الحج والاشهر المعلومات والاشهر الحرم

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول رب العزة: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ) (البقرة /197 )
فمعنى (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ) هي أن موسم الحج الذى يمكن ان تؤدى خلاله فريضة الحج هو أشهر معلومات معروفات للعرب وقت نزول القرآن الكريم. أى هناك أشهر معلومة للحج يعلمها العرب ومن أدى فريضة الحج فى هذه الأشهر فعليه أن يلتزم بواجبات الحج والأحرام عند بيت الله .

وكانت تلك الأشهر معلومات للعرب لأنها هى نفس الأشهر الحرم التى كانوا يلتزمون فيها باداء فريضة الحج ، والتى كانوا يلتزمون فيها بعدم الاقتتال ، ثم إذا أحلوا القتال فيها أو فى بعضها أعلنوا ذلك فى محافلهم و كان منها سوق عكاظ. وهذا هو النسىء قال تعالى (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ ...َ ) ( التوبة 37 ) ومع أن النسىء كان زيادة فى الكفر أو كفرا متطرفا إلا إنه كان يعرف الأشهر الحرم مبدئيا ويعترف بحرمتها ، ويلتزم بذلك غالبا ، ويستحل بعضها أحيانا ـ ولكن يعلن ذلك.

قال تعالى (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ ) يعنى أن فريضة الحج تستغرق أياما معدودات. ويمكن تأدية الفريضة فى هذه الأيام المعدودات فى أى وقت خلال الأشهر الأربعة الحرم. وقال تعالى في الآية الأخيرة عن الحج فى السورة: (وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى ..َ) ( البقرة 203 ) فماهى العلاقة بين الأشهر المعلومات والأيام المعدودات ؟  الأيام المعدودات هى المدة التى تكفى قضاء مناسك الحج خلال أشهر الحج أو موسم الحج الذى يستمر أربعة أشهر كل عام

ما هى أشهر الحج الحقيقية ؟ من خلال سورة التوبة نتعرف على الأشهر الحرم الحقيقية، ففيها نزل إعلان البراءة من كل المشركين المعتدين وأعطاهم مهلة أربعة أشهر هى الأشهر الحرم ليكفوا عن الاعتداء ، وأذيع ذلك الإعلان يوم الحج الأكبر ، أى بداية موسم الحج. قال تعالى من سورة التوبة: ( بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ) هذا إعلان البراءة. وتقول الاية الثانية : (فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ ) وهذه هى المهلة : أربعة أشهر.

ونزلت سورة البراءة في غزوة تبوك وكانت غزوة تبوك في شهر رجب وبعدها عاد النبي صلى الله واصحابة الى المدينة وذلك في شهر رمضان


قال تعالى : (فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ .. ) وهنا نهاية المهلة. وهنا أيضا التوضيح بأن مهلة الأربعة أشهر هى نفسها الأشهر الأربعة الحرم التى يحرم فيها القتال، وأنها تبدأ بموسم الحج، ثم تستمر متتابعة الى انسلاخ الأشهر الحرم كلها .والأشهر الحرم هى " شوال ، ذو القعدة ، ذو الحجة ، محرم  "  وكلمة ( إنسلخ ) تفيد التتابع . أى أن الأشهر الحرم تأتى متتابعة متلاحقة .

ومصطلح الانسلاخ جاء فى قوله تعالى : (وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ ) ( يس 37 ) فالله تعالى يسلخ النهار من الليل فيحل الظلام . والنهار ينسلخ بالتتابع ومرة واحدة ،ولا تبقى أجزاء من النهار تأتى بعد الظلام إذن كيف يكون رجب من الأشهرالحرم ؟!!
الحج خلال تلك الأشهر الحرم المعلومات للعرب هو ما كانت عليه ملة ابراهيم عليه السلام ، وهو الذى بوّأ الله تعالى له مكان البيت ، فأعاد بناءه مع ابنه اسماعيل ، وهو الذى أعلن الدعوة الى الحج. ثم قام العرب فى الجاهلية بتحريف مناسك الحج والنسىء في أشهره الحرم فنزل القرآن الكريم يصحح ويوضح وييسر .


وهي محددة بالاهلة قال تعالى (( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون ( 189 ) لو كان الحج في شهر ذوالحجة فقط فلا حاجة لمعرفة الاهلة ولكن في هذه الآية نص صريح أن الأهله مواقيت للناس وكذلك مواقيت للحج في الاشهر الاربعه ولذلك يلزم متابعة الاهله لتحديد مواعيد الحج

والله أعلم

ومن عجيب تسمية الاشهر الهجرية ربيع الاول وربيع الثاني وبعدهما جمادى الاولى وجمادى الثاني وسبب تسمية جمادى ان الماء يجمد ..!!

ولا اعلم هل فصل الشتاء ياتي بعد فصل الربيع ام ان الذي بعد فصل الربيع هو الصيف ، ورمضان سمى رمضان لاشتداد الحر ..!!!

أخي مؤمن ذكرت أن الأشهر الحرم هي شوال وذو القعدة وذو الحجة ومحرم والصحيح هو رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم ....ورجب الذي يأتي بين جمادى وشعبان وهو الشهر الذي نحن فيه الآن وبارك الله فيك .....
ورد في الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم،
ورجب، شهر مُضر، الذي بين جمادى وشعبان" .وقوله: ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان، لأن ربيعة كانوا يحرمون شهر رمضان ويسمونه رجباً،
وكانت مضر تحرم رجباً نفسه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الذي بين جمادى وشعبان" تأكيداً وبياناً لصحة ما سارت عليه مُضر.

ومن أعلمك بالصحيح بارك الله فيك ..!!

رجب ليس من الاشهر الحرم وليس له حرمه ، والمقصود بالاشهر الحرم هي اشهر الحج وهي اربعة اشهر متلاحقه
وليست كما يروج لها وهناك من دس في الاحاديث لعلة ٍ في نفسه ..!!

في هذا كلة هناك اشياء كثير غامضة ومخفية .. مع الوقت سوف يكتشف كل شئ .. القران يوضح ان القتال ممكن يكون في اشهر الحرم .. اذن ليس من هذه الاشهر الاربعه الممنوعه هو القتال هناك شئ اخر ..

عدد الشهور اثنا عشر شهر .. اربعه منها ممنوعه .. ممنوعه من ماذا .. هذا الي نريد معرفته ..

انا اريد اعرف نقطة واحدة .. وهي الي بتكشف لنا كل هذا الغموض .. على مدى التاريخ .. هل كل الناس تحج فقط في ذي الحجة في العشر الاوائل فقط .. ام كانت ممكن تحج في ذي الحجة او في محرم او في ذي القعدة او في رجب ..

عندي شعور ان الحج سابقا .. كان اكثر من مره ولكن في هذه الاشهر الاربعه .. فاتى الاسلام فجعله مره واحدة .. وجعل العمره مكان الحج في الاشهر الاخرى ..

هذا والله اعلم

اهلا باخي الهمداني والحج بحسب سياق الايات في الاربعة اشهر وهي محددة بالاهلة وهي الاشهر الحرم التي حرم الله فيها القتال
4 اشهر والسنة 12 شهر يتبقى ثمانية اشهر بمعنى 4 اشهر حرم / 4 اشهر / 4 اشهر

ولكن ماذا تقصد بممنوعه من غير القتال ؟؟ هل لك أن تفيدنا بما فتح الله عليك

هناك بعض الافكار المتضاربة ان شاء الله اجمعها .. احس بان هناك شئ غامض حول هذه الاشهر الحرم

ولكن اعتقد ان الاربعه الاشهر المذكورة في القران بانها حرم .. ليس المقصود بها .. ان افضل من الاشهر الاخر ولا يجب القتال فيها .. طيب لو غزتك دولة بتقله عندنا الحين شهر حج ارجع لشهر محرم او الي بعده الا جانب ان رمضان تفتح فيه ابواب السماء ولم يتم جعله من الاشهر الحرم .. قوانين الله سبحانة وتعالى واضحة .. اي شهر من الاثنا عشر ممكن تقاتل وتصلي وتصوم .. كل الاشهر متساوية ولا يوجد بينها وبين اي شهر اخر اي زيادة او اجر

الاربعه الاشهر المقصوده في القران .. اعتقد انه تشريع سماوي اثناء المعاهدات او الصلح مع الاعداء .. اذا قام العدو بنقض الصلح او العهد .. على الطرف الثاني وبموجب هذا التشريع السماوي الانتظار اربعه اشهر .. لا يقدم على المعركة او الحرب ضد العدو .. اذا مضت الاربعه الاشهر .. ولم ياتي من العدو اي نتائج جديده بنقضة العهد او الهدنة او اي صلح جديد.. في هذه الحاله .. ممكن بعد الاربعه الاشهر هذه اعلان الحرب على هذا الطرف الي نقض المعاهده ..

فمعنى ذلك ان الاربعه الاشهر ممكن تكون اي شهر ممكن تكون ربيع اول وربيع ثاني وجماد اول وجماد ثاني .. وفي حال قام العدو بالاعتداء عليك ومقاتلتك .. فقاتله حتى قبل ان تنقضي الاربعه الاشهر المهله لهم حتى يرجعوا عن نقضهم للعهد والهدنه

قال تعالى (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ ) يعني معاهده من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين .. فسيحوا يعني تحركوا او امضوا في الارض اربعه اشهر من بعد نقض العهد بيينا وبينكم لن يصيبهم اي قتال او شئ .. الخ

قال تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

ففي هذه الاية يسئل المسلمين .. هل في الشهر الممنوحة للعدو بالرجوع فيه عن العهد .. ممكن نقاتل فيها .. يخبرهم ان القتال فيها بدون ان يقدم العدو على الحرب قتال فيها كبير وصد عن سبيل الله وكفر به .. اي ترك فرصه للصلح واجحاد بهذا العهد والهدنه .. ويخبرهم ايضا .. المسجد الحرام واخراج اهله منه اي الحجاج والمصلين اثناء الحرب في الحرم .. اكبر من هذا العهد ومن اي فرصه درئنا للحرب .. والفتنه والاختلاف بين الناس اشد واعظم من مجرد الحرب والاقتتال .. الخ

هذا والله اعلم ..

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 1] قَالَ: إِلَى أَهْلِ الْعَهْدِ، مِن خُزَاعَةَ وَمُدْلِجٍ، وَمَنْ كَانَ لَهُ عَهْدٌ مِنْ غَيْرِهِمْ، قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص: 213] مِنْ تَبُوكَ، حِينَ فَرَغَ مِنْهَا، فَأَرَادَ الْحَجَّ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ يَحْضُرُ الْبَيْتَ مُشْرِكُونَ يَطُوفُونَ عُرَاةً، فَلَا أُحِبُّ أَنْ أَحُجَّ حَتَّى لَا يَكُونَ ذَلِكَ فَأَرْسَلَ أَبَا بَكْرٍ وَعَلِيًّا، فَطَافَا فِي النَّاسِ بِذِي الْمَجَازِ بِأَمْكِنَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا يَتَبَايَعُونَ فِيهَا كُلِّهَا، وَبِالْمَوْسِمِ كُلِّهِ، فَآذَنُوا أَصْحَابَ الْعَهْدِ بِأَنْ يَأْمَنُوا أَرْبَعَةَ أَشْهُرِ وَهِي الأشْهُرُ الْحُرُمُ الْمُنْسَلِخَاتِ الْمُتَوَالِيَاتِ: عَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ إِلَى عَشْرٍ تَخْلُوَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرَ، ثُمَّ لَا عَهْدَ لَهُمْ وَآذَنَ النَّاسَ كُلَّهُمْ بِالْقِتَالِ، إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا

10 / 12 الى 10 / 1 شهر
10 / 1 الى 10 / 2 شهر
10 / 2 الى 10 / 3 شهر
10 / 3 الى 10 / 4 شهر

والعلم عند الله

(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : " لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْزُو فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ إِلا أَنْ يُغْزَى وَإِذَا حَضَرَ ذَلِكَ أَقَامَ حَتَّى يَنْسَلِخَ " . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، عَنِ اللَّيْثِ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ : إِلا أَنْ يُغْزَى أَوْ يَغْزُو


لا يتم الغزو في هذه الاشهر الحرم ولكن اذا حدث ان غزي عليهم فلامانع من القتال ورد العدو ..!!

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ اللَّيْثِ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَقُولُ: إنَّ اللَّهَ قال: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} وقال: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} فَأَخْلِصُوا أَشْهُرَ الْحَجِّ لِلْحَجِّ وَاعْتَمِرُوا فِيمَا سِوَاهَا مِنْ الشُّهُورِ وَذَلِكَ لِأَنَّ مِنْ اعْتَمَرَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ لَمْ تَتِمَّ عُمْرَتُهُ إلَّا بِهَدْيٍ، وَمَنْ اعْتَمَرَ فِي غَيْرِ أَشْهُرِ الْحَجِّ تَمَّتْ عُمْرَتُهُ إلَّا أَنْ يَتَطَوَّعَ بِهَدْيٍ غَيْرِ وَاجِبِ

الهمداني كتب:
فمعنى ذلك ان الاربعه الاشهر ممكن تكون اي شهر ممكن تكون ربيع اول وربيع ثاني وجماد اول وجماد ثاني .. وفي حال قام العدو بالاعتداء عليك ومقاتلتك .. فقاتله حتى قبل ان تنقضي الاربعه الاشهر المهله لهم حتى يرجعوا عن نقضهم للعهد والهدنه

قال تعالى (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ ) يعني معاهده من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين .. فسيحوا يعني تحركوا او امضوا في الارض اربعه اشهر من بعد نقض العهد بيينا وبينكم لن يصيبهم اي قتال او شئ .. الخ

قال تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

أخي/ الهمداني

من الجميل انك تستدل على رأيك .. ولو كان فهمك للمعنى مختلف عن ظاهر ما تستدل به .. لان هذا لايبعدنا عن الحقيقة كثيرا !!!

فبالنسبة للأشهر الحرم فهي محددة ومعروفة وقد ورد ذلك في الصحيحين:

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب، شهر مُضر، الذي بين جمادى وشعبان" . متفق عليه

والحكمة والله أعلم في كون (رجب شهرا حراماً) هو أنه يسبق شهر فضيل وهو "رمضان المبارك" .. حيث أن أية حرب تبدأ في رجب فمن المحتمل جدا أن تمتد حتى رمضان .. وهذا الشهر الاصل فيه أنه شهر استقرار ودعه تفرغاً للعبادة والقيام .. وقد يشاء الله أن تحدث فيه معارك لحكمة يريدها عز وجل كخطر داهم غير معلوم أو فتح نافع للاسلام كفتح مكة مثلا .. واما الشهور المتواليات: (ذو القعدة وذو الحجة والمحرم) فلأنها تمثل أشهر الحج والافضل هو عدم القتال فيها تهيئة وتفرغاً لهذا الركن العظيم من تجهيزات وحفاظ على الأمن وتيسير الطرق .. وكل ذلك ينتفي فيما لو حدثت حرب في هذه الاشهر حتى وإن كان البلد ليس البلد الحرام .. لان ذلك يمنع وصول الحجيج من تلك البلدان لمكة في الغالب .. والله أعلى وأعلم

فتوى للعلامة بن باز رحمه الله حول الاشهر الحرم:

http://www.binbaz.org.sa/mat/3846

ومما سبق يتضح بأن الاشهر الحرم مختلفة عن الاشهر الاربع الواردة في مطلع سورة التوبة:

قال تعالى: ((بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ) الآيات

والاختلاف بينها من اوجه:

* ان هذه الاشهر أربع متواليات .. والاشهر الحرم منها ثلاث متواليات فقط !!!

* أن هذه الاشهر خاصة باهل العهود والمواثيق من المشركين .. أما الاشهر الحرم فهي خاصة باهل الاسلام كافة !!!

* ان هذه الاشهر خاصة بزمن النبي صلى الله عليه وسلم وبوحي من الله عز وجل .. وليست خاصة بكل زمن كالاشهر الحرم .. بمعنى أن المدة قابلة للزيادة والنقص بحسب العهود ومدتها ..

* ان الاشهر الاربع هي خاصة بالعهود المنقوضة التي لم يوضع لها وقت "كالعهود الاستراتيجية في عصرنا".. أو من حدد له عهد دون اربعة أشهر .. فقد تختلف الظروف ويكون كل من له عهد محدد الوقت لا يتجاوز الشهرين .. فتصبح المدة شهرين للجميع كحد أقصى .. وإن لم يكن هناك عهد محدد الوقت مع أحد فيكون الوقت بعد انسلاخ الاشهر الحرم

وانظر هنا لتفسير ابن كثير رحمه الله:

{ براءة من اللّه ورسوله} أي هذه براءة أي تبرؤ من اللّه ورسوله { إلى الذين عاهدتم من المشركين، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر} . اختلف المفسرون ههنا اختلافاً كثيراً، فقال قائلون: هذه الآية لذوي العهود المطلقة غير المؤقتة، أو من له عهد دون أربعة أشهر فيكمل له أربعة أشهر، فأما من كان له عهد مؤقت فأجله إلى مدته مهما كان، لقوله تعالى: { فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم} الآية، ومن كان بينه وبين رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عهد فعهده إلى مدته؛ وهذا أحسن الأقوال وأقواها، وقد اختاره ابن جرير رحمه اللّه. وقال ابن عباس: حدَّ اللّه للذين عاهدوا رسوله أربعة أشهر، يسيحون في الأرض حيث شاءوا، وأجلَّ أجل من ليس له عهد انسلاخ الأشهر الحرم، فأمر اللّه نبيه إذا انسلخ المحرم أن يضع السيف فيمن لم يكن بينه وبينه عهد، بقتلهم حتى يدخلوا في الإسلام، وأمر بمن كان له عهد إذا انسلخ أربعة أشهر من يوم النحر إلى عشر خلون من ربيع الآخر أن يضع فيهم السيف أيضاً حتى يدخلوا في الإسلام.

والله أعلى وأعلم ورد العلم إليه أسلم ،،

أن أول آيات سورة التوبة نزلت على رسول الله عند مرجعه من غزوة تبوك، وبعث أبا بكر الصديق أميراً على الحج تلك السنة، ليقيم للناس مناسكهم، فلما قفل أتبعه بعلي بن أبي طالب ليكون مبلغاً عن رسول الله ما فيها من الأحكام نزلت في السنة التاسعة من الهجرة، وهي السنة التي خرج فيها رسول الله لغزو الروم، واشتهرت بين الغزوات النبوية بـ "غزوة تبوك" وكانت في حرٍّ شديد، وسفر بعيد، حين طابت الثمار، وأخلد الناس إلى نعيم الحياة، فكانت ابتلاء لإِيمان المؤمنين وامتحاناً لصدقهم وإِخلاصهم لدين الله، وتمييزاً بينهم وبين المنافقين.

غزوة تبوك وقعت في رجب التاسع للهجرة، على أعقاب فتح مكة، وهي آخر غزوة خاضها الرسول.
قال تعالى (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ)
فالسياحة هي التنقل وحرية السير بأمان ومدتها أربعة أشهر تبدأ من نزول الآيات ( شهر رجب - شعبان - رمضان - شوال )
لذا فشهر رجب ليس من الاشهر الحرم بحسب سياق الايات ووقت نزولها والله أعلم .