التاجر الدمشقي

قصتنا هذا المساء
باب من التوفيق
♥
تاجر دمشقي كان دائم الفخر أمام  أقرانه أنه لم يخسر في حياته ..وبإذن الله لن يخسر .
فكأنا أثار أقرانه فتهكموا به وأثار تحديهم فقالوا : إن بعت التمر في العراق وربحت فقد صدقت وربحت التحدي. ﻷنه من المحال أن يبيع الرجل التمر على أهل التمر وكان التمر في العراق من وفرته كالتراب
فقال لهم : قبلت التحدي
فاشترى تمرا(مجلوبا من العراق)
وانطلق شرقا إلى عاصمة الخلافة العباسية آنذاك
وكان الواثق بالله آنذاك ذاهبا في نزهة إلى الموصل حيث الربيع والجو الجمي. وكانت الموصل من أجمل المدن في
شمال العراق بطبيعتها حيث كانت تسمى أم الربيعين.
لأنها صيفا وشتاء هي ربيع .
وكانت ابنته قد أضاعت قلادتها في طريق العودة من الرحلة.فبكت وأنت وأشتكت وأمر الخليفة الواثق بالعثور على قلادة ابنته.
وأغرى سكان بغداد أن من يجد قلادة بنته فأنه له مكافأة عظيمة و سيزوجه من ابنته - أي من ابنة الخليفة-
ولما وصل التاجر الدمشقي إلى مشارف بغداد
وجد الناس مثل المجانين منطلقين إلى البر للبحث عن القلادة. فسألهم ما بالكم
فحكوا له قصتهم...وقال كبيرهم : ... واسفاه لقد نسينا أن ناخذ زاداً ولا نستطيع العودة خوفا أن يسبقنا بقية العالم.وأخذ يضرب كفا بكف
فقال لهم التاجر الدمشقي : أنا أبيعكم تمرا ..
فاشتروا منه التمر بأغلى الأسعار .
.وقال ها أنا فزت بالتحدي ...
سمع الواثق (الذي كان بالجوار) عن خبر التاجر الدمشقي
الذي يبيع تمرا في العراق ويربح فتعجب من ذلك
أشد العجب وطلب مقابلته.
فقال له اخبرني عن قصتك.
فقال له : يا مولاي أدام الله عزك إنني مذ مارست التجارة لم اخسر ولا مرة واحدة.
فسأله الواثق عن السبب.
فقال له : كنت ولدا فقيرا يتيما وكانت أمي معاقة وكنت أعتني بها منذ الصغر وأعمل وأكسب خبزة عيشي وعيشها منذ أن كنت في الخامسة من عمري.
فلما بلغت العشرون كانت أمي مشرفة على الموت
فرفعت يديها داعية أن يوفقني الله
وأن لا يريني الخسارة في ديني ودنياي أبداً
وأن يزوجني من بيت أكرم اهل العصر
وأن يحول التراب في يدي ذهباً
وأمسك حفنة من التراب وهو يتكلم
واذا به يشعر بشيء غريب في يده فمسكه بيده ونظر إليه وإذا هي قلادة ذهبية وعرفتها بنت الواثق أنها قلادتها.
وهكذا من دعاء أمه كان هذا التاجر الدمشقي أول من صدر التمر إلى العراق في التاريخ وبنجاح
وأصبح صهر الخليفة الواثق.
♥  الفائدة :
بر الوالدين وخصوصا الأم  باب من أوسع أبواب الرزق والتوفيق...وما أرضى شخص والدته فرفعت يديها ودعت له إلا رأى آثار دعوتها في حياته.
فلا تفرطوا.
♥
اللهم ارزقني برهما الموصل إلى جنتك..آمين.

هذا الامر فيه وحي نزل واحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم

وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
" (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ , أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ , أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ " , فَقُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ: " الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ} (1) {وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ}

البر بالوالدين يطيل العمر ويمنع الشر ويكفي طلب الرزق وراحة للقلب ؟؟