيمانهم الى التعامل مع أعمالهم التجارية بطريقة توحي بأنهم ذاهبون إلى السماء قريباً، ويكادون يشتركون جميعاً في سلسلة من الفضائح المالية والاحتيالات الضريبية، وكما قال صديقي الأمريكي “كل تصريح من روبرتسون بعد كارثة تقع، يعود عليه بآلاف المشتركين الجدد في شبكته التلفزيونية CBN الذي يطلب إليهم إضافة إلى دفع الاشتراك الشهري المحدد، وخصوصاً خلال العروض الحية لعمليات الشفاء بالصلوات التي يقوم بها على الهواء حيث يطلب بعدها إرسال الإيداعات على رقم حساب البرنامج للمساعدة في استمراره!!
الأمر نفسه فعله هال ليندسي ولكن بطريقة أطرف إذ أنه وخلال حملة دعم لإسرائيل عبر برنامجه التلفزيوني “تقرير الاستخبارات”، أعلن أنه حصل على رؤية من الله تفيد بوجود بترول في إسرائيل، ولذلك طلب من المشاهدين شراء أسهم في شركة Zion Oil للتنقيب، الأمر الذي تم، وضخت الملايين في أسهم هذه الشركة التي لم تكن إلا واحدة من مشاريعه الشخصية، وبعد إفلاسها لعدم اكتشاف أي بئر منتجة، أعلن مساعديه أن نبؤته عن بترول إسرائيل صحيحة ولكنهم لم يحفروا إلى العمق المطلوب!!!
ليندسي، ملهم رونالد ريغان وصديقه وعرافه الشخصي، كان قد حدد عام ١٩٨٠ موعداً لنهاية الكون، ثم عاد وقال أنه كان يجب أن ينتبه إلى أن الله يستعمل التقويم العبري فأعلن عام ٢٠٠٠ موعداً لنهاية العالم!!!
أما روبرتسون الذي أصدر كتاباً عن…. الطبخ، حقق من خلاله أرباحاً قدرت بالملايين فقد قام سابقاً بإطلاق حملة لإغاثة المهجرين بسبب المجازر الجماعية في رواندا، وبعد أن امتلأ حسابه البنكي من جمع التبرعات، بدأ بالتردد على مخيمات اللاجئين في أفريقيا حسب ادعاءه مستخدماً طائرة إغاثة خاصة معفاة من الضرائب، ويمولها المؤمنون المتبرعون، ولكن أحد شركائه التجاريين أعلن بعد فترة: “لقد كنا نسافر على طائرة الإغاثة وبات لنقل معدات إلى مناجم الألماس التي يمتلكها في زائير”.
الشريك الذي فضح روبرتسون أضاف: طوال ساعات الرحلات، لم أشاهده يلهج بقراءة الكتاب المقدس بل كان مشغولاً طوال الوقت بقراءة جريدة وول ستريت جورنال ومجلال استشارية أخرى. وقد افتضح أمر روبرتسون بعد هذه الأنباء فقام المدعي العام في ولاية فيرجينيا، مقر مؤسسة روبرتسون، بفتح تحقيق في أنشطته.
في النظام القضائي الأمريكي يعتمد القضاة بشكل كبير على مصداقية الشاهد للأخذ بها لذا يتم فحص تاريخ الشاهد قبل تقديم شهادته، لذا وعملاً بهذا المبدأ، فإن شهادات روبرتسون ساقطة سلفاً ودينياً أيضاً حيث يقول الكتاب المقدس: “ليس أحد يعلم وقت الساعة إلا الآب.. ولا حتى أنا”.
أما في العهد القديم الذي يحبه مسيحيو الصهيونية ووعاظهم، فقد كتب: “السرائر للرب، والمعلنات لنا”.
شهادة هؤلاء عن نهاية العالم تصدر عن مستفيدين وأصحاب مصلحة من تجارة بيع صكوك غفران جديدة ومبتكرة، هؤلاء الذين يدعمون إسرائيل كواجب ديني:
١) مادياً عبر جمع التبرعات
٢) إعلامياً وسياسياً.
(طلب الرئيس بوش سحب القوات الإسرائيلية من شوارع جنين بعد المجزرة الشهيرة، في رسالة علنية إلى الحكومة الاسرائيلية للإلتزام بأوسلو، فأرسل له مؤمنو الخرافة الأبوكاليبسية مائة ألف رسالة في يوم واحد، لم يسمع بعدها أي ذكر للموضوع على لسان الرئيس بوش، وبقيت الدبابات في مكانها).
٣) الدعم العسكري، عبر التطوع في قوات الجيش الإسرائيلي.
٤) مخابراتياً كما رأينا مؤخراً في قضية تجسس إيباك على البنتاغون.: “لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم” } يوحنا {.
دعاة المحبة كما يسمون أنفسهم أطلق كبيرهم بات خلال مقابلة بثت عبر شبكته التلفزيونية بتاريخ ٠٩/١٠/ تهديداً لوزارة الخارجية بضربها بقنبلة نووية احتجاجاً على عدم شدتها وتساهلها مع أعداء إسرائيل، أمر لم يحتمله أحد مشاهير اليمين المسيحي من وعاظ التلفزيون “فان أيمب” الذي علّق على فلتات روبرتسون الدموية، خاصة بعد دعوته لقتل الرئيس الفنزويلي هيوغو شافيز، قائلاً: “لا نريد بن لادن (يقصد روبرتسون) على رأس تحالفنا المسيحي”!!!!
السيد روبرتسون وخلال برنامجه نادي ال ٧٠٠ التلفزيوني اتصلت به فتاة فلسطينية مسيحية لتخبره أنها تحب أرضها وأنها لا تفهم سبباً يجعله لا يدعم حقوق الفلسطينيين!! فأجابها: “الأمر واضح، لقد أعطى الله هذه الأرض لنسل إبراهيم إلى الأبد”.
وحين علّقت بأنها مع جميع العرب من نسل إبراهيم، قال نسل سارة وإبراهيم، أما العرب الفلسطينيين فهناك أراضي شاسعة يمكنهم أن يعيشوا فيها ولكن الأرض التي أعطاها الرب ليشوع هي من حق إسرائيل “النيل والفرات هي حدود يشوع”.
وبعد، إن كان داربي وحده أنتج بلفور ودولة إسرائيل، فماذا ينتظر العالم مع أمثال روبرتسون النوويون، الذي يقول عنهم الأكاديمي الأمريكي Paul S. Boyer “أنهم يدفعون بسياسة الإدارة الأمريكية الخارجية، لتتطابق مع ما يرونه من نبؤات الكتاب المقدس ، ليضيف لو سألت أربعة من كل عشرة أمريكيين الأسئلة التالية:
١) هل تجد حرب العراق طابقة لنبؤات الانجيل المقدس؟
٢) هل تعتقد أن دولة إسرائيل هي من عمل الله بيديه صنعها؟
٣) هل تعتقد بأن تسونامي وكاترينا دلائل على قرب عودة المسيح؟
فإن جوابهم سوف يكون بـ “نعم”.|
كاتب ليبرالي آخر يقول: بين إسرائيل، وحسم الضرائب، النظام الصحي الأمريكي، الإجهاض، التعليم الديني في المدارس الحكومية، زواج المثليين، فإن إسرائيل وحدها تمثل جلّ اهتمام التيار المسيحي الصهيوني وقبل أي أمر آخر… ليضيف قولاً لجيري فالويل: “الله يتعامل مع الأمم بحسب تعاملهم وحبهم لإسرائيل”…
ف. ع
الحالم- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 1116
تاريخ التسجيل : 27/01/2014
رد: النبؤات والخرافات وراء رغبة الامريكيين بــ "تدمير الأقصى"
أكرمك الله أخينا العبد السالك
أخينا هم يحاربوننا عن عقيدة فاسدة، فيجيشون لحروبهم بهذا الدافع
ونحن خذلنا وبات حالنا على ما هو عليه، لأننا لم ننقاد لشرعنا الحنيف، وندرك حقيقة الصراع الأزلي -العقدي-
وهذا موضوع ذو صلة
هل سمعتم عن محاولات اقتحام المسجد الأقصى؟!!!!... قبل أن نستيقظ على فاجعة.. متابعة متجددة
https://t3beer.ahlamontada.com/t2715-topic#55301
أخينا هم يحاربوننا عن عقيدة فاسدة، فيجيشون لحروبهم بهذا الدافع
ونحن خذلنا وبات حالنا على ما هو عليه، لأننا لم ننقاد لشرعنا الحنيف، وندرك حقيقة الصراع الأزلي -العقدي-
وهذا موضوع ذو صلة
هل سمعتم عن محاولات اقتحام المسجد الأقصى؟!!!!... قبل أن نستيقظ على فاجعة.. متابعة متجددة
https://t3beer.ahlamontada.com/t2715-topic#55301
عاشقة السماء- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
- عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
مواضيع مماثلة
» نتنياهو: يمكننا تدمير الأقصى بسهولة لو أردنا
» [ أحداث مصر في النبؤات ]
» حكومات آخر الزمان في النبؤات
» تدمير مــــكـــة هذا العام او الذي يليه
» الجيش العراقي يبدأ حملة (تدمير) الموصل .... متابعة جادة !!!
» [ أحداث مصر في النبؤات ]
» حكومات آخر الزمان في النبؤات
» تدمير مــــكـــة هذا العام او الذي يليه
» الجيش العراقي يبدأ حملة (تدمير) الموصل .... متابعة جادة !!!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى