مجزرة العتيبة بين التحليلات والبيانات.. وما قاله "دبدوب"!

مجزرة العتيبة بين التحليلات والبيانات.. وما قاله "دبدوب" !

27/4/1435

بثت قناة المنار التي تملكها مليشيا حزب الله (حالش) ما دعتها مشاهد خاصة للحظات تنفيذ الجيش العربي السوري للكمين الذي أودى بعشرات المسلحين الإرهابيين في غوطة دمشق.

الشريط الذي صور من بعيد لا يظهر إلا أشباحاً يتحركون صفاً واحداً بالقرب من شبكة كهرباء مرمية على الأرض ترصدهم كاميرا يبدو أنها زودت بـ"مرشح" فبدت الصورة قاتمة مشوشة عن قصد، وتصف المذيعة لحظات استهداف المسلحين في الشريط الذي يبدو سيء الإخراج قائلة: "إن رتلاً ضخماً من المسلحين يتحرك راجلاً في منطقة بركة العتيبة، وتضيف بافتعالية: "نشاهد لحظة تعرضه للكمين المحكم الذي نفذه الجيش السوري في منطقة الغوطة الشرقية في بركة العتيبة، الكمين الذي انقسم إلى قسمين، إلى تفجيرين أتى على القسم الاكبر من هذه المجموعات وأكمل التفجير الثاني على من تبقى".

وتتابع المذيعة: "نسمع الطلقات النارية للجيش السوري على من تبقى من هذه المجموعات ونشاهد التفجير الآخر الكمين الذي اتى على من تبقى"، موضحة أن المقطع هو مقطع حصري للمنار "للكمين الضخم.. الكمين الأضخم، الكمين المحكم للجيش السوري الذي نفذه في الغوطة الشرقية في بركة العتيبة لهذا العدد الكبير لهذا الرتل الضخم من المسلحين". ومن تعليقات المذيعة يبدو الارتباك والتكرار المفتعل في شريط يفترض أنه يشكل انتصاراً لما تسميه المذيعة الجيش السوري، ولكن الإخراج والأداء جاء ركيكاً ومفضوحاً كما يرى الإعلامي موسى العمر الذي علق على هذه المهزلة الإعلامية بالقول إن الإنسان البسيط الذي لا يفقه كثيراً في الأمور العسكرية يستطيع وبمقارنة سريعة للفيديوهات التي بثها إعلام دجال الممانعة (بشار) وإعلام دجال المقاومة (نصر الله) يعرف أن المقاتلين لا يسيرون على هذا النسق الفردي وبعدد يصل إلى 175.

وأضاف العمر: لا يمكن لمقاتلين يبلغ عددهم 175 أن يكون تسليحهم بضع بنادق روسية حسب ما عرضه إعلام المقاومة والممانعة، فالفيديو الذي عرضته قناة "حالش" يظهر تفجيرين عظيمين يفترض أن تصبح الأجساد معها أشلاء ممزقة ومتفرقة.بينما الفيديو الذي عرضته فضائية النظام يظهر أجساد القتلى سليمة وكأنها أعدمت ميدانياً. وفيما أحدث التفجيران العظيمان ناراً هائلة كما في مقطع المنار نرى الأعشاب -وهي يابسة!- في مقطع الإخبارية لم يمسسها سوء.

ويردف الإعلامي العمر: يبدو أن التنسيق بين مخرج فيديو دجال الممانعة ومخرج فيديو دجال_المقاومة لم يكن بالمستوى المطلوب فخرج الأداء ركيكاً ومفضوحا.

وأحصى العمر الشهداء في مقطع قناة المنار فبدا له من ظهر منذ بداية الرتل إلى لحظة انفجار الألغام ٢٢٣ شهيداً، ومشيتهم وهيئتهم تدل على أنهم مدنيون عزل، مؤكدا: "يبدو أن تفجيرهم واستهدافهم تم بعمل محكم كاعدام جماعي رداً على هزائم حالش في يبرود"

وفي سياق متصل كشفت متابعة ناشطين لأحد المقاطع التي بثها الإعلامي "حسين مرتضى" المحسوب على مخابرات النظام، أمرا يكاد يكون الدليل الأكبر على تكذيب رواية النظام والمرصد السوري معا، من أن القتلى هم من المسلحين، وبالذات من "الكتائب الإسلامية"، حيث ظهرت في المقطع الذي نشره "مرتضى" للمجزرة صورة لعبة "دبدوب" في الثانية 25 من المقطع، فمن أين جاء هذا "الدبدوب"!، وقبله بثانية تقريبا ظهر كتاب حصن المسلم (كنوع من الإدانة!!) فوق صدر أحد القتلى، دون أن يكون ممزقا ولا محروقا.

من جانبه نشر المكتب الحقوقي الموحد في الغوطة الشرقية بيانا شرح فيه ملابسات مجزرة العتيبة، مؤكدا أنه وفي صبيحة يوم الربعاء 26 الشهر الجاري قامت مجموعة من المدنيين يزيد عددهم عن 175 شخصا بمحاولة الخروج من الغوطة المحاصرة.

وأكد المكتب أن قوات بشار ومرتزقة "حالش" و"أبو الفضل العباس" نصبوا كمينا لهؤلاء المدنيين، فجروا خلالهما حزامين من الألغام، بفاصل نصف دقيقة، ثم تم استهداف هؤلاء المدنيين براجمات الصواريخ والرشاشات الثقيلة يقاع أكبر عدد من الإصابات بينهم، وعند قدموا نجدة من الفصائل المقاتلة سارعت قوات النظام بإعدام الجرحى ميدانيا.

وأكد المكتب الحقوقي أن البعض تمكنوا من النجاة، وأصيب قسم منهم بجروح خطيرة، وهم يتلقون العلاج في إحدى المشافي الميدانية.

ووجه بيان المكتب الحقوقي الموحد في الغوطة نقدا صريحا للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تطابقت روايته مع رواية النظام، من أن المستهدفين مسلحون، ونوه المكتب بأن رواية المرصد لا تتمتع بالمصداقية، كونه لايملك أي وجود على أرض الغوطة، وليس لديه تواصل مع ناشطين أو حقوقيين فاعلين في المنطقة.
وكانت رواية المرصد السوري تطابقت إلى حد كبير مع رواية إعلام النظام وتلفزيون المنار، بشأن ملابسات مجزرة العتيبة، وقد أضاف هذا التطابق علامة استفهام كبرى جديدة إلى سجل عمل المرصد، ومدى مصداقيته.

وإثر ما تعرض له من انتقادات على ما يبدو، أصدر المرصد بيانا يشير فيه إلى أن "القوات النظامية السورية تنكل بجثث شهداء كمين الغوطة الشرقية".

ولكن المرصد بقي مصرا على أن الجثث تعود إلى "مقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة وجبهة النصرة".

المصدر: زمان الوصل