الأحداث الساخنة في مصر.. متابعة متجددة

إعلام ولاية سيناء يقدم صولة الأنصار
قف عند الكلمة الأخيرة في نهاية الإصدار


لأول مرة.. داعش تشن هجومًا على سفينة حربية مصرية لتنقل المعركة إلى البحر
Sat, 15 Nov 2014 01:29:29
موقع كلمتي:
المفاجأة كانت صادمة بلا شك، فهي المرة الأولى منذ حرب 1973 التي تتعرض فيها قطعة بحرية حربية مصرية لهجوم يسفر عن قتلى وجرحى وحرق للنش بحري؛ ولهذا، جاء رد الفعل أيضًا مرتبكًا، تارة يقال إن المهاجمين “مهربون” خاصة أن منطقة الهجوم هي منطقة هجرة غير شرعية، وتارة يقال إنهم “إرهابيون” أو “داعشيون”، وكان من الطبيعي وسط هذا أن يحدث نوع من التعتيم، خصوصًا على الجنود المصريين القتلى، وأن تكتفي البلاغات العسكرية، حتى كتابة هذا التقرير، بالحديث فقط عن إصابة 5 وفقد 8، رغم أن اللنش البحري حمولته 19 جنديًا وضابطًا كما تقول بعض المصادر العسكرية.

ومع حسم المتحدث العسكري للجيش المصري، على حسابه على فيس بوك، ووصفه لما جرى بأنه “هجوم إرهابي”، بات الحديث أكثر خطورة وأكثر انزعاجًا، ويطرح تساؤلات لا حصر لها عن هذا التطور النوعي الكبير في خطط التنظيمات الجهادية في حربها مع الجيش المصري، وعدم قصرها على البر (أرض سيناء) وتمددها إلى البحر، وربما بدعم خارجي لها، خصوصًا أن الحديث يدور أيضًا عن البحث عن احتمالات مساندة دولة أجنبية لهم، والحديث عن “عناصر أجنبية” تم القبض عليها ضمن المهاجمين دون تفاصيل.

فللمرة الأولى في تاريخ مصر، تعرضت قطعة بحرية مصرية (لنش بحري) لإطلاق نار كثيف من ثلاثة مراكب مجهولة في البحر المتوسط قبالة سواحل دمياط، واتهمت مصادر عسكرية “إرهابيين”، رجحت أن يكونوا من تنظيم داعش، بالمسؤولية عنه، وقالت إن “الزورق المصري احترق وأصيب بعض الجنود وفقد آخرون”، وتدخلت القوات المصرية وأغرقت المراكب (بلانصات) الثلاث وقتلت واعتقلت 32 من المهاجمين، مشيرة أن “ما جرى كان عملًا إرهابيًا متعمدًا”.

وقال مصدر عسكري رفيع المستوى ببورسعيد إن “العناصر التي هاجمت القطعة البحرية المصرية، الأربعاء، أمام سواحل بورسعيد ودمياط من على متن 3 “بلنصات” (سفن متوسطة الحجم للصيد) بينهم عناصر أجنبية”، وإن “المهاجمين حاولوا اختطاف قوة القطعة البحرية الذين استبسلوا في مواجهتهم، وتعرضوا للإصابة”. وترددت أنباء على مواقع موالية للجيش وعلى صلة بأجهزة أمنية تتحدث عن مقتل 4 ضباط و13 مجندًا من القوات البحرية للقوات المسلحة، ورفع بعضها العدد إلى 20 ضابطًا وجنديًا دون حسم رسمي مصري، إثر الاعتداء الإرهابي والذي أسفر عن تدمير الكابينة الرئيسة للنش الحربي، واكتفى المتحدث العسكري الرسمي، بالقول إنه “تم إنقاذ 5 جنود مصابين وما يزال هناك 8 مفقودين يجري البحث عنهم”.

وتابع: “تجري حاليًا عمليات تمشيط، ومسح كامل لمنطقة الاشتباكات، وتقوم الجهات الأمنية المعنية بالتحقيق مع العناصر الإرهابية المقبوض عليها”، حسب قول المتحدث.

وكان بيان رسمي، صدر عن الجيش المصري، قال إنه”أثناء قيام وحدة مرور من القوات البحرية بتنفيذ نشاط قتالي في عرض البحر الأبيض المتوسط بنحو 40 ميلًا بحريًا شمال ميناء دمياط، أطلق عدد من “البلنصات” النيران من عدة اتجاهات مختلفة على اللنش فاحترق وتم إنقاذ أغلب ما فيه، وجاري البحث عن الآخرين” دون أن يحدد الضحايا المصريين بدقة، مكتفيًا بتأكيد وقوع إصابات في صفوف القوات المصرية.

وأكد بيان الجيش المصري أن “عددًا من “البلنصات” قاموا بإطلاق النيران على “اللانش” الحربي من عدة اتجاهات مختلفة، لكن القوات الجوية والبحرية دفعت بعناصر مقاتلة لنجدة اللانش بعد تعرضه لإطلاق النيران، وأن جهات سيادية بدأت تحقيقًا متكاملًا لمعرفة ملابسات الحادث ومن يقف وراءه”.

ورجحت مصادر عسكرية أن “يكون الاشتباك بين القوات المصرية وركاب المراكب الثلاثة، هو جزء من محاولة لضبط عناصر تابعة لتنظيم داعش قبل دخولهم مصر عن طريق البحر بنطاق محافظة بورسعيد أثناء عملية مسح وتمشيط منطقة “الجميل” المطلة على البحر المتوسط والمواجهة لمنفذ الجميل ومطار بورسعيد”، بعدما وصف المتحدث العسكري ما جرى بأنه “حادث إرهابي”.

وأكدت في تصريحات صحفية أن “وحدات قاعدة بورسعيد البحرية، وطائرات الهليكوبتر تعاملت مع المهاجمين، وأغرقت البلنصات الثلاثة، وألقت القبض على 30 شخصًا بينهم عناصر أجنبية، يرجح أن يكونوا منتمين لتنظيم داعش الإرهابي”.

ولاحقًا، أصدرت مديرية أمن بورسعيد بيانًا أكدت فيه أن “إطلاق النار وقع داخل بحيرة البردويل، وليس بميناء المدينة وأن المهاجمين هربوا إلى الميناء بعد ذلك”، دون أن توضح أي تفاصيل أخرى للحادث.

وأوضح مصدر عسكري أنه “يجرى الآن التأكد من قيام دولة أجنبية بتقديم الدعم اللوجيستي للمهاجمين أم لا، وأن القوات البحرية أعلنت حالة الاستنفار القصوى على مستوى القواعد المختلفة، ويجري القيام بعملية تمشيط واسعة على طول السواحل بالتنسيق مع القوات الجوية أيضًا”.

وتواصل القوات المسلحة عمليات تمشيط داخل المياه الإقليمية المصرية ناحية سواحل بورسعيد ودمياط بحثًا عن أية عناصر متورطة ومدعمة للهجوم الإرهابي، من خلال طائرات الهليكوبتر المسلحة، والوحدات البحرية المتطورة عالية التسليح.

ومن المنتظر أن تشهد سواحل البحر المتوسط من الإسكندرية حتى العريش اليوم عمليات استنفار غير تقليدية مدعومة من الطيران المسلح، بحثًا عن أية عناصر يشتبه في قيامها بعمليات تخريبية، أو محاولات للاعتداء على وحدات القوات المسلحة.

24455612_888629
وفي حال تأكد أن المهاجمين ينتمون لداعش كما رجحت مصادر مصرية، سيكون هذا أول هجوم لداعش ضد الجيش المصري عبر البحر بعد 28 ساعة فقط من انضمام تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” رسميًا، حيث أعلن تنظيم “أنصار بيت المقدس” في سيناء الاثنين الماضي في بيان صوتي، مبايعته لداعش والانضمام لها، وقال البيان الصوتي: “طاعة لأمر الله ورسوله، بعدم التفرق ولزوم الجماعة، نعلن مبايعة الخليفة إبراهيم بن عواد بن إبراهيم القرشي الحسيني، على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وألا ننازع الأمر أهله إلا أن نرى كفرًا بواحًا”.

وتساءل البيان في رسالة موجهة لـ”أهل مصر” عن سر صمتهم على جرائم النظام الحالي وسفكه الدماء، ودعاهم للقتال في سبيل الله.

وقال مصدر عسكري إن “الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع صدقي صبحي وقيادات الجيش، يتابعون الموقف بشكل دائم لبحث تداعياته وكشف أسبابه وتعقب الجناة”.

ويقول خبراء عسكريون إن “هذه العملية تشير إلى تطور نوعي خطير في الهجمات ضد قوات الجيش المصرية منذ الانقلاب العسكري في تموز/يوليو 2013؛ لأنها المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على البحرية المصرية في عرض البحر”.

وقال اللواء يسري قنديل، رئيس جهاز المخابرات البحرية السابق، واللواء هاني زاهر، خبير مكافحة الإرهاب إن “إطلاق النار على القوات البحرية، يعني أن العناصر الإرهابية نقلت معركتها مع الجيش والشرطة من البر إلى البحر لتشتيت القوات الأمنية، وأن احتمالات تورط دول أجنبية وارد، خصوصًا أن السفن المصرية وسفنًا أجنبية مصرح لها بالصيد في هذه المنطقة”.

فيما رجح عادل عبد الحليم، عقيد متقاعد بالقوات المسلحة، أن “يكون الحادث الذي استهدف القوات البحرية في البحر الأبيض المتوسط، بسبب هروب جماعي لإرهابي سيناء، بعد الكماشة التي فرضتها القوات المسلحة على سيناء، وعدم وجود أنفاق للعبور لغزة، فقام هؤلاء بمحاولة الهروب بحرًا لغزة عبر سواحل دمياط”