ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القرضاوي ينكر المهدي

5 مشترك

اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 السبت يونيو 15, 2013 6:43 pm

حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 السبت يونيو 15, 2013 6:48 pm

وهذا شيخ ينكر المهدي ايضاscratch






لا مهدي ينتظر بعد الرسول محمد خير البشر



 


للشيخ عبد الله بن زيد آل محمود



قاضي ومفتي دولة قطر



[rtl]خطبة الكتاب

[/rtl]

[rtl]الحمد الله و لا حول و لا قوة إلا بالله .

[/rtl]

[rtl]أما بعد : فإن هذه الرسالة المسماة ( لا مهدي ينتظر بعد الرسول محمد خير البشر ) اخترت لها هذه التسمية لتكون عقيدة حسنة ، تتدلل بها الألسنة من كل مسلم و مسلمة ، لاعتقاد أنها حقيقة مسلمة .

[/rtl]

[rtl]بدأتها بدعوة العلماء و الطلاب إلى الاتحاد على حسن الاعتقاد من أنه لا مهدي ينتظر بعد الرسول خير البشر .

[/rtl]

[rtl]لأنني و إن كنت أرى في نفسي أنني أصبت في الرسالة مفاصل الإنصاف و العدل ، و لم أنزع فيها إلى ما ينفيه الشرع أو يأباه العقل ، لكنني فرد من بني الإنسان الذي هو محل للخطأ 
و النسيان ، و قدمت في الرسالة عقيدة المسلم مع المهدي ، و منها : أن جميع الناس من العلماء 
و العوام ، في كل زمان و مكان ، يقاتلون كل من يدعي أنه الإمام المهدي ، لاعتقادهم أنه دجال كذاب ، يريد أن يفسد الدين ، و يفرق جماعة المسلمين ، و يملأ ما استولى عليه جورا و فجورا، كما جرى لكثير من المدعين للمهدية ، و لن يزالوا يقاتلون كل من يدعي ذلك حتى تقوم الساعة، فأين المهدي و الحالة هذه ؟


[/rtl]

[rtl]و أن فكرة المهدي ليست في أصلها من عقائد أهل السنة القدماء ، فلم يقع لها ذكر بين الصحابة في القرن الأول ، و لا بين التابعين ، و أن أصل من تبني هذه الفكرة و العقيدة هم الشيعة الذين من عقائدهم الإيمان بالإمام الغائب المنتظر ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، 
و هو الإمام الثاني عشر ، محمد ابن الحسن العسكري ، فسرت هذه الفكرة و هذا الاعتقاد، بطريق المجالسة و المؤانسة و الاختلاط ، إلى أهل السنة ، فدخلت في معتقدهم ، و هي ليست من أصل عقيدتهم .


[/rtl]

[rtl]ثم انتقلت بصورة عامة إلى المجتمع الإسلامي حين نادى بها في الناس عبد الله بن سبأ، المعروف بصريح الإلحاد و العداء للإسلام و المسلمين ، فأخذ هو و شيعته يعملون عملهم في صياغة الأحاديث  ، و وضعها على لسان رسول الله بأسانيد منظمة عن أهل القبور ، و أخذوا في نشرها في مجتمع الناس ، حتى لا يفقدوا الأمل الذي يرتجونه بزعمهم في إرجاع الحكم إلى أهل البيت ، ليزيلوا عنهم الظلم و الاضطهاد الواقع بهم من قبل خصومهم بني أمية ؛ فهي دعوة سياسية إرهابية ن كما أن بني أمية لما سمعوا بهذه الأحاديث الموجهة لهم من العراق ، و التي ترجف بهم و تهددهم بالإيقاع بهم ، و تنبهوا لهذا فأقاموا السفياني مقام المهدي ، و عمل أنصارهم عملهم في وضع الحديث عن رسول الله في السفياني ، من ذلك ما روى الحاكم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يخرج رجل يقال له السفياني من دمشق ، و عامة من يتعبه من كلب فيقتل حتى يبقر بطون النساء ، و يقتل الصبيان ، و ذكر بقيه الحديث ، ثم قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه، ثم ساق حديثا ثانيا في السفياني ، هي بمثابة تصحيحه و تصحيح الترمذي لأحاديث المهدي على حد سواء،
و 
في الحقيقة أنها كلها غير صحيحة ، و لا متواترة ، فإن قيل : كيف عرفتم أن هذه الأحاديث الكثيرة المسندة ، والمسلسلة عن عدد من الصحابة ، بأنها مختلفة و هي في سنن أبي داود، 
و الترمذي ، و ابن ماجه ن و مسند الإمام أحمد ، و الحاكم ، و غيرها من الكتب ؟


[/rtl]

[rtl]فالجواب : إن هذه الأحاديث الكثيرة التي تبلغ خمسين حديثا في المهدي عند أهل السنة، بعضها يزعمونها صحاحا ، و بعضها من الحسان ، و بعضها من الضعاف ، و قد بلغت ألفا 
و مائتي حديث عند الشيعة ، والمهدي واحد و ليس باثنين تنازعته أفكار الشيعة و أفكار أهل السنة .


[/rtl]

[rtl]فهذه الأحاديث هي التي أخذت بمجامع قلوب الأكثرين من علماء أهل السنة على حد ما قيل و القوة للكاثر ، على أن الكمية لا تغني عن الكيفية شيئا ، و أكثر الناس مقلدة ، يقلد بعضهم بعضا ، و قليل منهم المحققون فإن المحققين من العلماء و المتقدمين و المتأخرين ، قد أخضعوا هذه الأحاديث للتصحيح و التمحيص ، و للجرح و التعديل ، فأدركوا فيها من الملاحظات ما يوجب عليهم ردها ، و عدم قبولها ، لأمور منها :

[/rtl]

[rtl]        ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بدين كامل ، و شرع شامل ، مبني على جلب المصالح و تكثيرها ، و دفع المضار و تقليلها، و من المعلوم أن اعتقاد المهدي، و القول بصحة خروجه يترتب عليه من المضار و المفاسد الكبار ، و من إثارة الفتن ، و سفك دماء الأبرياء ، ما يشهد بعظمته التاريخ المدروس ، و الواقع المحسوس، من كل ما يبرأ النبي صلى الله عليه وسلم عن الإتيان به ، إذ الدين كامل بدونه .

[/rtl]

[rtl]ـ و منها أن المهدي الذي يزعمون صحة خروجه ، أن اسمه محمد بن عبد الله ، و أن صفته أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، و هذه التسمية بهذه الصفة توجد بكثرة في الطوائف المنتسبين إلى الحسن و الحسين، فلا تعطي يقينا في التعيين ، فمتى أتى من انطبعت فيه هذه الأوصاف، و قال: إنني أنا المهدي ، فعند ذلك يقع المحذور من إثارة الفتنة بين مصدق به و مكذب ، و بين محب و محارب ، فيكون اعتقاده شقاء على العباد طول حياتهم ، لوقوع الاشتباه فيه دائما ، مما يتنافى مع الدين الذي جعله الله رحمة للخلق أجمعين ، فقال سبحانه: ( و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ).

[/rtl]

[rtl]       ـ و منها : أنه من الأمر المحال أن يوجب النبي على أمته التصديق برجل من بني آدم، مجهول في عالم الغيب ، و هو ليس بملك مقرب ، و لا نبي مرسل ، و لا يأتوني بدين جديد من ربه مما يجب الإيمان به و العمل بموجبه ، ثم يترك أمته يتقاتلون على حساب تصديقه و التكذيب به و فإن هذا من الأمر المنافي لسنته و حكمة رسالته ، »عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم « .

[/rtl]

[rtl]         ـ و منها : أننا لسنا بأول من رد هذه الأحاديث ، فقد أنكرها بعض العلماء قبلنا ، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في » المنهاج « بعد ذكره لأحاديث المهدي :

[/rtl]

[rtl]إن هذه الأحاديث في المهدي قد غلط فيها طوائف من العلماء ، فطائفة أنكروها مما يدل على أنها موضع خلاف من قديم بين العلماء ، كما هو الواقع من اختلاف العلماء في هذا الزمان.

[/rtl]

[rtl]ـ و منها : أن هذه الأحاديث لم يأخذها البخاري و مسلم ، و لم يدخلاها في كتبهما ، مع رواجها في زمنها ، و ما ذاك إلا لعدم ثباتها عندهما ، كما أنه ليس للمهدي ذكر في القرآن ، مما يقلل الاحتفال بها .

[/rtl]

[rtl]ـ و منها : تناقض هذه الأحاديث و تعارضها في موضوعها ، فمهدي اسمه اسم الرسول، اسم أبيه اسم أبيه ، و مهدي اسمه أبو عبد الله ، و مهدي يشبه الرسول في الخلق ، و لا يشبهه في الخلق ، و مهدي يصلحه الله في ليلة ، و رجل يخرج هاربا من المدينة إلى مكة ، فيبايع له بين الركن و المقام و رجل اسمه بن حران ، يوطئ أو يمكن لآل محمد ، و رجل يخرج من وراء النهر ، و رجل يبايع له بعد وقوع فتنة عند موت خليفة ، و رجل أخواله كلب ، و تأتيه الرايات السود من قبل العراق ، و أبدال الشام ، و مهدي يصلي عيسى بن مريم خلفه ، و مهدي يقال له بحضرة نبي الله عيسى : صل أيها الأمير ، فيقول : كل إنسان أمير نفسه ، تكرمة الله لهذه الأمة.

[/rtl]

[rtl]فهذه و ما هو أكثر منها ، مما جعلت المحققين من العلماء يوقنون بأنها موضوعة على لسان رسول الله ، و أنها لم تخرج من مشكاة نبوته ، وليست من كلامه ، فلا يجوز النظر فيها، فضلا عن تصديقها .

[/rtl]

[rtl]فهذه الأحاديث التي رواها أبو داود ، و الترمذي ، و ابن ماجه هي التي حملت بعض علماء السنة لكثرتها على التصديق بها ،فقبلوها قاعدة مسلمة ، و عقيدة محترمة ، سامعين مطيعين لها بدون تفكر و لا تدبر ، كالشيخ صديق و الشوكاني ، و السفاريني ، و الشيخ مرعي، و العبادي ، وسائر العلماء من المتأخرين . فلو أن هؤلاء حققوا النظر بإمعان و تفكر في أحاديث المهدي التي رواها أبو داود ، و ابن ماجه ، و الترمذي ، فقابلوا بعضها ببعض ، لعرفوا من مجموعها حقيقة التعارض و الاختلاف ، و لظهر لهم منها ما يوجب عليهم الرجوع عن التصديق بها ، و كون أكثرها قضايا أحداث وقعت مع أشخاص ، و لا ذكر للمهدي فيها .

[/rtl]

[rtl]و كل حديث يذكر فيه المهدي فإنه ضعيف ، كحديث علي مرفوع : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلا منا يملؤها عدلا كما ملئت جورا و مثله عن علي رضي الله مرفوعا : المهدي منا أهل البيت . و كذا عن علي رضي الله : و نظر إلى ابنه الحسن فقال : إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله ، و سيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم ، يشبهه في الخلق و لا يشبهه في الخلق ، و مثله : حديث أم سلمة مرفوعا : المهدي من عترتي و من ولد فاطمة . رواها كلها أبو داود في سننه و غيره .

[/rtl]

[rtl]و قد أعرض أكثر المحدثين عن إثبات أحاديث كثيرة في كتبهم عن أهل البيت ، لتسلط الغلاة على إدخال الشيء الكثير من الكذب في فضائلهم كما تحاشى عنها البخاري و مسلم، 
و النسائي والدار قطني ، الدارمي ، فلم يذكروها في كتبهم المعتمدة ، و ما ذاك إلا لعلمهم بضعفها ، مع العلم أن 
الدارمي هو شيخ أبي داود و الترمذي ، و قد نزه مسنده عن أحاديث المهدي ، فلا ذكر لها فيه .

[/rtl]

[rtl]ثم إن عادة العلماء المحدثين و الفقهاء المتقدمين ، أن بعضهم ينقل عن بعض الحديث 
و القول على علاته ، تقليدا لمن سبقه ، كما ذكر عن الإمام أحمد أنه كان يستعير الملازم من طبقات ابن سعد ، فينقلها ، ثم يردها إليه ذكر ذلك في ترجمة ابن سعد ، و كان الشافعي يقول للإمام أحمد : إذا ثبت عندك الحديث فارفعه إلى حتى أثبته في كتابي ، و كذلك سائر علماء كل عصر ، ينقل بعضهم عن بعض ، فمتى كان الأمر بهذه الصفة فلا عجب متى رأينا أحاديث المهدي تنتشر في كتب المعاصرين لأبي داود كالترمذي و ابن ماجه ، لخروج الحديث من كتاب، إلى مائة كتاب ، 
و انتقال الخطأ من عالم إلى مائة عالم ، لكون الناس مقلدة ، و قليل منهم المحققون المجتهدون ، و المقلد لا يعد من أهل العلم ، و قد عقدت في الرسالة فصلا عنوانه 
( التحقيق المعتبر في أحاديث المهدي المنتظر ) شرحت فيه سائر الأحاديث التي رواها أبو داود و الترمذي ، و ابن ماجه ، والإمام أحمد ، و الحاكم بما لا مزيد على فليراجع . و بينت في الرسالة أن أحاديث المهدي ليست بصحيحة ، و لا صريحة ، و لا متواترة بالمعنى ، و قد أسلفنا كلام الشيخ ابن تيمية رحمه الله فيها ، و أن طائفة أنكروها بتاتا ، و مثله العلامة ابن القيم رحمه الله ، فقد قال في كتابه 
» المنار المنيف في الصحيح و الضعيف « : اختلف الناس في المهدي على أربعة أقوال :

[/rtl]

[rtl]أحدها : أنه المسيح ابن مريم ، و هو المهدي على الحقيقة .

[/rtl]

[rtl]الثاني : أنه المهدي بن المنصور ، الذي ولي من بني العباس ، و قد انتهى زمانه .

[/rtl]

[rtl]الثالث : أنه رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، من ولد الحسن بن علي، يخرج في آخر الزمان . و أكثر الأحاديث على هذا .

[/rtl]

[rtl]الرابع : قول الإمامية ، و أنه محمد بن الحسن العسكري .

[/rtl]

[rtl]فهذه الأقوال على اختلافها ، تدل على أن القضية هو موضع نزاع و خلاف  في قديم الزمان و حديثه ، و ليست بموضع اتفاق .

[/rtl]

[rtl]و من لوازم قوله أن ما يزعمونه من خروج المهدي المجهول في عالم الغيب ، أنه لا حقيقة له لكن المتعصبين لخروجه لما كل عليهم الأمد ، و مضى من الزمان أربعة عشر قرنا. 
و ما يشعرني أن يأتي من الزمان أكثر مما مضى بدون أن يروه حتى تقوم الساعة ــ لهذا أخذوا يمدون في الأجل ليثبتوا بذلك استقامة قولهم عن السقوط ، فأخذوا يبثون في الناس بأن لن يخرج إلا زمن عيسى ابن مريم  مع العلم أن الأحاديث التي بأيديهم ، و التي يزعمونها صحيحة 
و متواترة و التي رواها الإمام أحمد و أبو داود و الترمذي ، وابن ماجه ، أنها وردت مطلقة لم تقيد بزمن عيسى ، إلا حديث صلاة عيسى خلف المهدي ، قال الذهبي وعلي القاري : إنه موضوع ، أي مكذوب ، فسقط الاحتجاج به .


[/rtl]

[rtl]و كلام العلماء من المتأخرين كثير ، و أعدل من رأيته أصاب الهدف في قضية المهدي هو : أبو الأعلى المودودي ، حيث قال في رسالة اسمها » البيانات « عن المهدي :

[/rtl]

[rtl]إن الأحاديث في هذه المسألة على نوعين ، أحاديث فيها الصراحة بكلمة المهدي، 
و أحاديث إنما أخبر فيها بخليفة يولد في آخر الزمان ، و يعلي كلمة الإسلام . و ليس سند أي رواية من هذين النوعين من القوة حيث يثبت أمام مقياس الإمام البخاري لنقد الروايات ، فهو لم يذكر منها أي رواية في صحيحه ، و كذلك ما ذكر منها الإمام مسلم إلا رواية واحدة في 
صحيحه ، و 
لكن ما جاءت فيها أيضا الصراحة بكلمة المهدي .

[/rtl]

[rtl]و قال : لا يمكن بتأويل مستبعد أن في الإسلام منصبا دينيا يعرف بالمهدوية يجب على كل مسلم أن يؤمن به ، و يترتب على عدم الإيمان به طائفة من النتائج الاعتقادية ، و الاجتماعية في الدنيا و الآخرة .

[/rtl]

[rtl]و قال : مما يناسب ذكره بهذا الصدد ، أنه ليس من عقائد الإسلام عقيدة المهدي ، و لم يذكرها كتاب من كتب أهل السنة للعقائد ، انتهى .

[/rtl]

[rtl]و الحاصل الذي نعتقده ، و ندين الله به ، أنه لا مهدي ينتظر بعد الرسول محمد خير 
البشر ، و أنه لا ينكر على من أنكره ، إذ إنكاره لا ينقص من الإيمان ، و إنما يتوجه الإنكار على من يجادل في وجوده و صحة خروجه . و الله أعلم .
[/rtl]
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 السبت يونيو 15, 2013 6:50 pm


رأي الدكتور طه جابر علوان في خرافة المهدي






هذا مما قاله د طه  جابر العلواني في حديث لموقع إسلام أون لاين




 هناك ظاهرة إنسانية موجودة قد لا يلتفت الكثيرون إليها، وهي تحتاج إلى علماء ومن مستوى معين، أعني الذين يجمعون بين العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية والشرعية والنقلية، لكي يتمكنوا من تحليل ومعرفة هذه الظواهر، ومنها ظاهرة خطيرة جداً هي ظاهرة التداخل بين الأديان.





 ففي مراحل معينة تدخل بعض قضايا الأديان السابقة إلى الدين اللاحق بشكل أو بآخر، إما بعمليات التفسير والتأويل، أو من خلال عملية من الإيمان بالتواصل بين الأديان..




والإسلام بوصفه الدين الخاتم قد انفتح على الديانات الأخرى واعتبرهم أهل كتاب من باب {ومصدقاً لما بين يديه...}، ومن باب {ومهيمنا عليه}، وفي سبيل ذلك مد جسورًا كثيرة في اتجاههم، وأراد أن يوجد أرضية مشتركة معهم: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون}، وكأنه يقول لهم: أنا بيني وبينك صلة وبيني وبينك رحم، ولكن هيهات أن يرعى بنو إسرائيل هذه الرحم أو هذه الصلة، فرفضوها رفضًا مطلقًا، وقالوا للمشركين {هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً}..




 نرجع لظاهرة التداخل بين الأديان.. القرآن المجيد ذكر النبوات والأنبياء والمرسلين وصدق وهيمن واستوعب وتجاوز، وما كان لأحد أن يدخل من خلال القرآن الكريم؛ لأنه معصوم.. فلو أضيف حرف لبان وانكشف فلا يمكن اختراقه؛ لأنه حفظ بحفظ الله تبارك وتعالى.





 ولكن التفسير عمل بشري، وهو فهم المفسرين لآيات الكتاب، وأي مفسر أو مؤول إنما يفسر أو يؤول في إطار ثقافته وقدرته وذكائه وعلمه، وكل ذلك نابع مما هو متوافر في بيئته من فنون المعرفة..





 هذه كلها تدخل في التفسير.. فإذا عرفنا أن أهل الكتاب كانوا يسكنون الجزيرة العربية، النصارى في نجران، وفي المناطق التي تسمى اليوم الجزيرة، واليهود كانوا يسكنون الحجاز _المدينة ومكة_، وقد نزحوا إلى منطقة الحجاز بالذات قبل سبعة قرون من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم انتظارًا له.. لماذا سبعة قرون؟





 بالنسبة للتوراة وعنايتها بالتاريخ والفواصل التاريخية كانت تعتبر كل أربعة عشر قرنا أو سبعة يأتي نبي يقوم بعمليات التصحيح لمن سبقه، ويجدد تراث النبيين الذين سبقوه فيما يتعلق بمن أرسل إليهم.






المقصود أن المفسر يتأثر فيما يتأثر به من مصادر ثقافته بما يسمى بالثقافة الشفوية.. فأهل الكتاب هناك كان لهم تأثيرهم من خلال تلك الثقافة الشفوية.. فنقلوا أفكارًا كثيرة.. مثلا "جعلوا الملائكة إناثا"، وفكرة أن الملائكة إناث فكرة موجودة في العقل اليهودي، فانتقلت من الثقافة الشفوية إلى العرب.




 أيضاً اتهام جبريل بأنه يتصرف في الوحي أحياناً تصرفات من عنده، فقد يخون _حاشاه_ وقد يحول رسالة من واحد إلى آخر، وقد يخطئ في نقل أشياء كلف بنقلها إلى رسول قالها لرسول آخر.. هذه كلها من أفكار التوراة.




وفي إطار هذا أيضا جاء الإيمان بالقوى الخارقة للجن وتأثيراته على الإنس.. فنشروا في الجزيرة العربية فكرة الجن وسيطرته على الإنس، وكيف يمكن للجن أن يتحول كما يريد إلى ثعبان إلى حمار، إلى أي شيء، بحيث يجعل الإنسان مهزوزاً.. أي حيوان يراه يعتقد أنه ممكن أن يكون جناً.. وأهل المدينة كانوا يتهيبون قتل الأفعى السوداء على اعتبار أقنعتهم الثقافة الشفوية بأن هذا منقلب عن جن وسيضركم أهله إن قتلتموه.





وفي الأدب العربي قصص شائع حول التي يخطفها الجن وزواج الجن من الإنس، ومازالت في البيئة المدنية بالذات مثل تلك الثقافة، فهي التي ابتليت بالثقافة الشفوية من المجاورة اللصيقة باليهود.. ما زال هناك أناس يعتقدون في المخالطة مع الجن وإمكان دخول الجن في الإنس.. مع أن الله عز وجل ما جعل أي سلطان للجن علينا غير الوسوسة.




 فكرة المخلص





 * تقصد فضيلتك أن فكرة المهدي يمكن أن تعود طبقًا للثقافة الشفوية التي أشرت إليها إلى فكرة المخلص الموجودة في العقيدة النصرانية..؟





 - نعم.. النصارى نقلوا عن طريق الثقافة الشفوية فكرة المخلص؛ وعقيدة المخلص منتشرة في اليهودية والنصرانية وبالتالي انتشرت في الجزيرة العربية قبل الإسلام {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا} اليهود يستفتحون، تبعهم النصارى يستفتحون بالمخلص القادم الذي هو السيد المسيح، فدخلت إلينا فكرة المخلص.





 وأنا أقول: لو سلمنا بفكرة المخلص فأين ختم النبوة؟! ولذلك الفئات المتصوفة وفي مقدمتهم الشيخ "محيي الدين" حينما شعروا بأنه لن تستقيم لهم قضية الولاية والقول بالقطب والمؤثر وغيره من مصطلحاتهم وإعطائه الصلاحيات الموجودة التي أُعْطِيَتْ من قبل غلاة المتصوفين _ إلا إذا تحايلوا على ختم النبوة قالوا: "ختمت النبوة التشريعية فقط أما كل عناصر النبوة الأخرى فقد استمرت وجرى تناقلها من ولي إلى آخر حتى قيام الساعة..."، وهذا في الفتوحات المكية موجود، والنقول عنه في بعض كتب التفسير التي تأثرت به ومنها تفسير الألوسي في سورة الإسراء والكهف وغيرها.





 الجانب الآخر.. إخواننا الشيعة.. وطبعا التشيع في الحاصل كان التشيع العلوي، يعني محاولة تأييد سيدنا علي بن أبي طالب، وقد كان أبو ذر وغيره من كبار الصحابة يرون أن الإمام علي بن أبي طالب في شبابه وفتوته ونشأته في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يكون أقدر على تحمل أعباء الخلافة من سيدنا أبو بكر وعمر وعثمان فيما بعد.. فكان هناك ميل أن يكون هو الخليفة عند البعض، وسيدتنا فاطمة رضي الله عنها كانت ميالة إلى هذا أيضا، فهو زوجها وتربى في حجر أبيها "عليه الصلاة والسلام".




نقطة أخرى كانت لدى بعض المسلمين وهي قوله تعالى لسيدنا إبراهيم: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إمامًا قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين} فكلمة الظالم اسم فاعل، وكمذهب في النحو واللغة العربية يتبناه كثير من الأصوليين أن الاشتقاق حينما يقال مثلا "ظالم" معنى ذلك ما منه الاشتقاق ألا وهو الظلم قائم فيه.. فلو تاب وعفا الله عنه فيبقى ما منه الاشتقاق وصفا ممكن أن يقوم به عند من يريد..




 فمثلا لو فرضنا أن واحدًا قتل، وتاب وأناب وعفا عنه أهل القتيل أو أخذوا منه دية مثلا، فهل يصح أن نسميه أو نطلق عليه قاتل؟ قالوا: نعم ما دام فيه الاشتقاق قد حدث فيبقى كأنه شيء لاصق به فقالوا: قوله تعالى {لا ينال عهدي الظالمين} مشتق عن الظلم وإن الشرك لظلم عظيم.. وأبو بكر وعمر كانوا في الجاهلية مشركين فإذا الإنسان الوحيد من الصحابة الذي رشح للخلافة ولم يتلبس بظلم أو شرك هو الإمام علي.. إذا هو أحق بالخلافة..



 ولما دخل الفرس الإسلام وجاءوا من الخلفية الملكية التي تؤمن بأن الملك حينما يموت فأولى الناس به ابنه الذكر الكبير فقد أصبح من السهل جدًّا أن يقال لمن انتقل من الفرس إلى الإسلام إن سيدنا علي وهو زوج ابنته وتربى في حجره ولم يسرق ولم يسجد لصنم هو أولى.. فدخلت أيضا فكرة الحلول.


الحلول..


 وعقيدة الحلول تعني أن شيئا يكون في إنسان يمكن أن ينتقل إلى آخر.. فالنبوة والوحي - وهذه أخطر نقطة في قضية التشيع والإمامة- انتقلت منه عليه الصلاة والسلام إلى الأئمة من بعده..



 ولذلك قالوا: "إن الإمامة لم تتم باختيار وانتخاب بشري؛ لأن البشر كلهم أقل من الإمام وإنما تتم بنص إلهي"، فالله تعالى يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس فهو الذي يصطفي الأئمة ويصطفيهم وفق مواصفات معينة من أهمها العلم؛ ولذلك نسبوا للإمام علي علم اختصه رسول الله صلى الله عليه وسلم به.



 وهذا السؤال كان مطروحًا في عهد الإمام نفسه، حينما سأل أكثر من مرة هل ترك لكم آل البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا تختصون به.. سورة من القرآن خاصة بكم كما يدعي البعض سورة الولاية أو شيء أو ترك لكم شيئًا أخفاه عن الآخرين؟! فقال: والله ما ترك لنا شيئا إلا فهما يعطيه الله لعباده مثلنا مثل أي واحد آخر يقرأ القرآن ويتدبر ويتفهم ويفقه، وما في جرابي إلا هذا السيف ورسالة أملاها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ردًّا على أسئلة جاءت من اليمن تسأله عن أحكام الزكوات وبعض الأمور المحددة المقدرة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا أن يكتب له الرسالة، وكتبت، فاحتفظ بنسخة لنفسه ؛ لأن فيها أحكاما وإجابة عن أسئلة فقهية معينة أجاب عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.



 وفكرة الحلول هذه أو انتقال شيء من النبوة بمعنى من المعاني إلى علي وذريته من بعده، مع فكرة الإمامة لسيدنا علي ثم أبنائه ثم كذا إلى الثاني عشر أشاعت فكرة المهدي المنتظر.. وللعلم ليس هناك أموي واحد من بني أمية طيلة العهد الأموي إلا كانوا ينتظرون أن يأتي منهم مهدي، وعد بعضهم عمر بن عبد العزيز مهدي الأمويين؛ لأنه ملأ الأرض عدلا ومنع بعض المظالم إلى آخره.



 والمختار السقفي من العباسيين حين استولى على بعض المناطق جاء بوضاع من وضاعي الحديث، وقال له أدفع لك عشرة آلاف درهم وتضع لي حديثا ينطبق على مواصفاتي يقول إنني أنا المهدي المنتظر، فالوضاع قال له والله إني لأخشى الله أن أضع على لسان نبيه كلمة.. فادفع لي ألفا واحدا وأضعها على لسان واحد من الصحابة، ودخلوا في مفاوضات كثيرة نجدها في "موضوعات ابن الجوزي".


حينما تتبعت تاريخيا كم مهدي ظهر في هذه الأمة، كان عندنا حوالي 150 مهديا وكلهم يدعي بأنه المهدي المنتظر.. يعني ادعاء القحطاني في تشيمان، وقضية الحرم في أول هذا القرن، وحدث ذلك عندما احتلوا الحرم وحصلت الفتنة المعروفة، والله جل شأنه أنهاها بلطفه بعد أن انتهك حرمة الحرم من قبل هؤلاء، وأغلقت أبوابه بحجة أن المهدي لازم ينادى به بين الركن والمقام.


 أنا شخصيًّا أستطيع أن أريك رسائل عندي من شخصين مختلفين من بلدين مختلفين يراسلاني ويزعم كل منهما أنه المهدي المنتظر، ويستحلفني ويسر إليَّ بهذا ويقول إنني أريد أن أعينك مساعدا عندي تساعدني في هذه القضية.




* هل هم شخصيات معروفة.. يعني علماء أو مشاهير؟



- لا أبداً.. هم مجاهيل صغار، وهناك عام 1908 صدر كتاب باللغة الانجليزية وأعتقد أنه ما زال في الأسواق ("the mahde in Islam" المهدي في الإسلام) الكتاب هو عبارة عن قصة لفقتها المخابرات الأمريكية "C.I.A" بالتعاون مع بريطانيا، وأخيراً انضمت إليهم "K.B.G" في روسيا.





فاتفقت الأجهزة الثلاثة على صناعة المهدي وتمرير المشروع الغربي كاملاً بطريقة في منتهى الفجاجة والاستخفاف بالعقل المسلم.. وهذا الكتاب موجود في الأسواق وطبع عدة مرات، تجده في فنلندا، تجده في نيويورك، تجده في تورنتو (في كندا) طبع عدة مرات، أنا عندي في بيتي نسختان منه، وعرضته على بعض المسئولين العرب والمسلمين وقلت لهم: ترجموه واجعلوا الناس تفهم ما الذي يدبر.





هذا جانب.. كون هذه الظاهرة تتكرر في عالمنا الإسلامي، يعني عندنا 150 مهديا إلى اليوم، ألا تلفت النظر؟!! لو أن الأمة عندها وعي بقضية "ختم النبوةباعتباره محدداً منهجيًّا ما كان هذا الاعتقاد قد تسرب بهذه الطريقة، أو لم يكفهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهل ترك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئا لم يعلمه لنا.




 لقد علمنا كل ما نحتاجه، وهذا القرآن الكريم فالله تعالى يقول: {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم...} فالدين كامل والقرآن كامل، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يفارق هذه الدنيا - عصمه الله وحماه وحفظه من المشركين ومن أهل الكتاب ومن جميع أعدائه إلى أن أدى الرسالة وأكملها وقال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}.






فما الذي سيفعله هذا المهدي؟ وما الذي سيفعله عيسى؟ الأمم الآن لم تعد تخضع ذلك الخضوع المطلق لأفراد، يعني آخر ظاهرة خضوع للفرد، الخميني في إيران، ومع ذلك لم يكن كل الإيرانيين مؤيدين له، بل كان بعضهم معترضين عليه، هو لم يدعِّ المهدية ولم يستطع، وإنما أقصى ما استطاع أن يقوله (ولاية الفقيه)، فقال لهم: إذا كان هناك مهدي منتظر ما عندنا مانع، ننتظره الانتظار الإيجابي بأن نفعل كل ما يجب عليه فعله، والفقيه هو الذي يشرف على إدارة الموضوع، إن جاء المهدي مرحبًا به سلمناه له، وإن لم يأت فنحن في انتظاره!!.





وأحمد الكاتب وهو كاتب عراقي من أصل حوزوي وهو عالم من علماء الشيعة، كلفته الحوزة بدراسة موضوع المهدي لتعزيز ولاية الفقيه، فاستمر مدة عشر سنوات متفرغًا لدراسة هذا الأمر، وخرج بكتاب ودراسة تقول إن فكرة المهدي هي ذاتها فكرة المخلص عند النصارى وعند اليهود، ونشر كتابه بعنوان (الفكر السياسي الشيعي) وبين أنها فكرة سياسية طرحت لأسباب معينة.




 فأنا حينما أقول إن فكرة المهدي هي فكرة المخلص، ودخلت إلينا من خلال التفاسير، وربما صاغها البعض أحاديث لمصلحة ما، هذا يستدعي النظر والتدقيق ونقد متونها وأسانيدها بدل المرة ألفا، وهناك أحاديث أخرى في الصحيحين وفي غيرها، هي في حاجة إلى إعادة نظر.

حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 السبت يونيو 15, 2013 6:52 pm

التحقيق المعتبر عن أحاديث المهدي المنتظر



 


اعلم أن أحاديث المهدي تدور بين ما يزعمونه صحيحا و ليس بصريح ، و بين ما يزعمونه صريحا و ليس بصحيح ، و أننا بمقتضى الاستقراء والتتبع لم نجد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا صحيحا صريحا يعتمد عليه في تسمية المهدي ، و أن الرسول صلى الله عليه وسلم تكلم فيه باسمه .



و قد نزه البخاري و مسلم كتابيهما عن الخوض في أحاديث المهدي ، كما أنه ليس له ذكر في القرآن ، لهذا لا ننكر على من أنكره ، و إنما الإنكار يتوجه على ما اعتقد صحة خروجه .



و سنتكلم على الأحاديث التي يزعمونها صحيحة ، و التي رواها أبو داود و الأمام أحمد



و الترمذي و ابن ماجه ، و كلها متعارضة و مختلفة ، و ليست بصحيحة و لا متواترة ، لا بمقتضى اللفظ و المعنى .



الحديث الأول :



روى أبو داود في سننه عن جابر بم سمرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم



يقول : ( لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة . ثم قال كلمة فقلت لأبي ما



قال ؟ قال: كلهم من قريش ) فالجواب أن هذا الحديث يجعلونه رأسا و أصلا في أحاديث المهدي بحيث يستقي منه أهل السنة الذين يصدقون بصحة خروج المهدي ، كما يستقي منه الشيعة حيث يرون أن إمامهم محمد بن الحسن العسكري هو الثاني عشر .



و بمقتضى التأمل لم نجد للمهدي ذكرا في هذا الحديث ، لا بمقتضى التصريح و لا



التلميح ، فالاستدلال به ، على فرض صحته ، غير موافق و مطابق ، فأنه لا ذكر للمهدي فيه و لم يقل في الحديث : إن أحدهم المهدي حتى يكون حجة .



و قد صار أمر المهدي و خروجه مشترك بين السنة و الشيعة ، و كل منهم يستدل بهذا الحديث ، و قد سماه العلامة ابن كثير في نهايته بالخليفة ، و جعله بصف الخلفاء الراشدين أبي بكر و عمر و عثمان و علي .



و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الخلافة من بعدي ثلاثون سنة ) . و قد انتهت بوفاة علي بن أبي طالب رضي الله عنه .



كما أن السفاريني سماه بالإمام و بالخاتم فقال :



محمد المهدي و المسيح                     و منها الإمام الخاتم الفصيح




 


و لا أدري من أين وجدوا بأن رسول الله قال في هؤلاء الأئمة أن أحدهم المهدي أو أنه الإمام أو الخليفة ، و ما هو إلا محض المبالغة في الغلو في القول بخروجه حتى أدخلوا هذا الاعتقاد في قلوب بعض العلماء ، و أكثر العامة ، و حتى أدرجوا في عقيدة أهل السنة و الجماعة.



و الحق أن حديث جابر بن سمرة في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( و لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة ) . ينبغي أن يحمل على الواقع الملموس و المشاهد بالأسماع و الأبصار ، و ذلك في حمله على حكام المسلمين الذين كانوا في القرون الثلاثة المفضلة ، و الذين قام بهم أمر الدنيا و الدين و جماعة المسلمين ، و هم أبو بكر و عمر و عثمان و علي و معاوية بن أبي سفيان ثم عبد الملك بن مروان ثم ابنه الوليد بن عبد الملك ، ثم سليمان بن عبد الملك ثم عمر بن عبد العزيز ، ثم يزيد بن عبد الملك ، ثم هشام بن عبد الملك ثم يزيد ابن الوليد ، و من بعده إلى مروان بن محمد ، ثم انتقلت الإمامة إلى بني العباس و منهم : المنصور، ثم ابنه المهدي ، ثم هارون الرشيد إلى ممن استقام بهم أمر الدنيا و الدين و جماعة المسلمين، و من بعد هؤلاء عماد الدين زنكي ، و نور الدين محمود الشهيد ، و صلاح الدين الأيوبي .



فلا ينبغي أن نبخس هؤلاء حقهم ، أو ننسى محاسنهم ، أو نجحد عموم عدلهم الذي طبق مشارق الأرض و مغاربها ، ثم نحمله على المهدي الذي لا يخرج بزعمهم إلا زمن عيسى بن مريم ، و هو محمول في عالم الغيب .



و لا نقول : إن هؤلاء ليس فيهم و لا ذنوب ، بل قد يوجد فيهم ما يعابون به كما قالوا في معاوية و قتاله لعلي ، و كون علي أحق بهذا الأمر منه بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال في الخوارج : يقتلهم أولى الطائفتين بالحق . وقد قاتلهم علي ، و قال في عمار : تقتلك الفئة الباغية . و قد قتله أصحاب معاوية و هذه كلها ذنوب خاضعة تحت عفو الله و مغفرته ، إذ لا يلزم أن تحبط سائر عمله ، ماضيه و مستقبله ، و الحسنات يذهبن السيئات ، فقد حكم معاوية عشرين سنة ، و استقام عليه أمر الدنيا و الدين و جماعة المسلمين .



و قبله قد قاتل الزبير و طلحة في وقعة الجمل عليا رضي الله عنهم أجمعين ) و مع هذا فقد قال علي رضي الله عنه : إني لأرجو أن أكون أنا و الزبير و طلحة من الذين قال الله فيهم



و نزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ) .



فمتى قلنا : إن الإثني عشر خليفة الذين استقام بهم الدين لن يخرجوا عن هؤلاء الأئمة الذين أعز الله بهم الدين ، و جمع بهم شمل المسلمين لم نكن آثمين ، بدلا من أن نحيل أحدهم إلى تسميته بالمهدى ، ثم نجعله خيالا غيبيا يوجد في الأذهان دون الأعيان ، إذ هذا من التخرص



و الظنون ، و القول على الله و على رسوله بغير حق .



الحديث الثاني :



روى أبو داود في سننه عن طريق أبي نعيم عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث اله رجلا منا يملؤها عدلا كما ملئت جورا.



و رواه الإمام أحمد عن طريق أبي نعيم ، و رواه الترمذي أيضا .



و الجواب :



إن هذا الحديث هو من جملة الأحاديث التي يزعمونها صحيحة ، و هي ليست بصريحة في الدلالة على المعنى الذي ذكروه ، إذ ليس فيها ذكر للمهدي .



و على فرض صحته ، فإنه لا مانع من جعل هذا الرجل الذي يملأ الأرض عدلا من حكام المسلمين الذين مضوا و انقضوا و استقام عليهم أمر الدنيا و الدين و جماعة المسلمين .



فقوله : » منا « يحتمل أن يكون من أهل ديننا و ملتنا ، على أن وجود رجل يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا يكاد أن يكون من المحال ، فقد خلق الله الدنيا و خلق فيها المسلم و الكافر، و البر و الفاجر كما قال سبحانه : ( هو الذي خلقكم فمنكم كافر و منكم مؤمن و الله بما تعملون بضير ) لكون الدنيا دار ابتلاء و امتحان ، و المصارعة لا تزال قائمة بين الحق و الباطل،



و بين المسلمين و الكفار .



و في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما أنتم في الأمم المكذبة للرسل إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود . و في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه و سلم



قال : يقول الله يا آدم ابعث بعث النار : فيقول : يا ربي و ما بعث النار ؟ فيقول : من كل ألف تسعمائة و تسعة و تسعون في النار و واحد في الجنة .



و على كل حال فإنه ليس في الحديث باسم المهدي ، و لا زمانه و لا مكانه و لا الإيمان



به ، و لا يمتنع كونه من جملة الخلفاء السابقين الذين استقام بهم الدين ، و بسطوا العدل في مشارق الأرض و مغربها ، و بين المسلمين و بين من يعيش معهم من المخالفين لهم في الدين .



و هذا الحديث هو من جملة الأحاديث التي يزعمونها صحيحة و ليست بصريحة .



الحديث الثالث :



روى أبو داود في سننه عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه



وسلم : المهدي منى أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، يمكث في الأرض سبع سنين .



و الجواب :



إن هذا بمعنى الحديث الأول ما عدا الأوصاف ، و من كونه أجلى الجبهة أقنى الأنف،



و هذه الأوصاف موجودة في كثير من الناس ، و خاصة الأشراف فلا تفيد بالمهدي علما و لا يقينا ، و رسول الله صلى الله عليه وسلم منزه عن أن يحيل أمته على هذه الأوصاف الموجودة في أكثر بني آدم ، و لا يأتي من اتصف بها بكتاب من ربه يصدق قوله ، و لا بدين جديد يكمل به دين محمد رسول الله ، و ليس بملك مقرب و لا نبي مرسل ، و قد صارت دعوى المهدي،



و الاتصاف بالأوصاف المذكورة ، مركبا للكذابين الدجالين ، فكل واحد منهم يحاول أن يكون هو ، فيقع الناس في مشكلة لم تحل ، و فتنة لا تنتهي يتوارثها جيل حتى تقوم الساعة ، و حاشا أن يأتي بها رسول الله لأمته .



الحديث الرابع :



روى أبو داود في سننه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : المهدي من عترتي و من فاطمة .



فالجواب أن نقول :
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 السبت يونيو 15, 2013 6:54 pm

إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، و أم سلمة ، و أبا سعيد الخدري ، و ابن مسعود


و سائر الصحابة كلهم إن شاء الله منزهون عن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم،


و إنما حدث وضع أمثال هذه الأحاديث و صياغتها من الغلاة الزنادقة .


و قد تعقب صاحب تهذيب السنن على حديث أم سلمة هذا و أعله بالبطلان ، قال أبو جعفر العقيلي : إن هذا الحديث يروي عن أبي نفيل العقيلي ، و إنه من قول نفيل ، و لا يتابع عليه و لا نعرفه إلا منه ، و ذكر البخاري أن في سنده زياد بن بيان ، و قد وهم في رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.


فهذا الحديث مما قلنا إنه صريح في ذكر المهدي ، لكنه ليس بصحيح لا في سنده و لا


متنه ، و لم يحفظ عن رسول الله اسم » العترة « و هم أقارب الشخص ، و لا اسم المهدي .


الحديث الخامس:


روى أبو داود في سننه عن أم سلمة :


أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يكون اختلاف عند موت خليفه ، فيخرج رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكة ، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره ، فيبايعونه بين الركن والمقام ، ويبعث إليه بعث من الشام ، فتخسف بهم البيداء بين مكة والمدينة ، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام ، و عصائب أهل العراق ، فيبايعونه ، ثم ينشأ رجل من قريش ، أخواله كلب فيبعث إليهم بعثاً ، فيظهرون عليهم ، وذلك بعث كلب ، والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب ، أو قال: بيعة كلب ، فيقسم المال ، ويعمل في الناس بسنة نبيه ، ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض فليبث سبع سنين ، ثم يتوفى ، ويصلى عليه المسلمون .


فالجواب: إن هذا الحديث ليس بصحيح ولا بصريح ، وليس للمهدي فيه سوى ذكر رجل خرج هارباً من المدينة إلى مكة ، ويبعد كل البعد أن يصدر هذا الخبر عن أم سلمة ، فإنها ليست معروفة برواية الحديث كهذا ، وبطلانه يظهر من دراسته ، ولقد صرح السيوطي في كتاب


" اللآليء المصنوعة " بأنه موضوع والموضوع : هو المكذوب على الرسول.


وكم خليفه قد مات فوقع من بعده اختلاف ، ولما قتل ابن الزبير ألزم الحجاج الناس بأن يبايعوا لعبد الملك بن مروان بين الركن والمقام ، أفيقال إنه هو؟ ولأن حوادث الزمان لا تنضبط وليس من شأن الرسول ، ولا من شأن عالم الغيب ، أن يخبر أمته بكل حادثة تحدث من بعد موته إلى يوم القيامة ، وقد رأيت لشيخ الإسلام ابن تيمية كلاماً ينكر فيه حديث أبدال الشام ورايات العراق ، ويقول: إنه لا صحة له .


وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يؤخذ بأناس من أمته ذات الشمال فأقول: يا رب أمتي . فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . فأقول بعداً وسحقاً لمن غير بعدي ، أقول كما قال العبد الصالح : وكنت شهيداً عليهم ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد.


وأما قوله في الرجل الذي من قريش:


» والذي يبايعه الناس ثم يلقي الإسلام يجرانه بين الناس سبع سنين ، ثم يتوفى فيصلى عليه المسلمون « .


فكم من رجل من قريش تولى الحكم على الناس ، وألقى الإسلام بجرانه في زمانه، واجتمعت عليهم كلمته واستفادوا في زمانه بالإيمان والأمان وزيادة الاطمئنان ثم نشر العدل في جميع الأوطان ، ومكث في ولايته سنين طويلة دون أن يسمى المهدي .


  أما هذا الرجل الذي لا يمكث في ولايته على الناس إلا سبع سنين فإنه فيء زائل.


وكيف يملاً الأرض عدلاً في سبع سنين ، وقد ملئت جوراً وكفراً ؟ فهل يغزو الناس بالأحلام في المنامات ، أو يغزو الناس بالملائكة أو بالجن؟


وهل هذا الرجل أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي جادل وجاهد وصبر على اللأواء والضنك والشدة ، وأوذي في الله ، وشج رأسه ، وكسرت رباعيته ، ومشى على طريق السنن المعتادة ، واستقام على ذلك ثلاثا وعشرين سنة ، ولم يتمكن من ملء الأرض عدلاً إلا في الجزيرة العربية ، التي هي بمثابة النقطة بالنسبة إلى سعة الدنيا ، ومتى صدقنا بهذا الحديث فإننا نكون ممن يفضل هذا الرجل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، مع العلم أنه لم يذكر إسم المهدي فيه ، فسقط الاستدلال به ، إذ الرجل مبهم ، وتعيين شخص معين هو تحكم بغير علم ، إذ هذا يعود إلى علم الغيب .


الحديث السادس:


روى أبو داود بسنده إلى علي بن ألي طالب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : » يخرج رجل من وراء النهر يقال له: الحارث بن حران على مقدمة رجل يقال


له: منصور ، يوطئ أو يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت على كل مؤمن نصرته : أو قال: إجابته « .


فالجواب:


إن هذا الحديث هو من جملة ما أورده أبو داود في سننه عن المهدي ، وإنه يبعد كل البعد عن المعنى الذي أرادوا ، فليس فيه ذكر للمهدي قطعاً لا باللفظ ولا بالمعنى ، فليس هو بصحيح ولا بصريح ولا متواتر ، وإن أمارات الكذب تلوح عليه جلية ، إلا يوجب الرسول على أمته البيعة لرجل مجهول إسمه الحارث يخرج من وارء النهر ، ويوطئ الملك لآل محمد .


فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لقريش: » يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من عذاب الله لا أغني عنكم من الله شيئاً ، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً ، يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي لا أغني عنك من الله شيئاً « .


فليس من شأن الرسول ، ولا من عمله ، ولا من خلقه ودينه ، أن يمهد الملك ويوطد البيعة لأهل بيته ، ولو كان كذلك لقدم علياً على أبي بكر في البيعة ، ولما قال: » يأبى الله ورسوله إلا أبا بكر « .


ولهذا قال الصحابة عند بيعته : رضيك رسول الله لديننا أفلا نرضاك لدنيانا ؟ بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية الذي رواه الإمام أحمد ، وأبو داود والترمذي عن العرباض قال: وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع ، فأوصنا ، قال: » أوصيكم بالسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي ، فإن من يعش منكم فيسرى اختلافا كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة« .


والنبي صلى الله عليه وسلم قال لأهل بيته: » إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تروني على الحوض« . والأثرة: الإستئثار بالشيء عن الآخرين.


وقريش لم تمهد لآل محمد الملك ، إنما قاتلتهم عليه ، فقد غزت قريش النبي صلى الله عليه وسلم في عقر داره يوم بدر ، ويوم أحد ، ويوم الأحزاب ، وإنما بذلوا له الطاعة بعد فتح مكة، لأن الدنيا دار أنكاد وأكدار ودار شرور وأضرار وأشد الناس فيها بلاء الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل ، والآخرة عند ربك للمتقين.


الحديث السابع :


روى الإمام أحمد ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا يسن العجلي عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة . وقد رأيت من ينتقد هذا الحديث قائلاً : والعجيب أن يكون المهدي بعيداً عن التوفيق ، والفهم والرشد ثم يهبط عليه الصلاح في ليلة ليكون في صبيحتها داعية هداية ومنقذ أمة .


ورواه ابن ماجة عن عثمان بن أبي شيبة ، وقال: يسن العجلي ضعيف:


فهذا من جملة الأحاديث التي فيها التصريح بإسم المهدي ، لكنها ليست بصحيحة كما أشار ابن ماجة إلى تضعيفه ، ومن الأمر العجيب في هذا الحديث كون المهدي بعيداً عن الهداية والتوفيق والرشد ، ثم يهبط عليه الصلاح في ليلة فيكون في صبيحتها : هادياً مهدياً ومنقذ أمة من جورها وفجورها .


الحديث الثامن:


روى أبو داود عن هارون بن المغيرة ، حدثنا بن أبي قيس عن شعيب ابن خالد عن أبي إسحاق قال: نظر علي إلى ابنه فقال: إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى بإسم نبيكم يشبهه في الخلق ، ولا يشبهه في الخلق ثم ذكر قصة يملأ الأرض عدلاًوهذا يعد من كلام علي رضي الله عنه ، وليس بحديث عن رسول الله فسقط الاحتجاج به ، ومن المحتمل أن يكون مكذوباً على علي به .


الحديث التاسع:


روى أبو داود في سننه من حديث سفيان الثوري بسنده عن عبدالله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل مني ، أو من أهل بيتي يواطئ إسمه إسمي وإسم أبيه إسم أبي ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماْ . ورواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح .


والجواب:


إن علماء الحديث قد تحاشوا عن كثير من أحاديث أهل البيت ، كهذه الأحاديث وأمثالها لكون الغلاة قد أكثروا من الأحاديث المكذوبة عليهم . وفي صحيح البخاري عن أبي جحيفة قلت لعلي رضي الله عنه: هل خصكم رسول الله بشيء؟ فقال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهماً يعطيه الله رجلاً ، وما في هذه الصحيفة . قلت: وما في هذه الصحيفة ؟ قال: العقل وفكاك الأسير ، وأن لا يقتل مسلم بكافر ، وفي رواية: والمؤمنون تتكافأ دماؤهم ، ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم . ولم يذكر شيئاً من هذه الأحاديث التي هي من عالم الغيب ، ولهذا تحاشى البخاري مسلم عن إدخال شيء من أحاديث المهدي في صحيحيهما ، لكون الغالب عليها الضعف والوضع ، وأصح ما ورد في ذلك هو قول النبي صلى الله عليه وسلم : إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به فئتين عظيمتين من المسلمين . وقد وقع ما أخبر به حيث تنازل الحسن عن المطالبة بالملك لمعاوية بن أبي سفيان ، فأطفأ الله به نار الحرب بين الصحابة ، وسموا ذلك العام بعام الجماعة .


الحديث العاشر:


روى ابن ماجة بسنده إلى الحارث بن جزء الزبيدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يخرج الناس من المشرق فيوطئون للمهدي ، يعني السلطان . روى ابن ماجه في سننه عن عبد الله بن مسعود قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم ، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم ، إغرورقت عيناه ، وتغير لونه فقلت: ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه ‍؟ قال: إنا أهل البيت اختار لنا الله الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتي سيلقون بلاء وتشريداً وتطريداً حتى يأتي قوم من أهل المشرق ومعهم رايات سود ، يسألون الحق فلا يعطونه ، فيقاتلون فينصرفون فيعطون ما سألوا ، فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي ، فيملؤها قسطاً كما ملئت جوراً ، فمن أدرك ذلك فليأتهم ولو حبواً على الثلج . قال الذهبي: هذا حديث مرفوع ، والموضوع : المكذوب على رسول الله . وفي إسناده يزيد بن أبي زياد وهو سيء الحفظ ، اختلط في آخر عمره ، وكان يقلد الفلوس أي : يزيفها .


الحديث الحادي عشر:


روى ابن ماجة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزداد الأمر إلا شدة ، لا الدنيا إلا إدباراً ، ولا الناس إلا شحاً ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، وما المهدي إلا عيسى بن مريم.


وقالوا: إن هذا الحديث مشهور بمحمد بن خالد الجندي المؤذن شيخ الشافعي .


وهذا الحديث لو صح لقضى بإبطال سائر الأحاديث في المهدي ، ولكنه ضعيف عندهم لمخالفته لسائر الأحاديث ، ولا يقل عن ضعف سائر الأحاديث المذكورة في المهدي ، وهنا حديث كثيراً ما يحتج به المتعصبون للمهدي وهو: أن المهدي مع المؤمنين يتحصنون به من الدجال ، وأن عيسى عليه السلام ينزل من منارة مسجد الشام ، فيأتي فيقتل الدجال ، ويدخل المسجد وقد أقيمت الصلاة ، فيقول المهدي: تقدم يا روح الله ، فيقول: إنما هذه الصلاة أقيمت لك  فيتقدم المهدي ، ويقتدي به عيسى عليه السلام إشعاراً بأنه جملة الأمة ، ثم يصلى عيسى عليه السلام في سائر الأيام . قال علي ابن محمد القاري في كتابه " الموضوعات الكبير" بأنه حديث موضوع .


وإننا متى حاولنا جمع أحاديث المهدي التي يقولون بصحتها وتواترها بالمعنى ، وقابلنا بعضها ببعض ، لنستخلص منها حديثا صحيحاً صريحاً في المهدي ، فإنه يعسر علينا حصوله


 وكلها غير صحيحة ولا صريحة ولا متواترة بالمعنى بل هي متعارضة ومتخالفة ، وغالبها حكايات عن أحداث ومتى حاولت جمعها نتج لك منها عشرة مهديين ، صفة كل واحد غير الآخر مما يدل بطريق اليقين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتكلم بها ، منهم مثلاً :


1 -    مهدي يخرج من إثني عشر خليفه الذين يستقيم بهم الدين.


2 -    ومهدي استخرجوه من حديث: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلا منا يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً .


3 -    ومهدي منا أجلى الجبهة ، أقنى الأنف .


4 -    ومهدي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : المهدي من عترتي ، ومن ولد فاطمة.


5 -    ومهدي يكون اختلاف عند موت خليفه ، فيخرج رجل من أهل المدينة إلى مكة ، فيبايعونه بين الركن والمقام .


6 -    ومهدي يخرج من وراء النهر يقال له : الحارث بن حران ، وعلي مقدمته رجل يقال


له: منصور ، يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم .


7 ـ     و مهدي قال فيه رسول الله : المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة .


8 ـ     ومهدي قال فيه رسول الله : إنا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، و إن أهل بيتي سيلقون ذلا و تشريدا من بعدي حتى يأتي قوم من المشرق معهم رايات سود ، فيسألون الحق فلا يعطونه


9 ـ     ومهدي أخواله كلب .


10 - ومهدي قال فيه رسو الله : لا مهدي بعدي إلا عيسى بن مريم.


          وهذه الأحاديث هي التي يزعم المتعصبون لصحة خروج المهدي بأنها صحيحة ومتواترة بالمعنى وهي لا صحيحة ولا صريحة ولا متواترة .


فصـــــــــــــــــــل

إننا عندما نتحدث في كتابنا هذا عن المهدي ، فإنما نعني به المهدي المجهول في  عالم الغيب ، والذي يصدق بخروجه بعض أهل السنة .


أما مهدي الشيعة فإنه معلوم إسمه ، ومعروف مكانه فلا حاجة للكلام فيه .


وأول من قال بالمهدية : كيسان مولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ابنه محمد بن الحنفية ، فقد زعم بأنه المهدي ، وأنه مقيم بجبل رضوي في الحجاز بين مكة والمدينة ، وأن عنده عيني عسل وماء . وهذا هو اعتقاد المختار بن أبي عبيد ومن معه ، ثم دخلت فكرة المهدي وخروجه في المجتمع الإسلامي ، وكان لعبد الله بن سبأ اليد العابثة في تحقيقه ، وصناعة الحديث في التصديق به ، وكانت الكوفة موطناً أو مسرحاً لجميع الناس ،وخاصة غلاة الزنادقة ومن دخل في الإسلام في الظاهر من اليهود والنصارى والمجوس ، فدخلت من بينهم الأهواء ، ومجادلة انتصار قوم على آخرين مع الحرص منهم على إفساد عقيدة الدين ، فصار من السهل عليهم مع عدم إيمانهم وأمانتهم بأن أنشأوا الأحاديث المكذوبة عن أهل القبور بحيث يقول: حدثنا فلان عن فلان عن رسول الله وهم كلهم أموات غير أحياء ، فوسعوا الشكوك الإلحادية ، وزعزعوا بآرائهم العقائد الدينية ، ولقحوا أفكار الناس بعقائد خيالية دخيلة ليست من عقائد الإسلام والمسلمين، كعقيدة المهدي المنتظر وما يكون من أمره ونشره للعدل في جميع الدنيا في خلال سبع سنين، وساعد على رسوخ فتنة المهدي نشاط دعاتها ، وجوبهم للأخطار في سبيل نشرها ، واشتهارها وصحتها ويوهمون أتباعهم بنجاح دعوتهم ، وكثرة أتباعهم ، مع حلاوة ما يدعون إليه من محاربة الجور والظلم ، وبسط العدل والأمن الذي يخالفه فعلهم عند إستيلائهم .


فكانوا يرون بالضروري بزعمهم أن يلجأوا إلى صناعة الأحاديث المكذوبة ليشغلوا بها الأذهان وضعفة العقول والأفهام ، ويستعملوها بمثابة آلة الانتصار لحزبهم وحرب عدوهم والباطل لا تقوى شوكته وتعظم صولته إلا في حالة رقدة الحق عنه ، فإذا انتبه له هزمه بإذن الله.


يقول الله تعالى: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) .


لهذا رأينا كما رأي المؤرخون قبلنا بأن دعوى المهدي لا تزال تتكرر في الأعصار والأمصار ، فكان دعاتها يملأون ما استولوا عليه من البلدان جوراً وفجوراً وظلماً وعدواناً ويستجيبون سفك الدماء وأخذا الأموال ويفسدون الدين ويفرقون جماعة المسلمين حتى في أشرف بقاع الأرض كالمسجد الحرام ، والذي جعله الله مثابة للناس وأمنا ، ومن دخله كان آمناً .


لهذا وقبل ذلك تنبه العلماء من المتقدمين والمتأخرين لرد الأحاديث التي يرددونها ويموهون بها على الناس ، فأخضعوها للتصحيح والتمحيص وبينوا ما فيها من الجرح والتضعيف وكونها مزورة على الرسول من قبل الزنادقة الكذابين . وممن انتقد هذه الأحاديث وبين


معايبها: العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه " المنار المنيف في الصحيح والضعيف" .


وقد أشرنا إلى كلامه في كتابنا ومنهم : الشاطبي صاحب الاعتصام فقد ألحق المهدية


و الإمامية بأهل البدع ، ويعني بالمهدية : الذي يعتقدون صحة خروج المهدي ، وكذلك ابن خلدون في مقدمته فقد فحص أحاديث المهدي وبين بطلان ما يزعمونه صحيحاً منها ، فسامها كلها بالضعف وعدم الصحة ، وأن من رواتها من يتهم بالتشيع ، ومنهم الحروري ، ومنهم من يعتقد رفع السيف على أهل القبلة ، ومنهم من يتهم بالكذب ، ومنهم من يتهم بسوء الحفظ ، ومن يتهم برفع الحديث إلى رسول الله بدون أن يتكلم به الرسول ، مع ما فيها من التعارض والاضطراب والاختلاف .


ثم قال: » والحق ينبغي أن يتقرر أن ما تدعيه العامة والأغمار من الدهماء ممن لا يرجع في رأيه إلى اعتقاد صحيح ، ولا إلى علم صريح يفيده ، فيجيبون في ذلك على غير نسبة وفي غير مكان تقليلداً لما اشتهر من ظهور الفاطمي ، ولا يعلمون حقيقة الأمر وإنما يقولون تقليداً فقد ظهرت حركات كثيرة كلها تدعي أنها المهدي ، ثم ظهر ناس بهذه الدعوة وينتحلون السنة وليسوا عليها إلا الأقل « .


ويقول " محمد فريد وجدي " في دائرة المعارف الجزء 99 صـ 480 : ما ورد في المهدي المنتظر من أحاديث ، والناظرون فيها من أولي البصائر لا يجدون في صدورهم حرجاً من تنزيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولها ، فإن فيها من الغلو والخبط في التواريخ والإغراق في المبالغة ، والجهل بأمور الناس والبعد عن سنن الله المعروفة ما يشعر المطالع لأول وهلة أنها أحاديث موضوعة تعمد وضعها رجال من أهل الزيغ المشايعين لبعض أهل الدعوة من طلبة الخلافة في بلاد العرب أو المغرب .


وقد ضعّف كثير من أئمة المسلمين أحاديث المهدي ، واعتبروها مما لا يجوز النظر فيه منهم : الدار قطني والذهبي ، وقد أوردناها مجتمعة لتكون بمرأى من كل باحث في هذا الأمر حتى لا يجرؤ بعض الغلاة على التضليل بها على الناس . انتهي .
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 السبت يونيو 15, 2013 6:55 pm


تضعيف بن خلدون لأحاديث المهدي



مقدمة بن خلدون




 


[rtl]القسم الأول من الفصل الثالث و الخمسون

[/rtl]


[rtl] في أمر الفاطمي و ما يذهب إليه الناس في شأنه

[/rtl]


[rtl]و كشف الغطاء عن ذلك القسم الأول

[/rtl]
[color][font]

[rtl]اعلم أن في المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين و يظهر العدل و يتبعه المسلمون و يستولي على الممالك الإسلامية و يسمى بالمهدي و يكون خروج الدجال و ما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره و أن عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال أو ينزل معه فيساعده على قتله و يأتم بالمهدي في صلاته و يحتجون في الشأن بأحاديث خرجها الأمة و تكلم فيها المنكرون لذلك و ربما عارضوها ببعض الأخبار و للمتصوفة المتأخرين في أمر هذا الفاطمي طريقة أخرى و نوع من الاستدلال و ربما يعتمدون في ذلك على الكشف الذي هو أصل طرائقهم. و نحن الآن نذكر هنا الأحاديث الواردة في هذا الشأن و ما للمنكرين فيها من المطاعن و ما لهم في إنكارهم من المستند ثم نتبعه بذكر كلام المتصوفة و رأيهم ليتبين لك الصحيح من ذلك إن شاء الله تعالى فنقول إن جماعة من الأمة خرجوا أحاديث المهدي منهمالترمذي و أبو داود و البزاز و ابن ماجة و الحاكم و الطبراني وأبو يعلى الموصلي و أسندوها إلى جماعة من الصحابة مثل علي و ابن عباس و ابن عمر و طلحة و ابن مسعود و أبي هريرة و أنس و أبي سعيد الخدري و أم حبيبة و أم سلمة و ثوبان و قرة بن إياس و علي الهلالي و عبد الله بن الحارث بن جزء بأسانيد ربما يعرض لها المنكرون كما نذكره إلا أن المعروف عند أهل الحديث أن الجرح مقدم على التعديل فإذا وجدنا طعناً في بعض رجال الأسانيد بغفلة أو بسوء حفظ أو ضعف أو سوء رأي تطرق ذلك إلى صحة الحديث و أوهن منها و لا تقولن مثل ذلك ربما يتطرق إلى رجال الصحيحين فإن الإجماع قد اتصل في الأمة على تلقيهما بالقول و العمل بما فيهما و في الإجماع أعظم حماية و أحسن دفعاً و ليس غير الصحيحين بمثابتهما في ذلك فقد تجد مجالاً للكلام في أسانيدها بما نقل عن أمة الحديث في ذلك.

[/rtl]

[rtl]
 
[/rtl]

[rtl]و لقد توغل أبو بكر بن أبي خيثمة على ما نقل السهيلي عنه في جمعه للأحاديث الواردة في المهدي فقال و من أغربها إسناداً ما ذكره أبو بكر الإسكاف في فوائد الأخبار مستنداً إلى مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن جابر قالقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: من كذب بالمهدي فقد كفر و من كذب بالدجال فقد كذب و قال في طلوع الشمس من مغربها مثل ذلك فيما أحسب و حسبك هذا غلواًو الله أعلم بصحة طريقه إلى مالك بن أنس على أن أبا بكر الإسكاف عندهم متهم وضاع.

[/rtl]

[rtl]
 
[/rtl]

[rtl]و أما الترمذي فخرج هو و أبو داود بسند هما إلى ابن عباس.من طريق عاصم بن أبي النجود أحد القراء السبعة إلى زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلاً مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي. هذا لفظ أبي داود و سكت عليه و قال في رسالته المشهورة إن ما سكت عليه في كتابه فهو صالح و لفظالترمذي لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي و في لفظ آخر حتى يلي رجل من أهل بيتيو كلاهما حديثاً حسن صحيح و رواه أيضاً من طريق موقوفاً على أبي هريرة و قال الحاكم رواه الثوري و شعبة و زائدة وغيرهم من أئمة المسلمين عن عاصم قال: و طرق عاصم عن زر عن عبد الله كلها صحيحة على ما أصلته من الاحتجاج بأخبار عاصم إذ هو إمام من أئمة المسلمين انتهى إلا أن عاصماً قال فيه أحمد بن حنبل: كان رجلاً صالحاً قارئاً للقرآن خيراً ثقة والأعمش أحفظ منه و كان شعبة يختار الأعمش عليه في تثبيت الحديث و قال العجلي كان يختلف عليه في زر و أبي وائل يشير بذلك إلى ضعف روايته عنهما و قال محمد بن سعد كان ثقة إلا أنه كثير الخطأ في حديثه و قال يعقوب بن سفيان في حديثه اضطراب و قال عبد الرحمن بن أبي حاتم قلت لأبي أن أبا زرعة يقول عاصم ثقة فقال ليس محله هذا و قد تكلم فيهابن علية فقال كل من اسمه عاصم سيء الحفظ و قال أبو حاتم محله عندي محل الصدق صالح الحديث و لم يكن بذلك الحافظ و اختلف فيه قول النسائي و قال ا بن حراش في حديثه نكرة و قال أبو جعفر العقيلي لم يكن فيه إلا سوء الحفظ و قالالدارقطني في حفظه شيء و قال يحيى القطان ما وجدت رجلاً اسمه عاصم إلا وجدته سيء الحفظ و قال أيضاً سمعت شعبة يقول حدثنا عاصم بن أبي النجود و في الناس ما فيها و قال الذهبي ثبت في القراءة و هو حسن الحديثو إن احتج أحد بأن الشيخين أخرجا له منقول أخرجا له مقروناً بغيره لا أصلاً و الله أعلم.

[/rtl]

[rtl]
 
[/rtl]

[rtl]و خرج أبو داود في الباب عن علي رضي الله عنه من رواية قطن بن خليفة عن لقاسم بن أبي مرة عن أبي الطفيل عن علي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً وقطن بن خليفة و إن وثقه أحمد و يحيى بن القطان و ابن معينو النسائي و غيرهم إلا أن العجلي قالحسن الحديث و فيه تشيع قليل و قال ابن معين مرة: ثقة شيعي. و قال أحمد بن عبد الله بن يونس: كنا نمر على قطن و هو مطروح لا نكتب عنه. و قال مرة: كنت أمر به و أدعه مثل الكلب. و قالالدارقطنيلا يحتج به. و قال أبو بكر بن عياش: ما تركت الرواية عنه إلا لسوء مذهبه. و قال الجرجانيزائغ غير ثقةانتهى.

[/rtl]

[rtl]
 
[/rtl]

[rtl] و خرج أبو داود أيضاً بسنده إلى علي رضي الله عنه عن مروان بن المغيرة عن عمر بن أبي قيس عن شعيب بن أبي خالد عن أبي إسحاق النسفي قال: قال علي و نظر إلى ابنه الحسن إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله صلى الله عليه و سلم. سيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخلق و لا يشبهه في الخلق يملأ الأرض عدلاً و قال هارون حدثنا عمر بن أبي قيس عن مطرف بن طريف عن أبي الحسن عن هلال بن عمر سمعت علياً يقول: قال النبي صلى الله عليه و سلم: يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث على مقدمته رجل يقال له منصور يوطىء أو يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه و سلم وجب على كل مؤمن نصره أو قال إجابته.سكت أبو داود عليه. و قال في موضع آخر في هارون: هو من ولد الشيعة. و قال السليمانيفيه نظرو قال أبو داود في عمر بن أبي قيس: لا بأس في حديثه خطأ. و قال الذهبي:صدق له أوهام. و أما أبو إسحاق النسفي و إن خرج عنه فيالصحيحين فقد ثبت أنه اختلط آخر عمره و روايته عن علي، منقطعة، و كذلك رواية أبي داود عن هارون بن المغيرة. و أما السند الثاني فأبو الحسن فيه و هلال بن عمر مجهولان و لميعرف أبو الحسن إلا من رواية مطرف بن طريف عنه انتهى.

[/rtl]

[rtl]
 
[/rtl]

[rtl] و خرج أبو داود أيضاً عن أم سلمة قالت سمعت في المستدرك من طريق علي بن نفيل عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: المهدي من ولد فاطمة و لفظ الحاكم: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلميذكر المهدي فقال: نعم هو حق و هو من بني فاطمة و لم يتكلم عليه بالصحيح و لا غيره و قد ضعفه أبو جعفر العقيلي و قال: لا يتابع علي بن نفيل عليه و لا عرف إلا به. و خرج أبو داود أيضاً عن أم سلمة من رواية صالح أبي الخليل عن صاحبله عن أم سلمة قال: يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه و هو كاره فيبايعونه بين الركن و المقام فيبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة و المدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال أهل الشام و عصائب أهل العراق فيبايعونه ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثاً فيظهرون عليهم و ذلك بعث كلب و الخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال و يعمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه و سلم و يلقي الإسلام بجرانه على الأرض فيلبث سبع سنين و قال بعضهم تسع سنين ثم رواه أبو داود من رواية أبيالخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة فتبين بذلك المبهم في الإسناد الأول و رجاله رجال الصحيحين لا مطعن فيهم و لا مغمز و قد يقال إنه من رواية قتادة عن أبي الخليل و قتادة مدلس و قد عنعنه و المدلس لا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بالسماع. مع أن الحديث ليس فيه تصريح بذكر المهدي نعم ذكره أبو داود في أبوابه

[/rtl]

[rtl] و خرج أبو داود أيضاً و تابعه الحاكم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: المهدي مني أجلى الجبهة اقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً و جوراً يملك سبع سنين هذا لفظ أبي داود و سكت عليه و لفظ الحاكم: المهدي منا أهل البيت أشم الأنف أقنى أجلى يملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت جوراً و ظلماً يعيش هكذا و يبسط يساره و إصبعين من يمينه السبابة و الإبهام و عقد ثلاث قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه. و عمران القطان مختلف في الاحتجاج يه إنما أخرج له البخاري استشهاداً لا أصلاً و كان يحيى القطان لا يحدث عنه و قال يحيى بن معينليس بالقوي و قال مرة: ليس بشيء. و قال أحمد بن حنبل أرجو أن يكون صالح الحديث و قال يزيدبن زريع كان حرورياً و كان يرى السيف على أهل القبلة و قالالنسائي ضعيف و قال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عنه.فقال: من أصحاب الحسن و ما سمعت إلا خيراً. و سمعته مرة أخرى ذكره فقال: ضعيف أفتى في إبراهيم بن عبد الله بن حسن بفتوى شديدة فيها سفك الدماء.

[/rtl]

[rtl] و خرج الترمذي و ابن ماجة و الحاكم عن أبي سعيد الخدري من طريق زيد العمي عن أبي صديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: خشينا أن يكون بعض شيء حدث فسألنا نبي الله صلى الله عليه و سلم فقال: إن في أمتي المهدي يخرج و يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً زيد الشاك قال قلنا: و ما ذاك ؟ قال سنين ! قال: فيجيء إليه الرجل فيقول: يا مهدي أعطني قال: فيحثو له في ثوبه ما استطاع أن يحمله لفظ الترمذي و قال: هذا حديث حسن و قد روى من غير وجه عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم و لفظ ابن ماجة و الحاكم:يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع و إلا فتسع فتنعم أمتي فيه نعمة لم يسمعوا بمثلها قط تؤتى الأرض أكلها و لا يدخر منه شيء و المال يومئذ كدوس فيقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني فيقول خذ. انتهى. و زيد العمي و إن قال فيه الدارقطنيو أحمد بن حنبل و يحيى بن معين إنه صالح و زاد أحمد إنه فوق يزيد الرقاش و فضل بن عيسى إلا أنه قال فيه أبو حاتم:ضعيف يكتب حديثه و لا يحتج به. و قال يحيى بن معين في رواية أخرىلا شيء. و قال مرة يكتب حديثه و هو ضعيف. و قال الجرجاني: متماسك و قال أبو زرعة ليس بقوي واهي الحديث ضعيفاً و قال أبو حاتم ليس بذاك و قد حدث عنه شعبة. و قال النسائي: ضعيف و قال ابن عدي: عامة ما يرويه و من يروى عنهم ضعفاء على أن شعبة قد روى عنه و لعل شعبةلم يرو عن أضعف منه.[/rtl]
[/font][/color]
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 السبت يونيو 15, 2013 6:56 pm

[rtl]و قد يقال إن حديث الترمذي وقع تفسيراً لما رواه مسلم فيصحيحه من حديث جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: يكون في آخر أمتي، خليفة يحثو المال حثواً لا يعده عداً و من حديث أبي سعيد قال: من خلفائكم خليفة يحثو المال حثواً و من طريق أخرى عنهما قال: يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال و لا يعده انتهى. و أحاديث مسلم يقع فيها ذكر المهدي و لا دليل يقوم على أنه المراد منها. و رواة الحاكمأيضاً من طريق عوف الأعرابي عن أبي الصديق الناجي عن أبيسعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض جوراً و ظلماً و عدواناً ثم يخرج من أهل بيتي رجل يملأها قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً و عدواناً و قال فيه الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه. و رواه الحاكم أيضاً عن طريق سليمان بن عبيد عن أبيالصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث و تخرج الأرض نباتها و يعطي المال صحاحاً و تكثر الماشية و تعظم الأمة يعيش سبعاً أو ثمانياً يعني حججاً و قال فيه حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه. مع أن سليمان بن عبيد لم يخرج له أحد من الستة لكن ذكره ابن حبان في الثقات و لم يرد أن أحداً تكلم فيه ثم رواه الحاكم أيضاً من طريق أسد بن موسى عن حماد بن سلمة عن مطر الوراق و أبي هارون العبدي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: تملأ الأرض جوراً و ظلماً فيخرج رجل من عترتي فيملك سبعاً أو تسعاً فيملأ الأرض عدلاً و قسطاً كما ملئت جوراً و ظلماً و قال الحاكم فيه: هذا حديث صحيح على شرطمسلم لأنه أخرج عن حماد بن سلمة و عن شيخه مطر الوراق. و أما شيخه الآخر و هو أبو هارون العبدي فلم يخرج له. و هوضعيف جداً متهم بالكذب و لا حاجة إلى بسط أقوال الأئمة في تضعيفه. و أما الراوي له عن حماد بن سلمة فهو أسد بن موسى يلقب أسد السنة و إن قال البخاري: مشهور الحديث و استشهد به في صحيحه. و احتج به أبو داود و النسائي إلا إنه قال مرة أخرى: ثقة لو لم يصنف كان خيراً له. و قال فيهمحمد بن حزممنكر الحديث. و رواه الطبراني في معجمه الأوسط من رواية أبي الواصل عبد الحميد بن واصل عن أبي الصديق الناجي عن الحسن بن يزيد السعدي أحد بني بهذلة عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: يخرج رجل من أمتي يقول بسنتي ينزل الله عز و جل له القطر من السماء و تخرج الأرض بركتها و تملأ الأرض منه قسطاً و عدلاً كما ملئت جوراً و ظلماً يعمل على هذه الأمة سبع سنين و ينزل على بيت المقدس و قال الطبراني: فيه رواة جماعة عن أبي الصديق و لم يدخل أحد منهم بينه و بين أبي سعيد أحداً إلا أبا الواصل فإنه رواه عن الحسن بن يزيد عن أبي سعيد انتهى. و هذا الحسن بن يزيد ذكره ابن أبي حاتم و لميعرفه بأكثر مما في هذا الإسناد من روايته عن أبي سعيد و رواية أبي الصديق عنه و قال الذهبي في الميزان: إنه مجهول. لكن ذكره ابن حبان في الثقات و أما أبو الواصل الذي رواه عن أبي الصديق فلم يخرج له أحد من الستة. و ذكره ابن حبان فيالثقات في الطبقة الثانية و قال فيه: يروى عن أنس روى عنه شعبة و عتاب بن بشر

[/rtl]
[rtl]و خرج ابن ماجة في كتاب السنن عن عبد الله بن مسعود من طريق يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ أقبل فتية من بني هاشم فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ذرفت عيناه و تغير لونه قال فقلت ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه فقال: إنا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا و إن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء و تشريداً و تطريداً حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخبر فلا يعطونه فيقاتلون و ينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطاً كما ملأوها جوراً فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم و لو حبواً على الثلج انتهى.

[/rtl]
[rtl]و هذا الحديث يعرف عند المحدثين بحديث الرايات. و يزيد بن أبي زياد راويه قال فيه شعبة: كان رفاعاً يعني يرفع الأحاديث التي لا تعرف مرفوعة. و قال محمد بن الفضيل: من كبار أئمة الشيعة. و قال أحمد بن حنبللم يكن بالحافظ و قال مرة: حديثة ليس بذلك. و قال يحيى بن معين: ضعيف. و قالالعجلي: جائز الحديث، و كان بآخره يلقن. و قال أبو زرعة:لن يكتب حديثه و لا يحتج به. و قال أبو حاتم: ليس بالقوي. و قال الجرجاني: سمعتهم يضعفون حديثه. و قال أبو داود: لا أعلم أحداً ترك حديثه و غيره أحب إلي منه. و قال ابن عديهو من شيعة أهل الكوفة و مع ضعفه يكتب حديثه. و روى لهمسلم لكن مقروناً بغيره. و بالجملة فالأكثرون على ضعفه. و قدصرح الأئمة بتضعيف هذا الحديث الذي رواه عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله و هو حديث الرايات. و قال وكيع بن الجراح فيه: ليس بشيء. و كذلك قال أحمد بن حنبل و قال أبو قدامة سمعت أبا أسامة يقول في حديث يزيد عن إبراهيم في الرايات لو حلف عندي خمسين يميناً أسامة ما صدقته أهذا مذهبإبراهيم ؟ أهذا مذهب علقمة ؟ أهذا مذهب عبد الله ؟ و أوردالعقيلي هذا الحديث في الضعفاء و قال الذهبي ليس بصحيح. و خرج ابن ماجة عن علي رضي الله عنه من رواية ياسين العجلي عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: المهدي منا أهل البيت يصلح الله به في ليلة.

[/rtl]
[rtl]و ياسين العجلي و إن قال فيه ابن معين ليس به بأس فقد قالالبخاري فيه نظر. و هذه اللفظة من اصطلاحه قوية في التضعيف جداً. و أورد له ابن عدي في الكامل و الذهبي في الميزان هذا الحديث على وجه الاستنكار له و قال هو معروف به. و خرجالطبراني في معجمه الأوسط عن علي رضي الله عنه إنه قال للنبي صلى الله عليه و سلم أمنا المهدي أم من غيرنا يا رسول الله ؟ فقال: بل منا بنا يختم الله كما بنا فتح و بنا يستنقذون من الشرك و بنا يؤلف الله قلوبهم بعد عداوة بينة كما بنا ألف بينقلوبهم بعد عداوة الشرك. قال علي أمؤمنون أم كافرون ؟، قال: مفتون و كافر انتهى. و فيه عبد الله بن لهيعة و هو ضعيف معروف الحال. و فيه عمر بن جابر و الحضرمي و هو أضعف منه. قال أحمد بن حنبل: روي عن جابر مناكير و بلغني أنه كان يكذب و قال النسائي ليس بثقة و قال كان ابن لهيعةشيخاً أحمق ضعيف العقل و كان يقول: علي في السحاب، وكان يجلس معنا فيبصر سحابة فيقول، هذا علي قد مر في السحاب،

[/rtl]
[rtl] و خرج الطبراني عن علي رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: يكون في آخر الزمان فتنة يحصل الناس فيها كما يحصل الذهب في المعدن فلا تسبوا أهل الشام و لكن سبوا أشرارهم فإن فيهم الأبدال يوشك أن يرسل على أهل الشام صيب من السماء فيفرق جماعتهم حتى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي في ثلاث رايات المكثر يقول بهم خمسة عشر ألفاً و المقل يقول بهم اثنا عشر ألفاً و أمارتهم امت امت يلقون سبع رايات تحت كل راية منها رجل يطلب الملك فيقتلهم الله جميعاً و يرد الله إلى المسلمين إلفتهم و نعمتهم و قاصيتهم و رأيهم.

[/rtl]
[rtl]و فيه عبد الله بن لهيعة و هو ضعيف معروف الحال و رواهالحاكم في المستدرك و قال صحيح الإسناد و لم يخرجاه في روايته ثم يظهر الهاشمي فيرد الله الناس إلى إلفتهم الخ و ليس في طريقه ابن لهيعة و هو إسناد صحيح كما ذكر.

[/rtl]
[rtl]و خرج الحاكم في المستدرك عن علي رضي الله عنه من رواية أبي الطفيل عن محمد بن الحنفية قال: كنا عند علي رضي الله عنه فسأله رجل عن المهدي فقال له: هيهات ثم عقد بيده سبعاً فقال ذلك يخرج في آخر الزمان إذا قال الرجل الله الله قتل و يجمع الله له قوماً قزعاً، كقزع السحاب يؤلف الله بين قلوبهم فلا يستوحشون إلى أحد و لا يفرحون بأحد دخل فيهم عدتهم على عدة أهل بدر لم يسبقهم الأولون و لا يدركهم الآخرون و على عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهرقال أبو الطفيل قال ابن الحنفية: أتريده ؟ قلت: نعم. قال: فإنه يخرج من بين هذين الأخشبين قلت لا جرم و الله و لا أدعها حتى أموت. و مات بها يعني مكة قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[/rtl]
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 السبت يونيو 15, 2013 6:57 pm

[rtl]و إنما هو على شرط مسلم فقط فإن فيه عماراً الذهبي و يونس بن أبي إسحاق و لم يخرج لهما البخاري و فيه عمرو بن محمد العبقري و لم يخرج له البخاري احتجاجاً بل استشهاداً مع ما ينضم إلى ذلك من تشيع عمار الذهبي و هو و إن وثقه أحمد وابن معين و أبو حاتم النسائي و غيرهم فقد قال علي بن المدني عن سفيان أن بشر بن مروان قطع عرقوبيه قلت في أي شيء ؟قال: في التشيع. و خرج ابن ماجة عن أنس بن مالك رضي الله عنه في رواية سعد بن عبد الحميد بن جعفر عن علي بن زياداليمامي عن عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله عن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: نحن ولد عبد المطلب سادات أهل الجنة أنا و حمزة و علي و جعفر والحسن و الحسين و المهديانتهى.

[/rtl]
[rtl]و عكرمة بن عمار و إن أخرج له مسلم فإنما أخرج له متابعة. وقد ضعفه بعض و وثقه آخرون و قال أبو حاتم الرازي: هو مدلس فلا يقبل إلى أن يصرح بالسماع علي بن زياد. قالالذهبي في الميزان: لا ندري من هو، ثم قال الصواب فيه: عبد الله بن زياد و سعد بن عبد الحميد و إن وثقه يعقوب بن أبي شيبة و قال فيه يحيى بن معين ليس به بأس فقد تكلم فيهالثوري قالوا لأنه رآه يفتي في مسائل و يخطئ فيها. و قال ابن حبان: كان ممن فحش عطاؤه فلا يحتج فيه. و قال أحمد بن حنبل: سعيد بن عبد الحميد يدعي أنه سمع عرض كتب مالكو الناس ينكرون عليه ذلك و هو ههنا ببغداد لم يحتج فكيف سمعها ؟ و جعله الذهبي ممن لم يقدح فيه كلام من تكلم فيه و خرج الحاكم في مستدركه من رواية مجاهد عن ابن عباس موقوفاً عليه قال مجاهد قال لي ابن عباس: لو لم أسمع أنك مثل أهل البيت ما حدثتك بهذا الحديث قال فقال مجاهد: فإنه في ستر لا أذكره لمن يكره قال فقال ابن عباس: منا أهل البيت أربعة منا السفاح و منا المنذر و منا المنصور و منا المهدي قال فقالمجاهد: بين لي هؤلاء الأربعة. فقال ابن عباس: أما السفاح فربما قتل أنصاره و عفا عن عدوه، و أما المنذر أراه قال فإنه يعطي المال الكثير و لا يتعاظم في نفسه و يمسك القليل من حقه و أما المنصور فإنه يعطى النصر على عدوه الشطر مما كان يعطي رسول الله صلى الله عليه و سلم و يرهب منه عدوه على مسيرة شهرين و المنصور يرهب منه عدوه على مسيرة شهر و أما المهدي الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً و تأمن البهائم السباع و تلقي الأرض أفلاذ كبدها. قال: قلت و ما أفلاذ كبدها ؟ قال: أمثال الاسطوانة من الذهب و الفضة. و قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه و هو من رواية إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن أبيه و إسماعيل ضعيف و إبراهيم أبوه و إن خرج له مسلم فالأكثرون على تضعيفه.

[/rtl]
[rtl]
 
[/rtl]
[rtl] و خرج ابن ماجة عن ثوبان قالقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: يقتتل عند كبركم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونهم قتلاً لم يقتله قوم ثم ذكر شيئاً لا أحفظه قال: فإذا رأيتموه فبايعوه و لو حبواً على الثلج فإنه خليفة الله المهدي.

[/rtl]
[rtl]و رجاله رجال الصحيحين إلا أن فيه أبا قلابة الجرمي و ذكرالذهبي و غيره أنه مدلس و فيه سفيان الثوري و هو مشهور بالتدليس و كل واحد منهما عنعن و لم يصرح بالسماع فلا يقبل و فيه عبد الرزاق بن همام و كان مشهوراً بالتشيع و عمي في آخر وقته فخلط قال ابن عدي: حدث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد، و نسبوه إلى التشيع. انتهى.

[/rtl]
[rtl]
 
[/rtl]
[rtl]و خرج ابن ماجة عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزيدي من طريق ابن لهيعة عن أبي زرعة عن عمر بن جابر الحضرمي عن عبد الله بن الحارث بن جزء قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدييعني سلطانه. قال الطبراني: تفرد به ابن لهيعة و قد تقدم لنا في حديث علي الذي خرجه الطبراني في معجمه الأوسط أن ابن لهيعة ضعيف و أن شيخه عمر بن جابر أضعف منه و خرجالبزاز في مسنده و الطبراني في معجمه الأوسط و اللفظللطبراني عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع و إلا فثمان و إلا فتسع تنعم فيها أمتي نعمة لم ينعموا بمثلها ترسل السماء عليهم مدراراً و لا تدخر الأرض شيئاً من النبات و المال كدوس يقوم الرجل يقول يا مهدي أعطني فيقول خذ.

[/rtl]
[rtl]قال الطبراني و البزار تفرد به محمد بن مروان العجلي زاد البزار: و لا نعلم أنه تابعه عليه أحد و هو و إن وثقه أبو داود وابن حبان أيضاً بما ذكره في الثقات و قال فيه يحيى بن معينصالح و قال مرة ليس به بأس فقد اختلفوا فيه و قال أبو زرعة:ليس عندي بذلك و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: رأيت محمد بن مروان العجلي حدث بأحاديث و أنا شاهد لم نكتبها تركتها على عمد و كتب بعض أصحابنا عنه كأنه ضعفه.

[/rtl]
[rtl]
 
[/rtl]
[rtl] و خرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده عن أبي هريرة و قال: حدثني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه و سلم قال: لا تقوم الساعة حتى يخرج عليهم رجل من أهل بيتي فيضربهم حتى يرجعوا إلى الحق قال قلت و كم يملك ؟ قال: خمساً و اثنتين قال قلت و ما خمساً و اثنتين قال لا أدري.

[/rtl]
[rtl]و هذا السند غير محتج به و إن قال فيه بشير بن نهيك و قال فيه أبو حاتم لا يحتج به فقلت احتج به الشيخان و وثقه الناس و لم يلتفتوا إلى قول أبي حاتم لا يحتج به إلا أنه قال فيه رجاء ابن أبي رجاء اليشكري و هو مختلف فيه قال أبو زرعة ثقة و قال يحيى بن معينضعيف. و قال أبو داود: ضعيف. و قال مرة، صالح. و علق له البخاري في صحيحه حديثاً واحداً.

[/rtl]
[rtl]
 
[/rtl]
[rtl] و خرج أبو بكر البراز في مسنده و الطبراني في معجمه الكبير و الأوسط عن قرة بن إياس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لتملأن الأرض جوراً و ظلماً فإذا ملئت جوراً و ظلماً بعث الله رجلاً من أمتي اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي يملاها عدلاً و قسطاً كما ملئت جوراً و ظلماً فلا تمنع السماء من قطرها شيئًا و لا تدخر الأرض من نباتها يلبث فيكم سبعاً أو ثمانياً أو تسعاً يعنى سنين. ا هـ. و فيه داود بن المحبي بن المحرم عن أبيه و هما ضعيفان جداً. و خرج الطبراني في معجمه الأوسطعن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في نفر من المهاجرين و الأنصار و علي بن أ بي طالب عن يساره و العباس عن يمينه إذ تلاحى العباس و رجل من الأنصار فأغلظ الأنصاري للعباس فأخذ النبي صلى الله عليه و سلم بيد العباس و بيد علي و قال: سيخرج من صلب هذا فتى يملأ الأرض جوراً و ظلماً و سيخرج من صلب هذا فتىً يملأ الأرض قسطاً و عدلاً فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التميمي فإنه يقبل من قبل المشرق و هو صاحب راية المهدي انتهى. و فيه عبد الله بنعمر و عبد الله بن لهيعة و هما ضعيفان.[/rtl]
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 السبت يونيو 15, 2013 6:57 pm

لا مهدي ينتظر بعد الرسول محمد خير البشر


للشيخ عبد الله بن زيد آل محمود



قاضي ومفتي دولة قطر



عقيدة المسلم مع المهدي




 


لقد علق بعقائد العامة و عقولهم : و بعض العلماء ، و جود مهدي في عالم الغيب لا يعملون مكانه و لا زمانه . فمنهم : من يؤمن به ، و يصدق بظهوره ، و ينكر على من أنكره.



و منهم : من ينكر وجود المهدي بتاتا ، و يطعن في صحة الأحاديث الواردة فيه و يزعم بأنها مصنوعة و مكذوبة على رسول الله .



و لم تزل المناظرة و المجادلة واقعة قائمة بين الفريقين ، لأجله لا يزال يخرج في كل زمان ، و في بعض البلدان من يدعي أنه المهدي ، و على أثر هذه الدعوى تثور الفتن و تسيل الدماء .



و الحق الذي نعتقده ، و ندعو الناس إلى العلم به و العلم بموجبه ، هو أنه لا مهدي بعد رسول الله كما أنه لا نبي بعده .



فقد كان مهديا و قد كان هاديا                    جزى الله عنا كل خير محمدا




 


و المهدي متى قلنا بتصديق الأحاديث الواردة فيه ، ليس بملك معصوم ، و لا نبي مرسل، ما هو غلا رجل عادي ، كأحد أفراد الناس إلا أنه عادل ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،



و كل الأحاديث الواردة فيه ضعيفة ، و يترجح بأنها موضوعة على لسان رسول الله ، و لم يحدث بها .



مقام المسلم من المهدي



و مقام المسلم منه :



أولا : أنه لا يجب الإيمان الجازم بخروجه لقوة الخلاف في الأحاديث ، فلا ينكر على من أنكره ، و إنما يتوجه الإنكار على ما قال بصحة خروجه .



ثانيا ليس من عقيدة الإسلام و المسلمين الإيمان به ، كالإيمان بوجود الرب ، و الإيمان بالملائكة ، و الإيمان بالبعث بعد الموت ، و الإيمان بالجنة و النار إذ هذه من أمور الآخرة التي يجب اعتقادها و وقوعها جلية للعيان في دار الآخرة ، و قد أثبتها القرآن و صحيح السنة ، و ليس منها الإيمان بالمهدي ، و قد غلط السفاريني حيث أدخل الإيمان به في عقيدته فقال :



محمد المهدي و المسيح                 منها الإمام الخاتم الفصيح




 


فقد أخطأ حيث جعل المهدي هو الخاتم ، و إن حملناه على جعله خاتم الأئمة الإثني عشر خليفة الذين يستقيم بهم أمر الدين ، فهذا هو نفس عقيدة الشيعة حيث جعلوا الإمام الحادي عشر هو الحسن العسكري ، و بعد موته انتقلت الإمامة إلى ابنه محمد بن الحسن العسكري الذي دخل سرداب سامراء ، فدعوى المهدي في مبدئها للشيعة ، فهم الذين آمنوا بها و صدقوها ، و أكثروا من ذكر هذا المهدي المنتظر ، فاقتبس بعض أهل السنة هذا الاعتقاد ، ثم سار في طريقه و تلقينه إلى حالة انتشار هذه الفكرة عند المتأخرين حتى جعلوها طريقة و عقيدة ، و متى غيرت قيل: غيرت السنة ، و هكذا حال البدعة ، فبسبب مجاورتهم للشيعة و اختلاطهم به اقتبوسها منهم، و إلا فإنها ليست من عقيدة أهل السنة ، و لهذا لم يذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في عقائده ، لا في الواسطية و لا في الأصفهانية و لا السبعينية و لا التسعينية و العرشية ، كما أنها لم تذكر في عقيدة الطحاوية و لا في شرحها ، و لا في عقيدة ابن قدامة ، ولا عقيدة ابن زيدون المالكي .



فعدم ذكرهم لها يدل على أنها ليست من عقائد الإسلام و المسلمين ، و المهدي في مبدأ دعوته هو واحد و ليس باثنين ، فلم يقل أحد : إنهما مهديان ، و إنما هو مهدي واحد ، تنازعه أفكار الشيعة و أفكار بعض أهل السنة ، فكل لوم أو ذم ينحى به على الشيعة لإيمانهم بإمامهم محمد بن الحسن الذي هو في سرداب ، فإنه ينطبق بطريق و الموافقة على أهل السنة الذين يصدقون بالمهدي المجهول في عالم الغيب ، فهما في فساد الاعتقاد به سيان .



فبيت الشعر للسفاريني على الحالتين غير صواب و لا صحيح ، و السفاريني رحمه الله هو أقوى من ثبت دعائم عقيدة المهدي في قلوب المسلمين .



ثالثا إن المهدي لم يذكر في القرآن ، و لا في صحيح البخاري و مسلم فقد نزها كتبهما عن ذكره ، و عن الحديث عنه مع رواج الخبر عنه في زمانها ، فلا نرى ذلك إلا لضعف عندهما.



رابعا : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بجوامع الكلم ، فكان يختصر الحكم الكثيرة في الكلمات اليسيرة ، تقول عائشة : لقد كان رسول الله يتكلم بكلمات لو عدها العاد لأحصاها.



و أحاديث المهدي هي بمثابة حديث ألف ليلة و ليلة ، قد أحصاها الشوكاني فيما يزيد على خمسين حديثا ، و كلها متخالفة و مضطربة ينقض بعضها بعضا ، منها ما يشير إلى أن المهدي هو علي ابن أبي طالب ، و منها ما يشير إلى أنه الحسن أو بنوه من بعده ، و منها ما يشير إلى أنه محمد بن الحنفية ، و أنه حي في جبل رضوى بين مكة و المدينة ، و عنده عينا عسل و ماء ، و منها ما يشير إلى إلى أنه الحسن أو بنوه من بعده ، و منها ما يشير إلى أنه رجل اسمه الحارث ، و يؤمر بالسعي إليه لبيعته و لو حبوا على الركب أو على الثلج ، إلى غير ذلك من الأحاديث التي يعلم كل عاقل بأن رسول الله منزه عنها .



خامسا : لم يكن من هدي رسول الله و لا من شرعه ، أن يحيل أمته على التصديق برجل في عالم الغيب و هو من أهل الدنيا ، و من بني آدم فيخبر عنه أنه يفعل كذا و كذا ، مما يوجب الاختلاف و الاضطراب بين الأمة .



سادسا : بما أن المهدي بصفة ما يزعمون ، و أن اسمه كاسم الرسول محمد بن عبد الله ، و أنه أجلى الجبهة ، و أقنى الأنف و من قريش ، فإن هذه الصفة توجد في كثير من الأشراف .



و بما أنني من هؤلاء الأشراف ، من ذرية الحسن بن علي ، فإنه لو خرج رجل من الأشراف اسمه محمد بن عبد الله ، و هو أجلى الجبهة أقنى الأنف ،  ويدعى أنه المهدي ، فإنني أول من يقاتله أنه كذاب يريد أن يفسد الدين ، و يشق عصا المسلمين ، و النبي صلى الله عليه وسلم قال : » من أتاكم و أمركم جميع يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه « .



سابعا : إن من صفة المهدي الذين يدعون خروجه ، و أن مقامه في الدنيا سبع سنين أو تسع سنين في الحديث الآخر ، و هل هو يؤيد بالخوارق و المعجزات أو بالأحلام و المنامات ؟



و هل تنزل معه الملائكة تحارب معه ، أو الجن تسخر له كما سخرت لداود ، و هل هو أكرم على الله من محمد رسول الله الذي مكث ثلاثا و عشرين سنة ، كلها يجاهد و يجادل ويصبر على اللأواء و الشدة ، و يتبع السنن الكونية من الطرق الموصلة إلى نجاحه ، و القرآن يؤيده



و الملائكة يمده الله بهم ، و قد شج رأسه صلى الله عليه وسلم ، و كسرت رباعيته ، و دلوه في حفرة ظنوه ميتا و ذلك وقعة أحد .



و مع هذا كله لم يتمكن من بسط العدل إلا في جزيرة العرب ، و هي نقطة صغيرة بالنسبة إلى سعة الدنيا .



أفيكون المهدي المنتظر أعز على الله من محمد رسول الله ؟ !



ثامنا : إن جميع المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها ، علماءهم و عامتهم ، متفقون على قتال من يدعي أنه المهدي كما مضى ذلك في كل زمان و مكان ، مع كثرة من يدعي أنه المهدي ، لاعتقادهم أنها دعوى باطلة لا صحة لها .



و لا يزالون يقاتلون من يدعي أنه المهدي حتى تقوم الساعة ، فأين و الحالة هذه ؟ و صار المهدي كالموجود في الأذهان دون الأعيان .



تاسعا : اتفق العلماء على أن الصحابة كلهم عدول ، فلا ينسب إليهم شيء من تعمد



الكذب ، لكنه في القرن الأول ثم الثاني شمل الناس فتن مثل فتنة الجمل و صفين ، ثم فتنة النهروان في قتال علي للخوارج ، ثم فتنة ابن الزبير مع عبد الملك بن مروان و الحجاج ، ثم فتنة مقتل مصعب بن الزبير مع عبد الملك بن مروان في العراق ، ثم فتنة المختار بن أبي عبيد و قتله لعبيد الله بن زياد .



و على أثر هذه الفتن انتشرت الأهواء في الناس إلى حالة أنهم يتقاذفون بالسب و الشتم على المنابر ، فأصحاب علي رضي الله عنه و أنصاره يسبون معاوية و بني أمية ، و بنو أمية



و أنصارهم يقابلونهم بمثل ذلك إلى بداية ولاية الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز فرفع هذا السب ، و جعل بدله : » ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم« .



عاشرا : إن الدين كامل بوجود رسول الله و نزول كتاب الله ، و لم يخلف رسول الله شيئا منه لا في السماء و لا في الأرض يقول تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي



و رضيت لكم الإسلام دينا ) . و النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به : كتاب الله و سنتي .



لهذا صرنا في غنى و سعة عن دين و عدل يأتي به المهدي ، فلا مهدي بعد رسول الله كما لا نبي بعده .



حادي عشر : إن العلماء كأبي داود في سننه ، و ابن كثير في نهايته ، و السفاريني في لوامع أنواره و غيرهم ، قد أدخلوا أحاديث المهدي في جملة أشراط الساعة مع أحاديث الدجال



و الدابة ، و يأجوج و مأجوج ، و أحاديث الفتن فكل هذه لا يتعرض لها نقد الحديث بتصحيح و لا تمحيص ، لعلمهم أنها أحاديث مبنية على التساهل ، و يدخل فيها الكذب و الزيادات،



و المدرجات ، و التحريفات و ليست بالشيء الواقع في زمانهم ، و لا من أحاديث أحكامهم،



و أمور حلالهم و حرامهم .



و في القرن التاسع لما كثر المدعون للمهدي ، ثارت الفتن بسببه كما ذكرها المسعودي في تاريخه ، فعند ذلك اضطر بعض المحققين من العلماء أن ينقدوا أحاديث المهدي ليعرفوا قويها من ضعيفها ، و صحيحها من سقيمها ، لكون الحوادث في الحياة هي أم الاختراعات ، فتصدى ابن خلدون في مقدمته لتدقيق التحقيق فيها فنخلها ثم نثرها حديثا حديثا ، و بين عللها كلها ، و أن من رواتها الكذوب ، و منهم المتهم بالتشيع و الغلو ، و منهم من يرفع الحديث إلى رسول الله بدون أن يتكلم به الرسول ، و منهم من لا يحتج به .



و خلاصته أنه حكم على أحاديث المهدي بالضعف .



لكن رأينا بعض العلماء في هذا الزمان يعترض على تصحيحات ابن خلدون قائلا : إنه مؤرخ ، و ليس بصاحب حديث ، و هذا الاعتراض لا موقع له من الصحة ، فإن ابن خلدون عالم جليل ، و لا يقول أحد فيه إلا الخير و كونه مؤرخا لا يمنع من كونه محققا لعشرة أحاديث أو



أكثر ، لكون التحقيق سهل على مثله عند توفر الآلات و الكتب المؤلفة عن صفات الرواة



و دراسة الأشخاص و عدالتهم و القدح فيهم من شؤون التاريخ ، كما أنه من شؤون علم الحديث، و كان لابن خلدون مناظرات و مساجلات في الرد مع ابن حجر صاحب فتح الباري .



و قد رأينا من يؤيد قول ابن خلدون من العلماء المتقدمين ، و الراقين في العلم و المعرفة، و الاعتصام بالكتاب و السنة ، و منهم : العلامة ابن القيم فقد ذكر في كتابه » المنار المنيف « عن أحاديث المهدي و ضعفها كما سنورد كلامه بطوله في التحقيق المعتبر عن أحاديث المهدي المنتظر من كتابنا هذا فلتراجع .



و منهم الإمام الشاطبي في كتابه » الاعتصام « فقد جعل المهديين و الإمامية من أهل البدع ، و يعني بالمهديين : الذين يصدقون بخروج المهدي، و دونك كلامه بلفظه إثباتا للحجة



و العذر ، و إزالة للشبهة و العذل ، قال بعد كلام له سبق في المتبعين لأهل الأهواء و البدع :



( و كذلك من اتبع المهدي المغربي المنسوب إليه كثير من بدع المغرب فهو في الإثم



و التسمية مع من اتبع إذا انتصب ناصرا لها و محتجا عليها ) .



و قال : ( و لقد زل بسبب الإعراض عن الدليل ، و الاعتماد على الرجل أقوام خرجوا بسبب ذلك عن جادة الصحابة و التابعين ، و اتبعوا أهواءهم بغير علم فضلوا عن سواء السبيل ).



و قال : ( مذهب الفرقة المهدوية التي جعلت أفعال مهديهم حجة ، وافقت حكم الشريعة أو خالفت ، بل جعلوا أكثر ذلك انفحة في عقد إيمانهم ، من خالفها كفروه وجعلوا حكمه حكم الكافر الأصلي ) .



و بذلك تنقطع حجة من ادعى أنه لم يسبق الإمام ابن خلدون أحد من العلماء في تضعيف أحاديث المهدي ، و قد كاد أن ينعقد الإجماع من العلماء المتأخرين من أهل الأمصار في تضعيف أحاديث المهدي ، و كونها مصنوعة و موضوع على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدليل التعارض و التناقض ، و المخالفات و الإشكال ، مما يجعل الأمر جليا للعيان ، و لا يخفى إلا على ضعفة الأفهام ، و الله يهدي إلى الحق و إلى طريق مستقيم .



ثاني عشر : هو أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بجلب المصالح و تكثيرها ، و درء المفاسد و المضار و تقليلها ، و أن التصديق بالمهدي و الدعوة إلى الإيمان به يترتب عليها فنون من المضار و المفاسد الكبار ، و الفتن المتواصلة التي تكون الآخرة منها شر من الأولى ، مما ينزه الرسول عن الإتيان بمثلها ، فهي من فتنة الحياة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ منها في أدبار الصلوات ، و قد لازم الناس الخوف و الوجل من الابتلاء بفتنة المدعي أنه المهدي و بشيعته و أعوانه من الشباب الطائش الذين هم الغوغاء و الهمج السذج أتباع كل ناعق، و يميلون مع كل صايح ، و الغوغاء هم عون الظالم و يد الغاشم في كل زمان و مكان ، فيترتب على التصديق به فتنة في الأرض و فساد كبير ، و ما يقع في قلوب الناس من اعتقاده هو أكبر و أنكر ، فإن الفتنة أشد من القتل فلا يلام و لا يأثم من أنكره إذ الأصل عدم صحته .



فإن الله سبحانه في كتابه و على لسان نبيه لا يوجب الإيمان برجل مجهول في عالم



الغيب ، و هو من بني آدم ، ليس بملك مقرب ، و لا نبي مرسل ، و لا يأتي بدين جديد من ربه مما يجب الإيمان به ، ثم يترك الناس يتقاتلون على التصديق و التكذيب به، فإن هذا مما ينافي شريعته التي جعلها الله رحمة لعباده » عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف



رحيم « .



فوجدوا هذا أضر على الناس من عدمه ، مع أنه من المحال بأن يكون على صفة ما ذكروا.



أما اعتقاد بطلانه ، و عدم التصديق به فإنه يعطي القلوب الراحة و الفرح و الأمان



و الاطمئنان ، و السلامة من الزعازع و الافتنان » و من يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي و لهم في الآخرة عذاب عظيم  « .



إن فكرة المهدي هذه لها أسباب سياسة و اجتماعية و دينية ، و كلها نبعت من عقائد الشيعة ، و كانوا هم البادئين باختراعها ، و ذلك بعد خروج الخلافة من آل البيت .



و استغلت الشيعة أفكار الجمهور الساذجة ، و تحمسهم للدين و الدعوة الإسلامية فآتوهم من هذه الناحية الطيبة الطاهرة ، و وضعوا الأحاديث يروونها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ، و أحكموا أسانيدها ، و أذاعوها من طرق مختلفة فصدقها الجمهور الطيب لبساطته ، وسكت رجال الشيعة لأنها في مصلحتهم .



و كانت بذلك مؤامرة شنيعة أفسدت بها عقول الناس ، و امتلأت بأحاديث تروى و قصص تقص ، نسبوا بعضها إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، و بعضها إلى أئمة أهل البيت ، و بعضها إلى كعب الأحبار . و كان لكل ذلك أثر سيئ في تضليل عقول الناس ، و خضوعهم للأوهام كما كان من أثر ذلك الثورات و الحركات المتتالية في تاريخ المسلمين ، ففي كل عصر يخرج داع أو دعاة يزعم أنه المهدي المنتظر ، و يلتف حوله طائفة من الناس ، و يتسببون في إثارة الكثير من الفتن ، و هذا كله من جراء نظرية خرافية هي » نظرية « المهدي و هي نظرية لا تتفق مع سنة الله في خلقه و لا تتفق مع العقل الصحيح السليم .
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 السبت يونيو 15, 2013 6:59 pm

scratch
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 السبت يونيو 15, 2013 7:20 pm

http://www.arab-eng.org/vb/eng126395/
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 السبت يونيو 15, 2013 7:25 pm

من العقائد المترسخة عند عامة المسلمين وعلمائهم عقيدة المهدي المنتظر أو مخلص آخر الزمان الذي يأتي فيقاتل الأعداء ويهزمهم, ويصلح في أيام معدودات ما أفسده الدهر في قرون طوال. وتصور أهل السنة للمهدي المنتظر ليس هو تصور الشيعة فكلاهما مغاير للآخر تماما, إلا أنهم يشتركون من حيث المبدأ في قبول الفكرة, على الرغم من أن كل فريق ينكر كل الأحاديث الواردة في هذا الباب ويعدها من الموضوعات التي لا جدال في وضعها! ويرتبط تصور المهدي بظهور دجال يفسد في الأرض فسادا كبيرا ويسلطه الله على خلقه ليختبرهم, فيعطيه من الآيات الحسية ما لم يعط نبي من قبل, حتى يختبر الناس. وعندما تبلغ الحلقة أقصى الضيق ينزل المخلص من السماء – مع ملاحظة أن هناك مهدي على الأرض حارب الأعداء وهزمهم – تبعا لتصور أهل السنة وهو عيسى بن مريم فيقتل الدجال لأن الدجال كائن استثنائي يحتاج قتله إلى بطل استثنائي وليس أي شخص عادي ولو كان حتى مهديا, ثم تعيش الأرض في مدينة فاضلة لم يحلم بها أشد الفلاسفة إغراقا في التفاؤل. وبعد سنوات معدودات مختلف في عددها تقوم الساعة! وقبل أن نخوض في هذا الموضوع الشائك الذي يدافع عنه كثير من الناس كأنه من أسس الدين التي لو أخلت لانهار الدين! قد يقول قائل: ولم تتكلم فيها من المبدأ إن لم تكن من أسس الدين؟ نقول: لأسباب عدة, منها: إخراج الخرافة من دين الله عزوجل وإثبات أن ما لا أصل له في كتاب الله من العقائد هو زخرف باطل, كذلك إلغاء سبب من أهم أسباب التكاسل والتقاعس عند المسلمين , فهم مسلمون بأن المهدي والمسيح سيأتيان في آخر الزمان ليصلحا الأمة, فالأمر مقدر ومكتوب فلم الحركة, فلن نفعل شيئا! أما إذا اقتنع المسلم أنه لا مهدي إلا النبي (ص) ومن هداه الله فسيصير كل واحد منا مهديا يخرج أمته من ظلمات التخلف إلى نور الهداية والتقدم. وتبعا لترتيب أعضاء المثلث سيكون الحديث عنهم, فسنبدأ الحديث عن الدجال ثم نزول عيسى بن مريم ثم المهدي, ونبدأ بالدجال:
 
1- أول أضلاع المثلث: الدجال

قبل الخوض في مسألة الدجال لا بد من العروج أولا على الجانب اللغوي , لنعرف هل الدجال استعمل في اللغة العربية بالمعنى الوارد في الروايات , أم أنه معنى دخيل ؟ ورد في المقاييس: "الدال والجيم واللام أصلٌ واحد منقاسٌ، يدلُّ على التغطية والسَّتْر. قال أهلُ اللغة: الدَّجْل: تموِيهُ الشَّيء، وسُمّي الكذّابُ دجّالاً. وسمِعت عليَّ بن إبراهيمَ القَطَّان يقول: سمِعت ثعلباً يقول: الدَّجّال المموِّه. يقال سيفٌ مُدَجّل، إذا كان قد طُلِيَ بذهبٍ. قال: فقِيل له: فيجوز أن يكون الذّهب يسمَّى دَجَّالاً؟ فقال: لا أعرِفُه. ومن الباب الدّجّالة: الجماعة العظيمة[1] تحمل المتاع للتجارة. ويقال دَجَّلْتُ البعير، إذا طلَيته بالقَطِران؛ والبعير مدجَّلٌ." اهـ


إذا يظهر لنا أن الدجل في اللغة مبني على الكذب والخداع والتمويه , ويعلق الأستاذ أمين نايف ذياب حول هذه الكلمة فيقول: " معنى كلمةالدجل عند العرب هو شدة طلي الجمال الجُرْب بالقطران، وانتقل المعنى إلى الكذب الذييتعمد طمس الحقيقة الظاهرة البينة، فالدجل ليس تمويها ولا خداعاً ولا تلبيساً وليس تدليساً، فالدجال هو المدعي خلاف ظاهره وخلاف ما هو واضح من حالته، مثل إدعاءالنبوة مع عدم وجود المعجزة، ومثل ادعاء الألوهية مع أنه جسم يعتريه النقصوفي العلمالجهالات، أوأنه قادر مع ظهور عجزه وضعفه، فالدجال معلوم دجله حتى لضعفاء العقول ولأبسط الناس،بل أيضاً للأطفال الصغار فالدجال دجال ولا يحتاج لبرهان ." اهـ


أما إذا نظرنا إلى التصور الأسطوري الوارد في روايات أهل السنة – الشيعة دجالهم بسيط مختلف عن دجالنا الجبار !- فنجد أنه لا يمكن أن يكون دجالا وإنما هو فتان جبار, أما دجال ضعيف فلا ينطبق عليه الوصف بأي حال . ونظرا لأن كلمة الدجل أو أيا من مشتقاتها لم ترد في القرآن, - وهو مما يعني انهيار العقيدة من مبدأها لأنها عقيدة دخيلة على الإسلام[2] - ,فإننا سنناقش الأحاديث الواردة فيها من باب إظهار تعارضها وتناقضها البينين والذين لا يمكن رأبهما , لأن أي صنعة بشرية لا بد أن يظهر فيها الاختلاف , وصدق الله: ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وبالفعل وجدنا اختلافا كثيرا يدل على أنه من عند غير الله . والآن إلى التعريف بالدجال , فما هي صفته ؟


--------------------------------------------------------------------------------

[1] أخذ الأحمديون هذا الجزء من المعنى واستندوا إليه في تفسيرهم الدجال بأنه الأمة النصرانية المضللة التي تضل الناس وتدعوهم إلى عبادة عيسى! وأن الدجال ليس فردا واحدا وأن الأحاديث الواردة في هذا الشأن هي من باب الترميز التي يحتاج إلى تأويل.

[2] مصدر هذه العقيدة هو الفكر المسيحي المزيف فلم ترد إلا فيه فقط - وليس كما تقول الروايات أنه ما من نبي إلا وحذر قومه الدجال -, الذي أراد أن يصد الناس عن النبي المصطفى فاخترع فكرة الدجال هذه , أو عدو المسيح .
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 السبت يونيو 15, 2013 7:26 pm

تناقضات صفة الدجال :

الدجال رجل عادي و فتى صغير و كائن خرافي , وهو ابن صياد وليس ابن صياد ولا تعارض . وهو في المدينة المنورة وفي البحر وسيخرج من خراسان ! و من الممكن أن يخرج في زمن الرسول أو في آخر الزمان بعد فتح القسطنطينية عندما يكون هناك واحد من نسل الرسول يشبه اسمه اسم الرسول , وينزل المسيح بن مريم ! والرسول يعرفه ولا يعرفه , وهو أعور العين اليمني واليسرى في آن واحد ومكتوب بينهما كفر يقرأه كل قارئ وغير قارئ ولا تعارض ! وما يميزه عن الله عزوجل أن ربنا ليس بأعور , يعني لو كان الدجال ذا عينين خضرواتين كحيلهما , هل كنا سنُعذر إذا قبلناه كإله ؟!! إن التصور الأسطوري المتناقض الموجود في الروايات يدل على وجود فكرة معينة وتصور أساسي , وقام عدد غفير بالتأليف حول هذه الفكرة فظهر التناقض الذي سنراه :

الدجال أعور العين اليمنى واليسرى ! : من المعلوم بداهة أن الأعور لا يكون إلا من فقد إحدى عينيه , ولكن الروايات هنا قالت أنه أعور العينين الإثنين, فجاء في البخاري : " وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال : " إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، أَلا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ .. " , أما عند مسلم : عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى ، جُفَالُ الشَّعَرِ - كَثِيرُهُ - مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ " . وبداهة هذا تناقض لا يمكن توفيقه , فهو إما أعور اليمنى أو اليسرى , فإحدى الروايتين لا محالة باطلة , أو كلاهما . ولكن انتبه : أنت تتكلم عن البخاري ومسلم , وكل ما فيهما صحيح لا محالة كما قال أهل الحديث ! فلا بد من التوفيق ولا بد أن تقبل توفيقنا , أما إذا تمسكت بمنطوق النص فأنت فاسق ضال مضل ! ما هو توفيق أهل الحديث ؟ يقولون : الملاحظ في الروايات السابقة أن في بعضها وصف عينه اليمنى بالعور وفي بعضها وصف عينه اليسرى بالعور ، وكل الروايات صحيحة ، وقد جمع بعض أهل العلم بين هذه الروايات ، فقال القاضي عياض : " أن عيني الدجال كلتيهما معيبة ، لأن الروايات كلها صحيحة ، وتكون العين اليمنى هي العين المطموسة والممسوحة ، العوراء الطافئة - بالهمز- التي ذهب نورها كما في حديث ابن عمر . وتكون العين اليسرى : التي عليها ظفرة غليظة وطافية - بلا همز - معيبة أيضاً " . فهو أعور العين اليمنى واليسرى معاً ، فكل واحدة منها عوراء أي معيبة ، فإن الأعور من كل شيء المعيب ، لا سيما ما يختص بالعين ، فكلتا عيني الدجال معيبة عوراء ، إحداهما بذهابهما والأخرى بعيبها . ووافق القاضي عياض على هذا الجمع النووي ، ورجحه القرطبي . " . فإذا نحن قلنا أن هذا اجتهاد من العلماء من أجل التوفيق بين الأحاديث المتعارضة ومنطوق الأحاديث يخالفكم , ولا دليل على ما تقولون به , سيرموننا بالفسق والضلال وأننا نريد أن نضلل الأمة عن العقيدة الصحيحة التي تنير القلوب والعقل وتعلي الإسلام على غيره من الأديان بالمنطق الخرافاتي !! 
المسيح الدجال قصير وجسيم وأعظم إنسان خلقا ! : وهذا بداهة مما لا تناقض فيه ولا تعارض إلا عند ضيقي الأفق , فما الذي يمنع اجتماع هذه الصفات في إنسان واحد ؟!! : " روى الإمام أبوداود عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إِنِّي قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنْ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لا تَعْقِلُوا ، إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ أَفْحَجُ جَعْدٌ أَعْوَرُ مَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلا حَجْرَاءَ فَإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " ( ونعم الحرز والتمييز !) , ولا مانع من أن يكون جسيما كما عند البخاري : عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ بَيْنَ رَجُلَيْنِ يَنْطُفُ رَأْسُهُ مَاءً فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا ابْنُ مَرْيَمَ . فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ جَعْدُ الرَّأْسِ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا هَذَا الدَّجَّالُ ، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ " . ولا يوجد مانع من أن يكون أكبر من ذلك بكثير كما عند مسلم : " أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً وأشده وثاقاً " . وهذا كله بداهة مما لا تعارض فيه.

وهو ابن صياد وقد لا يكنه , فالرسول غير متأكد من هذه المسألة , وخاصة أن ابن صياد كان يأتي بأشياء غريبة مريبة ولديه قدرات فائقة , فهو يعلم الغيب إلى حد ما : كما روى الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله أنه قال‏:‏ إن امرأة من اليهود بالمدينة ولدت غلاماً ممسوحة عينهطالعة ناتئة فأشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون الدجال، فوجده تحت قطيفةيهمهم فآذنته أمه فقالت‏:‏ يا عبد الله هذا أبو القاسم قد جاء فاخرج إليه‏.‏ فخرجمن القطيفة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما لها قاتلها الله‏؟‏ لوتركته لبين‏"‏‏.‏ثم قال‏:‏ ‏"‏يا ابن صياد ما ترى‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أرى حقاً وأرىباطلاً وأرى عرشاً على الماء فلبس عليه فقال‏:‏ ‏"‏أتشهد أني رسول الله‏؟‏‏"‏‏.‏فقال هو‏:‏ أتشهد أني رسول الله‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏آمنتبالله ورسله‏"‏‏.‏ ثم خرج وتركه‏.‏ ثم أتاه مرة أخرى فوجده في نخل له يهمهم فآذنتهأمه فقالت‏:‏ يا عبد الله هذا أبو القاسم قد جاء، فقال رسول الله صلى الله عليهوسلم‏:‏ ‏"‏ما لها قاتلها الله‏؟‏ لو تركته لبين‏"‏‏.‏ فكان رسول الله صلى اللهعليه وسلم يحب أن يسمع من كلامه شيئاً فيعلم أهو هو أم لا قال‏:‏ ‏"‏يا ابن صياد ماترى‏؟‏‏"‏‏.‏ قال هو‏:‏ أتشهد أني رسول الله‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليهوسلم‏:‏ ‏"‏آمنت بالله ورسله‏"‏‏.‏ فلبس عليه فخرج وتركه‏.‏ ثم جاء في الثالثة أوالرابعة ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في نفر من المهاجرين والأنصار وأنا معهقال‏:‏ فبادر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا ورجا أن يسمع من كلامه شيئاًفسبقته أمه فقالت‏:‏ يا عبد الله هذا أبو القاسم قد جاء، فقال رسول الله صلى اللهعليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما لها قاتلها الله‏؟‏ لو تركته لبين‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏يا ابن صيادما ترى‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ أرى حقاً وأرى باطلاً وأرى عرشاً على الماء قال‏:‏‏"‏أتشهد أني رسول الله‏؟‏‏"‏‏.‏ قال هو‏:‏ أتشهد أنت أني رسول الله‏؟‏ فقال رسولالله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏آمنت بالله ورسله‏"‏‏.‏ فلبس عليه، فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا ابن صياد إني قد خبأت لك خبيئاً فقال‏:‏ هو الدخ‏.‏فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اخسأ‏"‏‏.‏ فقال عمر بن الخطاب‏:‏ ائذن لييا رسول الله‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن يكن هو فلست صاحبهإنما صاحبه عيسى بن مريم، وإلا يكن هو فليس لك أن تقتل رجلاً من أهل العهد‏"‏‏.‏قال‏:‏ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مستيقناً أنه الدجال‏.‏" . فالرسول مستيقن أنه الدجال , ولكن سنجد عند مسلم أنه متيقن أنه ليس الدجال , وأنه حدث المسلمين بذلك . ومن الأشياء الغريبة التي كان يأتي بها ابن صياد أنه كان ينتفخ حتى يملأ الطريق ! ومن ذلك ما رواه الإمام مسلم : عن نافع قال: لقي ابنُ عمر ابنَ صائد في بعض طرق المدينة، فقال له قولاً أغضبه، فانتفخ حتى ملأ السِّكَّة، فدخل ابن عمر على حفصة وقد بَلَغَها، فقالت له: رحمك الله ما أردتَ من ابن صائد ؟ أما علمت أن رسول الله ( ص ) قال : إنما يخرج من غضبة يغضبها " . ويبدو على الرغم من أن الرسول أكد للمسلمين أن الدجال ليس ابن صياد كما سنرى من الحديث القادم , إلا أن المسلمين لا يزالون في شك مريب من ابن صياد هذا , فنجد في الحديث الذي رواه أبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : " قَالَ لِي ابْنُ صَائِدٍ وَأَخَذَتْنِي مِنْهُ ذَمَامَةٌ هَذَا عَذَرْتُ النَّاسَ مَا لِي وَلَكُمْ يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ أَلَمْ يَقُلْ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ يَهُودِيٌّ وَقَدْ أَسْلَمْتُ قَالَ وَلَا يُولَدُ لَهُ وَقَدْ وُلِدَ لِي وَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَيْهِ مَكَّةَ وَقَدْ حَجَجْتُ قَالَ فَمَا زَالَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَأْخُذَ فِيَّ قَوْلُهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ الْآنَ حَيْثُ هُوَ وَأَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ قَالَ وَقِيلَ لَهُ أَيَسُرُّكَ أَنَّكَ ذَاكَ الرَّجُلُ قَالَ فَقَالَ لَوْ عُرِضَ عَلَيَّ مَا كَرِهْتُ " , فلا يزال المسلمون في شك من ابن صياد , وابن صياد يلاحظ هذا فيخبرهم بعلامات براءته , ويعلمهم أنه يعلم مكان الدجال ويعرف أهله كذلك! ولكن لو عرض عليه الدور فلن يرفض . فهذا دور بطولة مفردة في فيلم من أقوى أفلام الكوميديا الإلهية التراجيدية والتي لايمكن للمرء أن يتنازل عن دور البطولة فيها , لأن هذا الفرصة لا تأتي مرتين ! لست أدري حقا كيف يعرض عليه أن يكون هو والدجال موجود فعلا , هل سيأخذون العطاء من الدجال ويرسونه على ابن صياد ؟!!! 

أما عند الإمام مسلم فالرسول يجزم للمسلمين أنه ليس ابن صياد بل ذلك الكائن الخرافي المقيد في الدير في جزيرة في البحر وأن عليهم أن ينسوا موضوع ابن صياد هذا , فيبدو أن شك الرسول لم يكن في محله, فيروي لنا الإمام مسلم في صحيحهالحديث العجيب التالي: جاء في الحديث الذي رواه تميم الداري النصراني الأصل عن فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس ـ وكانت من المهاجرات الأُول ـ : سمعت نداء المنادي ينادي : الصلاة جامعة ، فخرجت إلى المسجد فصلّيت مع رسول اللّه ، فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول اللّه صلاته جلس على المنبر وهو يضحك ، فقال : ليلزم كلّ إنسان مصلاّه. ثمّ قال : أتدرون لم جمعتكم؟ قالوا : اللّه ورسوله أعلم. قال : إنّي واللّه ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ، ولكن جمعتكم لأنّ تميماً الداري كان رجلاً نصرانياً فجاء فبايع وأسلم وحدّثني حديثاً وافق الذي كنت أُحدثكم عن مسيح الدجال ، حدّثني أنّه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهراً في البحر ، ثمّ أرفئوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس ، فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقالوا : ويلك ما أنت؟ فقالت : أنا الجسّاسة. قالوا : وما الجسّاسة؟ قالت : أيّها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنّه إلى خبركم بالأشواق. 

قال : لما سمّت لنا رجلاً فزعنا منها أن تكون شيطانة. قال : فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً وأشده وثاقاً ، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد ، قلنا : ويلك ما أنت؟ 
قال : قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم؟ 

قالوا : نحن أُناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم ، فلعب بنا الموج شهراً ثمّ أرفأنا إلى جزيرتك هذه ، فجلسنا في أقربها ، فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر. فقلنا : ويلك ما أنت؟ قالت : أنا الجسّاسة. قلنا : وما الجسّاسة؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنّه إلى خبركم بالأشواق ، فأقبلنا إليك سراعاً وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة.


فقال : أخبروني عن نخل بيسان. قلنا : عن أي شأنها تستخبر؟ قال : أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا له : نعم. قال : أمّا إنّه يوشك أن لا يثمر. قال : أخبروني عن بحيرة الطبرية. قلنا : عن أي شأنها تستخبر؟ قال : هل فيها ماء؟ قالوا : هي كثيرة الماء. قال : أما إنّ ماءها يوشك أن يذهب. قال : أخبروني عن عين زغر. قالوا : عن أي شأنه تستخبر؟ قال : هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له : نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها. قال : أخبروني عن نبي الأُميّين ما فعل؟ قالوا : قد خرج من مكة ونزل يثرب. قال : أقاتله العرب؟ قلنا : نعم. قال : كيف صنع بهم؟فأخبرناه أنّه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه. قال لهم : قد كان ذلك؟ قلنا : نعم. أما إنّ ذاك خير لهم أن يطيعوه وإنّي مخبركم عنّي إنّي أنا المسيح وإنّي أوشك أن يؤذن لي في الخروج ، فأخرج فأسير في الأرض ، فلا أدع قرية إلاّ هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرّمتان عليّ كلتاهما ، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحداً منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتاً يصدني عنها وإنّ على كل نقب منها ملائكة يحرسونها. قالت : قال رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : وطعن بمخصرته في المنبر هذه طيبة ، هذه طيبة ، هذه طيبة ، يعني : المدينة ، ألا هل كنت حدّثتكم ذلك؟

فقال الناس : نعم ، فإنّه أعجبني حديث تميم إنّه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنّه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ، ما هو. وأومأ بيده إلى المشرق. قالت : فحفظت هذا من رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ). 

والعجيب أن الميزا غلام أحمد القادياني كان قد علق على هذا الحديث قائلا : 
"هذه الأخبار الغيبية تدل على أن هذا الحديث ليس من رسول الله r لأنها يُعارض القرآن ويُخالف محكماته، وكيف يمكن أن يقدر الدجّال الخبيث على بيان الأنباء المستقبلة؟ وقال الله تعالى في كتابه المحكم: ]فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ اَحَدًا إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ[ (الجن:27-28)، فكيف أخبر الدجال عن الغيب خبرا واضحًا صحيحًا مطابقا للواقع؟ وكيف قال الدجّال أن الخير للناس أن يُطيعوا هذا النبي الأمي العربي فإنه صادق، مع أن الدجّال كافر لا يطيع الله، فكيف يأمر بإطاعة نبيه r؟ ومع ذلك هو ليس بقائل بزعم القوم بإله من دون نفسه، فكيف قال: وإني يوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج، بل إن هذا اللفظ يدل على أنه لا يخرج من الدير إلاّ بإلهام الله تعالى ووحيه، فيلزم من هذا أن يكون الدجّال أحدًا من الأنبياء، وقد تقرر عندهم أنه من أكابر المفسدين فتفكر ولا تكن من الغافلين. منه. "

وهنا يجب علينا أن نتوقف لنسأل : ما هو فعلا هذا المسيح الدجال ؟ كيف يعلم الغيب ؟ ولماذا خلقه الله عزوجل ؟ ألكي يختبر الناس ؟ الاختبار الذي أراده الله عزوجل من الناس هو الاختبار الطبيعي الحياتي الذي يفرق فيه الإنسان بين الحق والباطل , فإما أن يتبع الحق وإما أن يتبع الباطل , أما أن يخلق الله إنسانا ! ويبقيه حيا هذه السنين الطوال – ونعيب على الشيعة قولهم بحياة مهديهم إلى الآن , الخرافة متوحدة أيها السادة ! – ثم يعطيه قدرات إلهيه وآيات تفوق كل الأنبياء لكي يختبر الناس ! الناس لا يحتاجون إلى الدجال ليسقطوا , هم براقصة وكأس ساقطون ! ولم لا نفرض أن الناس سيظهرون للدجال الإيمان ! , ألا يمكن أن يتبعه كثير من الناس من أجل أن ينجوا ويعيشوا , ويظهروا له أنهم مؤمنون به وهم في الواقع كافرون به مؤمنون بالله , ألا يدخل هذا تحت قول الله عزوجل : " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان " , لست أدري كيف لم يخطر ببال المدافعين عن هذه الخرافة أن هذه الخرافة مجتثة من فوق الأرض لهذا السبب ! فعندما يظهر للناس من يريد أن يفتنهم عن دينهم ليس بالحجة ولا البرهان وإنما بمنع الطعام والشراب , ما هو التصرف الطبيعي الذي سيظهره أي أحمق غبي ؟ بداهة سيقول له : أنا مؤمن بك وأنت إلهي وكل ما تشاء فهو أنت , وأنت أنت ... إلخ قصائد المدح والعشق المنافق , المهم أن يعطيه الطعام ولا يؤذيه , أم أن الدجال سيطلع على قلوب الناس ؟ وإذا قال أحد المدافعين بهذه الفرضية فعليه أن يأتي بالدليل عليها من الروايات, وأنا أتحداه أن يأتي بدليل واحد , لأن المؤسسين لهذه الخرافة ما جال بخاطرهم هذا الخاطر قط! فهم يؤلفون خرافة يرهبون بها الناس ولا بد أن تفوتهم الحبكة الدرامية في بعض أجزائها فيتصوروا الناس فريقين إثنين ليس فيهما هذا الفريق , مع أن الطبيعي أن يصير الناس فريقين, أحدهما المظهر للإيمان به والآخر الكافر به علنا ويحتسبوا أجرهم عند الله , أما أن يؤمن أناس بشخص لأنه يعطيهم الطعام فهذا خبل ما بعده خبل ! . كذلك يحق لنا أن نسأل : ما ذنب الدجال , إنه شخص مخلوق من أجل مهمة محددة يؤديها بدقة , وما أن حان الوقت حتى خرج ليؤديها, فهل يكون عاقبته ونهايته أن يصير إلى النار بعد أن ذاب كما يذوب الملح ؟ إن الدجال مسير أيها السادة وليس مخير , وهذا يعني أنه أداة في يد الله عزوجل وأن الله هو الذي يختبر الناس بالقوة في مسألة الإيمان به ! 

والعجيب أن الإمام مسلم روى حديثا آخر عن النواس بن سمعان يجزم فيه الرسول أن الدجال ليس الكائن الخرافي ولا ابن صياد ولكنه شاب يظهر في آخر الزمان وقد يكون في زمن الرسول , حيث قال فيه : " ذَكَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الدَّجالَ ذاتَ غداةٍ ، فَخفَّضَ فيه ورَفَّعَ ، حتى ظنناهُ في طائفةِ النخلِ . فانصرفنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم رُحْنَا إليه ، فَعَرفَ ذلك فينا . فقال ما شأنكم "؟ فقلنا : يا رسول الله ذكرت الدجال غداة ، فخفضَّت فيه ورفعَّت ، حتى ظنناه في طائفة النخل . فقال : " غير الدجال أخوفني عليكم ، إنْ يخرج وأنا فيكم ، فأنا حجيجه دونكم . وإن يخرج ولست فيكم ، فامرؤ حجيج نفسه . والله خليفتي على كل مسلم . إنَّهُ شاب قطط ، عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن . فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف . إنَّهُ خارج خلة بين الشام والعراق ، فعاث يمينا وعاث شمالا . يا عباد الله فاثبتوا "! قلنا يا رسول الله : وما لبثه في الأرض ؟ قال : أربعون يوماً يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم" . قلنا : يا رسول الله ، فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : لا ، اقدروا له قدره " . قلنا يا رسول الله : وما إسراعه في الأرض ؟ قال : " كالغيث استدبرته الريح ، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ؛ ويستجيبون له ، فيأمرُ السماء فتمطر . والأرض فتنبت . فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذُرَىً واسبغه ضروعا وأمده خواصر ، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله ، فينصرف عنهم فيصبحون مملحين ليس بأيديهم شيء من أموالهم . ويمر بالخَرِبةِ فيقول لها : أخرجي كنوزك ، فتتبعه كنوزُها كيعاسيب النحل . ثم يدعو رجلاً شابَّا ممتلئاً شبابا فيضربه بالسيف ، فيقطعهُ جِزْلَتَيْن رَمْيَةَ الغَرض . ثم يدعوه فَيُقبل وَيَتَهلَّل وجهه يضحك ، فبينما هو كذلك إذ بعثَ اللهُ المسيح بن مريم ، فينـزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ـ بين مهْرُوذَتَيْن ـ واضعاً كفيه على أجنحة مَلَكَيْن ، إذا طأطأ رأسه قَطَرَ ، وإذا رفعه تحدّرَ منه جمان كاللؤلؤ ، فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسِهِ إلا مات . وَنَفَسُه ينتهي حيثُ ينتهي طرفهُ ، فيطلبه حيث يدركه بباب لُدَّ فيقتله ُ. ثم يأتي عيسى قوم قد عَصَمَهُم الله منه ، فيمسح عن وجوههم ، ويحدثهم بدرجاتـهم في الجنة ، فبينما هو كذلك ، إذ أوحى الله إلى عيسى عليه السلام أني قد أخرجتُ عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم ، فحرّر عبادي إلى الطور ، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حَدَب ينسلون ، فيمر أوائلهم على بحيرة طَبَريّة ، فيشربون ما فيها ، ويمرُّ آخرهم فيقولون : لقدكان بـهذه مرةً ماء . ويُحْصَرُ نبيُّ الله عيسى عليه السلام وأصحابه ، حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً من مائة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب نبيُّ الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله تعالى ، فيرسل الله عليهم النّغَفَ من رقابهـم ، فيصبحون فرسى ، كموت نفسٍ واحدة . ثم يهبط نبيُّ الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الأرض ، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زَهَمُهُم ونتنهُم ، فيرغب نبيُّ الله عليه السلام وأصحابه إلى الله ، فيرسل الله طيراً كأعناق البُخُت ، فتحملهم فتطرحهم حيثُ شاء الله . ثم يرسل الله مطراً لا يكُنُّ منه بيتُ مدَرٍ ولا وَبَر ، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزَّلَقَة . ثم يقال للأرض : انبتي ثمرتك وردي بركتك ، فيومئذٍ تأكل العصابةُ من الرّمانة ؛ ويستظلُّون بِقْحِفِها ، ويبارك في الرِّسْل حتى أنَّ الّلقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس ، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس.

فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحاً طَيِّبَة فتأخذهم تحت آباطهم ، فتقبضُ روح كل مؤمن وكل مسلم ، ويبقى شرار الناس ؛ يتهارجون فيها تـهارج الحُمُر ، فعليهم تقوم الساعة." اهــ بغض النظر عن الشك في سند الحديث والذي يبدأ الشك فيه مع الصحابي ذاته , فنواس بن سمعان هذا مختلف في تاريخه و في نشأته فلم يجزم له بنسب وليس هناك تاريخ حياة ظاهرة قبل الإسلام أو بعده , وهذا في الصحابي نفسه , وباقي رجال السند فيهم أقوال , فكيف انفرد هذا الصحابي بهذا الحديث الخطير , مع وجود جمع من الصحابة مع الرسول ص يسمعون مثله ؟ وبغض النظر عن أن للحديث أكثر من طريق عن كعب الأحبار موقوفا عليه فيه نفس المضمون , و هذا يرجح أن الحديث نفسه مأخوذ عن أهل الكتاب , نقول : الملاحظ في هذا الحديث أن الرسول يقول أنه من الممكن أن يخرج الدجال والرسول في الصحابة , و لنا هنا وقفة فالروايات الأخرى تقول أنه سيكون في آخر الزمان وسيكون هناك عيسى عليه السلام وسيكون هناك مهديا من نسل النبي ( ص) يوافق اسمه اسم النبي ص , فكيف يمكن التوفيق بين الروايات ؟ هل سيجتمع نبيان ومهدي في زمان واحد , فما أسعد هذا الزمان الذي اجتمع فيه هؤلاء , ثم كيف يجتمع هؤلاء , والأحداث كلها ستحدث في آخر الزمان وبعد ظهور الفتن ؟ ثم إن السادة علماء الحديث يقولون أن النبي أخبر بالوقائع التي حدثت بعده , فحدد مدة الخلافة الراشدة وبداية الملك وتحدث عن الفتن التي ستحدث , فلم الخلاف هذه المرة , فلا يعرف متى سيخرج هذا الدجال ؟ هذا لربي دليل واضح على التدليس والتخبط في هذه الروايات , كما أن الرسول قبل في الحديث المروي عن تميم الداري أن يكون الدجال أعظم شيئا خلقا رأوه وهو مربوط في البحر , أما هنا فهو شاب قطط ! ألا يعرف الرسول تحديدا ما هو الدجال ؟ ثم هذا الشاب الذي يقتله الدجال وهو الوحيد الذي يسلط عليه هل يضربه بالسيف كما في الرواية هنا أم أنه سينشره بالمنشار كما جاء في الرواية الأخرى : " إن من عظيم فتنته أن يسلط على رجل واحد فيقول له : أتشهد أني ربك فيقول له الرجل : أنت الأعور الدجال الذي أنذرناه نبينا صلى الله عليهوسلم. فيقول : أوما تؤمن بي ؟ فينشره بالمنشار نصفين ويمر بين جنبيه " فهو يسلط على رجل شاب واحد فقط باتفاق علماء الحديث , فهل يضربه بالسيف أم ينشره بالمنشار؟ أم أن السيف هو منشار ؟ وإذا كان لا يحل لكافر يجد نقسه إلا مات ,فكيف يدعوهم عيسى عليه السلام إلى الدخول في الإسلام ؟ ولماذا لا يموت الدجال بنفس المسيح ؟ وهل نَفَس المسيح يقتل فقط أم أنه يذيب كذلك ؟ كما جاء في رواية أخرى عند مسلم وابن حبان وغيرهما عن أبي هريرة في حديث قال: فإذا جاؤوا ـ أي المؤمنون ـ الشام خرج، فبينما هم يُعِدُّون للقتال يُسوُّون الصفوف إذ أُقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم ( ع ) فأمَّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيُريهم دمه في حربته " , والعجيب أن سيدنا عيسى الوديع الذي لم يفعل أي شيء من هذه الأشياء طيلة حياته وقال : من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر! هو من يفعل هذا ! ولماذا يأجوج ومأجوج لا يدان لأحد بقتالهم , لم لا يكونون ممن يموتون بنفس المسيح ؟! وما دورهم في هذه المهزلة الكوميدية ؟ فقد افترضنا جدلا أن الدجال سيخرج ليفتن الناس عن دينهم بالقوة , وهذا ما وضحنا خباله ! لماذا يخرج يأجوج ومأجوج بهذه الصورة , ألكي تكتمل الملحمة وتزداد الإثارة أم ماذا ؟ الملاحظ أن لا دور لهم سوى أنهم سيخرجوا ليفسدوا في الأرض ولا يقدر عليهم حتى النبي الجبار عيسى الذي لا يجد كافر نفسه إلا مات , ثم يموتون , ما هذا الدور الرائع ؟! ثم كيف يكون هؤلاء عبادا لله عزوجل , إن هؤلاء بوصفهم هذا لا يمكن إلا أن يكونوا عبيدا لله ولا يمكن أن يكونوا عبادا بأي حال , ومن يقرأ القرآن بعرف الفرق بين الإثنين ! وبغض النظر عن التعارض بين وصف عيسى في أحاديث الإسراء ووصفه في أحاديث الدجال , نسأل : هل سنرى الملائكة التي سينزل عليها عيسى ؟ طبعا لن نراها , فالقرآن ينفى هذا تماما فقال " وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ [الأنعام : 9] " , فما الغرض من هذا التحديد مادمنا لن نراهما ؟ ولنا أيضا أن نسأل : هل تعبير " كجمعة " موجود في لغة العرب الفصيحة ؟ نعم نحن نستعمل هذا التعبير الآن للدلالة على الأسبوع , ولكن هل كان العرب الخلص يستعملونه أيضا ؟

أما صفات هذا الدجال فله كل صفات الله عزوجل ومعه كل معجزات الأنبياء , إلا أنه أعور وهذا ما يميزه عن الله – سبحان الله عما يصفون - , ولست أدري ما الذي يمنع الدجال من أن يجري جراحة تجميل مع كل هذا السلطان فتعطيه عيني زبيدة ثروت مثلا !! , وتأمل معي في صفات هذا الدجال : يخرج من جهة المشرق من خراسان ، من يهودية أصبهان ، ثم يسير في الأرض فلا يترك بلداً إلا دخله ، إلا مكة والمدينة ، فلا يستطيع دخولهما لأن الملائكة تحرسهما . وعلى الرغم من ذلك فهو أعور ! و " يأتي على قوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت … ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردُّون عليه قوله، فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها: " أخرجي كنوزك" , فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً، فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رَمْيَةَ الغَرَض، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك " , وعلى الرغم من ذلك فهو أعور ! و يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى، كما أخرج أحمد عن سمرة بن جندب أن رسول الله ( ص ) قال: "إن الدجَّال خارج، وهو أعور عين الشمال، عليها ظفرة غليظة، وإنه يُبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى " وعلى الرغم من ذلك فهو أعور !

وله حمار يركبه، عَرْض ما بين أذنيه أربعون ذراعاً , ولست أدري هل الحمار أعور هو الآخر أم أنه حمار طبيعي ؟! و لست أدري بعد ذلك لم يظل هذا الدجال أعورا ؟ ولم يعطى هذه الصفات الإلهية والقدرات التي لم تعط لأي نبي قبله ؟

كما أن معه جنة وناراً ، جنته ناره وناره جنته ، وأن معه أنهار الماء وجبال الخبز ، ويأمر السماء أن تمطر فتمطر ، والأرض أن تنبت فتنبت ، وتتبعه كنوز الأرض ، ويقطع الأرض بسرعة عظيمة كسرعة الغيث استدبرته الريح ، إلى غير ذلك من الخوارق , ولست أدري لم هذه السرعة, هل يريد أن ينهي مهمته قبل نزول المسيح ؟ .جاء عند الإمام مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى ، جُفَالُ الشَّعَرِ - كَثِيرُهُ - مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ ". , وروى الإمام مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ : مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ أَحَدُهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ وَالآخَرُ رَأْيَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ ، فَإِمَّا أَدْرَكَنَّ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا وَلْيُغَمِّضْ ثُمَّ لْيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ فَيَشْرَبَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ ". وفي البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن هذا الرجل الذي يقتله الدجال من خيار الناس أو خير الناس ، يخرج إلى الدجال من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول للدجال : " أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَهُ . فَيَقُولُ الدَّجَّالُ : أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الأَمْرِ ؟ فَيَقُولُونَ لا . فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ ، فَيَقُولُ : وَاللَّهِ مَا كُنْتُ فِيكَ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ ، فَيُرِيدُ الدَّجَّالُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَلا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ " 

والملاحظ في أحاديث الدجال أنه كان هناك فريقان واتجاهان في التأليف, فريق مضخم للأمور وفريق يلطف ويقلل منها , ففريق قال أن معه جبل من خبز وجنة ونار وأنهار , فأراد الفريق الآخر أن يلغي هذا الغلو والشطط فوضع الحديث الذي يرويه البخاري : حدثني قيس قال : قال ليالمغيرة بن شعبة : ما سأل أحد النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الدجَّال ما سألته , وإنه قال لي : ما يضرك منه ، قلت :لأنهم يقولون إن معه جبل خبز ونهر ماء . قال : هو أهون علىالله من ذلك !!" . وهنا يطرح سؤال هام نفسه على طاولة النقاش : من هم الذين يقولون أنه معه جبل خبز ونهر ماء , ألا يفترض أن رسول الله هو من قال هذا وأن هذه العقائد ! تؤخذ منه فقط , أم أن القصص كانت مصدرا من مصادر الإيمان والتشريع عند المسلمين ؟! 
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 السبت يونيو 15, 2013 7:27 pm

 يمكن في الواقع فصل هذا الضلع عن سابقه , فهما متداخلان أشد التداخل , فعيسى عند أهل السنة هو من سيقتل الدجال ! ومن أجل هذه المهمة العزيزة الخطيرة والتي ستحدث بأن يبدأ الدجال بالذوبان بمجرد أن يرى عيسى , ولكن عيسى يقتله بالحربة قبل أن يذوب تماما , ولست أدري لم يقتله بالحربة ولا يتركه يذوب ! المهم لأجل هذه المهمة الغالية أبقى الله عزوجل المسيح حيا إلى وقت نزوله في آخر الزمان ! ولكن مهلا عزيزي القارئ من قال أن عيسى بن مريم لا يزال حيا حتى الآن ؟ إن القرآن يؤكد ويشدد أن عيسى مات وخلا كما خلت من قبله الرسل , والسنة لم يأتي فيها حديث واحد أن عيسى لم يمت وأنه رفع إلى السماء , نعم هناك أحاديث تقول أنه سينزل ولكن لا توجد أحاديث تقول أنه في السماء , كل ما قيل أنه سينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ولكن لا يوجد حديث واحد أنه رفع إلى السماء ! هناك أقوال رويت عن مسلمة أهل الكتاب وعن بعض الصحابة ولكنها مأخوذة من أهل الكتاب . لذا سيكون تركيزنا هنا على إثبات موت عيسى بن مريم من الكتاب والسنة , ثم نناقش بعد ذلك مسألة النزول المزعومة هذه :
إذا نحن نظرنا في القرآن وجدنا أنه أكثر من الحديث عن وفاة عيسى بن مريم , ولولا وجود أحاديث النزول هذه لما تجرأ أحد من العلماء على تأويل كلمة واحدة منها , ولو أولها أحدهم لاتهم بموالاة النصرانية وتصحيح عقائدها , ولكن لما كانت هناك روايات تؤيد عقائد النصارى قُبل التوجه وأولت الآيات وأصبح من يأخذ الآيات بظاهرها – كما يجب مع كل القرآن – لا يفقه شيئا في اللغة ومكابر ومعاند إلخ الأوصاف . وقبل أن نبدأ عرض الأدلة على وفاة المسيح نعرض معنى كلمة " وفاة " في اللغة , والكلمة واضحة المعنى ولكن السادة العلماء أنزلوا معاول التأويل على الكلمة حتى تخرج عن معناها وتحتمل أي معنى آخر :
تعريف الوفاة :
جاء في المقاييس لابن فارس : الواو والفاء والحرف المعتلّ: كلمةٌ تدلُّ على إكمالٍ وإتمام. منه الوَفاء: إتمام العَهْد وإكمال الشَّرط . ووَفَى أوْفَى، فهو وفِيٌّ. ويقولون: أوْفَيْتُكَ الشَّيءَ، إذا قَضَيْتَه إيّاهُ وافياً. وتوفَّيْتُ الشَّيءَ واستَوْفَيْته؛ [إذا أخذتَه كُلّه] حتَّى لم تتركْ منه شيئاً. ومنه يقال للميِّت: تَوفَّاه الله. " اهـ .
وجاء في اللسان : …… والوَفاةُ: المَنِيَّةُ. والوفاةُ: الموت. وتُوُفِّيَ فلان وتَوَفَّاه الله إذا قَبَضَ نَفْسَه، وفي الصحاح: إذا قَبَضَ رُوحَه، وقال غيره: تَوَفِّي الميتِ اسْتِيفاء مُدَّتِه التي وُفِيتْ له وعَدَد أَيامِه وشُهوره وأَعْوامه في الدنيا. وتَوَفَّيْتُ المالَ منه واسْتوْفَيته إذا أَخذته كله. " اهـ . و كلمة " الوفاة " ﺇذا كانت من باب التفعل أي الفاعل هو الله والمفعول به هو من ذوي الأرواح ولا يوجد قرينة تصرف معناها فليس معناها سوى الموت لأنه هكذا اكتمل عمر الإنسان وتم فيتوفاه الله فيموت !. وهذا هو المعنى المتفق عليه في كل المعاجم . جاء في القاموس المحيط : توفاه الله :قبض روحه . جاء في تاج العروس : توفاه الله :أماته الله . وفي المنجد : توفي فلانا : قبضت روحه ومات . والمعنى أكثر من واضح لا يحتاج إلى استدلال ولكنها مجادلة العلماء !!

ولتوضيح مسألة القرينة التي تحدد المعنى العام نورد الأمثلة التالية:


توفني مسلماﱟ: أمتني مسلما . يتوفاكم بالليل : الليل هي القرينة التي صرفت المعنى العام للوفاة . ( ونلاحظ أن الله يتوفانا بالليل وليس في الليل !)


وفيت نذري: أديت ما علي من واجبات .
من ذلك يتضح لنا أن " الوفاة " ﺇذا لم تصحب بقرينة كالليل أو المنام فمعناها الموت حتما ولقد حدد الله الوفاة بالموت في أكثر من آية في القرآن الكريم , منها : " ﺇذا جاء أحدهم الموت توفته رسلنا " أي أن الإنسان ﺇذا مات فان قبض روحه يتم عن طريق الملائكة الموكل ﺇليهم هذه المهمة . وبعد هذا العرض لإثبات ما هو معلوم , نقدم إليك عزيزي القارئ الأدلة القرآنية الجلية على وفاة عيسى بن مريم وفاة طبيعية حين أتاه أجله:

الأدلة القرآنية على وفاة عيسى عليه السلام :
{ إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }آل عمران55, فهذه الآية نص صريح على وفاة عيسى قبل رفعه . ولكن العلماء اختلفوا من أجل الروايات في فهم الوفاة ! فمنهم من قال أن الوفاة ليس المقصود بها الموت , على خلاف كل المواضع الواردة في القرآن , ومنهم من قال أن في الآية تقديم وتأخير , أي أنه والعياذ بالله كان من المفترض أن تكون " إني رافعك إليك ومتوفيك !" , وهذان القولان لا يحتاجان إلى كثير مناقشة ورد, فالآية أكثر من واضحة في المسألة. {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً}النساء157, 158. والدليل في هذه الآية قوله تعالى : " بل رفعه الله إليه " , وبغض النظر عن الاختلاف في معنى الرفع , هل هو رفع مكانة أم رفع للجسد بعد الموت , الآية تذكر الرفع وآية آل عمران قالت أنه سيتوفى ثم يرفع , فإذا قيل هنا أنه " رفع " فيعني هذا أنه حدث بعد التوفي وليس بدونه ! {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}المائدة116, 117.
فهذه الآية نص صريح على أن عيسى توفي في زمانه الطبيعي وليس في آخر الزمان , ومن يجادل ويقول أن المعني هنا هو وفاة آخر الزمان فسيكون معنى كلامه أن عيسى رفع إلى السماء حيا – مخالفا آية 55 في آل عمران – وظل حيا بدون أن يعلم ما أحدثه أتباعه على الأرض , وكان كل همه الصلاة والزكاة في السماء ! حتى يأتي الميعاد الذي ينزل عنده ليذوّب الدجال ! قد يقول القارئ : وما علاقة الزكاة بمكثه في السماء ؟ نقول : عيسى عليه السلام يخبر عن نفسه : {وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً }مريم31, فهل سيقول القائل : أن الله أوصاه بالصلاة والزكاة ما دام حيا على الأرض فقط ؟ وسيقولون , ولكن لا دليل لهم ! ثم إن النبي (ص) استعمل هذه الآية في الاستدلال على ما نقول به , وذلك ما جاء عند البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ……ألا وإنه يجاء (يوم الحشر) برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات اليمين وذات الشمال فأقول يارب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح : " وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم" فيقال إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ". فالرسول استدل بالآية على مخالفة أفعال الأقوام بعد وفاة نبيهم وليس على وفاة في آخر الزمان . ثم إنه سيكون من التناقض البين أن يكون المقصود من الوفاة هو وفاة آخر الزمان , فالله يسأله عن فعله في زمن بعثته وليس عما فعل في نزوله المزعوم , حيث أنه سيأتي من أجل القتل فقط وليس من أجل شيء آخر – وهذه هي أحلام اليهود - , فهل سيرد عيسى بحديث عن وفاته في آخر الزمان ؟ إن الآية تتحدث عن موقف عيسى يوم القيامة ممن ابتدعوا التثليث , فهو سيتبرا منهم ويعلن أنه لا علم له بهذه البدع ويعلن أنه أدى رسالته حتى أماته الله ولا علم له بما بعد ذلك فالعلم لله وحده . كما أنه من المفترض أن عيسى نزل من أجل أن يكسر الصليب وينهي المسيحية ! ويفترض أن هذا سيحدث فعلا ! فهل يسأله الله تعالى عن ماذا فعل قومه في آخر الزمان بعد أن ماتوا جميعا أو دخلوا في الإسلام, أم أنه يسأله عن فعل قومه بعد وفاته في زمانه ؟ فنخرج من هذا كله أن المقصود من الوفاة هو الوفاة الطبيعية في زمن المسيح وليس وفاة آخر الزمان . أما من يقول أن المقصود من الوفاة هو التوفي , فعلى الرغم من مخالفته لآية آل عمران ولآيات أخرى من القرآن , فسنجد أنه لا دليل معه على ما يقول إلا دفاعه عن عقيدة النصارى في أن المسيح حي لم يمت وأنه في السماء!.
كانت هذه هي الأدلة على وفاة المسيح خاصة وإليكم الأدلة على وفاة الأنبياء عامة:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران 144, والخلو كما جاء في المقاييس : الخاء واللام والحرف المعتل أصلٌ واحد يدلُّ على تعرِّي الشَّيء من الشيء. يقال هو خِلْوٌ من كذا، إذا كان عِرْواً منه. وخَلَتِ الدار وغيرُها تخلُو. والخَلِيّ الخالي من الغَمّ. وامرأةٌ خَلِيَّة: كنايةٌ عن الطَّلاق، لأنّها إذا طُلّقت فقد خَلَتْ عن بعلها. ويقال خلا لِيَ الشّيءُ وأخلى. قال: مِن الموتِ أم أخْلَى لنا الموتُ وَحْدَنا والخَلِيّة: الناقة تُعطَف على غير ولدِها، لأنّها كأنّها خَلَتْ من ولدها الأول. والقرون الخالية: الموَاضِي. والمكان الخَلاء: الذي لا شيءَ به. " اهـ وهناك من يقول أن : خلا الرجل بمعنى مات . ولكن ليس هذا هو المعنى المخصوص من الخلو , وإنما المقصود هو الانخلاع من الشيء , فالرسل قبل الرسول أدوا مهمتهم ثم انخلعوا من الدنيا ومن الرسالة وتعروا عنها وانتقلوا إلى معية الله عزوجل , ولم يبق أي أحد منهم ولا أي مهمة لهم , فهم أدوا ما عليهم , ولو كان عيسى حيا أو حتى له مهمة لم يؤدها بعد وسيبعث من أجلها !, لما كان خلا ولأصبحت الآية غير مطابقة للواقع . فالآية أكبر دليل على موت الرسل كلهم ميتة طبيعية , ولو كان هناك استثناء لقيل : ولم لا يرفع كما رفع عيسى وإدريس ؟! ويؤيد هذا الفهم قول الله عزوجل : {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ }الأنبياء 34 , فلو كان عيسى حيا لكان مخلدا ! سيقول المعترضون : عيسى سيموت في آخر الزمان وبذلك يكون لم يخلد ! نعود فنقول : وما الدليل على أنه لا يزال حيا , الإمام بن حزم رحمه الله انتبه إلى أنه لا يوجد حديث يقول أنه لا يزال حيا وأن القرآن يقول أنه مات , فقال بذلك ولكن الله سيبعثه قبل يوم القيامة . والرسول نفسه قال أن عيسى قد مات , فيروي لنا الإمام الواحدي في أسباب النزول عن سبب نزول سورة آل عمران فيذكر حديثا طويلا فيه حوار الرسول المصطفى لوفد نصارى نجران ورده استدلالاتهم على ألوهية المسيح وفي هذا الحوار يقول الرسول (ص) : " قالا: إن لم يكن عيسى ولد الله فمن أبوه؟ وخاصموه جميعاً في عيسى، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا ويشبه أباه؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت، وأن عيسى أتى عليه الفناء؟ قالوا: بلى، " اهـ . ومن يتدبر في كتاب الله يعلم أنه لا يمكن أن يكون في هذه الآية بالذات أي استثناء من أي نوع , فالآية والآيات السابقة لها تتحدث عن ثبات سنن الله في خلقه , فهي تتحدث عن السماء وثبوتها وحفظها وأن الناس معرضين عن ذلك وتتحدث عن الليل والنهار والشمس والقمر وأنه لكل منهم مساره الذي يحيد عنه قدر أنملة , ثم تواصل الآيات الحديث عن عدم وجود الإستثناءات في خلق الله فتقول: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ }, فلا يطمع أحد في الخلود , ولو كان عيسى حيا لطمع الناس أن يرفعوا إلى السماء ويخلدون ولو حتى لألف سنة !

ولقد أكد الرسول المصطفى معنى الخلد وهو الاستمرارية والبقاء في حديث له ذُكر في كتاب ﺇحياء علوم الدين للأمام الغزالي ورواه المفيد الشيعي في أماليه واللفظ للمفيد : "عن عبد الله ابن عباس قال: إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه فقالوا: يا رسول الله هذه الأنصار في المسجد تبكي ورجالها ونسائها عليك فقال: وما يبكيهم؟ قالوا: يخافون أن تموت، فقال: " اعطوني أيديكم، فخرج في ملحفة وعصابة حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس، فما تنكرون من موت نبيكم ألم أنع إليكم وتنع إليكم أنفسكم؟! لو خلد أحد قبلي ثم بعثه الله لخلدت فيكم، ألا إني لاحق بربي، وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله تعالى بين أظهركم تقرؤنه صباحا ومساء فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، وكونوا إخوانا كما أمركم الله، وقد خلفت فيكم عترتي أهل بيتي، وأنا أوصيكم بهذا الحي من الأنصار[1] فقد عرفتم بلاهم عند الله عز وجل وعند رسوله وعند المؤمنين، ألم يوسعوا في الديار ويشاطروا الثمار ويؤثروا وبهم خصاصة فمن ولي منكم يضر فيه أحد وينفعه فليقبل من محسن الأنصار، وليتجاوز عن مسيئهم ". وكان آخر مجلس جلسة حتى لقي الله عز وجل ". قد يقول قائل : سلمنا بأن عيسى عليه السلام قد مات , فما الذي يمنع أن يكون رأي بن حزم صحيحا وأنه سيبعث قبل يوم القيامة ؟ نقول : الموانع المستخرجة من أصول الشريعة كثيرة ولكن نذكر أولا قول ربنا ثم من السنة ثم نذكر الموانع العقلية على البعث والإنزال : أولا هناك من يستدل بآيات عامة على أن من مات لا يعود إلى الدنيا أبدا ويستدلون بمثل قول الله تعالى : " لا يذوقون فيها الموت ﺇلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم ", وقوله : " ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليها لا يرجعون " , وقوله : " وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون " , وقوله : " حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " . ولكن الناظر يجد أنها كلها أدلة عامة استثنى القرآن منها بعض الحالات , مثلما ذكر بعث قوم بني إسرائيل وبعث الذي مر على قرية وبعث الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف , فلا يوجد ما يمنع عقلا أن يبعث عيسى مرة أخرى , ولكن كيف يتدخل العقل والنص حاكم عليه , فالنص القرآني يوضح أنه لا استثناءات مع عيسى بن مريم حيث يقول : {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } مريم 33, كما قال عن يحيي بن زكريا عليهما الصلاة والسلام : {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً } مريم15- وفي هذا دليل على كذب من قال أن يحيي عليه السلام قُتل من أجل عاهرة وإنما مات في سلام من الرحمن - , فلو كان هناك فرق بين النبيين لما قارن الله بينهما .

 
كما أن آية المائدة تنفي أن يكون عيسى على أي علم بما أحدثه قومه من بعده , فلو كان بُعث مرة أخرى قبل يوم القيامة لما قال : وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم , فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم , لأنه يفترض أن عيسى بُعث خصيصا من أجل أن يقتل الدجال ! ورأى ما أحدثه قومه , بل ويفترض أنه أتى من أجل أن يضع الجزية و لكي لا يقبل إلى الإسلام , فكيف تنتفي رقابته عليهم في البعثة الثانية وهناك وصاية وليست رقابة فقط . – هذا إذا غضضنا الطرف عن التناقض الوارد في المسألة بين أحاديث البخاري ومسلم , فعند البخاري سيقتل الخنزير ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام , أما عند الإمام مسلم فهو فقط يقتل الدجال ثم يحصر بواسطة يأجوج ومأجوج ولا يذكر بعد ذلك شيء مما ذكره البخاري ! - . كما أن الله عزوجل أجمل سيرة عيسى ونبوته وأتباعه إلى يوم القيامة في آية آل عمران فقال : {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }آل عمران55 , فالله يخبر سيدنا عيسى أنه سيتوفاه وسيطهره ويجعل الذين اتبعوه فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة , ثم مرجع الكل والجميع إلى الله فيحكم بينهم يوم القيامة في مواطن الخلاف , ولو كان هناك أي دور له لذكره المولى عزوجل في موطن إخباره بأحوال قومه من بعده . ولكن لما لم يكن له أي دور لم يذكره الله عزوجل . فهذه الآية تقطع لسان كل من يزعم أنه سيبعث قبل يوم القيامة , ويدعي أن الله لم يخبر عما سيحدث قبل يوم القيامة بالنسبة لعيسى , فها هو الله أخبره , فماذا تقولون ؟ إن السادة الذين يقولون أنه سيبعث لا يقرأون القرآن أو يفسرونه إلا ليوصلوه حيثما توجهت رواياتهم لا حيثما يحل القرآن ! .
وبخلاف ذلك فالله أجمل فضله عليه في آية المائدة فقال: { إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة110, فلم لم يذكر له أنه رفعه إلى السماء وأبقاه حيا وأنزله في آخر الزمان , أو أنه أماته ثم بعثه بخلاف باقي خلق الله , فمن منا لا يحلم أن يحيي مرتين ويأتيه الموت مرتين ؟! كل هذه أدلة تنفي أن يكون عيسى مات ثم بعث , وهذه مسألة عقيدية لا ينفع فيها الظن بل لا بد من اليقين , فأين هو اليقين في أقوال ما أنزل الله بها من سلطان ولا جاءت في أقوال الرسول (ص) ؟ أما الأدلة من السنة على وفاة عيسى فلم ترد مباشرة أحاديث تقول أن عيسى لن يعود إلى الدنيا مرة أخرى ولكن وردت القاعدة العامة , ومن ذلك ما رواه الترمذي : " قال : يا عبدي تمنى علي أعطيك قال يا رب أن تحييني فأقتل فيك ثانية قال الله: ﺇنه سبق مني القول ﺇنهم ﺇليها لا يرجعون" , فمن مات لا يرجع إلى الأرض مرة أخرى !
 
--------------------------------------------------------------------------------
[1] تعمدت ذكر باقي الحديث للإشارة إلى أن وصية النبي المصطفي بأهل بيته هي من باب وصية الرجل بأهله وأحبابه كما أوصى بالأنصار وليس من باب الوصية الإلهية على لسان الرسول .
 
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 السبت يونيو 15, 2013 7:28 pm

بعد أن أثبتنا خرافة الضلعين الأوليين لا بد أن ينهار الثالث بداهة وحتما ولكن لما كان الناس لا يقنعون إلا بأن يروا التناقض في كل مسألة بأعينهم . ولما كانت الأحاديث حول هذه المسألة كثيرة جدا , حتى أن بعض العلماء ادعى فيها التواتر , كان لا بد من الكتابة حولها وبنفس أسلوب المكاثرة التي يتخذه بعض العلماء أدلة على صحة الشيء !, فنقول : لا بد أن ينتبه القارئ أن الحديث في هذا العنصر سيكون عن مهديين إثنين : مهدي السنة ومهدي الشيعة, وأن كل مهدي مروي فيه وفي فضله وصفاته الكثير من الأحاديث , فعندنا في أهل السنة حوالي خمسين حديثا , وعند الشيعة ما يزيد على خمسة آلاف رواية ! وكل فرقة من الفرقتين ترفض مهدي الآخر وترى أنه خرافة كبيرة ما أنزل الله بها من سلطان , وتضعف كل الأحاديث الواردة فيه , وتردها عقلا ونقلا . والواقع أن كلا الفريقين مصيب في نقده ونقضه لمهدي الفريق الآخر , فمهدي السنة مثل مهدي الشيعة كلاهما وليد خرافة نمت و تشعبت . وقبل أن نبدأ الحديث عن هذه المسألة نوضح للقارئ أن الإيمان بالمهدي من العقائد المستحدثة والتي أدخلت وصنفت ضمن العقائد في المراحل المتأخرة المتخلفة , والتي أخذت على عاتقها جمع كل ما ذكر في الكتب وتصنيفه ضمن العقائد ! فلم تذكر هذه العقيدة مثل كثير من العقائد في كتب السابقين , ونذكر للقارئ بعضا ممن أنكر المهدي من قدامى العلماء ليعرف أن المسألة ليست محدثة , - فقرآنا لا يصدقون إلا الشيوخ القدامى : تأخر إدراج المهدي في العقائد : الإيمان بالمهدي لم يذكره الإمام أحمد في العقائد وأول من ذكره في كتب العقائد هو الإمام السفاريني المتوفى عام 1188هجرية[1], ورد عليه العلامة عبدالقادر بدران في العقود الياقوتية بقوله : " لم نرَ أحدا قال به من المحققين لا من أصحابنا ولامن غيرهم ، ولكن بعض المصنفين قلد من ألف في الوعظ والترهيب وذكر أشراطالساعة ، فجعلوا قسم السمعيات من كتب العقائد وعظا وترهيبا ، فخلطوا بذلكعلى العوام وعلى ذلك درج السفاريني في عقيدته وشرحها فكان كحاطب ليل" وقال : " ثم إن قول الشيخ السفاريني: (فالإيمان بخروج المهديواجب كما هو مقرر عند أهل العلم ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة) دعوىلا دليل عليها، بل الأمر بالعكس! لأننا راجعنا كثيراً من كتب عقائد أهلالسنة والجماعة من المتقدمين والمتوسطين والمتأخرين فلم نجد أحداً منهمذكر أنه يجب الاعتقاد بخروج المهدي. ومن ذكره منهم فإنما يذكره استطراداًفي الكلام على أشراط الساعة، وهذه كتب الحنابلة بأجمعها، وهذه عيون كتبالأشاعرة والماتريدية كـ "المواقف" وشرحها، والمقاصد وشرحها، وشرحالسنوسية والجوهرة وغير ذلك مما هو معروف ومتداول بالأيدي "اهـ .و لم يدخلها علماء السنة في عقائدهم كشيخ الإسلام ابن تيمية في رسائله : الواسطية و الأصفهانية و السبعينية ، التسعينية ، و لم تذكر في عقيدة الطحاوية و شرحها ولا في عقيدة ابن قدامة ، و لا في الإبانة في أصول الديانة للأشعري .
ومن الذين أنكرو المهدي: الحافظ أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الجورقاني الهمذاني (ت 543هـ) في كتابه : (الأباطيل والمناكير، والصحاح والمشاهير) .والحافظ أبو الفرج ابن الجوزي (ت 597هـ) في كتابه العلل المتناهية فـي الأحاديث الواهية.

ومنهم العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور التونسي (ت 1379هـ) في كتابه: " تحقيقات وأنظار في القرآن والسنة" قال فيه: " إنه – أي المهدي – ليس مما يتعين على المسلمين العلم به واعتقاده… وإنما يكون من المسائل التي تندرج تحت توسيع المعارف الإسلامية " . وبعد أن أورد ثمانية أحاديث مما اختلف أهل العلم في تصحيحها وتضعيفها، دون ما اتفقوا على ضعفه خلص إلى أن أحاديث المهدي كلها لم تستوف شروط الحديث الصحيح، ولا شروط الحديث الحسن، فتكون جميعها من قسم الحديث الضعيف. ثم قال: " هذا حال أمثل الروايات في شأن المهدي، وخلاصة القول فيها من جهة النظر أنها مستبعدة مسترابة، وإن نالو سلمنا جدلاً بارتفاعها عن رتبة الضعف فإننا لا نستثمر منها عقيدة لازمة ولا مأمورات مندوبة، بَلْهَ الجازمة". وقال: " لو كانت أحاديث المهدي من الصحة في الموضع الذي يذكرونه من تواترها وشهرتها لما فات جميعها أو بعضها الإمامين الجليلين البخاري ومسلماً اللذين 
جمعا في صحيحيهما حتى كيفية الأكل والشرب والاضطجاع والسواك والحديث عن خف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحو ذلك من أمور جزئية في الحياة. ", وكذلك أنكره العلامة بن خلدون وأرجع الفكرة إلى أصول يهودية والعلامة ابن حزم الظاهري وقال إن المهدي اختراع فارسي وكذلك أنكره الشيخ رشيد رضا والشيخ حسن البنا وإن كانا حديثين نوعا ما وكثير من المفكرين وبعض أهل الحديث في العصر الحديث . 
وبعد الحديث عن استحداث عقيدة المهدي وأنها ليست من أصول الدين ولا من قديم العقائد ! نبدأ بحديثنا عن المهدي : هل للمهدي وجود في القرآن إو إشارة له ولظهوره ؟ لا يوجد أي إشارة من قريب أو بعيد إلى هذا المهدي المقاتل , والقرآن منه خال , لأن القرآن كتاب واقعي لا يذكر أمثال هذه الأساطير والأوهام التي تناقض العقل والمنطق والواقع التاريخي . نعود فنسأل : من هو المهدي ؟
لخص العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه » المنار المنيف في الصحيح و الضعيف « الأقوال في المهدي فقال : " اختلف الناس في المهدي على أربعة أقوال :


أحدها : أنه المسيح ابن مريم ، و هو المهدي على الحقيقة .
الثاني : أنه المهدي بن المنصور ، الذي ولي من بني العباس ، و قد انتهى زمانه .
الثالث : أنه رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، من ولد الحسن بن علي، يخرج في آخر الزمان . و أكثر الأحاديث على هذا .
الرابع : قول الإمامية ، و أنه محمد بن الحسن العسكري . " اهـ 
فإذا كان هذا الخلاف موجودا في شخصية المهدي , يحق لنا أن نسأل :
ما هو مبدأ ظهور شخصية المهدي ؟
أول استعمال لكلمة المهدي كان من شاعر الرسول حسان بن ثابت في رثائه للنبي (ص) حيث قال : ماباُلعَيْـِنكَ لا تَــنامُكأنَّـما كُحِلَتْ مآقيها بِكُحْلِ الأرْمَـــــدِ
جَزعاً على المَهْـدِيِّ أصبح ثاويـاً يا خَيْر مَن وَطِئَ الحَصى لاتَبعَــــدِ
جَنْبييَقيكَ التُّرْبَ لَهْفي لَيْـتَنـي غُيِّبْتُ قبْلَكَ فيبَقيـع الغَرْقَــــدِ
بأبي وأُمي مَنْ شَهِدْتُ وفاتـــهُ فييـوْمِ الاثنين النَّبِيُّ الـمـُهْتدي


فالنبي المصطفى هو المهدي الحقيقي والمجازي وبكل أنواع الكلام ولا مهدي سواه, لأنه كما وصفه القرآن يهدي إلى صراط مستقيم وهو نفسه على صراط مستقيم , لذلك فهو مهدي . أما ذلك المنقذ الوهمي الذي اخترعوه , ووجدنا له شبيها في كل الديانات فليس مهديا إلا كما هُدي غيره من الناس , هداية لا تسبب إلزاما لغيره ! فلماذا استحق هذا اللقب بمفرده , وما علامة تميزه ؟ وهل هو بهذا اللقب من المعصومين الذين لا يخطأون ؟ أم أنه بشر عادي مثلنا يخطأ ويصيب , يعصي ويأوب ؟ و لأن خرافة المنقذ المنتظر لها جذور متأصلة عند كل الشعوب تقريبا , وبدأت على حد علمنا في الديانة السماوية الإسلام مع اليهود عندما حلموا بقدوم مسيح مقاتل يحررهم من الظلم والاستعباد البابليين الذين قصما ظهروهم وأذلوا جباههم واستباحوا نساءهم , إلخ ألوان الذل , فحلموا بمحرر جبار مقاتل يهزم الأعداء بقوة خارقة لا ينهض أحد لقتاله , وانتقلت هذه الأسطورة إلى المسيحين ومن المسيحين إلى المسلمين , وعندما ظهرت هذه الخرافة في الديانة الإسلامية في مرحلتها الأخيرة كان عليها أن تكتسي بالثياب الإسلامية , و كان خير كسوة لها أن ينسب المهدي إلى بيت النبي (ص) , و لأن هذه العقيدة لا أساس لها في كتاب الله لفقت الأخبار وألصقت على لسان العديد من الصحابة حتى لا ينازع أحد في ثبوت هذا المهدي ومجيئه , ومن هؤلاء الصحابة :

 

(1)عثمان بن عفان، (2) علي بن أبي طالب، (3) عبد الرحمن بن عوف،(4)طلحة بن عبيد الله، (5) الحسين بن علي بن أبي طالب، (6) عائشة، (7) حفصة، (8( أم سلمة، (9) أم حبيبة، (10) صفية بنت حُيَِيْ، (11) عبد الله بن عباس، (12) عبدالله بن مسعود، (13) عبد الله بن عمر بن الخطاب، (14) عبد الله بن عمرو بن العاص،(15)أبو سعيد الخدري، (16) جابر بن عبد الله (17) عمار بن ياسر، (18(أنس بن مالك، (19) عوف بن مالك، (20) معاوية بن أبي سفيان، (21) ثوبان مولى رسولالله صلى الله عليه وسلم، (22) حذيفة بن اليمان. هذا بخلاف أقوال التابعين إما كمراسيل – أي هي من أقوال النبي ولكن بدون ذكر الصحابي- أو من أقوالهم أنفسهم . ونظرا لأن الأحاديث الواردة في هذا الباب كثيرة فقد ادعى بعض العلماء تواتر هذه الأحاديث وألفوا في ذلك الكتب , وفي هذا يقول الأستاذ محمد عمراني : " وأفردها آخرون بالتأليف، بل وادّعى لها التواتر! آخرون أمثال: محمد بنعلي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني ( 1172 ~ 1255 هـ/1839 م ) في كتاب " التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر!، والدجال، والمسيح .أبي خيثمة، زهير بن حرب النسائي، نزيل بغداد ( 160 ~ 238 ). ذكر ذلك ابن خلدون فيمقدمته ولم يصلنا. أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني(336-430)هـ في كتاب: "المهدي"،.يوسف بن يحيى بن علي بن عبدالعزيز المقدسي الشافعي السلمي ( من علماء القرن السابع ) في كتاب: " عقدُ الدُّررفي أخبار المنتظر ". أبي عبد الله، شمس الدين محمد بن أبي بكرالحنبلي الشهير بلقب: ابن قيِّم الجَوْزِيَّة ( 691 ~ 751 هـ ) في: " المنار المنيففي الصحيح والضعيف" كفتوى أجاب فيها عن سؤال ورد إليه عن خبر: " لا مهدي إلا عيسىبن مريم "،أبي الفداء، إسماعيل بن كثير الدمشقي ( 701 ~ 774) هـفي كتاب: " الفتن والملاحم"،أبي الحسن، نور الدين، علي بن أبي بكربن سليمان الهيثمي ( 735 ~ 807 هـ ) في جزئه السابع من " مجمع الزوائد ونبعالفوائد" : (باب ما جاء في المهدي) مستعرضاً لها ولرجال سندها في باقي الأصول التيأوردتها. وكذلك خصص باباً للمهدي في كتابه: " موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان" وهيالزيادات التي أضافها الهيثمي على ما أورده الحافظ أبو حاتم، محمد (ابن حبان) بنأحمد البُسْتي ( ت: 354 هـ ) في كتابه : " التقاسيم والأنواع" وخص الهيثمي ذلكبعنوان: " باب ما جاء في المهدي". 7. أبي الفضل، شهاب الدين، أحمد بنعلي بن محمد الكناني العسقلاني الشافعي المصري ( 794 ~ 852 هـ ) في كتاب" القولالمختصر في علامات المهدي المنتظر ". جلال الدين، عبد الرحمن بن أبيبكر السيوطي ( 849 ~ 911 هـ ) في رسالة سماها: " العرف الوردي في أخبار المهدي"،حيث لخص فيه الأربعين أثراً التي أوردها أبو نعيم وأضاف لها زيادات إلى أن بلغت ماينيف عن 236 خبراً معْزُوَّةً إلى من رواها من الصحابة أو التابعين أو أتباعالتابعين وإلى من خرجها في كتابه، دون ذكر السند كله. والرسالة توجد ضمن كتابه: " الحاوي للفتاوِي" وهو أشملها. وكل من جاءوا بعده عالة عليه فيما جمع منها. علاء الدين، علي المتقي بن حسام الدين الهندي البًرْهانفوري ( ت975 :هـ ) في كتاب: " كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال": "خروج المهدي"، وغير هؤلاء، ممن جاءوا بعدهم، ممن أدخلوا هذه الأخبار تصنيفاتهم دون أنيضيفوا جديداً إلى الموضوع. " اهـ

ولا يغرن القارئ هذه الكثرة فليس معنى ورود الأحاديث عن أربعين صحابيا أنها وردت عنهم من أربعين طريقا , فقد يرد الحديث عن عشرة من الصحابة ويكون من طريق واحد فقط فلا عبرة بالعشرة والعبرة بهذا الواحد . وهنا يحق لنا أن نسأل : هل الأحاديث الواردة في هذا الباب بهذا الحجم فعلا أم أنها من باب المكاثرة ؟


يجيب فضيلة الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود فيقول :


" إن هذه الأحاديث في المهدي قد غلط فيها طوائف من العلماء ، فطائفة أنكروها مما يدل على أنها موضع خلاف من قديم بين العلماء ، كما هو الواقع من اختلاف العلماء في هذا الزمان. و منها : أن هذه الأحاديث لم يأخذها البخاري و مسلم ، و لم يدخلاها في كتبهما ، مع رواجها في زمنها ، و ما ذاك إلا لعدم ثباتها عندهما ، كما أنه ليس للمهدي ذكر في القرآن ، مما يقلل الاحتفال بها .و منها : تناقض هذه الأحاديث و تعارضها في موضوعها ، فمهدي اسمه اسم الرسول، اسم أبيه اسم أبيه ، و مهدي اسمه أبو عبد الله ، و مهدي يشبه الرسول في الخلق ، و لا يشبهه في الخلق ، و مهدي يصلحه الله في ليلة ، و رجل يخرج هاربا من المدينة إلى مكة ، فيبايع له بين الركن و المقام و رجل اسمه بن حران ، يوطئ أو يمكن لآل محمد ، و رجل يخرج من وراء النهر ، و رجل يبايع له بعد وقوع فتنة عند موت خليفة ، و رجل أخواله كلب ، و تأتيه الرايات السود من قبل العراق ، و أبدال الشام ، و مهدي يصلي عيسى بن مريم خلفه ، و مهدي يقال له بحضرة نبي الله عيسى : صل أيها الأمير ، فيقول : كل إنسان أمير نفسه ، تكرمة الله لهذه الأمة. فهذه و ما هو أكثر منها ، مما جعلت المحققين من العلماء يوقنون بأنها موضوعة على لسان رسول الله ، و أنها لم تخرج من مشكاة نبوته ، وليست من كلامه ، فلا يجوز النظر فيها، فضلا عن تصديقها .

 

ثم إن عادة العلماء المحدثين و الفقهاء المتقدمين ، أن بعضهم ينقل عن بعض الحديث و القول على علاته ، تقليدا لمن سبقه ، كما ذكر عن الإمام أحمد أنه كان يستعير الملازم من طبقات ابن سعد ، فينقلها ، ثم يردها إليه ذكر ذلك في ترجمة ابن سعد ، و كان الشافعي يقول للإمام أحمد : إذا ثبت عندك الحديث فارفعه إلى حتى أثبته في كتابي ، و كذلك سائر علماء كل عصر ، ينقل بعضهم عن بعض ، فمتى كان الأمر بهذه الصفة فلا عجب متى رأينا أحاديث المهدي تنتشر في كتب المعاصرين لأبي داود كالترمذي و ابن ماجه ، لخروج الحديث من كتاب، إلى مائة كتاب ، و انتقال الخطأ من عالم إلى مائة عالم ، لكون الناس مقلدة ، و قليل منهم المحققون المجتهدون . …… اعلم أن أحاديث المهدي تدور بين ما يزعمونه صحيحا و ليس بصريح ، و بين ما يزعمونه صريحا و ليس بصحيح ، و أننا بمقتضى الاستقراء والتتبع لم نجد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا صحيحا صريحا يعتمد عليه في تسمية المهدي ، و أن الرسول صلى الله عليه وسلم تكلم فيه باسمه . "[2]


--------------------------------------------------------------------------------

[1] قالوا أن الإمام البربهاري ذكر تلك العقيدة مبكرا في كتابه السنة , ولكن كما أشرنا سابقا فالكتاب مشكوك في صحة نسبه إليه . وحتى لو صح نسبه فمنهج الكتاب منهج مغال يجمع كل ما يتعلق بالرواية لذا لا بد أن يذكر فيه هذه الروايات الخرافية التي انتشرت في عصره .
[2]عبدالله بن زيد آل محمود الشريف , لا مهدي ينتظر بعد الرسول محمد خير البشر
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 السبت يونيو 15, 2013 7:28 pm

ضعف روايات المهدي :

ولقد أثبت ضعف روايات المهدي كلها بعض المحدثين مثل الأستاذ محمد عمراني في كتابه : المهدي اللامنتظر لا عند اليهود ولا عند الشيعة ولا عند السنة ولا عند والبرتغال , وأتى على هذه الأسطورة من جذورها , فلقد ناقش فكرة المهدوية في الحضارات المختلفة , وكيف أنها تصبغ في كل حضارة بما يناسبها فتتمظهر بالمظهر الجديد , وناقش الأسباب التاريخية السياسية لظهور فكرة المهدي عندنا في الإسلام , والأهم من كل هذا هو مناقشته لأسانيد الأحاديث الواردة في المسألة , لأنك لو أتيت أهل الحديث بتراب الأرض أدلة على بطلان الحديث بدون أن تنقد السند فليس قولك بشيء , وقد ترمى بالضلال والزيغ, وناقش الأحاديث وأثبت ضعفها سندا ووضعها متنا. وكذلك ناقش روايات المهدي وأثبت ضعفها الأستاذ المحدث عداب محمود الحمش في كتابه : " المهدي المنتظر في روايات أهل السنة والشيعة الإمامية دراسة حديثية نقدية ", وأثبت في هذا الكتاب بطلان هذه الروايات وضعفها , وخرج من بحثه للأحاديث الواردة عن المهدي عند أهل السنة بالنتائج التالية : 

1ـ الأحاديث الموضوعة التي ذكر فيها المهدي صراحة عشرة أحاديث لم يبلغ درجة
الاحتجاج منها شيء. 
2ـ الأحاديث المرفوعة غير المصرحة بالمهدي لا يصح حملها على المهدي. 
3ـ الآثار الموقوفة على الصحابة المصرحة بالمهدي لم يصح منها شيء.
و ناقش المؤلف الشيعة في المهدي والذي هو عندهم من أصول الدين؛ فوجد أنهم يحتجون بـ :5303 حديث , ولاستحالة مناقشة هذا العدد من الروايات اقتصر المؤلف على مناقشة روايات ولادته بحيث إذا ثبت ضعف وبطلان روايات ولادته ووجوده؛ فما قيمة روايات من رآه أو كلّمه ؟ وعندما أثبت ضعفها خلص إلى بطلانه أيضا عند الشيعة .


وحتى يكون القارئ على بينة من أمره في أن خرافة المهدي هذه كانت مرتبطة بالظروف السياسية في العصر الأموي والعباسي ومرتبطة بالصراع العلوي العباسي تحديدا , وأنها كانت فكرة هلامية غير محددة المعالم , وأن كل من الفريقين كان يضع الأحاديث ليثبت صفه نذكر للقارئ عددا من " المهادي " الذين قيل بهم ودُعي إليهم عند الشيعة :


المهادي عند الشيعة :


1-علي بن أبي طالب رضي الله عنه, عند السبئية الذين زعموا أن عليا هو الإله ! ولما استشهد علي رضي الله عنه زعم بن سبأ أنه لم يمت وأن بن ملجم إنما قتل شيطانا تصور بصورة علي , وأنه مختف في السحاب وأنالرعد صوته والبرق سوطه , وأنه ينزل إلى الأرض بعد هذا ويملأها عدلا وينتقم منأعدائه . 
2- محمد ابن الحنفيةعند فرقةالكيسانية هو المهدي المنتظر والذي يفعل كذا وكذا.3- محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بنأبي طالب ,قالت فرقه : هو حي لم يمت مقيم في جبل يقال له"العلمية "، فهو عندهم مقيم فيه حتى يخرج. 
1- الإمام محمد الباقر و اتباعه الباقرية يرون أنه لم يمت وهو المهدي المنتظر!! .
5- محمد النفس الزكية بنعبد الله بن الحسن بن الحسن, الذي خرج بالمدينة .
6-المغيرة بن سعيد العجلىوذلك أنه لما قتل المغيرة اختلف اصحابه فمنهم من قال بانتظاره ورجعته ومنهممن قال أنهم ينتظرون رجعة محمد النفس الزكيةالذي لم يمت قبله!
7- جعفر بن محمد الصادق عليه السلام, قالت فرقته : إن جعفر بن محمد حي لم يمت و لا يموت حتى يظهر و يلي أمر الناس، و هو القائم المهدي، و روت عنه فرقة الناووسية أنه قال: إن رأيتم رأسي قد أهوى عليكم من جبل فلا تصدقوه فإني أنا صاحبكم!!
8- إسماعيل بن جعفر،أنكرت فرقة موت إسماعيل في حياة أبيه، و قالوا كان ذلك على سبيل التقية والتعمية على الناس لأنه خاف فغيَّبَه عنهم، و زعموا أن اسماعيل لا يموت حتى يملك الأرض و يقوم بأمر الناس، وأنه هو القائم لأن أباه أشار إليه بالإمامة بعده. 
9-محمد بن إسماعيل , وفرقته المباركية : من الإسماعيلية أصحاب المبارك , يعتقدون أن الإمام بعد جعفر لابنه الأكبر إسماعيل ثمابنه محمد وهو خاتم الأئمة والمهدي المنتظر. 
10- محمد بن عبد الله بن جعفرالمعروف بالأفطح , قالت فرقته أن لعبد الله الأفطح ابنا ولد له من جارية يقال له محمد، و أنه تحول بعد موت أبيه إلى خراسان فهو مقيم بها وأنه حي إلى اليوم و أنه الإمام بعد أبيه .(إذا فحبكة خرافة ابن العسكري ليست جديدة)
11- زكريا ابن محمد الباقر,و أتباعه الحاضرية : يقولون إنالامامة بعد محمد الباقر لابنه زكريا وهو مختف في جبل الحاضر لا يخرج حتى يؤذنله. 
12- موسى بن جعفر, و قد أدعت مهدويته أربع فرق من أتباعه وزعمت أنه القائم ، و أنه حي لا يموت حتى يملك شرق الأرض و غربها و يملأها كلها عدلا كما ملئت جورا و أنه القائم المهدي. 
13- عبدالله بن معاويه بن جعفر ذي الجناحين , وأتباعه الجناحية: , يزعمون أن عبدالله بن معاويه بن جعفر حي لم يمت وأنه بجبل من جبال أصبهان ينتظر الخروج كغيره !!.
14- محمد علي بن محمد بن عليبن موسى,و كان قد توفي في حياة أبيه بسر من رأى، فزعمت فرقة أنه حي لم يمت، واعتلوا في ذلك بأن أباه أشار إليه و أعلمهم أنه الإمام بعده، و الإمام لا يجوزعليه الكذب و لا يجوز البداء فيه، و إن ظهرت وفاته في حياة أبيه فإنه لم يمت في الحقيقة و لكن أباه خاف عليه فغيبه، وهو الإمام القائم وأنه سيخرج .. إلخ القصة. هذا ولم نذكر باقي المهادي وأهمهم طبعا محمد بن الحسن العسكري والذي لا تزال تنتظره الشيعة حتى الآن .

والنهج الذي اتبعه مؤلفي هذه الخرافة هو نهج المكاثرة وادعاء التواتر فمن كفر خرج من الملة , وهذا النهج سنجده كذلك عند الشيعة في ترسيخهم خرافة المهدي , ولنر كم من الروايات التي وردت عند الشيعة في هذه الخرافة والتي لا أصل من كلام الرسول, وسنلاحظ أن هذه الروايات متقاطعة في أحيان كثيرة مع الروايات عند أهل السنة , فليس معنى أنها روايات المهدي عند الشيعة أنها لا وجود لها عند السنة , بل سنجد لها وجود حاضرا عند السنة , والآن إلى الروايات :


روايات المهدي عند الشيعة الإمامية :


1- البشارة بظهوره 657 رواية .
2- أنه من أهل بيت النبي الأكرم 389 رواية .
3- انه من أولاد فاطمة الزهراء عليها السلام 192 رواية .
4- انه من أولاد علي 214 رواية .
5- انه التاسع من أولاد الحسين 148 رواية .
6- انه من أولاد الإمام زين العابدين 185 رواية .
7- انه من أولاد الحسن العسكري 146 رواية .
8- انه يملا الأرض قسطاً وعدلاً 132 رواية .
9- أن له غيبة طويلة 91 رواية .
10- أنه يعمر عمراً طويلاً 318 رواية .
11- الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت 136 رواية .
12- الإسلام يعم العالم كله بعد ظهوره عليهم السلام 27 رواية .
13- الروايات الواردة حول ولادته 214 رواية .

ويعلق إخواننا الإباضية المنكرون لهذه الخرافة بشقيها حول هذا الكم الرهيب من الروايات قائلين : 

أولاً: ما مقداره ثلاثة مجلدات من هذه الروايات ليست أحاديث منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هي مرويات عن (الأئمة) أي أئمة البيت العلوي، وهذه لا يشك عاقل أنها ليست وحيا سماويا، بل هي أقوال بشرية، فيمكننا استبعادها من القائمة تماماً (أي قائمة الإلزام لنا، أما قائمة المناقشة لإخواننا الشيعة فسوف ندخلها لأنهم يلتزمون بها ) ، أما العقلاء من البشر فيخضعون للوحي الإلهي، والوحي قد انقطع بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نعلم أن أحداً من آل البيت العلوي قد ادعى النبوة بعده صلى الله عليه وسلم.


ثانياً: هناك خلط واضح بين الروايات الأصلية وطرقها، فتكون الرواية في كثير من الأحيان واحدة ولها طرق كثيرة جداً ، وهذه الكثرة في الطبقات العليا مصدرها واحد أو اثنين فتعود في نهاية الأمر رواية واحدة، على سبيل المثال قد يروي الرواية أبو عبدالله جعفر الصادق فيرويها عنه من تلاميذه العشرات، ويرويها عن العشرات مئات، وعن المئات آلاف فتدون على تلك الحال ، لكنها في حقيقة الأمر رواية واحدة لها طريق واحد فيأتي من لا يفهم هذه – أو يفهم- فليلبس على الناس دينهم ويقول إنها آلاف الطرق ويدعي تواترها. ( وهذه المسألة معكوسة عندنا في أهل السنة , فقد نجد الرجل الواحد في أسانيد العديد من الروايات المنسوبة إلى الكثير من الصحابة , فمن يرى الروايات يظن أنها متواترة مع انحصار طرقها في منتصف السند في طرق قليلة جدا ! )

ثالثاً: أتساءل ما هي طرق الرواية عند إخواننا الشيعة؟، من خلال تتبعنا لكتبهم الحديثية للكافي وبحار الأنوار ومن لا يحضره الفقيه والاستبصار وغيرها، وجدنا أن روايتهم لا بد أن تمر من طرق آل البيت( في أغلب الأحيان ، والذي أستطيع أن أجزم به الآن أنها تتجاوز 95%)، فعلى هذا هي روايات آحادية ليس لها إلا منفذ واحد لا بد أن تمر عليه، وهم أحد آل البيت العلوي، وليست متواترة (وفق أساسيات علم الحديث الكلاسيكي)، فنستطيع بعد هذا أن نخفض من عدد الروايات بمقدار يصل إلى آلاف الروايات، ونستطيع أن نجعلها كلها طريقاً واحداً ، على سبيل المثال طريق أبي عبدالله جعفر الصادق. 

فبمثل هذا النهج المكاثر لدى الشيعة تضخمت روايات المهدي عندنا في أهل السنة وتشنج من أجلها المتأخرون , لأن من يرد هذه الروايات فهو يهدم بيضة الإسلام , وهم الذابون عنها في مواجهة المشككين في الدين . وبغض النظر عن الطعن في الآخرين نأخذك عزيزي القارئ معنا في جولة لتعلم أن المهدي شخصية هلامية , جمعت الروايات الواردة فيه والمتناقضة والتي تسقط بعضها لتكون في نهاية المطاف شخصية من تركيب أهل الحديث للصفات الواردة في الروايات المختلفة ليظهروا في آخر المطاف بمهدي واحد لا خلاف فيه:

المهادي :


هناك مهدي اسمه يوافق اسم رسول الله واسم أبيه يوافق اسم أبي الرسول , إذا فهناك مهدي اسمه محمد بن عبدالله .
وهناك مهدي اسمه السفاح , كما جاء عند نعيم بن حماد وأحمد وابن أبي شيبة وغيرهم في بعض الروايات : " يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان، وظهور من الفتن، يكون عطاؤه حثياً، يقال له السفاح "


وهناك مهدي اسمه أحمد بن عبدالله , كما جاء في بعض الروايات : " فإذا كان ذلك نادى مناد من السماء: ألا أيها الناس : إن اللهقطع عنكم مدة الجبارين والمنافقين وأشياعهم ووليكم خير أمة محمد صلى الله عليهوسلم، فالحقوا بمكة فإنه المهدي واسمه ( أحمد بن عبدالله ) ….. "
وهناك مهدي اسمه المنصور , كما عند ابن حماد في الفتن : " المنصور مهدي يصلي عليه أهل والسماء الأرض ،وطير السماء ، يبتدي بقتال الروم والملاحم عشرين سنة، ثم يقتل شهيداً في الملحمة العظمى هو وألفين معه كلهم وصاحب راية. ولم يصب المسلمون بمصيبة بعد رسول الله صلىالله عليه وسلم أعظم منها " .


وهناك مهدي من نسل العباس عم النبي , كما جاء عند أبي نعيم في الحلية : " يا عباس ، قال: لبيك يا رسول الله ، فقال: يا عم النبي إن الله ابتدأ بي الإسلام، وسيختمه بغلام من ولدك وهو الذي يتقدم لعيسى بن مريم "


وهناك مهدي هو عيسى بن مريم , كما جاء عند ابن ماجه " ….. ولا مهدي إلا عيسى بن مريم " .
وهناك مهدي عربي اللون , إسرائيلي الجسم , كما جاء في وصفه عند أحمد وابن ماجه : 
"اللون عربي والجسم جسم إسرائيلي "[1]


وهناك مهدي من بني إسرائيل , كما جاء عند نعيم بن حماد : " أنه رجل من بني إسرائيل" . وهناك مهدي من أهل البيت ولكنه سيحكم بحكومة آل داود , كما جاء في الرواية : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : " لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل مني يحكم بحكومة آل داود ولا يُسأل بيّنة ، يعطي كل نفس حقها " , وهناك مهدي حسني النسب وآخر حسيني وآخر هاشمي وآخرون , فلكل فرع مهديه !, ونعطيك ملخصا بالمهادي :


1 - مهدي يخرج من إثني عشر خليفة يستقيم بهم الدين. روى أبو داود في سننه عن جابر بم سمرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة . ثم قال كلمة فقلت لأبي ما قال ؟ قال: كلهم من قريش " على فرض صحة الحديث , أين المهدي ؟ الرسول يتكلم عن خلفاء لا عن مهدي , والعجيب أن الشيعة يستدلون بنفس الحديث على الأئمة , والحديث لا علاقة له لا بهؤلاء ولا هؤلاء , وليس هو صحيح من المبتدأ بل هو من الموضوعات !
2 - ومهدي استخرجوه من الحديث الذي رواه أبو داود في سننه عن طريق أبي نعيم عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله رجلا منا يملؤها عدلا كما ملئت جورا. " الحديث على فرض صحته يتكلم عن حاكم صالح في آخر الزمان , فأين المهدي في الموضوع , ثم إن الحديث واضح التشيع , فالحديث عن على و هو يقول " منا"! أي من آل البيت !
3 - ومهدي استخرجوه من الحديث الذي رواه أبو داود في سننه عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المهدي منى أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، يمكث في الأرض سبع سنين . " نعم الوصف والتحديد ! أجلى الجبهة أقنى الأنف ! كم ألف ألف واحد ينطبق عليه الوصف ؟!


4 - ومهدي استخرجوه من الحديث الذي رواه أبو داود عن أم سلمة , و فيه يقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم : "المهدي من عترتي ، ومن ولد فاطمة. " والحديث ضعيف .
5 - ومهدي يكون اختلاف عند موت خليفة ، فيخرج رجل من أهل المدينة إلى مكة ، فيبايعونه بين الركن والمقام . استنادا إلى ما رواه أبوداود عن أم سلمة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يكون اختلاف عند موت خليفة ، فيخرج رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكة ، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره ، فيبايعونه بين الركن والمقام ، ويبعث إليه بعث من الشام ، فتخسف بهم البيداء بين مكة والمدينة ، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام ، و عصائب أهل العراق ، فيبايعونه ، ثم ينشأ رجل من قريش ، أخواله كلب فيبعث إليهم بعثاً ، فيظهرون عليهم ، وذلك بعث كلب ، والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب ، أو قال: بيعة كلب ، فيقسم المال ، ويعمل في الناس بسنة نبيه ، ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض فيلبث سبع سنين ، ثم يتوفى ، ويصلى عليه المسلمون . " . وبعد قراءة هذا الحديث أفكر : ما فائدة هذا الحديث وما هو الخبر الذي يقدمه لنا , فهو يبدأ بالإخبار عن حصول اختلاف عن موت خليفة ! هذا طبيعي , ثم يخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة , من الرجل ولماذا هرب من المدينة إلى مكة ؟! فيأتيه ناس من أهل مكة , من هم هؤلاء الناس ولماذا أتوه ؟ ومن أين يخرجونه وهو كاره ولماذا هو كاره ماذا ؟ وما معنى أن ينشأ رجل من قريش ؟ وهل هذا الرجل هو المهدي أم أنه الرجل السابق الذي فر وبويع وهو كاره . العجيب أن هذا الحديث قدم مهديين وليس مهديا واحدا , ولكنهما مبهمان فليس في الحديث وصف واحد يجدي في التعرف عليهما , لا قدم وصفا واحدا مميزا هو أن المسلمين سيصلون عليه ! 
6 - و مهدي يخرج من وراء النهر يقال له : الحارث بن حران ، وعلي مقدمته رجل يقال له: منصور ، يُمكّن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم .استنادا إلى ما رواه أبو داود بسنده إلى علي بن ألي طالب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : » يخرج رجل من وراء النهر يقال له: الحارث بن حران على مقدمة رجل يقال له: منصور ، يوطئ أو يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت على كل مؤمن نصرته أو قال: إجابته «
7 ـ و مهدي يُصلح في ليلة , استنادا إلى ما رواه الإمام أحمد عن علي رضي الله عنه : قال رسول الله : المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة .


8 ـ ومهدي قال فيه رسول الله : إنا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، و إن أهل بيتي سيلقون ذلا و تشريدا من بعدي حتى يأتي قوم من المشرق معهم رايات سود ، فيسألون الحق فلا يعطونه .
9 ـ ومهدي هو عيسى بن مريم, استنادا إلى ما رواه ابن ماجه عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزداد الأمر إلا شدة ، ولا الدنيا إلا إدباراً ، ولا الناس إلا شحاً ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، وما المهدي إلا عيسى بن مريم. "


بأمثال هذه الروايات العامة المبهمة الغير صحيحة أدخل الإيمان بالمهدي في دين الله عزوجل . والملاحظ في هذه الروايات التحديد الشديد لشخصية المهدي , فهناك بعض الروايات تذكر اسما واحدا للمهدي وهناك منها ما يذكر اسمه واسم قائده كذلك … إلخ تلكم الأوصاف المرتبطة بحوادث تاريخية معروفة في زمانها . والعجيب أن السادة علماء الحديث يدافعون عن هذه الأحاديث على الرغم من تاريخانياتها الواضحة , فهناك رايات سود , ونسألهم لمن في التاريخ كانت الرايات السود ؟ وهناك مهدي اسمه المنصور وآخر اسمه السفاح ونسألهم : ألم يكن هناك بعض الخلفاء يحملون هذه الأسماء ؟ وبغض النظر عن كل هذا فإننا لا نزال نرى في الروايات ذلك التصور اليهودي للمنتظر الذي يصلح كل شيء بحد السيف , والذي يغير وجه الأرض في أيام معدودات . وما قيل في نزول عيسى بن مريم ومناقضته لأصول الدين يقال هنا . إن الإصلاح والتغيير الواقعيين يحتاجان إلى أيام وشهور وسنين بل ومن الممكن أن يحتاج إلى عشرات السنين , أما أن ينصلح شأن الأمة بين ليلة وضحاها لمجرد وقوع بعض الحروب وانتصارات للمسلمين فلم ولن يحدث بأي حال . إن المدينة الفاضلة لا تحدث بين ليلة وضحاها وإنما نتيجة لغرس طويل مستمر للقيم والأخلاق وبذلك نخرج أجيالا من المهادي السوبرمان , أما ذلك التصور الوهمي المهدوي فهو تصور خرافي مصادم للواقع ولحال الناس وللقرآن . ولست أدري صراحة لم سمي مهديا , الأولى أن يسمى السفاح كما جاء في بعض الروايات فهو لم يأت إلا بالقتل , كما رووا في تلك الرواية المزعومة عند ابن حبان أن الرسول الرحمة قال لقريش : لقد جئتكم بالذبح ! فهذا الرجل جاء بالتقتيل لا بالحوار والدعوة فكيف يصير مهديا ؟ الله وحده أعلم . ونظرا لأن اللفظ لا مقابل له على أرض الواقع جاءت بعض الروايات التي تبرر لم سمي مهديا , فقالت لأنه يُهدى إلى جبل فيستخرج التوراة فيحكم بها وقيل وقيل ولكن لا دليل واحد صريح في المسألة من بابها .


--------------------------------------------------------------------------------

[1]لعل القارئ يكون قد استنتج من الروايات الأخيرة ما هو مصدر عقيدة المهدي , فالخرافة أصلها يهودي صرف , ويجد الباحث عن كعب الأحبار حوالي 54 رواية في المهدي المنتظر , والله أعلم كم من الروايات التي كانت أصلا عن كعب ثم نسبت بعد ذلك إلى الرسول المصطفى !
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 السبت يونيو 15, 2013 7:29 pm

نقض فكرة المهدي :

انتقد كثير من العلماء والمفكرين فكرة المهدي , وقام بعض شيوخ الحديث بنقض أسانيدها في كتب كاملة وأثبتوا ضعفها, فمن أراد البحث في الأسانيد وأحوال الرجال فليرجع إلى تلك الكتب, أما هنا فليس غايتنا إثبات ضعف الأحاديث سندا , وإنما اجتثاث هذه الخرافة من أصولها ليعلم القارئ أن هذه الخرافة أدخلت في دين الله عزوجل وأنها ما أنزل الله بها من سلطان , وكما نقضنا فكرة نزول المسيح أو بعثه سننقض فكرة خروج المهدي من السرداب أو ولادة مهدي يهدي الأمة :


أول شيء نلاحظه أن لا ذكر للمهدي في القرآن بتاتا ولا إشارة إليه , وهذا وحده أكثر من كاف لإسقاطه من العقائد , فالعقائد لا تذكر إلا صراحة في القرآن لأنه ليس فيها إجمال أو إشارات كما يأتي في بعض الأحكام الفقهية أو الأوصاف العلمية , أما العقائد فواضحة صراح لا لبس فيها . وإذا غضضنا الطرف عن عدم ذكر القرآن للمهدي هل ذكر القرآن أي إشارة لعصر وردي مثل عصر المهدي المزعوم ؟ لا توجد أي إشارة إلى عصر وردي يسيطر فيه الحق بل يقول القرآن أنه لن يحدث أن يصبح المسلمون هم أكثر سكان العالم , وسيظل أكثر الناس غير مومنين " وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين " , وإذا كان أكثر الناس غير مؤمنين فلا بد أن يكون هناك صراع بين الخير والشر , بين الكفر والإيمان . كما أنه لا بد من وجود تدافع بين الناس " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض " , فالقرآن يلغي من فكر الناس ذلك المجتمع الطوباوي ويعلمهم أن الحياة واقع يختلط فيه الخير بالشر , بل ويختلطان داخل الإنسان الواحد نفسه , لذا لا مدينة فاضلة على الأرض إلا في أحلام وأوهام البسطاء والفلاسفة لذلك لن تملأ الأرض أبدا عدلا كما ملئت جورا !


وكثيرا ما نقرأ وخاصة في كتابات الشيعة عن ضرورة المهدي وأنه من تمام الإيمان بالله ومن ضروريات إكمال الغرض من خلق الإنسان على وجه الأرض ! ونقرأ كلاما إنشائيا جميلا , ولكن يحق لنا أن نتساءل : هل هذا المهدي مبعوث من عند الله , أي أنه بعبارة أخرى نبي تابع يشبه الميرزا غلام أحمد أم أنه مجرد رجل صالح ؟ سيجيب الجميع : بل هو مجرد رجل صالح . نقول : على تصوركم هذا فلقد سبق الرجل الصالح أنبياء الله كلهم أولا وآخر , وهو وإن كان الأخير زمانه فقد أتى بما لم تأت به الأوائل من الأنبياء , ويثبت أن الأنبياء لم يؤدوا واجبهم كما ينبغي , أو أن الله لم ينصر أنبياؤه النصرة الكافية . فإذا نحن نظرنا إلى حال الأنبياء سنجد أن النبي كان يبعث إلى قوم قليل عددهم في مجتمع بدائي – وليس متخلفا – بسيط , فيدعوهم إلى عبادة الله وترك شين الأعمال , فيؤمن به بعض من قومه , ويناله الاضطهاد والتعذيب والأذى من آخرين بل ومنهم من قُتل في سبيل الله , وهكذا يظل النبي يدعوا قومه حتى تأتيه المنية فيقوم أتباعه بحمل رسالته من بعده ويعملون على نشرها , ودعوى كل نبي انتشرت حسب اجتهاد أتباعه وإيمانهم برسالته , وهذه سنة الله التي ما تخلفت مع نبي واحد .


فإذا نحن نظرنا في حال السيد المهدي فسنجد أنه سيخرج في مجتمع تعقدت أدواته وكثرت علاته وتشعب البشر فيه تشعب الدغل , فيصلح حال الناس كلهم – مؤمنهم وكافرهم أو لا يبقى كافر من الأصل ! فيكون القرآن كاذبا – في أيام معدودات أو شهور قليلات ولا يصيبه أذى أو ضرر ويظل يحكم بالعدل سنين سبعا أو تسعا . ويحق لنا أن نقول في هذه الحالة أن هذا المهدي أكرم على الله من أنبياءه ومن كل خلقه , حتى أنه خرق له سننه وأمنه من خلقه تأمينا لم يؤمنه لنبي قبله , فنخرج من هذا أن المهدي أفضل من كل الأنبياء والرسل أو أن الله ما أيد الأنبياء السابقين كما ينبغي ! كما نخرج من فكرة المهدي أن الله يُعلم الناس أنه لا صلاح لهم إلا بمبعوث يبعثه الله فيقاتل الناس فيهتدي الآخرون ( معادلة رياضية جديدة : قتال + سفك دماء = هداية ) , فبدلا من أن يكون عالما ربانيا لا مثيل له , يكون مقاتلا فذا لا نظير له , ولا تذكر الروايات كيف ينصلح حال الناس مع المهدي والمسيح وآليات الإصلاح الجبارة التي تصلح الناس والتي لم تعط لنبي سابق حتى أن الكوكب كله لم ينصلح مع الرسول ! وتعيش الأرض في بلهنية من العيش لم تنعم بها من قبل . فإذا نحن انتقلنا إلى النعيم والبلهنية التي سيقدمها لنا المسيح والمهدي سنجد أن كثيرا من سكان الأرض تجاوزوها منذ زمن طويل , فالنعيم المذكور في الأحاديث كان تصور واضعي الروايات للنعيم , فما كان يخطر ببال أحدهم أنه سيكون هناك طائرات وقطارات وخلاطات وعصائر وأنواع من السكاكر والحلويات يستطيع الفقير أن يصل لها بكل سهولة , وما كانوا يتخيلون متعة اسمها تلفاز أو شبكة معلوماتية – أعدها أنا من أكبر نعم الله على خلقه بعد الإسلام ! -, فكان النعيم في تصورهم تصورا خرافيا وهميا يضخم الأمور ويعطيها هي والرمان ! حجما أكبر من حجمها الطبيعي . 
كما نخرج من هذه التصورات بأن هذا المهدي حتمية دينية إسلامية لا بد من تحققها قبل القيامة, بدليل الحديث الذي يقول أنه لو لم يبق في الدنيا إلا يوم لأطاله الله من أجل أن يلي ذلك المهدي ! – وهذا الحديث التشاؤمي ناسف للأحاديث التي تحدد مدة حكمه بسبع أو تسع سنين !- , ويحق لنا أن نسأل : لم هو حتم ولزام أن يملك واحد من ذرية النبي المصطفى قبل قيام الساعة ؟ نقول إن سبب ورود الرواية لا تخرج عن احتمالين : الأول : أن ذلك كان نوعا من رفع الروح المعنوية عند الشيعة ومن أحلامهم بعودة الملك إليهم بعد ضياعه , وهو الاحتمال الذي أرجحه . والاحتمال الثاني : أنه تصور ذو أصل يهودي , وهو قد لا يكون معلوما إلا لدارسي مقارنة الأديان , وهو أن هناك تصورا يقول أن النبي (ص) لم يؤت الملك وإنما أوتي النبوة فقط , فلا بد لكي يتحقق الملك في دين الإسلام أن يخرج من نسل الرسول من يحكم ويملك . وهذا يعني أن الرسول لم يكن ملكا , وهذا مرفوض بداهة! , فالرسول كان ملكا بل هو أجل وأعظم ملوك الأرض وقدم للبشرية النموذج الصالح للمجتمع المثالي المتمثل في الصحابة , ولكن اليهود شوهوا هذا التصور. ونعود فنسأل مرة أخرى : لماذا لا بد أن يخرج من نسل الرسول من يحكم ؟ لا أجد ولا يجد أي إنسان تبريرا معقولا لحتمية خروج من يحكم من نسل الرسول – هذا إذا استطعنا التأكد في زمننا هذا والأزمنة القادمة التي ستتخلف فيها الأرض ! وتضيع الوثائق وتندثر الحضارة فيظهر المثلث الخرافي الدجال وينزل المسيح ويأتي المهدي أن المهدي من نسل الرسول ! - . فالحاكم الصالح يكون من نسل الرسول ويكون من غيره , أما إذا كانت الرواية تطبخ في وقت يُتصارع فيه على السلطة قريب من الرسول معلوم فيه أنساب الناس ولا يستطيع أحد أن يزور نسبه وينسب نفسه إلى الرسول[1] فلا بأس أبدا من القول بذلك .


والعجيب أن أهل السنة ينكرون على الشيعة قولهم بالنص على الإمام وهم يقولون به , فهم يرون أن المهدي حاكم مبعوث من عند الله , وهذه النظرية هادمة لمبدأ الشورى تماما كما هدمه الشيعة الأواخر , وأنا أسأل: ما حكمي إذا لم أكن من الذين سيبايعون المهدي بين الركن والمقام ورأيت أن هذا الرجل لا يصلح ؟, لأنه رجل فاسد فاسق , ثم فجأة أطال لحيته وادعى أن الله هداه في ليلة – ليتذكر القارئ أن الله يصلح المهدي في ليلة , أي أنه قبل ذلك لم يكن صالحا ! - , فقمت أنا ومئات الملايين من المسلمين بمبايعة رجل صالح نعرف صلاحه طيلة عمره , فهل سنصبح بهذا الموقف كافرين منكرين للنص على الإمام المهدي , أم أنه لا حرج علينا لأن العبرة في المبايعة بشروط صلاحية الإمام , وعدد المبايعين ؟ ومن سنبايعه صالح طيلة عمره أما هذا فيدعي أنه هُدي في ليلة فهل نصدق قول واحد ونكذب فعلا نراه بأعيننا ؟ إذا قال علماء أهل السنة بتكفيري أنا والمبايعين أو بتفسيقنا فقد وقعوا في نفس المأزق الذي وقع فيه علماء الشيعة , عندما وجدوا من يرد إمامة أئمتهم بحجة أنه لا نص عليها في القرآن فاخترعوا مسألة النص في السنة وكفرو المخالفين ثم عادوا فقللوا الحكم واكتفوا بالتفسيق! لذا أسألكم علماء أهل السنة : ما حكمي : كافر أم فاسق ؟


ويحق لنا أن نسأل : على فرض وجود هذا المهدي المنصوص عليه من الله – تعالى الله عن ذلك – كيف نعرفه , فإذا كان عيسى عليه السلام يفترض فيه النزول على جناحي ملكين لن نراهما , فكيف نميز هذا المهدي , هل نميزه بأنفه وجبهته أم ماذا ؟ إن عمليات التجميل أصبحت رخيصة جدا هذه الأيام , وبغض النظر عنها فالمواصفات الواردة في الحديث تنطبق على آلاف الأشخاص وقد يسول الشيطان لثلاثة منهم فقط ممن درسوا الخرافة جيدا أن يدعوا أنهم المهدي , فماذا سنفعل تجاه هذا المأزق : ثلاثة محشورون بين الركن والمقام عند موت خليفة – لم يعد هناك خلفاء ولا أمراء مؤمنين حقيقة أو فعلا – يدعون أنهم المهدي . من نبايع فيهم أو نصدق ؟ وعلى فرض ظهور مهدي واحد فقط , ألم يسمع العلماء عن شيء اسمه المخابرات أو مباحث أمن الدولة واللذان هما كفيلان وكافيان لرد عقل كل مدع للنبوة أو المهدوية ؟! تصور المهدي الذي يبايع له بين الركن والمقام تصور مبني وقائم على وجود العصبيات القبلية التي تستطيع أن تمنع تابيعها وتحميهم , أما الآن لو ادعى شخص أنه المهدي واحتمى بعشيرته في أي قبيلة عربية فالدولة قادرة على انتزاعه من بين عشيرته أو إبادتهم جميعا واستئصالهم كلهم , ولنا في بعض القواد العرب السابقين والمعاصرين قدوة سوء في الإبادة – طبعا ليس ضد مدعي مهدوية أو نبوة وإنما ضد معارضين - . فلو ظهر مدع نبوة وتكررت مأساة الحرم الذي حدثت عام 1400 فسيقبض على المدعي , هذا إذا لم يقتل في وقته وتنتهي دعوى المهدوية في وأدها وتفقد الأرض منقذها فتبكيه دهورا ! والعجيب أن أهل السنة يعيبون على الشيعة قولهم بالوحي للأئمة بعد الرسول ويعيبون على الأحمدية نفس الشيء وهم يقولون بشبيهه ! فالناظر في الروايات يجد أن المهدي يصلحه الله في ليلة , أي أنه لم يكن صالحا , ولست أدري هل يُخبر في هذا الإصلاح أنه المهدي أم لا يخبر؟ فإذا أخبر فهو وحي , ولا يحتج أحد بأنه قد يكون في المنام فالمرء يرى في المنام العجب العجاب ولو صدقت أنا – أو غيري - ما أراه في المنام وتحركت على هداه فستكون كوارث كبرى . والظاهر أنه لا يخبر ولا يكون عالما أنه المهدي , وهنا يحق لنا أن نسأل: كيف سيعلم من سيبايعوه أنه هو المهدي إذا كان هو نفسه لا يعلم ؟! هل سيوحى إليهم أنه المهدي فيصبح وحيا أو إلهاما جماعيا ما سمعنا به إلا في كتب النصارى ! هذا هو الحل الوحيد لهذه الإشكالية : فالرجل نفسه لا يعرف وكان فاسقا فاسدا فأصلحه الله , فليس معلوما بالصلاح وما أن أطلق لحيته حتى يسارع الناس بمبايعته بين الركن والمقام , ونسأل : لم , إلا إذا كان أوحي إليهم بذلك ؟ أو أن مؤلفي هذه الروايات كانوا يتكلمون عن إمام من أئمة أهل البيت كان مختفيا وسيظهر في الحرم فيصرخ صارخ أن الإمام فلان في الحرم , فيسارع إليه الناس , فكانوا يمهدون بذلك لمبايعة هذا الإمام بن الركن والمقام فوضعوا الحديث في ذلك الغرض؟!! وكما يبدو فإن أوجه تفضيل المهدي على الأنبياء لا تقتصر على الهداية والسلطان والمنعة فقط ولكنها تمتد إلى القدرات الخارقة فليس الدجال بأفضل منه في شيء , فلذلك وجدنا رواية تقول : " يخرج في آخر أمتيالمهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطى المال صحاحاً وتكثرالماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمان " وبغض النظر عن التصور الساذج للنعيم , فيبدو أن الله يعطي المهدي كما أعطى الدجال, وكما لم يعط أي نبي من قبل , وحتى لو أدى ذلك إلى مخالفة قوله في كتابه والذي يقول فيه : " ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض " فالله يربط البركة بصلاح الناس, أما الروايات فتربطها بصلاح الحاكم المقاتل!

 

ونختم هذا النقض السريع بسؤال : هل سيعرف الناس أن الحاكم بأمر الله هو المهدي أم لن يعرفوا ؟ بداهة سيعرفوا فقد ظهر الدجال ونزل المسيح – الذي لا أعرف كيف سيعرف الناس أنه المسيح ؟!- فكيف لا يكون الحاكم بأمر الله هو الإمام المهدي الذي يهدي بالسيف ؟ فإذا كان ذلك , ألا يعلم الناس بذلك أن الساعة على الأبواب وبذلك تنتفي بغتية مجيء الساعة ؟ فالله تعالى يقول : " لا تأتيكم إلا بغتة " ويقول أنها تأتي في إزدهار وتقدم وتجبر لسكان الأرض حتى يظنون أنهم قادرون عليها و الروايات تقول أنها ستأتي في تخلف وتدهور يعود فيه الناس إلى حرب بالسيوف وتأتي في زمن علم الناس أن الساعة على الأبواب فلقد ظهرت العلامات الكبرى للساعة – آخر علامات الساعة جاء مع النبي ولا علامة بعده " فقد جاء أشراطها " - ولم يبق إلا سنوات معدودات اختلفت الروايات في تحديدها ولكنها لن تتجاوز المائة سنة على أي حال , فليلبس الناس المسوح وليترهبنوا فلا خير في حياة القيامة ستقوم في أي لحظة فيها ! ونقول في آخر النقض : نعم لم يذكر القرآن شيئا عن المهدي , ولكن لما كان القرآن تبيانا لكل شيء , كان لا بد أن يوضح صحة أو زيف هذه الروايات , فقسنا روايات المهدي على أخبار القرآن فوجدناها تناقضها وتعارض محتواها فقلنا بردها. أما هؤلاء الذين لا يقولون بكمال القرآن ولا تبيانه ولا حاكميته فمن الطبيعي أن يقبلوا الروايات ويقبلوا المهدي ويرفضوا دلالات القرآن فعندهم الروايات حاكمة على كتاب الله تعالى .


وبهذا العرض السريع للضلع الثالث من أضلاع المثلث الخرافي , يظهر لنا أنه واه متهافت مثل سابقيه وأنه لا ينهض للمناقشة مع أي بحث علمي محترم . وبهذا يظهر لنا أن مثلث الخرافة هذا ساقط من قاعدته ولا يصلح إلا كقصص خرافية تحكى من أجل تسلية بعض العجائز . وبذلك نكون قد أثبتنا بطلان مثلث الخرافة والتكاسل والتواكل الموجود عند كثير من الناس وأبطلنا التصور المغوط عند كثير من الناس حول الإسلام من أنه دين يشغل القتل والتقتيل حيزا كبيرا من تصوراته , ورأينا أن الهداية تكون من عند الله عن طريق دعاة لا مقاتلين جبارين !


--------------------------------------------------------------------------------

[1] يدعي بعض الحكام العرب في زمننا هذا انتسابهم إلى الرسول المصطفى , لذا قد يخرج المهدي اللامنتظر من بيوتاتهم فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا بسبب أجداده الذين هم من نسل النبي !!
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 السبت يونيو 15, 2013 7:34 pm

السلام عليكم

طرحت هذا الموضوع للمناقشة والرد على هؤلاء المنكرين للمهدي وبعض احاديث اخر الزمان.....
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  عاشقة السماء الأحد يونيو 16, 2013 12:44 am

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الحاسم
جعلنا الله وإياكم من دعاة الحق وأهله

وللنظر في المسألة من زاوية الاثبات:

الاحاديث والآثار الواردة في المهدي

القسم الاول :
الاحاديث والاثار الثابتة الصريحة في ذكر المهدي

الاحاديث المرفوعة :

1-
عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المهدي منا اهل البيت يصلحه الله في ليلة ) اخرجه ابن ماجه واحمد وابن ابي شيبة وهو حسن لذاته .
2- وعن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اذا اقبلت الرايات السود من خراسان فائتوها فان فيها خليفة الله المهدي ) اخرجه ابو الفتح الازدي وهو حسن لغيره
3- وعن ابي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يخرج في آخر امتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الارض نباتها ويعطي المال صحاحا وتكثر الماشية وتعظم الامة يعيش سبعا او ثمانيا يعني حججا ) اخرجه الحاكم وهو صحيح
4- وعن ابي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المهدي مني اجلى الجبهة اقنى الانف يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ويملك سبع سنين ) اخؤجه ابو داود والحاكم وهو حسن لشواهده
5- وعن ابي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يكون في امتي المهدي ان طال عمره او قصر عاش سبع سنين او ثمان سنين او تسع سنين ويملا الارض قسطا وعدلا تخرج الارض نباتها وتمطر السماء مطرها ) اخرجه احمد وابن ابي شيبة وهو حسن لشواهده
6- وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ينزل عيسى بن مريم فيقول اميرهم المهدي : صل بنا فيقول : لا ، ان بعضهم امير بعض تكرمة الله لهذه الامة ) اخرجه الحارث بن ابي اسامة وابو نعيم واسناده صحيح
7- وعن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير الى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلة لم يقتله قوم ) ثم ذكر شيئا لم احفظه فقال : فاذا سمعتموه فاتوه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فانه خليفة الله المهدي ) اخرجه الحاكم وابن ماجه واسناده صحيح
8- وعن ام سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المهدي من عترتي من ولد فاطمة ) اخرجه ابو داود وابن ماجه والحاكم وهو حسن.
 
الاثار :-
1-
وعن علي رضي الله عنه قال : ( المهدي منا اهل البيت يصلحه الله في ليلة ) اخرجه ابن ابي شيبة وهو حسن موقوفا
2- وعن ابن عباس قال : ( منا ثلاثة : منا السفاح ومنا المنصور ومنا المهدي ) اخرجه ابن ابي شيبة والبيهقي واسناده حسن موقوفا
3- وعن مجاهد عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ان المهدي لا يخرج حتى يقتل النفس الزكية فاذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الارض فاتى الناس المهدي فزفوه كما تزف العروس الى زوجها ليلة عرسها وهو يملا الارض قسطا وعدلا وتخرج الارض من نباتها وتمطر السماء مطرها وتنعم امتي في ولايته نعمة لم تنعمها قط ) اخرجه ابن ابي شيبة وهو صحيح موقوفا
4- وعن عبد الله بن عمرو قال : يا اهل الكوفة : انتم اسعد الناس بالمهدي ) اخرجه ابن ابي شيبة وهو حسن موقوفا وقد يكون الخبر من الاسرائليات لان ابن عمرو رضي الله عنهما كان ممن اخذ عن اهل الكتاب
5- وعن ابن سيرين قال : المهدي من هذه الامة وهو الذي يؤم عيسى بن مريم ) اخرجه ابن ابي شيبة وابو نعيم وهو صحيح الاسناد مقطوع
6- وعن علي بن عبد الله بن العباس قال : ( لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية ) اخرجه عبالرزاق وابو نعيم وهو صحيح الاسناد مقطوع
7- وعن ابراهيم بن ميسرة قال : قلت لطاؤوس : عمر بن عبد العزيز المهدي ؟ قال : كان مهديا وليس بذاك المهدي اذا كان زيد المحسن في احسانه وتيب المسي من اساءته وهو يبذل المال ويشتد على العمال ويرحم المساكين ) اخرجه ابن ابي شيبة وابو نعيم وهو حسن مقطوع
8- وعن قتادة قال : قلت لسعيد بن المسيب : المهدي حق هو ؟ قال : حق قلت : ممن هو ؟ قال : من قريش قلت : من أي قريش ؟ قال : من بني هاشم قالت : من أي بني هاشم ؟ قال : من بني عبد المطلب قلت : من أي بني عبد المطلب ؟ قال : من ولد فاطمة ) اخرجه نعيم بن حماد وهو حسن مقطوع
9- وعن مطر قال : بلغنا ان المهدي يصنع شيئا لم يصنعه عمر بن عبد العزيز قلنا : ما هو ؟ قال : يأتيه رجل فيسأله فيقول : ادخل بيت المال فخذ فيدخل فيأخذ فيخرج فيرى الناس شباعا فيندم فيرجع اليه فيقول : خذ ما اعطيتني فيابى ويقول : انا نعطي ولا ناخذ ) اخرجه ابو نعيم وهو صحيح الاسناد الى مطر مقطوعا
10- وعن السميط قال : اسمه اسم نبي وهو ابن احدى او اثنتين وخمسين يقوم على الناس سبع سنين وربما قال : ثمان سنين )اخرجه ا بو عمرو الداني وهو صحيح الاسناد الى السميط


القسم الثاني : احاديث ثابتة غير صريحة في ذكر المهدي

الاحاديث المرفوعة :

1- عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو لم يبق من الدهر الا يوم لبعث الله رجلا من اهل بيتي يملا الارض عدلا كما ملئت جورا ) اخرجه ابو داود واحمد وابن ابي شيبة وهو صحيح
2- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تذهب او لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من اهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ) رواه ابو داود والترمذي واحمد وهو صحيح لغيره
3- وعن عبد الله قال : قال رسول اله صلى الله عليه وسلم ( يلي رجل من اهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ) رواه الترمذي واحمد وهو حسن
4- وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو لم يبق من الدنيا الا ليلة لملك رجل من اهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ) رواه الطبراني وابن حبان وهو حسن.

5- وعن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يلي امر هذه الامة في آخر زمانها رجل من اهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ) رواه الطبراني وابو نعيم وهو حسن
6- وعن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني او من اهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم ابيه اسم ابي ) رواه ابو داود وهو صحيح لغيره
7- وعن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني او من اهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم ابيه اسم ابي يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ) رواه ابو داود وابن حبان والحاكم واسناده حسن
8- وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : ( كيف انتم اذا نزل ابن مريم فيكم وامامكم منكم ) رواه البخاري ومسلم
9- وعن ابي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو لم يبق من الدنيا الا ليلة لملك فيها رجل من اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ) رواه ابن حبان وهو حسن لشواهده
10- وعن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يبابع الرجل ما بين الركن والمقام ولن يستحل البيت الا اهله فاذا استحلوه فلا تسال عن هلكة العرب ثم تجئ الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعده ابدا هم الذين يستخرجون كنزه ) رواه احمد وابن حبان واسناده صحيح
11- وعن ابي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من اهل بيتي اجلى اقنى يملا الارض عدلا كما ملئت قبله ظلما يكون سبع سنين ) رواه احمد وابن حبان واسناده حسن
12- وعن ابي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تملا الارض جورا وظلما فيخرج رجل من عترتي يملك سبعا او تسعا فيملا الارض قسطا وعدلا ) رواه احمد والحاكم وهو حسن لشواهده
13- وعن ابي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لتملان الارض ظلما وعدوانا ثم ليخرجن من اهل بيتي او قال عترتي من يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا ) لاواه ا بو الحارث بن اسامة واسناده صحيح لغيره
14- وعن ابي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى تمتلا الارض ظلما وعدوانا قال : ثم يخرج رجل من عترتي او من اهل بيتي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا ) رواه احمد واسناده صحيح
15- وعن ابي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه ) رواه ابو نعيم وهو حسن لغيره
16- وعن ا بي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يخرج في آخر الزمان خليفة يعطي الحق بغير عدد ) رواه ابن ابي شيبة واسناده صحيح
17- وعن ابي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من خلفائكم خليفة يحثو المال حثيا لا يعده عدا ) رواه مسلم
18- وعن ابي سعيد وجابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده ) رواه مسلم
19- وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يكون في آخر امتي خليفة يحثي المال حثيا لا يعده عدا ) رواه مسلم
20- وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين الى يوم القيامة قال : فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول اميرهم : تعال صل لنا فيقول : لا ان بعضكم على بعض امراء تكرمة الله هذه الامة ) رواه مسلم
21- وعن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يزال امر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر خليفة ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة خفيت علي فسالت ابي : ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كلهم من قريش ) رواه البخاري ومسلم

فائدة : اختلف العلماء في تفسير هذا الحديث :-
القول الاول
: بيان مدة الخلفاء الذين ظل الاسلام في عصرهم عزيزا منيعا من الخلفاء الراشدين وحتى ولاية الوليد بن يزيد ويستثنون معاوية بن يزيد ومروان بن الحكم لانهما لم تقم لهم ولاية
القول الثاني : مدة خلافة بين امية
القول الثالث : بيان لا فتراق الامة قبل يوم القيامة حتى يكون لهم هذا العدد من الخلفاء في وقت واح
القول الرابع : الحديث مبشر بوجود اثني عشر خليفة ولا يلزم كونهم متتابعين
22- وعن ام سلمة عن ا لنبي صلى الله عليه وسلم في قصة جيش الخسف قلت : يا رسول الله كيف بمن كان كارها ؟ قال : يخسف بهم ولكن يبعث يوم القيامة على نيته ) رواه ابو داود ومسلم ..
وعلاقة هذا الحديث بالمهدي ان القوم الذين يخسف بهم هم القاصدين لحرب المهدي .

الاثار :-

1-
عن علي قال : ستكون فتنة يحصل الناس منها كما يحصل الذهب على المعدن فلا تسبوا اهل الشام وسبوا ظلمتهم فان فيهم الابدال وسيرسل الله اليهم سيبا من السماء فيفرقهم حتى لو قاتلهم الثعالب غليهم ثم يبعث الله عند ذلك رجلا من عترة الرسول صلى الله عليه وسلم في اثني عشر الفا ان قلوا وخمسة عشر الفا ان كثروا امارتهم او علامتهم امت امت على ثلاث رايات يقاتلهم اهل سبع رايات ليس من صحاب راية الا وهو يطمح بالملك فيقتتلون ويهزمون ثم يظهر الهاشمي فيرد الله الى الناس الفتهم ونعمتهم فيكونون على ذلك حتى يخرج الدجال ) رواه الحاكم واسناده صحيح
2- وعن ابي هريرة قال : لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من ال محمد صلى الله عليه وسلم ) رواه الترمذي وهو حسن
3- وعن ابي معبد عن ابن عباس قال : لا يمضي الايام والليالي حتى يلي منا من اهل البيت فتى لم تلبسه الفتن ولم يلبسها قال : قلنا : يا عباس يعجز عنها مشيختكم وينالها شبانكم ؟ قال : هو امر الله يؤتيه من يشاء رواه ابن ابي شيبة واسناده صحيح
4- وعن محمد بن سيرين قال : ( يكون في هذه الامة خليفة لا يفضل عليه ابو بكر ولا عمر ) رواه ابن ابي شيبة واسناده صحيح مقطوعا
5- وعن ابي الجلد ثال : ( تاتيه الامارة هينا وهو في بيته ) رواه نعيم واسناده حسن.

الخلاصة :-

الاحاديث والاثار الثابتة الصريحة في ذكر المهدي ( 8 ) احاديث مرفوعه و ( 11 ) اثرا

الاحاديث والاثار الثابتة غير الصريحة في ذكر المهدي ( 22 ) حديثا مرفوعا و ( 5 ) آثار

شبهات منكري المهدي والرد عليهم :- 

لم يعرف من المتقدمين من تعرض لفكرة المهدية بالانكار الا ما روي عن بعض التابعين من قول : ان المهدي هو عيسى ابن مريم الا ان هذه الروايات لم تصح عنهم

فقد روي عن مجاهد والحسن ولكن لم تصح نسبة ذلك اليهم 

وممن انكره من المتأخرين :-
-1- ابو محمد بن الوليد البغدادي 2- ابن خلدون .. ( ولم يجزم بالانكار ) .. 3- محمد رشيد رضا 4- الحوت البيروتي 5- احمد أمين 6- محمد حيي الدين عبد الحميد 7- سعد محمد حسن في كتابه ( المهدية في الاسلام ) 8- محمد عبد الله عنان 9- عبد الرحمن محمد عثمان 10- محمد ابو عبية 11- بعض المستشرقين مثل ( لدونلدسن ) و ( جولدزيهر ) ..

اسباب الانكار :-

1- استغلال الكثير للمهدوية للوصول الى مطامع شخصية 2- ما ورد من الروايات الموضوعة والضعيفة في المهدي مما حدا بالبعض الى الظن انها خرافة.

شبهاتهم :-

الشبهة الاولى :
ان احاديث المهدي لم يخرج لها في الصحيحين

الجواب : 1- ان الصحيحين لم يحيطا بكل الصحيح 2- هناك احاديث صحيحة كثيرة عمل بها العلماء وهي ليست في الصحيحين 3- في الصحيحين احاديث تتعلق بالمهدي وان لم تكن صريحة. 

الشبهة الثانية :حديث ( لا مهدي الا عيسى بن مريم )

الجواب :
1- الحديث ضعيف لا يحتج به 2- وعلى فرض ثبوته فالمراد به : المهدي الكامل المعصوم هو عيسى عليه الصلاة والسلام .

الشبهة الثالثة : ضعف الاحاديث الواردة في المهدي

الجواب :
وهذا خطأ وجهل بالحديث بل منها الصحيح والحسن والضعيف والموضوع.

الشبهة الرابعة : انها من وضع الشيعة

الجواب :
ان اغلب الروايات الواردة ليس في اسناده ولا رجل متهم بالتشيع
فعدد الروايات ( 46 ) رواية .... في ( 11 ) رواية فقط فيها من اتهم بالتشيع والبقية ليس فيها ولا متهم.

الشبهة الخامسة : انها من وضع كعب الاحبار ووهب بن منبه

الجواب :
ليس في المرفوع والموقوف المذكور في هذا المبحث ولا رواية عن كعب الاحبار ولم يرو عن وهب الا رواية واحدة فقط فكيف يقال انها من وضعهما ؟! 

الشبهة السادسة : انها تخالف العقل السليم

الجواب :
1- ليس في الصحيح عن المهدي أي رواية تخالف العقل السليم وانما المخالفة تقع في الروايات المكذوبة 2- واي مخالفة للعقل في ان يبشر النبي صلى الله عليه وسلم امته برجل في آخر الزمان يتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته 3- ولو قلنا بهذه الشبهة للزم منه انكار كل ما ثبت من الامور المستقلية كخروج الدجال وياجوج وماجوج واحداث يوم القيامة.

الشبهة السابعة : ان روايتها متعارضة

الجواب :
التعارض انما هو في الروايات الموضوعة والضعيفة وليس فيما ثبت منها أي تعارض.

الشبهة الثامنة : انها انتجت الفتن و القلاقل

الجواب :
1- ليس الذنب في اساس الفكرة انما الذنب فيمن حاول استغلالها وفيمن جهل وعمي فصدقه 2- ولو طردنا هذا الباب فسيلزم منه انكار النبوات اذ ان الكثير قد ادعى النبوة وغرر بكثير من الناس.

الشبهة التاسعة : المهدوية تحمل الناس على التكاسل والتواكل

الجواب :
1- ان هذا الكلام غير صحيح بل هي الى التشجيع والتحفيز اقرب واوضح 2- والواقع يشهد لذلك فما زال المسلمون يجاهدون ويجتهدون ولم يقفوا يوما عن العمل بدعوى انتظار المهدي 3- من اخطأ فتواكل فالخطا بدر منه لا من اساس الفكرة.

كتبه: سامي الههمه 
 
  
 
 

عاشقة السماء
عاشقة السماء
إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ

عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  جعبة الأسهم الأحد يونيو 16, 2013 10:32 am

بارك الله بكما أخونا حاسم 1433 و أختنا الفاضلة عاشقة السماء.

الخلاف في هذه النقطة محدود .. والعلماء الذين ردوا احاديث المهدي لا يخرجون عن عدد أصابع اليد على مر العصور .. ولو كان الأمر متوقف على تتبع أقوال العلماء .. فإن كبار العلماء والصحابة والتابعين يقرون بالمهدي:

ابن تيمية رحمه الله، ابن القيم رحمه الله ، العلامة ابن حجر العسقلاني رحمه الله، القرطبي رحمه الله، ابن عباس رضي الله عنه ، علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، و و و و و ، ابن باز رحمه الله ، ابن عثيمين رحمه الله ، الشيخ العلامة المحدث الالباني رحمه الله .. فأي الفريقين أولى بالحق أيها الإخوة .. بالاضافة إلى متون العقائد ففيها اقرار بالمهدي المبشر به .. وغير ذلك من الاثباتات كثير لو نقلنا عنهم لكثرت الصفحات ولكن حسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق .. والله الموفق

جعبة الأسهم
الفقير إلى عفو ربه

عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  تباشير الأحد يونيو 16, 2013 10:19 pm

[ltr]لا تعليق . ليس لأني لا أريد إن اعلق على إنكار القرضاوي و لكن لا أؤيد هذا النوع الطرح و أقصد طريقة الطرح للموضوع ، فأنت تقحم كل شيء و تخلط الأوراق مع بعضها و تغير القصه أو الأفضل إن نقول تنقل الجزء الذي يخدم فكرتك و آراءك . و موضوع الخوارج أكبر دليل على كلامي و من يقرأ الموضوع سيجد التزييف فمثلا إقحام الإمام الحسن البصري و الحجاج بلا مبرر و الناس تعرف قصتهم وكيف ان الإمام الحسن البصري كان ينتقد الحجاج في مجلسه علانيه حتى أمر الحجاج باستدعاءه لقتله ألا إن الكاتب يذكر ما يريد ويترك ما لا يريده لغاية ما ... هذا ما بدى لي والله أعلم.  [/ltr]

باختصار أنا لا اقرأ مواضيعك لأنها أشبه بالكتاب و بشكل عام أنا أحاول إن انتقي الكتاب الذي اقرأه و لا اقرأ لكل من هب ودب  أرجو ان لا تعتقد ان ا لكلام موجه لك؛ أنا أقصد بأن قبل قراءة كتاب يجب معرفة توجه الكاتب و للأسف عالم الإنترنت مليء بالأفكار والكتب المجهوله لذلك يجب الحذر منها هذا مجرد رأيي 
 
وتعقيبا على العنوان فقط... الأخ جعبة الأسهم قال الرأي السديد.   


و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تباشير
نعوذ بالله من الفتن

عدد المساهمات : 707
تاريخ التسجيل : 27/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  حاسم 1433 الأحد يونيو 16, 2013 10:36 pm

شيخنا الفاضل جعبة الأسهم واختنا الفاضلة عاشقة السماء


بارك الله فيكم

اسئل الله لكم الصحة والعافية والذرية الصالحة
وتشرفت بمروركم الكريم 
حاسم 1433
حاسم 1433
على الشواية

عدد المساهمات : 744
تاريخ التسجيل : 21/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  جعبة الأسهم الإثنين يونيو 17, 2013 10:54 am

أخي وشيخي/ حاسم 1433

حقيقة نحن من يتشرف بتواجدك بيننا ..

وإن كان للأعضاء الكرام رأي فيما يخص القراءة لما يوجد في الانترنت والحذر منه فهذا الأمر واجب على الجميع لسهولة الوصول إلى تغيير بعض المفاهيم وتسييرها نحو اهداف مشبوهة .. ولكن شهادة مني للأخ حاسم 1433 فهو يختار عدة مقالات او شروح أو اقتباسات تدور حول الموضوع وينقل ما يوضح المسألة في الغالب .. بمعنى أنه يختار الاضافات بعناية وهذا من وجهة نظري يحسب له لا عليه .. والله الموفق




جعبة الأسهم
الفقير إلى عفو ربه

عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  الهمداني الجمعة يونيو 21, 2013 7:37 pm

لن يظهر المهدي .. حتى تكتبوا في المنتدى .. لا مهدي
الهمداني
الهمداني
عضوية ملغية "ايقاف نهائي"

عدد المساهمات : 3554
تاريخ التسجيل : 30/04/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القرضاوي ينكر  المهدي Empty رد: القرضاوي ينكر المهدي

مُساهمة  جعبة الأسهم السبت يونيو 22, 2013 9:38 am

أخي/ الهمداني

الست ممن ينكر مجيء المهدي ولو بصورة غير مباشره ؟

انظر هنا:

الهمداني كتب:
فقصة اخر الزمان .. ممكن ما تحدث .. وقصة المهدي .. ممكن تكون اليوم وممكن بعد الف سنة .. وممكن ما تحدث خالص ..

https://t3beer.ahlamontada.com/t1110-topic#9906

جعبة الأسهم
الفقير إلى عفو ربه

عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى